|
قسم الأمير عبد القادر الجزائري منتدى خاص لرجل الدين و الدولة الأمير عبد القادر بن محيي الدين الحسني الجزائري، للتعريف به، للدفاع عنه، لكلُّ باحثٍ عن الحقيقة ومدافع ٍعنها، ولمن أراد أن يستقي من حياة الأمير ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
*** الأمير عبد القادر الجزائري... حكاية رجل مقاوم ***
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2009-07-13, 17:00 | رقم المشاركة : 61 | |||||
|
اقتباس:
|
|||||
2009-07-14, 10:15 | رقم المشاركة : 62 | |||
|
*** تنظيم الجيش ***
بسم الله.الرحمن.الرحيم الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد: السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته تنظيم الجيش ر جانبي لمركز قيادة الج ئيسي لمركز قيادة الجيش المحمديداخلي لمركز قيادة الجيش المحم أدرك الأمير أن قوة الدولة تتجلى في القوةالعسكرية من جيوش وعتاد، فإلى جانب كونها تعطي صورة مهيبة فإنها أيضا أداةلفرض النظام والأمن في ربوع هذه الدولة التي انتشرت بها الفوضى والاضطرابات بعدرحيل الاتراك، ظف إلى ذلك أن التنظيم الاجتماعي في الجزائر حين تولى الأمير السلطة،كان يعتمد أساسا على القبيلة، والحمية العصبية فلا يدين الفرد إلا لقبيلته أوعشيرته، أما ما يعرف بالوطنية والقومية فقد كان مفهومها غير متقبل أو غير متعارفعليه، وحتى في حالة الحرب أو المنازعات كانت القبائل تجمع أفرادها وفرسانها لتغزوبهم أو تنال بهم عدوا مهاجما، وفور انتهاء المعركة يعود كل فرد إلى عمله المعتاد،فلم يكن نظام الجندية مطبقا في القبائل ولذلك أعطى الأمير هذا الجانب أولويته المستحقة لأنه أدرك وللوهلة الأولة بأن سلطانه سيظل دوما عرضة للخطر والزوال، وسينهار مع أول مواجهةحقيقية مع العدو الفرنسي صاحب الجيوش المدربة المنظمة والعتاد الحربيالحديث والضباط الكبار الأكفاء والجنود النظاميين ذوي الكفاءة العالية تدريباوقتالا، وأنمقاومة المحتل ينبغي أن يعد لها العدة الكاملة، وتهيىء لها كل الظروف الماديةوالبشرية، فالقضية أصبحت صراعا على البقاء والدوام، واستفاد الأمير من تجارب غيرهفي هذا المقام "حيث كانت ثورات القبائل المتفرقة تضع نصب أعينها النضال قبل التنظيموالإعداد، ولم يستطع زعماؤها أن يتجاوزوا حدود القبيلة أو الإقليم" وعليه وبعد عودته من واقعة الدوائر عقد مجلسا عموميا من رجال الدولة وأعيانالرعية وزعمائها، وخطب فيهم خطبة أوضح فيها فوائد العسكر النظامي ومنافعه" وأخبرهمأنه اعتزم على تنظيم عدد منه كاف، فأجابه الجميع إلى ذلك ووافقوه عليه، وطفقالمنادي ينادي بأعلى صوته في الأسواق: ليبلغ الشاهد الغائب أنه صدر أمر مولانا ناصرالدين بتجنيد، وتنظيم العساكر من كافة البلاد فمن أراد الدخول تحت اللواء المحمديويشمله عز النظام، فليسارع إلى دار الإمارة" معسكر" ليقيد اسمه في الدفاتر الأميرية" وبهذا بدأ عهد جديد في تنظيم جيش تحت لواء الأميرعبدالقادر . وبذلك اعتبر الأمير المجاهد " أول من كون جيشا وطنيا منظما وموحدا بناهمن العدم وهيأ له الوسائل وأنشأ مصانع تنتج الأسلحة الملائمة مستعينا بخبرةالإسبانيين والفرنسيين وغيرهم " تصدى الأمير بنفسه لتدريب وتنظيمهوالإشراف عليه لما يمثله هذا القطاع من أهمية بالغة فعليه تتوقف قوة الدولة وعزتهاومناعتها، فلا بد إذن أن يكون الإشراف مباشرة من الامير نفسه وهو يعلم الصغيرةوالكبيرة فيه فقسم جيشه إلى ثلاث فرق: فرقة المشاة- فرقة الخيالة- الفرقة الثالثةمدفعيون" ووضع دستورا أو قانونا عسكريا" يحتوي على آخر التفاصيل المتعلقةبالانضباط والرواتب وملابس جنده، وكانت هذه التنظيمات تقرأ مرتين في الشهر لمختلفالوحدات وكانت تتخللها الوصايا والعهود للسلوك الطيب. وبتكليف من الأميروضع أحد معاونيه رسالة جامعة لكل القوانين والضوابط والنواهيوالاوامر، وكل ما يتعلق بأمور الجند سماها ( وشاح الكتائب وزينة الجيش المحمديالغالب ويليه ديوان العسكر المحمدي الملياني ) استهلها كاتبها بإيراد التكليفالوارد من الأمير بقوله: " وشاح الكتائب وزينة الجيش المحمدي الغائب مما أمربتنفيذه سيدنا ومولانا أمير المؤمنين مولانا الحاج عبدالقادر نصره الله آمين" وقد أوضح مؤلف كل ما يتعلق بالجند من نظام ولباس وعدة وعتاد وأسماءالضباط والقواد والجنود، وهي وثيقة هامة لا يستغنى عنها في دراسة الجوانب العسكريةلدولة الامير عبدالقادر الجزائري. وعن طريق هذه السياسة الحكيمة المنتهجة بدأتالنواة الاولى لجيش نظامي يتشكل من أفراد شعب" لم يعرف التجنيد الإجباري حتى أيامالحكم التركي، شعب تثور طبيعته حتى من مجرد فكرة التجنيد الإجباري". كسوة الجنود: وضع الأمير عبد القادر لكل صنف من الجنود نوعا خاصا من اللباس قد يكون من الجوخ أو الكتان العادي فرئيس العسكر المحمدي , ورئيس الخيالة يختصون بالأحمر القاني الجيد والسيافون , وكتاب الدرجة الأولى ومعملو الحرب والطنبروجي والخيالة يختصون بالأحمر الفاتح من الجوخ المتوسط الجودة ورئيس الصف يختص بالغليلة من الجوخ الأسود والسروال الأحمر ورئيس الخباء يختص بسروال اسود وغليلة حمراء عكس رئيس الصف أما الكتان العادي فهو لباس سائر جنود العسكر المحمدي الأخرين شارات الضباط الجنود : الآغـــــــة : رئيس العسكر المحمدي له أربعة علامات من ذهب اثنتان على منكبيه احداهما مكتوب عليها أشهد ان لا إله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله والأخرى مكتوب عليها الصبر مفتاح الفرج واثنتان على صدره في شكل قمر الأولى مكتوب عليها لاإله الا الله واليسرى مكتوب عليها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم رئس الخيالة له علامتان من ذهب إحداهما على منكبه الأيمن مكتوب عليها الخيلمعقود بنواصيها إلى يوم القيامة والأخرى على الأيسرمكتوب عليها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم السياف له علامتان من الفضة على شكل سيف فوق عضديه اليمنى مكتوب عليها لا أنفع من التقوى والشجاعة واليسرى مكتوب عليها ولا أضر من المخالفة وعدم الطاعة سياف الخيالة له علامة واحدة من الفضة على عضده الأيسر مكتوب عليها أيها المقاتل احمل تغنم رئيس الصف له علامة واحدة من الفضة على عضده الأيمن مكتوب عليها من أطاع رئيسه واتقى مولاه نال مايرجوه ويتمناه نائب رئيس الصف له علامة واحدة من الجوخ الأحمر على ساعده الأيمن البـــــاش كــــــــاتب له علامة واحدة من الفضة على شكل قمر على ساعده الأيمن مكتوبعليها ناصر الدين رئيس الطوبجية له علامة واحدة من الفضة على كتفه الأيمن في شكل مدفع مكتوبعليها وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى يقول تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) سورة الانفال آية60 - وبطبيعة الحال فلا بد لهذا الجيش الفتي من عتاد وأسلحة حتى يقوم بالدور المنوطبه على أحسن وجه، فلا جيش بلا سلاح ومتى كان التسليح والتدريب جيدان فإن الجيش يصلإلى درجة يمكن الاعتماد عليه داخليا وخارجيا، ولذلك جعل الأمير من تسليح الجيشمهمة أساسية قام بأعبائها أحسن قيام، وطرق كل السبل لتحقيق هذه الغاية النبيلة، فمنبين الإجراءات الأولى التي اتخذت لحماية عاصمة الدولة الجديدة هي تزويدها بالمدافع،كما وجه بعثات كثيرة إلى مختلف الدول لشراء الاسلحة، اتفاقا مع سياسته التي ترتكزعلى الحصول على السلاح من أي جهة وتنويع المصادر فهو يقول في إحدى شاهداته:" بالإضافة إلى القوات التي ترسلها إلي القبائل الخاضعة لي، وقواتحلفاء .... كان لدي مؤخر جيش نظامي مكون من ثمانية آلاف جندي (8000)، وألفي فارس أوصبائحي و(2240) مدفعاً وكان عندي عشرون مدفع ميدان، دون ذكر مخزن كبير من المدافعالحديدية والنحاسية التي خلفها الأتراك، والتي كان كثير منها في الواقع غير صالحللاستعمال". كما سعى جهده لاستيراد السلاح من الدولة الوحيدة التي عارضت الغزوالفرنسي وهي انجلترا، ولكنه فشل . ونظرالخطورة تجارة السلاح " فإن عبدالقادر لم يسمح لقواته بشراء الأسلحة والذخيرة، وإنماحصر هذا العمل به وبمن ينتدبه" . وسعى جاهدا لبناء معاملالذخيرة والسلاح، في كل من" معسكر" و"تاقدامت" مستعيناً بالخبرة الاجنبية " فجاءبرجال الصناعة الاختصاصيين في عمل السلاح من الخارج فكان منهم الإسبان والطليانوفرنسيون أيضا وكان الامير يختار المواقع الاستراتيجية الحصينة، كاختياره " لمليانة" التي بنى بإحدى ضواحيها مصنعا هاما لصنع الأسلحة والذخيرة الحريبة، نظرالما تتمتع به هذه المدينة من موقع حصين، ومن توفر المادة الأولية بها، بالإضافة إلىصلابة سكانها وبلائهم في الجهاد، والدفاع عن الوطن وهكذا أوجد الأمير صناعة حربيةمحلية، تعتمد على الموارد الذاتية، وعيا منه بأن السلاح أداة ضغط، فوجب الاعتمادعلى النفس، وبدأت مصانع الأمير في انتاج سلاح جزائري خالص ، وبالإضافة إلى ماتنتجه المصانع من أسلحة،فقد كان جيشه يتسلح بما يغنمه من معاركه مع الفرنسيين. ولانعدام وسائل النقلالمتطورة، في دولة الأمير، اعتمد الوسائل التقليدية من بغال وحمير وخيول التي حاولعبدالقادر توفيرها لفرسانه فجعل لها نظارة خاصة، ويقول تشرشل على لسانالأمير : " فقد أعطيت الأمر لخلفائي أن يقبل بدل الضرائب والغرامات، الموادالاستهلاكية والبغال والإبل وبالأخص الخيول، وكنت أستفيد من هذا كله فأركب فرسانيعلى الخيول وأجعل البغال والإبل وسائل النقل" وكان يطبع على كتف خيل الأمير حرف (S)وإذا قتل الفرس في المعركة فعلى الفارس أن يقطع الحرف من الحصان" ويأخذه إثباتالذلك وفي حال فقدان عدد من الخيول إثر معركة ما، يصار إلى استبدالها بأخرى منالمنطقة التي تحصل فيها المعركة." ولحكمة القائد المدرب الواعي راح الأميريرتب الجيش ويدربه وينظمه ويسلحه فيحسن تسليحه بقدر ما أتيح له ذلك، فأنزل بالعدوضربات موجعة الى أن " لقبه الفرنسيون بأبي ليل وبأبينهار" ثم إن انتهاج عبدالقادر في تدريبه لجيشه لمبادئ قتالية خاصة رأىأنها صالحة لجنده، كانت نابعة من معرفته بطبيعة البلاد بجبالها ومسالكها فاستفاد منهذا، في أن يكون دوما صاحب المبادرة في النزال، ومفاجأة العدو ومهاجمته من حيث لاينتظر. وقد شابهت معاركه آنذاك حرب العصابات الحالية، فنأت عن الحرب النظاميةواعتمدت أسلوب المباغتة والكر والفر بما يلائم قواته، وليس هذا جهلا من الأمير بخططالمعارك " ولكنه فضل المباغتة والكمائن ورفض التقيد بقانون قتال أو تنظيم معين" يسي لمصنع ال مص لذ ي ييط بمق بندقيتان صغيرتان للأميرالأمير في ه ايادة الجيش القنون الفي لمالعسكرفي لمقر العسكري في لمدية و السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته
المصدر آخر تعديل عمي صالح 2009-07-15 في 00:28.
|
|||
2009-07-14, 13:10 | رقم المشاركة : 63 | |||
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك ابي الفاضل |
|||
2009-07-14, 13:17 | رقم المشاركة : 64 | |||
|
بارك الله فيك مشرفنا الكريم على الموضوع .......تحيــــــــاتي |
|||
2009-07-14, 13:50 | رقم المشاركة : 65 | |||
|
بارك الله فيك على المعلومات القيمة و الصور النادرة ..الي كلما راينا تدكرنا رجال الجزائر الدين باعوا انفسهم في سبيل اللله و من ثم تحريرا للوطن |
|||
2009-07-14, 15:59 | رقم المشاركة : 66 | |||
|
*** الأمير عبد القادر الجزائري فارس السيف و القلم ***
الأمير عبد القادر الجزائري فارس السيف و القلم بسم الله.الرحمن.الرحيم الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد: السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته في سهل اغريس، قريبا من مدينة معسكر بالغرب الجزائري، كانت تعيش عائلة محي الدين ، مستقرة في قبيلة بني هاشم. حيث استقر هو و عائلته على الضفة اليسرى من وادي الحمام غربي مدينة معسكر العريقة، وبالضبط في منطقة القطنة . كان محي الدين ، رجلا تقيا،وورعا، حافظا لكتاب الله، متمرسا في علوم الشرع و اللغة ، يلتف حوله جماعة من رجال الدين، وطلاب المعرفة، لدراسة العلوم القرآنية مجانا، خاصة الآداب والحقوق و التوحيد، وكان كذلك جوادا، سباقا للخير، حيث كانت زاويته قبلة للطلاب، وملجأ لليتامى، وسلاما للمساكين، وعزاء للمحرومين. في مطلع سنة 1223ه الموافقة لسنة 1808م، ولد عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن يوسف بن أحمد بن شعبان بن محمد بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. عاش طفولته الأولى في بيت علم ودين وتقوى، وترعرع في ربوع العبادة و الورع،حيث نهل من نبع القرآن أسراره،و شرب من مورده دقائق اللغة وعلومها، ونشأ في مضارب الفروسية و الشجاعة، فتعلم فنون القتال، والفروسية منذ نعومة أظافره، على أيدي فرسان، شجعان أشاوس. كلف محي الدين القاضي أحمد بن الطاهر، قاضي (آرزو) بتدريس ولده عبد القادر العلوم الحديثة:علم الفلك، والحساب، والجغرافيا، وأطلعه على الشؤون الأوربية، حيث كان طالبا نجيبا، سريع البديهة، كثير الفهم، ذكيا فطنا، واسع الخاطر، سليم الصدر، شجاع القلب، قوي الشكيمة، حذقا، لبقا، كثير الصمت، كثير التدبر، مما أهله إلى أن ينال إعجاب الجميع، فلحظته العيون بالتقدير و الاحترام و التبجيل. و لما بلغ الرابعة عشرة من عمره، أرسله والده إلى مدينة وهران، ليزداد علما في مدرسة أحمد بن خوجة، فلم يمكث فيها إلا سنة واحدة، ورجع إلى زاوية أبيه ليدرس على يديه ما تبقى من العلوم، بين طلبة منطقته، وقد ترك وهران محزونا،آسفا على الأوضاع المزرية، والمحزنة بسبب الفساد و الفوضى التي أحدثها ميليشيات الأتراك، وجور الولاة، و ظلمهم، حيث عان الأهالي الجوع و القهر و الجهل و الحرمان. تزوج عبد القادر بابنة عمه لالة خيرة بنت علي بو طالب، فلم ينعم براحة الحياة الزوجية، إذ كانت تنتظره مهمة تاريخية عظمى، ومسؤوليات جسام. زار محي الدين البقاع المقدسة، رفقة ولده لأداء مناسك الحج سنة 1826م، وبعد أن أتما مناسك الحج، توجها إلى بغداد، حيث زارا قبر عبد القادر الجيلاني، ثم رجعا إلى الجزائر حوالي منتصف 1829م، بعد سفر دام ثلاث سنوات، وإقامة عبد القادر بالمشرق مكنته من زيارة عدة بلدان عربية، وأعجب ببعض حكوماتها، وهذه الجولة زودته بأفكار ونظريات ساعدته في المهمة التي كانت تنتظره بالجزائر.
وأصبح عبد القادر في (القطنة) يتمتع بشعبية كبيرة، وقد رأى والده محي الدين في منامه، وهو في بغداد، هتفا يبشره بأن ولده عبد القادر سيصبح سلطانا وسيحكم المغرب كله؟ بعد غزو فرنسا مدينة وهران سنة1832م، اجتمع رؤساء القبائل في 21 نوفمبر1832م في أرسبيا بسهل اغريس، واتفقوا أن يمنحوا السلطة إلى محي الدين، بعد أن رفضت القتال الوحدات التركية المستقرة بقلعة الماشور في مدينة تلمسان. ورفض محي الدين هذا المنصب، فقال رؤساء القبائل :< إذا لم ترد أن تتنصب علينا قائدا، فمكن ابن الزهراء الذي هو رجل حرب>. فرفض محي الدين ثانية، ولكن في 22 نوفمبر، وبعد إلحاح كبير منهم وقد جس ابنه حول طريقة الحكم والقيادة إذا مادعي لتقليدها،وقد كان جواب عبد القادر:< سأحكم وكتاب القانون بيدي، وإن أمرني القانون بإدماء عنق أخي لفعلت>. وعندئذ استجاب محي الدين مطمئنا، وقدم للشعب القائد الجديد قائلا :< هو ذا السلطان ، أطيعوه كما أطعتموني، وكان الله في عون السلطان >.ووجدت المقاومة أميرا ، وقائدا محنكا، وفارسا مغوارا، فكان جديرا بها. وبدأت مسيرة الجهاد،وهيأ جيشا من الفرسان المغاوير، وجعل على كل كتيبة قائدا له باع في الحرب والقتال وأعطى فرنسا دروسا في ساحات الوغى، وحير قادتها، وأدخل الرعب والفزع في قلوب الجنود الفرنسيين خاصة القائد بيجو الذي كبده جيش الأمير،خسائرا لا تحصى ولاتعد في الأرواح والعتاد، مما اضطره إلى طلب الهدنة والسلام، فقبل الأمير عبد القادر وعقد معه معاهدة التافنة بمدينة وهران بشروط المنتصر في 26 من شهر صفر سنة 1253هجرية الموافقة للفاتح جوان سنة 1837م، وفي هذه المعاهدة اعترفت فرنسا بالدولة الجزائرية الحرة. اهتم الأمير عبد القادر بشؤون الدولة الفتية، كما اهتم بأمور الرعية، فأصلح الطرقات وشيد المدارس،وبنى المصانع والمستشفيات، كما اهتم بشؤون الزراعة والفلاحة، وكون جيشا قويا، فساد الرخاء في عهده، وعم الأمن والسلام. وفي 20نوفمبر سنة1839م شن الأمير عبد القادر هجومه على متيجة، بعد أن خرق الماريشال فالي معاهدة التافنة، وقد أخطر الأمير الفرنسيين بالهجوم وقتل منهم الكثير، وفي ماي 1841م أبلى جيش الأمير البلاء حسن في موقعة الثنية. واستأنف القتال هنا وهناك إلى غاية نوفمبر 1845م، حيث توجه الأمير نحو الجنوب والتوغل في الصحراء، وصعد نحو الونشريس، وبعدها التحق بابن سالم شرقي برج حمزة، غير أن الوضعية المأساوية التي كانت تشمل القبائل سنة 1847م أجبرت الأمير على الاستقرار مع دائرته على الحدود المغربية. وعقد الأمير آخر إجتماع مع من بقي من جنود وقادة وأنصار. وبعد خيانات ومؤامرات اضطرت الأمير إلى الاستسلام. لم يشترط الأمير عبد القادر على الفرنسيين إلا شرطا واحدا وهو الانتقال رفقة عائلته وأهم ضباطه إلى عكا أو القسطنطينية أو الإسكندرية فوعده الجنرال الفرنسي بذلك ثم أخلف بوعده والتزاماته، فعوضا عن هدنة، كان السجن مصير الأمير عبد القادر وضباطه: في حصن فورلامالغ في طولون إلى أفريل 1848م، ثم إلى< بو> حتى نوفمبر 1848م، ثم نقل إلى < آمبوز> لغاية 1852م، ولم يغادر التراب الفرنسي إلا في ديسمبر سنة 1852م،وأقام في< بروس> ثم نفي إلى دمشق التي بقي بها إلى أن عاجلته المنية في شهر ماي سنة 1883م وطوال مرضه لم ينقطع عن الصلاة وتلاوة القرآن، عاش عبد القادر 76 سنة، منها 17 سنة قضاها في الجهاد و 36 سنة في المنفى و أوتي برفاته بعد الاستقلال ودفن بالجزائر. ترك الأمير عبد القادر ديوان شعر وعدة رسائل ومقالات فلسفية وحكم وأقوال، رحمه الله رحمة واسعة ورحم جميع الشهداء وتحيا الجزائر والعرب. و السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته آخر تعديل عمي صالح 2009-07-15 في 12:44.
|
|||
2009-07-15, 01:35 | رقم المشاركة : 67 | |||
|
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته آخر تعديل عمي صالح 2009-07-15 في 12:18.
|
|||
2009-07-15, 12:59 | رقم المشاركة : 68 | ||||
|
اقتباس:
بسم الله.الرحمن.الرحيم الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد: السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته جزأك.الله.خيرا.أسعدني.مرورك..الكريم.وملاحظاتك.القيمة.و بارك.الله.فيك و السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته |
||||
2009-07-16, 07:13 | رقم المشاركة : 69 | |||
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
اخي اشكركم كثيرا على اهتمامكم بموضوع الامير عبد القادر و قد سبق لي الرد على موضوعين سابقين . اخي، استسمحكم لو اقص عليكم ما جرى لي عن اذنكم اسرد . ارجو منكم فهم قصدي . انا اسكن بالعاصمة و في عطلة 2006 انضممنا انا و اخواتي الثلاثة الى نادي للمسرح عسانا نشارك في التمثيل لمسرحية تخص الامير عبد القادر ، تحت عنوان حوار القلوب . و ذلك باللغة الفرنسية. كم كانت فرحتنا كبيرة انا و اخواتي . لكن مع مرور بعض الوقت اصبحنا نتدارس الحوار الموجود في المشاهد الثمانية للمسرحية وجدنا انها كاذبة و خاطئة اذ تتحدث عن علاقة الامير عبد القادر مع رجل دين مسيحي فرنسي مونسينيور پاڤي .Monseigneur Pavy !!! على اي اساس ؟ على ان رجل الدين الفرنسي جاء ليخلص نساء جزائريات من السجن الفرنسي ( اسيرات) . وبعد هذا ليقابله الامير عبد القادر بنفس العمل الجميل اطلق هو الاخر سراح سجينين كان قد أساء اليهم الحراس الجزائريون في سجن الجزائر !! و نحن نعلم ان شيمنا و شيم الامير عبد القادر المفعم بالدين الاسلامي الذي يأمر بالاحسان للاسرى اولى بهذا العمل النبيل ... قمت بعملية بحث عن هذا القس 3 ايام متتالية في الانترنت لم اجد عنه شيئا يخصه بالامير عبد القادر بل وجدت عنه انه حريص على نشر المسيحية في شمال افريقيا . وكانت احدى اخواتي قد اقترحت زيادة في المشهد الاول قائلة ان الامير عبد القادر معروف بعلمه و دينه فعلينا ان نظهره في مكتبه ثم نسمع الاذان فيقوم و يصلي مثلا ... قبل صاحب المسرحية ثم لم يبدل شيئا . .. ثم طلبنا منه المصادر و المراجع فلم يجبنا و لما اكدنا على ذلك اصبح يتهرّب ... فقررنا انا و اخواتي على الامتناع عن الذهاب ووضع حد لهذا . قلنا ان الحقيقة ليست كذلك فصاحب المسرحية يشوهها ... قال لا !! و اتم ما نوى مع طلبة اخرون . وكل هذا كان في مكتبة تابعة لفرنسا هنا في العاصمة ... قلنا نحن ابناء الجزائر نعلم حقيقة الامور و انت تشوهها للفرنسيين و تعطيهم حقائق اخرى غير صحيحة ... لم يبال بل واصل عمله ... حتى اكتشفنا في الاخير انها العوبة كان ظاهرا لاعطاء معلومات محرفة و خاطئة عن تاريخنا الطيب و رجالنا العظام. اخي ، لا ادري ان كان علي ان اسرد هذا في موضوعكم او ان اكتبه كموضوع مستقل . لكن وددت ان يحذر شبابنا من الوقوع فيما وقعنا نحن . اخي هذا ما جرى لي انا و اخواتي و قلبي ينبض بشدة تجاه هذا و قد التقيت بالمسؤول في الجامعة ( لا ادري كيف وجدته في الابواب المفتوحة هناك (لا علاقه)) و قال ان المسرحية قد تمت و قد اخذ علامة جيدة او هدايا و كان يعد بانه سيتم تمثيلها في البلدان الغربية ... حتى اكتشفنا مؤخرا من طالب كان معنا في الفوج للممثلين ان مسؤول المسرحية لم يكن حتى مسلما وكان يدعي الاسلام .... اخي، ما قولكم في هذا بارك الله فيكم . افيدونا سامحوني اذا اطلت عليكم . في انتظار ردكم و الى ذلكم الحين تقبلوا فائق شكري لكم و تقديري لمجهوداتكم . |
|||
2009-07-20, 19:02 | رقم المشاركة : 70 | |||
|
أريد صورة للأمير وهو يمتطي فرسه هل ممكن ؟ |
|||
2009-07-23, 01:16 | رقم المشاركة : 71 | |||
|
بسم الله.الرحمن.الرحيم الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد: السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته جزأك.الله.خيرا.أسعدني.مرورك..الكريم.وملاحظاتك.القيمة.و بارك.الله.فيك و السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته |
|||
2009-08-04, 09:43 | رقم المشاركة : 72 | |||
|
شكرااااااااااااااااا |
|||
2009-08-12, 16:23 | رقم المشاركة : 73 | |||
|
آخر تعديل احمد عزوز 2009-08-12 في 16:27.
|
|||
2009-08-19, 00:59 | رقم المشاركة : 74 | ||||
|
اقتباس:
بسم الله.الرحمن.الرحيم الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد: السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته جزأك.الله.خيرا.أسعدني.مرورك..الكريم.وملاحظاتك.القيمة.و بارك.الله.فيك و السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته |
||||
2009-08-19, 01:02 | رقم المشاركة : 75 | ||||
|
اقتباس:
بسم الله.الرحمن.الرحيم الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد: السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته جزأك.الله.خيرا.أسعدني.مرورك..الكريم.وملاحظاتك.القيمة.و بارك.الله.فيك و السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته |
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc