استيقظت ذات ليلة على صوت غريب .. استغرق مني الأمر دقائق لأعرف مصدر الصوت ... ولا أخفيكم أن حجم دهشتي كان كبيراً جداً حين علمت أن مصدر الصوت .... كمبيوتري المحمول ...
ظننت لوهلة أن مشاهدتي لأفلام الكرتون و الرسوم المتحركة قد بدأت تؤثر على عقلي ... و أنني أتحول لأحد أبطال الديجيتال ...
بحذر اقتربت منه لأجد حرارته مرتفعة و قبل أن أحاول معرفة المزيد فاجأني بالحديث : إلى متى يمكنك تجاهلي إلى هذا الحد ؟.
استمرت دهشتي .. بدأ اللابتوب بالشكوى ... أنت لا ترحمني و لا ترحم بطاريتي .. من قال أنني يجب أن أبقى في القابس !! لماذا أنا محمول إذن إذا كنت ستبقيني في القابس .. أنت بهذا تقضي على بطاريتي ... لقد ولدت محولاً .. إذن ما لم أكن بحاجة إلى الشحن فلا داعي له صديقي !!!!
تفاجأت جداً من المعلومة ... لقد كنت أظن أنني أعتني بجهازي بهذه الطريقة .. سألته .. هل من شئ آخر ؟
رد حاسبي المحمول.. نعم صديقي هناك أمر آخر ... ما الذي يزعجك في أن توقف عملي حين تنتهي مني ... لماذا تكتفي بإغلاقي أو وضعي في وضعية النوم؟؟؟ ذلك يضر بي و يتركني في وضع الاستعداد ويترك المعالج بلا راحة ولا توقف مما يقصر في عمري و يقضي علي !!
التاتش باد ليست طاولة خشبية تلعب عليها دور القاضي ..
فتضغط بيدك عليها ... سواء كانت يديك متسخة أم نظيفة ... أرجوك حافظ على حساسيتي حتى تحافظ عليّ .
كما أن شاشتي ليست أرجوحة .. لديها مفاصل ووصلات ترتبط ارتباطاً مباشراً بال hardware والضغط الزائد يتسبب بتلف شاشتي تلفاً تاماً ..
كدت أبكي ... أنا أحب جهاري المحمول... وأريده أن يكون بخير و الأسوأ أنني كنت أظن أنني أحافظ عليه .. قلت له : اعذرني أرجوك .. لم ولن أسئ إليك مجدداً ... سأحافظ عليك و أنظفك وأضعك على الطاولة أو المكتب لأجلس بشكل صحي لي ولك
ضحك اللابتوب و قال : لقد أنقذت نفسك .. فقد كان هذا تحذيري الأخير .. وضعي على السرير أو على قدميك يضر بشكل كبير بنا .. وقد يؤدي إلى حريق لا سمح الله ...
هل سامحتني ؟ طبعاً صديقي .. كل ما في الأمر أنني أحب صحبتك و لا أريد أن نخسر بعضنا... هيا عد إلى النوم فغداً ملئ بكثير من الأمل و العمل والانجازات الطيبة
لاتؤاخذوني