مسابقة فن المقال بين القيل والقال. اشكالية الاسبوع الاؤل:من كان سوف يفك الحصار علي غزة؟حصروه؟؟ الفائز الاؤل: يوسف سلطان - الصفحة 5

**مرآة الضمير** · 2010-06-25, 21:00

السلام عليكم ورحمة الله

بالتوفيق لكما اخي *محمد* واختي روح القلم

في انتظار قنبلة اخينا السلطان

يوسُف سُلطان · 2010-06-25, 21:42

.. والله يا جماعة .. الحروف مثقلة بالأسى ..
ستجيء محاولة بعد حين قليل .. بحول الله
شكرا محمّد .. شكرا نور

يوسُف سُلطان · 2010-06-25, 21:57

حِصارُ ذاكرة

ليس بين الجزائريّ والحبيبة غير اتساع ٍجُغرافيّ مُنافق وبعدٌ واهٍ ظالمٍ مُغالط ... ولأنّ الجزائريّ لا يكرهُ شيءً كالظلم والبُعد فهو يكفرُ بتلك الجغرافيا التي لا تعدل بين العاشقِين ولا تُشفق .. ويتحدى ذلك البُعد .. ويقْتُله !

الجزائريّ و فلسطين وبتمثيلٍ أقرب إلى اللّمس والتصديق ... كمِثلِ جسدٍ ورُوح .. في كينونة واحدة ، وحتى لو كان منطقُ جغرافيّة المنطقةِ لا يعترف بهذا الصّقل فالتاريخ الذي هو أبو الحقائق والعلوم كفيلٌ بعكس هذا المنطق بما يؤكد ذاك التمثيل ويضبطُ هذا التلاحم بين وحدةِ ثُنائية الشعب والأرض ، الدّم والتراب .. ولا أتصوَّرُ تعبيرا أقصر من هذا .. يكون بينهما .

هذا الجزائريّ الذي لا يزال يعتنق تلك الفلسفة البسيطة التعبير العميقة المعنى ، مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ..

وقدكان دائما الأقرب لفلسطين من كلّ قريب مُدّعي أو جارٍ معتلي.. أو جائرٍ معتدي .. وحتى لو لم يكن بيننا بابٌ أو معبر .. فإننا نتعانق فوق سحاب السماء وموج البحر .. وكلّ طريقٍ يؤدينا إلى الحبيبةِ فلسطين نركبُه .. ولا يهمنا إن كان المركب سفينة من الفولاذِ مُريحة أو قاربا بالكاد يحمل أضلاعه .. فنحن أمّة التحدي وأمّة الصِّعاب .. ولا يُخيفنا الخوف .. ولا والموت

وحتى حين تكاسلنا عن نُصرة الروح حينما تكاسلنا عن نصرة الجسد الذي كان ينخر وينزف أيّام المحنة .. فإننا لم نَخُن في يوم ٍ من الأيّام ، ولم نُبدِّل الأقوال وما غيَّرنا المواقف على مَرِّ الأرقامِ في التاريخ . . وقد عُدنا فور أن طاب الجُرحُ والْتأَم .. و الحمد لله أنّنا ميّزنا في ذلك بين الصديق و العدّو وعرفنا من ينافق .. يقول فداكِ ويغلق دوننا الأبواب ..

إنّه من السهل جدا أن تكتب عن وجع الآخرين وتُشفق عليهم وتستطيع أيضا ولو بِجُهدِ أديب أن تجعل حروفك حزينة وعاطفتك صادقة ، ولكن من العذاب بما كان أن تكتب عن جرحٍ أنت صاحبه يَنزِف فيكَ ويوجع !!

تُرى كيف سنفتح الحرف الأول لنبدأ أولى الكلمات من أجل أن نُشكِّل أوّل جملة لبداية السطور في صفحةٍ عنوانها فلسطين ..

إنّنا حتى لو وجدنا ذلك الحرف فلأيِّ زمنٍ ننسبه حتى نحترم التاريخ والذاكرة ...

سيُلطِّخنا هذا الحبر الذي نكتُب به ، وسنستفيق حين تسقط الأقلام من بين أناملنا .. ونحن نبحث عن مسميّات لملأ استمارة شهادةِ مِلكيةِ فلسطين .. وسيكتُبنا التاريخُ .. مقصّرين !

نقلّب فهرسَ القضية في التاريخ ، لتُثقلنا الأرقام في آخر صفحاته بألفِ يومٍ من الحصار .. وفقط لو حاولنا حصر القضية من آخر صفحةٍ في تاريخ فلسطين الموجع لحاصرتنا الأحداث الكثيفة بمعطياتها واستنتاجاتها ولضاقت بنا هذه المساحة المُتاحة في مجرّد التفكير والتذكّر ولا نقول المعالجة .. لأنّ القضية في نظرنا قضية عقيدة و قضية أمّة و قضية مقدسات .. وليست فلسطين مجرّد حصار وسفينة .. تُريد إسرائيل أن تُعَنوِنهُ خُبثا كذلك .. !!
بالأمس كنّا نهتف لفلسطين ، وبعدها اقتصرنا الهتاف لغزّة وكأنّنا نختزل القضية .. ونختصر فلسطين ، اليوم نحنُ نجاري الأحداث فقط إن كان كلّ همّنا في الحصار وكلّ تعاطفنا مع السفن .. أرَسَت .. أم غرقت !!

والأمرّ أنّنا نجبر على الإعجاب بإيران الشيعية وتركيا اللائكية بعدما نُخذل من أهلنا .. والحقيقة أنّهما يلعبان على أعصاب المسلمين ويستغلّون ضعفهم وعاطفتهم لكسب مزيدٍ من الإمتيازات و مزيدٍ من المصالح الاستيراتيجية والسياسية لا غير ..
إنّ العدو يحاول أن يجعلنا ننظر إلى القضية من بعيد فتَصغُر في أعيُننا الصورة وتصغر بذلك في قلوبنا القضية .. ولكن يجب أن نفهم أنّ القضية .. هي تاريخٌ وعقيدة ... القضية هي فلسطين التي تحمل مقدّسات أمّة الإسلام ولا نصر إلا إذا اعتقدنا أوّلا هذا وصدّقناه ..

إنّ الحرب لم تعد في زمن العولمة الرقمية قاصرة على ضرب البارود فحسب ، فاسرائيل المواكبة للعالم واتجاهاته بدقة عالية وانضباط ستوظف كل متاحٍ مستطاع و في كل مجالٍ تراه يخطف القضية من أذهان الأجيال الباقية و ما الاعلام المزور الملفق الا ضرب من هذه العصا .. ولأن القضية لها علاقة بالتاريخ فهي تحاول جاهدة تحريف كتب التاريخ في الارض ، كما حرّفت من قبل كُتب السماء المقدّسة .

إن نصر فلسطين وتحرير القدس لا يكون اليوم ، ولا غدا إذا نظرنا في الاسباب والمسببات أمامنا ، إنّما حتما سيولد إمام يقودنا إلى النصر ، إمام يولد من رحم أمٍ لينصر أمّة ..

ولكن كلّما تحسسنا وعي هذه الاجيال الخائبة ابتعد عنا الأمل ، وقاربَنا اليأس ....
سينتهي الحصار .. ذلك الحصار الذي آمنّا أنّه سيخلّص قضيتنا بمجرّد فكّه .. سينتهي إن اليوم أو غدا لأنّه خدعة ، ومحاولة فكّه من المحاولين ربّما يكون حُسن نيّة .. من منطق الإنسانية تارة .. أو النخوة أو الرجولة تارة أخرى .. وربّما يكونُ امتدادٌ لأدوار في المسرحية .. أو كيفما يكون
ولذلك لن ينتهي الحصار .. إلا باكتمال آخر المشاهد .. الدرامية .. والحركية والهزلية ..
وحيث تحين النهاية ويستعدّ الستار للانسدال ... نصفّق -نحن المخدوعين- بحرارة واستمتاع .. ونظن بأنّنا انتصرنا .. ونحمدُ الله ونستريح، وربما يعانق كل واحد منّا صاحبه مهنّأ مباركا .. ولكن حينئذٍ سنكون نعزّي أنفسنا بضياع قطعةٍ أخرى من ذاكرة فلسطين وتاريخها ...
وسنُلقِّنُ الأجيال التي نأمل الخلاص بسواعدها .. الدرس الخطأ .. وبذلك نكون نحنُ أوّل المهزومين وآخرهم في حصار الذاكرة .

*محمد* · 2010-06-25, 22:03

جميل ماكتبت أخي يوسف .. لم يذهب وقت انتظاري سدا

أتمنى لك كل التوفيق أيها الصديق ..فعلا كم هو صعب أن تتكلم وتصف جرحا لاتحس به

بارك الله فيك

بالتوفيق للجميع