تحليل:
تفاهمات مصر وحماس.. أين هي من غزة؟
رويدًا رويدًا تتبخر سحب الأمل التي غمرت الغزيين بأن تفضي تفاهمات حركة حماس والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان لتحسن ملحوظ في واقع الحياة اليومية لا سيما فيما يتعلق بمعبر رفح البري في ظل ضبابية المشهد والتصريحات الأخيرة التي صدرت عن بعض قادة الحركة التي تسير الشؤون الحكومية في القطاع.
وكانت التصريحات الأخيرة لعضو القيادة السياسية لحركة حماس صلاح البردويل، عن أن الكرة باتت في الملعب المصري لتطبيق التفاهمات التي تمت مؤخرًا، قد تركت انطباعًا سلبيًا لدى أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع، خصوصًا بعد ما شهده المسافرون من معاملة خالفت توقعاتهم في آخر مرة فتح خلالها معبر رفح البري.
وحسب معلومات متواترة حصلت عليها “قدس الإخبارية” فإن هناك حالة من الخشية الحقيقة في أوساط حركة حماس من عدم تطبيق التفاهمات الأخيرة مع القاهرة، أو الاستمرار في حالة من المماطلة لتنفيذها في الوقت الذي تعصف بالقطاع العديد من الأزمات الاقتصادية والمعيشية.
ويبدو القلق حاضرًا في أوساط القرار الحمساوي خصوصًا في ظل الإجراءات الأخيرة التي اتخذها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ضد آلاف الموظفين بغزة عبر خصومات كبيرة وإحالة جزء كبير منهم للتقاعد المبكر بشكل إجباري، فضلاً عن تهديدات متواصلة بإجراءات غير مسبوقة إذ لم تستجب حركة حماس لمبادرة عباس بشأن إنهاء الانقسام.
عودة التشاؤم
في الإطار، يبرر المستشار السابق لحكومة حماس أحمد يوسف في حديثه لـ “قدس الإخبارية” حالة التشاؤم الأخيرة بالمعاناة التي عاشها المسافرون عبر معبر رفح البري بعدما كانوا ينتظرون مشهدًا جديدًا ومغايرًا لكل ما كان يجري في السابق وأثناء تنقلهم عبر المعبر البري.
ويقول يوسف إن الجميع كان ينتظر تبدلاً وتحولاً في التعامل المصري خصوصًا في ظل التفاهمات الأخيرة والتي أدت إلى نوع من الثقة، إلا أن ما جرى شكل صدمة للجميع وأدى لحالة من الغضب والتذمر الملحوظة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما فيسبوك.
ويعلق يوسف على تصريحات البردويل الأخيرة، “التصريح يفهم وجوب إعطاء مصر الفرص من أجل إحداث تغير، ولتنفيذ التفاهمات وتحسين الأوضاع عبر المعبر، لا أن يكون أداة لحلب الناس عبر تنسيقات خاصة بأموال طائلة”.
وعن بدائل حركة حماس وخطواتها حال عدم تنفيذ القاهرة للتفاهمات يشدد يوسف لمراسل “قدس الإخبارية“، على ضرورة عدم وجود أي نوع من أنواع التهديد والوعيد، للمحافظة على العلاقة وعدم محاولة خلق أي قطعية مع مصر، مع الاستمرار في اللقاءات والحوارات التي من شأنها أن تنعكس بشكل إيجابي على حياة الغزيين.
وبشأن مبادرة القسام الأخيرة التي تتحدث عن إحداث فراغ أمني وسياسي بغزة قال يوسف، “مبادرة القسام عبارة عن ورقة وانعكاس للأوضاع الصعبة وهي فكرة فالناس تضع الأفكار والسيناريوهات للخروج من الواقع المتأزم لكن صاحب القرار هي القيادة السياسية لحماس”.
مزيدًا من الخطوات
من جانبه، شن القيادي في حركة فتح يحيي رباح هجومًا ضد حركة حماس في غزة بسبب تفاهماتها الأخيرة مع السلطات المصرية والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، معتبرًا إياها باتت خارج المشهد الفلسطيني ومطالبة بإنجازات أمنية ستنعكس سلبيًا عليها.
ويقول رباح لـ “قدس الإخبارية” إن التفجير الأخير الذي شهدته رفح هو بداية لما هو قادم لحركة حماس حيث من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من هذه الأحداث العنيفة في ضوء تفاهماتها الأخيرة وما تريد أن تقدمه من إنجازات أمنية في ضبط الحدود والأوضاع.
ويلفت القيادي في حركة فتح لـ”قدس الإخبارية” إلى وجود خلافات داخلية في حركة حماس بسبب التقارب مع دحلان الذي كانت الحركة تعتبره المسبب الرئيسي للانقسام الداخلي ثم تحول فجأة إلى شريك عبر تفاهمات تمت معه خلال الفترة الأخيرة في العاصمة المصرية القاهرة.
وينوه إلى أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الإجراءات التي سيتخذها الرئيس عباس ضد حركة حماس بدرجة أساسية في القطاع وليس الشعب الفلسطيني من أجل وقف سياسة “التربح” من الانقسام عبر حكومة الأمر الواقع التي تديرها الحركة في غزة.
ويشدد رباح على أن هذه الإجراءات ستتصاعد بشكل غير مسبوق من أجل إجبار حركة حماس على التسليم والموافقة بمبادرة الرئيس عباس الخاصة بإنهاء الانقسام وتسليم القطاع لصالح حكومة التوافق، مع التأكيد على أن المستهدف من وراء هذه الإجراءات هي الحركة وليس الفلسطينيين بغزة.
https://www.qudsn.co/article/125733