|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2020-10-06, 04:56 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ ) . رواه مسلم (1054) في هذا الحديثِ إرشادٌ مِنَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لِأُمَّتِه إلى أنَّ طلَبَ الزيادةِ على الكَفافِ لا يَنبغِي أن يُتعِبَ الإنسانُ نفسَه في طَلَبِه لأنَّ المحمودَ مِنَ الرِّزقِ ما حَصَلَتْ به القُوَّةُ على الطاعةِ ويكونُ الاشتِغالُ به على قَدْرِ الحاجَةِ. فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "قد أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ" أي: قد حاز الفَلَاحَ وفاز به مَن أَسْلَمَ إسلامًا صحيحًا لأنَّه خَلَص مِن الكُفرِ والشِّركِ وهو الذَّنْبُ الذي لا يَغفِرُه الله "ورُزِق كَفافًا"، أي: رُزِقَ الكِفايَةَ بلا زيادةٍ ولا نَقْصٍ وما يَكُفُّ عن الحاجاتِ ويَدْفَعُ الضروراتِ والفَاقَاتِ والمرادُ به: الرِّزقُ الحلالُ لأنَّه لا فَلاحَ مع رزقٍ حرامٍ، وقولُه: " وقَنَّعَهُ الله بما آتَاهُ" أي: رزَقه الله القَناعَةَ بما عندَه مِن الكَفافِ فلم يَطلُبِ الزِّيادَةَ. وفي الحديثِ: الفَوْزُ والفَلاحُ لِمَنْ أَسْلَمَ لله ورَضِيَ بما قَسَمه الله له. وفيه: أنَّ القَناعَةَ مِن أسبابِ الفَلَاحِ المصدر https://dorar.net/hadith/sharh/61485 و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
|
||||
2020-10-07, 04:11 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته جاء النهي عن كف الثياب في الصلاة فيما رواه البخاري (816) ومسلم (490) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ ، وَلَا أَكُفَّ ثَوْبًا وَلَا شَعْرًا ) والكف والكفت هو جمع الثوب لئلا يقع على الأرض عند السجود . ولا فرق بين أن يفعل ذلك أثناء الصلاة أو قبلها فكلاهما داخل في النهي ، عند جمهور العلماء . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "الفتح" : " وَالْكَفْت هُوَ الضَّمّ وَهُوَ بِمَعْنَى الْكَفّ . وَالْمُرَاد أَنَّهُ لَا يَجْمَع ثِيَابه وَلَا شَعْره , وَظَاهِره يَقْتَضِي أَنَّ النَّهْي عَنْهُ فِي حَال الصَّلَاة , وَإِلَيْهِ جَنَحَ الدَّاوُدِيّ , وَتَرْجَمَ الْمُصَنِّف بَعْد قَلِيل " بَاب لَا يَكُفّ ثَوْبه فِي الصَّلَاة " وَهِيَ تُؤَيِّد ذَلِكَ , وَرَدَّهُ عِيَاض بِأَنَّهُ خِلَاف مَا عَلَيْهِ الْجُمْهُور , فَإِنَّهُمْ كَرِهُوا ذَلِكَ لِلْمُصَلِّي سَوَاء فَعَلَهُ فِي الصَّلَاة أَوْ قَبْل أَنْ يَدْخُل فِيهَا , وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ لَا يُفْسِد الصَّلَاة , لَكِنْ حَكَى اِبْن الْمُنْذِرِ عَنْ الْحَسَن وُجُوب الْإِعَادَة , قِيلَ : وَالْحِكْمَة فِي ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا رَفَعَ ثَوْبه وَشَعْره عَنْ مُبَاشَرَة الْأَرْض أَشْبَهَ الْمُتَكَبِّر " انتهى . وتبين من هذا أن علة النهي هي البعد عن التكبر وأضاف بعضهم علة أخرى وهي أن الكفت يمنع من سجود الثوب والشعر معه . وقال زكريا الأنصاري : " ويكره للمصلي ضم شعره وثيابه في سجوده , أو غيره لغير حاجة . فمن ذلك : أن يشمّر ثوبه , أو كمه , والحكمة في النهي عنه أن يسجد معه سواء أتعمده للصلاة أم كان قبلها لمعنى ( أي : لسبب ) وصلى على حاله . قال الزركشي : وينبغي تخصيصه في الشعر بالرجل أما في المرأة ففي الأمر بنقضها الضفائر مشقة وتغيير لهيئتها المنافية للتجميل " انتهى من "أسنى المطالب" (1/162) باختصار . وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : هل يعدّ تشمير الأكمام من الكفت المنهي عنه في الصلاة وإذا كان من الكفت فهل يختلف حكمه لو أني دخلت في الصلاة كنت على هيئة التشمير هذه قبل أن أدخل فيها أي أني لم أفعل هذا التشمير في أثناء الصلاة أم أنهما سواء ؟ فأجابوا : لا يجوز تشمير الأكمام بكفها أو ثنيها لئلا تقع على الأرض عند السجود في أثناء الصلاة ولا قبل الصلاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم وأن لا أكف شعرا ولا ثوبا ) رواه البخاري ومسلم " انتهى . "فتاوى اللجنة الدائمة" (7/35) والله أعلم . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-10-08, 04:24 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
اخوة الاسلام السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الطبع على القلوب يكون على قلوب الكفار وعلى قلوب المسلمين العاصين فأما الطبع على قلوب الكفار : فهو طبعٌ على القلب كله وأما الطبع على قلوب المسلمين العاصين : فيكون طبعاً جزئيّاً بحسب معصيته وفي كل الأحوال ليس الطبع ابتداء من الرب تعالى بل هو عقوبة لأولئك المطبوع على قلوبهم أولئك بما كفروا والآخرون بما عصوا كما قال تعالى في حق الكفار : ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ) النساء/ 155 من الطبع الوارد في الشرع في حق عصاة المسلمين : 1. الطبع بسبب كثرة الذنوب والمعاصي على العموم . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ ( كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) . رواه الترمذي ( 3334 ) وقال : حسن صحيح ، وحسَّنه الألباني . والريْن هو الطبع . قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : عن مجاهد في قوله ( بل ران على قلوبهم ) قال : ثبتت على قلوبهم الخطايا حتى غمرتها .انتهى والران ، والرين : الغشاوة وهو كالصدأ على الشيء الصقيل . عن مجاهد قال : كانوا يرون الرين هو الطبع . " فتح الباري " ( 8 / 696 ) . وقال ابن القيم - رحمه الله - : الذنوب إذا تكاثرت : طُبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين كما قال بعض السلف في قوله تعالى ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) قال : هو الذنب بعد الذنب وقال الحسن : هو الذنب على الذنب حتى يعمي القلب حتى قال : وأصل هذا أن القلب يصدأ من المعصية فاذا زادت : غلب الصدأ حتى يصير راناً ثم يغلب حتى يصير طبْعاً ، وقفلاً ، وختماً فيصير القلب في غشاوة وغلاف فاذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة : انتكس فصار أعلاه أسفله فحينئذ يتولاه عدوه ، ويسوقه حيث أراد . " الجواب الكافي " ( ص 139 ) . 2. التعرض لفتن الشهوات ، والشبهات . عن حُذَيْفَة قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ : عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ) . رواه مسلم ( 144 ) . مرباداً : الذي في لون رُبدة ، وهي بين السواد والغبرة . كالكوز مجخياً : كالإناء المائل عن الاستقامة والاعتدال . قال النووي – رحمه الله - : قال القاضي رحمه الله – أي : القاضي عياض - : شبَّه القلب الذى لا يعي خيراً : بالكوز المنحرف الذي لا يثبت الماء فيه . وقال " صاحب التحرير " – وهو محمد بن إسماعيل الأصبهاني - : معنى الحديث : أن الرجل إذا تبع هواه وارتكب المعاصي : دخل قلبَه بكل معصية يتعاطاها : ظلمةٌ وإذا صار كذلك : افتُتن ، وزال عنه نور الإسلام والقلب مثل الكوز ، فإذا انكب : انصب ما فيه ولم يدخله شيء بعد ذلك . " شرح مسلم " ( 2 / 173 ) . وقال ابن القيم – رحمه الله - : والفتن التي تُعرض على القلوب هي أسباب مرضها وهي فتن الشهوات ، وفتن الشبهات فتن الغي والضلال ، فتن المعاصي والبدع فتن الظلم والجهل ، فالأولى : توجب فساد القصد والإرادة والثانية : توجب فساد العلم والاعتقاد . " إغاثة اللهفان " ( 1 / 12 ) . و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع |
|||
2020-10-09, 05:00 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته من الطبع الوارد في الشرع في حق عصاة المسلمين 3. الطبع بسبب التخلف عن صلاة الجمعة . أ. عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ ) . رواه الترمذي ( 500 ) وأبو داود ( 1052 ) والنسائي ( 1369 ) وابن ماجه ( 1126 ) . قال ابن الجوزي – رحمه الله - : أَصْلُ الطَّبْعِ : الوَسَخُ ، والدَّرَنُ ، ويحتمل أَنْ يُراد به : الخَتْمُ عَلَى القَلْبِ ، حَتَّى لاَ يَفْهَمَ الصَّوابَ . " غريب الحديث " ( 2 / 26 ، 27 ) . والمعني الثاني هو الأظهر عند عامة الشرَّاح . قال السيوطي : قال الباجي : معنى الطبع على القلب : أن يُجعل بمنزلة المختوم عليه ، لا يصل إليه شيء من الخير . " تنوير الحوالك شرح موطأ مالك " ( 1 / 102 ) . ب. وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَبي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ ) . رواه مسلم ( 865 ) . قال الصنعاني – رحمه الله - : ( لينتهين أقوام عن وَدْعهم ) بفتح الواو وسكون الدال المهملة وكسر العين المهملة أي : تركهم الجمعات . ( أو ليختمن الله على قلوبهم ) الختم : الاستيثاق من الشيء بضرب الخاتم عليه ؛ كتماً له وتغطية ؛ لئلا يتوصل إليه ، ولا يطلع عليه شبهت القلوب بسبب إعراضهم عن الحق واستكبارهم عن قبوله وعدم نفوذ الحق إليها : بالأشياء التي استوثق عليها بالختم فلا ينفذ إلى باطنها شيء وهذه عقوبة على عدم الامتثال لأمر الله وعدم إتيان الجمعة من باب تيسير العسرى . ( ثم ليكونن من الغافلين ) بعد ختمه تعالى على قلوبهم فيغفلون عن اكتساب ما ينفعهم من الأعمال وعن ترك ما يضرهم منها . وهذا الحديث من أعظم الزواجر عن ترك الجمعة والتساهل فيها . وفيه إخبار بأن تركها من أعظم أسباب الخذلان بالكلية . " سبل السلام " ( 2 / 45 ) . ومعنى " من باب تيسير العسرى " : من بخل بطاعة ربه وتأخر عنها : صار ذلك الكسل والتأخر عن الطاعة عادة ملازمة له ، يسهل عليه إتيانها ويشق عليه تركها ، وهي طريق موصلة للعسرى . قال ابن كثير رحمه الله : " فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى أي: لطريق الشر كما قال تعالى: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأنعام: 11] والآيات في هذا المعنى كثيرة دالة على أن الله عز وجل يُجازي من قصد الخير بالتوفيق له ومن قصد الشر بالخذلان . وكل ذلك بقدر مُقدّر . " انتهى . "تفسير ابن كثير" (8/417) . والخلاصة : أن الناس أربعة أصناف : كافر ، ومنافق ، ومؤمن ، ومسلم عاصٍ ولكل واحدٍ من أولئك قلبه الخاص به قال ابن القيم – رحمه الله - : وقد قسَّم الصحابة رضي الله تعالى عنهم القلوبَ إلى أربعة كما صح عن حذيفة بن اليمان : " القلوب أربعة : قلب أجرد ، فيه سراج يُزهِر ، فذلك قلب المؤمن وقلب أغلف ، فذلك قلب الكافر وقلب منكوس ، فذلك قلب المنافق عَرفَ ثم أنكر ، وأبصر ثم عمى وقلبٌ تُمِدُّه مادتان : مادة إيمان ، ومادة نفاق وهو لما غلب عليه منهما " . فقوله : " قلب أجرد " أي : متجرد مما سوى الله ورسوله فقد تجرد وسلِم مما سوى الحق و " فيه سراج يزهر " وهو مصباح الإيمان فأشار بتجرده إلى سلامته من شبهات الباطل وشهوات الغي ، وبحصول السراج فيه إلى إشراقه واستنارته بنور العلم ، والإيمان . وأشار بالقلب الأغلف : إلى قلب الكافر لأنه داخل في غلافه ، وغشائه فلا يصل إليه نور العلم والإيمان كما قال تعالى حاكياً عن اليهود : ( وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ) البقرة/ 88 وهو جمع أغلف ، وهو الداخل في غلافه ، كقُلف وأقلف وهذه الغشاوة هي الأكِنَّة التي ضربها الله على قلوبهم عقوبة لهم على رد الحق ، والتكبر عن قبوله فهي أكنة على القلوب ، ووقْر في الأسماع وعمًى في الأبصار وهي الحجاب المستور عن العيون في قوله تعالى : ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً . وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً ) الإسراء/ 45 ، 46 فإذا ذكر لهذه القلوب تجريد التوحيد وتجريد المتابعة ولى أصحابها على أدبارهم نفورا وأشار بالقلب المنكوس ، وهو المكبوب : إلى قلب المنافق كما قال تعالى : ( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا ) النساء/ 88 أي : نكسهم ، وردهم في الباطل الذي كانوا فيه بسبب كسبهم وأعمالهم الباطلة ، وهذا شر القلوب ، وأخبثها فإنه يعتقد الباطل حقّاً ، ويوالي أصحابه والحقَّ باطلاً ، ويعادي أهله ، فالله المستعان . وأشار بالقلب الذي له مادتان : إلى القلب الذي لم يتمكن فيه الإيمان ولم يزهر فيه سراجه حيث لم يتجرد للحق المحض الذي بعث الله به رسوله بل فيه مادة منه ، ومادة من خلافه فتارة يكون للكفر أقرب منه للإيمان وتارة يكون للإيمان أقرب منه للكفر والحكم للغالب ، وإليه يرجع . " إغاثة اللهفان " ( 1 / 12 ، 13 ) و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع |
|||
2020-10-10, 04:36 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ليعلم أن معرفة أسباب النجاة من ذلك البلاء وفك قفل القلوب وفتحها لأسباب الهدى : ليعلم أن ذلك هو أهم ما ينبغي للعبد أن يصرف همته إليه فإن ذلك هو نجاته في الدنيا والآخرة . وقد مر معنا في حديث أبي هريرة : (فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ ) فهذا أول ما يعمل العبد إذا أراد لنفسه النجاة : أن يعلم الذنب الذي أتي من قبله والباب الذي دخل عليه البلاء منه ثم يطهر نفسه من رجس ذلك الذنب ويغلق عن نفسه باب ذلك البلاء . وفي الحديث الآخر عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا : نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ : عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ) رواه مسلم (144) . فقد بين أن صمود القلب أمام ما يطرقه من فتن الشبهات والشهوات وثباته في مواقف الفتن : هو من أعظم أسباب هدايته ، وحفظ صحته وأن تعرضه للفتن ، واستجابته لها هو من أعظم أسباب ضلاله وفساد حاله . وفوق ذلك كله ، وقبل ذلك كله ، وأيضا : بعد ذلك كله : أن يلازم الافتقار إلى من بيده مقاليد كل شيء : أن يزيل عنه ما أصابه وأن يفتح قلبه للهدى والنور . قال ابن القيم رحمه الله : " ومما ينبغي أن يعلم : أنه لا يمتنع مع الطبع والختم والقفل حصول الإيمان بأن يفَك الذي ختم على القلب وطبع عليه وضرب عليه القفلَ ذلك الختمَ والطابع والقفل ويهديه بعد ضلاله ، ويعلمه بعد جهله ، ويرشده بعد غيه ويفتح قفل قلبه بمفاتيح توفيقه التي هي بيده حتى لو كتب على جبينه الشقاوة والكفر : لم يمتنع أن يمحوها ويكتب عليه السعادة والإيمان . وقرا قارئ عند عمر بن الخطاب : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) وعنده شاب فقال : ( اللهم عليها أقفالها ومفاتيحها بيدك لا يفتحها سواك ) فعرفها له عمر وزادته عنده خيرا . وكان عمر يقول في دعائه : ( اللهم إن كنت كتبتني شقيا فامحني واكتبني سعيدا فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ) ... والمقصود : أنه مع الطبع والختم والقفل لو تعرض العبد أمكنه فك ذلك الختم والطابع وفتح ذلك القفل يفتحه من بيده مفاتيح كل شيء . وأسباب الفتح مقدورة للعبد غير ممتنعة عليه وإن كان فك الختم وفتح القفل غير مقدور له كما أن شرب الدواء مقدور له وزوال العلة وحصول العافية غير مقدور فإذا استحكم به المرض وصار صفة لازمة له لم يكن له عذر في تعاطي ما إليه من أسباب الشفاء وإن كان غير مقدور له ولكن لما ألف العلة وساكنها ولم يحب زوالها ولا آثر ضدها عليها مع معرفته بما بينها وبين ضدها من التفاوت : فقد سد على نفسه باب الشفاء بالكلية ... فإذا عرف الهدى فلم يحبه ولم يرض به وآثر عليه الضلال مع تكرار تعريفه منفعة هذا وخيره ومضرة هذا وشره : فقد سد على نفسه باب الهدى بالكلية . فلو أنه في هذه الحال تعرض وافتقر إلى من بيده هداه وعلم أنه ليس إليه هدى نفسه وأنه إن لم يهده الله فهو ضال وسأل الله أن يُقبِل بقلبه ، وأن يقيه شر نفسه : وفَّقَه وهداه بل لو علم الله منه كراهيةً لما هو عليه من الضلال وأنه مرض قاتل ، إن لم يشفه منه أهلكه : لكانت كراهته وبغضه إياه ، مع كونه مبتلي به من أسباب الشفاء والهداية ولكن من أعظم أسباب الشقاء والضلال : محبته له ورضاه به ، وكراهته الهدى والحق . فلو أن المطبوع على قلبه المختوم عليه ، كره ذلك ورغب إلى الله في فك ذلك عنه وفعل مقدوره : لكان هداه أقرب شيء إليه ولكن إذا استحكم الطبع والختم حال بينه وبين كراهة ذلك وسؤال الرب فكه وفتح قلبه " . انتهى . " شفاء العليل" ، لابن القيم (192-193) . والله أعلم و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-10-11, 04:45 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته جاء في السنة تعريف الديوث بأنه الذي يقر الخبث في أهله وبأنه الذي لا يبالي بمن يدخل على أهله عن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ أَبَدًا : الدَّيُّوثُ وَالرَّجُلَةُ مِنَ النِّسَاءِ ، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا مُدْمِنُ الْخَمْرِ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ ، فَمَا الدَّيُّوثُ ؟ قَالَ : ( الَّذِي لَا يُبَالِي مَنْ دَخُلُ عَلَى أَهْلِهِ ) قُلْنَا : فَمَا الرَّجُلَةُ مِنْ النِّسَاءِ ؟ قَالَ : ( الَّتِي تَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ) . قال المنذري في الترغيب والترهيب: رواه الطبراني ورواته لا أعلم فيهم مجروحا وشواهده كثيرة. وقال الألباني: صحيح لغيره. انتهى من "صحيح الترغيب والترهيب" (2/299). فمن أهل العلم من قصر الديوث على من يقر الزنا في أهله ومنهم من جعله أعم من ذلك فكل من لا يغار على أهله ويقر فيهم المنكرات كالتبرج والاختلاط فهو ديوث. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " والديوث: الذي لا غيرة له " . انتهى من "مجموع الفتاوى" (32/ 141). وقال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: " قال العلماء : الديوث الذي لا غيرة له على أهل بيته" . انتهى من "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (2/ 347). والدياثة من كبائر الذنوب لما روى النسائي (2562) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَالدَّيُّوثُ) وصححه الألباني في " صحيح النسائي " . قال ابن حجر الهيتمي: " الكبيرة الثانية والثمانون والثالثة والثمانون بعد المائتين : الدياثة والقيادة بين الرجال والنساء" انتهى من "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (2/ 346). الرَّجُلَة مِن النِّسَاءِ عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ قَالَ : قِيلَ لِعَائِشَةَ رضى الله عنها : إِنَّ امْرَأَةً تَلْبَسُ النَّعْلَ فَقَالَتْ : لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَةَ مِنَ النِّسَاءِ . رواه أبو داود ( 4099 ) . وصححه الألباني في كتاب "جلباب المرأة المسلمة" . قال المنَّاوي – رحمه الله - : " ( الرَّجُلَة مِن النِّسَاءِ ) أي : المترجلة وهو بفتح الراء وضم الجيم التي تتشبه بالرجال في زيهم أو مشيهم أو رفع صوتهم أو غير ذلك . قال الذهبي : فتشبُّه المرأة بالرجل بالزي والمشية ونحو ذلك من الكبائر لهذا الوعيد " . انتهى من " فيض القدير " ( 5 / 343 ) . عقوبة شارب الخمر قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة/90 وفي سنن أبي داود ( 3189 ) عن ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ قال : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ " وصححه الألباني كما في صحيح أبي داود ( 2/700 ) . والأحاديث والآثار الدالة على شدة تحريم الخمر كثيرة جدا وهي أم الخبائث فمن وقع فيها جَرَّأته على ما سواها من الخبائث والجرائر . نسأل الله العافية . وأما عقوبة شاربها في الدنيا فهي الْجَلْدُ بِاتِّفَاقِ الْفُقَهَاءِ . لِما رواه مُسْلِمٍ ( 3281 ) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : جَلَدَ فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ وليعلم أن وقوع المسلم في معصية وعجزه عن التوبة منها لضعف إيمانه لا ينبغي أن يُسوِّغ له استمراء المعاصي وإدمانها أو ترك الطاعات والتفريط فيها بل يجب عليه أن يقوم بما يستطيعه من الطاعات ويجتهد في ترك ما يقترفه من الكبائر والموبقات نسأل الله أن يجنبنا الذنوب صغيرها وكبيرها إنه سميع قريب . والله أعلم . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-10-12, 04:22 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الجنة دار النعيم الكامل وأهلها أعطوا من الصفات الخلقية ما يوافق كمال تنعمهم بهذا النعيم. كما روى الترمذي (2468) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاثِينَ أَوْ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً ) والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي . وروى الترمذي أيضا(2462) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ كُحْلٌ لا يَفْنَى شَبَابُهُمْ وَلا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ ) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي . وروى البخاري (3006) ومسلم (5063) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ أَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّةُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنْ الْحُسْنِ لا اخْتِلافَ بَيْنَهُمْ وَلا تَبَاغُضَ ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ). والألوة : العود . فهذا وغيره يدل على أن أهل الجنة تتبدل هيآتهم لتكون على أحسن الهيآت فليس فيهم تشوهات ولا غيرها مما يعيب . قال الله تعالى: وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ العنكبوت/64. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه تعالى: " وأما الدار الآخرة، فإنها دار ( الْحَيَوَانُ ) أي: الحياة الكاملة، التي من لوازمها أن تكون أبدان أهلها في غاية القوة وقواهم في غاية الشدة لأنها أبدان وقوى خلقت للحياة وأن يكون موجودا فيها كل ما تكمل به الحياة وتتم به اللذات، من مفرحات القلوب، وشهوات الأبدان من المآكل، والمشارب، والمناكح، وغير ذلك مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 635). والله سبحانه بخلقه أهل الجنة جردا ومردا فلا شك أن هذه الصفات هي الملائمة لتنعّمهم بالجنة فالله تعالى هو الخالق لها والعالم بما يستحسنه أهلها ولعل من حكمة ذلك ما أشار إليه ابن القيم رحمه الله تعالى: " وأما شعر اللحية ففيه منافع منها : الزينة والوقار والهيبة ولهذا لا يرى على الصبيان والنساء والسِّناط [هو الرجل الذي لا لحية له] ، من الهيبة والوقار ما يرى على ذوي اللحى ومنها : التمييز بين الرجال والنساء. فإن قيل: لو كان شعر اللحية زينة لكان النساء أولى به من الرجال لحاجتهن إلى الزينة وكان التمييز يحصل بخلو الرجال منه ولكان أهل الجنة أولى به وقد ثبت أنهم جرد مرد؟ قيل: الجواب : أن النساء لما كن محل الاستمتاع والتقبيل كان الأحسن والأولى خلوهن عن اللحى فإن محل الاستمتاع إذا خلا عن الشعر كان أتم ولهذا المعنى -والله أعلم- كان أهل الجنة مردا ليكمل استمتاع نسائهم بهم كما يكمل استمتاعهم بهن. وأيضاً : فإنه أكشف لمحاسن الوجوه فإن الشعر يستر ما تحته من المحاسن فصان الله محاسن وجوههم عمّا يسترها. وأيضا : ليكمل استمتاعهم بنسائهم فإن الشعر يمنع ما تحته من البشرة أن يمس بشرة المرأة والله أعلم بحكمته في خلقه " انتهى من "التبيان" (ص 474 - 476). وفقنا الله لما يحب ويرضى و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-10-12, 17:34 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
طلب برجاء شديد ..بما ان مواضيعكم قيمة لما لا تلخصيها فهي طويلة جدا ..مجرد رأيي قد أجد حلا و هو النسخ و الطباعة و لكن ماذنب الجميع إن لم يستفيدوا أو حاولوا فلم يجدوا إلا الطول كإعاقة . |
|||
2020-10-12, 19:05 | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
اقتباس:
طلب العلم من الأعمال الجليلة والتي يحسن بكل مسلم أن ينهل منها حسب طاقته ووسعه وله شروطه وآدابه فعلي الناقل للمواضيع و اجب و هو امانه النقل بعدم حزف او زياده او اضافة في شروحات العلماء لانهم اقرب فهم اللغة و مشتقاتها و فهم المعني المراد في شئ ما و علي المتلقي الصبر في تلقي العلم وقد قيل : " من دخل في العلم وحده؛ خرج وحده " ؛ أي : من دخل في طلب العلم بلا شيخ ؛ خرج منه بلا علم إذ العلم صنعة وكل صنعة تحتاج إلى صانع فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق . فإن لم يوجد الشيخ الذي يفتح مغاليق ما في الكتب فعليه بأخذ العلم عن الكتب الموثوقة والمواقع الموثوقة وأخذ العلم ممن شُهد لهم بالعلم والورع . ومن أهم العلوم التي يجب أن يأخذها الإنسان من "مصادرها الموثوقة" ؛ علم التفسير هذا و الله اعلي و اعلم و مع ذلك تلبيه لطبك الكريم سوف اقوم بتلخيص الموضوع علي قدر علمي في اخر نشر الموضوع هنا و الله المستعان آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-10-12 في 19:07.
|
||||
2020-10-13, 05:02 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ ) . رواه ابن ماجة (4182) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وصححه الألباني في "الصحيحة" (940). . الحياء لغةً مصدر حيي وهو : تغيّر وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذمّ وفي الشّرع : خلق يبعث على اجتناب القبيح من الأفعال والأقوال ويمنع من التّقصير في حقّ ذي الحق . " الموسوعة الفقهية " ( 18 / 259 ) . عَنْ سَعِيدِ بن يَزِيدَ الأَزْدِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوْصِنِي ، قَالَ : أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحِيَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا تَسْتَحِي مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ . رواه الإمام أحمد في " الزهد " ( 46 ) وصححه الألباني في " الصحيحة " ( 741 ) . قال المناوي – رحمه الله - : ( أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك ) قال ابن جرير هذا أبلغ موعظة وأبْين دلالة بأوجز إيجاز وأوضح بيان إذ لا أحد من الفسقة إلا وهو يستحي من عمل القبيح عن أعين أهل الصلاح وذوي الهيئات والفضل أن يراه وهو فاعله والله مطلع على جميع أفعال خلقه فالعبد إذا استحى من ربه استحياءه من رجل صالح من قومه : تجنَّب جميع المعاصي الظاهرة ، والباطنة فيا لها مِن وصية ، ما أبلغها ، وموعظة ما أجمعها " انتهى . " فيض القدير " ( 3 / 74 ) . ولذلك قال بعض السلف خف الله على قدر قدرته عليك واستحي منه على قدر قربه منك !! قال الراغب الأصفهاني ـ رحمه الله ـ : ( حق الإنسان إذا همَّ بقبيح أن يتصور أجل من في نفسه حتى كأنه يراه فالإنسان يستحي ممن يكبر في نفسه ولذلك لا يستحي من الحيوان ، ولا من الأطفال ولا من الذين لا يميزون ويستحي من العالم أكثر مما يستحي من الجاهل ومن الجماعة أكثر ما يستحي من الواحد . والذين يستحي منهم الإنسان ثلاثة : البشر وهم أكثر من يستحي منه ، ثم نفسه ، ثم الله تعالى ومن استحى من الناس ولم يستحي من نفسه : فنفْسه عنده أخس من غيره ومن استحى منها ولم يستح من الله : فلعدم معرفته بالله فالإنسان يستحيي ممن يعظمه ويعلم أنه يراه أو يسمع نجواه فيبكته ؛ ومن لا يعرف الله فكيف يعظمه وكيف يعلم أنه مطلع عليه ؟" انتهى . "الذريعة إلى مكارم الشريعة" ص (289) . الخلاصة قال ابن رجب رحمه الله : " واعلم أنَّ الحياء نوعان : أحدهما : ما كان خَلْقاً وجِبِلَّةً غيرَ مكتسب وهو من أجلِّ الأخلاق التي يَمْنَحُها الله العبدَ ويَجبِلُه عليها ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - : ( الحياء لا يأتي إلاَّ بخير ) فإنَّه يكفُّ عن ارتكاب القبائح ، ودناءةِ الأخلاق ويحثُّ على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها فهو مِنْ خصال الإيمان بهذا الاعتبار وقد روي عن عمر - رضي الله عنه - أنَّه قال : من استحيى اختفى ومن اختفى اتقى ، ومن اتقى وُقي والثاني : ما كان مكتسباً من معرفة اللهِ ومعرفة عظمته وقربه من عباده ، واطلاعه عليهم وعلمِه بخائنة الأعين وما تُخفي الصدور فهذا من أعلى خصالِ ، الإيمان بل هو مِنْ أعلى درجات الإحسّان . انتهى من " جامع العلوم والحكم " (1/501) . اخوة الاسلام هذا الموضوع يرشدنا الي طريق هو اصل الموضوع و سوف يجمعنا قريبا لمزيد من الاستفاده ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-10-13 في 05:05.
|
|||
2020-10-14, 04:49 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الإصلاح في الأرض وظيفة الأنبياء ومهمة الرسل الأولى يقوم بها من بعدهم الصالحون والمؤمنون يبتغون في ذلك رضوان الله تعالى الذي أمرهم بالخيرات ، ونهاهم عن السيئات . فقد قال عز وجل على لسان نبيه شعيب عليه السلام : ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) هود/88. ثم إن من فضل الله على عباده أن فتح للخير أبوابا لا تعد ولا تحصى ونصب لمن أراد الإصلاح والصلاح كل سبيل ولم يَقصُر سبيل الخير على شخص أو مكان أو زمان . عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ ) رواه البخاري (9) ومسلم (35). فكل طاعة نقوم بها من صلاة وصيام وزكاة وقراءة للقرآن هي لبنة في صلاح الأرض وعمارتها بالخير إذ هي سبب لنزول الرحمات وتتابع الخيرات ودفع النقمات ورب حسنة كانت سببا في نجاة قوم من العذاب والهلاك بل حتى الاستغفار والذكر باللسان سبب يفتح الله به أبواب البركات . يقول الله سبحانه : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) نوح/10-12 ومن أعظم الإصلاح في الأرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإذا عرف المسلم أركان الإسلام وفرائضه الظاهرة بلّغَها الناس وذكر بها الغافلين وعلمها الجاهلين وإذا عرف الكبائر والمحرمات الظاهرة حذر منها المسلمين ووعظ الوالغين فيها من سخط الله وعقابه يبدأ بِمَن حوله من أهل بيته وجيرانه وأصحابه وإن قدر على إيصال كلمته إلى غيرهم لم يتوان ولم يُقصِّر وهو في ذلك يبتغي مرضات الله عز وجل . فإن عجز احدنا عن شيء من ذلك كله فأمسك عن الشر فهو صدقة منك على نفسك وإصلاح لنفسك ، ولغيرك : عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ : ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ . قَالَ : قُلْتُ : أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا ، وَأَكْثَرُهَا ثَمَنًا . قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ : تُعِينُ صَانِعًا ، أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ . قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ الْعَمَلِ ؟ قَالَ : تَكُفُّ شَرَّكَ عَنْ النَّاسِ ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ .) رواه مسلم (84) . ووصيتي لكم اخوة الاسلام أن تُفَتِّشوا حولكم عن أبواب الخير كلِّها البر بالأقارب والأصحاب والإخوان والإحسان إلى الجيران ورعاية الفقراء والأيتام وعيادة المرضى ونحوها من الأبواب فتسلكوا منها ما ييسره الله لكم مع حرصكم الدائم على مراقبة الله تعالى في انفسكم في السر والعلن والمسارعة نحو الاستزادة من الطاعات والعبادات ليكون كل يوم يمر علينا أفضل من اليوم الذي يسبقه . كما اوصيكم بالبحث عن العلم النافع سواء كان علما شرعيا أم علما دنيويا ليكون لك بابا من أبواب الخير وتتمكنوا به من خدمة المسلمين وإصلاح شأنهم واحرصوا على اختيار العلم الذي يحتاجه مَن حولكم مِن الناس لتكونوا أنتم مَن يسد عنهم حاجتهم فتنالوا بذلك الأجر العظيم عند الله تعالى . و الخلاصة أن الله يتقبل من عباده كل إصلاح وصلاح إذا كان خالصا لوجهه الكريم مهما كان صغيرا خاصة إذا كان فيه إحسان إلى الناس ومساعدة لهم وتفريج كرباتهم وقضاء حوائجهم . عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ ) رواه مسلم (2626) و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-10-14 في 04:53.
|
|||
2020-10-15, 04:42 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته قال تعالى : ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة/280 وروى مسلم (1653) عن أَبِي قَتَادَةَ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ ). ومعنى ( ينفس عن معسر ) أي : يمد له في الأجل ، وينظره . ومعنى ( يضع عنه ) أي : يسقط عنه الدين أو بعضه وروى مسلم (3014) عن أبي الْيَسَرِ رضي الله عنه عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ ) . وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أنظر معسرا كان له بكل يوم مثل قرضه صدقة قبل أن يحل ميعاد الدين وله مِثْلَا قرضه صدقة بعد حلول الدين عن كل يوم من أيام التأجيل والتوسعة على المدين وذلك ترغيبا في إعانة المسلم وإنظار المعسر لئلا يلجئه إلى التعامل بالربا المحرم الذي يوبق عليه كسبه ويؤذنه بحرب من الله ورسوله أو يضيق عليه أمره ، ويوقعه في الحرج . روى الإمام أحمد (22537) عَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ ) قَالَ ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : ( مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ ) قُلْتُ : سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُولُ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ ؟ قَالَ : ( لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ ) والحديث صححه الألباني في "الصحيحة" (86) ومحققو المسند ، ط الرسالة . و الخلاصة فإذا حل الدين ولم يزل المدين معسرا غير قادر على السداد فسمح له صاحب الدين ، وأفسح له في الأجل : فإن له بكل يوم من أيام إنظاره صدقة بقدر ضعف ماله الذي أقرضه أخاه حتى يوفيه دينه الذي عليه . وفي هذا من الشرع الحكيم ومن رحمة الله بعباده ما هو ظاهر بأدنى تأمل . والله تعالى أعلم . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-10-16, 04:17 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته موضوع اليوم عن ظن السوء بالناس روى مسلم (2563) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا) . فأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بأن يكونوا إخوة متحابين ونهاهم عما يفسد عليهم هذه المحبة : من سوء الظن والتجسس ، والتنافس على الدنيا والتحاسد ، والتباغض والتدابر . يقول الإمام النووي رحمه الله : " اعلم أن سوء الظن حرامٌ مثل القول فكما يحرم أن تُحَدِّث غيرَك بمساوئ إنسان يحرم أن تحدث نفسك بذلك وتسيئ الظن به قال الله تعالى : ( اجتنبوا كثيرا من الظن ) وروينا في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ) والأحاديث بمعنى ما ذكرته كثيرة والمراد بذلك عقد القلب وحكمه على غيرك بالسوء فأما الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه فمعفو عنه باتفاق العلماء لأنه لا اختيار له في وقوعه ولا طريق له إلى الانفكاك عنه وهذا هو المراد بما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل ) قال العلماء : المراد به الخواطر التي لا تستقر . قالوا : وسواء كان ذلك الخاطر غيبة أو كفرا أو غيره فمن خطر له الكفر مجرد خطر من غير تعمد لتحصيله ثم صرفه في الحال ، فليس بكافر ، ولا شئ عليه . وسبب العفو ما ذكرناه من تعذر اجتنابه وإنما الممكن اجتناب الاستمرار عليه فلهذا كان الاستمرار وعقد القلب حراما ومهما عرض لك هذا الخاطر بالغيبة وغيرها من المعاصي وجب عليك دفعه بالإعراض عنه وذكر التأويلات الصارفة له عن ظاهره " انتهى . "الأذكار" (344-346) باختصار . أما إذا قامت البينات القاطعة والأدلة الظاهرة على تلبس أحد المسلمين بسوء وكانت هناك مصلحة تقتضي التحذير منه بعد التثبت فلا حرج حينها ، ولكن الضرورة تقدر بقدرها قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وليس كل الظن إثما فالظن المبني على قرائن تكاد تكون كاليقين لا بأس به وأما الظن الذي بمجرد الوهم فإن ذلك لا يجوز فلو فرضنا أن رجلا رأى مع رجل آخر امرأة والرجل هذا ظاهره العدالة فإنه لا يحل له أن يتهمه بأن هذه المرأة أجنبية منه لأن هذا من الظن الذي يأثم به الإنسان . أما إذا كان لهذا الظن سببٌ شرعي فإنه لا بأس به ولا حرج على الإنسان أن يظنه والعلماء قالوا : يحرم ظن السوء بمسلم ظاهره العدالة " انتهى ."فتاوى إسلامية" (4/537) . و الخلاصة لا ينبغي للمسلم أن يلتفت كثيرا إلى أفعال الناس يراقب هذا ويتابع ذاك ويفتش عن أمر تلك بل الواجب عليه أن يُقبل على نفسه فيصلحَ شأنها ويُقوِّمَ خطأها ويرتقي بها إلى مراتب الآداب والأخلاق العالية فإذا شغل نفسه بذلك لم يجد وقتا ولا فكرا يشغله في الناس وظن السوء بهم . وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تتبع أمور الناس وعوراتهم حرصا منه صلى الله عليه وسلم على شغل المسلم نفسه بالخير وعدم الوقوع فيما لا يغني من الله شيئا ، فقال : ( يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ ! لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِع اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ ) رواه أبو داود (4880) و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-10-18, 04:37 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
اخوة الاسلام السلام عليكم ورحمة الله و بركاته روي أَبو هُرَيْرَةَ رضِيَ الله عنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) . رواه مسلم ( 2664 ) . قال النووي – رحمه الله - : " والمراد بالقوة هنا : عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداماً على العدو في الجهاد وأسرع خروجاً إليه وذهاباً في طلبه وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى في كل ذلك واحتمال المشاق في ذات الله تعالى ، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات وأنشط طلباً لها ومحافظة عليها ، ونحو ذلك " انتهى من " شرح مسلم " ( 16 / 215 ) . وفي شرحه لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " يَنَامُ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ النِّدَاءِ الْأَوَّلِ قَالَتْ : وَثَبَ " – قال : " قولها " وَثَبَ " أي : قام بسرعة ففيه الاهتمام بالعبادة والإقبال عليها بنشاط وهو بعض معنى الحديث الصحيح ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) " انتهى من " شرح مسلم " ( 6 / 22 ) . و الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله : أن المؤمن القوي في إيمانه والقوي في بدنه وعمله : خيرٌ من المؤمن الضعيف في إيمانه أو الضعيف في بدنه وعمله لأن المؤمن القوي يُنتج ويَعمل للمسلمين وينتفع المسلمون بقوته البدنية وبقوته الإيمانية وبقوته العملية ينتفعون من ذلك نفعاً عظيماً في الجهاد في سبيل الله وفي تحقيق مصالح المسلمين وفي الدفاع عن الإسلام والمسلمين وإذلال الأعداء والوقوف في وجوههم وهذا ما لا يملكه المؤمن الضعيف فمن هذا الوجه كان المؤمن القوي خيراً من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم فالإيمان كله خير ، المؤمن الضعيف فيه خير ولكن المؤمن القوي أكثر خيراً منه لنفسه ولدينه ولإخوانه المسلمين فهذا فيه الحث على القوة ودين الإسلام هو دين القوة ، ودين العزة ، ودين الرفعة دائماً وأبداً يُطلب من المسلمين القوة قال الله سبحانه وتعالى ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) الأنفال/ 60 وقال تعالى ( ولِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) المنافقون/ 8 وقال تعالى ( وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) آل عمران/ 139 فالقوة مطلوبة في الإسلام : القوة في الإيمان والعقيدة والقوة في العمل ، والقوة في الأبدان لأن هذا ينتج خيراً للمسلمين " انتهى من " المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان " ( 5 / 380 ، 381 ) . و الخلاصة القوة في هذا الحديث هي قوة الإيمان ، والعلم ، والطاعة وقوة الرأي والنفس والإرادة ويضاف إليها قوة البدن إذا كانت معينة لصاحبها على العمل الصالح لأن قوة البدن وحدها غير محمودة إلا أن تُستعمل فيما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأعمال والطاعات بل قد تكون سبباً في المعاصي كالبطش بالناس وإيقاع الضرر بهم وحراسة أماكن المنكرات . اخوة الاسلام و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع |
|||
2020-10-19, 04:13 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته حاء في اخر الحديث السابق وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) . رواه مسلم ( 2664 ) . حكم استعمال كلمة لو " لو " تستعمل على وجهين : أحدهما : على وجه الحزن على الماضي والجزع من المقدور , فهذا هو الذي نهى عنه , كما قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ (156) سورة ال عمران وهذا هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن - اللو - تفتح عمل الشيطان أي تفتح عليك الحزن والجزع , وذلك يضر ولا ينفع بل اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك , وما أخطأك لم يكن ليصيبك , كما قال تعالى : مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) سورة التغابن قالوا : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم . والوجه الثاني : أن يقال " لو " لبيان علم نافع , كقوله : للَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا (22) سورة الانبياء ولبيان محبة الخير وإرادته , كقوله : " لو أن لي مثل ما لفلان لعملت مثل ما يعمل " ونحوه جائز . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : وددت لو أن موسى صبر ليقص الله علينا من خبرهما هو من هذا الباب , كقوله : وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) سورة القلم فإن نبينا صلى الله عليه وسلم أحب أن يقص الله خبرهما , فذكرها لبيان محبته للصبر المترتب عليه , فعرفه ما يكون لما في ذلك من المنفعة , ولم يكن في ذلك جزع ولا حزن ولا ترك لما يجب من الصبر على المقدور ... والله أعلم . المصدر: مجموع الفتاوى الكبرى لابن تيمية 1033 - 9 و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc