بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت من مكتبتي المتواضعة كتاب وهو من سلسلة رد البلاء بالذكر الكتاب الثالث ولقد لفت إنتباهي
تسبيح الحيوانات وأقوالهم فأحببت أن أكتب هذا الموضوع والحقه ببعض الصور .
واتمنى إن ينال الموضوع إعجابكم وتستفيدون من موضوعي
قال الله تعالى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ
وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا){سورة الإسراء}
الشرح
تسبح لله السموات والأرضين ومافيهن من مخلوقات , وكل موجود يقدس ربه وينزهه ويثني عليه ويحمده ويمجده بما هو أهله , فعله الحمد كله , والملك جميعه , والثناء أوله وآخره , لكنكم – أيها الناس – لا تفهمون تسبيح المخلوقات , فكلٌ يسبح بلغته وطريقته والله حليم لا يعاجل بالعقوبة من عصاه بل يمهله, كثير المغفرة لمن عاد وأناب واستغفر وتاب.
قال الله سبحانه وتعالى " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَالطَيرُ صَافَّاتٌ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهَ وَتَسْبِيحَهَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " النور 41
ألم تعلم – أيها الرسول – أن الله يسبح له كل من في السموات والأرض من المخلوقات ,
والطير تسبح في السماء لله – سبحانه-
قد صفّت أجنحتها,كل مخلوق قد علّمه الله كيف يصلي لمولاه ويذكر ربه ويسبح خالقه على طريقته ,
وهو –سبحانه-عليم لا تخفى عليه خافية,
يعلم عبادة العباد وتسبيح المسبح, لا تغيب عنه غائبة من أعمالهم وسيجازيهم بما عملوا.
أخي وأختي :
إن تسبيح الطيور والحيوانات وفيه عظة وعبرة للغافلين عن ذكر الله
حيث قال الراقم : ما أقل ما نذكر الله سبحانه وتعالى , فإننا – وإلى الله المشتكى – لا نكاد نجد فرصة لذلك ,
مع أن الذكر لا يشغل الأنسان عن شيء ,
وإنما هو تحريك اللسان فقط ,ويستطيعه المرء قاعداً وقائماً ونائماً,ولكن اشتغالنا بالدنيا وملذاتها الفانية ,
ألهانا عن ذكر الباقي جل جلاله ,فسبقتنا العجماوات .
أي (الطيور والحيوانات )إلى ذلك , ولنا – نحن الغافلين – فيها عظة وعبره.
في مستند الإمام أحمد بن حنبل – عن سهل بن معاذ عن أبيه- رضي الله عنه-
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل,
فقال لهم : اركبوها سالمة ,ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق , فرب مركوبة خير من راكبها ,
وأكثر ذكر لله تبارك وتعالى منه.
وإن أدهشك تسبيح العجماوات , وقلت : كيف تسبيح وهي لاتنطق ؟
الجواب سبق في الآيات المذكورة.
قال الدميري- رحمه الله – في كتابه حياة الحيوان الكبرى 3\126:وذكر الثعلبي والبغوي وغيرهما
في تفسير سورة النمل
عند قوله تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16)
قال كعب الأحبار , وفرقد السنجي: مر سليمان –عليه السلام – على بلبلٍ فوق شجر يحرك ذنبه ورأسه,
فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول هذا البلبل؟
قالوا: لا يارسول الله قال : يقول : أكلت نصف تمرة , فعلى الدنيا العفاء.ومر ّ بهدهد
فأخبر أنه يقول: إذا نزل القضاء عمي البصر.
وفي رواية كعب أنه يقول : من لا يرَحم لا يُرحم
والفاختة تقول :
يا ليت هذا الخلق ما خُلقوا, وليتهم إذا خُلقوا عَلموا لماذا خُلقوا , وليتهم إذا علموا لماذا خُلقوا , عملوا بما علموا.
والصرد يقول : سبحان ربي الأعلى ملء سمائه وأرضه.
والسرطان يقول: استغفروا الله يا مذنبين.
وصاحت طيطوى (نوع من الطيور) عنده , فأخبر أنها تقول :
كل حي ميت, وكل جديد بالٍ .
وقال: إن الخطاف يقول : قدموا خيراً تجدوه عند الله .
والورشان: ( طائر شبه الحمامة)
يقول ولدوا للموت وابنوا للخراب.
والطاووس يقول: كما تدين تدان.
والحمامة تقول: سبحان ربي المذكور بكل لسان.
والدُّراج (صرب من الطير) يقول
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}
وإذا صاحت العقاب تقول: البعد عن الناس راحة .
وفي رواية:البعد من الناس أُنس.
وإذا صاح الخطاف
قرأ الفاتحة إلى آخرها,ويمد صوته بقوله:
كما يمده القارىء.
والبازي يقول : يا كريمّ
والحدأة تقول : كل شيء هالك إلا الله.
والقطاة تقول: من سكت سلم .
هههههههههه ولاحد يسكت راح صوت القطط ولاحد اعتبر
والببغاء يقول : ويل لمن كانت الدنيا أكبر همه.
والزرزور يقول : اللهم إني أسالك رزق يوم بيوم ,يا رزاق!
والقنبرة تقول:
اللهم العن مبغضي محمد وآل محمد.
والديك يقول : يقول اذكروا الله ياغافيلين .
والنسر يقول : يا ابن آدم عش ماشئت فإنك ميت.
والغراب :يلعن العشّار ويدعوا عليه
.
وفي رواية أن الفرس تقول إذا التقى الجمعان : سبّوحٌ قدوس ربالملائكة والروح,
والحمار يلعن المكاس ومكسبه.
والضفدع تقول : سبحان ربي الأعلى.
وانتهي بحمد لله الموضوع ....