تأملات في المقالة البازية: العداء للدولة السعودية عداء للحق والتوحيد - الشيخ أسامة العتيبي
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
"فيجب على كل مسلمٍ أن يدافع عن المملكة العربية السعودية لأنها تحوي الحرمين الشريفين، والمسجدين المقدسين، وخير البقاع على الإطلاق، وأشرف الأماكن والأفلاق.
وقبلة المسلمين الكعبة المشرفة، ومسرى رسول رب العالمين، ومهبط الوحي الشريف، وشعائر الله العظام، والمشاعر المقدسة الفِخام.
والبلاد السعودية في جزيرة العرب التي أيس الشيطان أن يعبده فيها المصلون ولكنه لم يمنع من التحريش بينهم.
وفيها من خيرة حكام الأرض تطبيقاً للشريعة، وحرصاً على نصرة الإسلام وأهله، وعملاً وجهاداً لرفع راية التوحيد في الخافقين.
وفيها من خيرة علماء أهل السنة ، ودعاة التوحيد والحق، ومعلمي الخير والفضيلة..
إلى غير ذلك من الفضائل والمفاخر التي تحتوي عليها المملكة العربية السعودية ، والتي تستوجب شكر العقلاء، ومدح الشرفاء، وثناء الأصدقاء، واحترام الأعداء.."
وقد ظن بعض المنتسبين إلى طلب العلم أن عقد الولاء والبراء على الدولة السعودية مخصوص بقيامها بتوحيد الدعاء فقط دون غيره من أنواع التوحيد وقيامها بالشريعة ، فكتبت هذا تعليقاً على كلامه، مبيناً أن كلام الشيخ ابن باز رحمه الله حق وسديد على عمومه...
وسأذكر المقالة البازية أثناء التعليق
والله الموفق
= = = = = = = = = = = =
قال ذلك الكاتب : [وذلك أن الدولة السعودية قد انتصبت لنصر توحيد الدعاء ، وهدم الشرك الظاهر المتعلق به في الأرض التي تحكمها] فيه تحريف للكلم عن موضعه..
فالشيخ الإمام السلفي عبد العزيز بن باز رحمه الله وصف العداء للدولة السعودية عداء للتوحيد والحق، ولم يخصه بنوع دون آخر كما فعلت يا فلان، وقد كنت في فعلك هذا ظالماً لنفسك، وظالماً للشيخ ابن باز، وظالماً للدولة السعودية حرسها الله ..
قال الشيخ عبد العزيز ابن باز - رحمه الله تعالى - : [العداء لهذه الدولة عداء للحق ، عداء للتوحيد ، أي دولة تقوم بالتوحيد الآن من حولنا : مصر ، الشام، العراق ، من يدعو إلى التوحيد الآن ويحكم شريعة الله ويهدم القبور التي تعبد من دون الله مَنْ ؟ أين هم ؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة ؟ غير هذه الدولة اسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح ونسأل الله أن يعينها على كل خير ونسأل الله أن يوفقها ؛ لإزالة كل شر وكل نقص علينا أن ندعو الله لها بالتوفيق والإعانة والتسديد والنصح لها في كل حال] انظر: (فتاوى علماء الحرمين في الجماعات.
فتخصيصك نصرة الدولة السعودية للتوحيد بتوحيد الدعاء من التحكم، ومن التخصيص الباطل المخالف لمراد المتكلم، ومخالف للواقع..
فالدولة السعودية نصرت توحيد العبادة(الدعاء) ، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات..
وتوحيد الحاكمية داخل في أنواع التوحيد الثلاثة وليس نوعاً مستقلاً، والدولة السعودية نصرت توحيد الله بالحكم، وطبقت حكم الله وشريعته، وألزمت الناس بشريعة رب الأرض والسماء ..
والدولة السعودية تحارب القوانين الوضعية، ولا تحكم بها، وهي دولة سلفية، وحصن الإسلام الحصين، وهي قلعة التوحيد والسنة، والقائمة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحارب البدع وأهلها وإن كان فيها قصور وتقصير نسأل الله أن يوفقها للكمال والتمام ...
ولا يعادي الدولة السعودية إلا من في قلبه مرض، والعداء لها عداء للتوحيد ولدين الإسلام الحق ..
وكلام الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله حق من وجوه منها:
الأول: أن الدولة السعودية قامت على الكتاب والسنة كما شهد بذلك أهل العلم والفضل، وتطبق شريعة الله لذلك كرهها من كرهها من أهل العلمنة والفساد..
وهذه شهادات بعض أهل العلم:
وجاء في فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي عام المملكة -رحمهُ اللهُ- :
"(4033- الحكومة السعودية لم تحكم بقانون وضعي مطلقاً ) من محمد بن إبراهيم إلى سعادة وكيل وزارة الخارجية .......... سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد:
فقد جرى الإطلاع على خطابكم رقم 31/1/2/2758/3 وتاريخ 2/3/86 ومشفوعه خطاب سفارة جلالة الملك في القاهرة بخصوص استفسار محكمة عابدين للأحوال الشخصية عن حكم القانون السعودي فيما يتعلق بنفقة الصغار، ونرغب منكم إشعار هذه المحكمة أن الحكومة السعودية أيدها الله بتوفيقه ورعايته لا تحتكم إلى قانون وضعي مطلقاً ، وإنما أو انعقد على القول به محاكمها قائمة على تحكيم شريعة الله تعالى أو سنة رسوله إجماع الأمة ، إذ الاحتكام إلى غير ما أنزل الله طريق إلى الكفر والظلم والفسوق ، قال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } ، { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ}. وقال تعالى : {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ {49} أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} ..."
مفتي البلاد السعودية ( ص/ ف 3460/1 في 21/11/1386 ) .
وقال -رحمهُ اللهُ- : " فحكومتنا بحمد الله شرعية دستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلي الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم"
قال شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز -رحمَهُ اللهُ- :
"الملك عبد العزيز نفع الله به المسلمين وجمع الله به الكلمة، ورفع به مقام الحق، ونصر به دينه، وأقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحصل به من الخير العظيم والنعم الكثيرة ما لا يحصيه إلا الله -عزَّ وجلَّ-. ثم أبناؤه بعده ، حتى صارت هذه البلاد مضرب المثل في توحيد الله والبعد عن البدع والخرافات.
وهذه الدولة السعودية دولةٌ مباركةٌ، وولاتها حريصون على إقامة الحق، وإقامة العدل، ونصر المظلوم، وردع الظالم، واستتباب الأمن، وحفظ أموال الناس وأعراضهم. فالواجب التعاون مع ولاة الأمور في إظهار الحق وقمع الباطل والقضاء عليه حتى يحصل الخير".
قال العلامة محمد ناصر الدين الألباني -رحمهُ اللهُ- : "أسألُ اللهَ أن يُديمَ النعمة على أرض الجزيرة وعلى سائر بلاد المسلمين, وأن يحفظَ دولةَ التوحيدِ برعايةِ خادمِ الحرمين الشريفين".
## قال الشيخ العلامة الفقيه محمد الصالح ابن عثيمين -رحمه الله- عن الدولة السعودية: [ وهي من خير ما نعلمه في بلاد المسلمين تطبيقا للشريعة،
وهذا أمر مشاهد ولا نقول إنها تامة مائة في المائة ، بل عندها قصور كثير ، ويوجد ظلم ويوجد استئثار ، لكن الظلم إذا نسبته إلى العدل وجدت أنه اقل .
ومن الظلم أن ينظر الإنسان إلى الخطأ ويغمض عينيه عن الصواب
فإذا كان كذلك فالواجب أن الإنسان يحكم بالعدل لقوله تعالى((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين أو الأقربين)).
وقال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألاّ تعدلوا)). شنئان يعني بغض، ويجرم بمعنى يحمل، يعني لا يحملنكم بغض قوم على ألاّ تعدلوا(( اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله)). " ]
## وقال سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتى عام المملكة حفظه الله : [ المملكة العربية السعودية ومنذ نشأتها منذ ما يزيد على القرنين وهي ولله الحمد، دولة سلفية محكمة لشرع الله وسارت على هذا بخطى ثابتة مستمدة عونها من الله سبحانه..]
وقال الشيخ العلامة حمادٌ الأنصاريُ -رحمهُ اللهُ- : "من أواخر الدولة العباسية إلى زمنٍ قريب, والدول الإسلامية على العقيدة الأشعرية أو عقيدة المعتزلة, ولهذا نعتقد أن الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدةَ السلف الصالح, بعد مدةٍ من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلةٍ من الناس" ا. هـ .
بل قال رحمه الله: [لما جاءت هذه الدولة -وهي الدولة السعودية التي نرجو أن تكون هي الطائفة المنصورة-]
وقد وصف الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله في مقدمة تحقيقه للشريعة للآجري(ص/م ) الملك غبدالعزيز رحمه الله بأنه [إمام المسلمين وأمير الموحدين ناصر السنة وقامع البدعة ومفيد الأمة بنشر العلوم النافعة وبث مذهب السلف في مشارق الأرض ومغاربها بما يبذل عن سخاء وكرم إسلامي في طبع الكتب السلفية جزاه الله خير الجزاء، وأحسن مثوبته في الدنيا والآخرة، وجعل من أبنائه أصحاب السمو الأمراء الكرام قرة عين له وللمسلمين والعرب..] إلى آخر كلامه فارجع إليه فإنه نفيس..
وقال الشيخ عبدالوهاب عبدالواحد الخلجي مدير الدار العلمية بدلهي الهند في مقدمته لطبعته لكتاب السنة لعبدالله بن الإمام أحمد بتاريخ 9/ 12 / 1404هـ : [محيي آثار السلف خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه]
وقال محمد رشيد رضا في آخر المجلد الثاني عشر من طبعته للمغني في خاتمة الطبع : [أما بعد: فإنه قد تم طبع كتاب المغني في فقه الإسلام ومدارك المجتهدين من أئمته الأعلام مع كتاب الشرح الكبير المقتبس منه مع زيادة بعض الفوائد والاستدراكات.
وقد بينا مزايا الكتابين ووجوه الحاجة إليهما وترجمة مؤلفيهما في المقدمة التي نشرناها في الجزء الأول، وقد بلغت أجزاؤهما اثنا عشر مجلداً كبيراً، ولا يسعنا إلا أن نعود في هذه الخاتمة إلا الثناء على مسدي هذا الخير العظيم إلى الأمة الإسلامية بالأمر بطبعه والإنفاق عليه من ماله الخاص به، إمام السنة، ومحيي عدل الخلفاء وعلوم الأئمة مؤسس المملكتين، وخادم الحرمين الشريفين عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ملك الحجاز ونجد عاهل العرب في كل غور ونجد، أعزه الله تعالى وأعز به العرب والإسلام ونفع به الأنام، وقد كان أمرنا أولاً بطبع 500 نسخة منه فقط ليوزعها على علماء نجد وأذن لنا أن نطبع منه ما شئنا على حسابنا لأجل نشره في سائر الأمصار، وبعد صدور عدة أجزاء منه وكان قد استولى على الحجاز، واتسع الباب لنشر مطبوعاته فيه وفي غيره من الأقطار، فاشترى منا أكثر النسخ التي طبعناها لأجل البيع، وكان قد اشتهر الكتاب في مصر وغيرها وصار يزيد عدد طالبيه فاضطررنا إلى زيادة ما كنا نطبعه لمكتبتنا عما تحتاج إليه لتكملة نسخ الذين اشتروا الأجزاء الأول وما زالوا يكثرون حتى اضطررنا إلى إعادة طبع الأجزاء الأول ولا شك أن لهذا الإمام والملك الهمام ثواب الألوف من النسخ التي يوزعها على العلماء مجاناً، وثواب سائل النسخ التي يشتريها منا المنتفعون بهذا الكتاب الجليل لأنه هو السبب في وجوده ولولاه لما أقدمنا ولا أقدم غيرنا على طبعه لأن التجار لا يقدمون على طبع اثني عشر مجلداً في الفقه لأحد فقهاء مذهب الإمام أحمد بن حنبل مع قلة الحنابلة في الأمصار وفقرهم، وقلة من يعلم أن هذا الكتاب فقه الإسلام في جملته لا فقه الحنابلة وحدهم].
= = = = = = = = = = = =
الثاني: أن الدولة السعودية نصرت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية في العقيدة والفقه والحديث وفي كل أمور الشريعة لذلك عاداها الصوفية والروافض والخوارج ..
= = = = = = = = = = = =
الثالث: أن الدولة السعودية تحارب البدع وأهلها، لذلك قام أهل البدع بحربهم الشعواء على هذه البلاد المباركة فلم تسلم من طعون الخوارج والروافض والصوفية والمرجئة والأحزاب البدعية كحزب الإخوان والتبليغ والتحرير والأحباش وغيرهم من الأوباش ..
ومن أكثر من يقوم بتشويه سمعة هذه البلاد الخوارج ومن شايعهم وعلى رأسهم أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وأتباع تنظيم القاعدة الفاسد، وأبو محمد المقدسي، وأبو بصير، وأبو قتادة الفلسطيني، وأبو حمزة المصري، ومساعد مرشد الإخوان في مصر..
= = = = = = = = = = = =
الرابع: أن الدولة السعودية تناصر الدعوة إلى الله والدعاة إلى الله، وتبذل الأموال الطائلة في مساعدتهم وإرسالهم إلى جميع دول العالم مما تسبب بالقلق الكبير لليهود والنصارى والروافض والخوارج وأتباع الأحزاب الضالة المبتدعة لذلك كفروها، واتهموها في نيتها، وطعنوا في أعظم جهودها وهو نصرة الدعوة والدعاة ..
= = = = = = = = = = = =
الخامس : أن الدولة السعودية تقوم برعاية الحرمين الشريفين خير رعاية على حسب اجتهادها وطاقتها، وتقوم بخدمة وفد الله، وعمار المسجدين، وضيوف الرحمن، وتقوم بنشر الدعاة والمدرسين في جميع المشاعر والأماكن المباركة، والمواقيت، وتوزيع كتب التوحيد والعقيدة السلفية على أولئك الحجاج والزوار ..
فهذا سبب حسداً كبيراً في نفوس أعداء السنة، وبغضاً في قلوبهم بسبب هذه المكانة العظيمة والأعمال الجليلة التي تقوم بها هذه الدولة المباركة..
= = = = = = = = = = = =
السادس: أن هذه الدولة المباركة عينت جماعة من كبار العلماء وأجلائهم، ومن خيرة أهل العلم والفضل للإفتاء، والإجابة عن الأسئلة التي تردهم من جميع أصقاع الأرض، وكان لهؤلاء العلماء ولهيئة كبار العلماء وللجنة الدائمة بل ولسماحة مفتي المملكة منزلة عند المسلمين في الأرض لم يصل إليها هيئة ولا مركز علمي آخر في جميع البلاد..
وهذا له أثر عظيم في نفوس أولئك المنحرفين والمخرفين..
لذلك لا يجوز لسلفي أن يتردد في أن العداء للدولة السعودية عداء للتوحيد بكل أنواعه، عداء للحق الحقيق، عداء للكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح..
= = = = = = = = = = = =
السابع: أن السعوديين –ومنهم المعترض- هم أولى الناس بكلمة الشيخ ابن باز رحمه الله، فمن والى هذه الدولة السعودية فهو موالٍ للتوحيد والحق، والمعادي للدولة السعودية معادٍ للتوحيد والحق، فبالإضافة إلى ما سبق فإن للدولة السعودية فضلاً على أبنائها، فقد قطعت رايات الشرك، ودمرت صروحه، ونشرت التوحيد، وأنارت بلادهم بالدعوة إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، وحكمت الشريعة الإسلامية في الصغير والكبير والجليل والحقير على حسب اجتهادها وقدر طاقتها مع وجود الخلل والتقصير الذي ينتاب بني البشر ممن ليس بالمعصوم ..
بالإضافة إلى ما يسرته لأبنائها من أمور الدنيا والمعاش، وما بذلته لهم من عطاء سخي جعل السعودي يرفع رأسه مفتخراً بين العالم لانتمائه إلى هذه الدولة السلفية المعطاء..
ولا يعني وجود التقصير والفقر والبطالة لدى قطاع من الشعب فهذا لم نسمع عن انقطاع البطالة والفقر بين المسلمين إلا في عهد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ورضي عنه.
فالانتساب إلى السعودية انتساب إلى دولةِ التوحيد، إلى دولةِ تطبيق الشريعة، إلى دولةٍ فاعلة عاملة لرفع الظلم عن المسلمين في العالم كله، قائمة بمصالح المسلمين، تجاهد في حل قضاياهم والوصول إلى حقوقهم ..
ولدولتهم المباركة بيعة في أعناقهم ، ويجب عليهم السمع والطاعة لولاة أمرهم بالمعروف، ونصوص الشريعة وآثار السلف قد تضافرت بوجوب الدخول في بيعة ولاة الأمر، وأن من كان تحت ولايتهم فهو داخل في بيعتهم، وطاعتهم بالمعروف، وتوقيرهم وإكرامهم، وحفظ حقهم، والدعاء لهم، والصلاة خلفهم ودفع الزكاة لهم، والحج والجهاد معهم، ومناصحتهم سراً لا جهراً، وحرمة غيبتهم، والطعن فيهم، والتشهير بهم، وحرمة الخروج عليهم، وحرمة الإعانة على من خرج عليهم ولو بالكلمة، وعقوبة المثبط عن ولاة الأمور، وعقوبة المثير عليهم الْمُفَرِّق للجماعة.
وقد تنوعت مسالك الأدلة في ذلك إلى أنواعٍ كثيرة ذكرت ثمانية منها في كتابي :
الإلْمَامُ بِمنهج السلف في التعامل مع الحكَّام
وهو -في الأصل- المبحث الأول من كتابي :
الحجَجُ القَويَّةُ على وُجُوبِ الدِّفاعِ عنِ الدَّولَةِ السُّعُودِيَّةِ حَرَسَهَا اللهُ
= = = = = = = = = = = =
وبعد كل هذا الذي ذكرته من فضائل ومناقب هذه الدولة السلفية، وكل هذا الثناء الذي تكلم به العلماء في السعودية وخارجها نجد الأخ المعترض يزعم أنها إنما نصرت نوعاً من أنواع التوحيد وهو توحيد الدعاء فقط!!
فأي إجحاف – من رعية في حق راعيها- أعظم من هذا؟ وأي عقوق أكبر منه؟
وليس من العداء مناصحة ولاة الأمر بالطرق الشرعية ، وكذلك إنكار المنكر دون الطعن في فاعله إن كان في ذكر فاعله مفسدة عظيمة كما هو الحال عند ذكر ولي الأمر إذا وقع في خطإ ..
ففرق بين من يكون في قلبه عداوة لمؤمن من أجل معصية مع موالاته على قدر إيمانه ، وبين من يعادي هذه البلاد عداء مطلقاً ويصرح بسبها وربما لعنها، ويطعن في ولاة أمرها بالتكفير أو التفسيق أو تهمة بالنفاق أو العمالة، أو يذكرهم بالسوء في مجالسه أو على المنابر أو يغمطهم حقهم، ويظلم في بيان منزلتهم ..
وما قيل في حفظ حق السلف وتوقيرهم وعدم سبهم يقال في حفظ حق ولاة الأمور –وخصوصاً الدولة السعودية- واحترامهم وعدم سبهم ..
وهما أصلان من أصول أهل السنة الإجماعية التي لا يجوز معارضتها أو التشكيك فيها..
فقائل تلك العبارة بعيد عن الحزبية والتعصب الذميم ، بل قوله حق وصائب سليم
والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد
كتبه: أبو عمر أسامة بن عطايا العتيبي