المولد بدعة ..ومن كان له شبهة أو استفسار فليتفضل..ونحن في الخدمة - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المولد بدعة ..ومن كان له شبهة أو استفسار فليتفضل..ونحن في الخدمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-03-14, 21:23   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
الشاعر17
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
لازلتم تدندون ان صومه ليوم الاثنين عليه الصلاة والسلام احتفال بمولده.....فهل صيام يوم المولد يعد احتفالا ؟؟
فإن كان الصوم احتفالا ......فهل ندعو الناس اليوم إلى صوم يوم المولد ؟


التطوع بالصيام والقيام مشروع، لكن التخصيص بأيام أو ليال معينة لا يجوز إلا في حدود المنصوص عليه والوارد شرعاً. كصيام الاثنين مع عدم

الاعتقاد ان ذلك متعلق بيوم مولده ، او كصيام يوم عرفة ، والايام البيض .. وغيرها ..

وبناءً عليه فإن تخصيص يوم بالصيام، أو بالقيام بدعة منكرة ..

والاصل في التعبد توقيفي .. فلا عبادة الا بنص ..

يجب التنبيه على هذا

والله أعلم








 


قديم 2009-03-14, 21:39   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
الشاعر17
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zahira2008 مشاهدة المشاركة
أظنك تفهم قصدي لكن لا عليك سأشرح لك هذا:

رسولنا صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين ولما تزامن يوم مولده مع يوم الإثنين كان صومه سنة تقديرا واحتراما لمولده

وعليه نحتفل نحن به سواء أكان إثنين أم يوم أخر المهم يوم مولده

صوم يومي الاثنين والخميس, سنة لأنهما يومان تعرض فيهما أعمال العباد على الله تبارك وتعالى, ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إني أحب أن

يعرض عملي وأنا صائم)) ولهذا كان يصومهما.فالحكمة من صوم اليومين المذكورين بينها هذا الحديث

أما صوم يوم الاثنين فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم ويقول: ((ذلك يوم ولدت فيه وبعثت فيه وأنزل علي فيه))

فخاصية الصيام متعلقة بعرض أعمال العباد وخاصية اليوم متعلقة بمولده لا بصيامه ولو تدبرنا قليلا في الحديث لفهمنا هذا جليا دون عناء فمن الجهل

المركب قرن صيام الاثنين بخاصية مولده .. بل هو تاويل فاسد .. وما سمعنا بأحد من أهل الاهواء والبدع قال بمثله أبدا

ولا حول ولا قوة الا بالله

ونكرر ونقول المولد بدعة منكرة وهذا قول شيخ الاسلام بن تيمية في كتابه الاقتضاء










قديم 2009-03-15, 17:56   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الأخ عبد الله ياسين وفقه الله

للأسف الشديد كلامك خارج مجال التغطية......طلبت أدلة على جواز الاحتفال ولم أطلب قضايا أصولية ووووو......وقول بن حجر ليس حجة بل هو متناقض فكيف الجمع بين البدعية وأن له أصل ؟؟ والرد على تأويل بن حجر وتخريجه الرد عليه موجود وجاهز......ولكن أحببت أن يبدأ الموضوع بالأدلة مباشرة بعيدا عن أقوال الأئمة والعلماء......والله الموفق










قديم 2009-03-15, 23:04   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
bbomar3
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية bbomar3
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم جميعا على النقاش الجاد
وفقكم الله جميعا
وألف شكر لصاحب الموضوع










قديم 2009-03-16, 10:18   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأخ مهاجر إلى الله أعانك الله :

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة

للأسف الشديد كلامك خارج مجال التغطية......
كيف ذلك ؟!


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
طلبت أدلة على جواز الاحتفال ولم أطلب قضايا أصولية ووووو......

الشاهد من الكلام عن طرق الاستدلال هو بيان أنّ احياء المولد له أصلٌ في الشريعة و إن لم يثبت بنصٍّ حرفيّ ، فادّعاؤكَ عدم الدّليل غيرُ صحيح اللّهمّ الاّ اذا حمل كلامكَ على عدم الدّليل الحرفيّ و فيه ما فيه كما سبق بيانه ، فتأمّل !


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
وقول بن حجر ليس حجة بل هو متناقض فكيف الجمع بين البدعية وأن له أصل ؟؟
نعم ، قول الحافظ المُجرّد من الدّليل ليس بحجة ، أمّا مع قيامه رحمه الله بالتأصيل الشرعي للمسألة ، فكلامكَ مردود حتى تنقض نقضًا علميّا هذا التأصيل الشرعي و أنّى لكَ ذلك !

أمّا دعوى التناقض في كلام الحافظ فاعجب بها من دعوى !

فالحافظ أصّل لعمل المولد بأصلٍ شرعيّ واضح و كلامه عن بدعية احياء المولد ينطبق على البدعة اللّغوية و ليس البدعة الشرعية المذمومة ، فكلّ مُحدث فهو بدعة بمعنى أنه لم يعمل على مثال سابق أمّا أن يكون هذ المُحدث مذموم أم محمود فذاكَ يترتّب على ثبوت أم عدم الثبوت التأصيل الشرعي للعمل.

قال الحافظ بن رجب الحنبلي رحمه الله في "
جامع العلوم والحكم " :
المراد بالبدعة : ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يدل عليه و أما ما كان له أصل في الشرع يدل عليه فليس ببدعة و إن كان بدعة لغة.انتهى المُراد

و كلام الحافظ ابن حجر في الفتح جدّ واضح فعليك أن تراجعه بتمعّن مرة اخرى !


ثمّ من أين لكَ بدعوى التناقض ؟

(1) هل هو رأيكَ الشخصي ؟!!!

(2) تتبع فيه رأي امام ؟!

في كلا الحالين ، اشرح لنا باختصار وجه التناقض !


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة

والرد على تأويل بن حجر وتخريجه الرد عليه موجود وجاهز......ولكن أحببت أن يبدأ الموضوع بالأدلة مباشرة بعيدا عن أقوال الأئمة والعلماء......والله الموفق

أخي الكريم العلماء لهم أهلية استنباط الحكم الشرعي للمسائل و ليس لأحد غيرهم فعل ذلك و قد ذكرنا لك بعض كلام اهل العلم فيما تحسبهُ حجة تمنع احياء المولد ، فتنبّه !












قديم 2009-03-16, 12:13   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد:

ليعلم الجميع أن البدع في ديننا ثلاثة أقسام:
(1) بدعة حقيقية.
(2) بدعة إضافية نسبية.
(3) بدعة تركية.

ثم ليعلم الجميع أن كل ما تعمد رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم تركه و تعمد الصحابة رضي الله عليهم أجمعين تركه، مع قيام ما يقتضي الفعل، دل ذلك على أن تركهم كان مقصودا، و فعل ما تعمدوا و قصدوا تركه مع قيام ما يقتضي ذلك الفعل بدعة محدثة في دين الله.

ثم لنعلم أن الأدلة الشرعية منحصرة في أربعة أمور:
1- نص من كتاب الله.
2- نص من سنة رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم.
3- أجماع من يعتد بإجماعهم.
4- القياس و النظر الصحيح.

ثم لنعلم أن كل مسألة مفتقرة من جهة التأصيل العلمي إلى لثلاثة أمور:
1- صحة الدليل.
2- صحة وجه الاستدلال.
3- السلامة من المعارض.
و كلما تخلف شرط من هذه الشروط الثلاثة كان هناك قدح في تلك المسألة.

ثم ينبغي لكل مستدل أن يعلم أن كلام العلماء يستدل له و لا يستدل به عند الخلاف إلا الإجماع، و كذلك ليعلم كل من استدل بفهم أو كلام عالم أنه يجب عليه معرفة خلفية ذلك العالم و أصول مذهبه و كما لا يخفى على أحد أن ابن حجر شافعي المذهب و استدلالاته و استنباطاته تكون وفق أصول المذهب الشافعي. و من أصولهم القول بالبدعة الحسنة. و هذا الأصل الذي اعتمدوا عليه ساقط، و قد خالف في ذلك الصحابة رضي الله عنهم و خالف الإمام مالك بن أنس (صاحب المذهب المالكي) و هو الحق
قال العلامة المحدث عبد المحسن العباد البدر: المحدثات في الدين هي البدع (وكل بدعة ضلالة) وهذا لفظ عام يشمل البدع كلها التي أحدثت في الدين مما ليس له أساس
فإن كل بدعة في الدين هي ضلال لأنها مخالفة لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه, ولا يستثنى من ذلك شيء ولا يقال: إن في الإسلام بدعة حسنة فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (كل بدعة ضلال) فكيف يقال: إن في الإسلام بدعة حسنة؟! ليس في الإسلام بدعة حسنة, بل البدع كلها ضلال كما جاء في هذه الجملة العامة
وقد ثبت أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة فإن استحسنها الناس واستساغوها وألفوها فإنها إذا لم يكن لها أساس في الدين فإنها مما أحدث ومما ابتدع، وهي ضلال ولا يستثنى من ذلك شيء, فليس في الإسلام بدعة حسنة
وقد جاء عن الإمام مالك رحمة الله عليه أنه قال: من زعم أن في الإسلام بدعة حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله تعالى يقوللْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ( ثم قال ( ما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً )
يعني: ما لم يكن يومئذ ديناً -يعني يوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه- فإنه لا يكون اليوم ديناً فالدين في هذا الزمان وفي كل زمن هو الدين في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أما هذه البدع المحدثة المبتدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان فهي ضلال وقد حمى الله عنها وحفظ الله منها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابتلي بها من بعدهم فلا يجوز ولا يعقل أن يقال: إن هذه الأمور المحدثة التي أحدثها الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حق وهدى! فكيف تكون حقاً وهدى ويحجب عنها الصحابة ويظفر بها أناس يجيئون بعدهم؟! فهذا ليس بمعقول ولا مقبول بل الحق والهدى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، كما جاء في هذا الحديث: (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) هذا هو الحق والهدى


بعد هذه المقدمة القصيرة أقول:
إن القول بإباحة الاحتفال بذكرى المولد النبوي بدعة باتفاق المخالف والموافق في الاحتفال به، حتى من أجازها لم يرفع عنها مسمى البدعة والإحداث، وإنما انساق بحسب مذهبه إلى القول بحسنها. و ابن حجر العسقلاني رحمه الله قد صرح بكون هذا الاحتفال بدعة محدثة و لم ينفي عنها هذا الاسم كما يحاول البعض، لكنه صرح بأنها بدعة حسنة بناء على أصوله الفقهية فهو شافعي المذهب. و هذا الأصل في مذهبهم ساقط كما ذكرته من قبل

فدفع القول ببدعية الاحتفال بذكرى المولد النبوي مكابرة وتعنت. حتى عند من أجازه على انه بدعة حسنة لكنهم لم يقولو هو من قبيل المباح او المسكوت عنه في الشرع كما قد يدعي البعض.










قديم 2009-03-16, 21:52   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
ربوح ميلود
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ربوح ميلود
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا الاخ الكريم على المعلومات










قديم 2009-03-16, 22:59   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
كثرت الظباء على خراش ** فلم يدر خراش ما يصيد
اظن ان الموضوع قد تشعب عند أول خطواته....ولكن سأحاول توجيهه إلى الأحسن بتوفيق الله تعالى

كلمة لابد منها

رأيت والله أعلم أن أغلب الذين ينافحون من أجل تجويز المولد او استحبابه أن مادفعهم لذلك إلا أنهم وجدوه وتوارثوه ولو لم يكن.... وقيل لأحدهم اخرج للناس بهذا الاحتفال لخنس وتلكأ ولكن ما نفعل حينما يكون لسان القوم { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ }الزخرف22

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة
الأخ " مهاجر إلى الله " وفقك الله :


هل تقصد بالدّليل :
(1) النّص الحرفيّ الذي يدلّ علي حكم المسألة دلالة عينيّة
أم :
(2) النّص الشرعي الذي يُستنبطُ منه حكم المسألة

هب أنني عامي كل نقاطي 01 من 10 وأغلبها هبات من المعلم.....هل انا ملزم بما ما تفضلت به أم يكفيني أن أعرف ان هذا الأمر ( أي أمر) ورد في الشرع المطهرفأعمل به أو لم يرد فأجتنبه.......هل أنا مصيب إن امتنعت من الاحتفال بالمولد أم مخطيء ؟؟


اقتباس:
فانعدام وجود الأوّل لا يقتضي بالضرورة التحريم و الاّ تعطّل استنباط حكم الشريعة في المُستجدّات من المسائل ! ... ،

والعكس بالعكس فعدم وجود نص صريح على تحريم الاحتفال بالمولد أو بدعيته لا يلزم منه منع اطلاق حكم التحريم أو البدعية عليه ...وإلا



اقتباس:
أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ قَدْ اشْتَمَلَتْ عَلَى مَحَاسِنَ وَضِدِّهَا فَمَنْ تَحَرَّى فِي عَمَلِهَا الْمَحَاسِنَ وَتَجَنَّبَ ضِدَّهَا كَانَ بِدْعَةً حَسَنَةً وَمَنْ لَا فَلَا قَالَ
.

الجواب عن هذه الشبهة : من وجوه : ( من رد الشيخين الانصاري والتويجري رحمهما الله تعالى)

الوجه الأول :
أن ابن حجر-رحمه الله- صرح في بداية جوابه أن أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح، من القرون الثلاثة، وهذا كافٍ في ذمِّ الاحتفال بالمولد ؛ إذا لو كان خيراً لسبق إليه الصحابة والتابعون ، وأئمة العلم والهدى من بعدهم .

الوجه الثاني :
أن تخريج ابن حجر في فتواه عمل المولد على حديث صوم عاشوراء ، لا يمكن الجمع بينه وبين جزمه أول تلك الفتوى بأن ذلك العمل بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ، فإن عدم عمل السلف الصالح بالنص على الوجه الذي يفهمه منه من بعدهم، يمنع اعتبار ذلك الفهم صحيحاً؛ إذا لو كان صحيحاً لم يعزب عن فهم السلف الصالح،ويفهمه من بعدهم.
كما يمنع اعتبار ذلك النص دليلاً عليه ؛ إذا لو كان دليلاً عليه لعمل به السلف الصالح ، فاستنباط ابن حجر الاحتفال بالمولد النبوي من حديث صوم يوم عاشوراء ،مخالف لما أجمع عليه السلف ، من ناحية فهمه، ومن ناحية العمل به ، وما خالف إجماعهم فهو خطأ ؛ لأنهم لا يجتمعون إلا على هدى .
وقد بسط الشاطبي – رحمه الله – الكلام على تقرير هذه القاعدة في كتابه الموافقات في أصول الأحكام..

الوجه الثالث :
أن تخريج بدعة المولد على صيام يوم عاشوراء ، إنما هو من التكلُّف المردود ؛ لأنَّ العبادات مبناها على الشرع والاتباع ، لا على الرأي والاستحسان والابتداع.

الوجه الرابع
أن صيام يوم عاشوراء قد فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ورغب فيه ، بخلاف الاحتفال بمولده ، واتخاذه عيداً ، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، ولم يرغّب فيه ، ولو كان في ذلك شيء من الفضل لبين ذلك لأمته لأنَّهُ صلى الله عليه وسلم لا خير إلا وقد دلَّهم عليه ، ورغَّبهم فيه، ولا شر إلا وقد نهاهم عنه وحذَّرهم منه، والبدع من الشر الذي نهاهم عنه، وحذرهم منه.
قال صلى الله عليه وسلم : (( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)) .
قال صلى الله عليه وسلم : (( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة))

وقد رد الشيخ رشيد رضا رحمه الله على كلام بن حجر بقوله
:

(أن المحاسن التي وردت في فتوى الحافظ أن من تحراها في عمل المولد وتجنب ضدها كان عمل المولد بدعة حسنة لا تعد هي بنفسها من البدع وإنما البدعة فيها جعل ذلك الاجتماع المخصوص بالهيئة المخصوصة في الوقت المخصوص واعتبار ذلك العمل من قبيل شعائر الإسلام التي لا تثبت إلا بنص من كتاب أو سنة بحيث يظن العوام الجاهلون بالسنن أن عمل المولد من أعمال القرب المطلوبة شرعا!.
وعمل المولد بهذه القيود بدعة سيئة وجناية على دين الله وزيادة فيه تعد من شرع
ما لم يأذن به الله ومن الافتراء على الله والقول في دينه بغير علم.
ثم أن حديث صوم يوم عاشوراء لنجاة موسى عليه السلام فيه وإغراق فرعون فيه ليس فيه سوى أن النبي صلى الله عليه و سلم صامه وأمر بصومه دون زيادة على ذلك)

وكذا: أن الشرط الذي أشترطه الحافظ ابن حجر للاحتفال بالمولد النبوي وهو تحري ذلك اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى عليه السلام لا يلتزمه كثير ممن تبعوه في الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية الاحتفال بالمولد فقد قال محمد بن علوي المالكي في "حول الاحتفال بالمولد"(ص6)أننا لا نقول بسنية الاحتفال بالمولد المذكور في ليلة مخصوصة !!!!!!!!!!!!بل من اعتقد ذلك فقد ابتدع !!!!!في الدين، لأن ذكره صلى الله عليه و سلم والتعلق به يجب أن يكون في كل حين، ويجب أن تمتلئ به النفوس … الخ).
وعلى كلامه فإن الإمام ابن حجر العسقلاني يكون قد وقع في الابتداع في الدين فإنه خصص الاحتفال بيوم واحد في العام كما هو واضح في كلامه السابق!!!!!!

ثم :(ان الرسول صلى الله عليه و سلم قد صام يوم عاشوراء وحث على صيامه فكان صيامه سنة وسكت عن يوم ولادته الذي هو الثاني عشر من ربيع الأول كما يقول به اكثر المحتفلين فلم يشرع فيه شيئاً فوجب أن نسكت كذلك، ولا نحاول أن نشرع فيه صياماً ولا قياماً فضلاً .



اقتباس:
فحتى و إن لم يثبت دليل بعينه يحثّ على استحباب عمل المولد الاّ أنّ الأصول الشرعية و القواعد الفقهية تؤيّده.
هي على فهمكم فقط أخي الكريم.....و إن كنت ترى ما تفضلت به دليلا على جواز الاحتفال بالمولد فلدي عدة اعمال اطرحها عليك وأرجوا ان تفعلها وتدعو الناس إليها ......ولكن هيهات
اقتباس:

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
" الْمُحْدَثَات " بِفَتْحِ الدَّالّ جَمْع مُحْدَثَة وَالْمُرَاد بِهَا مَا أُحْدِث , وَ لَيْسَ لَهُ أَصْل فِي الشَّرْع وَيُسَمَّى فِي عُرْف الشَّرْع " بِدْعَة " وَ مَا كَانَ لَهُ أَصْل يَدُلّ عَلَيْهِ الشَّرْع فَلَيْسَ بِبِدْعَةٍ.انتهى

ولكن من يسلم بصحة هذا الأصل فأنت تراه أصلا واما انا ومن اتبعهم من العلماء لا يرونه أصلا بل هو تكلف وتحميل للنصوص مالا تحتمل.....والعبادات لا تثبت بالقياس



اقتباس:
و قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
فَالْبِدْعَة فِي عُرْف الشَّرْع مَذْمُومَة بِخِلَافِ اللُّغَة فَإِنَّ كُلّ شَيْء أُحْدِث عَلَى غَيْر مِثَال يُسَمَّى بِدْعَة سَوَاء كَانَ مَحْمُودًا أَوْ مَذْمُومًا.
فإن كانت في الدين فهي مذمومة ...هكذا أفضل ويستقيم الكلام
اقتباس:
فَمَا وَافَقَ السُّنَّة فَهُوَ : مَحْمُود وَ مَا خَالَفَهَا فَهُوَ : مَذْمُوم

حجة عليكم فمن قال بان الاحتفال بالمولد موافق للسنة ؟ فلم يبق من قول الشافعي إلا الثاني !!!!



اقتباس:
من أخبركَ أنّ عمل المولد عبادة !
ما هو إذا ؟؟؟؟

















قديم 2009-03-17, 08:10   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السللام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد:

جزاك الله خيرا مشرفنا (المهاجر إلى الله)، و بارك الله فيك.

ثم أقول لقائل هذه المقولة - عبد الله ياسين- : (الشاهد من الكلام عن طرق الاستدلال هو بيان أنّ احياء المولد له أصلٌ في الشريعة و إن لم يثبت بنصٍّ حرفيّ ).
كم يعاب على المتكلم أن ينساق وراء كلام العلماء المتقدمين، دون أن يعرف مذهبهم و أصول مذهبهم و الأصول التي اعتمدوها لإستنباط الأحكام، فابن حجر شافعي المذهب و أصوله في الاستنبط أصول الشافعية و هذا لا يجهله احد و من بين اصول مذهبهم أو قواعد إستنباطهم للأحكام القول بـ ((البدعة الحسنة)). فابن حجر لما استنبط ذلك الحكم أقر و أثبت بأنه بدعة محدثة ثم انساق إلى القول بأنها حسنة بناء على أصول مذهبه.

و أما أن يتبع ابن حجر في دليله و لا يتبع في حكمه الذي توصل إليه فهذه مكابرة ظاهرة، ثم أنا أسالك: هل ابن حجر صرح بأن هذا الاحتفال بدعة أو لم يصرح؟؟ فإن قلت لم يصرح، كان هذا القول من أمثالك لا يغتفر. و إن قلت قد صرح و هو الحق. تجد لزاما عليه أن تنساق إلى ما انساق إليه ابن حجر و هو القول بالبدعة الحسنة...

و لا أظنك تجهل أن النبي عليه الصلاة و السلام و الصحابة رضي الله عنهم و الإمام مالك (صاحب المذهب) قد أنكروا بالأدلة على من قال بالبدعة الحسنة.....










قديم 2009-03-17, 23:14   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأخ " مهاجر إلى الله " سلام الله عليكم ...

أمّا قولك :


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
ما هو إذا ؟؟؟؟

احياء ليلة المولد شعيرة من شعائر الله و ليس عبادة من العبادات التوقيفية التي وقّف الشارع الحكيم كيفيّاتها و هيئاتها.

و هذه كوكبة يسيرة من أقوال الدّاعين لاحياء ليلة المولد و هي كلّها تدور في فلكٍ واحد حيثُ تعدّدت التعابير و اتّحدت المآلات :

يقول الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد بن الشيخ محمد نور سيف في مقال له " الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف بين كونه عبادة أو شعيرة من شعائر الإسلام " :

يقول الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ الله ِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ) (الحج:30)، (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّه ِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32) .

الحرمات : جمع حُرُمة - بضمتين - وهو ما يجب احترامه .

والاحترام : اعتبار الشيء ذا حَرَم - كناية عن عدم الدخول فيه، أي عدم انتهاكه بمخالفة أمر الله في شأنه، تعظيماً كان أو تعظيماًَ وعبادة، إذ ليس كل معظم في نظر الشارع معبوداً، أمَّا المعبود أو المتعبد به فهو عند الشارع لا بد أن يكون معظماً - والحرمات يشمل كل ما أوصى الله بتعظيم أمره، فتشمل مناسك الحج كلها.

والذي يظهر أن الحرمات يشمل الهدايا، والقلائد، والمشعر الحرام، وغير ذلك من أعمال الحج . كالغسل في مواقعه، والحلق ومواقيته ومناسكه .

والشعائر : جمع شعيرة ؛ المعلم الواضح، مشتقة من الشعور. و شعائر الله لقب لمناسك الحج . جمع شعيرة بمعنى مشعرة، أي معلمة بما عينه الله .

لذا فجملة (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ) أخص من مضمون جملة (وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ)، وذكر الأخص بعد الأعم للاهتمام، فكل ما أمر الله به، بزيارته أو بفعل يوقع فيه فهو من شعائر الله، أي مما أشعر الله الناس وقرره وشهره، كما في قوله تعالىإِنََّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ الله) (البقرة:158)، وهي معالم الحج؛ الكعبة، والصفا والمروة، وعرفة، والمشعر الحرام، ونحوها من معالم الحج. (انظر التحرير والتنوير 17/256).

والعبادة : فعل يدل على الخضوع أو التعظيم الزائدين على المتعارف عليه .

وفي الشرع : فعل ما يرضي الرب من خضوع وامتثال واجتناب، أو فعل ما يحبه الله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
وهو بذلك يشمل :

- ما كان الاستجابة فيه لأمر فرضاً كان أو مستحباً.
- أو الامتناع عما كان النهي عنه تحريماً أو كراهة.
- أو مباحاً انقلب بنية إلى مطلوب أو محظور.
- أو دلَّ الدليل على تعظيمه من الشارع، وهذا الأخير لا تتحقق فيه صفة العبادة بملاحظة قصد الشارع من التعظيم لذاته، وإنما العبادة تأتي من جهة وجوب ارتباط التعظيم من العبد لما عظم الخالق. فإذا أشار الدليل إلى منزلة معتبرة ومعظمة عند الشارع لمكان، أو فعل فيه، أو زمان، أو ذات، طلب من العبد أن يلتزم بما التزم الشرع به من هذا التعظيم، فكان عبادة بهذا المعنى .

وفارق هذا النوع غيره من الأنواع الأخرى التي هي مطلوبة من الشارع قصداً فعلاً أو تركاً، كالصلاة والزكاة وفعل النوافل، أو اجتناب الزنا والمسكرات أو المكروهات، فهذا الامتثال عبادة مقصودة من الشارع.

ولذا فما روعي موقف الشارع منه لاعتبار من الاعتبارات، لا يصدق فيه صفة العبادة على الحقيقة، فليس تعظيمنا للكعبة مثلا لكونها حجارة مرصوصة في شكل من الأشكال، أو البُدْن لأنها لحيوان من لحم ودم، وإنما من جهة ارتباطها بتعظيم الشارع لها ، لارتباطها بمعنى معظم عند الشارع ، فلزم العبد تعظيمها وإن لم يكن عابداً لها.

وهذه صفة الشعيرة المعظمة عند الشارع، فلم يأمر الشرع بعبادتها ولا التذلل لها، وإنما أمر بأن تكرم وتعظم لمعنى فيها أراده الشارع .

فالكعبة ، و الصفا والمروة ، و البُدْن من شعائر الله ، و من حرماته ، ومن معالم الإسلام، جعل الشارع منها رموزاً للتكريم والإجلال لا لذاتها، وإنما لملاصقتها وملازمتها أمراً معظماً عند الله وهو العبادة .
قال الإمام الفخر الرازي (23/24/32) في التفسير الكبير :
والأصل في الشعائر الأعلام التي بها يعرف الشيء ويكون وسيلة إلى رحمة الله تعالى؛ فتعظيم شعائر الله تعالى أن يعتقد أن طاعة الله تعالى في التقرب بها، فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب، فمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة لما يحتوي عليه الاحتفاء من تعريف الأمة بقدر هذا النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال شمائله، وسرد سيرته نثراً أو شعراً، وغرس محبته وإجلاله في قلوب المسلمين، والدعوة إلى التأسي والاقتداء به .

ومن هنا يتضح الفرق بين الشعيرة والعبادة، فالشعيرة أعم والعبادة أخص، فكل عبادة شعيرة، وليس كل شعيرة عبادة.

فالشارع أمرنا بتعظيم البيت الحرام، وبناء المساجد، وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، ولم يأمرنا بعبادة الكعبة، ولا بعبادة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا بعبادة المساجد، ولا بعبادة أصحابه والصالحين من عباد الله، مع أن توقيرهم واجب واحتقارهم كفر لأنهم يمثلون الدين، وكذلك طباعة المصحف، والتذلل للأبوين والمؤمنين، تعد من شعائر الله وليس ذلك عبادة لتلك الشعائر.

فالمولد النبوي بهذا المقتضى يعتبر شعيرة من شعائر الدين، بل هو الدين؛ لأنه يحكي سيرة الأمين صلى الله عليه وسلم، فالقرآن الكريم هو خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل دستور الإسلام، وقد مثله رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل تمثيل في ذاته وفي حياته، وفي مجتمعه، فحينما نحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم إنما نحتفل بالقرآن الذي يحمل قيم وأخلاق الإسلام العظيمة.

وبهذا يعتبر مظهراً من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره، ووسيلة مشروعة لبلوغ محبة الله عز وجل (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين» .

فلا يكون الاتباع إلا بمعرفة، ولا تكون المعرفة إلا بالذكر والتذكير والتعريف والبيان، بأي وسيلة عرفها الإنسان بحسب مقتضى كل عصر ومجتمع، وليس في الشريعة ما يمنع من الاستفادة من وسائل التعريف والبيان المستجد في كل عصر ومصر، بحيث لا يصطدم بحكم أو نص شرعي مقرر، وقد جاءت القاعدة الأصولية في هذا البيان أن الوسائل لها حكم المقاصد، إذا كان المقصد شرعياً.
أمَّـا تشبيه المـولد النـبوي بالعيـدين، وبما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: «لقد أبدلنا الله بعيدين: عيد الفطر، وعيد الأضحى» فتشبيه للشيء بغير جنسه، واستدلال في غير محله .

وذلك أن الله أبدل الأمة الإسلامية بعيدين بدلا من عيدين أو أعياد كان المشركون وأهل الكتاب يتعبدون بها، فرحاً بتلك العبادة الشركية أو الكفرية التي كانوا يتعبدون بها ويقيمون الأفراح تعبداً بها، كعيد النيروز عند الفرس عبدة النار، والمهرجان، وغيرهما من طقوس العبادة والتقرب إلى غير الله.

فاختار الإسلام بدلاً من ذلك فرحاً للمسلمين بعبادتين عظيمتين هما: ختام الصيام، وختام الحج، فكانا عيدين لا مثيل لهما، وكانا عبادتين تؤديان فيهما الصلاة ويعلن فيهما بأسباب الفرح .

قال ابن حجر رحمه الله في كتاب العيدين، في شرحه لحديث الجـاريتين المغنيـتين في حـضـــرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنــكار أبي بــكر عليــهما، وقــوله صلى الله عليه وسلم: «دعهما»: «عَرَّفه الحكم مقروناً ببيان الحكمة بأنه يوم عيد، أي يوم سرور شرعي، فلا ينكر فيه مثل هذا، كما لا ينكر في الأعراس».الفتح (116/3) .

فأين هذا الأمر من الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، أو الفرح بالأعراس، أو الفرح بعودة الحاج، أو الفرح بختم القرآن والاجتماع لذلك والفرح به، وبذل الخير والمعروف شكراً لله على تلك النعم، ولو لم تكن عبادة في ذاتها، إنما سبب للفرح بنعمة الله تعالى المتجددة (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) .

ولذا قررنا سابقاً أن هناك فرقاً كبيراً بين ما شرع في أصله عبادة، وبين ما عظمه الشارع وأمر بتعظيمه وإظهار الفرح به، وليس في أصله عبادة، وإنما يأخذ صورة العبادة في رضى الله سبحانه ومحبته لمن عظَّم ما عظَّم الله سبحانه، وفرح بما أمر الله أن يفرح به من محابه وتعظيم شعائره، وأن ذلك من تقوى القلوب .

ولذا فلا مدخل للابتداع في مثل ذلك، ولا تتضح هذه الصورة لعقلاء القوم إلا ويذعنوا بصوابها، ويكفي هذا لمن ألقى السمع وهو شهيد، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.انتهى

قال الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله [ "مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير" ، من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية ، صفحة 287 ] :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وعلى اسم الجزائر الرّاسخة في إسلامها، المتمسّكة بأمجاد قوميتها وتاريخها ـ أفتتح الذّكرى الأولى بعد الأربعمائة والألف من ذكريات مولد نبي الإنسانيّة ورسول الرّحمة سيّدنا ومولانا محمّد بن عبد اللّه عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام ـ في هذا النّادي العظيم الّذي هو وديعة الأمّة الجزائريّة عند فضلاء هذه العاصمة ووجهائها.لسنا وحدنا في هذا الموقف الشّريف لإحياء هذه الذّكرى العظيمة، بل يشاركنا فيها نحو خمسمائة مليون من البشر في أقطار المعمور كلّهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا وتخضع أرواحهم إجلالا وتعظيما لمولد سيّد العالمين.
انتهى

وقال أيضا [ نفس المصدر ، صفحة 289 ] :
ما الدّاعي إلى إحياء هذه الذّكرى ؟
المحبّة في صاحبها.
إنّ الشّيء يحبّ لحسنه أو لإحسانه وصاحب هذه الذّكرى قد جمع ـ على أكمل وجه ـ بينهما
.
انتهى

وقال [ المصدر ذاته ، صفحة 289-290 ] :
فمن الحقّ والواجب أن يكون هذا النّبيّ الكريم أحبّ إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن النّاس أجمعين ولو لم يقل لنا في حديثه الشّريف : "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين" وكم فينا من يحبّه هذه المحبّة ولم يسمع بهذا الحديث ؟ فهذه المحبّة تدعونا إلى تجديد ذكرى مولده في كلّ عام.

ما الغاية من تجديد هذه الذّكرى ؟

استثمار هذه المحبّة.
انتهى

وقال أيضا في قصيدته المشهورة [
المصدر ذاته ، صفحة 307-309 ] :

تحية المولد الكريم


أحـيـيـت مـولـد من بـه *** حـييَ الأنـام على الحِـقَـبْ
أحـيـيـت مـولـوده بـما *** يُبرى النـفـوسَ مـن الوصبْ
بالـعـلـم والآداب و الـ *** أخـلاق في نـشءٍ عـجـبْ


الى آخر القصيدة التي ألقاها الشيخ بن باديس رحمه الله ليلة حفلة جمعية التربية والتعليم الإسلامية بقسنطينة.


قال الشيخ محمّد البشير الإبرهيمي [ " آثار الإمام محمّد البشير الإبرهيمي " جمع و تقديم نجله الدكتور أحمد طالِب الإبرهيمي ، طبعة دار الغرب الإسلامي ، الجزء الثاني صفحة 341 ] :
أوقفنا مقالات " تاريخ المولد النبوي في المغرب العربي " عن قصد لأنها طالت ، و لأن ما كُتب منها يدخل في رسالة مستقلة ، و لأن المهم منها إنما هو الجانب التاريخي ، أما الحكم الشرعي فيها فنحن لا نقر ذالك الإستحسان الذي يبالغ فيه بعض من نقل الكاتب كلامهم من علماء تلك العصور ، فهم يجعلون من حبّ المولود العظيم عذراً في ارتكاب بدع المولد ، و مسوغًا لأعمال الملوك الذين لا غاية لهم من تلك الموالد إلا الدعاية لأنفسهم ، و قرن أسمائهم باسم النبي صلى الله عليه و سلم في مديح الشعراء ، و استجلاب العامة بذالك كله . و لو أنهم جعلوا تلك الإحتفالات ذرائع لإصلاح حال الأمة ، و حملها على الرجوع الى السنن النبوية ، و الإهتداء بالهدي المحمدي ، لكان لفعلهم محمل سديد ، وأثر حميد ، لأن الأمور بمقاصدها.

أما الحبُّ الصحيح لمحمَّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فهو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيُحيون سُننه، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد و ينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليل منها فلا تَجدُه.

ونحن نحتفل بالمولد على طريقة غير تلك الطريقة ، و بأسلوب غير ذلك الأسلوب ، فنجلي فيه السيرة النبوية ، و الأخلاق المحمدية ، و نكشف عما فيها من السر ، و ما لها من الأثر في إصلاحنا إذا اتبعناها ، و في هلاكنا إذا أعرضنا عنها ، ففي احتفالاتنا تجديد للصلة بنبيّنا في الجهات التي هو بها نبيّنا و نحن فيها أمّته.
انتهى

و قال الشيخ
البشير الإبراهيمي أيضاً [ نفس المصدر : " آثار الإمام محمّد البشير الإبرهيمي " ، صفحة 343 ] :
إحياء ذكرى المولد النبوي إحياء لمعاني النبوة ، و تذكير بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم من هدى ، وما كان عليه من كمالات نفسية ، فعلى المتكلمين في هذه الذكرى أن يذكّروا المسلمين بما كان عليه نبيهم من خلق عظيم ، و بما كان لديهم من استعلاء بتلك الأخلاق.

لهذه الناحية الحية نجيز إقامَ هذه الاحتفالات ، و نعدّها مواسم تربية ، ودروس هداية ، و القائلون ببدعيتها إنما تمثلوها في الناحية الميتة من قصص المولد الشائعة.
انتهى

فهذا هو
معًا المفهوم و المقصود من دعوى المسلمين لاحياء ذكرى المُصطفى سيّدنا مُحمّد - صلى الله عليه و سلم - النبيّ الأميّ الأوفى.

يُتبع / ...










قديم 2009-03-17, 23:29   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
كثرت الظباء على خراش ** فلم يدر خراش ما يصيد
اظن ان الموضوع قد تشعب عند أول خطواته....ولكن سأحاول توجيهه إلى الأحسن بتوفيق الله تعالى

كلمة لابد منها

رأيت والله أعلم أن أغلب الذين ينافحون من أجل تجويز المولد او استحبابه أن مادفعهم لذلك إلا أنهم وجدوه وتوارثوه ولو لم يكن.... وقيل لأحدهم اخرج للناس بهذا الاحتفال لخنس وتلكأ ولكن ما نفعل حينما يكون لسان القوم { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ }الزخرف22

أخي الكريم @ :
أفضّل أن تبتعد عن مثل هذا الأسلوب في الحوار فمُخالفيك في هذه المسألة اتّبعوا فهم حفّاظ الاسلام و لم يتّبعو آباء المُترفين كما هو الحال في الآية التي تستشهد بها في غير موضعها ؛ فتأمّل !











قديم 2009-03-18, 15:30   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة


هب أنني عامي كل نقاطي 01 من 10 وأغلبها هبات من المعلم.....هل انا ملزم بما ما تفضلت به أم يكفيني أن أعرف ان هذا الأمر ( أي أمر) ورد في الشرع المطهرفأعمل به أو لم يرد فأجتنبه.......هل أنا مصيب إن امتنعت من الاحتفال بالمولد أم مخطيء ؟؟

أنتَ حر في اتّباع أحد الآراء...لكن ليس لأحد من أيّ الفريقين رشق الآخر بالبدعة أو مجافاة حضرة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ فالمسألة فرعية تطرّق اليها اجتهاد أهل العلم و على كلٍّ فالمُصيب فيها له أجرين كاملين و المُخطئ له أجرٌ واحد و الحمدُ لله على هذه النّعمة.

يقول الأستاذ الدكتور محمود أحمد الزين في مقدّمة " البيان النبوي عن فضل الاحتفال بمولد النبي " :
هل يمكن أن يكون النبي صلى الله عليه و آله و سلم قد بين حكم الاحتفال بمولده ثم يقع حوله هذا الخلاف الكبير بين أن يكون سنة مستحبة و أن يكون بدعة ضلالة مع أن كل ضلالة في النار ؟!

لا هذا غير ممكن إلا إذا تركنا قواعد ديننا في النظر إلى المسائل الاجتهادية وفي حكم الاختلاف فيها و هو قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : { إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر
}.

وهذا صريح في أن المخطئ غير مبتدع و لا ضال لأن الله لا يأجر على البدعة بل : { كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار
} .

فالذي يضلل مخالفه إما أنه :
(1) يغفل عن هذا الميزان !

(2) و إما أنه يتجاهله لغاية في نفسه ضد مخالفه !

(3) و إما أنه يزعم أن هذه المسألة و أمثالها ليست مسائل اجتهادية ! ، بل هي من البينات التي يضل الناس بالإعراض عنها أو يعاندونها !

و أيًّا ما كان الأمر فالمولد لا يمكن أن يدعي أحد على مستحبيه أنهم عاندوا البيّنات !!! ؛ لأنهم أئمة ثقات كالحافظ ابن حجر و السيوطي رحمهما الله .

و لكن يزعم منكر الاستحباب أنهم أخطؤوا ، فلا يجوز اتباعهم !

( فيقال له حينئذٍ
) :
أأخطؤوا في البيّنات التي لا تحتمل الخطأ أم في الاجتهاديات ؟

( إن كانت ) :
الأولى : فهو عناد و قد قال الله تعالى عمن يفعل ذلك : { وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [ آل عمران : 105 ] ، فهل يليق بهم هذا ؟!!!

و إن كانت :

الثانية : فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " فله أجر " و الله لا يأجر على البدعة ، و لا يحل لك أن تبدعه و تضلله ، و إن كنت تراه مخطئاً ، بل يمكن أن تكون أنت المخطئ.

و قولك إن المولد بدعة لا يصح ، إلا إذا عنيت أنه كذلك من حيث وجهة نظرك ، أو وجهة نظر العلماء الذين تتبعهم ، فأنت لو عملت مولداً تكون مبتدعاً ضالاً ؛ لأنك عملت أمراً تراه - حسب فهمك للأدلة - بدعة ضلالة ، أما مخالفك فلا.انتهى

يُتبع / ...









قديم 2009-03-18, 23:11   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
هل تقصد بالدّليل :

(1) النّص الحرفيّ الذي يدلّ علي حكم المسألة دلالة عينيّة
أم :
(2) النّص الشرعي الذي يُستنبطُ منه حكم المسألة

بل نقصد الدليل الشرعي الذي يثبت أن تخصيص تاريخ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم بالإحتفال وجعله عيد يعود كل سنة ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

اقتباس:
جاء في فَتَاوَى خاتمة الحفّاظ جلال الدّين السُّيُوطِيّ :
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ حَافِظُ الْعَصْرِ أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ حَجَرٍ عَنْ عَمَلِ الْمَوْلِدِ ؟

( فَأَجَابَ بِمَا نَصُّهُ ) :

أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ قَدْ اشْتَمَلَتْ عَلَى مَحَاسِنَ وَضِدِّهَا فَمَنْ تَحَرَّى فِي عَمَلِهَا الْمَحَاسِنَ وَتَجَنَّبَ ضِدَّهَا كَانَ بِدْعَةً حَسَنَةً وَمَنْ لَا فَلَا قَالَ وَ قَدْ ظَهَرَ لِي تَخْرِيجُهَا عَلَى أَصْلٍ ثَابِتٍ وَهُوَ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ أَغْرَقَ اللَّهُ فِيهِ فِرْعَوْنَ وَنَجَّى فِيهِ مُوسَى فَنَحْنُ نَصُومُهُ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى } فَيُسْتَفَادُ مِنْهُ فِعْلُ الشُّكْرِ لِلَّهِ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ فِي يَوْمٍ مُعَيَّنٍ مِنْ إسْدَاءِ نِعْمَةٍ وَدَفْعِ نِقْمَةٍ وَيُعَادُ ذَلِكَ فِي نَظِيرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ وَالشُّكْرُ لِلَّهِ يَحْصُلُ بِأَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ كَالسُّجُودِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالتِّلَاوَةِ وَأَيُّ نِعْمَةٍ أَعْظَمُ مِنْ النِّعْمَةِ بِبُرُوزِ هَذَا النَّبِيِّ الَّذِي هُوَ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَ عَلَى هَذَا فَيَنْبَغِي أَنْ يُتَحَرَّى الْيَوْمُ بِعَيْنِهِ حَتَّى يُطَابِقَ قِصَّةَ مُوسَى فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَمَنْ لَمْ يُلَاحِظْ ذَلِكَ لَا يُبَالِي بِعَمَلِ الْمَوْلِدِ فِي أَيِّ يَوْمٍ مِنْ الشَّهْرِ بَلْ تَوَسَّعَ قَوْمٌ فَنَقَلُوهُ إلَى يَوْمٍ مِنْ السَّنَةِ وَفِيهِ مَا فِيهِ هَذَا مَا يَتَعَلَّقُ بِأَصْلِ عَمَلِهِ . وَأَمَّا مَا يُعْمَلُ فِيهِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَقْتَصِرَ فِيهِ عَلَى مَا يُفْهِمُ الشُّكْرَ لِلَّهِ تَعَالَى مِنْ نَحْوِ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنْ التِّلَاوَةِ وَالْإِطْعَامِ وَالصَّدَقَةِ وَإِنْشَادِ شَيْءٍ مِنْ الْمَدَائِحِ النَّبَوِيَّةِ وَالزُّهْدِيَّةِ الْمُحَرِّكَةِ لِلْقُلُوبِ إلَى فِعْلِ الْخَيْرِ وَالْعَمَلِ لِلْآخِرَةِ وَأَمَّا مَا يَتْبَعُ ذَلِكَ مِنْ السَّمَاعِ وَاللَّهْوِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَيَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ مُبَاحًا بِحَيْثُ يَتَعَيَّنُ لِلسُّرُورِ بِذَلِكَ الْيَوْمِ لَا بَأْسَ بِإِلْحَاقِهِ بِهِ وَمَهْمَا كَانَ حَرَامًا أَوْ مَكْرُوهًا فَيَمْتَنِعُ وَكَذَا مَا كَانَ خِلَافَ الْأَوْلَى.انتهى


فحتى و إن لم يثبت دليل بعينه يحثّ على استحباب عمل المولد الاّ أنّ الأصول الشرعية و القواعد الفقهية تؤيّده.

و قد استُنبط لعمل المولد أصولاً اخرى كما تجده في مظانه...

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
" الْمُحْدَثَات " بِفَتْحِ الدَّالّ جَمْع مُحْدَثَة وَالْمُرَاد بِهَا مَا أُحْدِث , وَ لَيْسَ لَهُ أَصْل فِي الشَّرْع وَيُسَمَّى فِي عُرْف الشَّرْع " بِدْعَة " وَ مَا كَانَ لَهُ أَصْل يَدُلّ عَلَيْهِ الشَّرْع فَلَيْسَ بِبِدْعَةٍ.انتهى

و الحافظ أفتى باستحباب عمل المولد لأنّ احياء ليلة المولد له أصلٌ يدلُّ عليه الشرع فليس ببدعة و لهذا جاء في فتوى الحافظ أعلاه ما نصّه : { هَذَا مَا يَتَعَلَّقُ بِأَصْلِ عَمَلِهِ } أي هذ الأصل الذي بنينا عليه حكم عمل المولد ؛ فتأمّل

و قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
فَالْبِدْعَة فِي عُرْف الشَّرْع مَذْمُومَة بِخِلَافِ اللُّغَة فَإِنَّ كُلّ شَيْء أُحْدِث عَلَى غَيْر مِثَال يُسَمَّى بِدْعَة سَوَاء كَانَ مَحْمُودًا أَوْ مَذْمُومًا. وَ كَذَا الْقَوْل فِي الْمُحْدَثَة وَفِي الْأَمْر الْمُحْدَث الَّذِي وَرَدَ فِي حَدِيث عَائِشَة " مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمَرْنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدّ " كَمَا تَقَدَّمَ شَرْحه وَمَضَى بَيَان ذَلِكَ قَرِيبًا فِي " كِتَاب الْأَحْكَام " وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيث جَابِر الْمُشَار إِلَيْهِ " وَكُلّ بِدْعَة ضَلَالَة " وَفِي حَدِيث الْعِرْبَاض بْن سَارِيَة " وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَات الْأُمُور فَإِنَّ كُلّ بِدْعَة ضَلَالَة " وَهُوَ حَدِيث أَوَّله " وَعَظَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَة بَلِيغَة " فَذَكَرَهُ وَفِيهِ هَذَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ اِبْن مَاجَهْ وَابْن حِبَّان وَالْحَاكِم , وَهَذَا الْحَدِيث فِي الْمَعْنَى قَرِيب مِنْ حَدِيث عَائِشَة الْمُشَار إِلَيْهِ وَهُوَ مِنْ جَوَامِع الْكَلِم.

قَالَ الشَّافِعِيّ " الْبِدْعَة بِدْعَتَانِ :

(1) مَحْمُودَة
وَ
(2) مَذْمُومَة


فَمَا وَافَقَ السُّنَّة فَهُوَ : مَحْمُود وَ مَا خَالَفَهَا فَهُوَ : مَذْمُوم

أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم بِمَعْنَاهُ مِنْ طَرِيق إِبْرَاهِيم بْن الْجُنَيْد عَنْ الشَّافِعِيّ.

وَ جَاءَ عَنْ الشَّافِعِيّ أَيْضًا مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي مَنَاقِبه قَالَ " الْمُحْدَثَات ضَرْبَانِ :

(1) مَا أُحْدِث يُخَالِف :

(أ) كِتَابًا
أَوْ
(بـ) سُنَّة
أَوْ
(جـ) أَثَرًا
أَوْ
(د) إِجْمَاعًا

فَهَذِهِ : بِدْعَة الضَّلَال.

(2) وَ مَا أُحْدِث مِنْ الْخَيْر لَا يُخَالِف شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ - أي لم يُخالف (أ) ، (بـ) ، (جـ) ، (د) - : فَهَذِهِ : مُحْدَثَة غَيْر مَذْمُومَة "

اِنْتَهَى.انتهى
أولا:هؤلاء العلماء الذين أجازوا الاحتفال بالمولد اعترفوا بأنه بدعة وحسبنا ذلك مهم , وأما دعواهم أنه بدعة حسنة فمردود عليهم , فليس في الدين وفيما شرع وجوباً أو استحباباً بدعة حسنة
يقول الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنه: { كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة } [أخرجه الدارمي بإسناد صحيح].
قال الإمام مالك -رحمه الله تعالى-: ( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة لأن الله يقول " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا ) .
وفي هذا النص دلالة قاطعة على فساد هذا التقسيم الجديد .
أما من قسم البدعة إلى حسنة وسيئة كالإمام الشافعي أو غيره من اهل السنة فهم بذلك يقصدون البدعة في اللغة، وليس الإحداث في الدين-وقد نقلت أنت ذلك-، ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول: "وهذا يدل على أنه ليس لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال، إلى أن قال: ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق". (الرسالة 504) .
وفي هذا يقول ابن رجب: "فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية. فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: "نعمت البدعة هذه ". (جامع العلوم والحكم ص 252).
وقال الشاطبي في معرض رده على المستحسن للبدع بقول عمر رضي الله عنه، فقال: "إنما سماها بدعة باعتبار ظاهر الحال من حيث تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتفق أن لم تقع في زمان أبي بكر رضي الله عنه، لأنها بدعة في المعنى" (الاعتصام 1/195
ويقول شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله: "كل ما لم يشرع من الدين فهو ضلالة، وما سمي بدعة، وثبت حسنه، بأدلة الشرع فأحد الأمرين فيه لازم، إما أن يقال ليس ببدعة في الدين، وإن كان يسمى بدعة من حيث اللغة كما قال نعمت البدعة هذه". (مجموع الفتاوى 10/471 ـ 22/ 234).

و يا سبحان الله كيف يذهب هؤلاء السادة العلماء إلى ما ذهب إليه المتأخرين،وهؤلاء العلماء كان عندهم قاعدة أن الأصل فى العبادات الحظر والمنع ،والمتقرر عند أهل السنة والجماعة أن العقول لا تستقل بإدراك المشروع على وجه التفصيل ولذلك احتاجت البشرية إلى إرسال الرسل وإنزال الكتب ، حتى يعرفوا الناس بشرائعهم العقدية والعملية علـى وجــه التفصيـل فبعث الله الرسل وأنزل الكتب ، ، ولولا الله ثم الرسل لما عرفت البشرية ما يجوز التعبد به لله ،وما لا يجوز على التفصيل أبدًا ، والشريعة لا تتلقى إلا من قبل الرسول ، فلا يجوز التعبد لله إلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لأحدٍ أن يخترع من عند نفسه قولاً أو فعلاً ويقول هذا عبادة ، فالعبادة لاتثبت إلا بدليل شرعي ،ولا تدخل للعقل في تأسيسها أبدًا فالحلال ما أحله الله ورسوله ، والحرام ما حرمه الله ورسوله ، والدين ما شرعه الله ورسوله ، فمن ادعى في فعل أو قولٍ أنه عبادة طالبناه بالدليل المثبت لها ، فلا تتلقى العبادات إلا من قبل الشرع ، وبذلك تعلم حقيقة العبادة وحقيقة البدعة.
وقد أنكر الاحتفال بالمولد النبوي جماعة من العلماء عارضوا هؤلاء كابن الحاج المالكي في ( المدخل ) والعدوي في (حاشيته على شرح مختصر خليل ) والفاكهاني في ( المورد ) وابن تيمية في ( اقتضاء الصراط المستقيم ) وغيرهم رحمهم الله تعالى , فبقيت الحجة مع المانع لاسيما وأن السلف الصالح أجمعين من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم لم يستحب أحد منهم الاحتفال بالمولد النبوي ولم يذكروه وحسبنا من الدين ما كانوا عليه .


ثانيا:بحمد الله نحن متفقون في تعريف البدعة وأنها (ما أحدِث مما لا أصل له في الشريعة يدلّ عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة شرعًا وإن كان بدعة لغة) قاله ابن رجب .
ولكن هل للمولد أصل في الشريعة؟
الجواب:
قال ابن حجر فيما نقلته أنت عنه(([color="blue"]أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ قَدْ اشْتَمَلَتْ عَلَى مَحَاسِنَ وَضِدِّهَا [/color])) فهذا إقرار منه على أنه ليس له أصل في الشرع وبالتالي قوله أنها بدعة حسنة مردودة عليه بحمد الله.
قال الإمام تاج الدين عمر بن سالم اللخمي المشهور بالفاكهاني- رحمه الله - في "المورد في عمل المولد"(ص20-21): (لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن الاحتفال بالمولدالنبوي في "اقتضاء الصراط المستقيم"(2/619): (لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضا، أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنّته باطناً وظاهراً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار،والذين اتبعوهم بإحسان) اهـ.

ثالثا:أما دعوى أنه ليس كل مالم يفعله السلف يعتبر بدعة إنا قد يدخل في المقاصد الحسنة فيقال :
ما كان مقتضاه وموجبه موجوداً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أو السلف ولم يمنع منه مانع فإن تركه مقصود وفعله بدعة ، ومقتضى الاحتفال بالمولد النبوي موجود وهو الفرح بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا مانع منه , فلما تركوه مع ذلك دل على أنه بدعة .



قال الشاطبي رحمه الله :



سكوت الشارع عن الحكم على ضربين :
أحدهما : أن يسكت عنه لأنه لا داعية له تقتضيه ، ولا موجب يقدر لأجله ، كالنوازل التي حدثت بعد ذلك ، فاحتاج أهل الشريعة إلى النظر فيها وإجرائها على ما تقرر في كلياتها ، وما أحدثه بعد السلف الصالح راجع إلى هذا القسم ، كجمع المصاحف وتدوين العلم وتضمين الصناع ، وما أشبه ذلك مما لم يجر له ذكر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم تكن من نوازل زمانه ولا عرض للعمل بها موجب يقتضيها ، فهذا القسم جارية فروعه على أصوله المقررة شرعاً بلا إشكال ، فالقصد الشرعي فيها معروف …







والثاني : أن يسكت عنه وموجبه المقتضي له قائم ، فلم يقرر فيه حكم عند نزول النازلة زائد على ما كان في ذلك الزمان ، فهذا الضرب السكوت فيه كالنص على أن قصد الشارع أن لا يزاد فيه ولا ينقص ، لأنه لما كان هذا المعنى الموجب لشرع الحكم العملي موجوداً ثم لم يشرع الحكم دلالة عليه ، كان ذلك صريحاً في أن الزائد على ما كان هنالك بدعة زائدة ، ومخالفة لما قصده الشارع ، إذ فهم من قصده الوقوف عندما هنالك ، لا زيادة عليه ولا نقصان منه
.))



رابعا:أما دعوى أن الدليل قد إستنبطتموه من الكتاب والسنة فيقال لكم:
لماذا لم يتستنبطها السلف الصالح وقد كان هناك مقتضى لذلك ؟قال الإمام مالك(فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا ) . .

وقال الإمام أحمـد -رحمـه الله-: ( أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء وترك البدع وكل بدعة فهي ضلال ) .

وقال أبو حنيفة -رحمه الله-: ( عليك بالأثر وطريق السلف ، وإياك وكل محدثة فإنها بدعة ) ،

ثم ما هي الأدلة التي استنبطتم منها الحكم؟!
أهي تلك التي رددنا عليها مرارا وتكرارا أم أنك جئتم بالجديد؟!!
وما هو ظابط الإستنباط عندك ؟ هل كل فعل قد نراها بعقولنا حسن نستنبطه ولولم يعلم به السلف؟!!


اقتباس:
لم يثبت و ان أقام سلفنا ملتقى سنوي للتعريف بجهود الأئمة في نصرة دين الله ، و لم يقل أحدٌ أنّ اقامة ملتقى سنوي للتعريف بالامام ابن باديس بدعة لأنّ السلف لم يفعله !
1-قياسك فاسد لأن الملتقيات ليست عيدا يتكرر كل عام وليس لها يوم مخصص على وجه التعبد إذ يمكنك أن تلقي محاضرة في أي يوم تشاء ولست ملزم بتخصيص يوم معين لا يتغير ولا يتبدل .
2-الملتقيات لها أصل في الشرع فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقص على أصحابه العديد من القصص عن الأمم السالفة والقرآن مليء بقصص الأنبياء والصالحين وكذلك أحاديث أشارط الساعة ومايحدث فيها من فتن لكن بدون أن يخصص يوم معين على وجه التعبد فكذلك لو قمنا بدراسة سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلاة دون تخصيص ليوم معين يعود كل سنة على وجه التعبد فإن هذا سنة وليس بدعة.
3-القيام بملتقى لسيرة ابن باديس لم يكن مقتضاه موجود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لأن ابن باديس لم يكن موجودا أصلا آنذاك بخلاف المولد فلم يثبت عنه مع وجود المقتضى له .









قديم 2009-03-18, 23:23   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
الشاهد من الكلام عن طرق الاستدلال هو بيان أنّ احياء المولد له أصلٌ في الشريعة و إن لم يثبت بنصٍّ حرفيّ ، فادّعاؤكَ عدم الدّليل غيرُ صحيح اللّهمّ الاّ اذا حمل كلامكَ على عدم الدّليل الحرفيّ و فيه ما فيه كما سبق بيانه ، فتأمّل !
ماهو دليلك على أن المولد له أصل في الشرع مع العلم أنه:
1-لم يثبت عن السلف الصالح مع وجود المقتضى لذلك
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن الاحتفال بالمولدالنبوي في "اقتضاء الصراط المستقيم"(2/619): (لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضا، أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنّته باطناً وظاهراً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار،والذين اتبعوهم بإحسان) اهـ.
قال الإمام تاج الدين عمر بن سالم اللخمي المشهور بالفاكهاني- رحمه الله - في "المورد في عمل المولد"(ص20-21): (لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة).

2-الأعياد في الإسلام توقيفية:
جاء في سنن أبي داود [ ح 1134 ] من حديث أنس رضي الله عنه قال " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : ما هذان اليومان ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما ، يوم الأضحى ويوم الفطر " . قال ابن تيمية " فوجه الدلالة : أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة ، بل قال : إن الله أبدلكم بهما يومين آخرين ، والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه ، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه .. " إلى أن قال " فالعيد يجمع أموراً : منها : يوم عائد ، كيوم الفطر ويوم الجمعة . ومنها : اجتماع فيه . ومنها : أعمال تتبع ذلك ، من العبادات والعادات ، وقد يختص العيد بمكان بعينه ، وقد يكون مطلقاً ، وكل من هذه الأمور قد يسمى عيداً .
* فالزمان : كقوله صلى الله عليه وسلم ليوم الجمعة (( إن هذا يوم جعلـه الله للمسلمين عيداً )) .
* والاجتماع والأعمال : كقول ابن عباس " شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
* والمكان : كقوله صلى الله عليه وسلم (( لا تتخذوا قبري عيداً )) .
وقد يكون لفظ العيد اسماً لمجموع اليوم والعمل فيه ، وهو الغالب ، كقول النبي صلى الله عليه وسلم (( دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيداً وإن هذا عيدنا
)) انتهى . انظر الاقتضاء [ 1 / 432 - 442 ] .


اقتباس:
نعم ، قول الحافظ المُجرّد من الدّليل ليس بحجة ، أمّا مع قيامه رحمه الله بالتأصيل الشرعي للمسألة ، فكلامكَ مردود حتى تنقض نقضًا علميّا هذا التأصيل الشرعي و أنّى لكَ ذلك !

أمّا دعوى التناقض في كلام الحافظ فاعجب بها من دعوى !

فالحافظ أصّل لعمل المولد بأصلٍ شرعيّ واضح و كلامه عن بدعية احياء المولد ينطبق على البدعة اللّغوية و ليس البدعة الشرعية المذمومة ، فكلّ مُحدث فهو بدعة بمعنى أنه لم يعمل على مثال سابق أمّا أن يكون هذ المُحدث مذموم أم محمود فذاكَ يترتّب على ثبوت أم عدم الثبوت التأصيل الشرعي للعمل.

قال الحافظ بن رجب الحنبلي رحمه الله في " جامع العلوم والحكم " :
المراد بالبدعة : ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يدل عليه و أما ما كان له أصل في الشرع يدل عليه فليس ببدعة و إن كان بدعة لغة.انتهى المُراد

و كلام الحافظ ابن حجر في الفتح جدّ واضح فعليك أن تراجعه بتمعّن مرة اخرى !
نحن متفقون أن البدعة مالا أصل له في الشرع؟
فهل المولد له أصل في الشرع مع وجود السببين المذكورين آنفا؟
ثم إن الحافظ ابن حجر رحمه الله قد قال((أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ )) فهو هنا يتكلم عن الأصل فتأمل.
لهذا عليك أن تبين لنا الأدلة على أن المولد له أصل في الشرع كما تقول .









قديم 2009-03-18, 23:36   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة
الأخ " مهاجر إلى الله " سلام الله عليكم ...

أمّا قولك :





احياء ليلة المولد شعيرة من شعائر الله!!!!!!!! و ليس عبادة من العبادات التوقيفية التي وقّف الشارع الحكيم كيفيّاتها و هيئاتها.
هداك الله أخي الكريم.....
يحلون الخمر ويسمونها بغير اسمها ومن باب خليه سعيد ونسموه يزيد ...فسمها يا أخي ما شئت فالمسميات لا تغير الحقائق ومن السذاجة ان نقف عند الحروف ونتعامى عما وراءها...فالمولد بدعة محدثة وقد أقر ذلك بن حجر ونطق به....

بل هو من شعائر الرافضة والصوفية الهالكة قاتلهم الله ....وحاشا ان تكون بدعة منكرة أحدثها الفاطميون المجرمون الخبثاء شعيرة من شعائر الله.....وأين خفيت هذه الشعيرة المزعومة عن السلف الأولين الطيبين حتى تكتشف في القرن الخامس الهجري على يد الكريستوف الشيعي الفاطمي الخبيث ؟؟ اللهم رحماك......

هذا إن سلمنا جدلا على جواز تسميتها بالشعيرة فبعد جولة في كتب المعاجم والتفسير تكاد تجمع على ان الشعائرُ هي : المعالمُ التي نَدَب اللّه إليها وأمر بالقِيام عليها....فأين ندب الله تعالى إلى المولد أو امر بالقيام عليه ؟؟؟



وكيف نفسر اختلاف المجيزين بالاحتفال بالمولد بل وتجد لواحد منهم عدة اقوال.... فتارة شعيرة وتارة عبادة وتارة قربة وتارة جائز وتارة واجب ووو.....

ثم : إن لم يكن عبادة فبماذا يحتفل فيه ؟ أليس بالذكر والقرآن وقراءة سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام هذا إن تحدثنا عن المشروع وكل هذه قربات وطاعات لله نتعبد الله بها ؟؟





اقتباس:
و هذه كوكبة يسيرة من أقوال الدّاعين لاحياء ليلة المولد و هي كلّها تدور في فلكٍ واحد حيثُ تعدّدت التعابير و اتّحدت المآلات :

يقول الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد بن الشيخ محمد نور سيف في مقال له " الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف بين كونه عبادة أو شعيرة من شعائر الإسلام " :

يقول الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ الله ِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ) (الحج:30)، (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّه ِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32) .

الحرمات : جمع حُرُمة - بضمتين - وهو ما يجب احترامه .

والاحترام : اعتبار الشيء ذا حَرَم - كناية عن عدم الدخول فيه، أي عدم انتهاكه بمخالفة أمر الله في شأنه، تعظيماً كان أو تعظيماًَ وعبادة، إذ ليس كل معظم في نظر الشارع معبوداً، أمَّا المعبود أو المتعبد به فهو عند الشارع لا بد أن يكون معظماً - والحرمات يشمل كل ما أوصى الله بتعظيم أمره، فتشمل مناسك الحج كلها.

والذي يظهر أن الحرمات يشمل الهدايا، والقلائد، والمشعر الحرام، وغير ذلك من أعمال الحج . كالغسل في مواقعه، والحلق ومواقيته ومناسكه .

والشعائر : جمع شعيرة ؛ المعلم الواضح، مشتقة من الشعور. و شعائر الله لقب لمناسك الحج . جمع شعيرة بمعنى مشعرة، أي معلمة بما عينه الله .

لذا فجملة (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ) أخص من مضمون جملة (وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ)، وذكر الأخص بعد الأعم للاهتمام، فكل ما أمر الله به، بزيارته أو بفعل يوقع فيه فهو من شعائر الله، أي مما أشعر الله الناس وقرره وشهره، كما في قوله تعالىإِنََّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ الله) (البقرة:158)، وهي معالم الحج؛ الكعبة، والصفا والمروة، وعرفة، والمشعر الحرام، ونحوها من معالم الحج. (انظر التحرير والتنوير 17/256).

والعبادة : فعل يدل على الخضوع أو التعظيم الزائدين على المتعارف عليه .

وفي الشرع : فعل ما يرضي الرب من خضوع وامتثال واجتناب، أو فعل ما يحبه الله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
وهو بذلك يشمل :

- ما كان الاستجابة فيه لأمر فرضاً كان أو مستحباً.
- أو الامتناع عما كان النهي عنه تحريماً أو كراهة.
- أو مباحاً انقلب بنية إلى مطلوب أو محظور.
- أو دلَّ الدليل على تعظيمه من الشارع، وهذا الأخير لا تتحقق فيه صفة العبادة بملاحظة قصد الشارع من التعظيم لذاته، وإنما العبادة تأتي من جهة وجوب ارتباط التعظيم من العبد لما عظم الخالق. فإذا أشار الدليل إلى منزلة معتبرة ومعظمة عند الشارع لمكان، أو فعل فيه، أو زمان، أو ذات، طلب من العبد أن يلتزم بما التزم الشرع به من هذا التعظيم، فكان عبادة بهذا المعنى .

وفارق هذا النوع غيره من الأنواع الأخرى التي هي مطلوبة من الشارع قصداً فعلاً أو تركاً، كالصلاة والزكاة وفعل النوافل، أو اجتناب الزنا والمسكرات أو المكروهات، فهذا الامتثال عبادة مقصودة من الشارع.

ولذا فما روعي موقف الشارع منه لاعتبار من الاعتبارات، لا يصدق فيه صفة العبادة على الحقيقة، فليس تعظيمنا للكعبة مثلا لكونها حجارة مرصوصة في شكل من الأشكال، أو البُدْن لأنها لحيوان من لحم ودم، وإنما من جهة ارتباطها بتعظيم الشارع لها ، لارتباطها بمعنى معظم عند الشارع ، فلزم العبد تعظيمها وإن لم يكن عابداً لها.
صراحة هذا ما كنت اخشاه وقد حدث...وهو حشد النقولات نسخ - لصق فيصعب اتباعها وتذهب ثمرة النقاش بكثرتها واتمنى من اخي ان يعرض حجته مجردة من كل تبعية اخرى.......

اما ما مضى من اقتباسك ...ففيه من التلبيس مالله به عليم....فهل يا أخي الكريم اتباعنا للرسول عليه الصلاة والسلام وتعظينما له يعني أننا نعبده هو ؟ أم اننا نتعبد الله تعالى باتباع نبيه ومحبتنا له عليه الصلاة والسلام ؟


اقتباس:
اقتباس:
قال الإمام الفخر الرازي (23/24/32) في التفسير الكبير :
والأصل في الشعائر الأعلام التي بها يعرف الشيء ويكون وسيلة إلى رحمة الله تعالى؛ فتعظيم شعائر الله تعالى أن يعتقد أن طاعة الله تعالى في التقرب بها، فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب، فمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة لما يحتوي عليه الاحتفاء من تعريف الأمة بقدر هذا النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال شمائله، وسرد سيرته نثراً أو شعراً، وغرس محبته وإجلاله في قلوب المسلمين، والدعوة إلى التأسي والاقتداء به .


المطلع على المقتبس اعلاه يكاد يجزم بان ما جاء بالاحمر من كلام الرازي !!!!!! وانه يقول بالاحتفال بالمولد !!!!!فهلا ميزت و فصلت كلامك الأحمر عن كلام الرازي الأخضر....فهو ادعى للثقة والأمانة العلمية والبعد عن تهمة التلبيس والتدليس .....فاللهم هداك ورحماك


اقتباس:
ومن هنا يتضح الفرق بين الشعيرة والعبادة، فالشعيرة أعم والعبادة أخص، فكل عبادة شعيرة، وليس كل شعيرة عبادة.
من صاحب هذا القول يا اخي ؟
اقتباس:

فالشارع أمرنا بتعظيم البيت الحرام، وبناء المساجد، وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، ولم يأمرنا بعبادة الكعبة، ولا بعبادة الرسول صلى الله عليه وسلم....
ولا بالاحتفال بمولده عله الصلاة والسلام هكذا أفضل


اقتباس:
اقتباس:
فالمولد النبوي بهذا المقتضى يعتبر شعيرة من شعائر الدين، بل هو الدين؛
!!!!!!!!!
متى ظهر هذا الدين الجديد ...؟
والله ما أرى ان سلفنا إلا كفارا او قريبا منه على هذا القول لأنهم تركوا الدين ؟





اقتباس:
لأنه يحكي سيرة الأمين صلى الله عليه وسلم، فالقرآن الكريم هو خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل دستور الإسلام، وقد مثله رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل تمثيل في ذاته وفي حياته، وفي مجتمعه، فحينما نحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم إنما نحتفل بالقرآن الذي يحمل قيم وأخلاق الإسلام العظيمة.


هذه هي الإهانة بعينها .....فمن أراد ان يهين نبيه عليه الصلاة والسلام فليحتفل به يوما وليتركه ويعرض عنه وعن سنته طيلة العام ...ونحن نجله عليه الصلاة والسلام ونرفعه فوق هذا الاحتفال الموهوم ..فهو اجل واعظم من ان يخصص له يوم او يحتفل به في يوم....بل هو معنا عليه الصلاة والسلام بسنته من حين ان نستيقظ قائلين " الحمد لله الذي أحيانا بعدما اماتنا وإليه النشور" حتى نضع جنوبنا على الفراش قائلين " بسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه......"فتلك هي حقيقة الاحتفال اتباع وانقياد لما جاء به وليس ان نبتدع بدعا منكرة ثم نزعم اننا بذلك نعظم المصطفى ونعظم الدين الذي جاء به.....

اقتباس:
وبهذا يعتبر مظهراً من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره، ووسيلة مشروعة
اقتباس:
لبلوغ محبة
اقتباس:
الله عز وجل (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)


الوسيلة
المشروعة لبلوغ محبة الله قد نطق بها لسانك (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)؟؟؟؟ سبحان الله ....كيف يحتجون بما هو عليهم ؟؟؟










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc