فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-07-18, 17:13   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما هي فضائل صخرة بيت المقدس؟

السؤال :

ماهي قبة الصخرة ؟

وبماذا تتميز ؟

سمعت أنها كانت تلحق النبي في رحلة الإسراء ، وقال لها النبي : قفي فظلت واقفة إلى يومنا هذا ، وأن المرأة الحامل إذا مشت من تحتها أجهضت أو تنزل حملها إن تعسر عليها

وسمعت أيضا أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام أعرج إلى السماء من عليها ، وسمعت أن فيها آثارا لعيسى بن مريم عليهما السلام ، والصخرة نفسها علامة موضع قدم

فهل هي لعيسى أم لمحمد ؟ وما الصحيح في ذلك ؟ وما ميزة هذه الصخرة ؛ لأنه كثر الكلام والقصص في ذلك ، ولا نعلم صحة ذلك فأفيدونا في هذا الأمر ؟


الجواب :

الحمد لله

ما ذكرته من هذه العجائب كلها لا يصح منه شيء ، وقد روى في فضائل هذه الصخرة روايات أخرى ، وقد تتابع أهل العلم على تضعيفها والحكم بكذبها.

قال ابن القيم:

" وكل حديث في الصخرة : فهو كذب مفترى، والقدم الذي فيها كذب موضوع، مما عملته أيدي المزورين...

وقد أكثر الكذابون من الوضع في فضائلها ... "

انتهى. "المنار المنيف" (ص 79 – 80).

وإنما الوارد في هذه الصخرة أمران:

الأمر الأول: أنه ربط فيها براق الذي ركبه النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء.

عَنْ بُرَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ قَالَ جِبْرِيلُ بِإِصْبَعِهِ، فَخَرَقَ بِهِ الحَجَرَ، وَشَدَّ بِهِ البُرَاقَ ) رواه الترمذي (3132)

وقال: " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ "

ورواه الحاكم في "المستدرك" (2 / 360)

وقال: " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ "

ووافقه الذهبي

وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (7 / 1425).

ورواه ابن حبان (47) بلفظ :

( ... فَخَرَقَ جِبْرِيلُ الصَّخْرَةَ بِإِصْبَعِهِ وَشَدَّ بِهَا الْبُرَاقَ ).

ورواه البزار في "المسند" (4398) بلفظ

: ( ... فأتى جِبْرِيلُ الصَّخْرَةَ الَّتِي بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَوَضَعَ أُصْبُعَهُ فِيهَا ).

لكن هذا يعارض ما رواه الإمام مسلم في "الصحيح" (162)

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ ... ) رواه مسلم (162).

وهذا التعارض جعله الألباني قرينة لضعف حديث بريدة، قبل قوله بصحته؛ حيث قال رحمه الله تعالى:

" وقال الترمذي: "حديث غريب" أي: ضعيف

ولعل ذلك من أجل الزبير بن جنادة – راوي هذا الحديث عن ابن بريدة عن أبيه- فإنه لم يوثقه أحد غير ابن حبان؛ وتساهله في التوثيق معروف،

وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور. وكأنه لذلك

قال الحافظ في "التقريب": مقبول. وأما الذهبي فإنه قال في "الميزان": "ذكره ابن حبان في "الثقات"،

وأخطأ من قال: فيه جهالة، ولولا أن ابن الجوزي ذكره لما ذكرته".

وكأنه لذلك وافق الحاكم على قوله عقب الحديث: "صحيح الإسناد

وأبو تميلة والزبير مروزيَّان ثقتان"!

ولم تطمئن النفس لصحة هذا الحديث؛ لعدم شهرة الزبير هذا؛ ولأنه خلاف ما تقدم في حديث ثابت عن أنس الصحيح بلفظ: "فربطه بالحلقة التي يربط بها الأنبياء".

وله بعض الشواهد كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

وتكلف الزرقاني في "شرح المواهب اللدنية" - تبعا لأصله 6/49 - في الجمع بين الحديثين فلا داعي لذكره "

انتهى، من "الإسراء والمعراج" (58 - 59).

وحاول الطيبي رحمه الله تعالى الجمع بينهما، فقال:

" قوله: ( فخرج به الحجر ) فإن قلت: كيف الجمع بين هذا وبين قوله في حديث أنس: ( فربطه بالحلقة التي كان يربط بها الأنبياء )؟

قلت: لعل المراد من الحلقة الموضع الذي كان فيه الحلقة وقد انسد فخرقه جبريل عليه السلام "

انتهى، من "شرح الطيبي على مشكاة المصابيح " (12 / 3794).

وعلى القول بأن البراق ربط بهذه الصخرة، فهذا ليس سببا شرعيا لتعظيمها

فإن التعظيم مبناه على الوحي.

الأمر الثاني: أنها كانت قبلة لليهود.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" وأرفع شيء في الصخرة : أنها كانت قبلة اليهود، وهي في المكان ، كيوم السبت في الزمان، أبدل الله بها هذه الأمة المحمدية الكعبة البيت الحرام.

ولما أراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يبني المسجد الأقصى ، استشار الناس: هل يجعله أمام الصخرة أو خلفها؟ فقال له كعب: يا أمير المؤمنين! ابنه خلف الصخرة. فقال: يا ابن اليهودية، خالطتك اليهودية، بل أبنيه أمام الصخرة حتى لا يستقبلها المصلون، فبناه حيث هو اليوم " ا

نتهى. "المنار المنيف" (ص 79 – 80).

وقد نص بعض أهل العلم، أن اليهود اتخذوها قبلة من عند أنفسهم وليس بوحي من الله تعالى.

قال السهيلي رحمه الله تعالى:

" وروى أبو داود السنجري السجزي في كتاب الناسخ والمنسوخ له ... عن ابن شهاب قال:

كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لَا يُعَظّمُ إيلِيَاءَ كَمَا يُعَظّمُهَا أَهْلُ بَيْتِهِ، قَالَ: فَسِرْت مَعَهُ وَهُوَ وَلِيّ عَهْدٍ،

قَالَ: وَمَعَهُ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ وَهُوَ جَالِسٌ فِيهِ: وَاَللهِ إنّ فِي هَذِهِ الْقِبْلَةِ الّتِي صَلّى إلَيْهَا الْمُسْلِمُونَ وَالنّصَارَى لَعَجَبًا- قال ابن القيم: كذا رأيته والصواب: اليهود-

قَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ: أَمَا وَاَللهِ إنّي لَأَقْرَأُ الْكِتَابَ الّذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَى مُحَمّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْرَأُ التّوْرَاةَ، فَلَمْ يَجِدْهَا الْيَهُودُ فِي الْكِتَابِ الّذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنْ تَابُوتُ السّكِينَةِ كَانَ عَلَى الصّخْرَةِ، فَلَمّا غَضِبَ اللهُ تَعَالَى عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ رَفَعَهُ، فَكَانَتْ صَلَاتُهُمْ إلَى الصّخْرَةِ عَنْ مُشَاوَرَةٍ مِنْهُمْ "

انتهى، من "الروض الأنف" (4 / 116 – 117).

قال ابن القيم رحمه الله تعالى بعد ذكره لهذا الأثر وغيره:

" وقد تضمن هذا الفصل فائدة جليلة، وهي: أن استقبال أهل الكتاب لقبلتهم لم يكن من جهة الوحي والتوقيف من الله، بل كان عن مشورة منهم واجتهاد...

وأما قبلة اليهود؛ فليس في التوراة الأمر باستقبال الصخرة ألبَتَّةَ، وإنما كانوا ينصبون التابوت ويصلون إليه من حيث خرجوا، فإذا قدموا نصبوه على الصخرة وصلوا إليه، فلما رُفِعَ صلوا إلى موضعه وهو الصخرة "

انتهى، من "بدائع الفوائد" (4 / 1605 - 1606).

فالحاصل؛ أن الصخرة لم يثبت فيها من الوحي ما يدعو إلى تعظيمها .

وما يعتقده طوائف من الناس في فضلها وتعظيمها، هو أمر مبتدع ، ولم يكن عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" ولا ريب أن الخلفاء الراشدين لم يبنوا هذه القبة، ولا كان الصحابة يعظمون الصخرة، ولا يتحرون الصلاة عندها، حتى ابن عمر رضي الله عنهما مع كونه كان يأتي من الحجاز إلى المسجد الأقصى، كان لا يأتي الصخرة.

وذلك أنها كانت قبلة، ثم نسخت. وهي قبلة اليهود، فلم يبق في شريعتنا ما يوجب تخصيصها بحكم، كما ليس في شريعتنا ما يوجب تخصيص يوم السبت.

وفي تخصيصها بالتعظيم مشابهة لليهود "

انتهى، من "اقتضاء الصراط المستقيم" (2 / 348).

وقال أيضا:

" ومعلوم أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من السابقين الأولين، والتابعين لهم بإحسان، قد فتحوا البلاد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وسكنوا بالشام والعراق ومصر، وغير هذه الأمصار، وهم كانوا أعلم بالدين، وأتبع له ممن بعدهم، فليس لأحد أن يخالفهم فيما كانوا عليه.

فما كان من هذه البقاع لم يعظموه، أو لم يقصدوا تخصيصه بصلاة أو دعاء، أو نحو ذلك: لم يكن لنا أن نخالفهم في ذلك، وإن كان بعض من جاء بعدهم من أهل الفضل والدين فعل ذلك؛ لأن اتباع سبيلهم أولى من اتباع سبيل من خالف سبيلهم "

انتهى، من "اقتضاء الصراط المستقيم" (2 / 351).

ثانيا

أما أنها معلقة بالهواء، فهذا غير صحيح ، بل هي متصلة بجانب الجبل

ثالثا:

وأما القبة المبنية عليها فهي أمر محدث، كما ذكر أهل التاريخ، فقد تم بناؤها في عهد عبد الملك بن مروان أثناء حربه لعبد الله بن الزبير رضي الله عنه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" وكانت الصخرة مكشوفة، ولم يكن أحد من الصحابة، لا ولاتهم ولا علماؤهم يخصها بعبادة، وكانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان رضي الله عنهما، مع حكمهما على الشام. وكذلك في خلافة علي رضي الله عنه، وإن كان لم يحكم عليها، ثم كذلك في إمارة معاوية، وابنه، وابن ابنه.

فلما كان في زمن عبد الملك ، وجرى بينه وبين ابن الزبير من الفتنة ما جرى، كان هو الذي بنى القبة على الصخرة، وقد قيل: إن الناس كانوا يقصدون الحج فيجتمعون بابن الزبير

أو يقصدونه بحُجَّة الحج، فعظّم عبد الملك شأن الصخرة، بما بناه عليها من القبة، وجعل عليها من الكسوة في الشتاء والصيف، ليكثر قصد الناس للبيت المقدس، فيشتغلوا بذلك عن قصد ابن الزبير، (والناس على دين الملك) .

وظهر من ذلك الوقت ، من تعظيم الصخرة وبيت المقدس : ما لم يكن المسلمون يعرفونه بمثل هذا، وجاء بعض الناس ينقل الإسرائيليات في تعظيمها "

انتهى، من "اقتضاء الصراط المستقيم" (2 / 347 - 348).

والله أعلم.

ملخص الجواب :

أن الصخرة لم يثبت فيها من الوحي ما يدعو إلى تعظيمها .

وما يعتقده طوائف من الناس في فضلها وتعظيمها، هو أمر مبتدع ، ولم يكن عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 17:16   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل صخرة بيت المقدس معلقة في الهواء

السؤال :

صخرة المقدس التي ركب المعراج عليها يوم عرج النبي صلى الله عليه وسلم قالوا لنا أنها معلقة في الهواء بالقدرة أفتونا جزاكم الله خيراً ؟


الجواب:


الحمد لله


كل شيء قائم في مقره بإذن الله سواء في ذلك السموات وما فيها والأرضون وما فيهن حتى الصخرة المسؤول عنها

قال تعالى : ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده )

وقال سبحانه : ( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره )

وليست صخرة بيت المقدس معلقة في الفضاء وحولها هواء من جميع نواحيها بل لا تزال متصلة من جانب الجبل التي هي جزء منه متماسكة معه ، وهي وجبلها قائمان في مقرهما للأسباب الكونية العادية المفهومة

شأنهما في ذلك شأن غيرهما من الكائنات ، ولا ننكر قدرة الله على أن يمسك جزءاً من الكونيات في الفضاء فمجموع المخلوقات كلها قائمة في الفضاء بقدرة الله كما تقدم

وقد رفع الله الطور فوق قوم موسى حينما امتنعوا من العمل بما أتاهم به موسى من الشرائع وكان محمولاً بقدرة الله

قال تعالى : ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون )

وقال تعالى : ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظُلّة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون )

ولكن القصد بيان الواقع

وأن الصخرة التي في بيت المقدس ليست معلقة في الفضاء من جميع جوانبها منفصلة عن الجبل انفصالاً كلياً بل هي متصلة به متماسكة معه .

والله أعلم

فتوى إسلامية لللجنة الدائمة /485









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 17:24   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل صح أن موسى عليه السلام تمنى أن يكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟

السؤال :


سؤالي هو: هل الحديث الذي يتحدث عن أن النبي موسى عليه السلام أراد أن يكون جزءاً من أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم صحيح؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث روي مرفوعا بأسانيد لا تصح .

فرواه ابن أبي عاصم في كتاب "السنة" (1 / 305 - 306) ؛ قال :

ثنا أَبُو أَيُّوبَ الْجَنائِزيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْشِي ذَاتَ يَوْمٍ فِي طَرِيقٍ، فَنَادَاهُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا مُوسَى فَالْتَفَتَ يَمِينًا وَشِمَالًا فَلَمْ يَرَ أَحَدًا، ثُمَّ نَادَاهُ الثَّانِيَةَ:

يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، فَالْتَفَتَ يَمِينًا، وَشِمَالًا فَلَمْ يَرَ أَحَدًا، فَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ، ثُمَّ نُودِيَ الثَّالِثَةَ: يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا. فَقَالَ: لَبَّيْكَ، وَخَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا. فَقَالَ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ... فَقَالَ: يَا مُوسَى ... إِنَّ الْجَنَّةَ لَمُحَرَّمَةٌ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِي حَتَّى يَدْخُلَهَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ. قَالَ مُوسَى: وَمَنْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ؟

قَالَ: أُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ، يَحْمَدُونَ صُعُودًا وَهُبُوطًا وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، يَشُدُّونَ أَوْسَاطَهُمْ،، وَيُطَهِّرُونَ أَطْرَافَهُمْ، صَائِمُونَ بِالنَّهَارِ، رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ، أَقْبَلُ مِنْهُمُ الْيَسِيرَ، وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: إِلَهِي اجْعَلْنِي نَبِيَّ تِلْكَ الْأُمَّةِ. قَالَ: نَبِيُّهَا مِنْهُمْ. قَالَ: اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ ذَلِكَ النَّبِيِّ. قَالَ: اسْتَقْدَمْتَ وَاسْتَأْخَرُوا يَا مُوسَى، وَلَكِنْ يَا مُوسَى سَأَجْمَعُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ فِي دَارِ الْجَلَالِ ).

وهذا الحديث إسناده ضعيف جدا .

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في "ظلال الجنة" المطبوع بحاشية كتاب "السنة" (1 / 306):

" إسناده ضعيف جدا، بل موضوع

ولوائح الوضع عليه ظاهرة

وآفته أبو أيوب الجنائري واسمه سليمان بن سلمة الحمصي

قال أبو حاتم:

متروك لا يشتغل به.

وقال ابن الجنيد:

كان يكذب.

وقال الخطيب:

سعيد بن موسى مجهول

والجنائزي مشهور بالضعف.

ثم رجعت إلى ترجمة سعيد بن موسى الأموي من "الميزان" ، فإذا به يقول:

اتهمه ابن حبان بالوضع. ثم ساق له ثلاثة أحاديث هذا أحدها ، وقال: موضوع.

فالحمد لله على توفيقه " انتهى .

وروى أبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 68 - 69) ؛ قال :

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثنا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ مُوسَى لَمَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِ التَّوْرَاةُ، وَقَرَأَهَا فَوَجَدَ فِيهَا ذِكْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَقَالَ: يَا رَبِّي، إِنِّي أَجِدُ فِي الْأَلْوَاحِ أُمَّةً هُمُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ ... قَالَ: يَا رَبِّ فَاجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ. فَأُعْطَى عِنْدَ ذَلِكَ خَصْلَتَيْنِ ... ) .

قَالَ أبو نعيم عقب هذا الحديث : " وهذا الحديث من غرائب حديث سهيل

لا أعلم أحدا رواه مرفوعا إلا من هذا الوجه، تفرد به الربيع بن النعمان، وبغيره من الأحاديث، عن سهيل، وفيه لين " انتهى .

وجبارة بن المغلس الراوي عن الربيع : ضعفه أهل العلم

وذكروا أنه يروي الموضوعات وإن لم يكن يتعمد الكذب.

قال ابن حجر رحمه الله تعالى :

" قال عبد الله بن أحمد: عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جبارة ، منها :

ما حدثنا به عن حماد بن يحيى الأبح، عن الحكم، عن ابن جبير، عن ابن عباس حديث: ( صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم ) ؟

فأنكر هذا، وقال في بعض ما عرضت عليه مما سمعت: هذه موضوعة ، أو : هي كذب.

وقال الحسين الرازي، عن ابن معين: كذاب.

وقال البخاري: حديثه مضطرب.

وقال ابن أبي حاتم:

كان أبو زرعة حدث عنه في أول أمره، ثم ترك حديثه بعد ذلك

وقال: قال لي ابن نمير: ما هو عندي ممن يكذب، كان يوضع له الحديث، فيحدث به

وما كان عندي ممن يتعمد الكذب.

وقال ابن عدي: في بعض حديثه ما لا يتابعه عليه أحد

غير أنه كان لا يتعمد الكذب، إنما كانت غفلة فيه " انتهى .

"تهذيب التهذيب" (1 / 289) .

وروي هذا الخبر من كلام ابن عباس رضي الله عنه .

