قال تعالى : ( لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الحجر/88
قال مجاهد ﴿ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ﴾ : يعني الأغنياء. وقال قتادة والسدي ﴿زَهْرَةَ الْحَيَاةِ﴾ يعني زينة الحياة الدنيا .. وقال قتادة ﴿ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾ لنبتليهم .. (ابن كثير) ﴿وَرِزْقُ رَبِّكَ﴾ العاجل من العلم والإيمان، وحقائق الأعمال الصالحة، والآجل من النعيم المقيم، والعيش السليم في جوار الرب الرحيم .. " وأبقى " لكونه لا ينقطع أكلها دائم وظلها .. وفي هذه الآية ، إشارة إلى أن العبد إذا رأى من نفسه ، طموحا إلى زينة الدنيا ، وإقبالا عليها ، أن يذكر ما أمامها من رزق ربه ، وأن يوازن بين هذا وهذا. (السعدي) .. وجاء في تفسير البغوي: ﴿وَرِزْقُ رَبِّكَ﴾ ، في المعاد، يعني: الجنة ﴿خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ .. قال أبي بن كعب: من لم يتعز بعزة الله تقطعت نفسه حسرات، ومن يتبع بصره فيما في أيد الناس بطل حزنه، ومن ظن أن نعمة الله في مطعمه ومشربه وملبسه فقد قل علمه وحضر عذابه. وقال الإمام الطبري: يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: ولا تنظر إلـى ما جعلنا لضُربـاء هؤلاء الـمعرضين عن آيات ربهم وأشكالهم, مُتْعة فـي حياتهم الدنـيا, يتـمتعون بها, من زهرة عاجل الدنـيا ونضرتها لِنَفْتِنَهُمْ فِـيهِ يقول: لنـختبرهم فـيـما متعناهم به من ذلك, ونبتلـيهم, فإِن ذلك فـانٍ زائل, وغُرور وخُدَع تضمـحلّ وَرِزْقُ رَبّكَ الذي وعدك أن يرزقكه فـي الآخرة حتـى ترضى, وهو ثوابه إياه خَيْرٌ لك مـما متعناهم به من زهرة الـحياة الدنـيا. وأبْقَـى يقول: وأدوم, لأنه لانقطاع له ولا نفـاذ.