بعد كل هذه الردود وبعد ما لمست معاناة الأستاذة فقد عدلت عن تفكيري نهائيا
فمن خلال هذه الردود ومن خلال ما شاهدته في الواقع فإن مهنة الإداري تزيد على مهنة الأستاذي في امور كثيرة منها
المزية الأولى- مرونة في الوقت
يعني إذا كنت تدرس أو عندك مشاغل فلك مطلق الحرية في مغادرة المكتب أو البقاء فيه
طبعا بشرط ألا يخل الموظف بعمله
ولا أحد يحاسبك في ذلك لأنهم يعرفون طبيعة الشغل وأنه لا مهمات لديك
فعدد موظفي الادارة كبير والمهمات قليلة
مثلا انا أعمل في مصلحة التسجيل بجامعة
فأوقات العمل عندي بداية السنة (التسجيلات الجامعية) ونهاية السنة (الديبلومات) والامتحانات
وباقي السنة عطلة مقنعة
حتى أني كنت أتمنى خلالها أن أجد مهمات لكي أقضي بها الوقت في المكتب
فلا اجد بدا من مغادرة المكتب باكرا لقضاء حوائجي خير من التسمر وراء المكتب لا شغل ولا مشغلة
فهذه الميزة تفيدني كثيرا لأني انوي مواصلة دراستي
الميزة الثانية: الترقيات
يعني إذا كنت ذو مستوى دراسي
فأبشر بالمناصب العليا التي تجر معها امتيازات أخرى
وأجر جيد مقارنة بأجر الاستاذ
خاصة في الادارات الكبرى التي تكثر فيها المصالح مثل الجامعة والولاية
فالرقم الاستدلالي يزيد وهناك تعويض المسؤولية وغيرها من الامتيازات
الميزة الثالثة- التربصات بالخارج مدفوعة اللتكاليف مع الاحتفاظ بالأجر
وهذه من حق الموظفين في الرتبة 10 فما فوق
وكلما زادت الرتبة زادت فرصك خاصة لرؤساء المصالح
يعني أنا مثلا العام القادم بإذن الله لي تربص شهر ببريطانيا
تربص خاص بنظام lmd
طبعا لا اخفيكم أن هذه التربصات كلها عبارة عن سياحة
لا تربص ولا هم يحزنون
أنا أمرين اثنين جعلاني افكر في التعليم
هما الأجرة والعطلة الطويلة
وما دامت أجرتي سترتفع العام القادم إلى أكثر من أجرة الأستاذ بفعل المنصب السامي (رئيس مصلحة) لا محالة بغذن الله
وكوني في عطلة مقنة طوال العام (ما عدا أيام التسجيلات والديبلومات)
فإني أفضل أن ابقى في وظيفتي
وبارك الله في كل من اجاب
أما أولئك الذين يقولون لا تفكر في الأجر ولا تكن مادي وما شابه
فأقول لهم أن اي شخص في العالم تكون له وظيفة ويجد وظيفة اخرى أكثر امتيازات منها فلا محالة سيترك الأولى ليذهب للثانية
فلا داعي لأن تكذبوا على انفسكم وكونوا واقعيين