رواه ابن أبي حاتم كما في تفسيره (5 / 1587)؛ قال:

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ الْبَصْرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ النَّحْوِيُّ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ

: ( قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ أَجِدُ أُمَّةً يُعْطُونَ صَدَقَةَ أَمْوَالِهِمْ ثُمَّ تَرْجِعُ فِيهِمْ فَيَأْكُلُونَهَا بَعْدُ، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةٌ تَكُونُ بَعْدَكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ ... قَالَ: يَا رَبِّ اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ) انتهى .

وهذا الإسناد فيه ضعف؛ فهو مسلسل بالرواة الذين لهم أوهام؛

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في "تقريب التهذيب" (ص 233، 457، 493، 547) :

"المنهال بن عمرو الأسدي ، مولاهم الكوفي : صدوق ربما وهم .

قيس بن الربيع الأسدي أبو محمد الكوفي : صدوق ، تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه ، فحدث .

محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، الكوفي، القاضي، أبو عبد الرحمن، صدوق سيء الحفظ جدا .

سعيد بن أوس بن ثابت ، أبو زيد الأنصاري النحوي البصري : صدوق له أوهام " انتهى .

ثم إن صحت نسبة هذا الأثر إلى ابن عباس رضي الله عنه ، فإنه لم يرفعه ولم ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلعله مما قد سمعه ممن أسلم من أهل الكتاب ، خاصة أنه من رواية سعيد بن جبير.

وذكر صاحب كتاب "التقرير في أسانيد التفسير" (ص 51) :

" من أصح الروايات عن عبد الله بن عباس : رواية سعيد بن جبير وكان مكيّا مقدما ، فهذا علي بن المديني يقدمه على سائر أصحاب عبد الله بن عباس ، وهو أكثر الرواة عنه رواية ، وأكثر التابعين من المكيين عناية بالإسرائليات .

وما يروى عن ابن عباس من هذا النوع فأكثره من طريقه ، ويروي عن ابن عباس في أمور الغيبيات من أخبار السابقين وأحوال القيامة ، مما يحتمل أخذه من بني اسرائيل " انتهى .

وقد روي هذا الأثر من كلام كعب الأحبار منسوبا إلى التوراة .

رواه أبو نعيم في "حلية الاولياء" (6 /33) .

وفي سنده عِصَامُ بْنُ طَلِيقٍ ، وقد ضعفه ابن معين وأبو زرعة ، ونص البخاري أنه منكر الحديث .

قال الذهبي رحمه الله تعالى في " ميزان الاعتدال" (3 / 67) :

" عصام بن طليق :

قال ابن معين: ليس بشيء .

قلت: روى عنه طالوت بن عباد، والأسود شاذان.

قال ابن عدي: لا نعرف له حديثاً منكرا.

وقال البخاري: مجهول منكر الحديث.

وضعفه أبو زرعة " انتهى .

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17 / 367 - 369) في قصة طويلة ؛ حيث قال :

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزكي، أنبأ أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن، أنبأ جعفر بن عبد الله، نا محمد بن هارون الروياني، ثنا أحمد يعني ابن أخي ابن وهب، ثنا عمي، ثنا سعيد بن عبد الرحمن بن نافع أنه سمع أباه يذكر أن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب : دلني على أعلم الناس .

فقال : ما أعلمه إلا ذو قَرَبات ، وهو باليمن يا أمير المؤمنين . قال : فبعث إليه معاوية فأتي به ومعاوية يومئذ بالغوطة ، غوطة دمشق قد نصبت الأبنية والأروقة والفساطيط ... ).

قال ابن عساكر رحمه الله تعالى عقبه :

" ولا أرى هذا الحديث صحيحا، لأن كعبا لم يدرك خلافة معاوية، وإنما مات في خلافة عثمان " انتهى .

وروي من كلام نوف البكالي رواه الطبري في "التفسير" (10 / 489 – 490)

ونوف البكالي هو ابن امرأة كعب الأحبار ؛ فلعله أخذه منه .

وروي من قول قتادة؛ رواه الطبري رحمه الله تعالى في "تفسيره" (10 / 452)، قال :

حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: " قال -موسى عليه السلام -: رب إني أجد في الألواح أمة، خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فاجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد ... قال: وذكر لنا أن نبي الله موسى عليه السلام نبذ الألواح وقال: اللهم اجعلني من أمة أحمد ...) .

وعلق عليه ابن كثير رحمه الله تعالى بقوله :

" ثم ظاهر السياق [أي : سياق آيات سورة الأعراف والتي فيها إلقاء موسى عليه السلام الألواح] أنه إنما ألقى الألواح غضبا على قومه، وهذا قول جمهور العلماء سلفا وخلفا.

وروى ابن جرير عن قتادة في هذا قولا غريبا، لا يصح إسناده إلى حكاية قتادة، وقد رده ابن عطية وغير واحد من العلماء، وهو جدير بالرد، وكأنه تلقاه قتادة عن بعض أهل الكتاب، وفيهم كذابون ووضاعون وأفاكون وزنادقة "

انتهى . "تفسير ابن كثير" (3 / 477) .

فالحاصل :

أن هذا الحديث لا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأقصى ما فيه أنه من مرويات أهل الكتاب .

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 17:29   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ذِكْرُ ما ثبت في السنة من قراءة آيات القرآن وسوره في الصباح والمساء والليل .

السؤال:

هل صحيح أنه ورد قراءة سور يس ، والرحمن ، والمعارج ، صباحا ، وسور الصافات ، و الجن ، والدخان ، ليلا ؟

الجواب:


الحمد لله

لا نعلم فيما ذكر السائل حديثا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ونذكر فيما يلي جملة مما ثبت في السنة ، في قراءة القرآن صباحا ومساءً وليلا:

1- قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة كل ليلة :

لما روى البخاري (4008) ، ومسلم (807) عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الآيتان من آخر سورة البقرة ، من قرأهما في ليلة كفتاه )

2- قراءة آية الكرسي قبل النوم :

لما روى البخاري تعليقا (2311) من حديث أبي هريرة ، وفيه قول الشيطان له : " إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِح" فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ).

3- قراءة المعوذات عند النوم :

لما روى البخاري (5017) عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ " .

وقد ورد أيضا قراءة السورتين ، صباحا ومساء ، لما روى أبو داود (5082) عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، أَنَّهُ قَالَ: " خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ، وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ، نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ لَنَا، فَأَدْرَكْنَاهُ، فَقَالَ: ( أَصَلَّيْتُمْ ؟ ) فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ: ( قُلْ )، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا،

ثُمَّ قَالَ: ( قُلْ)، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: ( قُلْ)، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَقُولُ؟ قَالَ: (قُلْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود".

4- قراءة سورة (الكافرون) عند النوم:

لما روى أبو داود (5055) عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِنَوْفَلٍ: ( اقْرَأْ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ثُمَّ نَمْ، عَلَى خَاتِمَتِهَا، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ)

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

5- قراءة سور الإسراء والزمر كل ليلة :

لما روى الترمذي (2920) عن عَائِشَةُ قالت : "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالزُّمَرَ" وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (4874) .

6- قراءة سورة "تبارك" – الملك – كل ليلة .

لما روى الترمذي (3404) عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ بِتَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَبِتَبَارَكَ " وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

وأما ما ذكره السائل فلا يثبت منه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم .

وقد ورد في استحباب قراءة سورة الدخان كل ليلة حديث رواه الترمذي (2888)

ولكن قال عنه الألباني : موضوع . "الترغيب والترهيب" (448) .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 17:34   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث موضوع عن العروس أنها تمنع عن أنواع من الأطعمة

السؤال :

هل هذا الحديث صحيح ؟

عن أبي سعيد الخدري أنه النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : ( وامنع العروس في أسبوعك من الألبان ، والخل ، والكزبرة ، والتفاح الحامض ) ؟ وما معني الكزبرة ؟

والتفاح الحامض ؟

وما المراد بالمنع من الألبان والخل؟


الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" (2 / 267 - 268) بسنده:

" عن عبد الله بْنِ وَهْبٍ النَّسَوِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ أَنْبَأَنَا خُصَيْفٌ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ( أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِذَا دَخَلَتِ الْعُرُوسُ بَيْتَكَ فَاخْلَعْ خُفَّكَ حِينَ تَجْلِسُ وَاغْسِلْ رِجْلَهَا وَصُبَّ الْمَاءَ عَلَى بَابِ دَارك إِلَى أقْصَى دَارك

فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ أَخْرَجَ اللَّهُ من دَارك سبعين بابا من الْفَقْرِ وَأَدْخَلَ فِيهِ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْبَرَكَةِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهَا سَبْعِينَ رَحْمَةً وَتَأْمَنُ الْعَرُوسُ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ مَا دَامَتْ فِي تِلْكَ الدَّارِ، وَامْنَعِ الْعَرُوسَ فِي أُسْبُوعِهَا الأَوَّلِ مِنَ اللِّبَانِ وَالْخَلِّ وَالْكُزْبَرَةِ وَالتُّفَّاحَةِ الْحَامِضَةِ.

قَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُول الله لأي شيء أَمْنَعُهَا هَذهِ الأَشْيَاءَ الأَرْبَعَةَ ؟ قَالَ: لأَنَّ الرَّحِمَ يَعْقَمُ وَيَمْرُدُ مِنْ هَذهِ الأَشْيَاءِ عَنِ الأَوْلادِ، وَالْحَصِيرُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ خَيْرٌ مِنِ امْرَأَةٍ لَا تَلِدُ ).

وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي ورقتين " انتهى.

ففي سند الحديث عبد الله بْن وَهْب النَّسَوِيّ، قال عنه ابن حبان رحمه الله تعالى:

" عبد الله بن وهب النسوي: شيخ دجال يضع الحديث على الثقات، ويلزق الموضوعات بالضعفاء ... "

انتهى، من "المجروحين" (2 / 43).

وهذا الحديث ذكر شطرا منه أبو القاسم القزويني في "التدوين في أخبار قزوين" (4 / 42) بسنده

عن بُنْدَار بْن عُثْمَانَ الْوَرَّاقِ ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنْ خَصِيفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: ( يَا عَلِيُّ إِذَا دَخَلَتِ الْعَرُوسُ بَيْتَكَ فَاخْلَعْ خُفَّيْهَا حِينَ تَجْلِسُ وَاغْتَسِلْ رِجْلَيْهَا وَصُبَّ الْمَاءَ مِنْ باب دَارِكَ إِلَى أَقْصَى دَارِكَ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ دَارِكَ سَبْعِينَ لَوْنًا مِنَ الْفَقْرِ وَأَدْخَلَ فِيهَا سَبْعِينَ لَوْنًا مِنَ الْبَرَكَةِ وَأَنْزَلَ سَبْعِينَ رَحْمَةً تُرَفْرِفُ عَلَى رَأْسِ الْعَرُوسِ تَتَنَاثَرُ بَرَكَتُهَا كُلَّ زَاوِيَةٍ من بيتك ) وللحديث بقية.

وفي سنده إسحاق بن نجيح وهو الملطي ،

وقد حكم عليه أهل العلم أنه كان يكذب ويضع الحديث.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

" إسحاق بن نجيح الملطي: ع

ن عطاء الخراساني وابن جريج وغيرهما.

كنيته أبو صالح، وقيل: أبو يزيد...

قال أحمد:

هو من أكذب الناس.

وقال يحيى:

معروف بالكذب ووضع الحديث.

وقال يعقوب الفسوي:

لا يكتب حديثه.

وقال النسائي والدارقطني:

متروك.

وقال الفلاس: كان يضع الحديث صراحا "

انتهى. "ميزان الاعتدال" (1 / 200 - 201).

وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

" قلت: وهذا موضوع باطل ظاهر البطلان؛ آفته إسحاق بن نجيح وهو الملطي

كذاب وضاع، لا بارك الله فيه "

انتهى. "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (7 / 311).

ويروي هذا الحديث عن إسحاق أحمد بن عبد الله وهو الجويباري ،

وهو أيضا متهم بالكذب ووضع الحديث؛ قال عنه ابن حبان رحمه الله تعالى:

" وقد تعلق به أحمد بن عبد الله الجويباري

فكان يروى عنه ما وضعه إسحاق ، ويضع عليه ما لم يضع أيضا "

انتهى. "المجروحين" (1 / 134 - 135).

فالخلاصة؛ أن هذا الخبر موضوع لا يصح؛ لأن سنده يرجع إلى عبد الله بن وهب النسوي ، وأيضا إلى أحمد بن عبد اللَّه ، عن إسحاق بن نجيح، وهم كلهم متهمون بالكذب ووضع الحديث.

وقال ابن حبان رحمه الله تعالى:

" تتبعت حديثه – أي أحاديث عبد الله بن وهب النسوي

فكأنه اجتمع مع أحمد بن عبد الله الجويباري واتفقا على وضع الحديث، فقلَّ حديث رأيته للجويباري من المناكير التي تفرد بها ، إلا ورأيته لعبد الله بن وهب هذا بعينه ؛ كأنهما متشاركان فيه "

انتهى، من "المجروحين" (2 / 43 - 44).

والله أعلم.

ملخص الجواب :

هذا الخبر موضوع لا يصح.









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 17:41   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يصح حديث؛ أن الجراد أول أمة تهلك؟

السؤال


قال لي البعض ان الدينصورات لم تنقرض وأعطاني حديث ((خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى أَلْفَ أُمَّةٍ مِنْهَا سِتُّ مِائَةٍ فِي الْبَحْرِ وَأَرْبَعُ مِائَةٍ فِي الْبَرِّ ، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَهْلِكُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ الْجَرَادُ ، فَإِذَا هَلَكَ تَتَابَعَتْ مِثْلَ النِّظَامِ إِذَا قُطِعَ سِلْكُهُ )).

هل يعد أهل العلم أن هذا الحديث دليل على عدم انقراض الدينصورات لأنها ستنقرض بعد الجراد وليس قبله وجزاكم الله خيرا


الجواب :

الحمد لله


مسألة وجود الديناصورات في القدم وانقراضها، أقام عليها الباحثون من أهل الاختصاص بمثل هذه العلوم أدلة حسية عديدة ولا نعلم في شرعنا ما يكذّب ذلك أو يرده

وأما الحديث الذي ذكرته فلا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ وتفصيل ذلك:

هذا الحديث رواه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (10 / 659)

وفيه: قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا محمَّد بْنُ عِيسَى ابن كَيْسَانَ، ثنا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَلَّ الْجَرَادُ فِي سَنَةٍ مِنْ سِنِي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الَّتِي وَلِيَ فِيهَا فَسَأَلَ عَنْهُ فَلَمْ يُخْبَرْ بِشَيْءٍ فَاغْتَمَّ لِذَلِكَ، فَأَرْسَلَ رَاكِبًا إِلَى الْيَمَنِ وَرَاكِبًا إِلَى الشَّامِ وَرَاكِبًا إِلَى الْعِرَاقِ فَسَأَلَ هَلْ رُوي مِنَ الْجَرَادِ شَيْءٌ أَمْ لَا؟

فَأَتَاهُ الرَّاكِبُ الَّذِي مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ بِقَبْضَةٍ مِنَ جَرَادٍ فَأَلْقَاهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا رَآهَا كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( خَلَقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ أَلْفَ أُمَّةٍ، مِنْهَا سِتُّمِائَةٍ فِي الْبَحْرِ وَأَرْبَعُمِائَةٍ فِي الْبَرِّ فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَهْلِكُ مِنْ هذه الأمة الجراد، فإذا هَلَكَتْ تَتَابَعَتْ مِثْلَ النِّظَامِ إِذَا انْقَطَعَ سِلْكُهُ ).

ورواه ابن حبان في "المجروحين" (2 / 256 - 257) قال " أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبيد الله بن واقد القيسي أبو عباد قال: حدثني محمد بن عيسى بن كيسان قال: حدثنى بن المنكدر ... فذكر الحديث.

ورواه ابن عدي في "الكامل" (7 / 57 – 58) و (7 / 487)

والدولابي في "الكنى والأسماء" (2 / 712)

وابن أبي عاصم في "الأوائل" (ص 90 – 91)

والبيهقي في "شعب الإيمان" (12 / 412 – 414)

وأبو الشيخ في "العظمة" (5 / 1783)

والداني في "السنن الواردة في الفتن" (5 / 985).

كلهم من طريق عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ الْقَيْسِيُّ عن مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْهُذَلِيُّ به.

وعبيد بن واقد القيسي: ضعيف الحديث.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.

قلت: وذكره بن عدي في "الكامل"، وأورد له أحاديث، ثم قال: وعامة ما يرويه لا يتابع عليه.

وقال في ترجمة إسماعيل بن يعلى: شيخ بصري من جملة الضعفاء "

انتهى. "تهذيب التهذيب" (3 / 41 - 42).

ومحمد بن عيسى الهذلي:

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

" محمد بن عيسى بن كيسان الهلالي العبدي.

عن ابن المنكدر، والحسن البصري.

قال البخاري، والفلاس:

منكر الحديث.

وقال أبو زرعة:

لا ينبغي أن يحدَّث عنه.

وقال ابن حبان

: يأتي عن ابن المنكدر بعجائب.

وقال الدارقطني

: ضعيف، ووثقه بعضهم "

انتهى. "ميزان الإعتدال" (3 / 677).

وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (2 / 622):

" محمد بن عيسى بن كيسان، الهلالي العبدي، عن ابن المنكدر، ضعفوه بمرة " انتهى.

وقد ساق ابن حبان حديثه هذا في كتابه "المجروحين" (2 / 256 - 257)

وحكم عليه بأنه موضوع لا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال رحمه الله تعالى:

" محمد بن عيسى بن كيسان الهذلي: كنيته أبو يحيى صاحب الطعام، من أهل البصرة، ويقال له: العبدي، شيخ يروي عن محمد بن المنكدر العجائب، وعن الثقات الأوابد، لا يجوز الاحتجاج بخبره، إذا انفرد، روى عنه أهل البصرة.

أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبيد الله بن واقد القيسي أبو عباد قال حدثني محمد بن عيسى بن كيسان قال حدثني بن المنكدر عن جابر بن عبد الله ...

فذكر الحديث كاملا ، ثم قال:

وهذا شيء لا شك أنه موضوع ، ليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى.

وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله تعالى:

" كلامهم في محمد بن عيسى شديد مع إقلاله، والخبر منكر جداً، والأمم أكثر مما ذكر. وقد انقرض منها أنواع، ومنها ما يتوقع انقراضه قبل الجراد "

انتهى. "الفوائد المجموعة" (ص 459).

فالخلاصة؛ أن الحديث لا يصح ، وهو موضوع كما نص على ذلك المحققون من أهل العلم.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 17:45   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما صحة حديث ( لا تَنْسَوُا الْعَظِيمَتَيْنِ الجنة والنار ) ؟

السؤال :

ما صحة حديث ( لا تَنْسَوُا الْعَظِيمَتَيْنِ الجنة والنار ) .

الجواب :

الحمد لله

الحديث رواه أبو يعلى الموصلي، كما في "المطالب العالية" (13 / 746)

: قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بن شَبيب الصنعاني، فيما عرضنا على رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن بحير قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد رَضِيَ الله عَنْه يقول: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمر رَضِيَ الله عَنْه يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

( لَا تَنْسَوَا العظيمتين.

قلنا: يا رَسُولُ الله، وما العظيمتان؟

قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْجَنَّةُ وَالنَّارُ.

فَذَكَرَ مَا ذكر حتى بكى إلى أن جرى الدمع، أَوْ بَلَّ الدَّمْعُ جَانِبَيْ لِحْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مِنَ الْأَمْرِ مَا أَعْلَمُ، لَمَشَيْتُمْ إِلَى الصَّعِيدِ ، فَحَثَيْتُمْ عَلَى رؤوسكم التُّرَابَ ).

ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1 / 417)

قال: قَالَ لِي إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ شَبِيبٍ أَبُو يَزِيدَ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: فِيمَا عَرَضْنَا عَلَى رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ سَمِعَ عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ يَزِيدَ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لا تَنْسَوُا الْعَظِيمَيْنِ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ).

ورواه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء" (ص 97)، وفي "صفة النار" (ص 14 – 15)، قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ شَبِيبٍ الصَّنْعَانِيُّ ... ثم ذكره.

ورواه الدولابي في "الكنى والأسماء" (3 / 1182)، قال: أَخْبَرَنِي صَاحِبٌ لَنَا يُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ قَالَ: أَنْبَأَ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَشْوَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ أَيُّوبُ بْنُ شَبِيبٍ الصَّنْعَانِيُّ ... ثم ذكره.

والحديث : مداره على أيّوب بن شبيب الصنعاني.

قال عنه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" روى عن رباح بن زيد الصنعاني.

روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وإسحاق ابن أبي إسرائيل.

ذكره ابن أبي حاتم فلم يذكر فيه جرحا.

وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" فقال: يخطئ "

انتهى. "لسان الميزان" (2 / 245).

وزيادة على وصف ابن حبان له بأنه يخطئ، فقد رجّح الشيخ الألباني ضعف هذا الحديث؛ بسبب أن أيّوب بن شبيب الصنعاني مجهول العين؛ حيث رجّح أنّ إسحاق ابن إبراهيم، هو نفسه إسحاق ابن أبي إسرائيل فهما شخص واحد؛ لأنّ أبا إسرائيل اسمه إبراهيم.

قال المزي رحمه الله تعالى:

" إسحاق بن أَبي إسرائيل، واسمه إِبْرَاهِيم بْن كامَجْر المروزي، أبو يعقوب، نزيل بغداد "

انتهى. "تهذيب الكمال" (2 / 398).

قال الألباني رحمه الله تعالى في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (14 / 926 - 927):

" ( لا تنسوا العظيمين ...) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أيوب بن شبيب الصنعاني: مجهول العين في نقدي؛ وإن ذكره ابن حبان في " الثقات " (8/ 125)

من رواية إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وإسحاق بن أبي إسرائيل الحراني عنه، وقال:

" يخطئ ". ونقله عنه الحافظ في " اللسان " وأقره .

ويبدو لي أن قرن (إسحاق بن إبراهيم الحنظلي) - وهو: ابن راهويه الإمام الحافظ - خطأ من ابن حبان تبعه عليه الحافظ؛ سببه أن البخاري لم ينسبه في الحديث فقال:

" قال لي إسحاق: حدثنا أيوب بن شبيب ...

"؛ فتوهّم ابن حبان أنه إسحاق بن راهويه؛ لأنه من شيوخ البخاري المشهورين، فانساق ذهنه إليه، ونسبه إلى أبيه (إبراهيم) ، ولم يعلم - أو على الأقل لم يتذكر - أن إسحاق بن أبي إسرائيل هو من شيوخ البخاري أيضاً في "الأدب المفرد" - كما في ترجمته من "التهذيب" -

وما دام أنه جاء منسوباً إلى والده (أبي إسرائيل) عند أبي يعلى؛ فينبغي أن تحمل رواية البخاري المطلقة على رواية أبي يعلى هذه المقيدة - كما هي القاعدة في مثل هذا -. والله أعلم.

وعليه يكون شيخه (أيوب بن شبيب): مجهول العين - كما هو مقرر في الأول -.

وأما (أيوب بن سالم) : فلا أثر له في شيء من كتب الرجال...

ثم رأيت الحديث قد أخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة النار" (ق 1/ 2)

و "الرقة والبكاء" (ق 123/ 2)

أيضاً قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم به. واسم (أبي إسرائيل) والد (إسحاق الحراني) : إبراهيم أيضاً؛ لكن ليس هو والد (ابن راهويه) - كما ذكرت -، ويؤيده أن ابن أبي الدنيا ذكروه في الرواة عن (الحراني) .. دون: (ابن راهويه) " انتهى.

فالخلاصة: أن الحديث ضعيف .

وأما معناه : فتغني عنه نصوص الوحي المشهورة في الكتاب والسنة والتي تحث على تذكر الآخرة

وما فيها من نعيم وعذاب وأن الهول عظيم، نسأل الله تعالى الجنة ونعوذ بالله من النار.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 17:50   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(رد دانق من حرام أفضل عند الله من سبعين حجة) حديث مكذوب

السؤال


: ما صحة حديث: (ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام)؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

الحديث الوارد في السؤال لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل حكم العلماء عليه أنه موضوع ومكذوب.

فقد نسب إلى الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رد دانق من حرام أفضل عند الله عز وجل من سبعين حجة مبرورة)

كما تجده عند ابن حبان في "المجروحين" (1/139، 153)

وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (1/560)،

والخليلي في "الإرشاد" (1/415)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/157)

وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/117)

والذي وضع الحديث واخترعه اسمه : إسحاق بن وهب الطهرمسي، نسبة إلى "طهرمس" قرية من قرى مصر، وكان من نكارة وضعه وجرأته على الحديث أنه ينسبه إلى سلسلة الذهب، سلسلة مالك عن نافع عن ابن عمر، كي يروج الحديث وينتشر، ولكن العلماء بينوا حقيقة الأمر، وحكموا عليه بالرد.

قال ابن حبان:

"يضع الحديث صراحا، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه"

وقال ابن عدي:

"روى عن ابن وهب بأحاديث مناكير، وما أظنه رآه... [ ثم أسند حديثه هذا الوارد في السؤال وحكم عليه بقوله ]: وهذه الأحاديث بواطيل".

وقال أبو عبد الله الحاكم:

"روى عن ابن وهب أحاديث موضوعة، ساقط الحديث

" كما في "لسان الميزان" (1/379) .

وقال الخليلي:

"منكر من حديث مالك، ومن حديث ابن وهب, إنما الحمل فيه على الطهرمسي"

وقال ابن الجوزي:

"هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به إسحاق".

وقال الذهبي:

"هذا حديث موضوع بيقين"

انتهى من "تاريخ الإسلام" (6/51)

وقال أيضا:

"هكذا فليكن الكذب، لكن قد روى أبو أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أنه قال [يعني موقوفا من كلامه ، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم]: (لرد دانق من حرام أفضل من إنفاق مائة ألف في سبيل الله)"

انتهى من "ميزان الاعتدال" (1/ 203)

وقال الشوكاني:

"فِي إِسْنَادِهِ كذاب. قال الصغاني: موضوع"

انتهى من "الفوائد المجموعة" (ص145)

هذا وللحديث طرق أخرى مسروقة

لم نشأ التطويل بنقلها وتسويد الصفحات بمثلها.

ثانيا :

إذا صدر مثل هذا الكلام عن أحد الصحابة أو السلف الصالحين، فيحتمل أن يقبل من مثله، إذا أراد به الزجر عن أكل المال الحرام، خاصة وأن خطورة الحرام تتضاعف حين تتعلق بحقوق العباد، فيجمع العاصي حينئذ بين إثمي المال الحرام، والعدوان على حقوق العباد.

يقول ابن رجب رحمه الله:

"والظاهر أن ما ورد من تفضيل ترك المحرمات على فعل الطاعات، إنما أريد به على نوافل الطاعات، وإلا فجنس الأعمال الواجبات أفضل من جنس ترك المحرمات، لأن الأعمال مقصودة لذاتها

والمحارم المطلوب عدمها، ولذلك لا تحتاج إلى نية، بخلاف الأعمال، ولذلك كان جنس ترك الأعمال قد تكون كفرا كترك التوحيد، وكترك أركان الإسلام أو بعضها على ما سبق، بخلاف ارتكاب المنهيات، فإنه لا يقتضي الكفر بنفسه.

ويشهد لذلك قول ابن عمر: لرد دانق من حرام أفضل من مائة ألف تنفق في سبيل الله.

وعن بعض السلف قال: ترك دانق مما يكرهه الله أحب إلي من خمسمائة حجة.

وقال ميمون بن مهران: ذكر الله باللسان حسن، وأفضل منه أن يذكر الله العبد عند المعصية فيمسك عنها.

وقال ابن المبارك: لأن أرد درهما من شبهة، أحب إلي من أن أتصدق بمائة ألف ومائة ألف، حتى بلغ ستمائة ألف.

وقال عمر بن عبد العزيز: ليست التقوى قيام الليل، وصيام النهار، والتخليط فيما بين ذلك .

ولكن التقوى : أداء ما افترض الله، وترك ما حرم الله، فإن كان مع ذلك عمل، فهو خير إلى خير، أو كما قال.

وقال أيضا: وددت أني لا أصلي غير الصلوات الخمس سوى الوتر، وأن أؤدي الزكاة، ولا أتصدق بعدها بدرهم، وأن أصوم رمضان ولا أصوم بعده يوما أبدا، وأن أحج حجة الإسلام ثم لا أحج بعدها أبدا، ثم أعمد إلى فضل قوتي، فأجعله فيما حرم الله علي، فأمسك عنه.

وحاصل كلامهم يدل على أن اجتناب المحرمات - وإن قلت - أفضل من الإكثار من نوافل الطاعات ؛ فإن ذلك فرض، وهذا نفل"

انتهى من "جامع العلوم والحكم" (1/ 253-254)

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-18, 17:55   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حول صحة حديث في فضائل الشام

السؤال

: ما صحة ما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (142) أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن هذا الأمر -يعني الخلافة-كائن بعدي في المدينة ، ثم في الشام، ثم في الجزيرة، ثم في العراق ، ثم في المدينة ، ثم في بيت المقدس

فاذا كان ببيت المقدس فثَم عقر دارها ، ولن يخرجها قوم فتعود اليهم أبدا) . وهل يمكنكم شرح هذا الحديث؟


الجواب :

الحمد لله

الحديث المذكور : ضعيف ، لا يثبت . وبيان ذلك :

أولا :

هذا الحديث أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (276)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/185)

من طريق الوليد بن مسلم ، قال أخبرنا مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر كائن بعدي بالمدينة ، ثم بالشام ، ثم بالجزيرة ، ثم بالعراق ، ثم بالمدينة ، ثم ببيت المقدس ، فإذا كان ببيت المقدس فثم عقر دارها ، ولن يخرجها قوم فتعود إليهم أبدا ".

وهو حديث ضعيف

وذلك لأنه مرسل ،

حيث إن يونس بن ميسرة بن حلبس الذي روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ثقة عابد

إلا أنه من التابعين ، والمرسل ضعيف لانقطاعه كما هو معلوم .

وأما الراوي عنه وهو مروان بن جناح فحديثه في مرتبة الحسن ، في الجملة

قال فيه الدارقطني كما في "سؤالات البرقاني" (515)

:" لا بأس به ".

ووثقه دحيم وأبو داود

. كذا في "تهذيب الكمال" (27/387)

وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (8/274) :

" شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به " .

والراوي عنه هو الوليد بن مسلم وهو ثقة مدلس ، وتدليسه شر أنواع التدليس ، وهو تدليس التسوية ، وقد صرح بالتحديث ، وبقية رجال الإسناد لا بأس بهم .

والحاصل : أن إسناد هذا الحديث : ضعيف لا يثبت .

ثانيا :

وأما شرح الحديث : فالمقصود بقوله " هذا الأمر " : أي الخلافة ، أي تكون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، ثم تنتقل إلى الشام ، ثم بالجزيرة ، ثم بالعراق ، ثم تعود إلى المدينة ، ثم بيت المقدس

وهو يومئذ عقر دار الإسلام ، أي أصلها وموطن الأمن فيها ، قال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث" (3/529) :" عُقْر الدار بالضم والفتح : أصلُها ، ومنه الحديث " عُقْر دَار الإسلام الشَّاُم "

أي : أصله ومَوْضعه ، كأنه أشار به إلى وقت الفتَن : أي يكون الشام يومئذ آمِناً منها ، وأهلُ الإسلام به أسلمُ ". انتهى

ثالثا :

لمن أراد الاستزادة من الأحاديث الصحيحة الواردة في فضائل الشام يمكنه مراجعة كتاب " تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن علي بن محمد الربعي" للشيخ الألباني رحمه الله ،

فهو نافع في بابه ، ونسأل الله أن يرد بيت المقدس للمسلمين ، وأن يعجل بنصره ، إنه قوي متين .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-19, 09:18   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
بسمة ღ
مشرفة عـامّة
 
الصورة الرمزية بسمة ღ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بوركت اخي الفاضل
جزاك الله الف خير
وجعلها في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
قديم 2018-07-23, 17:08   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maria04a4 مشاهدة المشاركة
بوركت اخي الفاضل
جزاك الله الف خير
وجعلها في ميزان حسناتك

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني تواجدك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِ
وجزاك الله عني كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-23, 17:18   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




يسأل عن حديث في فضائل بيت المقدس


السؤال:

ما صحة ما رواه صاحب "كنز الأعمال" (14148)

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يا معاذ أنه سيفتح عليكم الشام من بعدى من العريش إلى الفرات ، رجالهم ونساؤهم وهم مرابطون إلى يوم القيامة ، فمن اختار ساحلا من سواحل الشام وبيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة )؟

وهل يمكنكم شرح هذا الحديث؟


الجواب :


الحمد لله

الحديث المذكور : ضعيف ، لا يثبت . وبيان ذلك :

هذا الحديث أخرجه المشرف بن المرجى في "فضائل بيت المقدس" (ص 324)

فقال : أخبرنا أبو الفرج ، قال: أبنا عيسى ، قال: أبنا علي ، قال: ثنا محمد بن حسن بن قتيبة العسقلاني بالرملة ، قال: ثنا محمد بن النعمان ، قال: ثنا سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل ، قال: أبنا هانئ بن عبد الرحمن ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ،

عن عبد الله بن الديلمي ، عن عبد الرحمن بن غنم قال: سمعت معاذ بن جبل يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا معاذ ، إن الله سيفتح عليكم الشام من بعدي

من العريش إلى الفرات ، رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلى يوم القيامة ، فمن احتل ساحلاً من سواحل الشام ، أو بيت المقدس ، فهو في جهاد إلى يوم القيامة ".

والحديث ضعيف فيه أكثر من علة :

الأولى : فيه هانئ بن عبد الرحمن ، ذكره ابن حبان في "الثقات" (7/584)

وقال :" رُبمَا أغرب "

وقال الذهبي في "السير" (18/389) :

" وَلاَ أَعْرف حَال هَانِئ ". انتهى

الثانية : فيه سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل وهو ثقة إلا أنه كان فيه غفلة ، ولذا وقعت بعض المناكير في رواياته ، ولذا يحتج بحديثه إذا روى عن الثقات المشهورين

أما إن روى عن المجاهيل فيتوقف في روايته

قال أبو حاتم :" سليمان بن شرحبيل صدوق مستقيم الحديث ،

ولكنه أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين ، وكان عندي في حد لو أن رجلا وضع له حديثا : لم يفهم

وكان لا يميز "

كذا في "الجرح والتعديل" (4/129)

وقال ابن حبان في "الثقات" (8/278)

:" يعْتَبر حَدِيثه إِذا روى عَن الثِّقَات الْمَشَاهِير، فَأَما رِوَايَته عَن الضُّعَفَاء والمجاهيل : فَفِيهَا مَنَاكِير كَثِيرَة لَا اعْتِبَار بهَا ". انتهى .

وهنا قد روى عن هانئ بن عبد الرحمن ، مجهول الحال ، ثم هو يأتي بغرائب ومناكير .

الثالثة : فيه محمد بن النعمان بن بشير السقطي

ترجم له الخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق" (1278)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/159)

ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا

وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (7498) :" مجهول" .

وللحديث شاهدان : أحدهما مكذوب ، والآخر غير صحيح :

الأول : من حديث أبي هريرة ، وقد أخرجه المشرف بن المرجى في "فضائل بيت المقدس" (ص 324)

من طريق موسى بن أيوب النصيبي ، قال: ثنا أبو عبد الرحمن الأعرج ، عن سعيد بن واقد ، عن مقاتل بن حيان ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ستفتح على أمتي الشام من بعدي فتحًا وشيكًا ، فإذا فتحها الله تعالى ونزلها المسلمون وأهلها إلى منتهى الجزيرة ، ورجالهم ونساؤهم وصبيانهم وإماؤهم وعبيدهم مرابطون إلى يوم القيامة ، فمن نزل عند ذلك ساحلاً من السواحل فهو في جهاد ، ومن نزل ببيت المقدس وما حوله فهو في رباط ".

وهذا حديث مكذوب ، فيه سعيد بن عبد الملك بن واقد

قال أبو حاتم :" يتكلمون فيه يقال أنه أخذ كتبا لمحمد بن سلمة

فحدث بها ، ورأيت فيما حدث به أحاديث كذب " .

كذا في "الجرح والتعديل" (4/45)

الثاني : من حديث أبي الدرداء ، وله عنه طريقان :

الأول : أخرجه المشرف بن المرجى في "فضائل بيت المقدس" (ص 324)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/282)

من طريق هشام بن عمار ، قال أنا أبو مطيع معاوية بن يحيى عن أرطأة بن المنذر عن من حدثه عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون ؛ فمن نزل مدينة من المدائن فهو في رباط أو ثغر من الثغور فهو في جهاد ".

وإسناده ضعيف ، فيه راو لم يسم ، وهو شيخ أرطأة بن المنذر .

وأما الثاني عن أبي الدرداء :

فأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/282)

من طريق عمرو بن عثمان قال أنا ابن حمير عن سعيد البجلي عن شهر بن حوشب عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" سيفتح على أمتي من بعدي الشام وشيكا

فإذا فتحها فاحتلها بأهل الشام مرابطون إلى منتهى الجزيرة ، رجالهم ونساؤهم وصبيانهم وعبيدهم ، فمن احتل ساحلا من تلك السواحل فهو في جهاد ومن احتل بيت المقدس وما حوله فهو في رباط ".

وهو طريق ضعيف أيضا

فيه سعيد البجلي هذا لا يعرف ، وفيه شهر بن حوشب ضعيف مشهور .

وقد ضعف الشيخ الألباني رحمه الله طريق أبي الدرداء

كما في "السلسلة الضعيفة" (1548)

وعلى كلٍ : فالحديث لا يصح من طريق معاذ

ولا بشاهديه طريق أبي هريرة ، وطريق أبي الدرداء .

ومعنى الحديث :

أن الشام سيفتحها الله للمسلمين ، وحدُّها من العريش بمصر إلى الفرات بالعراق ، فإذا فتحت فإن أهلها جميعا الرجال والنساء في رباط إلى يوم القيامة .

وختاما

: لمن أراد الاستزادة من الأحاديث الصحيحة الواردة في فضائل الشام يمكنه مراجعة كتاب " تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن علي بن محمد الربعي" للشيخ الألباني رحمه الله ، فهو نافع في بابه

ونسأل الله أن يرد بيت المقدس للمسلمين ، وأن يعجل بنصره ، إنه قوي متين .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-23, 17:22   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل صح حديث ( كلكم تموتون ، ولكن يعجل بخياركم )

السؤال :

كنت استمع لبعض المحاضرات فلفتت انتباهي حديث

( كلكم تموتون ولكن يعجل بخياركم ) .

فهل هذا حديث صحيح ؟


الجواب :

الحمد لله

الحديث المذكور ( كلكم تموتون ، ولكن يعجل بخياركم ) : لم نقف عليه بهذا اللفظ .

لكن ورد قريب من معناه في حديث أخرجه البزار في "مسنده" (7801)

فقال : حَدَّثنا يحيى بن المعلى بن منصور ، قال : حَدَّثنا جنادة بن مُحَمد الدمشقي ، قال : حَدَّثنا عَبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين عن الأوزاعي ، عَن الزُّهْرِيّ ، عن سَعِيد بن المسيب ، عَن أبي هُرَيرة ، قال : قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم :

( لتُنْتَقُنَّ كما يُنتقى التمر من الحثالة ، وليُذهبن بخياركم ، وليَبقين شرارُكم ؛ فموتوا إن استطعتم ) .

والحديث إسناده جيد حسن

لأجل بعض كلام في حفظ عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين

فإنه وثقه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني

وقال ابن معين : ليس به بأس

وقال النسائي : ليس بقوي

وقال ابن حبان : ربما أخطأ .

انظر "تهيب الكمال" (16/420) .

وأما جنادة بن محمد الدمشقي

فقال فيه أبو حاتم :" صدوق " .

"الجرح والتعديل" (2/516) .

وأما شيخ البزار فهو يحيى بن المعلى بن منصور :

وثقه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (16/310)

. وبقية رجال الإسناد أئمة ثقات .

والحديث بهذا اللفظ ، رواه أيضا : ابن ماجة في سننه (4038)

والحاكم في المستدرك (7886)

وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه . اهـ .

وينظر أيضا : "صحيح ابن حبان" (16/208)

"السلسلة الصحيحة" رقم (1781) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-23, 17:31   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حول صحة ما نسب لإبراهيم الخليل أنه كان يبيع الأصنام وينادي :" من يشتري ما يضره ولا ينفعه ".

السؤال :

سمعت من يقول أن إبراهيم عليه السلام كان يبيع الأصنام وينادي من يشتري شيئا يضره ولا ينفعه، فهل هذا صحيح؟


الجواب :

الحمد لله

ما جاء في سؤال الأخ الكريم من أن إبراهيم الخليل عليه السلام كان يبيع الأصنام وينادي " من يشتري ما يضره ولا ينفعه " :

قد ورد عن بعض الصحابة موقوفا عليهم من قولهم ، بإسناد ضعيف جدا لا يثبت .

وورد كذلك عن بعض التابعين وتابعيهم ، من قولهم ؛ لم ينسبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أنهم تلقوه عن أصحاب النبي رضوان الله عليهم . وبيان ذلك كالتالي :

أولا : ما روي عن الصحابة موقوفا عليهم :

أخرجه ابن جرير الطبري في "تاريخه" (1/236)

قال : حدثنا عمرو بن حماد ، قال: حدثنا أسباط ، عن السدي ، في خبر ذكره عن أَبِي صَالِحٍ ، وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ عباس- وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود- وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :

كان من شأن إبراهيم أَنَّهُ طَلَعَ كَوْكَبٌ عَلَى نُمْرُودَ ، فَذَهَبَ بِضَوْءِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، فَفَزِعَ مِنْ ذَلِكَ فَزَعًا شَدِيدًا ، فَدَعَا السَّحَرَةَ وَالْكَهَنَةَ وَالْقَافَّةَ وَالْحَازَّةَ ، فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ

فَقَالُوا: يَخْرُجُ مِنْ مُلْكِكَ رَجُلٌ يَكُونُ عَلَى وَجْهِهِ هَلاكُكَ وَهَلاكُ مُلْكِكَ- وَكَانَ مَسْكَنُهُ بِبَابِلَ الْكُوفَةَ- فَخَرَجَ مِنْ قَرْيَتِهِ إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى ، فأخرج الرجال وترك النساء، وأمر ألا يُولَدَ مَوْلُودٌ ذَكَرٌ إِلا ذَبَحَهُ ، فَذَبَحَ أَوْلادَهُمْ ..."

فذكر الحديث مطولا ، في شأن ولادة إبراهيم عليه السلام ، ونشأته . وفيه :

" وَكَانَ أَبُوهُ يَصْنَعُ الأَصْنَامَ فَيُعْطِيهَا وَلَدَهُ فَيَبِيعُونَهَا ، وَكَانَ يُعْطِيهِ فَيُنَادِي: مَنْ يَشْتَرِي مَا يَضُرُّهُ وَلا يَنْفَعُهُ؟ فَيَرْجِعُ إِخْوَتُهُ وَقَدْ بَاعُوا أَصْنَامَهُمْ ، وَيَرْجِعُ إِبْرَاهِيمُ بِأَصْنَامِهِ كَمَا هِيَ ، ثُمَّ دَعَا أَبَاهُ فَقَالَ: « يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً ". انتهى

وهذا الإسناد ضعيف جدا لا يثبت ، لما يلي :

أولا : أنه من رواية السدي الكبير وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة

وهو مختلف فيه حيث

قال يحيى بن سعيد القطان :" لا بأس به

ما سمعت احدا يذكر السدي إلا بخير وما تركه أحد "

ووثقه أحمد

وضعفه ابن معين

وقال أبو حاتم : "يكتب حديثه ولا يحتج به "

وقال أبو زرعة:" لين ".

انظر "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (2/185)

وقال ابن عدي :" مستقيم الحديث صدوق لا بأس به ". "الكامل" (1/449)

، وقال الذهبي :" حسن الحديث ". "الكاشف" (391)

وقال ابن حجر :" صدوق يهم ". "التقريب" (463)

وهذا أرجح الأقوال فيه : أنه حسن الحديث ما لم يخالف أو يتفرد ، إلا أن الإشكال ليس في مجرد شخصه، بل في طريقة روايته للأحاديث والآثار ، حيث أنه يروي المتن بعدة طرق مجتمعة دون أن يميز بينها في المتن ، وقد تكون بعض الطرق ضعيفة ، وهذه علة تضعف الحديث والأثر ، وهذا حدث في هذا المتن ، فإنه رواه بثلاثة طرق :

عن أَبِي صَالِحٍ، وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنه

عن مرة الهمداني عن ابن مسعود رضي الله عنه

عن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

وأحد هذه الطرق ضعيف لا يثبت، وهو رواية أبي صالح عن ابن عباس ، فإنه أبو صالح بَاذَام، ويقال: بَاذَان ، مولى أم هانئ لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنهما .

قال ابن رجب في "فتح الباري" (3/201) :

" قال مسلم في "كتاب التفصيل" : هذا الحديث ليس بثابت ، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه ، ولا يثبت له سماع من ابن عباس ". انتهى .

وانظر "تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل" للعلائي (ص36)

وأكثر أهل العلم على تضعيفه ، وأقل ما فيه أنه مرسل.

وجمع السدي الطرق الثلاث بسياق واحد دون تمييز: علة فيه .

قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (1/165)

:" ولكن السدي مختلف في أمره ، وكان الإمام أحمد ينكر عليه جمعهُ الأسانيد المتعددة للتفسير الواحد". انتهى .

وقال ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب (1/209)

:" من روايات الضعفاء عن ابن عباس:... قال : ومنهم إسماعيل بن عبد الرحمن السدي -بضم المهملة وتشديد الدال- وهو كوفي صدوق ، لكنه جمع التفسير من طرق

منها عن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة بن شراحيل عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة وغيرهم وخلط روايات الجميع فلم تتميز رواية الثقة من الضعيف ". انتهى .

ثانيا : أنه من رواية أسباط بن نصر عن السدي . وهذا فيه إشكالان :

الإشكال الأول : في أسباط بن نصر نفسه ، فإنه كثير الخطأ والوهم

قال أبو زرعة :" كان أسباط بن نصر يقلب الحديث".

الضعفاء لأبي زرعة (2/464) .

وقال البخاري في «تاريخه الأوسط»: صدوق.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ:" لَيْسَ بِالْقَوِيِّ ".

انظر "تهذيب التهذيب" (1/212) ،

ووثقه ابن معين كما في "سؤالات ابن الجنيد" (777)

وقال ابن حجر في "التقريب" (321)

:"صدوق كثير الخطأ يغرب". انتهى

الإشكال الثاني : في روايته التفسير عن السدي .

فقد روى العقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/87)

سنده عن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: السُّدِّيُّ كَيْفَ هُوَ؟ قَالَ: أُخْبِرُكَ أَنَّ حَدِيثَهُ لَمُقَارِبٌ ، وَإِنَّهُ لَحَسَنُ الْحَدِيثِ ، إِلَّا أَنَّ هَذَا التَّفْسِيرَ الَّذِي يَجِيءُ بِهِ أَسْبَاطٌ عَنْهُ ، فَجَعَلَ يَسْتَعْظِمُهُ

, قُلْتُ ذَاكَ إِنَّمَا يَرْجِعُ إِلَى قَوْلِ السُّدِّيِّ , فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ وَقَدْ جَعَلَ لَهُ أَسَانِيدَ مَا أَدْرِي مَا ذَاكَ ". انتهى

فهذا فيه إعلال لروايته التفسير عن السدي أنه جعل لأقوال السدي أسانيد ، وهذا ناشئ عن سوء الحفظ هنا وليس الكذب

ولذا قال الخليلي في "الإرشاد" (1/396)

:" وَتَفْسِيرُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيِّ : فَإِنَّمَا يُسْنِدُهُ بِأَسَانِيدَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَرَوَى عَنِ السُّدِّيِّ الْأَئِمَّةُ مِثْلُ: الثَّوْرِيُّ , وَشُعْبَةُ , لَكِنَّ التَّفْسِيرَ الَّذِي جَمَعَهُ رَوَاهُ عَنْهُ أَسْبَاطُ بْنِ نَصْرٍ , وَأَسْبَاطٌ لَمْ يَتَّفِقُوا عَلَيْهِ ". انتهى

ثالثا : أن هذا الخبر بطوله ، إنما يشبه أخبار الكتاب ، وما كان يحكيه الصحابة عنهم ، في ذلك الباب .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (13/366)

:" وَلِهَذَا غَالِبُ مَا يَرْوِيهِ إسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السدي الْكَبِيرُ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ . وَلَكِنْ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ يَنْقُلُ عَنْهُمْ مَا يَحْكُونَهُ مِنْ أَقَاوِيلِ أَهْلِ الْكِتَابِ ... " .

ثانيا : ما روي عن بعض تابعي التابعين من قولهم . روي ذلك عن اثنين :

الأول : إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي الكبير

رواه عنه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (15692)

من طريق عمرو بن حماد عن أسباط عن السدي به . من قوله .

الثاني : محمد بن إسحاق راوية السير والمغازي

رواه عنه ابن أبي حاتم في تفسيره (15695)

و الطبري في تفسيره (9/356)

من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق به . من قوله .

وهذه لا حجة فيها بإجماع أهل العلم .

ومما سبق يتبين أن ما نسب لإبراهيم الخليل من كونه أنه كان يبيع الأصنام وينادي :" من يشتري من يضره ولا ينفعه " : لم يرو بإسناد تقوم به الحجة .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-23, 17:45   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل صح حديث بأن ( سوء الخلق يفسد العمل ) وما معنى الفساد ؟

السؤال:


( سوء الخلق يفسد العمل ) هل هذا حديث ؟

وما درجته ؟

كيف يكون فساد العمل ؟

وما الفرق بين الفساد وإحباط العمل ؟


الجواب
:

الحمد لله


أولا :

روى ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " (ص 47)

بسنده عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ؟

قَالَ : ( أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تَدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ: تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ... وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ ) .

وهذا الحديث لم نقف على من صححه أو حسنّه سوى الشيخ الألباني رحمه الله تعالى ؛ حيث قال :

" فرواه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " (ص 80 رقم 36)

وأبو إسحاق المزكي في " الفوائد المنتخبة " (1 / 147 / 2)

- ببعضه - وابن عساكر (11 / 444 / 1)

من طرق ، عن بكر بن خنيس عن عبد الله بن دينار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - كذا قال ابن أبي الدنيا، وقال الآخران : عن عبد الله بن عمر – قال : قيل يا رسول الله من أحب الناس إلى الله ؟
... "
قلت: وهذا إسناد حسن ، فإن بكر بن خنيس صدوق له أغلاط كما قال الحافظ .

وعبد الله بن دينار ثقة من رجال الشيخين "

انتهى من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (2 / 575).

على أن الراوي بكر بن خنيس ، الراجح في روايته الضعف

كما ذهب إلى ذلك جمهور أهل العلم

قال الذهبي رحمه الله تعالى :

" بكر بن خنيس الكوفي ، زاهد

قال الدارقطني : متروك .

وقال النسائي وغيره : ضعيف .

وقال ابن معين مرة : لا بأس به إلا أنه يروي عن الضعفا

وقد تكلم فيه ابن شيبة وابن المديني "

انتهى من " المغني في الضعفاء " (1 / 113) .

ولهذا خلص الذهبي في الحكم عليه ؛ إلى القول :

" بكر بن خنيس العابد ، وَاهٍ "

انتهى من " الكاشف " (1 / 274) .

وقد اختار الشيخ الألباني نفسه هذا الحكم ف

قال في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (13 / 728):

" بكر بن خنيس مختلف فيه ، فوثقه بعضهم وضعفه الجمهور

كما ترى أقوالهم في " تهذيب الحافظ "

وقال في " تقريبه ":

" صدوق له أغلاط ، أفرط فيه ابن حبان " .

والحق أنه كما قال الذهبي في "الكاشف":

واهٍ " انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (13 / 782) .

ولهذا ضعف الألباني رحمه الله تعالى عددا من أحاديث بكر بن خنيس في كتابه " سلسلة الأحاديث الضعيفة " .

والجملة الأخيرة من هذا الأثر الضعيف ؛ وهي : ( وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ ) ، قد رويت بأسانيد أخرى ، لكنها كلها ضعيفة ، كما لخّص ذلك الشيخ الألباني رحمه الله تعالى ؛ حيث قال :

" ( سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) .

ضعيف جداً .

رواه الدامغاني في "الأحاديث والحكايات" (1/ 110/ 1)

عن محمد بن عرعرة بن البرند: حدثنا سكين بن أبي سراج أبو عمرو الكلابي ، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً.

ورواه عبد بن حميد في " المنتخب من مسنده " (87/ 2)

: حدثنا داود بن محبر: حدثنا سكين به.

قلت: وسكين بن أبي سراج ؛ قال ابن حبان:

" يروي الموضوعات ".

وقال البخاري: " منكر الحديث ".

وله طريق آخر؛ رواه العقيلي في "الضعفاء" (436)

والديلمي (2/ 207)

من طريق أبي نعيم: حدثنا أبو داود: حدثنا النضر بن معبد ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة يرفعه

وقال: النضر بن معبد أبو قحذم ؛ لا يتابع عليه ،

قال يحيى : ليس بشيء".

وقال النسائي:

" ليس بثقة" "

انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (8 / 189 – 190) .

ولم يذكر الألباني رحمه الله في هذا الموضع رواية ابن أبي الدنيا التي حسنها .

فالحاصل ؛ أن جملة " سوء الخلق يفسد العمل " لا تصح نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله علوم الحديث


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc