ذكريات رجـــــــاء في العشرية الســــــــــوداء

[أم أماني أريج]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Simassim

السلام عليكم
اول ماشفت العنوان نكذب عليك ضحكت بالدموع. تفكرت موقفصرا. من بعد تفكرت وراحت الضحكة. خاصة بعد ماقريت ردود الأعضاء

الله يحاسب لي كان السبب وربي يحمي البلاد والشعب الجزائري. ايام مرت لكن اتارها.وعقدها كبيرة مازلت للان

كنت صغيرة هداك الوقت يمات نروح عند جدي ونسمعوهم يضربو الجبال بالمدافع كنت نفرح. وتعجبني هديك الشعلة الحمرا لي فالسما.
ونهار هجموا على الحي تاعنا. وأختي كانت وحدها فالدار عمرها سبع سنين مع اخي الصغير فعمره شهور برك. راح ضحيتها رجل شرطي مسكين والطريق. كاملة واحنا نشوف بقع الدم. وسائق الطاكسي يتكلم هنا دبحو فلان وهنا حرقو طاكسي تاع فلان. دون مراعاة وجود صغار فاللوطو لاحول لا قوة الا بالله
وتفتيش الأمن للبيوت والدي ملتحي. كل مرة نشوف ماما وبابا مقلقين وانا نقول علاش. نطفو الضو ويسكتو. باش مايدخلوش عندنا مرة واحدة الحكايت بدأت ترجع والصور تدور بين عيني
أمور وحوادث وقصص كنت نسمعها وقتها مافهمتهاش وبقات راسخة برأسي وصلت اول موضوع بحت عليه فالنت هو الاٍرهاب. وشفت اللي ماينشاف. قدرت نفهم واش كان صار. بصح ندمت. لاني وقتها حسّيت روحي تبدلت تتارت بزاف. صح مرات الجهل يكون انعم من العلم

و عليكم السلام أخيتي سيماسيم

الحمد لله ربي حفظ أبوك أنذاك لأن الملتحي في ذلك الزمن كان يدفع ثمن إتباعه لسنة النبي لأن أولاد الحرام حرموها على أولاد الحلال

تفكرت موقف تاع معلم مسكين كان يقري في مدرستي الإبتدائية شدوه العساكر في الطريق و هو ملتحي فحرقولوا نصف لحيته و تركوا له النصف الآخر و

خلاوه يرجع هكذاك بهذاك المنظر المحرج لبيتو

مزية كنت صغيرة و ماكنتيش تتأثري بزاف على الأقل حافظتي على برودة أعصابك

ربي يحفظك و يحفظ العائلة الكريمة

سعدت لمرورك الجميل

شكرا

[eBusiness]

الله يحفظ الزازاير من كل سوء...

[ابتسام smile &hope]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أناييس الربيع

في سنوات الجمروالقهر التي عشتها بكل علقم ، كنت أعيش في مستنقع عفن

كل يوم أكثر من جثة ملقاة أمام أعيني وناهيك عن تلك الطلقات النارية والقنابل

اليدوية المزروعة في كل مكان ، نجوت منها عديد المرات ,

ولاأنسى تلك الذكريات المؤلمة التي حين أتذكرها تفيض عيناي دمعا وقهرا

خصوصا أنني أنا آخر من ودعت أبي الى مثواه الاخير حين خطفته جماعة إرهابية وقتلته

ما كدت أعتاد فراق أبي ستة أشهر لتعود النكسة ،

في ليلة باردة وقاسية كنت بنت ستة سنوات ، لم تكن بهم رحمة أبدا

آه لكم أتذكر صباح الفاتح ديسمبر 1995

حين استيقظت بعد غفوة قصيرة على رائحة الدماء التي يفوح بها أرجاء منزلي

كنت صدمة كسرت قلبي ، حين بحثت عن أمي ، لاجدها مع جدتي مرمية خارج البيت

وبعد أن نهشت الكلاب الضارية جسدهما , بلا حراك ، مفصولتا الرأس ،


لا أستطيع وصف ما عشته في تلك الفترة والحمد لله على كل حال

اللهم ارحم والديا واسكنهما فسيح جنانك

ربي يرحمهم والله يصبرك على فراقهم
ياختي ربي معاك ماعرفتش واش نقولك

[soriaalg]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اولا اترحم على كل لي ماتو ربي يرحمهم رحمة واسعة والله اكثر شيء اثر فيا كلام الاخت اناييس الريع والله يا اختي .......لم اعرف ماذا اقول الله يرحم والديك يارب
نحن الحمد لله في الجنوب لم نرى ما رأيتموه وربي لا يورينا ها الشيء كنت صغيرة وقتها ولم اعرف او اسمع عن الموضوع الا بعد ان هدأت الاوضاع وفهمت ما الذي كان يحدث حاجة وحدة نتفكرها كانو يقولولنا ما تذكروش كلمة ارهاب كي تقوليها يجيك ....بصح مش فاهمين
والله ياختي وقت الثورات لي صرات في تونس ومصر كنت نتبع فيها التفاصيل صور واحداث دامية جاني اكتئاب وليت نبكي وحدي كرهت ووليت ما نحب نسمع حتى شيء عن الموضوع ما بالك بلي شافو غينيهم وخاصة اغلى الناس عليهم ................ الله يلطف بكل الشعوب العربية والاسلامية يارب ويحظ بلادنا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن
موضوع قاسي اختي خاصة على البعض لي ذاقو ويلات هذه السنوات لكنه يبعث في النفس الاصرار على الحفاظ على البلاد من شر الكائدين وحمد لله على نعمة الامان ........الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه شكرا لك اختي بصح علاش ما كملتيش القصة سلامــــــــــــــ

[ام رضوان]

ربي يرحم موتانا وموتى المسلمين . اختي اناييس ربي يرحم اهلك ويجعلهم مع الشهداء و الانبياء ياارحم الراحمين.

والله قصتك اثرت فيا بزاف ومالقيت مانقول

الحمد لله على كل حال. الله لا يعاودها علينا ولا على بلادنا رانا شبعنا وروينا.

[staifia]

السلام عليكم
حتى انا مرة عشت قصة مثلها و كنت ميتة بالخوف مش جاو لينا لكن كانوا راحو لواحد الدار والرصاص و لعياط ونديب يخاه نندب كي نتفكرها نموت بالخوف هههههههه

[eBusiness]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أناييس الربيع

في سنوات الجمروالقهر التي عشتها بكل علقم ، كنت أعيش في مستنقع عفن

كل يوم أكثر من جثة ملقاة أمام أعيني وناهيك عن تلك الطلقات النارية والقنابل

اليدوية المزروعة في كل مكان ، نجوت منها عديد المرات ,

ولاأنسى تلك الذكريات المؤلمة التي حين أتذكرها تفيض عيناي دمعا وقهرا

خصوصا أنني أنا آخر من ودعت أبي الى مثواه الاخير حين خطفته جماعة إرهابية وقتلته

ما كدت أعتاد فراق أبي ستة أشهر لتعود النكسة ،

في ليلة باردة وقاسية كنت بنت ستة سنوات ، لم تكن بهم رحمة أبدا

آه لكم أتذكر صباح الفاتح ديسمبر 1995

حين استيقظت بعد غفوة قصيرة على رائحة الدماء التي يفوح بها أرجاء منزلي

كنت صدمة كسرت قلبي ، حين بحثت عن أمي ، لاجدها مع جدتي مرمية خارج البيت

وبعد أن نهشت الكلاب الضارية جسدهما , بلا حراك ، مفصولتا الرأس ،


لا أستطيع وصف ما عشته في تلك الفترة والحمد لله على كل حال

اللهم ارحم والديا واسكنهما فسيح جنانك

والله إنفطر قلبي من هول ما حدث معك يا بنت الأكابر
صدقتي لا رحمة لهم ولا شفقة... لم أجد الكلمات فما حدث معك يهز الجبال فما بالك البشر رب يرحم والديك وجدتك ويسكنهم مع الصالحين ويحتسبهم مع الشهداء والصديقين... اللهم امين يا رب العالمين... كان الله لك عونا وجعل في حياتك خيرا وبارك لك وفيك وفرج كربك يا بنت الأصول
اللهم إرحم المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إلى يوم الدين...

[أم أماني أريج]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة canopus

السلام عليكم
المدينة نتاعنا ما عانتش ياسر من العشرية السوداء لكن ابي الغالي عقب في بدايتها عامين في العسكر و جدي و جدتي عانو الكثير من الخوف و القلق عليه خصوصا و انه ماموريته كانت في اقصى الغرب الجزائري و يالضيط في مغنية اين تتكاثر تلك الجماعات

و عليكم السلام و رجمة الله
حياك الله أخية
الحمد لله الذي حمى اباك من ويلات الإرهابيين ورجع إليكم سالما غانما
سعدت بمرورك الجميل

[أم أماني أريج]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماريـام

هم يضحك و هم يبكي

انا نحكيلكم حكاية عرسي

انا كي رحت عروسة رحت لمنطقة جبلية و هي اصل عائلة زوجي

المهم كان العرس و اجواء البهجة حنا في الاعراس عادي نديرو العاب نارية لكن في الارياف في هاذا الوقت غير معروفة و جديدة

زوجي حب يدير حاجا جديدة جاب كمية مهولة من العاب النارية من كل الانواع هههههههههههه المهم شعلهم فوق السطح نص الناس كانو راحو لبيوتهم المهم الناس الي كانت في القهوة كامل اترماو الارض حسبالهم رصاص و لخرين هربو و ناس ميتى من الرعب هههههههههه :d خدايم زوجي


اما الارهاب في العشرية السوداء كامل عانو منو زوجي كان يحكيلي انو كان كل يوم يشوف ريسان مقطوعين لما يروح للمدرسة و اخت صديقتي شعال من مرة سلكت من الرصاص انا شخصيا كنت نرقد و الموس تحت الوسادة تاعي

ربي يرحم كل موتى المسلمين و ينتقم من كل ضالم و يهدي الامة لطريق المستقيم امين

ربي يحفظك و يحفظ زوجك الكريم أختي ماريام

مساكين أهل قرية زوجك و الله كيما يقولوا : الخوف يجري الشيوخا

أما أنت كما قالت الأخت سهلت المهمة على الإرهابيين إذا دخلوا و لقاو السكين تحت مخدتك أم تظنين أنك قادرة على مواجهة غلاظتهم و عدم خوفهم و لا

تمييزهم بين إمرأة و رجل بيدين مرتجفتين مرتعبتين .

الحمد لله الذي حماك و حما عائلتك من كل سوء

آمين

[أم أماني أريج]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi02

اه فكرتوني في سنين كنت حاب ننساهم تزوجت في 1993 و كان زوجي غير كيما كمل دراسته بعثوه يخدم في مستشفى في جيجل مدة عامية هو طبيب اطفال هو مدو له عدة ولايات و لان اهله يسكنو في جيجل قبل و جيت معه واش انقول لكم كل يوم حكاية مرة رحنا بتنا في دارهم و هما يسكنو في الريف و الله العضيم في الليل زدمو علينا الارهاب
دخلو للمطبخ اداو كلش الاكل و الفراش الدراهم مام اداو الديمو قالو حرام انا مت بالخوف و خفت اطلعو راجلي معهم للجبل باش اداويهم كي طلع النهار قالت له امه ادي مرتك و روح مرة الجايا ما نعرف واش يصرا الصباح سافرنا ما جيجل لقسنطينة باش يرجع للادارة وين قرى باش ابدلوه صدقوني كي مشينا 30 كلم بين ميلة و جيجل شفت واحد المنضر عمري ما ننساه رقينا مع الاول الغاشي الطنوبيلات حابسين فالي راجلي واقيل اكسيدو كي مشينا شوية شفت 7 رجال ميتين و مرميين في الطريق دايرين كامل اللحيم و قتلوهم بالرصاص و الناس تقلب فيهم باش تتعرف عليهم و الله العضيم طريق كامل و انا نبكي حتى قريب جاني انهيار عصبي لحقنا لقسنطينو قعدنا تم ايامات و ولينا للعاصمة بدلوه يخدم تم الحمد لله وليت ما نشوف والو غير نسمع و لكن بعد ايامات جانا خبر رجل اخته قتلوه كانو ايامات الله لا يردهم لينا

و الله يا أختي ربي ستركم

سلامة رؤوسكم أما الأكل و الدراهم م حتى أثاث المنزل مخلوفين ........و الله كانوا همج حقيقيون .

و احمدي الله على سلامة زوجك لأنهم بالفعل أنذاك كانوا يأخذون الأطباء معهم إلى أوكارهم في الجبل لمعالجة جرحاهم

و ربي يرحم الأبرياء لي شفتوهم في طريقكم و يسكنهم فسيح جنانه .

[أم أماني أريج]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخر ملكة

مازالني ننتطر في تكملت قصتك يارجاء اثرت في بزاف انا بابا الله يرحمو كان في الجيش و كانت ماما تبقى كل يوم تبكي و تقوله حب تيتم اولادك حاب تخلينا خلينا من هذ الخدمة و خلينا نروحو من هذ لبلاد المهم بابا الله يرحمو من بعد ما قتلوا شرطي و علقوا راسو في باب داره و شاف حالة اهله و اولاده خلا خدمته و هربنا للجنوب عشنا عامين هناك و قتل على يد ارهاب من نوع اخر1997 سبحان الله و عدنا لمسقط راسي انا و اخوتي يتامى و امي ارملة و رباني جدي رحمه الله و اعتبرته ابا لي ثاني
صدقيني ان ايام الارهاب لم تنتهي بعد بل تسترت تحت اسماء اخرى و ذكرياتها مازالت حية فهذا شارع يذكر مجزرة حدتث و هذا البيت فقد فيه شخص و في هذه طريق كان كمين و هذه الغابة حرقت و صارت قصص ارهاب اساطير تروى و اشباحها مازالت تطاردنا
اذكر ان كل بنات شارعنا تحجبوا خوفا من خطف و نصفهن منعن او تنازلن عن ذهاب للمدارس جراح لا تندمل

كيف الحال أختي ............آخر ملكة ؟

ربي يعمر حجرك بأميرات جميلات و أمراء يعوضوا عليك صبر السنين .

إن شاء الله رايحة نكمل القصة لكنني مشغولة فقط بالردود على مشاركات الأعضاء و أيضا لدي أشغال منزلية كثيرة هذه الأيام و كيما يقولوا راني نخطف برك

الوقت مين ذاك للمنتدى

مشاركتك جد مؤثرة عزيزتي و ربي يرحم والدك الكريم و يجعل قبره روضة من رياض الجنة و يجعل قبر قاتله حفرة من حفر النار .........آمين ......

ربي يأجر جدك على نفقته عليكم و ربي يرحموا دنيا و آخرة

و عندك الحق يا أختي فيما تطرقت إليه أن الإرهاب مازال متخفيا تحت أسماء أخرى لكن على الأقل لا نعرفها أو لا نشعر بها عكس تلك السنوات المظلمة

التي حرمت أعيننا من نوم هنيء

[*ام عبد الكريم*]

شكرا لك ام براء على الموضوع
نتاسف للاخت اناييس و الله دمعت عيني ربي يرحم والديك وجدتك ...و كذلك سميرة ربي يرحم والدك و يسكنه فسيح جنانه
ربي يرحم موتانا و موتا المسلمين
و الله يا ام براء فتحتي لنا ذكريات نتناسيناها لكي لا نمرض من هول ما فوتناه
عشت الكثير من الالم مع الموت من عائلة جيران و الي ما ماتش كيما وليد عمتي راهو اعمى بسبب قنبلة او بدون رجليه مثل وليد عم زوجي
هاذيك الفترة كي نتفكرها يبدا قلبي يخبط خلات لي اثار كثيرة و جروح غامقة
الحمد لله على ما نحن عليه اليوم و ربي يرحم موتانا

[ام مهدي 03]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *أم براء *

و بك أهلا أختي أم مهدي

و شكرا على مباركتك لمعرفي الجديد و سعدت بأنه نال إعجابك يا طيبة

هو بالفعل العشرية السوداء كان سوادها أكثر قتامة في بعض الولايات أكثر من غيرها فمدينتي الحالية و التي هي مسقط رأسي و منها أصلي لم تعش أحداثا دموية كبيرة بعكس المدينة التي عشت فيها طفولتي .
لكن أم مهدي بما أنك أخدت معلوماتك عن اليتيمة قناتنا الوحيدة أنذاك فلابد أنك لم تطلعي على أحداث كثيرة لأنها و بكل صراحة كانت تتكتم عن وقائع جمة لغرض إظهار أن الجزائر لا تعيش أزمة حقيقية و الواقع عكس ذلك .
مشكورة لمرورك الطيب

حقيقة ام براء قناة اليتيمة لم تظهر لنا الا القليل والقليل جدا وهذا موضوعك كل مرة ادخله لاقرا قصصا جديدة تمزق القلب واعلم ان ما خفى اعظم بكثير
لااجد سوى ان اواسيك واواسى كل من كان ضحية او فقد عزيزا

[إكليل]

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

هاقد عدت مجددا لأحكي مما سمعته و عشته أنذاك.

كنت في تلك الفترة أعيش في إحدى مدن تيارت و كانت معروفة أنها مدينة محافظة و كان الحزب المحل قد إكتسها بفوزه في الإنتخابات البلدية حينها كنت طفلة ربما لم أتجاوز العشر سنوات. و بدأت الأحداث تتسارع و حدث مالم يحمد عقباه فرغم أن مدينتنا لم تلك لم تشهد أي عمليات إرهابية في ذلك الوقت إلى أن كل متدين و ملتح و محجبة كان مشتبها بهم فكم من معلمة إعتقلت و حقق معها و كذلك المعلمين إذ طلب منهم حلق لحاهم و أذكر أني سمعت أنهم إعتقلوا مجموعة كبيرة من الشباب من مدينتي و من مدن أخرى محسوبين على الحزب المحل ووضعوهم في شاحنة غير مغطاة و أخذوهم إلى صحراء رقان في عز شهر أوت و قد سمعت أن البعض مات من شدة الحرارة و العطش قتلوا او ماتوا رغم أنهم لم يفعلوا شيئا و وضع من بقي حيا في معتقل هناك. هذا عن المدينة التي كنت أسكن فيها في ولاية تيارت.

أما المدينة التي أسكن فيها حاليا فقد ضرب الإرهاب فيها بقوة إذ كما سبق فقد كانوا يقتلون في عز النهار بل ووصل بهم الحد إلى أخذ الناس من المساجد و قتلهم.

[إكليل]

و قد حدث لي موقف طريف نوعا ما في تلك الفترة

ففي ليلة من ليالي رمضان ذهب اخي إلى السوق طبعا بعد الإفطار ليشتري لختي الصغر ملابس العيد فمر بجانب جماعة لم تكن عادتها أن تجلس هناك لم يعرهم أخي أي إهتمام وواصل طريقه و بدأ التجوال بين المحلات و إذ بنا نسمع إطلاق النار فاختلط الحابل بالنابل فأغلقت المحلات أبوابها على من فيها من الناس فهرب أخي مسرعا و الحمد لله انه نجا منهم و كان ابن خالي أنذاك لايزال طفلا كان هو الأخر يتجول فعندما سمع صوت إطلاق النار إختلط عليه الأمر إذ بدل أن يهرب إلى بتهم القريب جدا هرب بإتجاه بيتنا --رغم أن الحي الذي نسكن فيه شبه خال و كما قلت ان الإرهاب كان مرة على مرة يتجولون فيه بحرية -- إلى أن أمسكه أخ زوج خالتي و أدخله بيته. و نجا هو الأخر. وفي الصباح عرفنا من قتل و عرفنا أن تلك الجماعة التي شاهدها أخي هم نفسهم المهاجمين .
عرفنا أن من بين القتلى طفل هو الوحيد عند أبيه قد جاءه على كبر بعد شقيقتيه فالطفل كان مختبئا فحينما رأى الإرهاب صرخ بأعلى صوته هاهم هنا فأطلقوا عليه النار فأبو الطفل لما رأى ما حل بوحيده جرى مسرعا غير مبال بطلقات النار فلحق بابنه.

ذهبت صباحا إلى الثانوية ووجدنا ان الطريق قد أغلقت لأن أهل الميت قد نصبوا الخيام فغيرنا طريقنا. و عدت في المساء إلى الثانوية على الساعة الواحدة وكنت مع صديقاتي نتحدث عن الأمر إذ بشخص لا أعرفه يلاحقني ووضع يده على كتفي فقفزت من الرعب فقالي لي : كيف حالك و كيف هم الأهل أن من شدة خوفي و رعبي قلت له : هه ماذا فقال لي أن رمضان راه غالبك و كرر علي السؤال ثم واصل طريقه لأنه لم يتلق أي إجابة مني و أن تجمدت قدماي من الخوف و الرعب خصوصا أنني كنت أتحدث و صديقاتي عن الإرهاب.