أثــــر اللِّسان وآفاته
•قال تعالى" مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " (قّ 18)
•في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار )) رواه البخاري ومسلم ، وفي لفظ (( يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب )) رواه مسلم
كان أبو بكر صديق هذه الأمة رضي الله عنه يمسك بلسانه ويقول : هذا أوردني الموارد
•وعند أحمد في فضائل الصحابة : قال ابن بريدة : رأيت ابن عباس آخذًا بلسانه، وهو يقول: ويحك قل خيرًا تغنم، أو اسكت عن سوء تسلم، وإلا فاعلم أنَّك ستندم، قال: فقيل له: يا ابن عباس، لم تقول هذا؟ قال: إنه بلغني أنَّ الإنسان -أراه قال- ليس على شيء من جسده أشدُّ حنقًا أو غيظًا يوم القيامة منه على لسانه إلا ما قال به خيرًا، أو أملى به خيرًا .
•قال الحسن البصري رحمه الله : والله للغيبة أسرع في دين الرجل من الأكلة في الجسد .
•قال الفضيل بن عياض: كان بعض أصحابنا يحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة .
•قال ابن القيم رحمه الله : وفي اللسان آفتان عظيمتان أن خلص من إحداهما لم يخلص من الأخرى : آفة الكلام وآفة السكوت وقد يكون كل منهما اعظم إثما من الأخرى في وقتها فالساكت عن الحق شيطان اخرس عاص الله مراء مداهن إذا لم يخف على نفسه والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص الله واكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته فهم بين هذين النوعين ..
وأهل الوسط ـ وهم أهل الصراط المستقيم ـ كفوا ألسنتهم عن الباطل وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعة في الآخرة .
•جاء في وفيات الأعيان لابن خلكان : أن أعرابيا كان يجالس الشعبي ويطيل الصمت ، فقال له الشعبي يومًا : ألا تتكلم فقال : أسكت فأسلم وأسمع فأعلم ، إنَّ حظَّ المرء في أذنه له ، وفي لسانه لغيره .
•قال الحافظ ابن رجب : فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل ويدخل فيها القول على الله بغير علم .
•قال أحد الشعراء معبِّراً عن أثر اللِّسان :
مَـنْ كان يملـك درهـمين تعلّمت ** شـفـتاه أنواع الكـلام فقالا
وتــقـدّم الإخــــوان فاسـتمـعـوا له ** ورأيته بين الورى مختالا
لـــولا دراهـــمـــه الـتــي في كيسه ** لرأيته أسوا البريّة حالا
إن الغـنــيّ إذا تـكـلّـم بالخـطا ** قالوا صدقت وما نطقت محالا
وإذا الفقـير أصاب قالوا كلهم ** أخطأت يا هذا وقلت ضلالا
إن الـدراهــم في المـواطـن كلِّها ** تكسو الرجال مهابة وجلالا
فــهي اللـسـان لمن أراد فصاحة **وهي السِّنان لمن أراد قتالا