بيض و"فرماج".. النقل في "الطراكتور" والأقسام تتحوّل إلى غرف تجميد
تعاني المؤسسات التربوية عبر الوطن من مشاكل بالجملة، انعكست بالسلب على التحصيل العلمي للتلاميذ والمردود التدريسي للمعلمين، بعدما صار الذهاب إلى المدرسة والعودة منها، رحلة محفوفة بالمخاطر والمغامرات تشغّل ذهن التلاميذ وأوليائهم أكثر حتى مما يقدم من دروس في الأقسام، مشاكل أدت إلى تنامي ظاهرة التسرب المدرسي في أوساط المتمدرسين، لاسيما البنات منهم، اللائي يجبرن على مقاطعة الدراسة في سن مبكرة بسبب الأوضاع المزرية والظروف الصعبة التي يزاولن فيها تعليمهن، وهذا على الرغم من الميزانيات الضخمة المخصصة والموجهة لتسيير هذه المؤسسات، ولعل من أبرز هذه المشاكل نقص التدفئة وغياب الوجبات الساخنة، فضلا عن نوعية الوجبات المقدمة، والتي تفتقر إلى المعايير الغذائية السليمة، حيث يتناول التلاميذ وجبات باردة تتضمن أحط أنواع الفواكه والجبن والياوورت مع الخبز "اليابس".ويضاف إلى كل ما سبق مشكلة النقل المدرسي الذي زاد من معاناة التلاميذ وأوليائهم، حيث تعاني الكثير من المدارس خاصة على مستوى المناطق النائية من غياب وسائل النقل أو قلتها وقِدمها إن وجدت، هذه المعاناة تزداد فصولها المأساوية حين حلول فصل الشتاء المعروف ببرودته الشديدة والتساقط الغزير للأمطار والثلوج في العديد من هذه المناطق، وهو ما يحول الأقسام إلى حجرات تبريد همُّ الطالب والأستاذ فيها عدم الإصابة بنزلة برد مفاجئة، لاسيما أن العديد من هذه المؤسسات تعاني من تشققات وتصدعات ومهددة بالانهيار في أية لحظة فوق رؤوس الأسرة التربوية، ويبقى سوء التسيير وغياب الإحساس بالمسؤولية والتلاعب بالمال العام في مقدمة الأسباب وراء استمرار الوضع السلبي لمدارسنا، وقد ارتأت "النهار" ضمن هذا الملف، التطرق بالتفصيل إلى ما تعانيه منابرنا التعليمية وهي في المحصلة رسالة صريحة إلى المسؤولين على القطاع لتشخيص الداء و إيجاد الدواء الناجع.
عجز بـ 76 حافلة نقل مدرسي و 9 مدارس من دون تدفئة في الأغواط
يعرف قطاع التربية بولاية الأغواط تحديات كبيرة للقضاء على بعض النقائص على مستوى الهياكل والتجهيز والتأطير للأطوار التعليمة الثلاثة التي تقف حجر عثرة أمام المسار السليم للعملية التربوية.عكفت الإدارة الوصية على انتهاج سياسة الإصلاح والتي مست بالدرجة الأولى عملية التوظيف بتشخيص المناصب على مستوى كل بلدية بمتابعة مباشرة من قبل والي الولاية لإضفاء صفة الشفافية عليها وهذا لتمكين أبناء الولاية من فرص التوظيف، لاسيما في المناطق النائية، ومن أجل التقليل من حركة تنقل الأساتذة واستقرارهم وتمكين التلاميذ من فرص التعليم لاسيما في المواد الأجنبية، وهذا بتوظيف 171 معلم بالمدارس الابتدائية، منهم 122 أستاذ لغة عربية، و49 أستاذ لغة فرنسية، و60 أستاذا للطور المتوسط لمختلف المواد، و59 أستاذا في الطور الثانوي خلال الموسم الدراسي الحالي، مع تأطير إداري بـ 124 مدير، ولعل نقطة الإطعام المدرسي أحسن بكثير من مشكلي النقل والتدفئة داخل المدارس، إذ من بين 230 مدرسة توجد 7 مدراس فقط من دون مطاعم، في حين لايزال مشكل التدفئة يمس 9 مدارس والمشكل يعود حسب الأمين العام للتربية إلى أن هذه المدارس مجهزة ولم يتم ربطها بالغاز من قبل مصالح سونلغاز، بالإضافة إلى أن الممونين اقتنوا أجهزة تدفئة تم رفضها من قبل سونلغاز حفاظا على سلامة التلاميذ، في حين يبقى النقل المدرسي يسجل عجزا بــ 76 حافلة وهذا لشساعة الولاية وبعد المداشر والقرى، حيث يبلغ عدد الحافلات المسلّمة من طرف وزارة التربية 107، ومن التضامن 52 حافلة، بمجموع الكلي 159 لنقل 2076 تلميذ في الابتدائي و 2624 تلميذ في المتوسط و1650 في الثانوي.
