وتستمر الحرب الكلامية مع استمرار حرب المدافع والطائرات
من يقرأ تاريخنا جيدا يجد أن نا يحدث هنا نسخة مكررة عشرات أو مئات المرات
حاكم ضد معارضيه ... للحاكم أنصار ومؤيدين وشيوخ يدعون له بالنصر ويدعون على معارضيه بالخراب والدمار ونار جهنم
كما ان له معارضين يرونه القاتل الوحش الذي خلق ليقتل شعبه ... ويؤيدهم شيوخ ودعوات وجهاد
منذ الأمويين الذي أنتجوا الحكم الوراثي وأبادوا معارضيهم ببطش لم تعرف له البشرية مثيلا واستعملوا الأحاديث والآيات والمشايخ والدعوات
إلى العباسيين الذين تفننوا في القهر والتعذيب وردوا الصاع صاعين لمن لأبادهم وشرد أهلهم
إلى الفاطميين والموحدين والأيوبيين والمماليك إلى ملوك الطوائف
إلى العلويين في المغرب والهاشميين في الأردن
إلى البعثيين والقوميين والاخوان المسلمين
إلى السلفيين والجهاديين
إلى خدام الحرمين
وكان الحكام كلهم لا ينطقون عن الهوى في نظر أتباعهم وهم ظل الله في أرضه
وكان بعضهم الحاكم بأمر الله والمستكفي بالله والواثق بالله والمتوكل على الله والمستعصم بالله والمعتضد بالله والمنتصر بالله والمستنجد بالله وآخر الأمين والمأمون والعاضد وتقي الدين ونور الدين وصلاح الدين والمهدي والهادي والمهتدي بالله والمعتمد على الله والمكتفي بالله والقاهر بالله والمتقي بالله والناصر لدين الله
وأمراء المؤمنين
في كل مرة هذا الحاكم طاغية وقاتل ولم يكن له شبيه
لاحظ الغرائب اليوم بين ما يجري في سوريا واليمن ومصر والبحرين وليبيا والعراق ...
الذين يعارضون بشار ويرون أن طائراته لا تصيب سوى المدنيين ... هم أنفسهم يدافعون عن الطائرات السعودية بأنها لا تصيب سوى الحوثيين والصالحيين المسلحين وأن من يعتبرون بشار ديكتاتور وكذلك صدام والقدافي والصالح هم من يدعمون السيسي وبن علي وحمد بن عيسى
والعكس صحيح
الخلاصة أن المسلمين يحملون بذور الشقاق وبذور الديكتاتورية وبذور القتال
فمازال المسلمون لا يجدون ما يفخرون به من ماضيهم سوى الحروب والتوسع والقتل والفتوحات ... ومازالوا يفاخرون ببعض عظمائهم بعدد ما قتلوا وبعدد البلدان التي فتحوا
ترى لو كان للمعارضين في سوريا او الجزائر أو البحرين أو أي بلد ... لو كان لديهم طائرات أو سلاح نووي .. هل سيتسعملونه ؟ كيف نصبح ؟
ان حرب الاخوة في صفين أسفرت عن 70 ألف قتيل في بضع أيام وبالسيف والرمح
ماذا لو ....
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط،