بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله محمد رسول الله و على آله و أزواجه الشرفاء الأطهار و ذريته و صحابته الأخيار و على أولياء الله العباد و الزهاد العارفين به و بنفوس خلق الله
وبعد
في كل وقت و حين جعل الله عز وجل رجالا أتقياء ثقات وصديقين يذكرونه ذكرا كثيرا و حميدا شاكرين له أنعمه زاهدين في الدنيا صابرين و مستغفرين ترى فيهم مفاتيح الذكر , الهيبة و الدهاء أجلاء و شرفاء ذات نسب و حسب جل صفات التقوى فيهم أرادهم الله كذالك و هو الحكيم .
نذكر واحدا من هؤلاء العلماء و الأئمة الأخيار العارف ب الله و الدال عليه سيدي و ولي نعمتي الشيخ أحمد الحبيب
ولد صاحب القدر المفخم السيد الشيخ المفضل أحمد الحبيب رعاه الله في قرية أولاد علي , دائرة خميس خشنة ولاية بومرداس في بلد الجزائر في 19 ذي القعدة 1359ه الموافق ل 18 ديسمبر 1940م وهو ابن السيد عبد القادر بن عمر حبيب رحمه الله.
انضم إلى درب إخوان الصوفية تحت إشراف السيد و الشيخ علي بوديلمي قدس الله سره و نفعن به في شهر ذي الحجة 1382ه الموافق لشهر مايو 1963م في زاوية في مركز التكوين المهني بمدينة القبة في الجزائر العاصمة الذي كان يشرف عليها المقدم الراحل للزاوية ذاتها السيد الحاج عبد اللحفيض بن رقيبي فتعلم
علوم اللغة العربية من قواعد و النحو
فقه العبادات و العقيدة على المذهب إمامنا الجليل مالك رضي الله عنه
كما كانت الزاوية محل لدراسة القرآن الكريم و تحفيظه و إلقاء الدروس علم التصفية القلوب و التقرب إلى المعبود و كل ما دار حول محبة الله و رسوله و عباده الصالحين و كانت جلها تلقى بعد صلات المغرب بشكل دائم و مستمر
عام 1968 دخل الخلوة و ذكر الاسم الأعظم و فتح الله عليه من الأنوار ما جعله مخول لحمل ولاية المشيخة و كان حقا أهلا لها . و ما على الرسول إلا البلاغ فعن كل راغب في الله ب الله إلا أن يتوجه إلا صاحب السر الأعضم و يأخذ العهد على يديه الشريفتين عسى يلقى مناه
إذ لسان الحال الشيخ يقول
يا من تريد الحضور و الأنس بالمذكور عليك بذكر الله و ترك كل محضور
سرا و علانيتا يحصل له الطهور فتصير له أهلا لك ترفع الستور
و لا بد من إمام يحميك من الشرور يكون ربانيا و ذا سير مبرور
فإذا و جدته فسلم له الأمور وكن طوعا لأمره لا تلتفت للظهور
فالسر حقا موجود لا يدريه إلا من يدنو منه
سر الله لدينا لقد فاض وانتشر كنور الشمس لما عم الكون وضهر
إنه ماء الحياة للقلوب كالمطر يراه فتى فطان قد صفى له نضر
أيا من لا يدريه لا تبادر بالإنكار سلم واجنح لأهله كي يبدو لك الخبر
الهم صلي و سلم و بارك على سيدنا و مولانا محمد الهادي لأنوارك الجامع لأسرارك الدال عليك الموصل إليك صلاة ينفرج بها كل ضيق و تعسير و تشفينا من الأوجاع و الأسقام و تخلصنا من المخاوف و الأوهام و تحفضنا في اليقظة و المنام و تنجينا من نوائب الدهر و متاعب الأيام و تجمعنا مع الذات المحمدية في أعلى المقام و أرزقنا يا مولانا في جواره حسن الختام آمين آمين آمين