900 مليون ميزانية الإطعام.. و 40 دينارا لوجبات باردة في تيبازة
يبدو أن مشاريع بناء المطاعم المدرسية التي تسير ببطء شديد، أثر بشكل كبير وعاد بالسلب على التلاميذ، على غرار المنطقة الغربية لولاية تيبازة، حيث توجد 4 مدارس ببلدية الداموس تقدم وجبات بادرة للأطفال المتمدرسين، على الرغم من قلة عددهم داخل المدارس، إلا أنه وجب على السلطات المعنية توفير لهم المطاعم حتى يستفيدوا من وجبات ساخنة، ومن جانب آخر، كشفت مصادر مقربة بأن الغلاء الفاحش للأسعار والمـواد الغذائية، أثر هو الآخر على الوجبات المقدمة مع التحلية والمقدر سعرها بــ40 دينارا حسب المصدر الذي أكد أنه لا يمكن التوفيق بين سعر الوجبة وسعر المواد الغذائية، وهو أمر كذلك ساهم في تقديم وجبات باردة في بعض الأحيان، و تعتبر الميزانية المخصصة من طرف السلطات الولائية و المقدرة بــ900 مليون سنيتم، ضئيلة جدا مقارنة بعدد المطاعم المدرسية المنتشرة بالولاية، زد على ذلك نقص الإمكانات لدى مستشاري التغذية والمقدّر عددهم بــ5 مستشارين يستعملون إمكاناتهم الخاصة، وهو الأمر الذي يعطلهم عن تأدية مهامهم على أكمل وجه، ناهيك عن وجود بعض النقائص في مهام مجلس التسيير للمطاعم المدرسية. وتجدر الإشارة إلى أن المشكل المطروح بقوة يتمثل في النصوص التنظيمية المسيرة للمطاعم المدرسية، حيث تتم المناقصات على مستوى المجالس البلدية، بينــما يستفيد الممونون من أموالهم على مستوى مديرية التربية وهنا يمكن التساؤل هل المطاعم المدرسية تابعة للبلديات أم لمديرية التربية.
200 ألف تلميذ يواجهون البرد بـ"الكاشير" و"الفرماج" في المدية
يشهد قطاع التربية بولاية المدية عدة عراقيل هامة، أبرزها انعدام المطاعم المدرسية في بعض المؤسسات التربوية والتدفئة، بالإضافة إلى غياب التأطير في بعض المناطق المعزولة وما أكثرها في الولاية، كون نحو 70 ٪ من مساحتها ريفية، وهو الأمر الذي يجسد معاناة تلاميذ هذه المناطق في غياب كذلك النقل المدرسي، ولعل آخر احتجاج سجل بسبب انعدام المطاعم المدرسية منذ أسبوعين، حين دخل تلاميذ مدرسة تيزي المهدي الواقعة على بعد 26 كلم جنوب المدية، في إضراب عن الدراسة بسبب انعدام المطعم المدرسي، التلاميذ كانوا قد دخلوا في احتجاج مسبق قبل هذا الإضراب نتيجة ظروفهم المأسوية التي يمرون بها يوميا، بحثا عن وجبة الفطور التي تعددت أوجهها في سبيل الحصول عليها، ناهيك عن أن التلاميذ قد انهكتهم المصاريف اليومية من أجل سد حاجياتهم في هذا الشأن، ضف إلى ذلك أنهم يقطعون الكيلومترات للوصول إلى مقاعد الدراسة، وما يؤرق أكثر هو أن المصالح المعنية في بداية هذا الموسم قامت بتدشين مطعم واحد فقط ببلدية بوشراحيل، في حين أن عدد المطاعم المدرسية وصل إلى أكثر من 561 مطعم، وهي محل خلاف في تسييرها بين المصالح البلدية ومديرية التربية، ناهيك عن طبيعة الوجبات التي تقتصر في أغلب المطاعم على البقوليات، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بولاية المدية، فإن التدفئة تعد معضلة حقيقية، ولاسيما في المناطق الشرقية منها كبلديات بني سليمان تابلاط والقلب الكبير التي لم يصلها غاز المدينة إلى وقتنا الحالي، فعلى سبيل المثال، مدرسة القبالجية ببلدية القلب الكبير الواقعة شرق ولاية المدية، حجرات التبريد التي يزاول فيها التلاميذ الدراسة في فصل الشتاء، إذ إن الابتدائية تفتقر إلى مصادر التدفئة، مما جعل التلاميذ والمعلمين على حد سواء، يعانون من البرد الشديد كون المنطقة معروفة بمناخها القارص، وأضاف محدثونا، أن غياب جدار إسمنتي يقي التلاميذ، الأخطار القادمة من ورائه، خاصة في فترات الراحة، كما توجد في المدرسة مطمورة تجمع فيها مياه قنوات الصرف الصحي وهو ما يهدد أبناء محدثينا من الأمراض والحشرات والقوارض التي تتجمع بالقرب منها، في ظل غياب قناة الصرف الصحي، كما أن نقص التأطير يشكل هاجسا آخر، من خلال نقص المعلمين في المدارس الابتدائية المعزولة كمدرسة البشير الإبراهيمي المتواجدة ببلدية الكاف لخضر التي تعاني من مشاكل عديدة باتت ترهن تحصيلهم العلمي، وحسب حديث أولياء التلاميذ لـ"النهار"، فإن هذه المعاناة تعكس النقائص الموجودة في هذه المؤسسة، على غرار الاكتظاظ في الأقسام، ونقص الهياكل والتأطير، ناهيك عن عدد القاعات غير الكافي، كما أن إحداها باتت على وشك الانهيار، مهددة بذلك حياة التلاميذ والمعلمين، وهي مغلقة منذ عامين ولم يتم تهديمها. وبين هذا وذاك، فقد بلغ تعداد التلاميذ للموسم الدراسي 2014-2015 بولاية المدية في مختلف المستويات 199880 تلميذ.
مؤسسات تربوية "خردة" ومشيدة بمواد "مسرطنة" في بجاية
أبدى أولياء التلاميذ لولاية بجاية، استياءهم من الوضع الكارثي لمؤسستهم التربوية، بدءا بافتقار الكثير منها إلى شبكات مياه لائقة، مرورا بتدني خدمات المطاعم التي لاتزال تسير بطرق بدائية معتمدة على غاز البوتان، ولاتزال العديد من المؤسسات التربوية المبنية بمادة الأميونت موزعة على مختلف مناطق الولاية، تستقبل سنويا التلاميذ خاصة الابتدائيات، على الرغم مما تشكله من مخاطر على صحة المتمدرسين، واشتكى أولياء التلاميذ في المؤسسات المعنية للسلطات المحلية من الأخطار التي تهدد حياة التلاميذ، نتيجة تماطل مصالح الولاية في إعادة بناء هذه المؤسسات وإزالة الجدران التي أنجزت بمادة الأميونت. في المقابل كشفت إحصائيات الأخيرة، بأن هناك مؤسسات تربوية يعود تاريخ تشييدها إلى العهد الاستعماري، لم يتم تغيير أسقفها إلى اليوم. من جهة أخرى، أحصى تقرير صدر عن مصالح التربية لولاية بجاية، أن 56 هيكلا مدرسيا من مختلف الأطوار التعليمية يفتقر إلى معايير البناء، وتم إنجازها من دون احترام شروط البناء، بالإضافة إلى 25 ابتدائية تجاوزها الزمن وتشكل تهديدا كبيرا على حياة التلاميذ جراء حالتها المهترئة، مما يجعلها مهددة بالانهيار.من جهة أخرى يعاني تلاميذ ولاية بجاية هذه الأيام من البرد القارس، وهذا لغياب التدفئة في أغلب المؤسسات التربوية وخاصة الموجودة في القرى والمناطق النائية، مما أثر سلبا على دراستهم، حيث تكاد الأقسام في هذه المدارس، تتحول إلى أجهزة للتبريد أو شبيهة بالثلاجات، حيث يضطر هؤلاء إلى البقاء بمعاطفهم طيلة فترات الدراسة، خوفا من الإصابة بأمراض مستعصية في هذا الفصل البارد. من جهة أخرى علمت "النهار" مؤخرا، أن مديرية التربية بولاية بجاية، عمدت إلى غلق ما يقارب 60 قسما مدمجا بعدد من المدارس الابتدائية الموجودة في المناطق النائية للولاية، وتضم هذه الأقسام مستويات مختلفة، وتريد ذات المديرية من خلال هذا الإجراء الحفاظ على هذه المدارس، كحل مؤقت، على الرغم من شغور أغلبية مقاعدها، وبالتالي تفادي غلق العشرات من المدارس مثلما حدث خلال المواسم الماضية، بسبب عدم توفر العدد اللازم لفتح الفوج التربوي المقدر عدده بـ14تلميذا، وهو ما يخلف متاعب كبيرة لأوليائهم بسبب بعض هذه المدارس، لاسيما أن جل المناطق الريفية لا تتوفر على النقل المدرسي.
25 % عجز في المطاعم المدرسية ونقص الطباخين يزيد الطين بلة
تعمل مديرية التربية لولاية بجاية من سنة إلى أخرى على توسيع عدد المطاعم المدرسية لتشمل مختلف أنحاء الولاية، وفي هذا المجال ذكر مدير التربية للولاية، أن السنة الدراسية الحالية تميزت بفتح عدد كبير من مطاعم المدرسية يستفيد منها أكثر 74 ألف تلميذ وتلميذة في أكثر من 471 مدرسة من مجموع 802 مدرسة ابتدائية، أي بمعدل 85 ٪ وتركزت المطاعم المستحدثة في المناطق الأكثر عزلة، كما أن هناك عدة مطاعم مدرسية أخرى طور الإنجاز، وستسمح هذه المشاريع الجديدة لدى استغلالها برفع نسبة الاستفادة من التغذية المدرسية من75 ٪ إلى 100 ٪، مستقبلا لتلاميذ المدارس الابتدائية، وفي المقابل تعاني أغلبية المطاعم المدرسية التابعة في المدارس الابتدائية على مستوى بلدية بجاية من أزمة نقص العمال، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على تسيير هذه المطاعم التي أصبحت لا تلبي حاجيات التلاميذ من الوجبات الغذائية، وحسب مصدر من البلدية، فإن هناك عدد من المطاعم ما تزال مغلقة الأبواب في وجه التلاميذ، وفي هذا الشأن، تطالب البلدية، الوظيف العمومي، الإفراج عن المناصب المالية لتوظيف عمال متخصصين في تحضير الوجبات الغذائية، والسعي لاستقطاب أنظار خريجي معاهد التكوين، ويشير ذات المصدر، إلى أن البلدية قد راسلت مديرية الشؤون الاجتماعية قصد الموافقة على توجيه الشباب للعمل في المطاعم المدرسية، وأمام استمرار هذا النقص فإن المتضرر الأكبر هم التلاميذ بالدرجة الأولى.
التلاميذ يواجهون البرد بسبب غياب التدفئة في المسيلة
يُطرح مشكل التدفئة داخل المؤسسات التربوية على مستوى ولاية المسيلة، كثيرا في فصل الشتاء، حيث تعرف معظم المدارس سواء في الجهة الشرقية أو الجنوبية للولاية، نقصا فادحا في الأجهزة، إلى جانب بعض الشروط الواجب توفرها في الأقسام، والأمر يتعلق بالأبواب التي لم تعد صالحة للغلق أو النوافذ التي ينعدم بها الزجاج، في حين نجد بعض المدارس تنعدم بها تماما أجهزة التدفئة، ضف إلى ذلك أن بعض المؤسسات التربوية لاتزال إلى حد الساعة تقدم وجبات باردة، بالإضافة إلى أن بعض الأقسام تحتاج إلى إعادة ترميم، فهؤلاء التلاميذ يزاولون دراستهم بالجهة الشرقية والمعروفة ببردها القارس، كما تتوفر على الرطوبة باعتبارها مناطق جبلية، وهو ما جعل التلاميذ يصابون بالزّكام، إذ يلجأ جلهم إلى قطع مسافات طويلة من القرى والمداشر الجبلية إلى المدارس كل صباح، ليصلوا إلى الأقسام فلا يجدون مدفأة، وأمام هذا الوضع تبقى تلك المؤسسات محرومة من الغاز لتعتمد في التدفئة على المازوت الذي لا تلتزم السلطات دائما بتوفيره، مما يدخل التلاميذ في دوامة البرد، ونشير إلى أنه سبق لتلاميذ متوسطة ابن رشد في مڤرة شرق الولاية، أن احتجوا الأسبوع الماضي بسبب غياب التدفئة، حيث امتنع التلاميذ القاطنون في المناطق المعزولة عن الالتحاق بمقاعد الدراسة نتيجة البرد القارس مع غياب أجهزة التدفئة، وأما الجهة الجنوبية للولاية تشهد بعض المدارس الابتدائية نقصا فادحا في وسائل التدفئة، وهي المورد الضروري والرئيسي الواجب توفره خلال فصل الشتاء، لكن الوضعية التي آلت إليها المدارس اليوم تعكس التحصيل العلمي لدى التلاميذ، وأيضا التأثير على صحتهم وهي الحالة التي تعرفها العديد من مدارس قرى بلديات عين الملح، بن سرور وعين الريش.مشكل آخر أصبح يؤرق التلاميذ، وهو عدم تمكين التلاميذ من الوجبات الساخنة مثلما هو الشأن بجل ابتدائيات الولاية، وفي السياق نفسه أعربت مصادر تربوية عن قلقها إزاء عدم التزام السلطات المحلية بمسؤوليتها فيما يخص توفير المطاعم بالغاز، مما يؤدي بالمشرفين على المطاعم إلى الإبقاء على الوجبات الباردة·
14 مطعما مدرسيا يقدم وجبات باردة في بومرداس
أحصت مديرية التربية لولاية بومرداس 14 مطعما مدرسيا، يقدّم وجبات باردة للتلاميذ، من أصل 178 مطعم موزع عبر إقليم الولاية، وهي المطاعم التي تنتظر عمالا من طرف مصالح المجالس الشعبية البلدية، حيث يستفيد من الإطعام المدرسي على مستوى الولاية، 63 ألف تلميذ، وتعتزم مديرية التربية للولاية رفع عدد المستفيدين إلى 66 ألف تلميذ، بعد أن تم فتح وتجهيز مطعم المحجر ببلدية راس جنات مطلع السنة القادمة، الذي تعرض لاهتراءات جراء زلزال 2003، إلى جانب تسلم حصة إضافية لصالح 3 آلاف تلميذ سيتفيد من الوجبات الساخنة خلال جانفي 2015. من جهة أخرى يبقى مشكل انعدام العمال يؤرق 14 مطعما مهيكلا، ويقدم وجبات باردة، في انتظار تزويدها بعمال وطباخين من طرف مصالح المجالس الشعبية البلدية. من جهة أخرى، تتوفر الولاية على 154 حافلة نقل مدرسي يستفيد منها 13 ألف تلميذ، ويبقى عدد الحافلات ضئيلا مقارنة بعدد التلاميذ، خاصة بعدة قرى نائية، إلى جانب تعطل عدة حافلات وعدم إصلاحها.
الجرارات والدواب للوصول إلى المدارس في الجلفة
يعاني تلاميذ المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة على مستوى 36 بلدية بولاية الجلفة، من صعوبات حقيقية أثرت بصفة سلبية على المردود التربوي والمتعلقة أساسا بالنقص الملحوظ في وسائل النقل المدرسي، التدفئة والإطعام، وهذا على الرغم من تخصيص ميزانية الولاية لأكثر من 3,5 مليار سنتيم، لترقية وتحسين هاته الخدمات، غير أن إهمال وتسيب بعض رؤساء البلديات جعل معاناة 253 ألف تلميذ موزعين عبر 7653 فوج تربوي يعانون من صعوبة التنقل، التدفئة والإطعام، إذ يعاني أزيد من 142216 تلميذ في المرحلة الابتدائية من النقل المدرسي، سواء على مستوى المناطق الحضرية بسبب ارتفاع مؤشر التعليم وقدم الحظيرة وكذا تقاعس بعض رؤساء البلديات في اقتناء وتأجير حافلات لنقل التلاميذ إلى مؤسساتهم التربوية، على الرغم من أن وزارة التضامن الوطني قد منحت لهم أكثر من 108 حافلة وبرمجة اقتناء 10 حافلات أخرى لتغطية العجز المسجل، وكذا منح إعانات مالية من قبل المصالح الولائية، غير أن المعاناة أضحت تزداد من يوم إلى آخر، لاسيما بالنسبة لسكان المناطق الريفية وشبه الحضرية، كما هو الحال لتلاميذ قرى كل من مقطع الوسط، والنثيلة، والمرحمة، وسيدي بايزيد، وقيهب القاعو بأم العظام، مما جعل بعض التلاميذ يستعملون الدواب والجرارات الفلاحية للوصول إلى مؤسساتهم التربوية. وتشهد أغلب المؤسسات التربوية، لاسيما الابتدائية منها، من انعدام التدفئة ونقصها في أغلب الأحيان، سواء المربوطة بالغاز الطبيعي أو التي تستهلك المازوت، وهذا على الرغم من الاعتمادات المالية الممنوحة من قبل المصالح الولائية التي خصصت في آخر ميزانيتها أكثر من 3,5 مليار سنتيم للاعتناء وصيانة وتجهيز المؤسسات التربوية في كافة المجالات.
48 % نسبة الإطعام المدرسي في الجلفة
تتوفر المؤسسات التربوية بولاية الجلفة خلال هذا الموسم على 292 مطعم، منها 254 وظيفي ونسبة الإطعام، تقدر بـ48,13، من بينها 242 بالمدارس الابتدائية، غير أن غياب الشروط الموضوعية لتسييرها وأداء دورها في إطعام التلاميذ حال دون الهدف المنشود، وهذا جراء غياب الكهرباء والماء والغاز، وقدم التجهيزات والعمال، وتعطيل الثلاجات الكبيرة والعمال غير مؤهلين، والاكتظاظ أثناء تناول الوجبات التي تعد ضعيفة، فهي لا تتعدى عجائن وحبة بيض وعلبة ياغوورت أو حبة برتقال، في المناطق الحضرية وشبه الحضرية، أما في المناطق الريفية، فإن التلاميذ يحملون معهم تغذيتهم التي لاتتعدى أن تكون وجبة باردة، الأمر الذي أدى بأعضاء المجلس الشعبي الولائي في دورتهم الأخيرة إلى اقتراح استحداث مطاعم مركزية تضم عدة مؤسسات وتوسيع طاقة الاستقبال وتنظيم مواعيد الإطعام.
النهار