|
قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
القواعد الحسان لتفسير القرآن (71 قاعدة) - إبن السعدي رحمه الله -
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2015-07-27, 23:45 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
القاعدة السابعة والخمسون:
في كيفية الاستدلال بخلق السماوات والأرض وما فيهما على التوحيد والمطالب العالية قد دعا الله عباده إلى التفكير في هذه المخلوقات في آيات كثيرة وأثنى على المتفكرين فيها، وأخبر أن فيها آياتٍ وعِبَراً نحن محتاجون إلى فهمها ومعرفة ما فيها لمصالح ديننا ودنيانا، فينبغي لنا أن نسلك هذا الطريق المنتج للمطلوب بأيسر وأوضح ما يكون. وحاصل ذلك على وجه الإجمال: أننا إذا تفكرنا في هذا الكون العظيم، عرفنا أنه لم يوجد بغير موجد، ولا أوجد نفسه ـ هذا أمر بديهي ـ فتيقنا أن الذي أوجده هو الأول الذي ليس قبله شيء وهو الآخر الذي ليس بعده شيء، كامل القدرة عظيم السلطان واسع العلم، وأن إعادتنا في النشأة الثانية للجزاء أسهل من هذا بكثير: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاس} [غافر: من الآية57] ، وعرفنا بذلك أنه الحي القيوم. وإذا نظرنا ما فيها من الإحكام والإتقان والإبداع عرفنا بذلك كمال حكمة الله وحسن خلقه وسعة علمه، وعرفنا من آثار حكمته فينا وفي هذا الوجود أنه ما خلقنا لهذه الحياة قصداً وإنما خلقنا لنستعد فيها للنشأة الأخرى. وإذا رأينا ما فيها من المنافع والمصالح الضرورية والكمالية التي لا تحصى، عرفنا بذلك أن الله واسع الرحمة، عظيم الفضل والبر والإحسان، والجود والامتنان، وإذا رأينا ما فيها من التخصيصات، فإن ذلك دال على إرادة الله ونفوذ مشيئته ونعرف بذلك كله أن مَنْ هذه أوصافه وهذا شأنه؛ هو الذي لا يستحق العبادة أحد إلا هو وأنه المحبوب المحمود، ذو الجلال والإكرام، الذي لا تنبغي الرهبة إلا إليه، ولا ينبغي صرف خالص الدعاء إلا له؛ لأن غيره من المخلوقات المربوبات مفتقرات إليه وحده في جميع شئونها. ثم إذا نظرنا إليها من جهة أنها كلها خلقت لمصالحنا، وأنها مسخرة لنا، وأن عناصرها ومواردها وأرواحها قد مكن الله الآدمي من استخراج أصناف المنافع منها، عرفنا أن هذه الاختراعات الجديدة في الأوقات الأخيرة، من جملة المنافع التي خلقها الله لبني آدم فيها، فسلكنا بذلك كل طريق نقدر عليه من استخراج ما يصلح أحوالنا منها، بحسب القدرة، ولم نخلد إلى الكسل والبطالة، أو نزعم أن علم هذه الأمور واستخراجها علوم باطلة، بحجة أن الكفار سبقونا إليها وفاقونا فيها، فإنها كلها ـ كما نبه الله ـ داخلة في تسخير الله الكون لنا، وأن يُعلم الإنسان ما لم يعلم.
|
||||
2015-07-28, 21:12 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
جزاك الله خيراً |
|||
2015-07-29, 13:14 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
جزاك الله خير |
|||
2015-07-29, 16:49 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2015-07-30, 12:15 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2015-07-30, 12:20 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2015-08-04, 22:15 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
القاعدة الثامنة والخمسون:
الكمال إنما يظهر إذا قُرن بضده إذا أراد الله إظهار شرف أنبيائه وأصفيائه بالصفات الكاملة أراهم نقصها في غيرهم من المستعدين للكمال. وذلك في أمور كثيرة وردت في القرآن. منها: لما أراد الله إظهار شرف آدم على الملائكة بالعلم، وعلمه أسماء كل شيء ثم امتحن الملائكة فعجزوا عن معرفتها، فحينئذ نبأهم آدم بها، فخضعوا لعلمه، وعرفوا فضله وشرفه. ولما أراد الله إظهار شرف يوسف في سعة العلم والتعبير رأى المَلِكَ تلك الرؤيا، وعرضها على كل من له علم بها ومعرفة فعجزوا عن معرفتها، ثم بعد ذلك عَبَّرها يوسف ذلك التعبير العجيب، الذي ظهر به من فضله وشرفه وتعظيم الخلق له شيء لا يمكن التعبير عنه. ولما عارض فرعون الآيات التي أُرسل بها موسى، وزعم أنه سيأتي بسحر يغلبه، فجمع كل سحار عليم من جميع أنحاء المملكة، واجتمع الناس في يوم عيدهم وألقى السحرة عصيهم وحبالهم في ذلك المجمع العظيم، وأظهروا للناس من عجائب السحر {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} ، [لأعراف: 116] ، فحينئذ ألقى موسى عصاه، فإذا هي تلقف وتبتلع بمرأى الناس جميع حبالهم وعصيهم، فظهرت هذه الآية الكبرى، وكان السحرة أهل الصنعة أول من خضع لها ظاهراً وباطناً. ولما نكص أهل الأرض عن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتمالأ عليه أعداؤه، ومكروا مكرتهم الكبرى للإيقاع به، نصره الله ذلك النصر العجيب، فإن نصر المنفرد الذي أحاط به عدوه الشديد حَرْدُه ـ الغضب والغيظ، القوي مكره، الذي جمع كل كيده ليوقع به أشد الأخذات وأعظم النكبات، وتخلصه وانفراج الأمر له، من أعظم أنواع النصر. كما ذكر الله هذه الحال التي عاتب بها أهل الأرض، فقال: {إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ، [التوبة: 40] ،. وقريب من هذا نصره له يوم حنين، حيث أعجبت المسلمين كثرتهم، فلم تغن عنهم شيئا وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ثم ولوا مدبرين وثبت الله نبيه صلى الله عليه وسلم فأنزل عليه سكينته ونصره في هذه الحال الحرجة، فكان لهذا النصر من الموقع الكبير ما لا يعبر عنه، وكذلك ما ذكره الله من الشدائد التي جرت على أنبيائه وأصفيائه، وأنه إذا اشتد البأس، وكاد أن يستولي على النفوس اليأس، أنزل الله فرجه ونصره ليصير لذلك موقع في القلوب وليعرف العباد ألطاف علام الغيوب. ويقارب هذا: إنزاله الغيث على العباد، بعد أن كانوا من قبل أن ينزل عليهم لمبلسين، فيحصل من آثار نعمة الله والاستبشار بفضله، ما يملأ القلوب حمداً وشكراً وثناء على الباري تعالى. وكذلك يذكرهم نعمه بلفت أنظارهم إلى تأمل ضدها، كقوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ} ، [الأنعام: 46] ، وقوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ {71} قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ {72} وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ، [القصص: 71-73] ،. ونلمح مثل هذا المعنى في قصة يعقوب وبنيه: حين اشتدت بهم الأزمة ودخلوا على يوسف، وقالوا: {مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ} ، [يوسف: 88] ، الآية ثم بعد قليل قال: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} ، [يوسف: 99] ، في تلك النعمة الواسعة والعيش الرغيد والعز المكين، والجاه العريض فتبارك من لا يدرك العباد من ألطافه ودقيق بره أقل القليل. ويناسب هذا من ألطاف الباري: أن الله يذكر عباده أثناء المصائب ما يقابلها من النعم، لئلا تسترسل النفوس في الجزع، فإنها إذا قابلت بين المصائب والنعم خفت عليها المصائب، وهان عليها حملها، كما ذكّر الله المؤمنين حين أصيبوا بأحد ما أصابوا من المشركين ببدر، فقال: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: 165] ، وأدخل هذه الآية في أثناء قصة أحد {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ، [آل عمران: 123] ،. وكذلك يبشر الله عبده بالمخرج منها حين تباشره المصائب، ليكون هذا الرجاء مخففاً لما نزل به من البلاء، قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} ، [يوسف: 15] ، وكذلك رؤيا يوسف كان يعقوب إذا ذكرها رجاء الفرج وهب على قلبه نسيم الرجاء، ولهذا قال: {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} ، [يوسف: 87] ،. وكذلك قوله لأم موسى في سورة القصص: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} ، [القصص:7] ،. وأعظم من هذا كله: أن وعد الله لرسله بالنصر وبتمام الأمر وحسن العاقبة يهون عليهم به المشقات ويسهل عليهم الكريهات، فيتلقوها بقلوب مطمئنة وصدور منشرحة، وألطاف الباري فوق ما يخطر بالبال، أو يدور في الخيال ولكن أكثر الناس لا يفقهون. |
|||
2015-08-01, 15:26 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
|
|||
2015-08-04, 22:09 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
أحسن الله إلى الجميع وبارك فيهم
|
|||
2015-08-01, 19:25 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2015-08-01, 21:51 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2015-08-03, 17:11 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
ﺑﺂﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﻭ ﺟﺰﺁﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍﺍﺍﺍ ♥……… |
|||
2015-08-03, 21:16 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2015-08-05, 16:51 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
جازاكم الله خيرا |
|||
2015-08-05, 22:48 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
بارك الله فيكم |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
التفسير, تلقي, كيفية |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc