من فضائل وأخبار معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها ..

قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها .. يعنى بجميع المتون من نظم و قصائد و نثر و كذا الكتب و شروحاتها في جميع الفنون على منهج أهل السنة و الجماعة ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من فضائل وأخبار معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-05-10, 15:33   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

- وثبت من طرق عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: ما رأيت أحدا أسود من معاوية، قال الراوي: ولا عمر؟ قال: كان عمر خيرا منه، وكان معاوية أسود منه .
قال الإمام أحمد: "معنى أسود: أي أسخى، وقال: السيّد: الحليم، والسيّد: المعطي، أعطى معاويةُ أهلَ المدينة عَطايا ما أعطاها خليفةٌ قد كان قبلَه".

- وقال مَعمر بن راشد في الجامع (11/337): عن الزهري، أن ابنَ عمر لَفِيَ معاويةَ -أو قال: وفد عليه- فقال له معاوية: حاجتك؟ فقال: ألا يُسفكَ دم دونَك، فإنهم كذلك كانوا يفعلون، ولا يجلسَ على هذا المنبر غيرُك، وأن تُمضي الأعطية للمحرَّرين، فإن عمر قد أمضاه لهم.
ورُوي آخره من طريق أخرى عند أبي داود (2951) وابن الجارود (1114) والطحاوي في شرح المشكل (11/51) والبيهقي (6/349) بمعناه، وأن لقاءهما كان حين قدم معاويةُ المدينة حاجا.
........................... انظر حلم معاوية لابن أبي الدنيا (11) والآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (1/379) والسنة للخلال (2/441-444) ومعجم البغوي (5/369) والطبقات لأبي عروبة الحراني (ص41) ومكارم الأخلاق للخرائطي (1/570) والمعجم الكبير (12/296) والأوسط للطبراني (7/31) وابن عدي (6/110) واللالكائي (8/1443) وابن عساكر (59/173) والسير (3/152) وغيرها.
قال ابن تيمية في منهاج السنة (4/444): "قولُه في مدح معاوية معروفٌ ثابتٌ عنه.." (فذَكرَه)، ونقله الذهبي في المنتقى من المنهاج (ص258)
وفي الخبر ائتمانُ ابن عمرَ معاويةَ على دماء المسلمين، وإقرارُه خصوصا على الجلوس على المنبر ، وأنه يناصح معاوية، ويتأملُ منه القَبول والاستجابة، ويصدّقه ما جاء في رواية أخرى عند الطحاوي أن معاوية لما سمعه بدأ بالمحرَّرين فأعطاهم قبل الناس، والله أعلم.

- وروى الإمام أحمد (5/147) وابن عساكر (49/289 و70/218) بسند جيد إلى قُنْبُر -ويقال: قُتَير- مولى معاوية قصة أبي ذر مع مولاه معاوية، رضي الله عنهما، وأن عُبادة بن الصامت وأبا الدرداء وعَمرو بن العاص وأم حَرام الأنصارية رضي الله عنهم كلموا أبا ذر في الكَفِّ عن معاوية.
إلا أن مولى معاوية فيه جهالة، انظر ترجمته في تاريخ ابن عساكر (49/290)

- ورُوي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال: ما رأيتُ أحدا بعدَ عثمان أَقضَى بحقٍ مِن صاحِبِ هذا الباب، يعني معاوية. (ابن عساكر 59/161)

- وروى البغوي في الجعديات (2657) وابن عساكر (59/205) من طرق عن زهير بن معاوية، عن الأسود بن قيس، عن نُبيح العنـزي، قال: كنا عند أبي
فهو من الأدلة التي تُكذِّب الحديث الموضوع: "إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه"! ويأتي كلام العلماء عليه.









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:34   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

سعيد الخدري وهو متكئ، فذكرنا عليا ومعاوية، فتناول رجلٌ معاويةَ، فاستوى جالسا، ثم قال:
كنا ننـزل رفاقا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنتُ في رفقة أبي بكر، فنـزلنا على أهل أبياتٍ -أو قال: بيت- قال: وفيهم امرأة حُبلى، ومعنا رجلٌ من أهل البادية، فقال لها البدوي: أيسُرُّكِ أن تلدي غلاما؛ إن جعلتِ لي شاة؟ فولدتْ غلاما، فأعطته شاة، فسجع لها أساجيع، فذُبحت الشاة، وطبخت، فأكلنا منها ومعنا أبو بكر، فذُكر أمر الشاة، فرأيتُ أبا بكر متبرزا مُسْتَنْتِلاً يتقيأ.
ثم أُتِيَ عمر بذلك الرجل البدوي يهجو الأنصار، فقال عمر: لولا أن له صحبة من رسول الله لا أدري ما نال فيها لكفيتُكُموه، ولكن له صحبة.
قلت: في الخبر استعظام أبي سعيد رضي الله عنه الوقيعة في معاوية، حتى كان متكئا فجلس، واستشهاده بموقف عمر مع الأعرابي الصحابي، مع أنه لم يبلغنا من خبره إلا هذان الموقفان، وهما كما ترى.
وإسناده كوفي صحيح، وثبَّته ابن حجر، وقال السخاوي: رجاله ثقات. (فتح المغيث 3/114)

من أقوال التابعين:
.............................
ونقل السخاوي عن شيخه ابن حجر قوله: "وقد كان تعظيم الصحابة -ولو كان اجتماعهم به صلى الله عليه وسلم قليلا- مُقرَّرا عند الخلفاء الراشدين وغيرهم.. [ثم ساق الخبر، وما زال الكلام لابن حجر:] فتوقف عمر عن معاتبته -فضلا عن معاقبته- لكونه عَلِمَ أنه لقيَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك أكبر شاهد على أ- قال أبوإسحاق السبيعي الكوفي: كان معاوية، وما رأينا بعده مثله.
رواه ابن سعد (1/122 السلومي) والأثرم (منهاج السنة 6/234) والخلال في السنة (2/438) وابن عساكر (59/171) بسند كوفي صحيح.
وزاد ابن سعد أن أبا بكر بن عياش -الراوي عن السبيعي- قال: ما ذَكرَ عمرَ بن عبد العزيز.

- وقال حماد بن أسامة: حدثني الثقة عن أبي إسحاق أنه ذكر معاوية فقال: لو أدركتموه -أو: أدركتم زمانَهُ- كان المهدي.
رواه الخلال في السنة (2/439)، وسنده صحيح إلى حمّاد، وهو مسلسل بالكوفيين.

- وعن قَبيصة بن جابر قال: صحبت معاوية، فما رأيتُ رجلا أثقلَ حِلْما، ولا أبطأ جهلا، ولا أبعدَ أناة منه.
رواه الفسوي في المعرفة (1/458) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/377 رقم 509) وابن أبي الدنيا، والطبري في التاريخ (5/337 وعنده سقط) ومحمد بن مروان السعيدي في المجالسة، وابن عساكر (59/178) من طرق عن مُجالد، عن الشعبي، عن قبيصة.
ومجالد ضعيف، وله طريق أخرى يتقوى بها:
نهم كانوا يعتقدون أن شأن الصحبة لا يعدله شيء، كما ثبت في حديث أبي سعيد الماضي".










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:36   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فرواه البخاري في التاريخ الكبير (7/175) وابن أبي الدنيا، والطبراني في الزيادات في المكارم وذكر الأجواد (4)، وابن عساكر (49/247) من طريقين عن عبد الملك بن عمير، عن قَبِيصة.
وسنده جيد.

- وروى أبوبكر الأثرم -ومن طريقه الخلال في السنة (2/438) وابن بطة (منهاج السنة 6/232)- قال: ثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة، ثنا محمد بن مروان، عن يونس، عن قتادة، قال: لو أصبحتم في مثل عَمَلِ معاوية لقال أكثركم: هذا المهدي. وسنده جيد.

- وعن مجاهد قال: لو رأيتم معاوية لقُلْتم هذا المهدي من فضله.
رواه الخلال في السنة (2/438) والبغوي في المعجم (5/368) وأبوعروبة الحرّاني في الطبقات (ص41) والآجري (5/2465) وابن بطة (منهاج السنة 6/233) وابن عساكر (59/172) من طريق الأعمش الكوفي، عن مجاهد.
وسنده صحيح ، رجاله ثقات، وثبّته شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأعمش.
..............................

قلت: سأل الترمذيُّ شيخَه البخاري: يقولونَ لم يسمع الأعمشُ من مجاهد إلا أربعة أحاديث؟ قال: ريحٌ، ليس بشيء، لقد عددتُ له أحاديث كثيرة نحوا من ثلاثين -أو أقل أو أكثر- يقول فيها: حدثنا مجاهد. (علل الترمذي الكبير بترتيب أبي طالب القاضي ص388)
قلت: وروى العقيلي (1/165) وابن أبي خيثمة في تاريخه (2/206) عن الأعمش قال: كنا نأتي مجاهدا، فنمر بأبي صالح ولا نأخذ عنه.
واحتج برواية الأعمش عن مجاهد الشيخان، وابن الجارود، وابن حبان، والحاكم، والضياء في المختارة.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:37   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ورواه الطبراني (19/308) عن الأعمش من قولِه مثله، والراوي عنه فيه لِين، والمحفوظ الأول.

- وصح عن أبي هريرة حباب المكتب أنه قال: كنا عند الأعمش؛ فذكروا عمر بن عبد العزيز وعدلَه، فقال الأعمش: فكيف لو أدركتُم معاوية؟ قالوا: في حِلمه؟ قال: لا والله! بَلْ في عَدله.
رواه الأثرم (منهاج السنة 6/233) ومن طريقه الخلال في السنة (2/437)، وإسناده كوفي.

- وقيل للحسن البصري: إن أناسا يشهدون على معاوية وذَويه أنهم في النار! قال: لعنهم الله! وما يُدريهم أنه في النار؟
رواه أسد بن موسى (الاستيعاب 10/149) والبغوي في المعجم (5/368) والآجري (5/2467) وابن عساكر (59/206) من طريق أبي هلال الراسبي، عن قتادة، عن الحسن.
وسنده مقارب لأجل أبي هلال، ولكن جاء من طريقٍ أُخرى بأتمّ منه:
................................

نعم، تكلم بعض الحفاظ في سماع الأعمش وروايته عن مجاهد، فيُحمل ذلك على ما أُنْكِرَ عليه، ولا شك أن الخطب في الآثار أهون من السنن، والله أعلم بالصواب.
وهو شيعي، بل يعدُّه الرافضة من خواص أصحاب إمامهم جعفر بن محمد رحمه الله، ويوثقونه. (المعجم للخوئي 8/294)










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:37   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فقال الحافظ ابن شاهين (فيما رواه من طريقه ابن عساكر 59/206): حدثنا الحسين بن أحمد بن بِسْطام، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، حدثنا بِشر بن المُفَضَّل، عن أبي الأشهب، قال: قيل للحسن: يا أبا سعيد، إن ههنا قوما يَشتمون -أو يلعنون- معاوية وابن الزبير! فقال: على أولئك الذين يَلعَنونَ لعنةُ الله.
وسنده صحيح، رجاله كلهم ثقات .

- وقال أبومُسْلِم الخَوْلاني لمعاوية: فلا والله ما أبغضْناكَ منذ أَحببْناك، ولا عَصَيناك بعدما أَطَعْناك، ولا فارَقْناكَ بعدَما جامَعَنْاك، ولا نَكَثْنا بَيْعَتَنا منذُ بايَعْناك، سُيوفُنا على عَواتِقِنا، إنْ أَمَرْتَنا أَطَعْناك، وإنْ دَعَوْتَنا أَجَبْناك، وإنْ سَبَقْتَنا أَدْرَكْناك، وإنْ سَبَقْناكَ نَظَرْناك.
رواه أحمد في مسائل ابنه صالح (751 ط. الوطن) وفي الزهد، ومن طريقه ابن عساكر (12/224) وابن العديم (5/2126) بسند شامي جيّد.
قلت: وابن بسطام ثقة، روى عنه تلميذه ابن حبان في صحيحه أحاديث، وأخذ عنه جماعةٌ من الحفاظ، وانظر ترجمته في الكتاب النافع "زوائد رجال صحيح ابن حبان على الكتب الستة" ليحيى بن عبد الله الشهري (2/818 رقم 183)، ويضاف لمصادره: التصحيفات للعسكري (1/268 و2/574) ومعجم الطبراني الأوسط (4/15 الحرمين) ومعجم شيوخ الإسماعيلي (2/619) والحلية لأبي نعيم (5/337) والرسالة المغنية في السكوت (10)










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:40   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

- روى ابن الجوزي في المنتظم (7/9) من طريق حرملة بن عمران، عن محمد بن ذكوان الأزدي، أن الحجاج سأل سعيد بن جبير: ما تقولُ في معاوية؟ فقال: كاتبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه ابن الجوزي في الثبات عند الممات (139) ومن طريقه ابن العديم (5/2092) من طريق حرملة مختصرا.
وابن ذكوان فيه ضعف.
ورواه أبوالعرب التميمي في المحن (ص212) من طريق أبي عمرو بشر بن إبراهيم، عن محمد بن ذكوان وغيره ممن لا أتهم.
وبشر واه.

خاتمة في التنبيه على الأخبار المكذوبة على معاوية:

قال ابن خُلدون في مقدمته (1/13): "وكثيرا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع، لاعتمادهم فيها على مجرد النقل، غثا أو سمينا".
وقد طفحت كتب الأخباريين والتواريخ بأخبارٍ عن معاوية، وجُلها مقاطيع ومراسيل، وهي ضعيفة، فهذا أكثر مَن نقل أخبار معاوية، وهو البلاذري في أنساب الأشراف (4/19-317 تحقيق العظم) يقول (4/86): "قال لي هشام بن عمار: نظرتُ في أحاديث معاوية عندكم فوجدتُ أكثرها مصنوعا.."، وذكر أحدها.ناهيك عن مصادر الأخبار غير الموثوقة أصلا، كتواريخ الضعفاء المتروكين؛ أمثال أبي مخنف لوط بن يحيى الكوفي، والكلبي، والواقدي، والعباس بن بكار، ومثل كتابَي الأغاني ومقاتل الطالبيين لأبي الفَرَج الأصبهاني، أو كتب الرافضة: كالمسعودي، وابن أبي الحديد، أو الكتب الموضوعة المنحولة: كالإمامة والسياسة، وتاريخ اليعقوبي، وكتاب السقيفة المنسوب للجوهري، أو الكتب غير المُسندة، أو غير المختصة: كالعقد الفريد، فضلا عن كتابات أمثال طه حسين والعقّاد !

قلت: وبمثل هذه الأخبار يتعلق أعداء معاوية رضي الله عنه، وقد شاء الله أن يرفع درجات معاوية بكثرة من يسبُّه من الرافضة ومَن لا خَلاق له، وقد قام أولئك بوضع الكثير من الحكايات التي تطعن فيه، بل وصل الأمر إلى وضع
...........................
طُبعت مؤخرا رسالة جامعية من إعداد إبراهيم بن يوسف الأقصم، بعنوان: الدولة الأموية في كتابات المسعودي، خلص فيها أن المسعودي يمثل وجهة نظر الخصم الشيعي في كتابة العهد الأموي، وأنه لم يكن حياديا ولا موضوعيا ولا منصفا، وأنه وقع في تناقضات عديدة، وأورد خرافات وموضوعات.
ربما يستغرب القارئ مِن وجود ذي عقلٍ يَستشهدُ بهذا الصنف الأخير، ولكني رأيتُ بنفسي أحدَ أكذب وأوقح دُعاة الرفض -وهو المدعو محمد التِّيجاني السَّمَاوي- يَستدلُّ مِراراً وأمام الملأ بمسلسلات وتمثيليات مصرية، ويقول إنها حجة على أهل السُنَّة!! وإذا لم تستحِ فاصنعْ ما شئت.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:41   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

أحاديث في ثَلْبه رضي الله عنه ، ولا يُستغرب ذلك من أكذب الناس، وهم الرافضة.
.........................

مثل ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه".
وهذا حديثٌ كذّبَه وأنكرَه سائرُ العلماء، منهم: أيوب السختياني (الكامل لابن عدي 5/101 وغيرُه)، والإمام أحمد (علل الخلال 138)، وأبوبكر بن أبي شيبة، ووأبوزرعة الرازي (الضعفاء 2/427)، وابن حبان في المجروحين (1/157 و250 و2/172)، وابن عدي (2/146 و209 و5/101 و200 و314 و7/83)، والذهبي في الميزان، وابن كثير في تاريخه (11/434)، وغيرهم من الحفاظ.
وقال الإمام البخاري بعد أن أعل أشهر طرقه: إن هذه الأحاديث ".. ليس لها أصول، ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم خبرٌ على هذا النحو في أحدٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، إنما يقولُه أهلُ الضَّعف". (التاريخ الأوسط 1/256)
وقال العقيلي (1/259): "ولا يصح من هذه المتون عن النبي عليه السلام شيءٌ من وجه يثبت".
وقال الجورقاني في الأباطيل (1/200): "هذا حديث موضوع باطل لا أصل له في الأحاديث، وليس هذا إلا من فعل المبتدعة الوضاعين؛ خذلهم الله في الدارَين، ومن اعتقد هذا وأمثالَه؛ أو خطر بباله أن هذا جرَى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو زنديقٌ خارجٌ من الدين".
وقال ابن تيمية في المنهاج (4/380): "وهو عند أهل المعرفة بالحديث كذبٌ موضوعٌ مُختلَقٌ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم".
وأطنب في تخريجه الحافظان ابن عساكر (59/155-158) وابن الجوزي في الموضوعات (2/24) وقالا إنه لا يصح من جميع طرقه، وقال الألباني: موضوع. (الضعيفة 4930)

مثال آخر: ذكر الخلال في العلل (رقم 134): "قال مُهنّا: سألتُ أحمد [يعني ابن حنبل] عن حديث الأعمش، عن أبي وائل، أن معاوية لعب بالأصنام! فقال: ما أغلَطَ أهلَ الكوفة على أصحاب رسول الله [صلى الله عليه وسلم]. ولم يُصَحِّح الحديث، وقال: تَكَلَّمَ به رجلٌ من الشيعة".
قلت: يعني وَضَعه، على أن الأعمش مدلس، ولم يصرّح بالسماع، وأهل العلم يُعِلُّون بمثل هذا، ولا سيما عند النكارة.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:42   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ونظيره -إن لم يكن أصله- ما تفرد بذكره ابن جرير في تهذيب الآثار (ص241 مسند علي) من طريق الثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: كنت مع مسروق بالسلسلة، فمرت سفينة فيها أصنام ذهب وفضة، بعث بها معاوية إلى الهند تُباع!
قلت: وهذا ليس أحسن حالا من سابقه، وتفرُّدُ ابن جرير بهذا السياق بهذا السند منكر جدا، وأخشى أن يكون مدسوسا، فلم أقف عليه بتمامه في مكان آخر رغم التوسع، بل لم يورده الرافضة في كتبهم!
وقد يكون دخل عليه سياق في سياق، فروى ابن أبي شيبة (7/34) عن أبي معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، أنه مر عليه وهو بالسلسلة بتماثيل من صُفْر تُباع.
ليس فيه ذكر لمعاوية.
وروى بحشل الواسطي في تاريخه (37) من طريق حماد بن أبي أسامة، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: كنت مع مسروق بسلسلة واسط، فمرت سفن فيها هدايا إلى معاوية.
فهذا عكس السابق، وليس فيه ذكر للأصنام.
وعلى فرض ثبوته لأبي وائل؛ فلا يُدرى مَن الذي أخبر مسروقا ماذا بالسفينة، ولمن هي، وإلى أين تتجه؟ والظن أنه من بقايا المجوس والوثنيين، فلا يصدَّق على معاوية رضي الله عنه! ولا يَبعد أن
يكون المُخْبِر يقصد الافتراء على معاوية وإدخال التشنيع عليه، ومعلوم حال حديث جملة أهل الكوفة.
ولا سيما أن مسروقا كان لا يفتش أحدا على السلسلة، ويقول لمن مر به: إن كان لنا معك شيء فأعطناه. كما عند ابن أبي شيبة (3/196) وبحشل (37)
ثم.. ألم يجد معاوية سواحل يُرسل منها الأصنام إلا عبر مسافات داخل العراق؟!
والحاصل أن الخبر كذب على معاوية بلا شك.
وقال الواقدي: سبى عبد الله بن قيس بن مَخْلد الدِزَقي صقلية، فأصاب أصنام ذهب وفضة مكللة بالجواهر، فبعث بها إلى معاوية، فوجّه بها معاوية إلى البصرة لتُحمَل إلى الهند فتُباع هناك ليُثَمَّن بها. (فتوح البلدان للبلاذري ص278 وينظر الفتوح للواقدي)
الواقدي متروك، ولم يذكر له سندا، إلا أن في خبره دفعٌ للمعنى الذي يشتهيه القوم، وأن ذلك لو صح اجتهاد من معاوية لإصابة الأفضل لبيت مال المسلمين.
وانظر أمثالَه في علل الخلال بعدَه، وقد قال الحافظ ابن عساكر في تاريخه (1/365): "كان بين أهل الشام وأهل الكوفة إحن".

مثال آخر: وضع ابن المُطَهِّر الرافضي (منهاج الكرامة ص64) حديثا وهو: "يطلع عليكم رجل يموت على غير سنَّتي"، فطلع معاوية، وقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا، فأخذ معاوية بيد ابنه يزيد وخرج، ولم يسمع الخطبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله القائد والمقود، أيُّ يومٍ يكون للأمة مع معاوية ذي الإساءة"!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رده عليه (منهاج السنة 4/444): "هذا الحديث من الكذب الموضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، ولا يوجد في شيء من دواوين الحديث التي يُرجع إليها في معرفة الحديث، ولا له إسناد معروف".
ومما يدل على أن واضِعَ الحديث رافضيٌ على غير السُنَّة والعقل: أن يَزيد وُلد سنة سبع وعشرين في خلافة عثمان! ومعاوية لم يتزوج إلا في خلافة عمر، رضي الله عن الجميع!

مثال آخر: زعم بعضهم أن معاوية أوعز للأشعث بن قيس إلى ابنته (وكانت تحت الحسن بن علي رضي الله عنهما) أن تضع السم لزوجها، وأنه مات بسبب ذلك!
وهذا باطل، فالأشعث توفي قبل الحسن بنحو عشر سنين، ثم إن بقاء الحسن كان فيه مصلحة لمعاوية، بخلاف أهل الفتنة من شيعة الكوفة، وتجد ذلك في الكلام على مسألة حُجر بن عدي، وقال ابن العربي عن الخبر إنه محال (العواصم 214)، وقال ابن تيمية: إن تسميم معاوية للحسن لم يثبت ببينةٍ شرعية، أو إقرارٍ معتبر، ولا نَقْلٍ يُجزَم به. (منهاج السنة 4/469)، وقال الذهبي: هذا شيء لم يصح، فمن الذي اطلع عليه؟ (تاريخ الإسلام حوادث سنة 41-60 ص40)، وقال ابن كثير: ليس بصحيح. (البداية والنهاية)، وجعله ابن خلدون مما وضعه الشيعة. (التاريخ 2/1139 وانظر: مواقف المعارضة في خلافة يزيد بن معاوية للأستاذ محمد بن عبد الهادي الشيباني ص120-125 وعنه الأخ الشيخ سليمان الخَراشي في كتابه: اتهامات لا تثبت ص165-174)
واعلم أنه لا يصح خبرٌ في موت الحسن بالسم، وكل ما روي في ذلك ضعيف جدا أو شديد الإعضال والانقطاع، أما ما وقع في مطبوعة معجم الطبراني الكبير (3/71 رقم 2694) من طريق يحيى بن










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:44   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بكير، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص: "أن سعدا والحسن بن علي رضي الله عنهم ماتا في زمن معاوية، فيرون أنه سَمَّه".
فزيادة "فيرون أنه سَمَّه" نبّه محقق المعجم أنها لم ترد إلا في (هامش!) نسخة واحدة، وخلت منها النسختان الأخريان، ثم قد رواه أبونعيم في معرفة الصحابة (2/658) وابن عساكر (13/299 و304 و20/370) وغيرهما من طرق عن ابن بكير بدون هذه الزيادة، فثبت أنها مقحمة لا أصل لها، وكان من الواجب عدم إثباتها في صلب الكتاب، فيتنبه لذلك.
وهذا شاهد على محاولات التحريف والدس من الرافضة في الكتب! علما بأن لبعض المتشيعة هوامش سخيفة على بعض نسخ المعجم الكبير، انظر مثلا (6/221 رقم 6063) منه.

مثال آخر: قال الطبراني في المعجم الكبير (7/289 رقم 7161) ومسند الشاميين (3/230 رقم 2147): حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا سعيد بن عفير، ثنا سعيد بن عبد الرحمن من ولد شداد بن أوس، عن أبيه، عن يعلى بن شداد بن أوس، عن أبيه، أنه دخلَ على معاويةَ وهو جالسٌ؛ وعمرو بن العاص على فراشه، فجلس شداد بينهما، وقال: هل تدريان ما يُجلسني بينكما؟ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا رأيتُموهُما جميعاً فَفَرِّقوا بينهما، فوالله ما اجتمعا إلا على غَدْرَة". فأَحْبَبْتُ أن أُفَرِّقَ بَينكُما!
قلت: هذا حديث موضوع، ورواه ابن عساكر (46/149) من طريق الطبراني، وقال: "سعيد بن عبد الرحمن وأبوه مجهولان، وسعيد بن كثير بن عفير وإن كان روى عنه البخاري فقد ضعَّفَه غيرُه". وأقره ابن حجر في اللسان (3/36)، وذكر الهيثمي في المجمع (7/248) أن فيه عبد الرحمن بن يعلى، ولم يعرفه.

ومثال أخير: حديث "اللهم أركسهما في الفتنة ركسا"، قال الحافظ محمد بن طاهر المقدسي: هو حديث رواه يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبي برزة الأسلمي، ويزيد هذا من أهل الكوفةكان الكَذّبة يلقنونه على وَفْق اعتقادهم فيتلقنها، ويحدّث بها ضعفة أئمة أهل النقل، وقد رُوي هذا الحديث عن طريق آخر نُسب فيه معاوية هذا، وأنه ابن التابوت.. ثم ختم بقوله: ولم قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر أن الرافضة أعظم الطوائف كذبا وجهلا، وأن دينَهم يُدخِلُ على المسلمين كلَّ زِنديق ومُرتد: "إنهم.. يَعمدون إلى الصِّدق الظاهر يَدفَعونَه، وإلى الكَذِب المُختَلق الذي يُعلَمُ فسادُه يُقيمونَه ،
....................................
يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر أحدا من الصحابة إلا بخير. (كتاب السماع ص86)
ولإعطاء مثال واقعي أوردُ كلام شيخي بالإجازة العلامة محمد بن الأمين بوخبزة الحَسَني الإدريسي حفظه الله، فقد أرسل إليّ ترجمتَه بخطه، وفيها صِلَتُه بشيخه الذي تتلمذ عليه وأصهر إليه: أحمد الصديق الغُماري عفا الله عنه، صاحب رسالة (فتح الملك العلي) المعتمدة عند الرافضة، وعنده تشيّع شديد فيما يتعلق ببعض الصحابة رضي الله عنهم جميعا (انظر كلام شيخنا سعد الحميّد في مختصر استدراك الذهبي على الحاكم 3/1407-1409)، ولعله لم يكن ممن فيه تشيعٌ أوسع اطلاعا منه في الحديث منذ قرون، فيقول الشيخ بوخبزة عنه: "..كما ندمتُ بالغ الندم، وتُبْتُ إلى الله منه لما طوّح بي إليه الشيخُ من التشيع المَقيت والرَّفْضِ المُرْدي، فتورَّطْتُ في الحَمْلة على كثيرٍ من الصحابة ولعْنِ بعضهم، كمعاوية، وأبيه، وعمرو بن العاص، وسَمُرة، وابن الزُّبَير، وغيرهم، متأثرا بما كنتُ أسمعُه مِرارا وأقرؤه من أحاديث؛ مما عمِلَتْ أيدي الروافض؛ كان الشيخ يُمليها علينا مبتهجا، مصرحا أنها أصح من الصحيح! فكنا نثقُ به ونطمئن إلى أحكامِه، ويحكمُ على كلِّ ما يُخالفُها من الأحاديث بأنها من وضع النَّواصِب!
ومن الطريف في هذا الباب أنه كان يُبغض الشامَ وأهلَه، ويَصِفُهم بالشؤم على الإسلام وأهلِه! ويُبطلُ ما ورد في فضله من أحاديثَ صحيحة! وظل كذلك إلى أن فرّ من المغرب إلى مِصر، ثم زار الشام، فأكرمَه أهلُها، وأقام له صُوفيَّتُها المآدب، فكتَبَ إلى أخيه السيد حسن يقول بأنه رجع عن اعتقاده في الشام وأهله، وأن ما ورد في ذلك صحيح"!!
قلت: وممن ذكر تراجع أحمد الغماري أحد أكبر تلامذته، وهو مجيزنا الشيخ عبد الله التليدي وفقه الله، كما في حاشية الأجوبة الصارفة للغماري (ص64)، وانظر مدى إعجاب الغماري بزيارته الشام في










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:45   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فهُم كما قال فيهم الشَّعبي -وكان من أعلم الناس بهم: لو كانوا من البهائم لكانوا حُمُرا، ولو كانوا من الطيور لكانوا رخما.
ولهذا كانوا أبهت الناس وأشدَّهم فِريَة، مثلَ ما يَذكرونَ عن مُعاوية". (مجموع الفتاوى 4/472)

قلت: ومن أمثلة هذه الأخبار الباطلة جزء مطبوع باسم "أخبار الوافِدِين من الرجال من أهل البصرة والكوفة على معاوية بن أبي سفيان" المنسوب للعباس بن بكار الضبي، وهو رافضي كذاب (لسان الميزان 3/237)، بينما أُراه للحسن بن الحسين بن عاصم الهسنجاني، وهو كذاب أيضا (الجرح والتعديل 3/6 ولسان الميزان 2/200)، وقد أورد أخباره بلا سند!
ومثله كتاب وقعة صفين: لنصر بن مزاحم الكوفي، وهو رافضي جَلْد، تَرَكه الحُفَّاظ، ومنهم مَن كذَّبه. (لسان الميزان 6/157)

- ومن الأخبار الباطلة التي تُروى عن معاوية أنه قال: "يا أهل العراق، أترون أني إنما قاتلتكم لأنكم لا تُصَلُّون؟ والله إني لأعلم أنكم تصلون! أو أنكم لا تغتسلون من الجنابة؟! ولكن إنما قاتلتُكم لأتأمَّر عليكم، فقد أمّرني الله عليكم".
............................
رسائله المسماة: دَرّ الغَمام الرقيق (ص190)، فتأمَّلْ هذه الأحكام على الأحاديث، وقِس على أمثالها!

وهذا تفرد بروايته الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن سويد [وليس بالكلبي]، قال: صلى بنا معاوية بالنخيلة الجمعة في الضحى ثم خطبنا، فذكره.
وسويد مجهول لا يُعرف بغير هذا الخبر الباطل، وقال البخاري: لا يُتابع عليه (التاريخ الكبير 3/477 وانظر حاشيته)، وتبعه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (3/1243)، والذهبي في الميزان (2/145)، وضعَّفه ابن حجر في الفتح (2/387)

ومثله ما أورده الطبري (5/323) وغيره أن معاوية لما أوصى إلى ابنه يزيد قال له: "إني لا أتخوّف أن ينازعك هذا الأمر الذى أسسته إلا أربعة نفر: الحسين بن على وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن أبى بكر فأما ابن عمر فهو رجل ثقة قد وقدته العبادة وإذا لم يبق أحد غيره بايعك وأما الحسين فان أهل العراق خلفه لا يدعونه حتى يخرجونه عليك فان خرج فظفرت به فاصفح عنه فان له رحما ماسة وحقا عظيما وأما ابن أبى بكر فهو رجل إن رأى أصحابه صنعوا شيئا صنع مثله ليست له همة إلا النساء واللهو وأما الذى يجثم لك جثوم الأسد ويراوغك روغان الثعلب وإذا أمكنته فرصة وثب فذاك ابن الزبير فان هو فعلها بك فقدرت عليه فقطعه إربا إربا".
قلت: وهذا باطل، في سند الطبري أبومخنف، وهو أخباري تالف، ثم إن متنه منكر، وفي سياقه ما يُكذبه، قال ابن كثير: "كذا قال! والصحيح أن عبد الرحمن [أي ابن أبي بكر] كان قد توفى قبل موت معاوية"، ثم أشار راويه عن أبي مخنف إلى مخالفته.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:47   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فإذا كان أحاديثٌ وأخبارٌ قد وُضعت لها أسانيد تطعن في الصحابي الجليل معاوية، فكيف بالحكايات التي لا سند لها أصلا؟
ولا شك أن تاريخ معاوية خاصة، وخلفاء بني أُمَيَّة عامة، قد أصابه ظُلمٌ عظيم من قِبَل أعدائه المختلفين -سياسيين وعقائديين- وعلى الباحثين من أهل السنة الاجتهادُ في تخليص الأكاذيب عن ذلك العهد –بل القرن المفضّل- وتجلية واقعه عبر المنهج الحديثي العلمي.
قال شيخي المؤرخ محمود شاكر حفظه الله تعالى: "إن هذه الافتراءات على بني أمية ليس لها سند صحيح، ومعظمها مجهول المصدر، الأمر الذي يدل على كذبها، وبهذا لا يمكن الاعتماد عليها أبدا، وإذا أخذنا بمنهج الحديث في الجرح والتعديل، وهو أفضل منهج للوصول إلى صحة الخبر، فإننا سنطرح هذه الروايات كلها التي تقوَّلت على بني أمية".

- وأختم بالتنبيه على أن الأحاديث التي رُويت في ذم بني أمية مطلقا لا يصح منها شيء ألبتة، ويكفي للدلالة على بطلانها أنها تشمل عثمان بن عفان: ثالث الأمة فضلا ومنـزلة، وأم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان، وغيرهما من الصحابة الأجلاء، ومَن بعدَهم، كعمر بن عبد العزيز، مع ما حصل من التصاهر بين الأمويين والهاشميين وغيرهم، مع قرابتهم أصلا.
فهذه الأحاديث من وضع أعداء الأمويين السياسيين والعقائديين.
............................
من مقدمته القيّمة للمجلد الرابع من التاريخ الإسلامي (ص46)، وانظر أيضا: الوثائق السياسية والإدارية العائدة للعهد الأموي، تأليف محمد ماهر حمادة (ص20)، وكتاب معاوية لمنير الغضبان (5)، ومقدمة الشيخ خالد الغيث لمرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري، وغيرها.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:48   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قبر معاوية رضي الله عنه:

توفي معاوية رضي الله عنه في دمشق، ودفن فيها، واختُلِف في موضع قبره، والموضع الأشهر عند المؤرخين والمعروف اليوم: هو في الركن الجنوبي لمقبرة باب الصغير، داخل غرفة طينية صغيرة متهدِّمة، وقربه قبور العلماء: نصر المقدسي، وابن عساكر، وابن رجب، والبرهان الناجي، وغيرهم، وقد خرَّبَ القبرَ بعضُ الرافضة، وتُعُمِّدَ إهمالُ القبر بسَعيهم، بخلاف القبور المنسوبة لآل البيت هناك، وهي لهم فوق بيوت الله تعلقا واعتناء.
ومن اللطائف ما ذكره ابنُ حِبَّان في مشاهير علماء الأمصار (ص7) وغيرُه أن يزيدَ بن معاوية دَفَنَ رأسَ الحسين بن علي في قبر معاوية رضي الله عنهم، فإن صحَّ ذلك فيكون الرافضة قد آذوا إمامَهم أيضا!
.............................
وقد قال الإمام أحمد: يُروى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يمن على أهل دينه في رأس كل مائة سنة برجل من أهل بيتي يبين لهم أمر دينهم"، وإني نظرن في سنة مائة، فإذا رجل من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمر بن عبد العزيز.. (حلية الأولياء 9/97-98)
فجعل عمر - وهو من بني أمية - من آل النبي صلى الله عليه وسلم، ومعاوية أقرب منه نسبا، فضلا عن الصهر.
انظر للاستزادة: ثقات ابن حبان (2/306) والمنتظم لابن الج










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:49   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ولكن شيخَ الإسلام ابنَ تيمية، وابنَ المحب، وابن طولون، يقولون: إن معاوية بن أبي سفيان مدفونٌ قِبْلِي حائط جامع دمشق (الأُمَوي)، وأن القبرَ الذي في باب الصغير هو لحفيده الخليفة الأموي الثالث: معاوية بن يزيد بن معاوية رحمه الله، وهذا ذُكر في ترجمته أنه دفن في الباب الصغير، والله أعلم .
أقول: لستُ بحمد الله ممن يخالف النهيَ الصريح عن الغلو في القبور والبناء عليها، إلا أني أُظهر مثالا مصوَّرا لحقد أعداء الإسلام للصحابة عموما، ولخال المؤمنين معاويةَ خصوصا، فهذه صورٌ للقبر المشتهر اليوم:
(الصور في كتاب دار السنة: دار الحديث النورية ص206 و207)

بين معاوية وأهل البيت العلويين رضي الله عنهم جميعا:

قدّر الله لحِكمة يشاؤها الاقتتال بين علي ومعاوية، رضي الله عنهما، ولا يشك مسلم أن عليا رضي الله عنه أولى الطائفتين بالحق، وبعيدا عن الخوض في هذه
.................................
انظر للاستزادة: ثقات ابن حبان (2/306) والمنتظم لابن الجوزي (5/71) والروضتين لأبي شامة (1/285) وبغية الطلب لابن العديم (2/829) ومجموع فتاوى ابن تيمية (4/516 و27/113 و128 و491 و493) وسير أعلام النبلاء (3/162 و4/73) والبداية والنهاية (11/459 -التركي) وطبقات الشافعية الكبرى (5/353) والنجوم الزاهرة (3/47) ومآثر الإنافة (1/122) والدارس (1/613) والإشارات إلى أماكن الزيارات لابن الحوراني (ص46) ومجلة المجمع العلمي بدمشق (15/466 و19/282 و565 و20/283 و22/282) ومشيدات دمشق ذات الأضرحة (ص209) ودار الحديث النورية لأبي الفَرَج الخطيب باعتناء وتتميم ابنه محمد مجير (203 و206 و207) ومنه استفدت الصور.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:51   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

المجريات الأليمة ينبغي تقرير أن الصحابة ليسوا بمعصومين، وأنهم بشر يقع منهم وبينهم الغضب والخصومة والتألم والانزعاج، ثم يقفون على الصلح والمودة، ولا يبلغ ذلك دينهم، والله يغفر لهم:
فهذان خير الأمة أبوبكر وعمر وقع بينهما الخصام، كما في صحيح البخاري (4845) من قصة وفد تميم، وهو سبب نزول قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)
وقد اختصم علي وعمه العباس في قصة فدك إلى عمر، ووقع بينهما كلام أمامه، كما في صحيح البخاري (4033)
بل قد حصل ذلك لمن هو خير منهم، فقد تألم موسى وانزعج من أخيه هارون، وأخذ بلحيته يجره إليه، كما جاء في القرآن الكريم.
وتألم نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة وغضب لها لما بلغه أن عليا رضي الله عنه عزم على الزواج بابنة أبي جهل.
فكل ذلك لم يُنقص رتبتهم، وما ثنانا عن حبهم وتوقيرهم، غير غالين فيهم، ولا مجافين عنهم.
قال الأعمش الكوفي عن شيعة بلده: حَدَّثْناهم بغضب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاتَّخذوه ديناً!
رواه الفسوي في المعرفة (2/765) ومن طريقه ابن عساكر (32/93) وسنده صحيح.
........................
انظر المقدمة الزَّهْرا للذهبي (ص98-103)










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:52   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال الذهبي في المقدمة الزَّهْرا ضمن كلام بديع في نقض النص الذي تزعمه الشيعة في الإمامة (ص112-113): "فلمّا استُشهد الإمامُ عليّ أقام الحَسَن، ثم أَقْبَلَ في كَتائبَ مِثلَ الجِبال، ومعه مِائةُ ألفِ عنانٍ يموتونَ لمَوْتِهِ، فما الَّذي جَعَلَه في ثِقَةٍ مِنْ تسليمِ الأَمْرِ إلى مُعاوية؛ وإعانَتِهِ على الضَّلالِ وإبطالِ العَهْدِ النَّبَوي إليه وإلى أبيه؟! ثم يُوافِقُهُ على ذلك أخوه الحُسين الشَّهيدُ ويَسْكُت!! فما نَقَضَ يَوماً بيعةَ مُعاويةَ أبداً.
فلمّا ماتَ معاويةُ قامَ الحسينُ، وسار يطلُبُ الإمارةَ، ويخرجُ من القُعودِ عن الحَرْبِ، فقاتَلَ حتَّى استُشْهِدَ رضي الله عنه، فلولا أنَّه رَأَى مُبايَعَتَهُ لمعاويةَ سائغةً لفَعَلَ معه كما فَعَلَ مع يَزيد!
هذا لا يُماري فيه مُنْصِفٌ، فإنَّ السِّبْطَينِ سَلَّما الأَمْرَ إلى مُعاويةَ طائعَيْنِ غيرَ مُكرَهَيْن، وعَنْ مَنَعَةٍ وجَيْشٍ لَجِبٍ، فدَلَّ ذلك على أنهما فَعَلا المُباحَ، وأَصْلَحَ الله تعالى بين الأُمَّةِ بالسَّيِّدِ الحَسَنِ، وحُقِنَتْ الدِّماء، وسَكَنَتْ الدَّهْماء، وانْعَقَدَ الإجماعُ على مُبايعةِ المَفْضولِ الكامِلِ السِّياسَةِ مع وُجودِ الأَفْضَلِ الأَكْمَل، ولله الحَمْدُ.
ولو امْتَنَعَ السِّبْطانِ في ذلك الوَقْتِ - ونَواصي العَرَبِ في يَدِ الحَسَنِ - لأَوْشَكَ أنْ يكونَ لهما النُّصْرَةُ على أهلِ الشام".
ونحتجُّ على الشيعة بما يثبت عندهم، وهو قول علي رضي الله عنه في كتاب نهج البلاغة الذي يصححونه ويحتجون به، فيقول (543) عن معركة صِفِّين: "وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، والأمر واحد، إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان، ونحن منه براء".
وهذه المسألة إنما يثيرها الرافضة ومن تأثر بهم، ليست القضية عندهم مسألة أحقية معاوية أو أخذه البيعة ليزيد من بعده، بل عندهم مسألة خلافة الثلاثة من قبل، وإنما مسألة معاوية وبني أمية كلها لأجل إثارة العوام والجهلة فقط وإيقاع الفتنة وإحياء الخلافات، وللأكمة ما وراءها.
قال ابن تيمية في منهاج السنة (4/394): "اتفق أهل السنة على أنه لا تفسق واحدة من الطائفتين، وإن قالوا في إحداهما إنهم كانوا بغاة، لأنهم كانوا متأولين مجتهدين، والمجتهد المخطىء لا يكفر ولا يفسق؛ وإن تعمد البغي، فهو ذنب من الذنوب، والذنوب يرفع عقابها بأسباب متعددة: كالتوبة، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، ودعاء المؤمنين، وغير ذلك".
وقد نص جماعة، منهم ابن حزم في الفصل (3/6) والذهبي في جزئه "المقدمة الزهرا في إيضاح الإمامة الكبرى" (ص84) أن الحق مع علي، وأن معاوية مخطئ مأجور مجتهد.
وقال عمار رضي الله عنه (كما في مسلم 4/2143) لما سئل: أرأيتم صنيعكم مع علي أرأيا رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
معاوية, الله, سفيان, فضائل, وأخبار


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc