في زمن ساد فيه الفقر وكثرت فيه الأحزان . تعيش فتاة في مقتبل عمرها وسط أسرة فقيرة تلقب برتاج الجنة
كانت فتاة محبة للتحدي واثقة من خطواتها تحب الجميع ولا تعلوها الغيرة و لا الحقد , كانت مصدر امل لاهلها لكونها الفتاة الوحيد لوالديها
اتصفت ريتاج الجنة بأخلاقها السامية وجمالها الفاتن و الاخاذ وحسنها الباهر, الذي حط انظار الجميع لها لعذب صوتها ونقاوة قلبها ونقاء خلقها حتى الهمت كل من حولها و البنات صرن يحقدن عليها لذكائها الحاد و لباقة اسلوبها في الحديث و قدرتها على الإقناع , فلم تكن لا بتسامتها الرائعه التي تسلب العقول لتفارق شفتيها ولم تكن لتدمع يوما للحياة رغم ما يحمله قلبها الصغير من أعباء وأحزان . عانت هذه الفتاة من صعوبات في الحياة ولا سيما في مسارها الدراسي .
.
كانت ريتاج فتاة طموحة عالية الهمة نشأت محبة للسعادة للجميع فكانت تقر بان كمال سعادتها حين تجد كل الناس بصحة وعافية لذا اختارت لحلمها في المستقبل ان تكون طبيبة تعيل كل من سرقته مآسي حياته السعادة و تشفي المرضى و تصنع الابتسامة على وجوههم و تحمل هم الاخرين فتسهر على راحتهم
لذلك كانت تحرص على الاجتهاد في دراستها لتصنع مستقبلا مجيدا لها ولعائلتها.
علم اب ريتاج بحلم ابنته من طرف امها التي لم تستطع كتمان سر ابنتها خشية من ريتاج في ان تشغله
حتى يجهد نفسه بالعمل الشاق والمضني لتوفير المال من اجل اكمال دراستها .
اخذ والدها يوصيها على الدوام باليقظة والصبر والحذر في كل خطوة تخطوها
اما امها فكانت تستمع لكلامهم من وراء باب الغرفة والدموع تذرف من عينيها الوديعتين منهمرة على وجنتيها لانها تعلم ماذا يقصد الاب
في وصيته والمسكينة تضن انه ينصحها لا غير ...؟؟؟؟؟؟
بنيتي العزيزة .................................................. ...............
لم تكاد تدرك الفتاة ان والدها قد صار على حافة الموت .
وفي صباح اليوم التالي في تلك الصبيحة الصاعقة المحبطة و مرعبة
التي استيقضت فيها ريتاج على صوت صراخ وبكاء
يهز ارجاء المنزل الا وهو صوت امها واقربائها حزنا على فراق
كنز حياتها ومسقاها الذي ترتوي منه بالحب والحنان مات والد ريتاج
وغدت هي مليءة بالإحزان وقلبها في قمة الآلام .
ركب الفتاة توتر عظينم افقدها العزيمة في المواصلة وكذا خيبة كبيرة حطمت لها كل ابواب الامل والارادة .. اشتد احساسها بالحزن ..هذا الاحساس أتى ثقيل جدا عليها جعلها تضيع بلا غاية . مشردة في الطريق الذل والهوان بلا مأوى .. تائهة بلا دليل . وبدأت تهيم في خظم هذه الحياة تصارع معاناتها بلا أسلحة
ولكن امها لم تلبث ان تترك ابنتها على هاته الحال المزرية
فوقفت الى جانبها تذكرها بانه على الانسان المؤمن ان يكون صبورا
و لأن عدم الصبر على قضاء الله وقدره يسخط الرب وينافي كمال التوحيد؛ لما فيه من عدم الاستسلام والرضا والإيمان بقضاء الله وقدره.
اخبرتها امها بحقيقة وفاة والدها ا,
الأم : بنيتي العزيزة اريد ان اعلمك بحقيقة وفاة اباك الذي توفى بسبب مرض انهك قلبه مما افقده حياته ولم يكن ليخبرك لأنه لا يحب رأية
وجهك الجميل هذا حزين ولا يريد أن تلمك الألام بل كان ينتظرمجيئك لتحكي له يوميات دراستك لأنه يشعر ببعض الراحة , تفاقم هذا المرض عليه
رغم انه كان يحتاج الى اجراء عملية جراجية لقلبه ولكن العملية كانت بدورها تحتاج الى مال كثير يفوق وسعنا , أتعلمين انه حين كان يبتسم في وجهك
كان في نفس الوقت يتألم بشدة ؟, لم يكن لدي وقتها دواء حتى اتمكن من تسكين حدة المه الا الدعاء والتضرع لله في شفائه او حتى الشعور بالفليل من الراحة
لم تجد ماتفعله هاته المسكينة سوى الجلوس بقرب والدتها وكل منهما تواسي الاخرى .
اتى اليوم الذي تعود فيه ريتاج الى الدراسة , وهي في طريقها الى المنزل اذ بفتيات يسخرن من حالها
تتجرأ فتاة قائلة : ماذا سوف تصنعين بعد وفاة اباك صرت بلا دعم لذا انسي ذاك الحلم .
سرن الفتيات وهن يقهقن عليها اما ريتاج فتمسكت بالموقف المتصلب اتجاههن بل لم تكترث بما قالته الفتيات
.و لانها كانت تريد أن تفعل شيء له قيمة في حياتها، ومستعدة للكفاح من أجله لتحقيقه، صارعت نفسها لتقف وتكمل مشوارها الدراسي و حلمها
مرت الأيام والحلم في انهدام مستمر والفتاة في حالة بحث عن أمل ضاع منها بعد فراق أعز الناس .
اكيف لا وموعد الرحيل لاكمال الدراسة قد اقترب . تشكل في مخيلة ريتاج هاجس افقدها التفكير في حل مناسب
بدات علامات اليأس تبدوا عليها رغم ابتساماته الساحرة التي تهز الكيان اما امها وتطبيقا لوصايا ابوها الراحل لكن وراء تلك الضحكة
جبال من الأحزان ارادت شفاهها النطق بها . ما باليد حيلة الا الكتمان في قلبها . .
أتى اليوم الذي كانت ريتاج تنتظره بخوف لعدم اقتنائها المال اللازم للذهاب إلى البلاد المجاورة لمزاولة الدراسة
ازداد حزنها واجتمعت عليها امور كثيرة استطاعت ان تجاريها بصبرها .
وكعادة الفتاة ان تتخذ ضلال شجرة تتموقع بالقرب من تلة خظراء تبعد قليلا عن موقع سكنها ودرايتها اين تفرغ كل همومها
واحزانها ختى لا يراها أحد ولا يعلم بحالتها اي شخص .
وفي احد الايام عندما قصدت مكانها المريح تفاجئت بوجود كتب وكيس من المال ملصق عليه بطاقة معنونة باسمها
احتارت الفتاة لما وجدت هذا الكنز المستقبلي فقالت: مستحيل.لاأظن أن أي شخص سوف يقصد هذا المكان لبعده عن القرية
وعن طرق سير الحافلات والقوافل فيا ترى من وضعه هنا؟ولماذا هو موجه خصيصا لي؟ الي مساعدتي؟ ؤبآه انني لااصدق
ماتراه عيناي, أأستطيع الالتحاق بالكلية الان ؟ لم تتسوعب الفتاة حقيقة الامر فاسترخت قليلا شاكرة مولاها على نعمته.
ثم قامت يحمل الكتب والكيس متجهة صوب بيتها أين امتلكها الارتباك الشديد خوفا من عدم قبوله من طرف امها
دخلت البيت والرأس للاسفل ووضعت الكتب وكذا المال فوق الطاولة فااندهشت الام وقالت : من أين هذا؟
فاجابت الابنة: لقد وجدته ياأمي معنونا بامي .
فاِحتضنت الام ابنتها قائلة:لاتزال رحمة في القلوب وهذا المال كفيل لتسدية احتياجاتك الخاصة بدراستك .
واستمر الحال بتكرر هذه المساعدات مرات ومرات في نفس اليوم والمكان.