الحديث وعلومه - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-07-11, 16:42   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رابعا: أما الحديث الذي أورده السائل الكريم فهو حديث صحيح

رواه أبو هريرة رضي الله عنه

قال: قالَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم -: " لا يَنْكِحُ الزَّاني المجلودُ إلا مِثلَه " .

والحديث أخرجه أبو داود (2052)

وأحمد في "المسند" (8300)

والحاكم في "المستدرك" (2700)

وجود إسناده ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/180)

وقال ابن حجر في "بلوغ المرام" (1000)

:" رجاله ثقات " .

وصححه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (1790) .

ومعنى الحديث أن من زنى ولم يتب لا يحل له نكاح العفيفة حتى يتوب ، وكذلك من زنت ولم تتب لا يحل لها نكاح

العفيف حتى تتوب ، وأن من زنى ولم يتب ثم تزوج من عفيفة دون علمها كان لها الفسخ ، وإن علمت بفسقه وزناه وأنه لم يتب ثم رضيت به كذلك فنكاحها محرم لقوله تعالى :" وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ "

وأما الوصف بالمجلود فهذا خرج مخرج الغالب ، وإلا فالحكم لازم لكل زان في تحريم نكاح العفيفة وإن لم يجلد .

قال الصنعاني في "سبل السلام" (2/187)

:" الْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تُزَوَّجَ بِمَنْ ظَهَرَ زِنَاهُ ، وَلَعَلَّ الْوَصْفَ بِالْمَجْلُودِ بِنَاءً عَلَى الْأَغْلَبِ فِي حَقِّ مَنْ ظَهَرَ مِنْهُ الزِّنَى ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ يَحْرُمُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِالزَّانِيَةِ الَّتِي ظَهَرَ زِنَاهَا ، وَهَذَا الْحَدِيثُ مُوَافِقٌ قَوْله تَعَالَى {وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}النور/3 ". اهـ

إلا أن هذا الحكم ينتفي عن الزاني المجلود ، وغير المجلود ، بمجرد توبته ، فمن تاب قبلت شهادته ، ولم يَعد اسمه زانيا .
قال ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (1/97)

:" وَلَيْسَ يَخْتَلِفُ الْمُسْلِمُونَ فِي الزَّانِي الْمَجْلُودِ : أَنَّ شَهَادَتَهُ مَقْبُولَةٌ إذَا تَابَ ". اهـ .

وقال ابن الجوزي في "التحقيق في أحاديث الخلاف" (2/275)

:" وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ بَعْدَ التَّوْبَةِ لَا يُسَمَّى زَانيا ". اهـ

وأما زواج الزاني المجلود – إذا صح أنه جلد - التائب من مسلمة عفيفة : فلا إشكال في جوازه أيضا ؛ وإنما المحرم هو زواج الزاني غير التائب بالعفيفة . وقد حمل الإمام الطحاوي الحديث السابق على حال هذا الثاني : أن الزاني غير التائب يحرم عليه أن يتزوج العفيفة .

قال في "شرح مشكل الآثار" (11/473) :

" ذلك عندنا والله أعلم على المجلود في الزنى ، المقيم بعد الجلد على الزنى الذي كان جلد فيه ؛ لا على تركٍ منه لذلك ، ولا نزوع منه عنه ؛ لأن وصفه صلى الله عليه وسلم إياه بالجلد

: ذِكرٌ له بحال هو عنده فيها مذموم ؛ لأن الجلد في الزنى: فيه كفارة للمجلود ، وذمه بذلك : مما يدفع أن يكون ذلك الجلد كان له كفارة ؛ إذا كان مقيما على ما يوجب عليه مثله ". اهـ

وأما الأثر المنقول عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلا يصح عنه ، فقد أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/156) من طريق سعيد بن منصور عن هشيم عن العوام بن حوشب قال أَخْبَرَنَا الْعَلاَءُ بْنُ بَدْرٍ :

أَنَّ رَجُلاً تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَأَصَابَ فَاحِشَةً ، فَضُرِبَ الْحَدَّ ، ثُمَّ جِيء بِهِ إِلَى عَلِىٍّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَفَرَّقَ عَلِىٌّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ : لاَ تَتَزَوَّجْ إِلاَّ مَجْلُودَةً مِثْلَكَ ".

قال البيهقي عقبه :" هَذَا مُنْقَطِعٌ ". اهـ .

وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (550) :" سَمِعْتُ أَبْي يَقُولُ : الْعَلَاءُ بْنُ بَدْرٍ عَنْ عَلِيٍّ : مُرْسَلٌ ". اهـ

والحاصل :

أنه من ابتلي بشيء من هذه القاذورات ، الزنى وغيره ، فليستتر بستر الله ، وليتب إلى ربه توبة نصوحا ، وليعظم الرغبة غلى رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، وليستكثر من الحسنات ، ما وسعه جهده ، لعل الله أن يتقبل منه توبته ، ويكفر عنه سيئاته .

ثم إنه لا حرج عليه ، متى تاب وأناب إلى ربه ، سواء كان رجلا أو امرأة : أن يتزوج زواج العفيف .

وقد ثبت ذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

فيما أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (10689)

من طريق طارق بن شهاب ، وفي "مصنفه" أيضا (10690)

والحارث في "مسنده" (507)

والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/155)

من طريق الشعبي ، كلاهما أَنَّ رَجُلًا خَطَبَ إِلَيْهِ ابْنَةً لَهُ ، وَكَانَتْ قَدْ أَحْدَثَتْ لَهُ ، فَجَاءَ إِلَى عُمَرَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ عُمَرُ:" مَا رَأَيْتَ مِنْهَا؟ " قَالَ: مَا رَأَيْتُ إِلَّا خَيْرًا قَالَ:" فَزَوِّجْهَا وَلَا تُخْبِرْ " . هذا لفظ رواية طارق بن شهاب .

ولفظ رواية الشعبي :

" أَنَّ رَجُلًا ، أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: إِنَّ ابْنَةً لِي وُئِدَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَإِنِّي اسْتَخْرَجْتُهَا فَأَسْلَمَتْ ، فَأَصَابَتْ حَدًّا ، فَعَمَدَتْ إِلَى الشَّفْرَةِ فَذَبَحَتْ نَفْسَهَا ، فَأَدْرَكْتُهَا وَقَدْ قَطَعَتْ بَعْضَ أَوْدَاجِهَا فَدَاوَيْتُهَا فَبَرَأَتْ ، ثُمَّ إِنَّهَا نَسَكَتْ فَأَقْبَلَتْ عَلَى الْقُرْآنِ فَهِيَ تُخْطَبُ إِلَيَّ ؛ فَأُخْبِرُ مِنْ شَأْنِهَا بِالَّذِي كَانَ ؟

فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:" تَعْمَدُ إِلَى سَتْرٍ سَتَرَهُ اللَّهُ ، فَتَكْشِفَهُ؟

لَئِنْ بَلَغَنِي أَنَّكَ ذَكَرْتَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهَا : لَأَجْعَلَنَّكَ نَكَالًا لِأَهْلِ الْأَمْصَارِ ؛ بَلْ أَنْكِحْهَا نِكَاحَ الْعَفِيفَةِ الْمُسْلِمَةِ ".

والأثر صحيح متصل من رواية طارق بن شهاب ، ورواية الشعبي فيها انقطاع ، إلا أن رواية طارق بن شهاب تقويها ، والمعنى واحد كما هو بين .

والله أعلم

ملخص الجواب :

من ابتلي بشيء من هذه القاذورات ، الزنى وغيره ، فليستتر بستر الله ، وليتب إلى ربه توبة نصوحا ، وليعظم الرغبة غلى رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، وليستكثر من الحسنات ، ما وسعه جهده ، لعل الله أن يتقبل منه توبته ، ويكفر عنه سيئاته . ثم إنه لا حرج عليه ، متى تاب وأناب إلى ربه ، سواء كان رجلا أو امرأة : أن يتزوج زواج العفيف .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-07-11, 16:52   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حول صحة حديث في التهنئة بدخول رمضان "
أتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه، ...الحديث


السؤال

: وصلتني هذه الرسالة ، فما صحة الحديث الوارد بها ؟

هذه تهنئة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بقدوم رمضان ، وأنا أهنئكم بها ، ( أتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه ، فينزل فيه الرحمة ، ويحط الخطايا ، ويستجيب الدعاء ، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله )

. بلغنا الله وإياكم صيام هذا الشهر المبارك وقيامه ، الْلَّھُم أَهِلَهُ عَليْنَا بِالْأمْنِ وَالإِيْمَانِ ، وَالْسَّلامَةِ وَالْإِسْلَامِ ، وَالْعَوْنٓ عَلَى الْصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآَنِ ، الْلَّھُمّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ

وَسَلِّمْهُ لنا ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مُتَقَبَّلاً ، يٓارٓبٓ العٓالِٓمينْ ، مُبارٓكٌ علٓيْكُمْ شّٓهرُ رٓمٓضٓان .


الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث المذكور : مكذوب موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم :

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2238)

والشاشي في "مسنده" (1224)

والحسن الخلال في "أماليه" (66)

والبيهقي في "القضاء والقدر" (60)

من طريق مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا ، وَحَضَرَ رَمَضَانُ:

( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرُ بَرَكَةٍ ، فِيهِ خَيْرٌ يَغْشَاكُمُ اللَّهُ فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ وَيَحُطُّ فِيهَا الْخَطَايَا ، وَيُسْتَحَبُّ فِيهَا الدَّعْوَةُ ، يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِيكُمْ بِمَلَائِكَةٍ ، فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسَكُمْ خَيْرًا ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ كُلَّ الشَّقِيِّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ ) .

والحديث علته محمد بن قيس ، فإنه كذاب ، واسمه محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي الشهير بالمصلوب .

والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4783)

وقال :" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ ; وَلَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُ ". اهـ .

قال الحافظ برهان الدين الناجي في "عجالة الإملاء" (2/822)

:" وشيخنا الحافظ ابن حجر أفاد بخطه على حاشية نسخته بمجمع الهيثمي : أن محمداً المذكور هو المصلوب ، وهو محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي الشامي ، روى له الترمذي وابن ماجة. كذا نسبه في تهذيب الكمال وتهذيبه وتقريبه.

وقد قيل: إنهم قلبوا اسمه على مائة وجه، ليخفى.

فقال شيخنا: قلت: "محمد بن أبي قيس هذا : هو محمد بن سعيد المصلوب ، وهو متروك متهم بالكذب ". اهـ .

وقال الشيخ الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" (892) :" موضوع ".

وأجود من هذا الحديث الموضوع ، في هذا الباب :

حديث أبي هريرة رضي الله عنه

الذي أخرجه النسائي في "سننه" (2106)

وأحمد في "مسنده" (7148)

وعبد بن حميد في "مسنده" (1429)

وابن أبي شيبة في "مصنفه" (8867)

من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ :

( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ) .

والحديث في إسناده انقطاع

بين أبي قلابة الجرمي

وأبي هريرة رضي الله عنه ، فروايته عنه مرسلة ، كما ذكره العلائي وغيره .

لكن : حسنه الجوزقاني في "الأباطيل والمناكير" (473)

وقال الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (999)

:" صحيح لغيره "

. وينظر: حاشية "المسند" ، ط الرسالة (12/59).

والحديث يعد أصلا في جواز تهنئة الناس بعضهم بعضا برمضان

قال الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف" (147) :

" وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان كما خرجه الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه يقول

: ( قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ) .

قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان ". اهـ ،

وقال القاري في "مرقاة المفاتيح" (4/1365)

في شرحه لهذا الحديث :" وَهُوَ أَصْلٌ فِي التَّهْنِئَةِ الْمُتَعَارَفَةِ فِي أَوَّلِ الشُّهُورِ بِالْمُبَارَكَةِ " . اهـ .

وفي "حاشية اللبدي" (1/99)

:" وأما التهنئة بالعيدين والأعوام والأشهر ، كما يعتاده الناس ، فلم أر فيه لأحد من أصحابنا نصًّا. وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان.

قال بعض أهل العلم: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان.

قلت: وعلى قياسه تهنئة المسلمين بعضهم بعضًا بمواسم الخيرات وأوقات وظائف الطاعات ". اهـ

والتهنئة بالنعم الدينية ، والدنيوية أيضا : أمر مشروع ، لا حرج فيه . وفي حديث توبة كعب بن مالك رضي الله عنه وفيه :" فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا ، يُهَنُّونِي بِالتَّوْبَةِ ، يَقُولُونَ: لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ ، قَالَ كَعْبٌ: حَتَّى دَخَلْتُ المَسْجِدَ

فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ ، حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي ، وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ غَيْرَهُ ، وَلاَ أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ ".

أخرجه البخاري (4418) ،

ومسلم (2769) .

قال ابن حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج" (3/56)

:" قَالَ الْقَمُولِيُّ : لَمْ أَرَ لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا كَلَامًا فِي التَّهْنِئَةِ بِالْعِيدِ وَالْأَعْوَامِ وَالْأَشْهُرِ كَمَا يَفْعَلُهُ النَّاسُ ، لَكِنْ نَقَلَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ عَنْ الْحَافِظِ الْمَقْدِسِيَّ : أَنَّهُ أَجَابَ عَنْ ذَلِكَ بِأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَزَالُوا مُخْتَلِفِينَ فِيهِ ،

وَاَلَّذِي أَرَاهُ : مُبَاحٌ ، لَا سُنَّةَ فِيهِ وَلَا بِدْعَةَ .

وَأَجَابَ الشِّهَابُ ابْنُ حَجَرٍ بَعْدَ اطِّلَاعِهِ عَلَى ذَلِكَ بِأَنَّهَا مَشْرُوعَةٌ ، وَاحْتَجَّ لَهُ بِأَنَّ الْبَيْهَقِيَّ عَقَدَ لِذَلِكَ بَابًا ، فَقَالَ : بَابُ مَا رُوِيَ فِي قَوْلِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ فِي الْعِيدِ : (تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ)، وَسَاقَ مَا ذَكَرَهُ مِنْ أَخْبَارٍ وَآثَارٍ ضَعِيفَةٍ ، لَكِنَّ مَجْمُوعَهَا يُحْتَجُّ بِهِ فِي مِثْلِ ذَلِكَ .

ثُمَّ قَالَ : وَيُحْتَجُّ لِعُمُومِ التَّهْنِئَةِ بمَا يَحْدُثُ مِنْ نِعْمَةٍ ، أَوْ يَنْدَفِعُ مِنْ نِقْمَةٍ : بِمَشْرُوعِيَّةِ سُجُودِ الشُّكْرِ ، وَالتَّعْزِيَةِ ، وَبِمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فِي قِصَّةِ تَوْبَتِهِ

لَمَّا تَخَلَّفَ عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ : أَنَّهُ لَمَّا بُشِّرَ بِقَبُولِ تَوْبَتِهِ ، وَمَضَى إلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : قَامَ إلَيْهِ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، فَهَنَّأَهُ . أَيْ : وَأَقَرَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". اهـ .

وقال ابن القيم في "زاد المعاد" (3/512)

تعليقا على حديث توبة كعب :

" وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى اسْتِحْبَابِ تَهْنِئَةِ مَنْ تَجَدَّدَتْ لَهُ نِعْمَةٌ دِينِيَّةٌ ، وَالْقِيَامِ إِلَيْهِ إِذَا أَقْبَلَ ، وَمُصَافَحَتِهِ ، فَهَذِهِ سُنَّةٌ مُسْتَحَبَّةٌ ، وَهُوَ جَائِزٌ لِمَنْ تَجَدَّدَتْ لَهُ نِعْمَةٌ دُنْيَوِيَّةٌ ". اهـ

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-17, 17:02   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



حول صحة الأثر المنسوب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما تلا قول الله عز وجل "وفاكهة وأبا" ..

السؤال


: ما صحة هذا الأثر: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ على المنبر (وفاكهة وأبا )، فقال هذه الفاكهة قد عرفناها ، فما الأب؟ فرجع إلى نفسه ، فقال : إن هذا لهو التكلف يا عمر . يستدل به كثير من الأساتذة

؛ لتقرير بعض الأشياء في النفس منها شيء ، المرجو الإفادة .


الجواب :

الحمد لله

الأثر صحيح عن عمر ، رواه عنه أنس بن مالك رضي الله عنه ، ورواه عن أنسٍ جماعة هم ( حميد – الزهري – ثابت – قتادة – موسى بن أنس – معاوية بن قرة ) .

وبيان ذلك كما يلي :

أخرجه الطبري في "تفسيره" (24/120)

وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (688)

وسعيد بن منصور في "التفسير من سنن سعيد بن منصور" (43)

وابن أبي شيبة في "مصنفه" (30105)

والحاكم في "المستدرك" (3897)

والبيهقي في "شعب الإيمان" (2084)

جميعا من طريق حميد .

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (3501)

والطبري في "تفسيره" (24/121)

والطبراني في "مسند الشاميين" (2989)

والحاكم في "المستدرك" (3897) ،

جميعا من طريق الزهري .

وأخرجه الطبري في "تفسيره" (24/120)

من طريق موسى بن أنس ، ومعاوية بن قرة ، وقتادة .

وأخرجه أبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (366)

من طريق ثابت .

جميعا ( حميد – الزهري – ثابت – قتادة – موسى بن أنس – معاوية بن قرة ) عن أنس قَالَ : قَرَأَ عُمَرُ ( وفي رواية " على المنبر " : {عَبَسَ وَتَوَلَّى} [عبس: 1] حَتَّى أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 31] قَالَ: قَدْ عَلِمْنَا مَا الْفَاكِهَةُ ، فَمَا الْأَبُّ؟ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّفُ ، وفي رواية " بِحَسْبِنَا مَا قَدْ عَلِمْنَا " ، وفي رواية " وَاتَّبِعُوا مَا يَتَبَيَّنُ لَكُمْ فِي هَذَا الْكِتَابِ ، وَمَا يَتَبَيَّنُ فَعَلَيْكُمْ بِهِ ، وَمَا لَا فَدَعُوهُ "

وفي رواية :" هَذا لَعمرُ اللهِ التَّكلُّفُ ، فخُذوا يا أيُّها الناسُ ما بُيِّنَ لكم مِنه ، فَما عرفتُم فاعمَلوا بهِ ، وما لم تَعرِفوا فَكِلوا عِلمَه إلى اللهِ عزَّ وجلَّ " .

والأثر صحيح عن عمر رضي الله عنه

صححه الجوزقاني في "الأباطيل والمناكير" (2/356)

وابن كثير في "مسند الفاروق" (890) .

وينظر : "التفسير من سنن سعيد بن منصور"

حاشية المحقق (1/181-185) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-17, 17:06   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل الحديث النبوي يعد من أنواع النثر ؟

السؤال

هل الحديث النبوي الشريف نوع من أنواع النثر أم لا ؟


الجواب :

الحمد لله

فإنه مما لا شك فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نبي عربي ، يتكلم بالعربية ، وكلام العرب عند الاستقراء ينقسم إلى نوعين : منظوم ومنثور .

قال ابن رشيق الأندلسي في "العمدة في محاسن الشعر وآدابه" (1/19)

:" وكلام العرب نوعان: منظوم ، ومنثور.... وقد اجتمع الناس على أن المنثور في كلامهم أكثر ، وأقل جيداً محفوظاً ، وأن الشعر أقل ، وأكثر جيداً محفوظاً ؛ لأن في أدناه من زينة الوزن والقافية ما يقارب به جيد المنثور.

وكان الكلام كله منثوراً ، فاحتاجت العرب إلى الغناء بمكارم أخلاقها ، وطيب أعراقها ، وذكر أيامها الصالحة ، وأوطانها النازحة ، وفرسانها الأمجاد ، وسمحائها الأجواد ؛ لتهز أنفسها إلى الكرم

وتدل أبناءها على حسن الشيم فتوهموا أعاريض جعلوها موازين الكلام ، فلما تم لهم وزنه، سموه شعراً ؛ لأنهم شعروا به ، أي: فطنوا.". اهـ

والشعر كما عرفه ابن فارس في "فقه اللغة" (ص211)

فقال :" الشِّعرْ كلام مَوْزونٌ مُقفّى دَالٌّ عَلَى معنىً". اهـ .

وأما النثر فهو كما قال ابن خلدون في "المقدمة" (ص644) :

" النثر: وهو الكلام غير الموزون". اهـ .

وقال الدكتور شوقي ضيف في "الفن ومذاهبه في النثر العربي" (ص15)

:" النثر هو الكلام الذي لم ينظم في أوزان وقواف ". اهـ

وإذا كان الأمر كذلك ، فإنه من باب التقسيم الاصطلاحي : لا إشكار في اعتبار حديث النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل النثر .

وقد وصف كثير من أهل العلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه من النثر

ومن هؤلاء ابن مالك كما في "شَوَاهِد التَّوضيح وَالتَّصحيح لمشكلات الجامع الصَّحيح" (ص 128 ، 228)

والسيوطي كما في "عقود الزبرجد" (3/9) ، وغيرهم كثير .

بل إن أبا الحسين البوشنجي له جزء حديثي بسنده أسماه "المنظوم والمنثور من الحديث النبوي"

حيث يأتي بالحديث بإسناده ثم يقول :" جَعَلْتُ نَثْرَهُ نَظْمًا " ثم ينظم كلام النبي صلى الله عليه وسلم المنثور ويحوله إلى شعر .

وقد سلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مما عده البلاغيون من عيوب النثر ، فلا مقارنة بين قوله صلى الله عليه وسلم وقول غيره ، فنبينا صلى الله عليه وسلم أفصح الناس ، وقد أوتي جوامع الكلم ،

واختُصر له الحديث اختصارا

ففي البخاري (7013) ، مسلم (523) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:" بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي ".

قال ابن هبيرة في "الإفصاح عن معاني الصحاح" (6/112)

:" أما جوامع الكلم: فإنه يعني به اللغة العربية ؛ لأن الله تعالى فضله بها ، فيكون النطق يسيرًا ، والمعنى جمًا كبيرًا ". اهـ .

وقال الحسين بن محمد المعروف بالمغربي في "البدر التمام" (3/419)

:" وإنما كان قِصَر الخطبة علامة لفقه الرجل ، لأن الفقيه هو المطلع على حقائق المعاني وجوامع الألفاظ ، يتمكن من التعبير بالعبارة الجامعة الجزلة المفيدة

ولذلك كان من تمام رواية هذا الحديث: " فأطيلوا الصلاة ، وأقصروا الخطبة ، وإنَّ من البيان لسحرًا "، فشبه الكلام العامل في القلوب الجاذب للعقول بالسحر، لأجل ما اشتمل عليه من الجزالة ، وتناسق الدلالة ، وإفادته المعاني الكثيرة ، ووقوعه في مجازه من الترغيب والترهيب ونحو ذلك

ولا يقدر عليه إلا مَنْ فقه بالمعاني وجمع شتاتها ، وناسب دلالتها ، فيتمكن حينئذ من الإتيان بالكلمات الجوامع ، ومطالع المعاني السواطع ، وكان ذلك من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - فكان أفصح منْ نَطَقَ بالضاد، وأبرع منْ أوتي فصل الخطاب ". اهـ

والحاصل :

أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل النثر ، إلا أنه في غاية الفصاحة والبيان ، ثم هو وحي وتشريع ، ليس كآحاد كلام الناس ، بل هو كلام من أعطي مجامع البلاغة ، وأوتي جوامع الكلم .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-17, 17:14   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حول التسمي باسم ( حارث وهمام )

السؤال :

أريد أن أسأل عن اسم هَمَّام في الحديث : ( وأصدق الأسماء حارث وهمام ) هل السنة جاءت بالترغيب بالتسمي بهذا الاسم والتكني به ؟

أم إن الحديث جاء في الترغيب بأن يكون الإنسان ذا همة وكسب ، وليس المراد منه تسمية الأولاد بحارث وهمام؟ وعلى هذا ماحكم التكني باسم همام كأم همام ؟

وهل اسم همام من الأسماء الحسنة التي يسمى بها الولد في هذا الزمن ؟

لأن من حق الابن على الأبوين حسن التسمية . وهل الإنسان له من اسمه نصيب ؟

لأني أخشى أن يكون الولد المسمى بهمام يكون دائماً مهموما وحزينا .


الجواب :

الحمد لله

أولاً :

روى البخاري في "الأدب المفرد" (814)

وأحمد في "المسند" (19032)

وأبو داود في "سننه" (4950)

وأبو يعلى في "مسنده" (7169)

من طريق هشام بن سعيد

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" (1/177)

وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/286)

من طريق يحيى بن صالح ، كلاهما ( هشام بن سعيد – يحيى بن صالح ) عن محمد بن المهاجر عن عقيل بن شبيب عن أبي وهب الْجُشَمِيِّ -وكانت له صحبة- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:

( تَسَمَّوْا بأسَماءِ الأنبياء ، وأحَبُّ الأسماءِ إلى الله: عَبدُ الله وعبدُ الرحمن ، وأصدَقُها: حارِثٌ وهَمَّامٌ ، وأقْبَحُها: حَرْبٌ ومُرَّة ) .

وهذا الطريق فيه علتان :

الأولى : الخلاف في راوي الحديث ، وهو " أبو وهب " هل هو " أبو وهب الْجُشَمِيِّ " الذي ذكر الراوي عنه أنه كانت له صحبة ، أم هو " أبو وهب الكُلاعي " شامي من طبقة تابعي التابعين؟

فالذي رجحه أبو حاتم كما في المراسيل (ص118)

وكما في العلل (2451) أنه " أبو وهب الكلاعي " من طبقة تابعي التابعين

والذي رجحه ابن القطان أنه " أبو وهب الْجُشَمِيِّ " وهو غير أبو وهب الكلاعي الدمشقي التابعي .

فعلى القول الأول يكون الحديث مرسلا ، وعلى القول الثاني سيبقى النظر في صحة ثبوت الصحبة لأبي وهب الْجُشَمِيِّ

حيث اعتبرها صحيحة جماعة من أهل العلم ، منهم : أبو نعيم كما في "معرفة الصحابة" (6/3042)

وابن عبد البر كما في "الاستيعاب" (3218)

وابن عساكر كما في "تاريخ دمشق" (28/43)

وابن الأثير كما في "أسد الغابة" (6344)

وابن كثير كما في "التكميل في الجرح والتعديل" (2525) .

ولم يعتبرها صحيحة ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (4/380)

فقال :" :" ولا تعلم لأبي وهب الصحبة إلا بزعم عقيل بن شبيب هذا ، ولا يعرف روى عنه غيره . وعقيل المذكور ، يحتاج في تعديل نفسه إلى كفيل ، فهو غير معروف الحال

ولا مذكور بأكثر من رواية محمد بن مهاجر عنه . وكل من رأيته ذكر أبا وهب في الصحابة ، فإنما ذكره بهذا الذي قال فيه عقيل هذا ". انتهى

الثانية : جهالة عقيل بن شبيب

حيث ذكره ابن حبان في الثقات (4801)

وقال الذهبي في "الكاشف" (3855) :" وثق"

وقال ابن حجر في "التقريب" (4660) :" مجهول ". انتهى

فيتلخص من ذلك أن هذا الطريق فيه علة توهنه وهي جهالة حال عقيل بن شبيب .

إلا أن الحديث قد جاء من طريق آخر مرسل جيد يقويه ،

وهو ما أخرجه ابن وهب في "الجامع" (53)

عن ابن لهيعة عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصِبِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" خَيْرُ الْأَسْمَاءِ عَبْدُ اللَّهِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَنَحْوَ هَذَا ، وَأَصْدَقُ الْأَسْمَاءِ الْحَارِثُ ، وَهَمَّامٌ ، حَارِثٌ لِدُنْيَاهُ وَلِدِينِهِ ، وَهَمَّامٌ بِهِمَا ، وَشَرٌّ الْأَسْمَاءِ حَرْبٌ ، وَمُرَّةُ ".

وهذا الطريق رجاله ثقات غير أنه مرسل ؛ حيث إن عبد الله بن عامر اليحصبي من التابعين ، ولا يضر الحديث أن فيه ابن لهيعة ، حيث إن الراوي عنه ابن وهب وهو من العبادلة ، وروايتهم عنه مقبولة .

وخلاصة الحكم أن الحديث حسن بمجموع الطريقين

دون قوله :" تسموا بأسماء الأنبياء "

وقد صححه ابن القيم في "زاد المعاد" (2/305)

وكان الشيخ الألباني قد ضعف طريق أبي وهب الجشمي وحده كما في "إرواء الغليل" (1178)

ثم حسن الحديث بشاهده المرسل هذا في "السلسلة الصحيحة" (1040)

ثانيا :

إذا ثبت الحديث فقد أخذ منه بعض العلماء أن التسمي بـ "حارث" و "همام" تسمية حسنة

وذلك لما فيها من الصدق ، ومعنى الصدق فيهما مطابقة الاسم لواقع الإنسان ، فأي إنسان يحرث ، أي يكتسب سواء حرثَ في أمر الدنيا أو في أمر الآخرة ، وكذلك كل إنسان يَهمُّ ، من الهم ، أي العزم والإرادة .

قال الخطابي في "معالم السنن" (4/126)

:" إنما صار الحارث من أصدق الأسماء : من أجل مطابقة الاسم معناه الذي اشتق منه ؛ وذلك أن معنى الحارث الكاسب ، يقال: حرث الرجل إذا كسب واحتراث المال كسبه .... وقال سبحانه : (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها) [الشورى: 20] .

وأما همام : فهو من هممت بالشيء ، إذا أردته ، وليس من أحد إلاّ وهو يهم بشيء ، وهو معنى الصدق الذي وصف به هذان الاسمان ". انتهى .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (7/43)

:" وَقَوْلُهُ أَصْدَقُ الْأَسْمَاءِ : حَارِثٌ وَهَمَّامٌ ؛ لِأَنَّ كُلَّ إنْسَانٍ هَمَّامٌ حَارِثٌ وَالْحَارِثُ الْكَاسِبُ الْعَامِلُ . وَالْهَمَّامُ الْكَثِيرُ الْهَمِّ - وَهُوَ مَبْدَأُ الْإِرَادَةِ ".انتهى

وقال ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (9/347)

:" فأولى الأسماء أن يتسمى بها أقربها إلى الصدق ". انتهى .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما في مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (25/277)

:" كل اسم مضاف إلى الله فهو خير مما لم يضف إلى الله عز وجل وأشرف ، وأفضله ما أضيف إلى الله أو إلى الرحمن ، بالحديث الذي ذكرته آنفاً ، ثم ما كان من الأسماء أقرب إلى الصدق

قال النبي عليه الصلاة والسلام: (أصدق الأسماء حارث وهمام) ، يعني ما يولد الإنسان إلا وهو حارث وهمام ، فإذا سمي بحارث أو همام صار مطابقاً تماماً للواقع ". انتهى

وأما التخوف من كون هذا الاسم غير مناسب في هذا الزمان ، فالأمر يعود إلى اختلاف البيئات، فربما كان الاسم في بعض الأماكن غير مستنكر ، وبالتالي لا يؤثر على الولد سلبا

وربما كان مستنكرا عرفا ، أو داعية للسخرية ، وحينئذ ربما سبب إشكالات نفسية لدى الطفل ، فلابد من مراعاة ذلك عند اختيار أسماء الأولاد .

ومثال ذلك التسمية باسم " إسرائيل " ، فمعلوم أن إسرائيل هو اسم نبي الله يعقوب ، والتسمي بأسماء الأنبياء حسن مستحب

بل قال ابن حجر في "الفتح" (10/579)

:" وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قَالَ أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ أَسْمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ ". انتهى .

لكن : لو جاء مسلم اليوم وسمى ولده باسم إسرائيل - مع وجود هذا الكيان المحتل الغاشم دولة إسرائيل – لوجد من الناس السخرية والسب وغير ذلك .

فالذي ينبغي في هذا الباب مراعاة الزمان والمكان ، وأعراف الناس وما يعتادونه ، والنظر في ملاءمة الاسم للبيئة التي ينشأ فيها الطفل ، وقبول الاسم فيها ، وعدم استهجانه .

ثالثا :

وأما السؤال عن تلك المقولة أن كل إنسان له من اسمه نصيب ، فهي مقولة مشهورة ذكرها كثير من العلماء ، كابن الحاج وابن القيم وغيرهما ، وهي ليست قاعدة مطردة ، كما لا يخفى

وإنما هذا مما قد يقع ، ويراه الناس ؛ وقد يقع أيضا : أن يسمى الشخص باسم ويكون حاله مخالفا لهذا الاسم .

وعلى كلٍّ ؛ فإنه ينبغي إحسان التسمية كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، بل كان صلى الله عليه وسلم يغير الأسماء السيئة المعنى إلى أسماء حسنة المعنى .

وأما الخوف من أن ينال الهمُ من سُمي باسم "همام" فهذا غير صحيح ؛ لأن اسم " همام " من "الهم" الذي هو العزم والإرادة ، وليس من "الهم" الذي بمعنى الحزن .

ينظر : لسان العرب (12/619) ، القاموس المحيط (ص1512) .

وختاما : نسأل الله أن يصلح المسلمين ، وأن يجعل همهم وحرثهم فيما يرضيه ، آمين .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-17, 17:19   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما معنى حديث "الكفر فى العجمة"؟

السؤال :

قرأت نص كتاب لسيدنا عثمان رضي الله عنه يقول : ‏أما بعد، فإنكم إنما بلغتم ما بلغتم بالإقتداء والإتباع ، فلا تلفتنكم الدنيا عن أمركم ، فإن أمر هذه صائر إلى الابتداع بعد اجتماع ثلاث فيكم‏:‏ تكامل النعم

وبلوغ أولادكم من السبايا، وقراءة الأعراب والأعاجم القرآن ، فإن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال‏:‏ ( الكفر في العجمة فإذا استعجم عليهم أمر تكلفوا وابتدعوا‏)‏ فما معنى : (الكفر فى العجمة )؟


الجواب :

الحمد لله

أولا:

هذا الحديث ليس له أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما نعلم ، ولم نقف له على إسناد ، ولا ذكر في شيء من الكتب المعتمدة المسندة . فلا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

وغاية ما وقفنا على ذكره ، عند الطبري في تاريخه ، بصيغة "قالوا" ، ولم يذكر له إسنادا .

قال الطبري رحمه الله تعالى:

" قالوا: وكان كتابه -أي عثمان - إلى العامة: أما بعد، فإنكم إنما بلغتم ما بلغتم بالاقتداء والاتباع، فلا تلفتنكم الدنيا عن أمركم، فإن أمر هذه الأمة صائر إلى الابتداع بعد اجتماع ثلاث فيكم: تكامل النعم، وبلوغ أولادكم من السبايا، وقراءة الأعراب والأعاجم القرآن، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الكفر في العجمة )، فإذا استعجم عليهم أمر تكلفوا وابتدعوا "

انتهى. "تاريخ الطبري" (4 / 245).

ثانيا:

هذا المعنى المذكور: له وجه صحيح، في الجملة ، وقد قرره أهل العلم في كتبهم، وتشهد له الوقائع على مرّ التاريخ .

فالعجمة: هي عدم وضوح الشيء.

قال الراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى:

" العُجْمَةُ: خلاف الإبانة، والإِعْجَامُ: الإبهام "

انتهى. " المفردات" (ص 549).

والمعنى: أن غير العربي الذي لم يتقن العربية كأهلها العالمين بها، ربما مرّ عليه من نصوص الوحي ما لا يستطيع فهمه ولا تبين معناه ، فيتأوله ويفسره من قبل نفسه ، تفسيرا باطلا

من غير علم منه بوجهه الصحيح ، وبيانه ، وهذا سبب من أعظم أسباب الابتداع في الدين ، وتغيير معالمه .

وليس المراد بالعجمة هنا : عجمة النسب ، وأن يكون الرجل من غير أنساب العرب ؛ فكم من أهل العلم والديانة من كان أعجمي الأصل ، إمام في العلم بلغة العرب ، فقيها في دين الله تعالى؛ وإنما المراد بذلك :

عجمة اللسان ، وعدم فقهه ، والجهر بتفسير كلام الله تعالى ، وكلام نبيه ، وخفاء وجوه البيان ، وأساليب كلام العرب ، ووجوه لغاتها .

قال الشافعي رحمه الله تعالى:

" وإنما بدأت بما وصفتُ، من أن القُرَآن نزل بلسان العرب دون غيره: لأنه لا يعلم مِن إيضاح جُمَل عِلْم الكتاب أحد، جهِل سَعَة لسان العرب، وكثرةَ وجوهه، وجِماعَ معانيه، وتفرقَها. ومن علِمه انتفَتْ عنه الشُّبَه التي دخلَتْ على من جهِل لسانَها ...

فإنما خاطب الله بكتابه العربَ بلسانها، على ما تَعْرِف مِن معانيها، وكان مما تعرف من معانيها: اتساعُ لسانها، وأنَّ فِطْرَتَه أنْ يخاطِبَ بالشيء منه عامًّا ظاهِرًا يُراد به العام الظاهر، ويُسْتغنى بأوَّل هذا منه عن آخِرِه.

وعاماً ظاهراً يراد به العام ويَدْخُلُه الخاصُّ، فيُسْتَدلُّ على هذا ببَعْض ما خوطِبَ به فيه؛ وعاماً ظاهراً يُراد به الخاص. وظاهراً يُعْرَف في سِياقه أنَّه يُراد به غيرُ ظاهره. فكلُّ هذا موجود عِلْمُه في أول الكلام، أوْ وَسَطِهِ، أو آخِرَه.

وتَبْتَدِئ الشيءَ من كلامها يُبِينُ أوَّلُ لفظها فيه عن آخره. وتبتدئ الشيء يبين آخر لفظِها منه عن أوَّلِهِ.

وتكلَّمُ بالشيء تُعَرِّفُه بالمعنى دون الإيضاح باللفظ، كما تعرِّف الإشارةُ، ثم يكون هذا عندها من أعلى كلامها، لانفراد أهل علمها به، دون أهل جَهَالتها.

وتسمِّي الشيءَ الواحد بالأسماء الكثيرة، وتُسمي بالاسم الواحد المعانيَ الكثيرة.

وكانت هذه الوجوه التي وصفْتُ اجتماعَها في معرفة أهل العلم منها به - وإن اختلفت أسباب معرفتها -: مَعْرِفةً واضحة عندها، ومستَنكَراً عند غيرها، ممن جَهِل هذا من لسانها، وبلسانها نزل الكتابُ، وجاءت السنة، فتكلَّف القولَ في علمِها تكلُّفَ ما يَجْهَلُ بعضَه.

ومن تكَلَّفَ ما جهِل، وما لم تُثْبِتْه معرفته: كانت موافقته للصواب - إنْ وافقه من حيث لا يعرفه - غيرَ مَحْمُودة، والله أعلم؛ وكان بِخَطَئِه غيرَ مَعذورٍ، إذا ما نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بيْن الخطأ والصواب فيه " انتهى. "الرسالة" (ص 47 - 53).

فمن جهل لغة العرب، خفيت عليه معاني نصوص الوحي؛ فإذا لم يرجع إلى أهل العلم ، واكتفى بعقله : وقع في الضلال؛ وهذا كان أحد أهم أسباب ظهور المبتدعة من خوارج ومعتزلة وغيرهم.

قال السيوطي رحمه الله تعالى:

" وقد وجدت السلف قبل الشافعي أشاروا إلى ما أشار إليه من أن سبب الابتداع الجهل بلسان العرب ...

وأخرج البخاري في تاريخه الكبير عن الحسن البصري، قال: إنما أهلكتهم – أي أصحاب البدع- العجمة "

انتهى. "صون المنطق" (ص 55 - 56).

وقال الشاطبي رحمه الله تعالى:

" ومنها – أهل البدع - تخرصهم على الكلام في القرآن والسنة العربيين، مع العُرُوِّ عن علم العربية الذي به يفهم عن الله ورسوله، فيفتاتون على الشريعة بما فهموا، ويدينون به، ويخالفون الراسخين في العلم، وإنما دخلوا في ذلك من جهة تحسين الظن بأنفسهم، واعتقادهم أنهم من أهل الاجتهاد والاستنباط، وليسوا كذلك ...

وكثيرا ما يوقع الجهل بكلام العرب في مخاز لا يرضى بها عاقل، أعاذنا الله من الجهل والعمل به بفضله.

فمثل هذه الاستدلالات لا يعبأ بها، وتسقط مكالمة أصحابها، ولا يعد خلاف أمثالهم خلافا.

فكل ما استدلوا عليه من الأحكام الفروعية أو الأصولية فهو عين البدعة، إذ هو خروج عن طريقة كلام العرب إلى اتباع الهوى "

انتهى. "الاعتصام" (2 / 47 - 50).

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-17, 17:26   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم قتل الكلب الأسود البهيم

السؤال

: هل يجوز لي قتل أي كلب أسود بهيم مع نقطتين على العينين ؟

أم هناك معيار معين علي اتباعه لقتلهم ، بدون أن أقترف ذنباً ؟

فلقد قرأت حديثاً في صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بالأسودِ البهيمِ ذي النقطتينِ . فإنَّهُ شيطانٌ ) .


الجواب :

الحمد لله

أولاً :

الحديث الذي أورده السائل حديث صحيح

أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" (1572)

من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ ، حَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ تَقْدَمُ مِنَ الْبَادِيَةِ بِكَلْبِهَا فَنَقْتُلُهُ ، ثُمَّ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِهَا ، وَقَالَ: (عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ الْبَهِيمِ ذِي النُّقْطَتَيْنِ ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ ).

وتفسيره كما قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (10/237)

قال :" معنى البهيم : الخالص السواد ، وأما النقطتان فهما نقطتان معروفتان بيضاوان فوق عينيه ، وهذا مشاهد معروف ". انتهى

والحديث يبين أنه كان هناك أمر بقتل الكلاب ، ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عن قتلها ، إلا الكلب الأسود الخالص الذي فوق عينيه نقطتان فقد أذن بقتله.

أما أصل السؤال عن حكم قتل الكلب ، وخاصة الأسود البهيم ذي النقطتين ، فجوابه كما يلي :

أولا : اتفق أهل العلم على جواز قتل الكلب العقور الذي يعتدي على الناس ، والكلب الكَلِب أي المصاب بداء الكلب

قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (10/235)

:" أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى قتل الكلْب الكلِب والكلب العقور واختلفوا في قتل مالا ضَرَرَ فِيهِ ". انتهى .

وكذلك اتفق أهل العلم على حرمة قتل الكلب الذي أذن الشرع في اقتنائه مثل كلب الصيد والماشية .

قال ابن قدامة في "المغني" (4/190)

:" أَمَّا قَتْلُ الْمُعَلَّمِ فَحَرَامٌ ، وَفَاعِلُهُ مُسِيءٌ ظَالِمٌ ، وَكَذَلِكَ كُلُّ كَلْبٍ مُبَاحٍ إمْسَاكُهُ ؛ لِأَنَّهُ مَحَلٌّ مُنْتَفَعٌ بِهِ يُبَاحُ اقْتِنَاؤُهُ ، فَحُرِّمَ إتْلَافُهُ ، كَالشَّاةِ. وَلَا نَعْلَمُ فِي هَذَا خِلَافًا ". انتهى

ثانيا : اختلف أهل العلم في حكم قتل ما سوى ذلك من الكلاب على عدة أقوال :

الأول : أن الأمر بقتل الكلاب منسوخ

ولا يجوز قتل شيء منها سوى المؤذي فقط ، وهو قول الحنفية

كما في "الدر المختار" (2/570)

والمعتمد عند الشافعية

انظر : "نهاية المطلب" (5/494) .

الثاني : جواز قتل الكلاب إلا كلب الصيد والماشية ، وهو قول الإمام مالك

قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (5/242) :

" ذهب كثير من العلماء إلى الأخذ بالحديث في قتل الكلاب ، إلا ما استثني من كلب الصيد وما ذكره معه ، وهو مذهب مالك وأصحابه ". انتهى

الثالث : أنه يجوز قتل الكلب الأسود البهيم ، وهو المعتمد عند الحنابلة

قال ابن قدامة في المغني (4/191)

: "فَأَمَّا قَتْلُ مَا لَا يُبَاحُ إمْسَاكُهُ ، فَإِنَّ الْكَلْبَ الْأَسْوَدَ الْبَهِيمَ يُبَاحُ قَتْلُهُ ؛ لِأَنَّهُ شَيْطَانٌ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ: سَأَلْت أَبَا ذَرٍّ فَقُلْت:" مَا بَالُ الْأَسْوَدِ مِنْ الْأَحْمَرِ مِنْ الْأَبْيَضِ؟

فَقَالَ: سَأَلْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا سَأَلْتنِي، فَقَالَ: الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ " . رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ:" لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنْ الْأُمَمِ لَأَمَرْت بِقَتْلِهَا ، فَاقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ " . انتهى

وسبب الخلاف بين أهل العلم في ذلك هو التعارض الظاهري بين النصوص الواردة في المسألة، فقد وردت أحاديث بالأمر بقتل الكلاب عامة دون تخصيص

ومن ذلك ما أخرجه البخاري (3323)

ومسلم (1570)

من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الكِلاَبِ ".

ووردت أحاديث أخرى بالأمر بقتل الكلاب باستثناء كلب الصيد والماشية

ومن ذلك ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (1571)

عَنِ ابْنِ عُمَرَ،" أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ ، إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ ، أَوْ كَلْبَ غَنَمٍ ، أَوْ مَاشِيَةٍ ".

ووردت أحاديث تبين أن أول الأمرين كان الأمر بقتل الكلاب ، ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها بعد ذلك

ومن ذلك ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (280)

من حديث عبد الله بْنِ الْمُغَفَّلِ ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ ، ثُمَّ قَالَ:" مَا بَالُهُمْ وَبَالُ الْكِلَابِ؟" ثُمَّ رَخَّصَ فِي كَلْبِ الصَّيْدِ وَكَلْبِ الْغَنَمِ، وَقَالَ: " إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الْإِنَاءِ فَاغْسِلُوهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَعَفِّرُوهُ الثَّامِنَةَ فِي التُّرَابِ ".

ووردت أحاديث بالتنصيص على قتل نوعين من الكلاب خاصة ، وهما الكلب العقور ، والكلب الأسود البهيم ، وفي بعض هذه الأحاديث ما يفيد أنها كانت بعد النهي عن قتل الكلاب، كالحديث الوارد في السؤال في شأن قتل الكلب الأسود البهيم .

فأما الكلب العقور فقد ورد فيه ما أخرجه البخاري (1829)

ومسلم (1198)

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ ، كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ ، يُقْتَلْنَ فِي الحَرَمِ: الغُرَابُ ، وَالحِدَأَةُ ، وَالعَقْرَبُ ، وَالفَأْرَةُ ، وَالكَلْبُ العَقُورُ) .

وأما الكلب الأسود البهيم فورد فيه الحديث الوراد في السؤال .

والراجح من هذه الأقوال : هو النهي عن قتل الكلاب إلا الكلب العقور والأسود البهيم .

ثانيا :

الأمر بقتل الكلب الأسود ليس على سبيل الوجوب ، حتى عند من قال إن الأمر بقتله لم ينسخ.

قال ابن مفلح رحمه الله في "الفروع" (10/416) :

"وَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا صَرَّحَ بِوُجُوبِ قَتْلِهِ" انتهى .

وعلى ذلك : فلا إثم على من ترك قتله ، لا سيما إذا لم يكن مملوكا له .

ويتأكد هذا – أي : ترك قتله ، من غير حرج في ذلك – إذا كان في قتله ضرر على القاتل ، كملاحقة قانونية ، إذا كان ذلك في بلد غير إسلامي يعتبر قتل الكلب الأسود وغيره جريمة يعاقب عليها القانون .

وبناء على هذا يقال : إن من استطاع قتل الكلب الاسود ، بلا مفسدة راجحة : فقد أحسن .

ومن ترك قتله ، أو لم يستطع قتله لما في قتله من ضرر عليه : فلا حرج عليه ولا إثم .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-17, 17:30   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما جاء في نسخ قتل الكلاب وسبب قتل الكلب الأسود

السؤال


:لقد وقعتُ على هذا الحديث في الإنترنت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لو لم تكن الكلاب أمة من الأمم التي خلقها الله لأمرت بقتلها ، فاقتلوا منها كل أسود بهيم ) . أبو داود . هل هذا الحديث صحيح ؟

ولماذا تقتل هذه الكلاب ؟ .


الجواب :


الحمد لله

أولاً:

عن عبد الله بن مغفَّل عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : ( لَوْلاَ أَنَّ الكِلاَبَ أمَّةٌ مِنَ الأمَمِ لأمَرْتُ بِقَتْلِهَا فَاقْتُلُوا كُلَّ أسْوَدَ بَهِيمٍ ) .

رواه الترمذي ( 1486 ) وصححه

وأبو داود ( 2845 )

والنسائي ( 4280 )

وابن ماجه ( 3205 )

وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .

وقد جاء في أحاديث أخر قتل نوعين غير الأسود البهيم وهما :

1. الكلب الأسود ذو النقطتين البيضاوين .

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : أمَرَنا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الكِلابِ ، حَتَّى إِنَّ المَرْأةَ تَقْدُمُ مِنَ البَادِيَةِ بِكَلْبِهَا فَنَقْتُلُهُ ، ثُمَّ نَهَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِهَا ، وَقَالَ ( عَلَيْكُمْ بِالأسْوَدِ البَهِيمِ ذِي النُّقْطَتَيْنِ فَإنَّهُ شَيْطَانٌ ) .

رواه مسلم ( 1572 ) .

قال النووي – رحمه الله -

: " معنى ( البهيم ) : الخالص السواد

وأما النقطتان : فهما نقطتان معروفتان بيضاوان فوق عينيه ، وهذا مشاهد معروف "

انتهى من " شرح مسلم " ( 10 / 237 ) .

2. الكلب العقور .

عن عائشة رضي الله عنها قالتْ : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ( خَمْسُ فَوَاسِقَ يُقْتَلْنَ في الحِلِّ وَالحَرَمِ : الغُرَابُ وَالحِدَأةُ وَالعَقْرَبُ وَالفَأرَةُ وَالكَلْبُ العَقُورُ ) .

رواه البخاري ( 3136 ) ومسلم ( 1198 )

وفي لفظ له ( الحيَّة ) بدلاً من ( العقرب )

وعنده – أيضاً تقييد الغراب بـ ( الأبقع )

وهو الذي فيه بياض .

قال الإمام مالك – رحمه الله -

: " إنَّ كلَّ ما عقر النَّاسَ وعدا عليهم وأخافهم مثل الأسد والنَّمِر والفهد والذئب : فهو الكلب العقور

" انتهى من " الموطأ " ( 1 / 446 ) .

ثانياً:

أما فقه الحديث فهو على ظاهره ، وهو من أمثلة الناسخ والمنسوخ ، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب كلها ، ثم نسخ الأمر بقتلها باستثناء الكلب الأسود البهيم ، وذي النقطتين ؛ والكلب العقور ، فإنه يجوز قتلها ؛ لما فيها من الضرر .

قال الخطابي- رحمه الله - :

" معنى هذا الكلام : أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَرِه إفناءَ أمَّةٍ من الأمم ، وإعدامَ جيلٍ من الخَلْق حتى يأتي عليه كله فلا يبقى منه باقيةٌ ؛ لأنَّه ما مِن خلقٍ لله تعالى إلا وفيه نوعٌ مِن الحكمةِ وضربٌ من المصلحة

يقول : إذا كان الأمر على هذا ولا سبيل إلى قتلهن كلهن : فاقتلوا شرارهن وهي السود البهم ، وأبقوا ما سواها ، لتنتفعوا بهن في الحراسة "

انتهى من " معالم السنن " – على هامش مختصر سنن أبي داود – ( 4 / 132 ) .

وقال القاضي عياض – رحمه الله -

: " عندي : أنَّ النهيَ أولاً كان نهياً عامّاً عن اقتناء جميعها ، وأمر بقتل جميعها ، ثم نهى عن قتل ما سوى الأسود ، ومنع الاقتناء في جميعها إلا كلب صيدٍ أو زرعٍ أو ماشيةٍ .

قال النووي : وهذا الذي قاله القاضي هو ظاهر الأحاديث ، ويكون حديث ابن مغفل مخصوصاً بما سوى الأسود ؛ لأنَّه عامٌّ ، فيُخص منه الأسود بالحديث الآخر "

انتهى من " شرح مسلم " للنووي ( 10 / 235 ، 236 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-17, 17:39   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حول التوفيق بين حديث ما لي وللدنيا وبين ولا تنس نصيبك من الدنيا

السؤال :

كيف يمكننا الجمع بين حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي رواه عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام ، وقد أثر في جنبه ، قلنا: يا رسول الله ، لو اتخذنا لك وِطاءً ؟

فقال: (ما لي وللدنيا ؟

ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها) رواه الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح، وبين أن المسلم يجب أن يعمر الأرض ، وأيضا له نصيب منها، أم إن المسلمين يجب أن يتقدموا في جميع المجالات ؟


الجواب :

الحمد لله

إن المتتبع لنصوص القرآن والسنة الصحيحة يرى أنها تؤكد على ما يلي :

أولا : تحديد الغاية التي لأجلها خلق الله الإنسان ، وهي تحقيق العبودية لله وحده لا شريك له .

قال الله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات/56 .

وقال تبارك وتعالى : ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) الحج/41 .

فالغاية من الخلق إقامة العبودية في أنفسهم ، وفي غيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والجهاد في سبيل الله ، وهذا هو الأصل وكل شيء تبع له وسبيل إليه .

قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) الأنعام/162-163

ثانيا : أن كل شيء في هذه الحياة من طعام وشراب ونكاح وغير ذلك ليس غاية في حد ذاته ، إنما هو وسيلة يستعين بها العبد على إقامة العبودية ، وحينئذ تصبح عبادة في حد ذاتها بذلك المسلك.

عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَيُحَدِّثُنَا فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: " إِنَّ اللهَ قَالَ: إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ ثَانٍ، وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِمَا ثَالِثٌ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ "

رواه أحمد (21906) وصححه الألباني .

ثالثا : أن المسلم لا يعمل للدنيا ولا لملذاتها وشهواتها ، فإنها لا تساوي شيئا عند الله تعالى ، ولو كانت تساوي جناح بعوضة ما سقى منها الكافر شربة ماء ، كما قال صلى الله عله وسلم :" لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ ".

أخرجه الترمذي في سننه (2320)

وصححه الشيخ الألباني في "السلسة الصحيحة" (686)

رابعا : حذرت الشريعة من التعلق بالدنيا حتى يصل العبد بذلك إلى ترك الواجبات أو الوقوع في المحرمات ، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:" تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ

إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ ". أخرجه البخاري (2887) ، وكما في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" وَاللَّهِ لاَ الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ ".

أخرجه البخاري (3158)

مسلم (2961) .

خامسا : رغبت الشريعة في الإقلال من التمتع بالدنيا ، والزهد في متاعها ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي، فَقَالَ: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، يَقُولُ: «إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ»

رواه البخاري (6416) .

سادسا : قررت الشريعة أن المال قوام الدين والحياة ، ولذا حرمت الشريعة إضاعة المال ، كما في قوله تعالى :" وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ". النساء/5 ، وكما في قوله صلى الله عليه وسلم :" " إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ ، وَإِضَاعَةَ المَالِ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ".

أخرجه البخاري (1477) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-17, 17:39   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سابعا : شرع الله لعباده عمارة الأرض لإصلاحها ، ليعود ذلك بالنفع على الإنسان والحيوان من باب الطاعات التي يؤجر عليها الإنسان ، فعن جَابِرٍ رضي الله عنه ،

أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ مُبَشِّرٍ الْأَنْصَارِيَّةِ فِي نَخْلٍ لَهَا ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ؟ أَمُسْلِمٌ أَمْ كَافِرٌ؟» فَقَالَتْ: بَلْ مُسْلِمٌ ، فَقَالَ:" لَا يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْسًا ، وَلَا يَزْرَعُ زَرْعًا ، فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ ، وَلَا دَابَّةٌ ، وَلَا شَيْءٌ ، إِلَّا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً ".

أخرجه مسلم (1552) .

قال ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (6/456) :

" وفيه الحض على عمارة الأرض لتعيش نفسه أو من يأتي بعده ممن يؤجر فيه ، وذلك يدل على جواز اتخاذ الصناع ، وأن الله تعالى أباح ذلك لعباده المؤمنين لأقواتهم وأقوات أهليهم طلبًا للغنى بها عن الناس

وفساد قول من أنكر ذلك ، ولو كان كما زعموا ما كان لمن زرع زرعًا وأكل منه إنسان أو بهيمة أجر ، لأنه لا يؤجر أحد فيما لا يجوز فعله ". انتهى .

وقال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (5/214)

:" فيه الحض على الغرس واقتناء الضياع ، كما فعله كثير من السلف ، خلافًا لمن منع ذلك. واختصاص الثواب على الأعمال بالمسلمين دون الكفار. وفيه أن المسبب للخير أجرٌ بما تنفع به ، كان من أعمال البر أو مصالح الدين ". انتهى .

ثامنا : دعت الشريعة ورغبت في أن يكون المال مع الصالحين لإنفاقه في مراضي الله تبارك وتعالى ، كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال :" نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ ".

أخرجه أحمد في المسند (17763)

وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (299) .

بل إن من أعلى المؤمنين في المنازل يوم القيامة: من رزقه الله علما نافعا ومالا صالحا فأنفقه في مرضاة رب العالمين كما في قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ، عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا ، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ ...".

أخرجه الترمذي في سننه (2325)

وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (16).

قال العراقي في "طرح التثريب" (4/74) :" قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ فِيهِ: أَنَّ الْغَنِيَّ إذَا قَامَ بِشُرُوطِ الْمَالِ، وَفَعَلَ فِيهِ مَا يُرْضِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : فَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ الْفَقِيرِ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ ". انتهى

تاسعا : لا تعارض بين أن يكون المال في يد العبد الصالح ، ثم يعد من الزاهدين ، فإن الزهد كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (11/28) :" وَ " الزُّهْدُ " الْمَشْرُوعُ تَرْكُ مَا لَا يَنْفَعُ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ وَأَمَّا كُلُّ مَا يَسْتَعِينُ بِهِ الْعَبْدُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ فَلَيْسَ تَرْكُهُ مِنْ الزُّهْدِ الْمَشْرُوعِ ".

فإن استعمل العبد المال في طاعة الله ، والدعوة إلى دينه : فإنه يكون في أعلى المنازل ، وإنما الإشكال أن يتعلق القلب بالمال .

عاشرا: وأما قوله تبارك وتعالى : ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ). القصص/77 .

فقد اختلف المفسرون فيها على قولين

قال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (13/314)

:" (وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا) اخْتُلِفَ فِيهِ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْجُمْهُورُ: لَا تُضَيِّعْ عُمْرَكَ فِي أَلَّا تَعْمَلَ عَمَلًا صَالِحًا فِي دُنْيَاكَ ، إِذِ الْآخِرَةُ إِنَّمَا يُعْمَلُ لَهَا ، فَنَصِيبُ الْإِنْسَانِ عُمْرُهُ وَعَمَلُهُ الصَّالِحُ فِيهَا. فَالْكَلَامُ ، عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ : شِدَّةٌ فِي الْمَوْعِظَةِ.

وَقَالَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: مَعْنَاهُ لَا تُضَيِّعُ حَظَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ فِي تَمَتُّعِكَ بِالْحَلَالِ وَطَلَبِكَ إِيَّاهُ ، وَنَظَرِكَ لِعَاقِبَةِ دُنْيَاكَ.

فَالْكَلَامُ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ : فِيهِ بَعْضُ الرِّفْقِ بِهِ ، وَإِصْلَاحُ الْأَمْرِ الَّذِي يَشْتَهِيهِ. وَهَذَا مِمَّا يَجِبُ اسْتِعْمَالُهُ مَعَ الْمَوْعُوظِ خَشْيَةَ النَّبْوَةِ مِنَ الشِّدَّةِ ، قَالَهُ ابْنُ عَطِيَّةَ.

قُلْتُ: وَهَذَانِ التَّأْوِيلَانِ قَدْ جَمَعَهُمَا ابْنُ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ: احْرُثْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدًا، وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَدًا ". انتهى .

ولا تعارض بين القولين فإن العبد عليه ألا يضيع حظه ونصيبه من عمره في الدنيا في المعاصي، بل عليه أن يستعمله في الطاعة .

ثم هو كذلك لا حرج عليه أن يستمتع بالحلال الطيب من غير إسراف ولا مخيلة ، كما في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « كُلُوا ، وَتَصَدَّقُوا ، وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ ، وَلَا مَخِيلَةٍ »

. أخرجه النسائي في سننه (2559)

وحسنه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (2145) .

قال ابن العربي في "أحكام القرآن" (3/513)

:" {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [القصص: 77]

ذُكِرَ فِيهِ أَقْوَالٌ كَثِيرَةٌ ، جِمَاعُهَا : اسْتَعْمِلْ نِعَمَ اللَّهِ فِي طَاعَتِهِ .

قَالَ مَالِكٌ: مَعْنَاهَا : تَعِيشُ وَتَأْكُلُ وَتَشْرَبُ ، غَيْرَ مُضَيَّقٍ عَلَيْك فِي رَأْيٍ.

قَالَ الْقَاضِي: أَرَى مَالِكًا أَرَادَ الرَّدَّ عَلَى مَنْ يَرَى مِنْ الْغَالِينَ فِي الْعِبَادَةِ التَّقَشُّفَ وَالتَّقَصُّفَ وَالْبَأْسَاءَ ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَأْكُلُ الْحَلْوَى ، وَيَشْرَبُ الْعَسَلَ ، وَيَسْتَعْمِلُ الشِّوَاءَ

وَيَشْرَبُ الْمَاءَ الْبَارِد ؛ وَلِهَذَا قَالَ الْحَسَنُ: أُمِرَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَالِهِ قَدْرَ عَيْشِهِ ، وَيُقَدِّمَ مَا سِوَى ذَلِكَ لِآخِرَتِهِ. وَأَبْدَعُ مَا فِيهِ عِنْدِي قَوْلُ قَتَادَةَ: وَلَا تَنْسَ الْحَلَالَ ، فَهُوَ نَصِيبُك مِنْ الدُّنْيَا ، وَمَا أَحْسَنَ هَذَا ". انتهى.

حاي عشر : وأما الحديث الذي ساقه السائل :

وهو ما رواه الترمذي في سننه (2377)

من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : نَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لَوِ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً، فَقَالَ: مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ".

فهو حديث صحيح بشواهده كما قال الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (490)

وينبغي أن يفهم معناه في ضوء ما سبق بيانه .

قال ابن الملقن في التوضيح (28/15)

وكان عليه السلام ينام على الحصير حتى تؤثر في جنبه ، ويتخذ من الثياب ما يشبه تواضعه وزهده في الدنيا ؛ توفيرًا لحظه في الآخرة ، وقد خيره الله بين أن يكون نبيًّا ملكًا ، وبين أن يكون عبدًا ملكًا ، فاختار الثاني ، إيثارًا للآخرة على الدنيا ، وتزهيدًا لأمته فيها ، ليقتدوا به في أخذ البلغة من الدنيا

إذ هي أسلم من الفتنة التي تخشى على من فتحت عليه زهرة الدنيا ، ألا ترى قوله: "ماذا أنزل الليلة من الفتنة ، ماذا أنزل من الخزائن" ، وقرن عليه [السلام] الفتنة بنزول الخزائن ، فدل أن الكفاف في الأمور ، عن الدنيا خير من الإكثار وأسلم من الغناء ". انتهى

وحاصل ذلك كله :

أن ينظر العبد في ماله : من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه ؟

فلا يكسبه : إلا من حِلِّه .

ولا ينفقه : إلا في حَقّه .

ولا يشغله ذلك : عن طاعة ربه ، وصلاح أمر آخرته .

فإن استعان بماله ، ونعم الله عليه ، على بلوغ الدرجات العلى ، وقدم لنفسه : فهو الغاية .

وتأمل ذلك الحديث الجليل :

روى البخاري (483) ومسلم (595) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:

جَاءَ الفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ العُلاَ، وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا، وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ، قَالَ:

أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ»، فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ بَعْضُنَا: نُسَبِّحُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَنَحْمَدُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: تَقُولُ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ» .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-17, 17:51   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الجمع بين حديث :" هل يزني المؤمن ؟

قال : قد يكون كذلك

وحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن


السؤال :


كيف يمكن الجمع بين الحديثين التاليين ؟

أخرج الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" عن عبد الله بن جراد، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا نبي الله ، هل يزني المؤمن؟ قال: ( قد يكون من ذلك )، قال : يا رسول الله، هل يسرق المؤمن؟

قال: ( قد يكون من ذلك )، قال: يا نبي الله هل يكذب المؤمن؟

قال: (لا)، ثم أتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذه الكلمة: (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون) . وهذا لفظ آخر له أخرجه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (1ـ 113ـ 235 ):

حدثني عمر بن إسماعيل الهمداني قال: حدثنا يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد قال: قال أبو الدرداء: يا رسول الله ،هل يسرق المؤمن؟

قال: ( قد يكون ذلك )، قال: هل يزني المؤمن؟

قال: ( بلى وإن كره أبو الدرداء )، قال: هل يكذب المؤمن؟ قال: ( إنما يفتري الكذب من لا يؤمن، إن العبد يَزِلُّ الزّلّة ثم يرجع إلى ربه فيتوبُ، فيتوب الله عليه )

وبين الحديث التالى : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن

ولايشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن) إذ أن فى الحديث الأول إقرار ان المؤمن قد يكون سارقا ، وفى الثانى إقرار وتوضيح أن المؤمن لا يكون مؤمنا حين يسرق ؟


الجواب :

الحمد لله

لا تعارض بين نصوص الشرع ، وإذا حدث تعارض فإنه يكون إما لعدم صحة القول المنسوب للشرع مع الشرع الصحيح ، أو يكون التعارض ظاهريا في نظر القارئ أو السامع ، أما في حقيقة الأمر فلا تعارض .

والمثال الذي ذكره السائل الكريم من جنس النوع الأول حيث إن أحد الحديثين موضوع لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والآخر صحيح ، ومعناه لا إشكال فيه أيضا .

وبيان ذلك كما يلي :

الحديث الأول الذي أورده السائل الكريم

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (3/135)

من طريق عمر بن إسماعيل الهمداني

والبغوي في "معجم الصحابة" (1732)

والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (127)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/241)

من طريق يزيد بن عبد الله بن عامر بن صعصعة

وابن أبي الدنيا في "الصمت" (474)

والخطيب في "المتفق والمفترق" (1/352)

من طريق إسماعيل بن خالد ، ثلاثتهم عن يَعْلَى بْن الْأَشْدَقِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ

هَلْ يَزْنِي الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ:" قَدْ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ " . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ يَسْرِقُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ:" قَدْ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ " . قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: " لَا " . ثُمَّ أَتْبَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [النحل: 105].

إلا أن عمر بن إسماعيل وإسماعيل بن خالد جعلا الحديث من مسند أبي الدرداء فرووه هكذا :" عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ يَسْرِقُ الْمُؤْمِنُ؟ ..." . ، واختصر إسماعيل بن خالد الحديث فاقتصر فيه على الكذب .

والحديث موضوع مكذوب

وعلته يعلى بن الأشدق

فإنه ضعيف جدا متهم بوضع الحديث

قال فيه البخاري في "التاريخ الصغير" (2/165)

:" لا يكتب حديثه "

قال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (9/303)

:" ليس بشيء ضعيف الحديث "

وقال أبو زرعة :" هو عندي لا يصدق ، ليس بشيء

قدم الرقة فقال رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له عبد الله بن جراد

فأعطوه على ذلك فوضع أربعين حديثا ". انتهى .

وقال ابن حبان في المجروحين (3/142) :

" كَانَ شَيخا كَبِيرا لَقِي عبد الله بن جَراد، فَلَمَّا كبر اجْتمع عَلَيْهِ من لَا دين لَهُ ، فدفعوا لَهُ شَبِيها بِمِائَتي حَدِيث ، نُسْخَة عَن عبد الله بن جَراد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَأَعْطوهُ إِيَّاهَا

فَجعل يحدث بهَا وَهُوَ لَا يدْرِي ، وَقد قَالَ بعض مَشَايِخ أَصْحَابنَا: أَي شَيْء سَمِعت عبد الله بن جَراد قَالَ هَذِه النُّسْخَة وجامع سُفْيَان الثَّوْريّ . لَا يحل الرِّوَايَة عَنهُ بِحَال ، وَلَا الِاحْتِجَاج بِهِ بحيلة وَلَا كِتَابَته إِلَّا للخواص عِنْد الِاعْتِبَار ". انتهى.

وعدَّ ابن الجوزي أحاديث عن عبد الله بن جراد نسخة موضوعة كما في "التحقيق" (2/77)

وقال ابن كثير "جامع المسانيد والسنن" (5/112)

بعد ذكره عبد الله بن جراد :" لا نعرف هذا الرجل إلا من طريق ابن أخيه يعلى بن الأشدق

وكان كذابًا يسأل الناس ". انتهى

والحديث ضعفه العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (2959)

وقال الشيخ الألباني رحمه الله – في السلسلة الضعيفة (5521)

:" موضوع " . انتهى .

وقد ورد أصل الحديث من طريق أمثل من هذه ، لكنها أيضا لا تثبت .

رواه مالك في "الموطأ" (2/990) (19)

عن صفوان بن سليم أَنَّهُ قَالَ : " قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا ؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا ؟ فَقَالَ: ( لَا ) .

ومن طريقه رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/456) (4472) .

وهو حديث ضعيف

قال الإمام أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله :

" قال أبو عمر: لا أحفظ هذا الحديث مسندا من وجه ثابت، وهو حديث حسن [=يعني: حسن المعنى، لا الإسناد] ، مرسل، ومعناه أن المؤمن لا يكون كذابا، والكذاب في لسان العرب من غلب عليه الكذب

ومن شأنه الكذب في ما أبيح له، وفي ما لم يبح ; وهو أكثر من الكاذب، لأن الكاذب يكون لمرة واحدة، والكذاب لا يكون إلا للمبالغة والتكرار، وليست هذه صفة المؤمن.

وأما قوله: إن المؤمن قد يكون بخيلا، وقد يكون جبانا، فهذا معلوم بالمشاهدة، معروف بالأخبار والمعاينة، ولكن ليس البخل ولا الجبن من صفات الأنبياء، ولا الجلة من الفضلاء ;

لأن الكرم والسخاء من رفيع الخصال. وكذلك النجدة والشجاعة وقوة النفس على المدافعة إذا كان في الحق ; ألا ترى إلى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين: " ثم لا تجدوني بخيلا، ولا جبانا ".

انتهى. من "الاستذكار" (27/354)

وينظر أيضا : "التمهيد شرح الموطأ" لابن عبد البر (16/253) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-17, 17:52   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وأما الحديث الثاني فهو حديث صحيح متفق عليه

أخرجه البخاري في "صحيحه" (2475)

ومسلم في "صحيحه" (57)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ» .

ومثل هذا الحديث في المعنى ما أخرجه أبو داود في "سننه" (4690)

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: " إذا زَنَى الرَّجُلُ خَرجَ منه الإيمانُ، كان عليه كالظُّلَّة ، فإذا أقلَعَ رَجَعَ إليه الإيمان"

. والحديث صحيح

قال العراقي في "طرح التثريب" (7/259)

:" إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ "

وصححه ابن حجر في "الفتح" (12/61)

والشيخ الألباني في "السلسلة الصحية" (509) .

وأما معنى الحديث : فإن المتفق عليه عند أهل السنة والجماعة أن العبد المسلم لا يكفر بإتيان الكبائر ، وأن الإيمان يزيد وينقص ، وأن إيمان العبد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .

ولذا اختلفوا في تأويل هذا الحديث ، فمنهم من حمله على الاستحلال ، أي من زنى أو شرب الخمر أو سرق مستحلا للفعل ، فقد خرج من الإيمان إلى الكفر ، وهذا مروي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه .

وقال آخرون : معنى ذلك أنه ينزع عنه اسم المدح الذي يسمى به أولياء الله وهو الإيمان ، ويستحق بهذه الأفعال اسم الذم فيقال له : فاسق .

ومنهم من حمله على النهي ، بمعنى لا ينبغي للمؤمن أن يفعل ذلك .

انظر هذه الأقوال في تهذيب الآثار للطبري (2/623)

و"فتح الباري" لابن حجر (12/61) .

وأحسن الأقوال في ذلك : أن نفي الإيمان عن أصحاب الكبائر ، كالزنى وشرب الخمر : ليس نفيا لأصل الإيمان ، وإنما نفي لكمال الإيمان الواجب ، والنزاع سائغ بين أهل العلم في كونه هل يسمى مؤمنا ناقص الإيمان ، أم يسمى مسلما ؟

قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم " (1/113)

:" ولا ريبَ أنَّه متى ضَعُفَ الإيمانُ الباطنُ ، لزمَ منه ضعفُ أعمالِ الجوارحِ الظاهرةِ أيضاً .

لكن اسم الإيمان يُنفى عمّن تركَ شيئاً مِنْ واجباتِه

كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - :" لا يزني الزاني حينَ يزني وهو مؤمنٌ " .

وقد اختلف أهلُ السُّنَّة: هل يُسمَّى مؤمناً ناقصَ الإيمانِ

أو يقال: ليس بمؤمنٍ ، لكنَّهُ مسلمٌ ، على قولين ، وهما روايتانِ عنْ أحمدَ ". انتهى .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الاستقامة" (2/181)

:" وَالْمُسلم إذا أتى الْفَاحِشَة لَا يكفر ، وإن كَانَ كَمَال الإيمان الْوَاجِب قد زَالَ عَنهُ ، كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنه قَالَ : ( لَا يَزْنِي الزَّانِي حِين يَزْنِي وَهُوَ مُؤمن

وَلَا يسرق السَّارِق حِين يسرق وَهُوَ مُؤمن ، وَلَا يشرب الْخمر حِين يشْربهَا وَهُوَ مُؤمن ، وَلَا ينتهب نهبة ذَات شرف يرفع النَّاس إليه فِيهَا أبصارهم وَهُوَ مُؤمن ) .

فَأصل الايمان مَعَه ، وَهُوَ قد يعود إلى الْمعْصِيَة ، وَلكنه يكون مُؤمنا إذا فَارق الدُّنْيَا ، كَمَا فِي الصَّحِيح عَن عمر : ( أن رجلا كَانَ يَدعِي حمارا وَكَانَ يشرب الْخمر وَكَانَ كلما أُتي بِهِ إلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمْر بجلده

فَقَالَ رجل : لَعنه الله ؛ مَا أكثر مَا يُؤْتى بِهِ إلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم :" لَا تلعنه فَإِنَّهُ يحب الله وَرَسُوله ) . فَشهد لَهُ بِأَنَّهُ يحب الله وَرَسُوله ، وَنهى عَن لعنته كَمَا تقدم فِي الحَدِيث الآخر الصَّحِيح : ( وإن زنا وإن سرق ) .

وَذَلِكَ أن مَعَه أصل الِاعْتِقَاد : أن الله حرم ذَلِك ، وَمَعَهُ خشيه عِقَاب الله ، ورجاء رَحْمَة الله ، وإيمانه بِأَن الله يغْفر الذَّنب ، وَيَأْخُذ بِهِ ، فَيغْفر الله لَهُ بِهِ ". انتهى .

وهذا هو قول أهل السنة خلافا للخوارج والمرجئة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (12/478) :

" وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ} :

فَنُفِيَ عَنْهُ الْإِيمَانُ الْوَاجِبُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ بِهِ الْجَنَّةَ ؛ وَلَا يَسْتَلْزِمُ ذَلِكَ نَفْيَ أَصْلِ الْإِيمَانِ ، وَسَائِر أَجْزَائِهِ وَشُعَبِهِ.

وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِمْ: نَفْيُ كَمَالِ الْإِيمَانِ ، لَا حَقِيقَتُهُ ، أَيْ الْكَمَالُ الْوَاجِبُ ، لَيْسَ هُوَ الْكَمَالُ الْمُسْتَحَبُّ الْمَذْكُورُ فِي قَوْلِ الْفُقَهَاءِ: الْغُسْلُ : كَامِلٌ ، وَمُجْزِئٌ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ: قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا} ؛ لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ أَنَّهُ كَافِرٌ ، كَمَا تَأَوَّلَتْهُ الْخَوَارِجُ ، وَلَا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ خِيَارِنَا. كَمَا تَأَوَّلَتْهُ الْمُرْجِئَةُ ". انتهى .

والحاصل :

أن النصوص الواردة بنفي الإيمان عن أصحاب الكبائر : ليس المراد منها أنه يخرج من الإيمان كله

ولا نفي أصل الإيمان عنه

بل المراد نفي كمال الإيمان الواجب عنه

الذي يستحق به المدح

وإن كان بقي معه من أصل الإيمان ما يمنع خروجه من الملة

أو خلوده في النار .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-17, 17:56   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

تخريج حديث " أيكون المؤمن بخيلا ؟ "

السؤال :

ورد حديث في موطأ الإمام مالك ، هذا نصه: عن صفوان بن سُليم رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل : أيكون المؤمن جباناً ؟

قال : ( نعم ) ، ثم سُئل: أيكون المؤمن بخيلاً ؟

قال : ( نعم ) ، ثم سُئل: أيكون المؤمن كذاباً؟ قال : ( لا ).

ما صحة هذا الحديث ؟


الجواب :


الحمد لله


الحديث المذكور رواه مالك في "الموطأ" (2/990) (19)

عن صفوان بن سليم أَنَّهُ قَالَ : " قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا ؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا ؟ فَقَالَ: ( لَا ).

ومن طريقه رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/456) (4472).

وهو حديث ضعيف

لأنه مرسل أو معضل

إذ أن صفوان بن سليم لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم

فهو من التابعين ،

يحتمل أن يكون سقط من الإسناد راوٍ أو راويان غير الصحابي .

وقد قال ابن عبد البر في "الاستذكار" (8/575)

: لَا أَحْفَظُ هَذَا الْحَدِيثَ مُسْنَدًا مِنْ وَجْهٍ ثَابِتٍ.

وقال الحافظ ابن حجر في "تخريج مشكاة المصابيح" (4/389):

معضل.

وضعفه الألباني في ضعيف "الترغيب والترهيب" (1752).

والله أعلم.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 10:46   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
بسمة ღ
مشرفة عـامّة
 
الصورة الرمزية بسمة ღ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بوركت اخي الكريم
جزاك الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 15:58   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maria04a4 مشاهدة المشاركة
بوركت اخي الكريم
جزاك الله خيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
اسعدك الله بكل ما تحبي

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عني كل خير

و في انتظار مرورك العطر دائما









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله الحديث و علومه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc