النصوص الثابتة والمنقولة
احسن من الكلام لا طائل منه لا يغني ولا يسمن خاوي وخالي
عهدناه وألفناه ......
.................
.فالاحسن للفائدة غيرنا ان ننقل المنفعة بدل تضييع الوقت .
.الفراع في شئ لا طائل منه
جزاك الله خيرا اخي المخلص
ودخل الخليفة المهدي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام له الناس جميعا إلا ابن أبي ذئب الإمام ، فقيل له : قم ، هذا أمير المؤمنين ، فقال : إنما يقوم الناس لرب العالمين .
فقال المهدي : دعه ، فلقد قامت كل شعرة في رأسي ."سير أعلام النبلاء" (7/144) .
وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : أنا مدير مدرسة ، وقد أتاني تعميم من إدارة التعليم بوجوب إلقاء تحية العلم والوقوف له وإلقاء النشيد الوطني للطلاب ، فما حكم هذا الفعل ؟ وهل لي أن أطيع ؟
فأجاب :
" هذه معصية بلا شك ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) فإذا أمكنكم تتخلص منها ولا تحضرها فافعل " انتهى من "موقع الشيخ على الإنترنت" .
سُئلت اللجنة الدائمة [ فتوى رقم (5963) ] :
ما حكم تحية العلم في الجيش وتعظيم الضباط ؟
الجواب :
لا تجوز تحية العلم بل هي بدعة محدثة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ " [ البخاري (2697) ، ومسلم (1718) ] ، وأما تعظيم الضباط باحترامهم وإنزالهم منازلهم فجائز أما الغلو في ذلك فممنوع سواء كانوا ضباطا أم غير ضباط .
الموقعون على الفتوى :
الرائيس عبد العزيز بن باز
نائب رائيس اللجنة الشيخ عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
وسئلت أيضا [ فتوى رقم (2123) ] :
هل يجوز الوقوف تعظيما لأي سلام وطني أو علم وطني ؟
الجواب :
لا يجوز للمسلم القيام إعظاما لأي علم وطني أو سلام وطني بل هو من البدع المنكرة التي لم تكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا في عهد خلفائه الراشدين رضي الله عنهم ، وهي منافية لكمال التوحيد الواجب ، وإخلاص التعظيم لله وحده ، وذريعة إلى الشرك ، وفيها مشابهة للكفار وتقليد لهم في عاداتهم القبيحة ومجاراة لهم في غلوهم في رؤوسائهم ومراسيمهم ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مشابهتهم أو التشبه بهم وبالله التوفيق .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/235) .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الشيخ عبد الرزاق عفيفي
الشيخ عبد الله بن غديان
الشيخ عبد الله بن قعود .
منقول
ومن أحب تدعيم الموضوع فليتفضل، وجزاه الله خيرا.
السؤال:
ما حكم الوقوف أمام العلم؟ وما حكم الكف عن الحركة والانتصاب للعلم عند النشيد الوطني؟
جواب الشيخ الألبـــانــي ـ رحمه الله ـ :
هذه -لا شك- من التقاليد الأوروبية الكافرة، وقد نهينا عن تقليدهم بمناهي عامة وخاصة، ولا يجوز لأي دولة مسلمة حقاً أن تتبنى شيئاً من تقاليد الكفار، لكن الأمر يعود إلى من كان له الخيرة في ألا يسمح بذلك، ولا شك أن الحاكم المسلم الذي ليس فوقه حاكم في الدنيا، هو الذي يستطيع أن يغير ويبدل هذه التقاليد والعادات الكافرة بتقاليد وعادات إسلامية، أما من كان موظفاً أو كان جندياً، ولا يستطيع إلا أن يتبع هذا النظام المنحرف عن الإسلام، فهذا يُظْهِرُ مراتبَ الناسِ، على حد قوله عليه السلام: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) فنحن نعلم أن مثل هذه المشاكل يقع الشيء الكثير منها في بعض البلاد الإسلامية؛ لأنها أمور -كما قلنا- تقاليد أجنبية.
مثلاً: في بعض الدول العربية الإسلامية لا يسمح للجندي أن يلتحي، فالناس على هذه المراتب التي جاء ذكرها في الحديث، أكثر الناس اليوم عندما يدخلون الجندية يحلقون لحاهم هكذا النظام، وبعضهم لا يحلقها وإنما هم يحلقونها رغم أنفه، وبعض آخر -وهذا قليل جداً، وله أمثلة هنا في الأردن وفي سوريا - يصمد ويصبر ويلقى العذاب والسجن .. إلخ، ثم ينصره الله عز وجل، فتراه جندياً ملتحياً، بينما الألوف المؤلفة بدون لحى، فإذاً القضية لها علاقة بقوة الإيمان في المكلف، هذا الذي يكلف بأن يحييّ العَلَم هذه التحية غير الإسلامية بلا شك أنه يستطيع ألا يحيي، لكنه يعلم أن أمامه السجن والتعذيب، وربما أشياء أخرى لا نعرفها، فالمؤمن القوي الإيمان يصبر، ثم ما يكون بعد الصبر إلا النصر كما وعد الله عز وجل المؤمنين، ولا يسع آخرين -لا يصبرون هذا الصبر- إلا أن يحيوا العلم وقلوبهم منكرة لهذه التحية، وهكذا يجب أن نعلم أن هذا منكر، وأن الذي يضطر إلى القيام به على الأقلَّ ينكره بقلبه؛ لأنه (ليس وراء ذلك ذرة من إيمان) كما هو معلوم في بعض روايات الحديث الصحيحة.
السائل: وهل مجرد الانتصاب أمام العلم يخل بالتوحيد؟
الجواب: نعم، يخل بالإسلام والشريعة والآداب الإسلامية.. {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }[المطففين:6] هذا تعظيم أشبه بتعظيم الأصنام؛ لأن هذا العلم عبارة عن قطعة قماش، لكن هو التقليد الأوروبي الأعمى مع الأسف الشديد!
الاجوبة الالبانية على الاسئلة الكويتية [1- 2 ]
السؤال :
أنا مدير مدرسة ، وقد أتاني تعميم من إدارة التعليم بوجوب إلقاء تحية العلم والوقوف له وإلقاء النشيد الوطني للطلاب ، فما حكم هذا الفعل ؟ وهل لي أن أطيع ؟
جواب الشيخ صـــالح الفــوزان ـ حفظه الله تعالى ـ :
" هذه معصية بلا شك ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) فإذا أمكنكم تتخلص منها ولا تحضرها فافعل " انتهى من "موقع الشيخ على الإنترنت"
الشيخ صالح الفوزان / الفتوى رقم 6564
قـــال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – عضو هيئة كبار العلماء - وفقه الله :
( وأما تحية العلم : فالتحية تأتي بمعنى التعظيم , ولا تكون تحية التعظيم إلا لله كما نقول في تشهدنا في الصلوات : التحيات لله , أي : جميع التعظيمات لله سبحانه ملكاً واستحقاقاً , فهي تحية تعظيم وليست تحية سلام ، فالله يُحيَّا ولا يُسلَّمُ عليه ، وتأتي التحية بمعنى السلام الذي ليس فيه تعظيم , وهذه مشروعة بين المسلمين ، قال تعالى : ** فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً } , وقال تعالى : { وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } , وقال تعالى عن أهل الجنة : {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } وقال تعالى : { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ } , وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم " فالسلام إنما يكون بين المسلمين ولا يكون السلام على الجمادات والخرق ونحوها , لأنه دعاء بالسلامة من الآفات ، أو هو اسم من أسماء الله يدعو به المسلم لأخيه المسلم عليه ليناله من خيراته وبركاته , والمراد بتحية العلم الآن : الوقوف إجلالاً وتعظيماً له ، وهذا هو الذي أفتت اللجنة الدائمة بتحريمه لأنه وقوف تعظيم ، فإن قيل : إن في تحية العلم احتراماً لشعار الحكومة ؟ فنقول : نحن نحترم الحكومة بما شرعه الله من السمع والطاعة بالمعروف , والدعاء لهم بالتوفيق ، واللجنة حينما تُبيِّنُ هذا للمسلمين إنما تُبيِّنُ حكماً شرعياً يجب علينا جميعاً حكومة وشعباً امتثاله ، وحكومتنا - حفظها الله وبارك فيها - هي أولُ مَن يمتثل ذلك , هذا ما أردت بيانه خروجاً من إثم الكتمان ) جريدة الجزيرة عدد 11989 يوم الثلاثاء 20/6/1426هـ .
وقــال حفظه الله : ( طاعة الدولة واجبة فيما لا يُخالف الشرع , وهي لا تريد مخالفة الشرع في جميع أنظمتها , وأيضاً : تحية العلم قد صدر بتحريمها فتوى شرعية من جهة رسمية نصبتها الدولة وعيَّنت فيها الْمُفتين .. وهل القيام للعلم إذاً من باب العبث ؟ لا إنما هو نوعٌ من التعظيم ، والتحيات في الأفعال من القيام والركوع والسجود وغير ذلك كلُّها لله ، كما في الحديث الصحيح : { التحيات لله } قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في آداب المشي إلى الصلاة : أي جميع التحيات لله استحقاقاً وملكاً , قال الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي البلاد السعودية رحمه الله في شرحه : أي : جميع التحيات لله استحقاقاً وملكاً , يعني : أنَّ الربَّ جلَّ وعلا هو المستحق لجميع التعظيمات , لأنه الكبير الذي لا أكبر منه ، والجليل الذي لا أجلَّ منه , انتهى ... ولَمَّا صلَّى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في بيته جالساً لمرض أصابه ، وقام مَن حضر خلفه يُصلُّون قياماً أشار إليهم أن اجلسوا , ولَمَّا سلَّم من صلاته قال : " كدتم آنفاً أن تفعلوا فعلَ فارس والروم , يقومون على ملوكهم وهم جلوس" فهذا يدلُّ على تحريم التشبه بفارس والروم في قيامهم على ملوكهم تعظيماً لهم ، فدلَّ ذلك على أمرين : تحريم القيام تعظيماً للمخلوق , وتحريم التشبه بالكفار ) جريدة الجزيرة عدد 12017 يوم 18/7/1426هـ .
تأصيل الانتماء والمواطنة الشرعية
أكد الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء أن انتماء الإنسان إلى الدولة المسلمة تقتضي منه السمع والطاعة لولي أمر المسلمين فيها، والحذر من الخروج على هذه الدولة بشبهات أو مغريات أو غير ذلك من الانتماءات الأخرى الفكرية والمذهبية، والتمسك بهذه الدولة ومناصرتها، وأن تكون مع جماعة المسلمين فيها، وعدم الفرقة وتبني الأفكار الوافدة التي ضيعت كثيرا من شباب المسلمين عملا، كما جاء في حديث حذيفة - رضي الله عنه - لما أخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ظهور الفرق والاختلافات، قال: «فما تأمرني إن أدركني ذلك»، قال: (أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)، قال: «فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام»، قال: (اعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك).
جاء ذلك في لقاء الدكتور صالح بن فوزان الفوزان الليلة الماضية ألقى خلالها محاضرة بعنوان:
(تأصيل الانتماء والمواطنة الشرعية) ضمن (برنامج الأئمة والخطباء الذي ينظمه معهد الأئمة والخطباء بمقر فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة الرياض.
وأبان الفوزان أن المواطنة لها أحكام شرعها الإسلام بين المسلمين بعضهم مع بعض في مواطنهم، والمسلمون إخوة، حتى وإن لم يكونوا متعاصرين، ولو لم يكونوا في موضع واحد فهم إخوة، كما قال الله - جل وعلا - {إنما المؤمنون إخوة}، السابقون واللاحقون والمجتمعون في مكان واحد، والمتفرقون في أقطار الأرض كلها أخوة في الإيمان، فمن لازم المواطنة مع المسلمين الأخوة في الله - عز وجل - وما يلزم لها من أحكام، وما يتعلق بها من أحكام.
وأضاف قائلا: إنه لا بد أن يعرف المسلم بأنه يجب أن يتعامل مع المسلمين تعامل الأخ مع أخيه، كما قال - صلى الله عليه وسلم - (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، و(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)، و(المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، فتتعامل مع إخوانك بالصدق والنصيحة، كما تتعامل مع نفسك، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
وأكد على أن المواطنة بين المسلمين، ليست مقصورة على المسلمين في بلد واحد، وإنما هو بين المسلمين عموما في جميع أقطار الأرض، والتعامل معهم معاملة خاصة بمقتضى الإيمان، ومقتضى الإسلام، وحقوق المسلمين بعضهم على بعض، لأنه أخوك، وهو نفسك، وتعتبره مثل نفسك، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وفي ظل ذلك يكره لأخيه ما يكرهه لنفسه.
وأبان الفوزان -في سياق محاضرته- أن التعامل مع غير المسلمين ينقسم إلى قسمين:
الأول غير المسلمين غير الحربيين، والثاني غير المسلمين الحربيين، وقال: أما الحربيون فالتعامل معهم بالدعوة إلى الله -عز وجل- أولا، ثم الجهاد، فبعد الدعوة إلى الله الجهاد في سبيل الله، إذا قدر أو على من يقدر، أو إذا استنفره الإمام، فإنه يقاتل في سبيل الله.
وأضاف قائلا: أما التعامل مع الكفار غير الحربيين، وهم أهل الذمة وأهل العهد وأهل الأمان، فهؤلاء لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، فيعطون حقوقهم من الأمن وتركهم على دينهم بشرط أن لا يظهروه، وإنما يكون بينهم، في مآكلهم ومشاربهم التي يرون حلها، ولكن لا يظهرونها إذا كانت حراما في الشريعة الإسلامية، ولا يظهرونها إنما تكون فيما بينهم، هذا موجب العهد، وكذلك الدفاع عنهم ممن اعتدى لأنهم صاروا في العهد والذمة، فالمسلمون يدافعون عن حلفائهم، كما أن الحلفاء من المعاهدين والذميين يقاتلون مع المسلمين في حماية الوطن، وطن الجميع، كما عاهد -صلى الله عليه وسلم- على ذلك اليهود في المدينة على أن يبقوا مواطنين لكن لا يظهر منهم أذى للمسلمين، وإذا ناب المدينة شيء، فإنهم يكونون مع المسلمين في الدفاع عنها، هذا حق المواطنة بين المسلمين وغيرهم.
وشدد الفوزان عضو هيئة كبار العلماء على أن من أعظم حقوق المواطنة بين المسلمين وغيرهم احترام دمائهم وأموالهم، فلا يجوز قتل المعاهد، ذمي أو معاهد أو مستأمن، ولا يجوز قتله، حتى ينتهي العقد الذي بينه وبين المسلمين، ويعلن عليه الحرب، يكون حربيا إذا انتهى العهد صار حربيا يعلن عليه الجهاد، أما ما دام العهد باقيا، فإنه حرام الدم والمال، وجاء الوعيد الشديد بحق من قتل معاهدا، قال -صلى الله عليه وسلم-: " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة " رواه البخاري، هذا كافر، وقتله صار عليه هذا الوعيد من أجل العهد الذي بينه وبين المسلمين، والله - جل وعلا - يقول: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا} {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا}.
وأوضح الشيخ الدكتور الفوزان أن ولي الأمر لو خشي من المعاهدين خيانة، فإنه لا يعاجلهم بالعقوبة، بل يعلن أنه سينهي العقد معهم، حتى يكونوا على بصيرة، قال الله تعالى: {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين}، فهذا من المواطنة بين المسلم والكافر المعاهد أو الذمي أو المستأمن الذي يدخل في بلاد المسلمين عن إذن أو عن عهد أو عن عقد ذمة، يكون له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، ولا يجوز ظلمه ولا الجور في حقه، قال -تعالى-: {يا أيها الذين آمنوا لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}، موضحا أن لا يجرمنكم شنئان قوم هو البغض لهم، والقوم الكفار على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى، اتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور.
وبين الفوزان أن من حقوق المواطنة مع المواطن سواء كان مسلما أو ذميا أو معاهدا أو مستأمنا، احترام الحقوق والأموال، ولهذا نهى -صلى الله عليه وسلم- عن الغضب في المعاملات، وعن الجهالة في المعاملات، وعن القمار، وعن الرشوة، قال تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون} وقوله -عز وجل-: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم}، ويجب الصدق في المعاملة مع المواطنين من المسلمين وغيرهم، بل وحتى غير المسلمين، وغير المعاهدين، ولا تجوز الخيانة والغدر والكذب، وعلى المسلم أن يترفع عن هذه الأخلاق، ولا يقول هؤلاء كفار ولا بأس بأخذ أموالهم، لا تحل أموال الكفار إلا بالقتال غنيمة، ليس معناه أن كل كافر تأخذ ماله، وتسطو على بيته، وتأخذ ماله، وتقول حلال المال، فهذا لا يجوز.
وأبان أن من حقوق المواطنة احترام المرافق التي ينتفع بها أهل الوطن، والمرافق العامة، وموارد المياه، والطرق، والظل الذي يستظل به الناس، مشيرا إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن إيذاء الناس في مرافقهم، ونهى عن البول في قارعة الطريق وعن البراز تحت ظل يستظل به الناس، فهذه مرافق عامة، لا يجوز للإنسان أن يفسدها على المواطنين، فالإسلام سبق جميع أهل الأرض في مراعاة المصالح لأهل البلد، ونهى عن إفساد المرافق التي يرتبط بها الناس،، بل أوجب اللعنة على من أفسد على الناس طرقاتهم أو موارد مياههم، أو غير ذلك، فقدرها عليهم، كل هذا مما يدل على أن الإسلام جاء بالمواطنة الصحيحة التي لم يأت بها نظام من أنظمة البشر، وإنما الإسلام هو الذي جاء بها صيانة لمصالح الناس، وفي هذا ترغيب للدخول في الإسلام.
واستطرد الفوزان قائلا: إن الكفار إذا رأوا الإسلام بهذا المظهر وهذا التنظيم، وهذا الجمال ، فإن هذا سبب في الدعوة إليه قبل الدعوة بالقول، فالدعوة بالفعل أبلغ من الدعوة بالقول،ويجب أن تكون بلاد المسلمين نموذجا عاليا بين العالم، هذا هو الواجب، ولا نستورد من بلاد الكفار أو حضارة الكفار وعندنا الإسلام بأحكامه وتشريعاته، ونستورد من نظم الكفار، بل ننفذ ما عندنا من النظم الإلهية في بلادنا في المواطنة، ونكون نموذجا عاليا أمام العالم.
جريدة الرياض الأربعاء 22 صفر 1427هـ - 22 مارس 2006م
https://www.alfawzan....an/default.aspx