اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساينز
لكني أريد أن أوضح شيئاً تضمنه جواب الشيخ لكن يحتاج إلى شيء من البيان ، فأنا أقول : من المعلوم عند كافة العلماء أن الأقوال بمقاصد قائليها ، فإذا تكلم المتكلم بكلمة تحتمل أمراً مخالفاً للشرع والمخالفة قد تزدوج وقد تكون كفراً وردةً وقد تكون معصيةً ، وأوضح مثال في ذلك هو الحلف بغير الله - تبارك وتعالى- ، فنعلم جميعاً قوله – صلى الله عليه وسلم – " من حلف بغير الله فقد أشرك " وفي اللفظ الآخر "فقد كفر " فلا نسطيع أن نقول لكل من حلف بغير الله أنه كفر كفر ردةً ولكن قد يكون هذا الحالف بغير الله كفر كفر ردة ، قد يكون وقد لا يكون ، ولذلك لتأكيد أحد الإحتمالين ورفع الإحتمال الآخر فلا بد من معرفتنا بطريقة أو بأخرى ما الذي قصده هذا الحالف ، فإن كان قصد فعلاً تعظيم المحلوف وهو غير رب العالمين – عز وجل – تعظيماً له كتعظيمه لله – عز وجل – وهذا ما لا يفعله فيما أعتقد أي مسلم فيكون والحالة هذه كفر ردة ، ولكن كما قلت آنفاً :هذا ما لا أعتقده أن فرداً من أفراد المسلمين – وما أكثر هؤلاء اللذين يحلفون بغير الله عز وجل في بلاد الإسلام - لا أعتقد أن أحدهم يعني تعظيم المحلوف بغير الله كحلفه بالله أو أن يجعله أعظم منه لا أعتقد هذا ،ولذلك نرى كثيراً من هؤلاء المسلمين الذين غلبت عليهم هذه العادة عادة الحلف بالآباء والأنبياء والرسل بل وبرأس الرجل وبلحيته وشاربه ونحو ذلك من الأيمان القبيحة إذا ما ذكر وقيل له : رسول الله يقول كذا وكذا بادر إلى القول : جزاك الله خيروأنا ما كنت أعرف هذا ويستغفر الله .
هذا المثال أريد أن أصل إلى موضوع من يسب الله – عز وجل – أو يسب نبيه – عليه السلام – أو يسب الدين ، الأمر يعود إلى القصد لأن الإنسان قد يتكلم وقد يفعل فعلاً في حالة غضب شديد يعميه عن الكلام المستقيم الذي ينبغي أن يتكلم به ، فإذا ما سمعنا شخصاً من هؤلاء –كما قال الشيخ في بعضهم " السفهاء " – يسب الشرع أو الدين أو رب العزة أو نبيه عليه السلام ..الخ، فإذا ما ذكر وهذا يقع كثيراً منهم ومن الناصحين والمذكرين لهم بيقول : لعنة الله على الشيطان ساعة شيطانية غضبية أستغفر الله ، فهذا يدل على شيء مهم جداً يضطرنا نحن ألا نتسارع إلى إصدار حكم التكفير بحقه لأنه لم يتقصد الكفر كيف وهو يستغفر الله ويعترف بخطئه فيما بد منه ، لكن هذا لا يعفينا نحن ولا نبارك له قولته بل ننكر عليه ذلك اشد النكير ولو كان هناك حكم أو حاكم يحكم بالشرع لاقترحنا بأن يعزر بأن يجلد عشر أسواط كما جاء في حديث الرسول المعروف ، لكن مع الأسف الشديد مثل هذا الحكم لايوجد في أكثر بلاد الإسلام اليوم آسفين ، ولعل هذا يسوغ لي أن أقول : لفقدان مثل هذه الأحكام الشرعية التي نص الشارع الحكيم على فائدتها في مثل قوله – تبارك وتعالى – في القرآن الكريم " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب " .
|
نعم هذا هو المعتمد عند فقهاء الملة ولذالك في شرعنا المحمدي يقتل تارك الصلاة متكاسلا عنها حدا لا كفرا وهذا بعد الاستتابة طبعا مشكور على التوضيح