رائد مدرسة الصنعة اللفظية من بين مؤسسي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هو من تمثل الشاب الجزائري في خواطره حيث قال
أيها الشباب الجزائري كن كما مثلتك خواطر الشيخ البشير الإبراهيمي رحمة الله عليه حيث قال: أتمثله متساميا إلى معالي الحياة, عربيد الشباب في طلبها, طاغيا عن القيود العائقة دونها, جامحا عن الأعنة الكابحة في ميدانها, متّقد العزمات, تكاد تحتدم جوانبها من ذكاء القلب, و شهامة الفؤاد, و نشاط الجوارح .
أتمثله مقداما على العظائم في غير تهوّر, محجاما عن الصغائر في غير جبن, مقدّرا موقع الرجل قبل الخطو ,جاعلا أول الفكر آخر العمل .
و كن واسع الوجود لا تقف أمامك الحدود طالبا للعلم فقد قال:
أتمثله واسع الوجود, لا تقف أمامه الحدود, يرى كل عربي أخا له, أخوة الدم وكل مسلم أخا له, أخوة الدين , و كل بشر أخا له, أخوة الإنسانية, ثم يعطي لكل أخوة حقها فضلا أو عدلا.
أتمثّله حلف عمل, لا حليف بطالة, و حلس معمل, لا حلس مقهى, وبطل أعمال, لا ماضغ أقوال ,
و مرتاد حقيقة, لا رائد خيال .
أتمثله بّرا بالبداوة التي أخرجت من أجداده أبطالا, مزورّا عن الحضارة التي رمته بقشوره), فأرخت أعصابه , و أنّشت شمائله, و خنّثت طباعه, و قيّدته بخيوط الوهم, و مجّت في نبعه الطاهر السموم ,
و أذهبت منه ما يُذهب القفص من الأسد من بأس وصولة
كن طالب للعلم مقداما فقد قال فيك:
أتمثله مقبلا على العلم والمعرفة ليعمل الخير و النفع, إقبال النحل على الأزهار و الثمار لتصنع الشهد و الشمع, مقبلا على الارتزاق, إقبال النمل تجدّ لتجد, وتدخر لتفتخر, و لا تبالي ما دامت دائبة, أن ترجع مرةّ منجحة ومرة خائبة .
أحب منه ما يحب القائل:
أحبّ الفتى ينفي الفواحش سمعه كأنّ به من كلّ فاحشة وقرا
و أهوى منه ما يهوى المنتبي :
وأهوى من الفتيان كل سميذع
أريب كالصدرالسمهري المقوم
خّطت تحته العيس الفلاة وخالطت
به الخيل كبّات الخميس العرمرم
و ليكن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم قدوتك حيث قال فيك الإبراهيمي رحمة الله عليه
أتمثله محمديّ الشمائل ,غير صخّاب و لا عياب , ولا مغتاب و لا سبّاب , عفّا عن محارم الخلق ومحارم الخالق ,مقصور اللسان إلا عن دعوة إلى الحق ,أو صرخة في وجه الباطل, متجاوزا عما يكره من إخوانه , لا تنطوى أحناؤه على بغض و لا ضغينة .
أتمثله كالغصن المروح, مطلولا بأنداء العروبة , مخضوضرة اللّحا و الورق مما امتص منها ,أخضر الجلدة و الآثار مما رشح له من أنسابها و أحسابها , كأنّما أنبتته رمال الجزيرة , ولوّحته شمسها , وسقاه سلسالها العذب , وغذاه نبتها الزكي , فيه مشابه من عدنان تقول أنه من سرّ هاشم أو سّرة مخزوم , ومخايل من قحطان تقول كأنه ذو سكن , في السّكن , أو ذو رضاعة , في قضاعة متقلّبا في المنجبين و المنجبات , كأنما ولدته خندف , أو نهضت عنه أمّ الكملة, أو حضنته أخت بني سهم, أو حنكته تماضر الخنساء .
أتمثله مترقرق البشر إذا حدّث, متهلّل الأسرّة اذا حُدّث , مقصوراللسان عن اللغو, قصير الخطا عن المحارم , حتى إذا امتدّت الأيدي إلى وطنه بالتخوّن , و استطالت الألسنة على دينه بالزراية و التنقص , و تهافتت الأفهام على تاريخه بالقلب و التزوير , وتسابق الغرباء الى كرائمه بالّّلصّ و التدمير , ثار و فار , و جاء بالبرق و الرعد , والعاصفة و الصاعقة , وملأ الدنيا فعالا و كان منه ما يكون من الليث اذا ديس عرينه , أو وسم بالهون عرنينُه .
أتمثله جديدا على الدنيا , يرى من شرطها عليه أن يزيد فيها شيئا جديدا , مستفادا فيها يرى من الوفاء لها أن يكون ذلك الجديد مفيدا .
أتمثّله مقدّما لدينه قبل وطنه , و لوطنه قبل شخصه , يرى الدين جوهرا ,
و الوطن صدفا و هو غوّاص عليهما , يصطادهما معا , و لكنه يعرف الفرق بين القيمتين , فاءن أخطأ في التقدير خسر مرتين .
أتمثله واسع الآمال , الى حد الخيال , ولكنه يزجيها بالأعمال , إلى حد الكمال , فاءن شغف بحب وطنه شغف المشرك بحب وثنه , عذره الناس في التخيل لإذكاء الحبّ , ولم يعذر فيه لتغطية الحقيقة .
أتمثّله مصاولا لخصومه بالحجاج و الإقناع , لا باللجاج و الإقذاع , مرهبا لأعدائه بالأعمال , لا بالأقوال .
أتمثّله بانيا للوطنية على خمس, كما بنى الدين قبلها على خمس : السباب آفة الشباب ؛ واليأس مفسد للبأس؛ و الآمال لا تدرك بغير الأعمال ؛ و الخيال أوّله لذة وآخره خبال؛ و الأوطان ,لا تخدم باتباع خطوات الشيطان .
يا شباب الجزائر هكذا كونوا !.......أو لاتكونوا.
فأين نحن مما تمثلنا ؟؟؟
وقال في مصر ... في مقال كتبه بجريدة البصائر
....سمّوك عروس الشرق، فكأنما أغروا بك الخطّاب . وهجهجوا فيك الآساد الغلامية ووسموك بمنارة الشرق فَلَفتوا إليك الأَعْيُن الخزر . ولووا نحوك الأعناق الغلب ، ولو دعوك لبؤة الشرق لأثاروا – بهذا الاسم – في النفوس معاني رهيبة ، منها دقُّ الأعناق . وقصم الظهور ، وتزييل الأعضاء . وقديمًا سمَّوا بغداد دار السلام فجنوا عليها ، وكأنما دلوا المُغيرين عليها . ولو سمّوها دار الحرب . لأوحى الاسم وحده ما تنخلع منه قلوب الطامعين وتخنس له عزائمهم . وتنكسر لتصوّره الجيوش اللجبة ، فغفرًا – يا مصر – فما هذه الأسماء إلا من هُيام الشعراء ....