بوركت أخانا على حبك وإخلاصك ... وإليكم أحبتي هذا العمل المتواضع ...أرجو أن يطبع ويعلق لأنه يحيي فيك روح الإبداع ، وينسيك بعض ما تلاقي ... كلما أحسست لتعب أو غضب أو .... أنظر في الورقة وبنظرة خاطفة .. أجد نفسي قد ارتاحت ... أرجو أن يعجبكم ...
أستاذي العزيز : أودعتك نفسي مادة خاما ، فعجنتـها كيف شئت وبما شئت ...
صنعتني قائدا من قادة الـمستقبل مهندسا .. مفكرا .. وزيرا ...
فاحذر أن تنظر إلى الأوقات فتضيق بك ، وترى الـمقابل فيضيق بك ، فتتركني ركاما عبئا ثقيلا على المجتمع .
أستاذي العزيز : مددت لك يدي .. عقلي .. قلبي .. تربة خصبة ، فبذرت فيها ما شئت من بذور الحماسة والطموح والزعامة ، لعل البذور تنمو زرعا تتغذى منه الأجيال القادمة .
لعل البذرة تنمو قلمًا يخطط ويبرمج لصلاح الوطن .
أستاذي العزيز : بين يديك عقلي ورقة بيضاء ، سجلت فيها زبدة علمك .. دونت فيها خلاصة تجاربك .. كتبت .. وسجلت .. ودونت .. دون أن تنظر إلى الأجر الزهيد .
فإياك أن تضعف نفسك .. ويحبط أملك ورجاؤك .. فتضيع الورقة أدراج الرياح .
أستاذي العزيز : قد أبدو لك بليدا ، قليل الفهم ، لكنك عاملتني بحب أبوي غير مشروط .. حدثتني على انفراد.. همست في أذني .. ربَّتَّ على كتفي ، فقويت عزيمتي .
فكم من كلمة طيبة صنعت الرجال العظام ، وكم من كلمة كانت مِعوَلا هدَّم أبنية وأجسادا وعقولا .
أستاذي العزيز :إن رأيتني مشاغبا .. مستهترا .. خاوي الوفاض .. فقد صدقت .
وإن قلت شيئا غير هذا ، فقد غششتني . فاملأ فراغي .. عمِّر قلبي بحب العلم .. وابعث الأمل في نفسي ، وجه كثرة حركتي بحلمك لا بسلطتك ..
أستاذي الحبيب : أنا لا أحملك اللوم ولا المسؤولية كلها .
ولكن لابد أن نذكر المثل القائل : " المعسكر الذي تسوده البطالة ، يسوده الشغب "
أستاذي العزيز : تكاد أن تكون رسولا ، فإن رأيت فينا نكران الجميل وجحود النعمة ، فعاملنا بما أنت أهل له ولا تعاملنا بما نحن أهل له .
قوم اعوجاجي برحمتك ، وارحمني بتقويمك ، عاقبني برحمتك ، وارحمني بعقابك ، فلن أكون إلا شاكرا للجميل .
عندها فلا تنتظر أن أقف لك وقفة احترام لعظيم صنيعك ، لأن جزاءك أكبر من وقفتي الذليلة ، بل ستقف لك الأمة جمعاء إن استطاعت أن توفيك تبجيلا .