الإيمان برسل الله - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الإيمان برسل الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-04-04, 02:25   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل توجد آية في القرآن الكريم تفضل الرسول على باقي الأنبياء ؟.


الجواب :


الحمد لله

أولاً :

ننبه الأخ السائل وعموم من يقرأ كلامنا هذا أنه لا يٌشترط أن يرد كل حكم في القرآن الكريم ؛ فالشرع المطهَّر أدلته الكتاب والسنَّة ، وليس الكتاب وحده ، فقد ترد أحكام الله تعالى في السنَّة النبوية ولا ترد في القرآن ، وقد ترد في القرآن دون السنة ، وقد تأتي الأحكام في القرآن الكريم مطلقة عامة مجملة ، وتأتي السنة بالتقييد والتخصيص والتبيين .

وليس في كتاب الله تعالى آية واحدة تدعو للأخذ بما فيه دون ما يأتي في السنَّة ، فعلى من يزعم أنه يأخذ بالقرآن وحده دون السنة أن يستدل على قوله بآية ليصلح منهجه وفهمه ، وأنَّى له ذلك ، بل في كتاب الله تعالى الأمر بأخذ ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، والانتهاء عما نهى عنه ، فقال تعالى : ‏( ‏وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا‏ )‏ ‏‏الحشر‏/‏7 ، وقال تعالى : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ) المائدة/92 ، وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ) الأنفال/20 .

والسنَّة هي " الحكمة " الواردة في كتاب الله تعالى في آيات كثيرة ، منها قوله تعالى ( كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ) البقرة/151 ، وقوله تعالى : ( وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) البقرة/231 .

والقرآن والسنة يصدران من مشكاة واحدة ، وكلاهما وحي الله تعالى ، قال الله سبحانه وتعالى : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى . عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) النجم/3-5 .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-04-04, 02:26   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثانياً :

تفضيل الأنبياء عليهم السلام بعضهم على بعض : أمر منصوص عليه ، ذكره الله تعالى في كتابه ، والنبي صلى الله عليه وسلم في سنَّته .

قال تعالى : ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) البقرة/253 .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : وقوله تعالى : ( وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ )

أشار في مواضع أخر إلى أن منهم محمداً صلى الله عليه وسلم كقوله : ( عسى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً ) الإسراء/79 ، و قوله : ( وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ ) سبأ/28 ، الآية ، وقوله ( إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) الأعراف/158 ، وقوله ( تَبَارَكَ الذي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ) الفرقان/1 .

وأشار في مواضع أخر إلى أن منهم إبراهيم كقوله : ( واتخذ الله إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ) النساء/125 ، وقوله : ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ) البقرة/124 ، إلى غير ذلك من الآيات .

وأشار في موضع آخر إلى أن منهم داود وهو قوله : ( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النبيين على بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً ) الإسراء/55 .

وأشار في موضع آخر إلى أن منهم إدريس وهو قوله : ( وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً ) مريم/57 .

وأشار هنا إلى أن منهم عيسى بقوله : ( وَآتَيْنَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ البينات ) البقرة/87 ] الآية .

" أضواء البيان " ( 1 / 184 ، 185 ) .

وأما ما ورد في السنة من النهي عن تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض ، أو من النهي عن تفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم – مثل حديث الصحيحين " لا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ " ، وحديث الصحيحين " لاَ تُخَيِّرُوني عَلَى مُوسَى " - : فقد جاء في كلام أهل العلم ما يحل هذا الإشكال ، وقد اختلف العلماء في ذلك على وجوه .

َقَالَ الْخَطَّابِيُّ : ( مَعْنَى هَذَا تَرْك التَّخْيِير بَيْنهمْ عَلَى وَجْه الإِزْرَاء بِبَعْضِهِمْ فَإِنَّهُ رُبَّمَا أَدَّى ذَلِكَ إِلَى فَسَاد الاعْتِقَاد فِيهِمْ وَالإِخْلال بِالْوَاجِبِ مِنْ حُقُوقهمْ وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنْ يُعْتَقَد التَّسْوِيَة بَيْنهمْ فِي دَرَجَاتهمْ فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ : ( تِلْكَ الرُّسُل فَضَّلْنَا بَعْضهمْ عَلَى بَعْض ) الآيَة اِنْتَهَى

وقال في "عون المعبود" : ( يَعْنِي : لا تُفَضِّلُوا بَعْضهمْ عَلَى بَعْض مِنْ عِنْد أَنْفُسكُمْ ..)

وذكر القرطبي أقوالا أخرى في معنى ذلك ، ثم قال :

( وأحسن من ذلك قول من قال : إن المنع من التفضيل إنما هو من جهة النبوة التي هي خصلة واحدة لا تفاضل فيها ، وإنما التفضيل في زيادة الأحوال والخصوص والكرامات والألطاف والمعجزات المتباينات ، وأما النبوة في نفسها فلا تتفاضل ، وإنما تتفاضل بأمور أخر زائدة عليها ، ولذلك منهم رسل ، وأولو عزم ، ومنهم من اتُخذ خليلاً ، ومنهم من كلم الله ، ورفع بعضهم درجات ، قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النبيين على بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً ) الإسراء/55

ثم قال : ( وهذا قول حسن ؛ فإنه جمع بين الآي والأحاديث من غير نسخ )

تفسير القرطبي (3/249)









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-04, 02:28   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثالثاً :

لا خلاف بين العلماء في تفضيل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على سائر إخوانه الأنبياء عليهم السلام ، وقد جاء ذلك موضَّحاً في الأدلة الشرعية من الكتاب والسنَّة ، ومن ذلك :

1- له صلى الله عليه وسلم المقام المحمود يوم القيامة

قال الله تعالى : ( وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) الإسراء/79 .

وهو الشفاعة يوم القيامة للفصل بين الخلائق ، وذلك بعد أن تطول مدة الحشر ، ويصيب الناس ما يصيبهم ، فيذهب الناس للأنبياء ، وكلٌّ يعتذر عن الشفاعة لهم ، حتى تصل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فيذهب إلى ربه فيخر ساجداً ، ويطلب الشفاعة للناس فيعطاها ، وسمي بـ " المقام المحمود " لأنّ جميع الخلائق يحمدون محمَّداً صلى الله عليه وسلم على ذلك المقام ؛ لأنّ شفاعته كانت سبباً في رفع معاناتهم من طول المحشر .

عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ : ( إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا ، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ : يَا فُلانُ اشْفَعْ ، يَا فُلانُ اشْفَعْ ، حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ ) رواه البخاري ( 4441 ) .

2 - جوامع الكلم ، والنصر بالرعب ، وحل الغنائم ، وجعل الأرض مسجداً وطهوراً ، وختم النبيين به ، والشفاعة .

قال الله تعالى : ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) الأحزاب/40 .

وقال تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ) الفرقان/1 .

عَنْ جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنْ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي : نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ ، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ ) رواه البخاري ( 427 ) ومسلم (421) .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ : أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا ، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً ، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ ) . رواه مسلم ( 523 ) .

3- أنه صلى الله عليه وسلم أول من يجوز الصراط من الرسل .

روى البخاري ( 773 ) من حديث أبي هريرة الطويل ، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم :

( ... فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِن الرُّسل بِأُمَّتِهِ ) .

4- أنه أول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفَّع

عَن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ) . رواه مسلم ( 2278 ) .

5- غفر الله تعالى له صلى الله عليه وسلم ذنبه كلَّه ما تقدَّم منه وما تأخر

قال الله تعالى : ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا . لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ) الفتح/1،2 .

6- النداء بالنبوة والرسالة

قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) الأحزاب/45 .

وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) المائدة/67 .

وأما إخوانه الأنبياء عليهم السلام فنودوا بأسمائهم المجردة .

7- أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهدي الأنبياء عليهم السلام .

قال الله تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) الأنعام/90 .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :

أي: امش أيها الرسول الكريم خلف هؤلاء الأنبياء الأخيار ، واتبع ملتهم ، وقد امتثل صلى الله عليه وسلم ، فاهتدى بهدي الرسل قبله ، وجمع كل كمال فيهم ، فاجتمعت لديه فضائل وخصائص ، فاق بها جميع العالمين ، وكان سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .

وبهذا الملحظ استدل بهذه من استدل من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل كلهم . " تفسير السعدي " ( ص 263 ) .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-05, 01:37   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



السؤال :

هل كانت السيدة مريم عليها السلام وحيدة لأهلها

وإذا كان ذلك صحيحا فكيف يكون السيد المسيح عليه السلام وسيدنا يحيى عليه السلام ابنا خالة ؟.


الجواب :

الحمد لله


الذي يذكره أهل التاريخ والسير أن عمران والد مريم تزوج من امرأة اسمها ( حَنَّة ) ، وأن زكريا عليه السلام تزوج من امرأة اسمها ( إِيشَاع ) ، فأنجب عمران وحنة مريم عليها السلام ، وأنجب زكريا وإيشاع يحيى عليه السلام .

ثم اختلفوا : من تكون ( إِيشَاع ) أم يحيى عليه السلام ؟ على قولين :

الأول : أنها أخت مريم عليها السلام ، وهو قول الجمهور كما يقول ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/438) .

وعليه فيكون عيسى ويحيى عليهما السلام ابنا خالة على الحقيقة ، لأنهما أبناء أختين ( مريم وإِيشَاع ) .

واستدلوا بظاهر حديث المعراج عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به فكان مما قال : ( ثُمَّ صَعدَ حَتَّى إِذَا أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاستَفتَحَ ، قِيلَ مَن هَذَا ؟ قَالَ : جِبرِيلُ . قِيلَ : وَمَن مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ . قِيلَ : وَقَد أُرسِلَ إِلَيهِ ؟ قَالَ : نَعَم . قِيلَ : مَرحَبًا بِهِ ، فَنِعمَ المَجِيءُ جَاءَ . فَفُتِحَ ، فَلَمَّا خَلَصتُ إِذَا يَحيَى وَعِيسَى - وَهُمَا ابنَا الخَالَةِ - ، قَالَ : هَذَا يَحيَى وَعِيسَى ، فَسَلِّمَ عَلَيهِمَا ، فَسَلَّمتُ ، فَرَدَّا ، ثُمَّ قَالا : مَرحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ )

رواه البخاري (3207) وهذا لفظه ومسلم (164)

الثاني : أن ( إِيشَاع ) هي أخت أم مريم ( حَنَّة ) ، فتكون إِيشَاع خالة مريم عليها السلام ، وهو الذي ذكره ابن إسحاق وابن جرير "جامع البيان" (3/234) ، واقتصر عليه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (6/68)

فعلى هذا القول : كيف يكون عيسى ويحيى عليهما السلام ابنا خالة ؟

قالوا : لأن خالة الأم بمنزلة الخالة الحقيقية ، فأم يحيى هي خالة مريم ، فهي خالة ابنها عيسى عليهم السلام جميعا ، كما أن مريم تكون ابنة خالة يحيى ، فيكون ابنها عيسى ابن خالته أيضا.

يقول الإمام أبو السعود في تفسيره (2/27) :

" وأما قوله عليه الصلاة والسلام في شأن يحيى وعيسى عليهما الصلاة والسلام هما ( ابنا خالة ) قيل : تأويله أن الأخت كثيرا ما تطلق على بنت الأخت ، وبهذا الاعتبار جعلهما عليهما الصلاة والسلام ابني خالة " انتهى .

ودليلهم على ذلك أن المشهور أن امرأة عمران ( حَنَّة ) لم تكن تحمل ولا تلد ، فلما حملت بمريم بإذن الله نذرتها لله ولخدمة بيت المقدس ، وهذا ما يؤيده السياق القرآني .

يقول الله تعالى : ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً ، فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) آل عمران/35

قال ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (1/478) :

" قال محمد بن إسحاق : وكانت [ يعني : امرأة عمران ] امرأةً لا تحمل ، فرأت يوما طائرا يزُق فَرخَهُ ، فاشتهت الولد ، فدعت الله تعالى أن يهبها ولدا ، فاستجاب الله دعاءها ، فواقعها زوجها فحملت منه ، فلما تحققت الحمل نذرت أن يكون محررا - أي : خالصا - مفرغا للعبادة ولخدمة بيت المقدس ، فقالت : ( رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً ، فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ) أي : السميع لدعائي العليم بنيتي " انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-05, 01:39   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

هل كان النبي صلى الله عليه وسلم نوراً

أم بشراً

وهل صحيح أنه لم يكن له ظل حتى وإن كان في الضوء ؟.


الجواب :

الحمد لله

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم أجمعين ، وهو بشر من بني آدم ، وُلِد من أبوين ، يأكل الطعام ويتزوج النساء ، يجوع ويمرض ، ويفرح ويحزن ، ومن أظهر مظاهر بشريته أن الله سبحانه توفاه كما يتوفى الأنفس ، ولكن الذي يميز النبي صلى الله عليه وسلم هو النبوة والرسالة والوحي .

قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) الكهف/110 .

وحال النبي صلى الله عليه وسلم في بشريته هو حال جميع الأنبياء والمرسلين .

قال الله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ) الأنبياء/8 .

وقد أنكر الله على الذين تعجبوا من بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال سبحانه : ( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ ) الفرقان/7 .

فلا يجوز تجاوز ما يقرره القرآن الكريم من رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وبشريته ، ومن ذلك : أنه لا يجوز وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه نور أو لا ظل له ، أو أنه خلق من نور ، بل هذا من الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( لاْ تُطْرُونِيْ كَمَا أُطرِيَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَقُولُوْا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ) رواه البخاري (6830) .

وقد ثبت أن الملائكة هي التي خلقت من نور ، وليس أحد من بني آدم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خُلِقَت المَلائِكَةُ مِن نُورٍ ، وَخُلِقَ إِبلِيسُ مِن نَارِ السَّمومِ ، وَخُلِقَ آدَمُ عَلَيهِ السَّلامُ مِمَّا وُصِفَ لَكُم ) رواه مسلم (2996) .

قال الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (458) :

" وفيه إشارة إلى بطلان الحديث المشهور على ألسنة الناس : ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) ! ونحوه من الأحاديث التي تقول بأنه صلى الله عليه وسلم خلق من نور ، فإن هذا الحديث دليل واضح على أن الملائكة فقط هم الذين خلقوا من نور ، دون آدم وبنيه ، فتـنبّه ولا تكن من الغافلين " انتهى .

وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي :

هنا في الباكستان علماء فرقة ( البريلوية ) يعتقدون أنه لا ظل للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا دلالة على عدم بشرية النبي صلى الله عليه وسلم . هل هذا الحديث صحيح . ليس الظل للنبي صلى الله عليه وسلم ؟

فأجابت :

" هذا القول باطل ، مناف لنصوص القرآن والسنة الصريحة الدالة على أنه صلوات الله وسلامه عليه بشر لا يختلف في تكوينه البشري عن الناس

وأن له ظلا كما لأي إنسان

وما أكرمه الله به من الرسالة لا يخرجه عن وصفه البشري الذي خلقه الله عليه من أم وأب

قال تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوْحَى إِلَيَّ ) الآية

وقال تعالى : ( قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاْ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) الآية .

أما ما يروى من أن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من نور الله ، فهو حديث موضوع " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/464) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-05, 01:40   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :


ما الفرق بين النبي والرسول ؟

الجواب :

الحمد لله

في المسألة عدة أقوال منها

قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما يلي :

( فالنبي هو الذي ينبئه الله ، وهو ينبئ بما أنبأ الله به ، فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه فهو رسول ، وأما إذا كان إنما يعمل بالشريعة قبله ، ولم يرسل هو إلى أحد يبلغه عن الله رسالة فهو نبي وليس برسول .. )

أ.هـ النبوات ص (255) ولغيره تفريقات أخرى هذا أهمها

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-05, 01:41   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

ما درجة الحديث التالي :

أن نافعا روى أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه لم يكن يقرأ الفاتحة على الميت .

" موطأ الإمام مالك " .


الجواب :

الحمد لله

هذا الأثر في أعلى درجات الصحة ، فقد رواه الإمام مالك في "الموطأ" (535) عن نافع عن ابن عمر ، وهي ما يسمى عند بعض العلماء " السلسلة الذهبية " وهي أصح – أو من أصح – الأسانيد .

ولفظه : عن نافع أن عبد الله بن عمر كان لا يقرأ في الصلاة على الجنازة .

ومعنى " لا يقرأ " أي : لا يقرأ فاتحة الكتاب ولا غيرها ، وهي من مسائل الخلاف المعروفة عند أهل العلم ، وقد ذهب بعضهم إلى أنها ركن في صلاة الجنازة ، وذهب آخرون إلى عدم ركنيتها ولا استحبابها ، وتوسط آخرون فقالوا باستحبابها وعدم وجوبها ، وهو ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، فإنه قال :

" وتنازع العلماء في القراءة على الجنازة على ثلاثه أقوال : قيل : لا تستحب بحال , كما هو مذهب أبي حنيفة ومالك ، وقيل : بل يجب فيها القراءة بالفاتحة ، كما يقوله من يقوله من أصحاب الشافعي وأحمد ، وقيل : بل قراءة الفاتحة فيها سنة , وإن لم يقرأ بل دعا بلا قراءة جاز , وهذا هو الصواب " انتهى .

" الفتاوى الكبرى " ( 2 / 121 ) .

والذي يظهر – والعلم عند الله تعالى - أن قراءة الفاتحة ركن في صلاة الجنازة ، وهي داخلة في عموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ) رواه البخاري (714) ومسلم (595) ، ولعله من أجل قول ابن عمر كان ابن عباس يجهر بها – أحياناً – مع أن السنة الإسرار بها ، وقد سئل عن ذلك فقال : ( ليعلموا أنها سنة ) رواه البخاري (1249) .

وليس المقصود بقوله " سنة " هو المستحب ؛ وإنما المراد سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" والفاتحة في صلاة الجنازة ركن ؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ، وصلاة الجنازة صلاة ؛ لقوله تعالى : ( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً ) فسماها الله صلاة ؛ ولأن ابن عباس رضي الله عنهما قرأ الفاتحة على جنازة ، وقال : ( لتعلموا أنها سنة ) .

" الشرح الممتع " ( 5 / 401 ) .

وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :

ما حكم قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة ؟

فأجاب :

" واجبة ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) متفق على صحته .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 13 / 143 ) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-05, 01:42   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

هل هناك أي حقيقة على أنه قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ظهر ضوء في السماء ؟.

الجواب :

الحمد لله


كان من المبشرات بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه عندما حملت به أمه رأت في منامها أنه خرج منها نور بلغ الشام .

فعن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه سلم أنهم قالوا : يا رسول الله ، أخبرنا عن نفسك. قال : ( دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى ، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام ) .

رواه ابن إسحاق بسنده ( 1/166 سيرة ابن هشام ) ومن طريقه أخرجه الطبري في تفسيره ( 1/566) ، والحاكم في مستدركه ( 2/600) وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ، وانظر السلسلة الصحيحة (1545) .

وروى الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ورأت أمي في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام ) حسنه الألباني في صحيح الجامع (224) .

وروى أحمد (16700) عن العرباض بن سارية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله قال : ( . . . وذكر الحديث وفيه : إِنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ ) .

قال الهيثمي في مجمع الزوائد : وإسناده حسن اهـ

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح :

فَلَمَّا وَلَدَتْ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهُ الْبَيْت وَالدَّار . وَشَاهِده حَدِيث الْعِرْبَاض بْن سَارِيَة قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : ( إِنِّي عَبْد اللَّه وَخَاتَم النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَم لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَته , وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ : إِنِّي دَعْوَة أَبِي إِبْرَاهِيم , وَبِشَارَة عِيسَى بِي , وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ , وَكَذَلِكَ أُمَّهَات النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ , وَإِنَّ أُمّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِين وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهُ قُصُور الشَّام ) أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّانَ وَالْحَاكِم وَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةُ عِنْد أَحْمَد نَحْوه اهـ

ومما يجب أن يعلم أن دلائل نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليست محصورة في هذه الآية ، فسواء ثبتت أم لم تثبت فإن نبوته صلى الله عليه وسلم ثابتة بالدلائل القطعية التي لا يستطيع منصف أن ينكرها . وإنما أنكرها من أنكرها إما جهلاً أو مكابرة .

نسأل الله تعالى أن يظهر دينه ويعلي كلمته .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-05, 01:43   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

كيف تطلبون من غير المسلمين أن يصدقوا ما في كتابكم بشأن عيسى

ورفض صلبه

وبنوته لله

مع أن الكتاب المقدس قد أخبر بذلك ؟.


الجواب :

الحمد لله


لعله من القول المعاد هنا أن ننبه على أن الأناجيل ، أو الكتاب المقدس الذي نتكلم عنه ، والذي يوجد في أيدي الناس اليوم ، هو شيء آخر غير الذي نزل من عند الله على عبده ورسوله عيسى بن مريم ، عليه السلام ؛ فذاك الذي نزل من عند الله لا يصح لأحد إيمانه إذا كفر به ، أو بشيء منه

غير أنه ، ولحكمة بالغة ، لم يزل تحريف الأيدي ، وليّ الألسن يعبث بذلك الكتاب ، ولم تزل تعدو عليه صروف الدهر ، وحوادث الأيام من قديم ، حتى ضاع أصله الإلهي ، وانقطع من أيدي الناس ، ولم يعد بين أيديهم إلا خليط مختلف من ظلمات الشرك والتثليث ، مع بصيص من نور التوحيد ، وأخلاط من الكذب والتحريف المتتابع ، زمانا بعد زمان ، مع أثارة من الصدق وعلم النبيين .

ولقد صار من المتعذر ، بل من المستحيل ، مع بعد العهد ، وتتابع العبث ، أن يقطع أحد بصدق شيء من ذلك الكتاب أو كذبه ، إلا إذا عرض على الحق المهيمن على ما قبله ، والمصدق لما بين يديه ، الذي لم يشب نوره الإلهي بظلمة من الجهل أو الهوى ، ولا صدقه الخالص بكذبة ، أو حتى غلطه ، وليس ذلك إلا القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه ، كما قال الله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9 .

ومع أن واحدا من كبار الدارسين عند القوم ، والمدافعين عن الكتاب المقدس ، وهو نورتن ، حاول أن يدافع عن الكتاب المقدس أمام طعن إكهارن الجرمني ، فقد اضطر إلى أن يعترف بأن تمييز الصدق من الكذب في هذا الزمان عسير !!

ومن هنا نصل إلى موضوع السؤال ، لنقول : إن من لم يؤمن بالقرآن ، لن يصح له كتاب يؤمن به ، ومن طعن في صدق النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وصحة دين الإسلام ، لم يمكنه أن يقيم دليلا على صحة دينه الذي يتمسك به .

ووجه ذلك أن من طعن في صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما أخبر به من نبوته ، والوحي المنزل عليه من السماء ، مع أن ظهرت على يديه المعجزات الدالة على صدقه في ما قال ، وبقي حياته يتحدى أعداءه بالكتاب الذي ينسبه إلى وحي ربه أن يأتوا بمثله ، أو بشيء منه ، بل أن تحدى الإنس والجن جميعا أن يجتمعوا ويتظاهروا ، ويتساعدوا ، من أجل أن يأتوا بمثل هذا القرآن : ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا ً) الإسراء/88









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-05, 01:44   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ولم يحدث أنهم فعلوا وأتوا بمثله ، على ما مر من التاريخ بعده ، وعلى كثرة ما عارضه من الأعداء ، وودوا لو أثبتوا كذبه ، وهيهات !!

ثم بقي ذلك النبي بعد ذلك منصورا على أعدائه ، لم يبطلوا له حجة ، ولا وقفوا له على كذبة في خبر ، ولو كان من حديث الناس الذي يألفونه ، فضلا عن أن يكذب على ربه الذي أرسله .

وليت شعري ، إذا طعنوا في ذلك كله ، فأنى لهم أن يقيموا دليلا على صحة "الإلهام" الذي اعتمدوا عليه في تصديق كتبهم ، مع أنهم لا يدعون أن هذه الأناجيل أنزلت على عيسى ، أو أنه كتبها ، أو أملاها ، أو حتى كتبت في حياته !!

هذا مع أنه لا يوجد دليل محقق على شخصية الأربعة الذين كتبوا هذه الأناجيل ، ومن يكونون ، وكيف كانت سيرتهم وحياتهم ، وهل كان ما كتبوه كان من من الوحي الإلهي ، أو الإلهام ، على حد تعبيرهم ، أو كان من بنات أفكارهم ، ووحي شياطينهم . يقول هورن ، أحد كبار مفسري الكتاب المقدس : ( إذا قيل إن الكتب المقدسة أوحيت من جانب الله ، فلا يراد أن كل لفظ ، والعبارة كلها من إلهام الله ، بل يُعلم من اختلاف محاورة المصنفين ، واختلاف بيانهم أنهم كانوا مُجَازين (؟!) [ يعني : كانوا مسموحا لهم ] أن يكتبوا على حسب طبائعهم وعاداتهم وفهومهم ، ولا يُتخيل أنهم كانوا ملهمين في كل أمر يبينونه ، أو في كل حكم كانوا يحكمونه ) .

وقد أشارت دائرة المعارف البريطانية إلى خلاف علماء النصارى وباحثيهم في شأن هذا الإلهام : هل كل قول مندرج في الكتب المقدسة إلهامي أو لا ؟ ثم علقت في موضع منها ( 19/20) على ذلك : ( إن الذين قالوا إن كل قول مندرج فيها إلهامي ، لا يقدرون أن يثبتوا دعواهم بسهولة ) .

ونقول : ولا بصعوبة !!

وإزاء عشرات المواضع المتضاربة فيما بين هذه الأناجيل ، بعضها وبعض ، وعشرات الأغلاط التاريخية ، والنبوءات الكاذبة التي لم تتحقق ، قرر فريدريك جرانت أن ( العهد الجديد كتاب غير متجانس ، ذلك أنه شتات مجمع ، فهو لا يمثل وجهة نظر واحدة تسوده من أوله إلى آخره ، لكنه في الواقع يمثل وجهات نظر مختلفة ) .

وأما دائرة المعارف الأمريكية فتذكر ( أن هناك مشكلة هامة وصعبة تنجم عن التناقض الذي يظهر في نواح كثيرة بين الإنجيل الرابع ، والثلاثة المتشابهة ؛ إن الاختلاف بينهم عظيم ، لدرجة أنه لو قبلت الأناجيل المتشابهة ، باعتبارها صحيحة وموثوقا فيها ، فإن ما يترتب على ذلك هو عدم صحة إنجيل يوحنا ) .

هذا مع اعتبار أن إنجيل يوحنا هو أشد هذه الأناجيل تقريرا لعقيدتهم في التثليث ، بل إنهم ليعترفون أنه ألف من أجل تقرير هذه العقيدة التي أخلت بها الأناجيل الأخرى ، وقطع اختلاف الناس في شأنها !!

إن الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تتمسك بشدة بعقيدة الإلهام ، كأصل للكتاب المقدس ، وأكدت على ذلك في مجمع الفاتيكان عام ( 1869-1870) ، عادت أمام هذه الحقائق لتعترف ، بعد نحو قرن ، في المجمع المسكوني الثاني للفاتيكان ( 1962-1965) بأن هذه الكتب تحتوي على شوائب ، وشيء من البطلان ، على ما نقله الباحث الفرنسي الكاثوليكي [ الذي أسلم فيما بعد ] د موريس بوكاي .

ثم إن من كذب بشيء من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحواله وسيرته الدالة على صدقه ، كيف له أن يثبت معجزات هؤلاء الرسل المزعومين الذي كتبوا الأناجيل ، أو يدلل على صدقهم في دعوى الإلهام ؟!

إن دعوى الإلهام صادقة في زعمهم بدليل شهادة الكتاب المقدس ، وما فيه من ذكر معجزاتهم ، والكتاب المقدس وما فيه صادق لأنه إلهام !!

وهكذا ينتهي استدلالهم إلى الدور الباطل ، كما نقله ريس في دائرة معارفه عن بعض المحققين : فالكتاب المقدس صحيح لأنه إلهام ، وإلهامهم صادق لأن الكتاب المقدس شهد به !!

ومن كذب بالقرآن المنقول بالتواتر ، الفاشي في مشارق أرض الإسلام ومغاربها ، جيلا بعد جيل ، حفظا وكتابة ، لا تختلف نسخه ، ولا تضطرب ولا تتعارض ، أنى له أن يثبت صحة الأناجيل التي يعتمد عليها ، والتي لم توجد مجرد إشارة لها ، فضلا عن أن توجد أعيانها ، قبل مضي نحو قرنين من وفاة المسيح ، على ما نقله نورتن عن إكهارن الجرمني ، ثم ما وقع في مطلع القرن الرابع بالنصارى من البلاء ، والهدم لكنائسهم ، وتحريق كتبهم ، ما يفقد الثقة بكتبهم التي وجدت بعد ذلك : فمتى وجدت ، وعند من كانت في فترة الاضطهاد والاستخفاء ، وكيف وصلت إلينا ، وكيف ، وكيف ... ، أسئلة كثيرة تدور حول هذه المعضلة ، فيما عبرت عنه دائرة المعارف البريطانية بقولها :

( ليس لدينا أية معرفة مؤكدة بالنسبة للكيفية التي تشكلت بموجبها قانونية الأناجيل الأربعة ، ولا بالمكان الذي تقرر فيه ذلك ) .

وأما الجهل بالمترجم الذي نقلها عن اللغة الأصلية التي كتبت بها ، وما مدى الثقة بعلمه ودينه وكفايته لهذه المهمة ، وكيف لنا أن نتأكد من أنه نقلها على وجهها ، فذلك لون آخر !!

[ يمكن مراجعة تفصيل ما أجملناه في هذا الجواب في : إظهار الحق ، للشيخ رحمة الله الهندي ، ومناظرة بين الإسلام والنصرانية ، للشيخ محمد جميل غازي وآخرين ]

والله يهدينا وإياكم إلى صراطه المستقيم









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-05, 01:46   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

هل الخضر ملَك أم رسول أم نبي أم ولي ؟.

الجواب :


الحمد لله

الظاهر من إطلاق القرآن أنه نبي .

قال الشيخ الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه – في تفسير قوله تعالى : { فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمةً من عندنا وعلمناه من لدنا علماً } الكهف/65 :

ولكنه يفهم من بعض الآيات أن هذه الرحمة المذكورة هنا رحمة نبوة ، وأن هذا العلم اللدني علم وحي … ومعلوم أن الرحمة وإيتاء العلم اللدني أعم من كون ذلك عن طريق النبوة وغيرها ، والاستدلال بالأعم على الأخص في أن وجود الأعم لا يستلزم وجود الأخص كما هو معروف ، ومن أظهر الأدلة في أن الرحمة والعلم اللدني الذين امتن الله بهما على عبده الخضر عن طريق النبوة والوحي قوله تعالى : { وما فعلته عن أمري } الكهف / 82

أي : وإنما فعلته عن أمر الله جل وعلا ، وأمر الله إنما يتحقق بطريق الوحي ، إذ لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه إلا الوحي من الله جل وعلا ، ولا سيما قتل الأنفس البريئة في ظاهر الأمر ، وتعييب سفن الناس بخرقها ؛ لأن العدوان على أنفس الناس وأموالهم لا يصح إلا عن طريق الوحي من الله تعالى ، وقد حصر تعالى طرق الإنذار في الوحي في قوله تعالى : ( قل إنما أنذركم بالوحي ) الأنبياء/45 ، و " إنما " صيغة حصر .

" أضواء البيان " ( 4 / 172 ، 173 ) .

وقال :

" . . . وبهذا كله تعلم : أن قتل الخضر للغلام ، وخرقه للسفينة وقوله : ( وما فعلته عن أمري ) ، دليل ظاهر على نبوته ، وعزا الفخر الرازي في تفسيره القول بنبوته للأكثرين ، ومما يستأنس به للقول بنبوته تواضع موسى عليه الصلاة والسلام له في قوله : ( هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ) الكهف/66، وقوله : ( ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا ) الكهف/69 ، مع قول الخضر له : ( وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ) الكهف/68 . "

أضواء البيان (3/326) .

الشيخ محمد صالح المنجد


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-05, 18:28   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



السؤال :

هل الخضر ملَك أم رسول أم نبي أم ولي ؟.

الجواب :

الحمد لله

الظاهر من إطلاق القرآن أنه نبي .

قال الشيخ الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه – في تفسير قوله تعالى : { فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمةً من عندنا وعلمناه من لدنا علماً } الكهف/65 :

ولكنه يفهم من بعض الآيات أن هذه الرحمة المذكورة هنا رحمة نبوة ، وأن هذا العلم اللدني علم وحي … ومعلوم أن الرحمة وإيتاء العلم اللدني أعم من كون ذلك عن طريق النبوة وغيرها ، والاستدلال بالأعم على الأخص في أن وجود الأعم لا يستلزم وجود الأخص كما هو معروف ، ومن أظهر الأدلة في أن الرحمة والعلم اللدني الذين امتن الله بهما على عبده الخضر عن طريق النبوة والوحي قوله تعالى : { وما فعلته عن أمري } الكهف / 82

أي : وإنما فعلته عن أمر الله جل وعلا ، وأمر الله إنما يتحقق بطريق الوحي ، إذ لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه إلا الوحي من الله جل وعلا ، ولا سيما قتل الأنفس البريئة في ظاهر الأمر ، وتعييب سفن الناس بخرقها ؛ لأن العدوان على أنفس الناس وأموالهم لا يصح إلا عن طريق الوحي من الله تعالى ، وقد حصر تعالى طرق الإنذار في الوحي في قوله تعالى : ( قل إنما أنذركم بالوحي ) الأنبياء/45 ، و " إنما " صيغة حصر .

" أضواء البيان " ( 4 / 172 ، 173 ) .

وقال :

" . . . وبهذا كله تعلم : أن قتل الخضر للغلام ، وخرقه للسفينة وقوله : ( وما فعلته عن أمري ) ، دليل ظاهر على نبوته ، وعزا الفخر الرازي في تفسيره القول بنبوته للأكثرين ، ومما يستأنس به للقول بنبوته تواضع موسى عليه الصلاة والسلام له في قوله : ( هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ) الكهف/66، وقوله : ( ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا ) الكهف/69 ، مع قول الخضر له : ( وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ) الكهف/68 . "

أضواء البيان (3/326) .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-05, 18:29   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل لك أن تعطيني بعض المعلومات عن النبي إبراهيم عليه السلام ؟.

الجواب :

الحمد لله

أرسل الله نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام وجعل في ذريته النبوة والكتاب : ( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً ) مريم/41 .

وقد ربى الله إبراهيم وأكرمه بفضائل وصفات حميدة : ( إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين ، شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم ، وآتيناه في الدنيا حسنة و إنه في الآخرة لمن الصالحين ) النحل/120- 121- 122 .

وإبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء فلم يبعث نبياً من بعده إلا من نسله وقد كان له ولدان اصطفاهما الله بالنبوة وهما إسماعيل جد العرب ومن نسله بعث الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم أما الآخر فهو إسحاق وقد رزقه الله نبياً اسمه يعقوب ويلقب بإسرائيل وإليه ينسب بنو إسرائيل مع أنبيائهم .

وقد أشار القرآن إلى أبوة إبراهيم للأنبياء بقوله عن إبراهيم : ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاً هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين ، وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين ، وإسماعيل واليسع ويونس ولوطاً وكلاً فضلنا على العالمين ) الأنعام/84 - 86 .

وقد دعا إبراهيم عليه السلام قومه في العراق إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان التي لا تنفع ولا تضر قال تعالى : ( وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ، إنما تعبدون من دون الله أوثاناً وتخلقون إفكاً ، إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون ) العنكبوت/16-17 .

وقد أراد إبراهيم عليه السلام أن يحرر قومه من عبادة الأصنام . ويخلصهم من الخرافات والأساطير فسأل قومه عن هذه الأصنام كما قال تعالى : ( واتل عليهم نبأ إبراهيم ، إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ، قالوا نعبد أصناماً فنظل لها عاكفين ، قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون ، قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ) الشعراء/67 - 74 .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-05, 18:31   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثم بين لهم أن لا ينقادوا لغيرهم بلا عقل كالبهائم وقرر لهم الحقيقة العظمى وهي عبادة الله وحده الذي بيده ملكوت كل شيء : ( قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون ، أنتم و آباؤكم الأقدمون ، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ، الذي خلقني فهو يهدين ، والذي هو يطعمني ويسقين ، وإذا مرضت فهو يشفين ، والذي يميتني ثم يحيين ، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) الشعراء/75 - 82 .

وقد كان أبو إبراهيم من عبدة الأصنام وكان ينحتها ويبيعها فعز على إبراهيم كفر أبيه فخصه بالنصيحة وقال له : ( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً ، يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطاً سوياً ) مريم/42 - 43 .

ولكن أباه لم يستجب له بل هدده بالرجم والهجر فقال : ( أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك و اهجرني ملياً ) مريم/46 .

فما كان من إبراهيم إلا أن تركه وقال له : ( سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً ) مريم/47 .

وظل إبراهيم يستغفر لأبيه ويرجو ربه هدايته فلما تبن له أنه عدو لله تبرأ منه وترك الاستغفار له قال تعالى : ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم ) التوبة/114 .

ولما أصر قوم إبراهيم على عبادة الأصنام أراد إبراهيم أن يبين لهم بالبرهان العملي أن تلك الأصنام لا تضر ولا تنفع بعد أن لم يؤثر في قومه الوعظ والإرشاد : ( فنظر نظرة في النجوم ، فقال إني سقيم ، فتولوا عنه مدبرين ، فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ، ما لكم لا تنطقون ، فراغ عليهم ضرباً باليمين ) الصافات/88-93 .

وقد كسر إبراهيم الأصنام إلا الكبير فتركه لعلهم يسألونه عمن فعل ذلك : (فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم لعلهم إليه يرجعون ) الأنبياء/58 .

فلما رجعوا من عيدهم الذي خرجوا له رأوا الأصنام مكسرة واتهموا إبراهيم فقال لهم : ( بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون ) الأنبياء/63 .

ولما كانوا يعلمون أن تلك الأصنام لا تنطق لأنها جمادات حينئذ قالوا لإبراهيم : ( لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ) الأنبياء/65 .

فلما اعترفوا بعجز تلك الأصنام قال لهم إبراهيم : ( أفتعبدون من دون اللّه ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم ، أفٍ لكم ولما تعبدون من دون اللّه أفلا تعقلون ) الأنبياء/67 .

ولما انقطعت حجتهم لجأوا إلى استعمال القوة فقالوا : ( حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ) الأنبياء/68 .

فجمعوا حطباً كثيراً وأضرموه ناراً لها شرر ولهب عظيم ثم ألقوا إبراهيم عليه السلام في تلك النار فقال حسبي اللّه ونعم الوكيل فأنجاه اللّه منها وجعلها عليه برداً و سلاماً , وأبطل كيد أعدائه : ( قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ، وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين ) الأنبياء/69-70 .

ولما نجا إبراهيم من النار أمره اللّه بالخروج والهجرة من أرض العراق إلى الأرض المقدسة في الشام فتزوج ابنة عمه - سارة - وخرج بها مهاجراًً مع ابن أخيه لوط إلى بلاد الشام كما قال سبحانه : ( ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ) الأنبياء/71 .

ثم نزلت بأرض الشام ضائقة شديدة فنزح إبراهيم إلى مصر ومعه زوجته ثم عاد منها إلى فلسطين ومعه زوجته - سارة - وجارية لها تدعى - هاجر - ورغب إبراهيم في الذرية وزوجته كانت عقيماً وقد تقدمت بها السن ولما رأت رغبة زوجها في الولد أهدت إليه جاريتها -هاجر - فتزوجها ورزق منها ابنه إسماعيل : ( رب هب لي من الصالحين ، فبشرناه بغلام حليم ) الصافات/100-101 .

وبعد أن ولدت هاجر إسماعيل ثارت الحسرة والغيرة في نفس سارة فطلبت من إبراهيم إقصاءهما عنها فأوحى اللّه إلى إبراهيم أن يأخذ هاجر وإسماعيل الرضيع ويذهب بهما إلى مكة فسار بهما وأنزل هاجر وطفلها إسماعيل في مكان قفر موحش ليس فيه ماء ثم تركهما وقفل راجعاً إلى فلسطين فقالت له هاجر لمن تتركنا بهذا الوادي القفر الموحش ؟

ولكن إبراهيم مضى وتركها فقالت حينئذ آلله أمرك بهذا ؟

قال : نعم ، فقالت : إذن لا يضيعنا اللّه .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-05, 18:32   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

واستسلم إبراهيم لأمر ربه وصبر على فراق زوجته وولده ثم التفت إليهم في مكانهم عند البيت الحرام ودعا بهذه الدعوات : ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) إبراهيم/37 .

مكثت هاجر في مكة تأكل من الزاد وتشرب من الماء اللذين تركهما إبراهيم لها ولابنها فلما نفد ذلك عطشت وعطش ابنها فطلبت الماء وصعدت جبل الصفا فلم ترى شيئاً ثم صعدت جبل المروة فلم ترى شيئاً فعلت ذلك سبع مرات ثم التفتت إلى إسماعيل فإذا الماء ينبع من تحت قدميه ففرحت وشربت وسقت ابنها ثم جاءت قبيلة - جرهم - إلى هاجر واستأذنوها في السكن عند الماء فأذنت لهم فسكنوا بجوارها ولما كبر إسماعيل تزوج منهم وتعلم العربية منهم .

وفي تلك الفترة كان إبراهيم يزور ابنه من وقت إلى لآخر وفي إحدى الزيارات رأى إبراهيم في المنام أنّ الله يأمره بذبح ابنه إسماعيل ورؤيا الأنبياء حق فعزم إبراهيم على تنفيذ أمر الله مع أنه في سن الشيخوخة وإسماعيل ابنه الوحيد قال تعالى : ( فبشرناه بغلام حليم ، فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ، فلما أسلما وتله للجبين ، وناديناه أن يا إبرهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين ، إن هذا لهو البلاء المبين ، وفديناه بذبح عظيم ) الصافات/101-107 .

ثم بشره الله بولد آخر وهو إسحاق ثم رجع إبراهيم إلى فلسطين : ( وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين ) الصافات/112 .

وولد له إسحاق من زوجته سارة : ( وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) هود/71 .

ثم أقام إبراهيم في فلسطين مدة ثم جاء إلى مكة مرة أخرى لأمر عظيم فقد أمره الله أن يبني في مكة أول بيت يقام لعبادة الله فقام إبراهيم بالبناء وابنه إسماعيل يناوله الحجارة فلما ارتفع البنيان قام إبراهيم على حجر وهو مقام إبراهيم الموجود حول الكعبة قال تعالى : ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) البقرة/127 .

وقد أمر الله إبراهيم وإسماعيل أن يطهرا البيت من الأصنام و النجاسات ليكون طاهراً للطائفين والقائمين والركع السجود ولما بنى إبراهيم البيت أمره الله أن يدعوا الناس للحج بقوله تعالى : ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) الحج/27 .

ثم دعا إبراهيم عليه السلام بهذه الدعوات العظيمة لمكة ومن فيها : ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً وأرزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير ) البقرة/126 .

ثم دعا له ولذريته بقوله : ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ) البقرة/127-128 .

ثم دعا لأهل الحرم أن يبعث الله فيهم رسولاً منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده فقال : ( ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) البقرة/129 .

وقد استجاب الله دعاء نبيه إبراهيم فجعل مكة بلداً آمناً ورزق أهلها من الثمرات وبعث فيهم رسولاً منهم هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم فلله الحمد والشكر

وقد كانت النبوة والرسالة بعد إبراهيم في بني إسرائيل زمناً طويلاً حتى بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم من نسل إسماعيل رسولاً إلى الناس جميعاً وأمره بقوله : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ) الأعراف/158 .

وقد أمر الله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يتبع ملة إبراهيم فقال سبحانه : ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ) النحل/123 .

وكانت وصية إبراهيم إلى أبنائه هي التمسك بدين الإسلام والعمل به حتى الممات قال تعالى : ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون ) البقرة/132 .

اللهم صل على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

ومن الأنبياء في زمان إبراهيم عليه السلام لوط , وإسماعيل , وإسحق , ويعقوب ثم يوسف , ثم شعيب ثم أيوب ثم ذو الكفل ثم أرسل الله موسى وهارون عليهما وعلى سائر الأنبياء أفضل الصلاة والسلام .

من كتاب أصول الدين الإسلامي

للشيخ محمد بن ابراهيم التويجري .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ركن من اركان الايمان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc