سعر الحصة الواحدة لمادتي الرياضيات والفيزياء يتجاوز الـ1000 دينار
أساتذة يحوّلون المستودعات وأسطح العمارات إلى أقسام للدروس الخصوصية
عبّرت العديد من الجهات المختصة ونقابات قطاع التربية بوهران، عن إستيائها وعدم رضاها من نتائج الفصل الأول بالأطوار الثلاثة التي كانت كارثية، إذ عبرت جمعية أولياء التلاميذ عن تحذيرها من النتائج التي من شأنها أن تنعكس سلبا على تحصيل التلاميذ وترهن مستقبلهم العلمي والعملي.
دفع الوضع بأولياء التلاميذ إلى الاعتماد المضاعف على تسجيل أبنائهم في الأطوار الثلاثة إلى دروس الدعم في العطلة الشتوية بعد الإضرابات والتأخر الملحوظ في برامجهم السنوية، والتي شارك فيها بعض الأساتذة الذين نصحوا تلامذتهم جهرا نهارا بالإضراب ومقاطعة الدراسة بهدف تحقيق مطالبهم المشروعة شريطة أن لا يكون الإضراب بطريقة النوم في البيوت، بل بالوقوف خارجا أمام مؤسساتهم التربوية، الأمر الذي جعل الآباء يدفعون حصة من مداخيلهم الشهرية إلى دروس الدعم لتفادي رسوب أبنائهم في ظلّ تعقد الدروس وكثافتها على كل المستويات، وعدم تمكن الآباء حتى المتعلمين من متابعة ومساعدة صغارهم في فهم الدروس دون اللجوء إلى معلم خاص. وفي السياق ذاته ـ لاحظنا إقبالا كبيرا للتلاميذ على دروس الدعم، إذ أكّد معظم الأولياء الذين التقيناهم أن مثل هذه الدروس أصبحت تمثل ضرورة من الضروريات باعتبار أن البرامج التعليمي يحتاج لدروس خصوصية باعتباره غير واضح نوعا ما ـ حسب ما أكدت السيدة نبيلة ـ وهي أم لثلاثة أطفال وموظفة بمؤسسة عمومية، والتي لجأت لتسجيل ابنها الذي يدرس في الطور المتوسط إلى مؤسسة خاصة قصد زيادة وعيه وتركيزه، إذ تمكنه من استدراك ما فاته من الأمور المعقدة التي يستحيل فهمها بالمدرسة، بالرغم من شرح الأساتذة الذي يكون في أغلب الأحيان محدودا. وفي هذا الشأن، أبدى الكثير من المواطنين رأيهم فيما يخص هذه الظاهرة التي عرفت انتشارا واسعا في الفترة الأخيرة، إذ أصبح الكثير من الأولياء وخاصة منهم الأمهات يربطون نجاح أطفالهم بإجراء هذه الدروس، إذ اعتبروها الوحيدة التي من شأنها أن ترفع مستواهم التحصيلي ـ ففي الوقت الذي كانت تقتصر فيه سابقا على أصحاب المستويات الضعيفة أصبحت الآن ضرورة لكل تلميذ وبمختلف المستويات، حتى النجباء منهم الذين اعتبروا أنفسهم مجبرين أيضا على اللجوء إلى مثل هذه الدروس بل ذهب البعض منهم إلى تعويضها مكان الدروس النظامية، و قد أصبحت توضع على عاتق هؤلاء التلاميذ مسؤولية استيعاب كل هذه الدروس من أجل التحصل على أحسن النتائج، الأمر الذي أرهقهم وأثقل كاهلهم وقلل من تحصيلهم الدراسي، بعد أن راح الآباء يسجلون أبناءهم في أقسام الدعم المنتشرة عموما في بيوت الخواص.وبسبب كثرة الطلب على خدمات بعض المعلمين لاسيما في المواد العلمية وعلى رأسها الرياضيات، اضطر بعض الأساتذة إلى تقديم دروس طوال اليوم، تحت إلحاح الأولياء اليائسين الذين لا يترددون في دفع تكاليف إضافية، من أجل الحصول على أمكان بأقسام بعض المعلمين من ذوي السمعة الطيبة، بفضل مهاراتهم في تقديم وشرح وتبسيط الدروس للطلبة، وقد أصبحت صورة الأطفال وهم يحملون محفظاتهم الثقيلة في الشارع بعد انتهاء فترة الدوام الرسمية بالمدارس، وفي ساعات متأخرة، عادية ومن الديكور اليومي بكل الأحياء السكنية تقريبا، للإشارة، أكد لنا بعض التلاميذ بأنهم يدفعون 600 دج إلى 1000 دج مقابل حصة دعم واحدة في مادة الرياضيات التي يقدمها لهم أساتذتهم في نفس المادة، وعلى القارئ إجراء عملية حسابية بسيطة لمداخيل مثل هؤلاء المعلمين، الذين يعدون أكثر من 30 تلميذا في أقسامهم الخاصة المفتوحة في البيوت والمآرب وبيوت الشباب، وغيرها من الفضاءات في ظلّ غياب الرقابة وعجز المعنيين عن وضح حدّ لظاهرة أثقلت كاهل الأولياء.
المحور