هل ( النجم إذا هوى ) علامة ليلة القدر؟
السؤال
أود أن أسأل سماحتكم عن معنى قوله تعالى في الآية الكريمة (والنجم إذا هوى) التي اختلفت معانيها على يد علمائنا الأكابر يرحمهم الله. ففي ليلة الأربعاء 26 رمضان 1438
بعد صلاة التراويح، رأيت آية في السماء تجسد الآية الكريمة تماما كما وصفها الله سبحانه في القرآن الحكيم ب"الهوي" وكما فسرها بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة "والنجوم"
. وقال: ذهب إلى لفظ الواحد, وهو في المعنى الجميع. فوالله لقد رأيت بأم عيني نجوما كثيرة تهوي بنفس الوقت وبانتظام جليل، بينما كان البعض منها ثابتا لا يتحرك. فما تفسيركم لما رأيت؟
وهل يمكن أن نعتبرها كعلامة/إشارة -من الله تعالى- على الليلة المتحرى عنها "ليلة القدر المخفية"؟
بغض النظر عن قضية الاهتداء في الأسفار. فهل ما رأيته قد يعد تأويلا للآية الكريمة؟ وإن كان لا فما تفسير سماحتكم؟
أفتوني يرحمكم الله.
الجواب :
الحمد لله
أولًا:
اختلف العلماء في المراد بالنجم هنا على أقوال:
القول الأول: أن المراد به الثريا، والثريا مجموعة من نجوم السماء، واختار هذا القول الطبري وغيره .
والثاني: الرُّجوم من النُّجوم، يعني ما يرمى به الشياطين.
والثالث: أنه القرآن نزل نجوما متفرِّقة.
والرابع: نجوم السماء كُلِّها.
والخامس: أنها الزُّهَرةُ، النجم المعروف.
انظر هذه الأقوال في تفسير الطبري: (22/ 5 - 7)، وزاد المسير: (4/ 183).
فعلى قول من قال: النجم: الثريا، يكون هوى بمعنى غاب .
ومن قال: هو الرُّجوم، يكون هُوِيُّها في رمي الشياطين.
ومن قال: القرآن، يكون معنى هوى : نزل.
ومن قال: نجوم السماء كلِّها :
ففيه قولان: أحدهما: أن هُوِيَّها أن تغيب. والثاني: أن تنتثر يوم القيامة.
قال ابن كثير: " واختلف المفسرون في معنى قوله تعالى: والنجم إذا هوى فقال ابن أبي نجيح،
عن مجاهد: يعني بالنجم: الثريا إذا سقطت مع الفجر. وكذا روي عن ابن عباس، وسفيان الثوري. واختاره ابن جرير. وزعم السدي أنها الزهرة.
وقال الضحاك: والنجم إذا هوى إذا رمي به الشياطين. وهذا القول له اتجاه.
وروى الأعمش، عن مجاهد في قوله: والنجم إذا هوى يعني: القرآن إذا نزل. وهذه الآية
كقوله تعالى: فلا أقسم بمواقع النجوم. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم. إنه لقرآن كريم. في كتاب مكنون. لا يمسه إلا المطهرون. تنزيل من رب العالمين [الواقعة: 75 -80].
وقوله: ما ضل صاحبكم وما غوى هذا هو المقسم عليه، وهو الشهادة للرسول، صلوات الله وسلامه
عليه، بأنه بار راشد تابع للحق، ليس بضال، وهو: الجاهل الذي يسلك على غير طريق بغير علم، والغاوي: هو العالم بالحق العادل عنه قصدا إلى غيره .
فنزه الله سبحانه وتعالى رسوله وشرعه عن مشابهة أهل الضلال كالنصارى وطرائق اليهود، وعن علم الشيء وكتمانه والعمل بخلافه، بل هو صلوات الله وسلامه عليه
وما بعثه الله به من الشرع العظيم في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد
ولهذا قال: وما ينطق عن الهوى أي: ما يقول قولا عن هوى وغرض، إن هو إلا وحي يوحى أي: إنما يقول ما أمر به، يبلغه إلى الناس كاملا موفرا من غير زيادة ولا نقصان"
التفسير: (7/ 442 - 443).
قال ابن تيمية:
" أهل العلم بالتفسير متفقون على أن النجم المقسم به: إما نجوم السماء، وإما نجوم القرآن، ونحو ذلك "
منهاج السنة: (7/ 67)، بتصرف .
ثانيًا:
لم نقف على أحد ربط بين هذه الآية، وبين ليلة القدر .
ثالثًا:
أما تفسير ما رأيت، فالله أعلم به، فقد تكون شهبًا، وقد يكون ذلك من الأمور الطبيعية ، وقد يكون أمرا توهمته ، لما وقر في نفسك ، أو اشتبه عليك : من علاقة ذلك بليلة القدر .
وبحسب المؤمن في مثل تلك الليالي : أن يسعى إلى اغتنامها ، وإحيائها بطاعة رب العالمين ، والإخلاص له ، وأن يفتقر إلى الرحمن الرحيم : أن يتقبل منه .
والخلاصة
لا علاقة بقوله تعالى: (والنجم إذا هوى) بليلة القدر .
والله أعلم