أنا والليل
نفق في عيني...وهمسة في جوارحي...
حالاتي تعشقها الخيوط السوداء...
الكلمات تحترق أمام النور الذي لا يرى...
النهار إختفى بآلامه وأحزانه وضجيجه..
وجاء الضمير مع العتمة...بالرغم من الضوء الإفتراضي...
إستلهمني السكون...فخفت من الضجيج...
وطن يتجسد في الليل...
الكل نائم...إلا من يريد أن يسرق...ولا يملك سلطة...
قال لي صاحبي...إذا جاءك لص في البيت...لا تحاول مقاومته...
تظاهر وكأنك نائم...وأشخر حتى يتركك على قيد الحياة...
في الليل أغير أوراقي...حتى حبري...
وأكابر أمام ظلم النهار...وأهمس لبلادي اليمن بالشفاء...
إنها مريضة...بداء السرطان...
الحدود ماتت حتى الآن...والتراب لملم لونه وتغير...
والأشجار لبست ظلم الليل ونامت على ذلك التراب...
وجلست أناجي ضميري...
وكان هذا الضمير يتعبني وهو يدندن بأغنيته الخضراء التي يحن إليها...
وهذا الليل منذ البداية يحيا حبا ذاتيا...
ذاكرته رائعة بكل أبعادها.,..
هذا الليل يرفض القسوى...ويحن الى اشعار أخرى...
وكل خيول الليل نائمة إلا أنا...
دمائي هنا تعيش لحظات الشوق...
ويتدفق في أفقي المظلم شمس الحق...
وأصلب كياني أمامي...حتى تتساقط آخر ورقة منه...
ودمعة عيني تصر على الخروج لتفهمني أني كنت على خطأ هنا وهناك...
إنها رمز لموجة الحزن في جزر قلبي...
هذا ليلي..مليء بالسيوف...وغارق في لجة الحق...
اللهم طهر ليلي من خطايايا...
اللهم لا تجعلني أحمل حربة حتى لا أطعن بها صديقا...
اللهم لا تجعل ليلي سوادا بل دع أشعة الرحمة فيه...
اللهم أخرجنا من كهف ظلماتنا إلى نورك...
اللهم إن أردت أن أنام في خيمة نازحا فلتكن تلك الخيمة في وطني...
وهكذا أطفأت شمعة عيني ونمت...
تحياتي