أسماء الله الحسنى وصفاته - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أسماء الله الحسنى وصفاته

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-03-02, 18:43   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18


ثانيا :

فكما سبق من كلام شيخ الإسلام ، فإن نصوص الوحي ومنها آيات القرآن قد دلت على إثبات الكمال لله تعالى .
لكن مما يجب الانتباه إليه بداية

هو أن المعاني لأي كتاب لا تؤخذ فقط من ظواهر ألفاظه بل تراعى أيضا طرقا أخرى

ومن الطرق التي اتفق عليها العقلاء في كل ملة أن المعاني تؤخذ أيضا بالاستقراء وبالإشارة ومن سياق النص وروحه ومن الدلالات المعتبرة لألفاظ النص .

فإذا راعينا هذا ؛ فإنه يمكن القول أن صفة الكمال وإن لم تأت بهذا اللفظ في القرآن إلا أن آيات القرآن قد دلت عليها من عدة أوجه ؛ ومن أهمها وأوضحها :

الوجه الأول : بالاستقراء لنصوص القرآن الكريم نجد أن الله تعالى قد وصف نفسه بصفات الكمال .

وقد سمى الله تعالى نفسه بكثير من صفات الكمال هذه ثم وصف أسماءه هذه بالحسنى في عدد من آيات القران ؛ ومن ذلك قوله تعالى :

( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأعراف (180) .

فإذا كان الله تعالى متصفا بغاية الكمال في الحسن ، لزم من هذا انتفاء ما يضادها من الأوصاف الناقصة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

" وبالجملة فالسمع قد أثبت له من الأسماء الحسنى وصفات الكمال ما قد ورد

فكل ما ضاد ذلك فالسمع ينفيه ، كما ينفي عنه المثل والكفؤ ، فإن إثبات الشيء نفي لضده ، ولما يستلزم ضده ، والعقل يعرف نفي ذلك ، كما يعرف إثبات ضده ، فإثبات أحد الضدين نفي للآخر ولما يستلزمه .

فطرق العلم بنفي ما ينزه الرب عنه متسعة "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (3 / 84) .

ولهذا عقب الله تعالى على هذا الوصف

– بأن له الأسماء الحسنى - في آية أخرى بأن أثبت أنه المستحق للتسبيح .

فقال تعالى :

( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الحشر (24) .

والتسبيح : في اللغة : هو التنزيه .

قال ابن الأثير رحمه الله تعالى :

" وأصل التسبيح : التنزيه والتقديس والتبرئة من النقائص ، ثم استعمل في مواضع تقرب منه اتساعا "

انتهى . " النهاية في غريب الحديث " (2 / 331) .

فإذا كانت صفات الله كلها بالغة في الحسن غاية الكمال ، وهو سبحانه منزه مع ذلك عن كل ما يعيب . فهذا دليل من القرآن واضح على كمال الله سبحانه وتعالى .

الوجه الثاني :

جاءت آيات قرآنية كثيرة بتسبيح الله تعالى والأمر بذلك ، والتسبيح في اللغة كما سبق هو التنزيه

وتنزيه الله تعالى يتضمن نفي كل نقص

فإذا نفي كل نقص عن الله تعالى ، لم يبق من صفاته إلا ما يدل على الكمال .

ولاقتضاء التنزيه لكمال الله تعالى ، اقترن به في عدد من الآيات حمد الله لأنه يشعر بهذا الكمال بل يستلزمه .
كما في قوله تعالى :

( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الصافات (180 – 182) .

قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية :

" ينزه تعالى نفسه الكريمة ويقدسها ويبرئها عما يقوله الظالمون المكذبون المعتدون ...

( وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) أي : له الحمد في الأولى والآخرة في كل حال .

ولما كان التسبيح يتضمن التنزيه والتبرئة من النقص ، بدلالة المطابقة ، ويستلزم إثبات الكمال

كما أن الحمد يدل على إثبات صفات الكمال مطابقة ، ويستلزم التنزيه من النقص ؛ قرن بينهما في هذا الموضع ، وفي مواضع كثيرة من القرآن "

انتهى من " تفسير ابن كثير " (7 / 46) .

الوجه الثالث :

إذا علمنا كما سبق أن الله نزه نفسه عن كل نقص ، وأن هذا يلزم منه أنه لا يتصف إلا بما يُحْمد عليه

فإن الله تعالى أخبر أنه في هذه الصفات المحمودة عال على صفات خلقه ، لا يدركه فيها أحد ، وهذا غاية الكمال .
فقال الله تعالى في بيان علوه على خلقه بذاته وصفاته :

( فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ ) غافر (14 – 15) .

وقال تعالى :

( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الروم (27) .
ونفى أن يشابهه أحد من خلقه فقال تعالى :

( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى (11) .

وهذا كله يشير إلى غاية الكمال في صفات الله تعالى .

الوجه الرابع :

أن الله سمى نفسه بأسماء ، كل واحد منها يدل على عموم كماله تعالى وبراءته من النقائص

ومن ذلك :

1- القدوس .

قال الله تعالى :

( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) الجمعة (1) .

قال ابن الأثير رحمه الله تعالى :

" في أسماء الله تعالى " القدوس " : هو الطاهر المنزه عن العيوب . وفُعُّول :

من أبنية المبالغة "

انتهى . " النهاية " (4 / 23) .

2- السّلام .

قال الله تعالى :

( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ ) الحشر (23) .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى :

" ولما كان " السلام " اسما من أسماء الرب تبارك وتعالى ، وهو اسم مصدر في الأصل - كالكلام والعطاء – بمعنى السلامة ، كان الرب تعالى أحق به من كل ما سواه

لأنه السالم من كل آفة وعيب ونقص وذم ، فإن له الكمال المطلق من جميع الوجوه ، وكماله من لوازم ذاته ، فلا يكون إلا كذلك ، والسلام يتضمن سلامة أفعاله من العبث والظلم وخلاف الحكمة

وسلامة صفاته من مشابهة صفات المخلوقين ، وسلامة ذاته من كل نقص وعيب ، وسلامة أسمائه من كل ذم ؛ فاسم " السلام " يتضمن إثبات جميع الكمالات له وسلب جميع النقائص عنه "

انتهى من " أحكام أهل الذمة " (1 / 413 – 414) .

3- الصمد .

قال الله تعالى :

( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ) الإخلاص (1 – 2) .

روى الطبري في "تفسيره" (24/736)

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: الصَّمَدُ [الإخلاص: 2] يَقُولُ: السَّيِّدُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي سُؤْدَدِهِ، وَالشَّرِيفُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي شَرَفِهِ، وَالْعَظِيمُ الَّذِي قَدْ عَظُمَ فِي عَظَمَتِهِ، وَالْحَلِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِلْمِهِ

وَالْغَنِيُّ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي غِنَاهُ، وَالْجَبَّارُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي جَبَرُوتِهِ، وَالْعَالِمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عِلْمِهِ

وَالْحَكِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِكْمَتِهِ، وَهُوَ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي أَنْوَاعِ الشَّرَفِ وَالسُّؤْدَدِ، وَهُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هَذِهِ صِفَتُهُ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لَهُ .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى :

" قال بعض العلماء : الصمد السيد ، الذي يلجأ إليه عند الشدائد والحوائج .

وقال بعضهم : هو السيد الذي تكامل سُؤْدُدُه ، وشرفه ، وعظمته ، وعلمه ، وحكمته .

وقال بعضهم : " الصمد " هو الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ؛ وعليه فما بعده تفسير له .

وقال بعضهم : هو الباقي بعد فناء خلقه .

وقال بعضهم : " الصمد " هو الذي لا جوف له ، ولا يأكل الطعام ...

من المعروف في كلام العرب إطلاق الصمد على السيد العظيم ، وعلى الشيء المصمت الذي لا جوف له ...

فإذا علمت ذلك ، فالله تعالى هو السيد الذي هو وحده الملجأ عند الشدائد والحاجات ، وهو الذي تنزه وتقدس وتعالى عن صفات المخلوقين ، كأكل الطعام ونحوه ، سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا "

انتهى من " أضواء البيان " (2 / 220 - 221) .

4- الحميد :

قال الله تعالى :

( يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) فاطر (15) .

قال الخطابي رحمه الله تعالى :

" الحميد : هو المحمود الذي استحق الحمد بفعاله ، وهو فَعِيْل بمعنى مَفْعولٍ

وهو الذي يحمد في السراء والضراء ، وفي الشدة والرخاء ، لأنه حكيم لا يجري في أفعاله الغلط ، ولا يعترضه الخطأ ؛ فهو محمود على كل حال "

انتهى من " شأن الدعاء " (ص 78) .


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء








 


قديم 2020-03-03, 17:34   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

هل يصح ذكر اسم الله الأعظم في هذا الحديث؟


السؤال

أنا باحثة شرعية متخصصة في أمور العقيدة

أصنف حاليا بحثا حول اسم الله الأعظم ، وقد وجدت حديثا يصرح به

ولكننى لم أجد هذا الحديث يحتج به أحد ممن ناقش ماهية الاسم الأعظم إلا في بحث وحيد فقط

وأما باقى الأبحاث فلم تنوه إليه أصلا ، كما أنى حاولت البحث عنه في مواقع تحقيق الأحاديث فلم أجده

لذلك أرجو منكم تحقيق الحديث ، وذكر سبب عدم تواجده في أي موقع أحاديث

وسبب عدم ذكره في جل الأبحاث التى تناولت اسم الله الأعظم

والحديث أَخْرَجَه التِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ

وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مَرْفُوعًا ( أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وَأَفْضَلُ مَا قُلْت أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إلَهَ إلَّا اللَّه، ُ وَهِيَ كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ وَالْإِخْلَاصِ وَهِيَ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ ) .

. يراجع كتاب " سبل السلام " (2/704) .


الجواب

الحمد لله

روى الترمذي (3383) وحسنه، وابن ماجة (3800)

وابن حبان (846) ، والحاكم (1834)

والنسائي في "السنن الكبرى" (10599) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ،

قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ لِلَّهِ
.
وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي ".

وروى الترمذي (3585) عن ابن عمرو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ: خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي".

وروى الإمام مالك في "الموطأ "(726) ، والبيهقي في "السنن" (8391)

عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِاللهِ بْنِ كَرِيزٍ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ .

وقال ابن عبد البر رحمه الله :

" جَاءَ مُسْنَدًا مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ".

انتهى من "التمهيد" (6/ 39) .

وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (1102) .

وقال الصنعاني رحمه الله في "سبل السلام" (2/ 704):

" أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مَرْفُوعًا :

أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَفْضَلُ مَا قُلْت أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وَهِيَ كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ وَالْإِخْلَاصِ وَهِيَ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ " انتهى .

فجمع رحمه الله بين حديث جابر : أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

وبين حديث ابن عمرو :

أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ .

ثم قال : " وَهِيَ كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ وَالْإِخْلَاصِ وَهِيَ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ " .

فالقول بأن كلمة التوحيد هي اسم الله الأعظم ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم

وإنما هو من كلام الصنعاني رحمه الله ، ولعله لما رأى أن كلمة التوحيد هي أفضل الذكر ، وهي أفضل ما قال الأنبياء عليهم السلام ، اختار أن تكون هي اسم الله الأعظم .

وربما وقع في بعض طبعات الكتاب، أو في النسخة الالكترونية منه، جَعْل الكلام كله بين قوسين ، فظنت الأخت الباحثة أن الكلام كله حديث مرفوع ، وليس الأمر كذلك .

ويتضح الأمر أكثر إذا علمنا أن هذا الكلام ليس للصنعاني أيضا ، وإنما هو نقله من الكتاب الذي اختصره

" وقد جاء فى الحديث هنا أيضًا : أفضل الذكر التهليل

وأنه أفضل ما قاله - عليه السلام - والنبيون من قبله . وقد قيل : إنه اسم الله الاَعظم ، وهى كلمة الإخلاص "

انتهى من "إكمال المعلم" للقاضي عياض (8/192) .

ثم نقله الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" (114/207)

وزاد بعده تخريج حديث "أفضل الذكر.." .

ثم نقله ، مع بعض تغيير في العبارة ، ودمج التخريج : المغربي ، في "البدر التمام" (10/427):

" ويدل على أفضلية التهليل الحديث مرفوعًا:

"أفضل الذكر لا إله إلا الله". أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث جابر. و"أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله" . وهو كلمة التوحيد والإخلاص، وهو اسم الله الأعظم .. " اهـ

وهي العبارة التي أخذها الصنعاني في كتابه "سبل السلام" ، الذي هو مختصر لكتاب " البدر التمام" .

فتحصل من ذلك كله : إن وصف "لا إله إلا الله " بـ"اسم الله الأعظم" ليس في الحديث المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو قول "قيل"

على حد تعبير القاضي عياض رحمه الله ، وسرى منه إلى غيره ، على نحو ما ذكرناه .

وقد أوردنا ما جاء في " اسم الله الأعظم " في النصوص النبوية،

وأقوال بعض أهل العلم

وبينّا الراجح من أقوالهم في جواب السؤال القادم

والله تعالى أعلم .









قديم 2020-03-03, 17:42   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

" اسم الله الأعظم "

في النصوص النبوية وأقوال أهل العلم


السؤال

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة )

ومنها اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى .

سؤالي هو : ما هو اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى ؟

وكيف نعرفه ؟

وهل أحد من أهل العلم كان يعرفه ؟

هل أجمع العلماء عليه ؟ .


الجواب

الحمد لله


أولاً:

ورد في خصوص " اسم الله الأعظم " عدة أحاديث ، أشهرها :

1. عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال : ( اسْمُ اللَّهِ الأَعظَمُ فِي سُوَرٍ مِنَ القُرآنِ ثَلَاثٍ : فِي " البَقَرَةِ " وَ " آلِ عِمرَانَ " وَ " طَهَ " ) .

رواه ابن ماجه ( 3856 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح ابن ماجه " .

2. عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ثُمَّ دَعَا " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ "

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ) .

رواه الترمذي ( 3544 ) وأبو داود ( 1495 ) والنسائي ( 1300 ) وابن ماجه ( 3858 )

وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

3. عن بُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا

يَقُولُ " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ " ، فَقَالَ : ( لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ) .

رواه الترمذي ( 3475 ) وأبو داود ( 1493 ) وابن ماجه ( 3857 )

وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك .

" فتح الباري " ( 11 / 225 ) .

4. عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )

وَفَاتِحَةِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ( الم . اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) .

رواه الترمذي ( 3478 ) وأبو داود ( 1496 ) وابن ماجه ( 3855 ) .

والحديث ضعيف ، فيه عبيد الله بن أبي زياد وشهر بن حوشب ، وكلاهما ضعيف .

ثانياً:

قد اختلف أهل العلم في " اسم الله الأعظم " من حيث وجوده على أقوال :

القول الأول :

إنكار وجوده أصلاً ! لاعتقادهم بعدم تفضيل اسم من أسماء الله تعالى على آخر ، وقد تأول هؤلاء الأحاديث الواردة السابقة فحملوها على وجوه :

الوجه الأول : من قال بأن معنى " الأعظم " هو " العظيم " وأنه لا تفاضل بين أسماء الله تعالى .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

وقد أنكره قوم كأبي جعفر الطبري وأبي الحسن الأشعري وجماعة بعدهما كأبي حاتم بن حبان والقاضي أبي بكر الباقلاني فقالوا : لا يجوز تفضيل بعض الأسماء على بعض

ونسب ذلك بعضُهم لمالك ؛ لكراهيته أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها من السور لئلا يُظن أن بعض القرآن أفضل من بعض فيؤذن ذلك باعتقاد نقصان المفضول عن الأفضل

وحملوا ما ورد من ذلك على أن المراد بالأعظم : العظيم ، وأن أسماء الله كلها عظيمة

وعبارة أبي جعفر الطبري : " اختلفت الآثار في تعيين الاسم الأعظم والذي عندي : أن الأقوال كلها صحيحة إذ لم يرد في خبر منها أنه الاسم الأعظم

ولا شيء أعظم منه " ، فكأنه يقول : كل اسم من أسمائه تعالى يجوز وصفه بكونه أعظم ، فيرجع إلى معنى عظيم كما تقدم .انتهى

الوجه الثاني : أن المراد بالأحاديث السابقة بيان مزيد ثواب من دعا بذلك الاسم .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

وقال ابن حبان : الأعظمية الواردة في الأخبار : إنما يراد بها مزيد ثواب الداعي بذلك ، كما أطلق ذلك في القرآن ، والمراد به : مزيد ثواب القارئ .

انتهى

الوجه الثالث : أن المراد بالاسم الأعظم حالة يكون عليها الداعي ، وهي تشمل كل من دعا الله تعالى بأي اسم من أسمائه ، إن كان على تلك الحال .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

وقيل : المراد بالاسم الأعظم : كل اسم من أسماء الله تعالى دعا العبد به مستغرقاً بحيث لا يكون في فكره حالتئذ غير الله تعالى

فإن من تأتَّى له ذلك : استجيب له ، ونقل معنى هذا عن جعفر الصادق ، وعن الجنيد ، وعن غيرهما .انتهى

القول الثاني :

قول من قال بأن الله تعالى قد استأثر بعلم تحديد اسمه الأعظم ، وأنه لم يُطلع عليه أحداً من خلقه .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

وقال آخرون : استأثر الله تعالى بعلم الاسم الأعظم ولم يطلع عليه أحداً من خلقه .انتهى

ينظر: " فتح الباري " ، للحافظ ابن حجر ( 11 / 224 ) .

القول الثالث :

قول من أثبت وجود اسم الله الأعظم وعيَّنه ، وقد اختلف هؤلاء المعينون في الاسم الأعظم على أربعة عشر قولاً ! وقد ساقها الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه "

فتح الباري " ( 11 / 224 ، 225 ) وهي :

1. هو ! 2. الله 3. الله الرحمن الرحيم 4. الرحمن الرحيم الحي القيوم 5. الحي القيوم 6. الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام الحي القيوم 7. بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام 8.

ذو الجلال والإكرام 9. الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد 10. رب رب 11. دعوة ذي النون في بطن الحوت " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " 12

. هو الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم 13. هو مخفي في الأسماء الحسنى 14. كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " .

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

واعلم أن العلماء اختلفوا في تعيين اسم الله الأعظم على أربعة عشر قولاً ، ساقها الحافظ في " الفتح " ، وذكر لكل قول دليله ، وأكثرها أدلتها من الأحاديث

وبعضها مجرد رأي لا يلتفت إليه ، مثل القول الثاني عشر ؛ فإن دليله : أن فلاناً سأل الله أن يعلِّمه الاسم الأعظم ، فرأى في النوم ؛ هو الله ، الله ، الله ، الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم !! .

وتلك الأحاديث منها الصحيح ، ولكنه ليس صريح الدلالة ، ومنها الموقوف كهذا ، ومنها الصريح الدلالة ؛ وهو قسمان :

قسم صحيح صريح ، وهو حديث بريدة : ( الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ... ) إلخ

وقال الحافظ :

" وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك " ، وهو كما قال رحمه الله ، وأقره الشوكاني في "

تحفة الذاكرين " ( ص 52 )

وهو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1341 ) .

والقسم الآخر : صريح غير صحيح ، بعضه مما صرح الحافظ بضعفه

كحديث القول الثالث عن عائشة في ابن ماجه ( 3859 )

وهو في " ضعيف ابن ماجه " رقم ( 841 )

وبعضه مما سكت عنه فلم يحسن ! كحديث القول الثامن من حديث معاذ بن جبل في الترمذي ، وهو مخرج في " الضعيفة " برقم ( 4520 ) .

وهناك أحاديث أخرى صريحة لم يتعرض الحافظ لذكرها ، ولكنها واهية

وهي مخرجة هناك برقم ( 2772 و 2773 و 2775 ) .

" سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " ( 13 / 279 ) .









قديم 2020-03-03, 17:42   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18



ثالثاً:

لعل ألأقرب من تلك الأقوال أن الاسم الأعظم هو " الله "

فهو الاسم الجامع لله تعالى الذي يدل على جميع أسمائه وصفاته تعالى

وهو اسم لم يُطلق على أحد غير الله تعالى

وعلى هذا أكثر أهل العلم .

1. قال ابن القيم – رحمه الله - :

اسم " الله " دالٌّ على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث ... .

" مدارج السالكين " ( 1 / 32 ) .

والدلالات الثلاث هي : المطابقة والتضمن واللزوم .

2. وقال ابن أمير حاج الحنفي – رحمه الله - :

عن محمد بن الحسن قال : سمعتُ أبا حنيفة رحمه الله يقول : اسم الله الأعظم هو " الله " , وبه قال الطحاوي وكثير من العلماء , وأكثر العارفين .

وفي " التقرير والتحبير " ( 1 / 5 ) .

3. وقال أبو البقاء الفتوحي الحنبلي – رحمه الله - :

فائدتان :

الأولى : أن اسم " الله " علم للذات , ومختص به , فيعم جميع أسمائه الحسنى .

الثانية : أنه اسم الله الأعظم عند أكثر أهل العلم الذي هو متصف بجميع المحامد .

" شرح الكوكب المنير " ( ص 4 ) .

4. وقال الشربيني الشافعي – رحمه الله - :

وعند المحققين أنه اسم الله الأعظم ، وقد ذكر في القرآن العزيز في ألفين وثلثمائة وستين موضعاً .

" مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج " ( 1 / 88 ، 89 ) .

5. وقال الشيخ عمر الأشقر – رحمه الله - :

والذي يظهر من المقارنة بين النصوص التي ورد فيها اسم الله الأعظم أنّه : ( الله ) ، فهذا الاسم هو الاسم الوحيد الذي يوجد في جميع النصوص التي قال الرسول صلى الله عليه وسلم إنّ اسم الله الأعظم ورد فيها .

ومما يُرجِّح أن ( الله ) هو الاسم الأعظم أنه تكرر في القرآن الكريم ( 2697 )

سبعاً وتسعين وستمائة وألفين - حسب إحصاء المعجم المفهرس -

وورد بلفظ ( اللهم ) خمس مرات ، في حين أنّ اسماً آخر مما يختص بالله تعالى وهو ( الرحمن ) لم يرد ذكره إلا سبعاً وخمسين مرة ، ويرجحه أيضاً : ما تضمنه هذا الاسم من المعاني العظيمة الكثيرة .

" العقيدة في الله " ( ص 213 ) .

ويأتي في الدرجة الثانية من القوة في كونه اسم الله الأعظم " الحي القيوم "

وهو قول طائفة من العلماء

ومنهم النووي

ورجحه الشيخ العثيمين رحمه الله .

والله أعلم

الشيخ محمد صالح المنجد









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-03-03 في 17:43.
قديم 2020-03-03, 17:47   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

هل تجوز نسبة الظن لله ؟

السؤال


هل تجوز نسبة الظن لله

كأن يقول أحدهم : كن عند ظن الله بك

أو عند حسن ظن الله بك ؟

الجواب

الحمد لله


عرضت هذا السؤال على شيخنا عبد الرحمن البراك حفظه الله تعالى

فأفاد : " أن التعبير بهذا اللفظ باطل ومنكر

فلا تجوز إضافة الظن لله

ولا يقال إن الله ظن كذا أو حسن ظن الله بفلان كذا

ونحو ذلك " انتهى .

والله أعلم .

المصدر: فتاوى إسلامية 2/ 404 - 411









قديم 2020-03-03, 17:55   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

حكم كتابة : " والله أعلم " بعد إيراد حديث صحيح .

السؤال


أرى كثيراً من الأشخاص يكتبون عبارة " الله أعلم "

بعد ذكرهم لحديث صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم

هل يعتبر هذا نوع من التشكيك أو عدم التصديق لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ؟


الجواب

الحمد لله


قول المفتي بعد فتواه أو الشيخ في درسه أو الراوي بعد روايته

: " والله أعلم " لا بأس به

وهو من التأدب مع الله تعالى علام الغيوب .

فالمفتي قد يفتي بحق ، والشارح قد يشرح على الصواب

والراوي قد يروي بدقة ، ولا يمنع شيء من ذلك أن يقول : " الله أعلم "

لأن المفتي قد يفوته ذكر الدليل ، أو رفع الاشتباه ، أو كشف الغموض ، فلا تكون فتواه - وإن كانت صحيحة في الجملة - على الوجه الأكمل
.
والشارح قد يغيب عنه شرح بعض الكلمات ، أو لا يتم الشرح على الوجه الذي تزول به الشبهة وتقوم به الحجة على المخالف ، وإن كان في الجملة شرحا صحيحا .

والراوي قد ينسى كلمة من الحديث ، أو يروي الحديث بالمعنى

أو يعتمد على روايةٍ غيرها أرجح منها سندا ومتنا ، أو ينقص من الحديث نقصا لا يخل بالمعنى

ولكن لا يأتي به على التمام ، فلذلك - وغيره - يقول : " الله أعلم " .

قال النووي رحمه الله في " مقدمة المجموع " (1/84)

وقد ذكر فيها جملة من آداب الفتوى :

"قال الصَّيْمَري [هو أبو القاسم ، أحد علماء الشافعية الكبار ، توفي سنة 405هـ] :

‏ ولا يدع ختم جوابه بقوله :‏ (وبالله التوفيق) ،‏ أو:‏ (والله أعلم) ،‏ أو:‏ (والله الموفق) " انتهى .

وليس في ذلك تشكيك في الحديث أو الحكم الذي ذكره المفتي

بل حتى لو كان العالم مصيبا في حكمه ، وفي إيراده الحديث ، فإنه ما من عالم إلا والله تعالى أعلم منه

قال الله تعالى : (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) يوسف/76 .

قال ابن عباس رضي الله عنهما :

" يكون هذا أعلم من هذا ، وهذا أعلم من هذا ، والله فوق كل عالم "

انتهى من " تفسير ابن كثير " (4/402) .

وقال عكرمة :

" علم الله فوق كل أحد "

انتهى من " تفسير الطبري "(3/269) .

قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله :

" إذا كان عنده علم وقال: (الله أعلم) ، فقد قال كلمة صحيحة

فقوله : (الله أعلم) هو جواب صحيح ؛ لأنه وإن كان عنده علم ، فالله أعلم " .

انتهى مختصرا من" شرح سنن أبي داود" (4 /364) بترقيم الشاملة .

والله تعالى أعلم .


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









قديم 2020-03-04, 18:20   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

حكم قول : " الله محبة " .

السؤال

هل كلمة ( الله محبة ) تجوز شرعا ؟

لأني سمعت الشيخ ديدات رحمة الله عليه يقول عنها : لا تجوز

لله الاسماء الحسنى فأدعوه بها

وهي ليست من الاسماء الحسنى

وكثير من الناس يقولون :

الله محبة يرجى التوضيح .


الجواب

الحمد لله

أولا :

لا يجوز إطلاق "الله محبة" على الله سبحانه وتعالى

وذلك للأسباب الآتية :

1- أن هذه الكلمة "الله محبة" هي شعار للنصارى

فهم الذين يطلقون هذه الكلمة على الله ، ولا يجوز لمسلم أن يتشبه بالمشركين وأهل الضلال فيما هو من خصائصهم وشعاراتهم

لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)

رواه أبو داود (3512)

وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم ، كما في قوله : (ومن يتولهم منكم فإنه منهم)"

انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص 83 ).

2- أن معنى هذه الكلمة معنى فاسد ، لا يجوز أن ينسب إلى الله تعالى

فإنهم يزعمون أن معناها : "أن الله خلقنا لأنه يحبنا"

ولذلك فإنه "بذل ابنه الوحيد من أجلنا" !!

وقد سبق في عدة فتاوى الكلام على عقيدة الصلب والفداء عند النصارى وبيان بطلانها ، وبطلان القول ببنوة المسيح عليه السلام

فهذا المعنى لا شك في بطلانه ، فقد خلق الله كل الخلق ، ومنهم الشيطان "إبليس" فهل يحب اللهُ إبليسَ؟!

وهو أكفر الخلق بالله .

لقد خلق الله كل البشر ، فهل يحب اللهُ فرعونَ والنمرودَ ؟! وهما من هما في الكفر بالله ، والعتو عليه ، وحربه ، وعداوته ؟!!

هل يحب اللهُ أعداءه وأعداء أنبيائه ؟! هل يحب الله قتلة الأنبياء ؟!

هل يحب اللهُ من يشرك به ويتطاول عليه وينسب إليه النقائص؟!

إن مفهوم "الله محبة" الذي يثبته من ينسب هذه الكلمة إلى الله : مفهوم باطل

ولذلك لا تجد هذا الوصف ـ "الله محبة"

ثابتا لله تعالى في القرآن الكريم ، ولا في السنة النبوية

بل في الكتاب الذي يؤمن به النصارى بعهديه : القديم والجديد ، لا تجد أن الله وصف نفسه بهذا الوصف ، ولا وصفه به أحد الأنبياء ، وإنما أطلق ذلك على الله يوحنا وبولس ، ونحوهما .

3- أن من يطلق هذا الوصف على الله تعالى "الله محبة" يغفل ، أو يتغافل عن جانب آخر من صفات الله تعالى

فإن الناس سوف ينقسمون يوم القيامة إلى قسمين لا ثالث لهما: قسم آمنوا بالله ورسله وأطاعوه

فهؤلاء يرضى الله عنهم ويدخلهم دار النعيم ، وقسم آخر كفروا بالله ورسله ، فهؤلاء يغضب الله عليهم ، ويدخلهم دار العذاب الأليم .

فهناك من صفات الله ما يدل على الرحمة والرأفة ، والإحسان والعفو والمغفرة والفضل ... إلخ

وبهذه الصفات أدخل الله تعالى الجنة من أدخل من عباده .

وهناك من صفات الله تعالى ما يدل على الغضب والكراهية والانتقام وشدة العذاب ... إلخ

وبهذه الصفات أدخل الله النار من أدخل من عبيده .

فالذي ينظر إلى جانب واحد من الصفات دون الآخر هو قاصر النظر ، لم يحقق العبودية التي أرادها الله منه .
ولذلك حذرنا العلماء من ذلك المزلق

وقال من قال منهم : " مَنْ عَبَدَ اللَّهَ بِالْحُبِّ وَحْدَهُ : فَهُوَ زِنْدِيقٌ ، وَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ بِالْخَوْفِ وَحْدَهُ : فَهُوَ حروري

وَمَنْ عَبْدَهُ بِالرَّجَاءِ وَحْدَهُ : فَهُوَ مُرْجِئٌ وَمَنْ عَبَدَهُ بِالْحُبِّ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ : فَهُوَ مُؤْمِنٌ مُوَحِّدٌ "، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرح ذلك :

" وَذَلِكَ لِأَنَّ الْحُبَّ الْمُجَرَّدَ تَنْبَسِطُ النُّفُوسُ فِيهِ حَتَّى تَتَوَسَّعَ فِي أَهْوَائِهَا ، إذَا لَمْ يَزَعْهَا وَازِعُ الْخَشْيَةِ لِلَّهِ

حَتَّى قَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى : نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ، وَيُوجَدُ فِي مُدَّعِي الْمَحَبَّةِ مِنْ مُخَالَفَةِ الشَّرِيعَةِ مَا لَا يُوجَدُ فِي أَهْلِ الْخَشْيَةِ "

انتهى من "مجموع الفتاوى" (10/81) .









قديم 2020-03-04, 18:20   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2



ثانيا :

أما مفهوم "محبة الله تعالى لعبده" في الإسلام :

فإن من أعلى الغايات التي يسعى إليه المؤمن أن يفوز بمحبة الله له

ولن تجد في القرآن الكريم أن محبة الله تعالى مبذولة لكل الخلق

أو لكل البشر كما يزعم من يقول : "الله محبة" ؛ ولكنك تجدها لطائفة من البشر

وهم الذين آمنوا بالله وأطاعوه ، وقد ذكر الله لنا صفات من يحبهم الله تعالى وأعمالَهم حتى يكون ذلك باعثا لنا إلى الاتصاف بتلك الصفات ، والقيام بتلك الطاعات ، حتى نفوز بمحبة الله تعالى لنا .

قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة/222.

)فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) آل عمران /76.

)وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران /134.

)إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) آل عمران /159.

)إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) المائدة /42.

)إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ) الصف /4.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) المائدة/54.

وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يدعو الله تعالى قائلا : (اللهم إني أسألك حبك)

رواه الترمذي (3235) ونقل تصحيحه عن الإمام البخاري

وصححه الألباني في " صحيح الترمذي "
.
وفي المقابل تجد في القرآن الكريم صفات وأعمالا كثيرة أخبرنا الله تعالى أنه لا يحب أهلها ، وذلك حتى نتجنب تلك الصفات والأعمال ونحذر من الاتصاف بها

قال الله تعالى :

)وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) البقرة/276.

)فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) آل عمران /32.

)وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) آل عمران /57.

)إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) النساء /36.

)إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً) النساء/107.

)وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) المائدة/64.

)وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأنعام /141.

)إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) الأنفال /58.

)إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) النحل/23.

)إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) الحج/38.

(وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة/190.

وبهذا يتبين أن "محبة الله تعالى" ليست لكل الخلق ، ولا لكل البشر ، وإنما هي لمن آمن بالله ورسله ، وأطاع الله تعالى ، واتصف بالصفات التي يحبها الله .

نسأل الله تعالى أن يرزقنا محبته ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته .

والله أعلم .









قديم 2020-03-04, 18:25   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

ما معنى إثبات صفة من صفات الله

يستلزم نفي ما يضاد تلك الصفة؟


السؤال

عندما ينفي الله عن ذاته العلية صفة من الصفات كالموت مثلاً فعندئذ يتوجب علينا إثبات عكسها أي الحياة السرمدية في مثل هذا المثال ، ولكن ماذا لو أثبت لنفسه صفة من الصفات

فهل يجب علينا نفي ضدها ؟


الجواب

الحمد لله

أولاً :

ما نفاه الله عن نفسه من الصفات ، يتضمن شيئين :

أحدهما : انتفاء تلك الصفة .

الثاني : ثبوت كمال ضدها .

فقوله تعالى : ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) الكهف / 49

فيه نفي صفة الظلم عن الله ، كما أن فيه إثبات كمال الضد ، فهو سبحانه لا يظلم ؛ لكمال عدله .

وسبب إثبات كمال الضد في الصفات المنفية أن النفي الذي لا يتضمن إثباتا هو عدم محض ، لا كمال فيه ، والله تعالى لا يصف نفسه بما لا كمال فيه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"وَيَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ النَّفْيَ لَيْسَ فِيهِ مَدْحٌ وَلَا كَمَالٌ إلَّا إذَا تَضَمَّنَ إثْبَاتًا

وَإِلَّا فَمُجَرَّدُ النَّفْيِ لَيْسَ فِيهِ مَدْحٌ وَلَا كَمَالٌ؛ لِأَنَّ النَّفْيَ الْمَحْضَ عَدَمٌ مَحْضٌ ؛ وَالْعَدَمُ الْمَحْضُ لَيْسَ بِشَيْءِ وَمَا لَيْسَ بِشَيْءِ فَهُوَ كَمَا قِيلَ: لَيْسَ بِشَيْءِ ؛ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ مَدْحًا أَوْ كَمَالًا

وَلِأَنَّ النَّفْيَ الْمَحْضَ يُوصَفُ بِهِ الْمَعْدُومُ وَالْمُمْتَنِعُ وَالْمَعْدُومُ وَالْمُمْتَنِعُ لَا يُوصَفُ بِمَدْحِ وَلَا كَمَالٍ
.
فَلِهَذَا كَانَ عَامَّةُ مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ مِنْ النَّفْيِ مُتَضَمِّنًا لِإِثْبَاتِ مَدْحٍ كَقَوْلِهِ: (اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ)

إلَى قَوْلِهِ: (وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا) فَنَفْيُ السِّنَةِ وَالنَّوْمِ: يَتَضَمَّنُ كَمَالَ الْحَيَاةِ وَالْقِيَامِ؛ فَهُوَ مُبَيِّنٌ لِكَمَالِ أَنَّهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: (وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا) أَيْ لَا يُكْرِثُهُ وَلَا يُثْقِلُهُ وَذَلِكَ

مُسْتَلْزِمٌ لِكَمَالِ قُدْرَتِهِ وَتَمَامِهَا بِخِلَافِ الْمَخْلُوقِ الْقَادِرِ إذَا كَانَ يَقْدِرُ عَلَى الشَّيْءِ بِنَوْعِ كُلْفَةٍ وَمَشَقَّةٍ فَإِنَّ هَذَا نَقْصٌ فِي قُدْرَتِهِ وَعَيْبٌ فِي قُوَّتِهِ

وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: (لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ) فَإِنَّ نَفْيَ الْعُزُوبِ مُسْتَلْزِمٌ لِعِلْمِهِ بِكُلِّ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ...إلخ"

انتهى من " مجموع الفتاوى " (3/35، 36) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" ما نفاه الله تعالى عن نفسه ، فالمراد به بيان انتفائه ؛ لثبوت كمال ضده ، لا لمجرد نفيه ، لأن النفي ليس بكمال ، إلا أن يتضمن ما يدل على الكمال

وذلك لأن النفي عدم ، والعدم ليس بشيء ، فضلاً عن أن يكون كمالاً ، ولأن النفي قد يكون لعدم قابلية المحل له ، فلا يكون كمالاً ، كما لو قلت : الجدار لا يظلم ، وقد يكون للعجز عن القيام به ، فيكون نقصا " .

انتهى من " القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى " (ص/23) .

وينظر أيضاً : " تقريب التدمرية " للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (ص/47-50) .

ثانياً :

الصفات الثبوتية التي أثبتها الله لنفسه ، متضمنة لأمرين كذلك : إثبات الصفة لله جل وعلا ، ونفي ما يضاد تلك الصفة المثبتة له سبحانه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" لا بد للعبد أن يثبت لله ما يجب إثباته له من صفات الكمال ، وينفي عنه ما يجب نفيه عنه مما يضاد هذه الحال "

انتهى من " التدمرية " (ص/4) .

وقال أيضا : " ..... فالسمع قد أثبت له من الأسماء الحسنى وصفات الكمال ما قد ورد

فكل ما ضاد ذلك ، فالسمع ينفيه ، كما ينفي عنه المثل والكفؤ ، فإن إثبات الشيء نفي لضده ، ولما يستلزم ضده "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (3/ 84) .

وقال الشيخ يوسف الغفيص حفظه الله :

" القاعدة في هذا الباب : ( أن كل نص في الإثبات ، فإنه يدل على الإثبات ، ويدل على التنزيه ) .

والتنزيه نوعان:

النوع الأول : تنزيه عام .

النوع الثاني : تنزيه خاص .

والتنزيه الذي نقصده في نصوص الإثبات ، هو التنزيه العام الذي هو : تنزيه الباري عن كل ما لا يليق به .

وأما التنزيه الخاص : فهو التنزيه المناسب لهذه الصفة

بمعنى : أن الله لما قال : ( وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) الحديد / 3

دل ذلك على أنه منزه عن الجهل ، والآية تتضمن هذا التنزيه الخاص ، ومع تضمنها للتنزيه العام ؛ فإن من كان بكل شيء عليماً ، كان هو الأول ، وكان هو الآخر ، وكان هو الرب ، وهكذا ...
.
فإن كل نص في الإثبات : يدل على نفي التشبيه ، والتمثيل ، ويدل على التنزيه الخاص ، والتنزيه العام "

انتهى من " شرح التدمرية " .









قديم 2020-03-04, 18:30   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

عموم علم الله تعالى بخلقه واطلاعه عليهم

السؤال

كيف ينظر الله سبحانهُ وتعالى لعباده ويعلم من المبتلى فيهم ومن الصالح والضال ؟

أي كيف ينظر إلى الجميع وهو سبحانه لا يغفل عن هذا الإنسان وهو ينظر إلى ذاك وذاك

وينظر أيضاً إلى جميع مخلوقاتهِ ولا يغفل عن بعضهم جل جلاله ؟


الجواب

الحمد لله

الله عز وجل خالق كل شيء ، وهو عليم بأحوال عباده وخلقه

كما قال تعالى : ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الملك/ 14 .

ومن أراد السلامة في دينه ، والصحة في اعتقاده ، فلينزه ربه سبحانه عن مماثلة خلقه ومشابهتهم في شيء من الصفات ، وألا يضرب لله الأمثال ، ويعلم أن لله المثل الأعلى ، وهو العزيز الحكيم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" يَجِبُ الْقَطْعُ بِأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا فِي أَفْعَالِهِ "

انتهى من "مجموع الفتاوى" (13 /379) .

وكذلك: فليقطع الطمع عن معرفة كيفية صفات الرب ، فإن الخلق لا يحيطون به علما ، فعليه أن يؤمن بالصفة ، ويدع التفكر في كيفيتها ، فذلك ما لا سبيل إلى علمه ، وإنما علمه إلى الله تعالى .

قال الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ عند تفسير قَوْلِهِ تَعَالَى ( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ )

: " يَسْلكُ فِي هَذا المَقَامِ مَذْهَبَ السَّلَفِ الصَّالِحِ وَهُوَ إِمْرَارُهَا كَمَا جَاءَتْ مِنْ غَيْرِ تَكْييفٍ وَلاَ تَشْبيِهٍ وَلاَ تَعْطِيلٍ

وَالظَّاهِرُ المُتَبَادِرُ إلَى أَذْهَانِ المُشَبِّهِينَ مَنْفِيٌّ عَنِ اللهِ ، فَإِنَّ اللهَ لا يُشْبِهُهُ شَيءٌ من خلقه ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ )

بل الأمرُ كما قال الأئمّة

منهم نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ الخُزَاعِيُّ شَيْخُ البُخَارِيِّ : ( مَنْ شَبَّهَ اللهُ بِخَلْقِهِ كَفَرَ

وَمَن جَحَدَ مَا وَصَفَ اللهُ بِهِ نَفْسَهُ فَقَدْ كَفَرَ ، وَلَيْسَ فِيمَا وَصَفَ اللهُ بِهِ نَفْسَهُ وَلاَ رَسُولهُ تَشْبِيهٌ

فَمَنْ أَثْبَتَ مَا وَرَدَتْ بِهِ الآثَارُ الصَّرِيحَةُ وَالأَخْبَارُ الصَّحِيحَةُ عَلَى الوَجْهِ الذِي يَلِيقُ بِجَلاَلِهِ ، وَنَفَى عَنِ اللهِ النَّقَائِصَ فَقَدْ سَلَكَ سَبيلَ الهُدَى " .

انتهى مختصرا من "تفسير ابن كثير" (3/426-427)
.
"وَلَمَّا سُئِلَ الإمام مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كَيْفَ اسْتَوَى؟

فَأَطْرَقَ مَالِكٌ وَعَلَاهُ الرُّحَضَاءُ - يَعْنِي الْعَرَقَ - وَانْتَظَرَ الْقَوْمُ مَا يَجِيءُ مِنْهُ فِيهِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إلَى السَّائِلِ وَقَالَ: " الِاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ ، وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ ، وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ ، وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ ".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"وَهَذَا الْجَوَابُ مِنْ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الِاسْتِوَاءِ شَافٍ كَافٍ فِي جَمِيعِ الصِّفَاتِ ، مِثْلَ النُّزُولِ وَالْمَجِيءِ وَالْيَدِ وَالْوَجْهِ وَغَيْرِهَا ، فَيُقَالُ فِي مِثْلِ النُّزُولِ: النُّزُولُ مَعْلُومٌ

وَالْكَيْفُ مَجْهُولٌ ، وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ ، وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ ، وَهَكَذَا يُقَالُ فِي سَائِرِ الصِّفَاتِ إذْ هِيَ بِمَثَابَةِ الِاسْتِوَاءِ الْوَارِدِ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ "

انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/4) .

فلا يقال : كيف ينظر الله إلى عباده ؟ بل يقال : نظر الله إلى عباده معلوم ، وكيفية ذلك مجهولة ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة .

فالله تعالى مطلع على جميع خلقه ، لا تخفى عليه منهم خافية

فيسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات في أقطار الأرض والسموات

فلا تشتبه عليه ولا تختلط عليه ولا تلتبس عليه، ولا يغلطه سمع عن سمع ، ويرى دبيب النملة السوداء

على الصخرة الصماء ، في الليلة الظلماء ، ويعلم ما تسره القلوب وأخفى منه، وهو ما لم يخطر لها

أنه سيخطر لها .

فهذا القدر من العلم بالصفة يكفينا ، ولا نبحث عما وراء ذلك ، ثم علينا بعد ذلك أن نعبد الله تعالى ونستحضر اطلاعه علينا وعلمه بأحوالنا في كل لحظة .

نسأل الله تعالى أن يوفقنا لكل خير .

وينظر للفائدة : جواب السؤال القادم

والله أعلم .









قديم 2020-03-04, 18:39   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

موقف المؤمن تجاه أسماء الله وصفاته من حيث المعنى والكيفية .

السؤال

من المعلوم أن أهل السنة و الجماعة يثبتون صفات الرب سبحانه من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل .

وهم عندما يثبتون يؤولون الكيفية ويعرفون المعنى مستشهدين بمقولة الإمام مالك المشهورة " الاستواء معلوم والكيف مجهول"

. والذي أشكل علي أننا إن قلنا مثل هذا في كل الصفات فقد يقال لنا: فما معنى ضحك الله ؟

أو ما معنى وجه الله ؟

أو ما معنى رحمة الله ؟

أو ما معنى ساق الله ؟

إلى غير ذلك من الصفات ألا يلزمنا أن نعرف معناها اللائق بالله حتى لا نكون مفوضة ؟

والمشكلة أن العرب إذا فسروا معناها فإنما يفسرونها بمقتضيات ما يرونه من المخلوقات أ

فيدونا فلقد احترنا في هذا

وقد أشكل به علينا بعض المبتدعة من الأشاعرة .


الجواب

الحمد لله

أولا :

أهل السنة والجماعة لا يؤولون الكيفية ، وإنما يفوضون علمها إلى الله ، فيؤمنون بصفات الرب تعالى ، ويؤمنون بمعانيها ، ويفوضون كيفيتها إليه سبحانه .

قال ابن الماجشون وأحمد بن حنبل وغيرهما من السلف :

" إنا لا نعلم كيفية ما أخبر الله به عن نفسه ، وإن علمنا تفسيره ومعناه "

انتهى من "درء تعارض العقل والنقل" (1 /115) .

وقال أبو الطيب والد أبي حفص بن شاهين رحمه الله :

" حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث نزول الرب ، فالنزول كيف هو ؟ يبقى فوقه علو ؟ فقال : النزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " .

قال الذهبي :

" صدق فقيه بغداد وعالمها في زمانه ؛ إذ السؤال عن النزول ما هو عيّ ، لأنه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة ، وإلا فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والاستواء عبارات جلية واضحة للسامع

فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء ، فالصفة تابعة للموصوف ، وكيفية ذلك مجهولة عند البشر"

انتهى من "العلو للعلي الغفار" (ص 213-214).

وقال أبو بكر الإسماعيلي :

" استوى على العرش بلا كيف ؛ فإنه انتهى إلى أنه استوى على العرش ، ولم يذكر كيف كان استواؤه "

انتهى من "معارج القبول" (1 /198) .

فعقيدة أهل السنة والجماعة في صفات الرب تعالى أنهم يثبتونها

ويثبتون معانيها التي تدلُّ عليها على حقيقتها ووضعها اللغوي ، ويفوضون العلم بالكيفيات والماهيات

مع اعتقاد أنها لا يُفهم منها تشبيه الرب أو شيء من صفاته بالمخلوقين ؛ إذ إنه سبحانه ليس كمثله شيء ، لا في ذاته ولا في صفاته .

ثانيا :

قول الأخ السائل إننا إذا قلنا بذلك فقد يقال لنا : فما معنى ضحك الله ؟ أو ما معنى وجه الله ؟

فنقول : معنى ضحك الله إثبات صفة الضحك لله تعالى حقيقة لا مجازا ، على الوجه الذي يليق به سبحانه ، دون تمثيل أو تكييف

فنثبت الصفة ونثبت المعنى ونفوض الكيفية كما تقدم . وهكذا في كل صفة .

قال الشيخ ابن جبرين رحمه الله :

" فنحن نثبت الصفة ، وننفي عنها التشبيه ، فالتشبيه يختص بالمخلوقين ، ونقول : إن الله تعالى أثبتها لنفسه ، ونحن نثبتها دون أن نبالغ في التمثيل ، أو نقول عنها ما ليس بحق

ومعلوم أن صفة المخلوق تناسبه ؛ فالضحك للمخلوق هو قهقهةٌ وصوت يكون عن شيء يعجبه أو يفرحه أو يسره ، ولكن الرب يضحك كما يشاء ، بصفة لا نعلم كيفيتها"

انتهى من "فتاوى الشيخ ابن جبرين" (63 /96) .

ثالثا :

قول السائل : ألا يلزمنا أن نعرف معناها اللائق بالله حتى لا نكون مفوضة ؟

تقدم في إجابة السؤال القادم

معنى التفويض في أسماء الله وصفاته ، وخلاصة ما ذكر أن التفويض يكون على معنيين

: الأول : إثبات اللفظ ومعناه الذي يدل عليه ، ثم تفويض علم كيفيته إلى الله . وهذا المعنى صحيح ، وهو مذهب أهل السنة .

الثاني : إثبات اللفظ من غير معرفة معناه . وهذا المعنى باطل .

وفرق بين معرفة المعنى وإثبات حقيقة الصفة ، وبين معرفة كيفيتها .

قال علماء اللجنة :

" الواجب إثبات ما أثبته الله لنفسه من اليدين والقدمين والأصابع وغيرها من الصفات الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق بالله سبحانه

من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل ، وهي حقيقة لا مجاز "

انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (2 /376) .

فعلينا أن نفرق بين المعنى الذي يجب علينا أن نؤمن به ونثبته ، وبين الكيفية التي لا يمكن أن نعرفها

لأن ربنا عز وجل ليس كمثله شيء
.
قال شيخ الإسلام رحمه الله :

" وَقَدْ أَطْلَقَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِمَّنْ حَكَى إجْمَاعَ السَّلَفِ ، مِنْهُمْ الخطابي

مَذْهَبَ السَّلَفِ : أَنَّهَا تَجْرِي عَلَى ظَاهِرِهَا مَعَ نَفْيِ الْكَيْفِيَّةِ وَالتَّشْبِيهِ عَنْهَا ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الْكَلَامَ فِي " الصِّفَاتِ " فَرْعٌ عَلَى الْكَلَامِ فِي " الذَّاتِ " يُحْتَذَى حَذْوُهُ وَيُتَّبَعُ فِيهِ مِثَالُهُ

فَإِذَا كَانَ إثْبَاتُ الذَّاتِ إثْبَاتَ وُجُودٍ لَا إثْبَاتَ كَيْفِيَّةٍ ؛ فَكَذَلِكَ إثْبَاتُ الصِّفَاتِ إثْبَاتُ وُجُودٍ لَا إثْبَاتُ كَيْفِيَّةٍ

فَنَقُولُ إنَّ لَهُ يَدًا وَسَمْعًا وَلَا نَقُولُ إنَّ مَعْنَى الْيَدِ الْقُدْرَةُ وَمَعْنَى السَّمْعِ الْعِلْمُ ...

وهَذِهِ الصِّفَاتِ إنَّمَا هِيَ صِفَاتُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ نِسْبَتُهَا إلَى ذَاتِهِ الْمُقَدَّسَةِ ، كَنِسْبَةِ صِفَاتِ كُلِّ شَيْءٍ إلَى ذَاتِهِ ، فَيُعْلَمُ أَنَّ الْعِلْمَ صِفَةٌ ذَاتِيَّةٌ لِلْمَوْصُوفِ ، وَلَهَا خَصَائِصُ ، وَكَذَلِكَ الْوَجْهُ ..

وَكَذَلِكَ " فِعْلُهُ " نَعْلَمُ أَنَّ الْخَلْقَ هُوَ إبْدَاعُ الْكَائِنَاتِ مِنْ الْعَدَمِ ، وَإِنْ كُنَّا لَا نُكَيِّفُ ذَلِكَ الْفِعْلَ وَلَا يُشْبِهُ أَفْعَالَنَا

إذْ نَحْنُ لَا نَفْعَلُ إلَّا لِحَاجَةِ إلَى الْفِعْلِ ، وَاَللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ .

وَكَذَلِكَ " الذَّاتُ " تُعْلَمُ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةِ وَإِنْ كَانَتْ لَا تُمَاثِلُ الذَّوَاتَ الْمَخْلُوقَةَ وَلَا يَعْلَمُ مَا هُوَ إلَّا هُوَ وَلَا يُدْرِكُ لَهَا كَيْفِيَّةً فَهَذَا هُوَ الَّذِي يَظْهَرُ مِنْ إطْلَاقِ هَذِهِ الصِّفَاتِ وَهُوَ الَّذِي يَجِبُ أَنْ تُحْمَلَ عَلَيْهِ .

فَالْمُؤْمِنُ يَعْلَمُ أَحْكَامَ هَذِهِ الصِّفَاتِ وَآثَارَهَا ، وَهُوَ الَّذِي أُرِيدَ مِنْهُ ، فَيعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا

وَأَنَّ الْأَرْضَ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَنْظُرُونَ إلَى وَجْهِ خَالِقِهِمْ فِي الْجَنَّةِ وَيَتَلَذَّذُونَ بِذَلِكَ لَذَّةً يَنْغَمِرُ فِي جَانِبِهَا جَمِيعُ اللَّذَّاتِ وَنَحْوَ ذَلِكَ .

كَمَا يعْلَمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا وَخَالِقًا وَمَعْبُودًا وَلَا يَعْلَمُ كُنْهَ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ

بَلْ غَايَةُ عِلْمِ الْخَلْقِ هَكَذَا : يَعْلَمُونَ الشَّيْءَ مِنْ بَعْضِ الْجِهَاتِ وَلَا يُحِيطُونَ بِكُنْهِهِ وَعِلْمُهُمْ بِنُفُوسِهِمْ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ "

انتهى من "مجموع الفتاوى" (6 /355-358) .

رابعا :

قول السائل " المشكلة أن العرب إذا فسروا معناها فإنما يفسرونها بمقتضيات ما يرونه من المخلوقات "

فنقول : العرب إذا فسروا معنى صفات المخلوقين ، فسروها بما يرون ويعلمون ويدركون منها

فكيف يمكن التعرض لكيفية صفات الرب وهو سبحانه ليس كمثله شيء ، ولا تدركه الأبصار ، ولا يحيطون به علما ؟!

ولا ينجو من شبه المبتدعة إلا من اتبع طريق السلف ، وسلك مسلكهم ، واقتفى آثارهم .

راجع للاستزادة جواب السؤال بعد القادم

والله تعالى أعلم .


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









قديم 2020-03-05, 16:19   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

معنى التفويض في أسماء الله وصفاته

السؤال

أعرف المراد - والحمد لله -

بهؤلاء الأربع: التحريف والتعطيل والتوقيف والتمثيل

لكن يتحدث البعض أيضا عن أمر خامس وهو التفويض

وأنا لا أعرف ما هو التفويض

فهل بوسعكم رجاء أن توضحوا لي معناه ودلالاته؟


الجواب


الحمد لله

أولاً :

التفويض في أسماء الله تعالى وصفاته له معنيان :

الأول : معنى صحيح ، وهو إثبات اللفظ ومعناه الذي يدل عليه

ثم تفويض علم كيفيته إلى الله ، فنثبت لله تعالى أسماءه الحسنى ، وصفاته العلى ، ونعرف معانيها ونؤمن بها ، غير أننا لا نعلم كيفيتها .

فنؤمن بأن الله تعالى قد استوى على العرش ، استواء حقيقيا يليق بجلاله سبحانه

ليس كاستواء البشر ، ولكن كيفية الاستواء مجهولة بالنسبة لنا ؛ ولذا ، فإننا نفوض كيفيته إلى الله

كما قال الإمام مالك وغيره لما سئل عن الاستواء : "الاستواء معلوم ، والكيف مجهول" .

انظر : "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام (3/25) .

وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة : إثبات صفات الله تعالى ، إثباتاً بلا تمثيل ولا تكييف

قال الله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) .

قال ابن عبد البر رحمه الله :

" أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة في الكتاب والسنة وحملها على الحقيقة لا على المجاز ، إلا أنهم لم يكيفوا شيئا من ذلك " .

"العلو للعلي الغفار" (ص 250)

والمعنى الثاني للتفويض - وهو معنى باطل - : إثبات اللفظ من غير معرفة معناه .

فيثبتون الألفاظ فقط ، (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) ثم يقولون : لا ندري معناه ، ولا ماذا أراد الله به !!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"وأما التفويض : فإن من المعلوم أن الله تعالي أمرنا أن نتدبر القرآن وحضّنا على عقله وفهمه

فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإعراض عن فهمه ومعرفته وعقله ؟

وأيضا : فالخطاب الذي أريد به هدانا والبيان لنا وإخراجنا من الظلمات إلي النور إذا كان ما ذكر فيه من النصوص ظاهره باطل وكفر ولم يُرد منا أن نعرف لا ظاهره ولا باطنه

أو أريد منا أن نعرف باطنه من غير بيان في الخطاب لذلك ، فعلي التقديرين لم نخاطَبْ بما بُيّن فيه الحق ، ولا عرفنا أن مدلول هذا الخطاب باطل وكفر .

وحقيقة قول هؤلاء في المخاطِب لنا : أنه لم يبين الحق ولا أوضحه مع أمره لنا أن نعتقده ، وأن ما خاطبنا به وأمرنا باتباعه والرد إليه لم يبين به الحق ولا كشفه

بل دل ظاهره علي الكفر والباطل ، وأراد منا أن نفهم منه شيئا أو أن نفهم منه ما لا دليل عليه فيه ، وهذا كله مما يعلم بالاضطرار تنزيه الله ورسوله عنه ، وأنه من جنس أقوال أهل التحريف والإلحاد ...

إلى أن قال : فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد " انتهى .

"درء التعارض" (1/115) .

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

"السلف لم يكن مذهبهم التفويض ، وإنما مذهبهم الإيمان بهذه النصوص كما جاءت

وإثبات معانيها التي تدلُّ عليها على حقيقتها ووضعها اللغوي ، مع نفي التَّشبيه عنها ؛ كما قال تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) الشورى/ 11" انتهى .

"المنتقى من فتاوى الفوزان" (25/1) .

وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله :

"الصواب : ترك التأويل ، وإثبات حقيقة الصفات التي أفادتها تلك النصوص

مع تفويض العلم بالكيفيات والماهيَّات ، ومع اعتقاد أنها لا يُفهم منها تشبيه الرب أو شيء من صفاته بالمخلوقين ، فلا تشبيه ولا تعطيل" انتهى .

"فتاوى الشيخ ابن جبرين" (64/41) .

وقال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله :

"مذهب السلف هو التفويض في كيفية الصفات لا في المعنى" انتهى .

"فتاوى الشيخ عبد الرزاق عفيفي" (ص 104) .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

"المفوضة قال أحمد فيهم : إنهم شر من الجهمية ، والتفويض أن يقول القائل : الله أعلم بمعناها فقط

وهذا لا يجوز ; لأن معانيها معلومة عند العلماء . قال مالك رحمه الله : الاستواء معلوم والكيف مجهول ، وهكذا جاء عن الإمام ربيعة بن أبي عبد الرحمن وعن غيره من أهل العلم

فمعاني الصفات معلومة ، يعلمها أهل السنة والجماعة ; كالرضا والغضب والمحبة والاستواء والضحك وغيرها ، وأنها معاني غير المعاني الأخرى

فالضحك غير الرضا ، والرضا غير الغضب ، والغضب غير المحبة ، والسمع غير البصر ، كلها معلومة لله سبحانه ، لكنها لا تشابه صفات المخلوقين" انتهى .

"فتاوى نور على الدرب لابن باز" (ص 65) .









قديم 2020-03-05, 16:19   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2



وقال أيضا :

"أنكر الإمام أحمد رحمه الله وغيره من أئمة السلف على أهل التفويض ,

وبدّعوهم لأن مقتضى مذهبهم أن الله سبحانه خاطب عباده بما لا يفهمون معناه ولا يعقلون مراده منه

, والله سبحانه وتعالى يتقدس عن ذلك ,

وأهل السنة والجماعة يعرفون مراده سبحانه بكلامه

ويصفونه بمقتضى أسمائه وصفاته وينزهونه عن كل ما لا يليق به عز وجل .

وقد علموا من كلامه سبحانه ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم أنه سبحانه موصوف بالكمال المطلق في جميع ما أخبر به عن نفسه أو أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (3/55) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

"التفويض نوعان : تفويض المعنى ، وتفويض الكيفية .

فأهل السنة والجماعة يفوضون الكيفية ، ولا يفوضون المعنى ، بل يقرُّون به ، ويثبتونه ، ويشرحونه

ويقسمونه ، فمن ادعى أن أهل السنة هم الذين يقولون بالتفويض - ويعني به تفويض المعنى - فقد كذب عليهم" انتهى .

"لقاء الباب المفتوح" (67/24) .

ثانياً :

توهم البعض أن مذهب السلف هو التفويض ، وفهموا ذلك من قول السلف في أحاديث الصفات : (أمروها كما جاءت بلا كيف) .

وهو فهم غير صحيح ، بل هذا القول الوارد عن السلف يدل على أنهم كانوا يثبتون الصفات بمعانيها لله تعالى ، ثم ينفون علمهم بكيفية ذلك .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"فقول ربيعة ومالك : (الاستواء غير مجهول

والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب) موافق لقول الباقين : (أمروها كما جاءت بلا كيف) فإنما نفوا علم الكيفية ، ولم ينفوا حقيقة الصفة .

ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا : الاستواء غير مجهول

والكيف غير معقول ، ولما قالوا : أمروها كما جاءت بلا كيف ، فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلوماً ، بل مجهولاً بمنزلة حروف المعجم .

وأيضاً : فإنه لا يحتاج إلى نفى علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى ، وإنما يحتاج إلى نفى علم الكيفية إذا أثبتت الصفات .

وأيضاً : فإن من ينفى الصفات لا يحتاج إلى أن يقول : بلا كيف ، فمن قال : إن الله ليس على العرش ، لا يحتاج أن يقول : بلا كيف ، فلو كان مذهب السلف نفى الصفات في نفس الأمر لما قالوا : بلا كيف .

وأيضاً : فقولهم :

"أمروها كما جاءت" يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه ، فإنها جاءت ألفاظ دالة على معانٍ

فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال : أمروا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد

أو : أمروا لفظها مع اعتقاد أن الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة ، وحينئذ فلا تكون قد أُمِرّت كما جاءت ، ولا يقال حينئذ : بلا كيف ، إذ نفي الكيف عما ليس بثابت لغو من القول" انتهى .

"مجموع الفتاوى" الفتوى الحموية (5/41) .

وقد قرب ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فقال :

"اشتهر عن السلف كلمات عامة وأخرى خاصة في آيات الصفات وأحاديثها فمن الكلمات العامة قولهم: " أمروها كما جاءت بلا كيف".

روي هذا عن مكحول ، والزهري ، ومالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، والليث بن سعد ، والأوزاعي .

وفي هذه العبارة رد على المعطلة والممثلة ، ففي قولهم: " أمروها كما جاءت" رد على المعطلة. وفي قولهم : " بلا كيف" رد على الممثلة .

وفيها أيضا دليل على أن السلف كانوا يثبتون لنصوص الصفات المعاني الصحيحة التي تليق بالله تدل على ذلك من وجهين :

الأول : قولهم : "أمروها كما جاءت" .

فإن معناها إبقاء دلالتها على ما جاءت به من المعاني ، ولا ريب أنها جاءت لإثبات المعاني اللائقة بالله تعالى

ولو كانوا لا يعتقدون لها معنى لقالوا : "أمروا لفظها ولا تتعرضوا لمعناها" . ونحو ذلك .

الثاني : قولهم : "بلا كيف" فإنه ظاهر في إثبات حقيقة المعنى

لأنهم لو كانوا لا يعتقدون ثبوته ما احتاجوا إلى نفي كيفيته ، فإن غير الثابت لا وجود له في نفسه ، فنفي كيفيته من لغو القول" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (4/32) .

والله تعالى أعلم .









قديم 2020-03-05, 16:32   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

بيان صفات الاستواء والوجه والساق لله تعالى

وهل " الجسم " من صفاته تعالى


السؤال

سمعت أن السلفيين يؤمنون بالمعنى الحرفي لصفات الله

أي أنهم يؤمنون بأن الله يعتلي على العرش

وأن له جسداً ، ووجهاً ، وساقاً ...

والعياذ بالله ، فهل هذا صحيح ؟ .


الجواب

الحمد لله


أولاً:

من الجيد أنك راسلتنا لتقف بنفسك على حقيقة اعتقاد " السلفيين "

فتعرف ما يؤمنون به في باب صفات الله تعالى ، وتقرأ ما ينفونه عن أنفسهم مما ألصقه بهم أعداؤهم وخصومهم والجهلة بهم .

ثانياً:

قاعدة السلفيين في أسماء الله تعالى وصفاته هي قاعدة من سبقهم من سلف من هذه الأمة

وعلى رأسهم الصحابة الكرام والتابعون الأجلاء ، وصارت أصلا متفقا عليه عند أهل السنة والجماعة

وهي :

أ. أنهم يثبتون ما أثبته الله تعالى لنفسه

وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، من غير تحريف ، ولا تمثيل ، ولا تعطيل .

ب. وينفون عنه تعالى ما نفاه عن نفسه ، وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم .

ج. وما لم يرِد فيه نفي ولا إثبات فإنهم يتوقفون فيه حتى يُعرف المعنى المراد منه

فإن كان معنى فاسداً نفوا لفظه ومعناه ، وإن كان معنى صحيحاً أثبتوا المعنى دون اللفظ .

ثالثاً:

لنطبِّق عمليّاً تلك القاعدة العظيمة على ما ذكرته من صفات ، فنقول :

1. أثبت الله تعالى لنفسه صفة " الاستواء على العرش " في أكثر من موضع من القرآن

فقال تعالى : ( الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ) طه/ 5

وقال تعالى ( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ ) الأعراف/ 54

يونس/ 3 ، الرعد/ 2 ، الفرقان/ 59 ، السجدة/ 4 ، الحديد/ 4 .

فالاستواء صفة فعلية للرب تعالى

أثبتها أهل السنَّة والجماعة بالمعاني اللائقة له عز وجل

من غير تحريف لمعناها

كما يقول أهل التأويل أن معناها : " الاستيلاء " ! ، ولا تمثيل لها باستواء المخلوق

فإن الله جل جلاله لا يشبهه أحد في ذاته ، ولا يشبهه أحد في صفاته .

ولا تزال كلمة الإمام مالك بن أنس رضي الله في هذه الصفة الجليلة قاعدة عند أهل السنَّة في باب الصفات كله

وإن كان السؤال واردا بخصوص صفة الاستواء التي نتحدث عنها

فقد سئل عن استواء الله تعالى كيف هو فأجاب :

" الاستواء معلومٌ – أي : في لغة العرب - ، والكيف مجهولٌ ، والإيمان به واجبٌ ، والسؤال عنه –

أي : عن الكيف – بدعة .

رواه اللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " ( 3 / 441)

والبيهقي في " الأسماء والصفات " ( ص 408 )

وصححه الذهبي ، وشيخ الإسلام ، والحافظ ابن حجر .

انظر : " مختصر العلو " ( ص 141 )

" مجموع الفتاوى " ( 5 / 365 )

" فتح الباري " ( 13 / 501 ) وللجملة ألفاظ متقاربة بمعنى متحد .









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-03-05 في 16:33.
قديم 2020-03-05, 16:34   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18


قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

أصل الاستواء على العرش : ثابت بالكتاب والسنة واتفاق سلف الأمة وأئمة السنة ، بل هو ثابت في كل كتاب أنزل ، على كل نبي أرسل .

" مجموع الفتاوى " ( 2 / 188 ) .

وقال ابن القيم – رحمه الله –

ردًّا على من حرَّف صفة الاستواء وعطَّلها - :

هذا الذي قالوه باطل من اثنين وأربعين وجهاً :

أحدها : إن لفظ الاستواء في كلام العرب الذي خاطبنا الله تعالى بلغتهم

وأنزل بها كلامه : نوعان : مطلق ومقيد ، فالمطلق : ما لم يوصل معناه بحرف

مثل قوله : ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ) القصص/ 14

وهذا معناه : كمل وتمَّ ، يقال : استوى النبات ، واستوى الطعام .

أما المقيد : فثلاثة أضرب :

أحدها : مقيد بـ " إلى " ، كقوله : ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ) البقرة/ 29 ، وهذا بمعنى العلو والارتفاع

بإجماع السلف .

الثاني : مقيَّد بـ " على "

كقوله تعالى : ( لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ) الزخرف/ 13

وهذا أيضاً معناه العلو والارتفاع والاعتدال ، بإجماع أهل اللغة .

الثالث : المقرون بـ " واو " مع التي تعدي الفعل إلى المفعول معه

نحو : استوى الماء والخشبة ، بمعنى ساواها .

وهذه معاني الاستواء المعقولة في كلامهم ، ليس فيها معنى " استولى " ألبتة

ولا نقله أحد من أئمة اللغة الذين يعتمد قولهم ، وإنما قاله متأخرو النحاة ممن سلك طريق المعتزلة والجهمية .

" مختصر الصواعق " ( ص 371 ، 372 ) .

2. أثبت الله تعالى لنفسه صفة " الوجه "

وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، فالقاعدة الشرعية هنا : أن نثبت هذه الصفة لله تعالى من غير تحريف لمعناها أنها " الذات "

ولا تمثيل لها فنجعله كوجه أحدٍ من خلقه ، ولا تعطيل لهذه الصفة بالكلية .

دليل هذه الصفة – ونكتفي بدليل واحد من الكتاب ودليل من السنَّة - :

أ. قوله تعالى ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) الرحمن/ 27 .

قال أبو الحسن الأشعري – رحمه الله - :

وقال عز وجل ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) ، فأخبر أنَّ له وجهاً لا يفنى ولا يلحقه ه‍لاك .

‍" الإبانة " ( ص 77 ) .

وقال – أيضاً - :

فمَن سَأَلَنا فقال : أتقولون إنَّ لله سبحانه وجهاً ؟

قيل : نقول ذلك ، خلافاً لما قاله المبتدعون ، وقد دلَّ على ذلك قوله عز وجل ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) .

‍‍" الإبانة " ( ص 78 ، 79 ) .









 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc