*المجلـة** البيئية* - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثقافة الطبية و العلوم > منتدى البيئة و العلوم الزراعية...

منتدى البيئة و العلوم الزراعية... منتدى خاص بالعلوم الزراعية و التربية الحيوانية و البيطرة و علم البيئة و مخاطر التلوث و ما له علاقة بالطبيعة كالحياة البرية و المراعي...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

*المجلـة** البيئية*

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-05-04, 00:17   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي
















 


رد مع اقتباس
قديم 2011-05-04, 00:18   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

البيئة والمجتمع.

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله
اليكم الكتاب..........في المرفقات
صل على الحبيب المصطفى.
الملفات المرفقة









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-04, 00:19   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

البيئة و العمارة

إذا كان الإنسان مُطالب بحتمية تكيفه مع البيئة المحيطة به، فالأمر ينطبق أيضاً على الجوامد الموجودة من حولنا ومنها الأبنية .. وهذا يفسر بقاء الأهرام الثلاث إحدى عجائب الدنيا السبع .. فالأهرامات تمثل الدلالة على تكيف العمارة وتوافقها مع القوانين الطبيعية للبيئة ولكوكب الأرض.

أى أنه توجد علاقة بين العمارة والبيئة، والتى تجيب على السؤال التالى:
ما الذى نحتاجه فى المبانى لكى تبقى صالحة وتعيش مثل الأهرامات؟

العوامل البيئية من الرياح أو الحرارة وأشعة الشمس والمياه تؤثر على جودة المبانى وبقائها .. فكيف يكون هذا التأثير؟

- تعريف البيئة .. ما هو تعريف البيئة؟
هو إجمالي الأشياء التي تحيط بنا وتؤثر علي وجود الكائنات الحية علي سطح الأرض متضمنة الماء والهواء والتربة والمعادن والمناخ والكائنات أنفسهم، كما يمكن وصفها بأنها مجموعة من الأنظمة .. المزيد

- تعريف العمارة:
تُعرف العمارة على أنها فن البناء، وهذا الفن يختلف من بلد لآخر فنجد العمارة الأوربية والعمارة الآسيوية والتى تتفرع بدورها إلى العمارة اليابانية والهندية، ومن مدينة لأخرى فى نفس البلد الواحد فأبنية الريف تختلف عن أبنية الحضر .. كما تختلف الأبنية باختلاف الحضارات الدينية فهناك العمارة الإسلامية والقوطية .. وهكذا.

- العلاقة بين العمارة والبيئة (العمارة البيئية):
وهنا العلاقة تتمثل فيما يُسمى بتقنية البناء، وهو كل ما يتصل بالبناء من تطبيقات من خلال التعامل بالعناصر البيئية المتنوعة التالية:
1- المناخ:
والمناخ ينقسم إلى قسمين:
أ- حرارة ما فوق سطح الأرض:
وهى الحرارة الناتجة عن أشعة الشمس، فالحرارة تبلغ أقصاها فى فترة الظهر حتى الساعة الثالثة عصراً. وبغروب الشمس تبدأ درجات الحرارة فى الانخفاض وتظل فى الهبوط حتى ما قبل منتصف الليل والتى تصعد قليلاً حينها لانبعاث الحرارة الكامنة فى الأرض من حرارة النهار ثم تثبت ما قبل الفجر.
وهذا السلوك الحرارى ينطبق على نقطة قياسها سطح الأرض أو أعلاه، ويلاحظ الفرق الكبير فى درجات الحرارة ما بين سطح الأرض وفوقها بمترين أو أكثر من ذلك حتى ولو كان مائة متراً فوق سطح الأرض.
وكل ذلك ينعكس على الأبنية .. وهذا يفسر ويعلل عدم سكنى الكثير فى الأدوار الأرضية.

ب- حرارة باطن الأرض:
حيث وُجد الفارق بين درجات الحرارة فى الشتاء والصيف .. أو بين الليل والنهار (مقاسة على سطح الأرض) تقل كلما اتجهنا للعمق حتى نصل إلى ما يسمى بـ"الثابت الحرارى" حيث لا يوجد فارق بين درجات الحرارة فى الشتاء والصيف. لذا اتجه التفكير بالبناء تحت سطح الأرض وهذا ما حدث بالفعل فى المبنى الرئيسى لمنظمة اليونسكو ذو الأربع طوابق والموجود تحت
الأرض فى باريس .. وغيرها من الأمثلة الأخرى.

2- الطاقة:
أثناء مراحل البناء يم استخدام كثير من الطاقة ومصدرها الأساسى هو الشمس. ما تصدره الشمس يصل إلينا فى طبقة البيوسفير بالتوزيع التالى:
- 20% يرتد بسبب السحب.
- 25% يتشتت فى الهواء.
- 5% يرتد من سطح الأرض.
- 23% ينتشر على سطح الأرض.
- 27% يتم اختزانه فى باطن الأرض.
المزيد عن تركيب الغلاف الجوى ..

واكتساب الحرارة المنبعثة من الشمس يتم بواسطة عدة عوامل:
أ- مورفولوجية الأرض:
فالأرض المائلة فى اتجاه الشمس تكتسب طاقة أكبر من الأرض المائلة فى الاتجاه العكسى.

ب- توجيه المبانى:
ويُقصد بتوجيه المبنى هنا ناحية الشمال أو الجنوب أو نحو الشرق أو الغرب. والتوجيه هنا يُقصد به أن الواجهة الأكبر من المبنى تكون نحو أحد الاتجاهات الأصلية الأربعة، فلوكانت الواجهة الأكبر من المبانى موجهة ناحية شروق الشمس فلا شك أنها تكتسب حرارتها الصباحية حتى تحول الشمس نحو الغرب فى النصف الثانى من النهار وتكتسب الواجهة الغربية حرارة الشمس فى تلك الفترة.

ج- التشكيل الكتلى للمبانى:
المكعب من المبنى المنفرد يكتسب الحرارة المحيطة من خلال خمسة أوجه، أما إذا تلاصقت نظرياً مجموعة من ثمانية مكعبات فإن الأسطح المعرضة للاكتساب الحرارى يصل عددها إلى عشرين. وعلى هذا فإن تلاصق المبانى أو اقترابها من بعض بحيث يظلل أحدهما على الآخر يساعد على التقليل من الاكتساب الحرارى.

د- التصميم:
وتتمثل فى القدرة التصميمية على توفير فناء (مساحة فضاء) يتوسط المبنى لأن هذا الفناء يعمل على تخزين هواء الليل البارد لكى يُستخدم أثناء النهار. ويتحدد شكل الفناء بناءاً على البعد من خط الاستواء .. فكلما اقترب منه زاد ارتفاعه وقل مسطحه الأفقى .. وكلما بَعُد عنه قل ارتفاعه وزاد مسطحه الأفقى.
فى الليل: يتخلص المبنى من الحرارة المكتسبة نهاراً، وفى نفس الوقت يهبط الهواء البارد إلى الفناء ويملأه.
فى النهار: يعود المبنى ليكتسب حرارة النهار من خلال حوائطه وأسقفه، فى الوقت الذى يحافظ فراغ الفناء على محتواه من الهواء البارد. يتسرب الهواء البارد من فتحات المبنى المطلة على الفناء ويملأ فراغاته الداخلية.

3- مواد البناء:
مادة البناء من العوامل التى تشترك مع العوامل السابقة على تأكيد قدرة الأبنية فى الاحتفاظ بالحرارة أو منع اكتسابها من البيئة المحيطة. فمواد البناء لديها من الخواص الحرارية التى تعوق أو تؤخر وصول الحرارة من الخارج إلى الداخل وهذا يعتمد على تكوينها وسمكها، بالإضافة إلى ملمس سطحها ولونها.

فالسطح الخشن له من الخصائص التى تساعد على رد الأشعة الحرارية. وأشعة الشمس الساقطة على أى مادة يرتد منها جزء والجزء الآخر تستوعبه المادة داخلها .. ونجد أن الجليد يرد معظم الأشعة الساقطة ويستوعب جزء قليل جداً والأسفلت بعكس الجليد يستوعب معظم الطاقة الساقطة عليه ويرد البسيط منها.
وتسمى نسبة المردود إلى الساقط من الأشعة بـ"ألبيدو".
فألبيدو سطح مرآة يساوى نظرياً واحد صحيح، 0.9 لسطح من الثلج،0.4 لسطح رملى جاف، 0.5 لسطح أسفلت أو سطح ماء ساكن.

- أنواع العلاقات المختلفة للإنسان ببيئته:
دائماً وأبداً يسعى الإنسان إلى استغلال موارد بيئته بطريقة أو بأخرى لإشباع حاجاته الأساسية والثانوية عن طريق الوسائل التكنولوجية









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-04, 00:21   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

*علاقة الإنسان بالبيئة:
- دائماً وأبداً يسعى الإنسان إلى استغلال موارد بيئته بطريقة أو بأخرى لإشباع حاجاته الأساسية والثانوية عن طريق الوسائل التكنولوجية
1- نظرية الحتمية البيئية (Determinism):

ويقر أصحاب هذه النظرية أن الإنسان يخضع بكل ما فيه للبيئة فهي التي تسيطر عليه وليس العكس كما يتردد ويشيع. فالبيئة بما فيها من مناخ معين وغطاء نباتي وحياة حيوانية تؤثر على الإنسان من مختلف الجوانب ومثال على ذلك :تأثير البيئة على عظام الإنسان، فإذا كان الإنسان يعيش في بيئة جبلية يكون تأثيرها بالإيجاب على تقوية عضلات الأرجل .. أما إذا كانت بحرية فهي تقوي عضلات اليدين. وقد أدى هذا التأثير المتباين والتناقض الواضح بين الشعوب وخاصة بين الآسيويين والأوربيين والذي استرعى انتباه الفلاسفة منذ القدم إلى ظهور نظرية الحتمية لتفسير هذا التناقض.



- ابن خلدون (1400 م):

وقد اختص ابن خلدون في تفسير علاقة الإنسان ببيئته عن أثر المناخ في طبائع الشعوب وتأثير الهواء على ألوان البشر, وضرب مثلاً على ذلك بشعوب السودان والذي وصفهم بالخفة والطيش وكثرة الطرب والسبب في ذلك الحرارة التي تجعلهم أسرع فرحاً وسروراً وأكثر انبساطاً.

كما تحدث ابن خلدون عن الأقاليم الجغرافية وتأثيرها في حياة الإنسان حيث يرى أن هناك سبعة أقاليم، وتتميز الأقاليم من الثالث والرابع والخامس بالاعتدال الذي يميز طبائع سكانها أيضاً وألوانهم .. أما الأقاليم غير المعتدلة تلك التي تقع في الأول والثاني والسادس والسابع فسكانها متوحشون غير مستأنسين.



- أرسطو (284-322 ق.م):

تناول في كتابه عن السياسة الفرق بين سكان المناطق الباردة في أوروبا وسكان آسيا, فسكان أوروبا بالنسبة له يتميزون بالشجاعة التي كانت أساس حريتهم لكنهم غير ماهرين في الإدارة والفهم والتنظيم وبالتالي يفتقدون إمكانية السيطرة أو الإمساك بزمام الأمور.. أما سكان آسيا فلديهم الفكر والمهارة الفنية لكنهم يفتقرون إلى الجرأة مما جعلهم محكومين بغيرهم .. أما الإغريق في ذلك الوقت كانوا يعيشون في منطقة وسط بين الآسيويين والأوروبيين مما جعلهم يجمعون بين مميزات المجموعتين.



- هيبوقراط (420 ق.م):
وكانت الإيماءة في كتابه "الجو والماء والأقاليم", أن سكان الجبال المعرضين للأمطار والرياح يتصفون بالشجاعة وطول القامة والطباع الحميدة أما سكان الأقاليم المكشوفة الجافة يتصفون بنحافة القامة وحب التحكم.



- مونتسكييه:

تحدث مونتسكييه في كتاب "روح القانون" عن أثر المناخ والتربة في حياة الإنسان:

1- المناخ:

المناخ البارد: شجاعة- نقاء النفس- قوة جسدية.

المناخ الحار: جبن- مكر- ضعف.

2- التربة:

يصل تأثير التربة إلى الحد السياسي ونوع الحكومات:

- التربة الخصبة = نظام ملكي وديكتاتورية.

- التربة الفقيرة = نظام جمهوري وديمقراطية.

- سكان الجزر = الاستقلالية والاستقرار.



- شارلز دارون:

وبظهور نظرية النشوء والارتقاء لدارون والتي ترجع فيها نشأة الإنسان وتطوره إلى البيئة الطبيعية, أدت إلى دفع نظرية الحتمية البيئية إلى الأمام أكثر وأكثر.
حيث ظهر بعدها العديد من العلماء التي تؤيد نظرية الحتمية ومنهما:

- بكل (Buckle):

- واستند في برهانه على ثلاثة عوامل تتصل بالبيئة من: مناخ - غذاء - تربة، وهى عوامل مؤثرة على الحضارات الإنسانية المختلفة التي وجدت منذ قديم الأزل.

أ‌- فالحضارة في أفريقيا وآسيا تأثرت بخصوبة التربة.

ب‌- والحضارة الأوروبية تأثرت بالمناخ، فالحرارة الشديدة تعوق العمل بينما المعتدلة فهي منشطة، ومع توافر الغذاء ورخصه يتوافر العمل وتقل الأجور والعكس صحيح.

جـ- أما الحضارة المصرية والهندية والصينية فهي من أكثر الحضارات المزدهرة لتوافر الحرارة الملائمة والتربة الخصبة.



- فيكتور كزن (Victor cousin):

وتتلخص استنتاجاته في العبارات التالية التي تعبر عن وجهة نظره في العلاقة البيئية –الإنسانية:

"اعطني خريطة لدولة ما.. معلومات وافية عن موقعها ومناخها ومائها ومظاهرها الطبيعية الأخرى ومواردها وبإمكاني في ضوء ذلك أن أحدد لك أي نوع من الإنسان يمكن أن يعيش في هذه الأرض, وأي دولة يمكن أن تنشأ على هذه الأرض, وأي دور يمكن أن تمثله هذه الدولة في التاريخ".



* نقد نظرية الحتمية البيئية:

1- النقد الأول: عدم المنطقية .. صحيح أن البيئة تعد إحدى العوامل الهامة التي تؤثر على الإنسان لكنها ليست العامل الوحيد أو المنفرد فهناك العديد منها وليس من المنطقي أن نقر بحتمية أي عامل من العوامل التي يخضع لها الإنسان في حياته سواء أكانت عوامل اجتماعية، تاريخية، أو حتى بيئية بمفهومها الأعم والأشمل.

2- النقد الثاني: التطور التكنولوجي.. يلعب التطور التكنولوجي دوراً أساسياً في الحد من العوائق البيئية فمثلاً بعض البلدان التي يفرض موقعها عليها العزلة مثل اليابان فبفضل التقدم التكنولوجي الهائل الذي وصلت إليه أصبحت غير معزولة بتقدم وسائل المواصلات والاتصال.

3- النقد الثالث: أهمية دور التاريخ والحضارة.. يحد من سيطرة البيئة على الإنسان حيث توجد بعض الدول تتشابه في ظروفها البيئية ولكن تاريخها وحضاراتها لهما دور أساسي يختلف تماماً عن الدول المتشابهة معها في ظروفها البيئية.

2- النظرية الاختيارية:
وهى عكس النظرية الحتمية حيث تقر بإيجابية الإنسان لأنها تملكه إرادة فعالة مؤثرة ليس فيما يتخذه من قرارات فى كل مجالات حياته وإنما له قوة كبيرة على بيئته أيضاً، فترى أن الإنسان مخير.


* مؤيدوا النظرية الاختيارية التى تفسر علاقة الإسان بالبيئة:

- فيدال دى لا بلاش (V.Dela blache):

وهو من مؤسسى المدرسة الإمكانية ويرى من خلال نظريته هذه أن للإنسان دور كبير فى تعديل بيئته وتهيئتها وفقاً لمتطلباته واحتياجاته. ويصف البيئة بأنها إنسانية (Cultusel) وليست طبيعية (Physical)، ينبغى دراستها على أساس تاريخى من خلال تحليل جهود الإنسان فى علاقاته مع البيئة عبر التاريخ. ويرى التنوع فى عناصرها حيث يختار ما يتلائم منها حسب مهاراته الآلية واليدوية، فالعامل الحاسم هنا هو قدرات الإنسان وإمكانياته التى ظهرت فى إقامة الجسور والسدود وشق الأنفاق الجبلية وغيرها.

وخير مثال على هذه القدرات الإنسانية الحضارة المصرية القديمة من خلال إقامة الجسور ومشروعات الرى وبناء السد العالى وغيرها من الحضارات الإنسانية الأخرى فى بلاد السودان والحبشة.



- لوسيان فيفر (L.Febver) وإسحق بومان (I.Boman):

حيث يرى العالمان أن مظاهر البيئة هى من فعل الإنسان مثل حقول والشعير ومزارع الأرز والقطن وقصب السكر وغيرها .. وهو الذى نظم الحقول وأقام القناطر والسدود وشق الترع والمصارف .. اخترع أساليب وأدوات زراعية جديدة لزيادة رقعة الأرض التى يزرعها.

لا يقتصر الأمر على الزراعة وإنما يمتد للصناعة التى ترتبط إلى حد كبير بتوفير المادة الخام فى بيئتها والتى بدورها تتطلب توفير المهارات وسبل المواصلات والمال والأسواق التى هى واقع الأمر تعتمد على مقومات بشرية أكثر من مقومات بيئية حيث أن المهارة والتكنولوجيا تتصل بالتواجد البشرى.

وعن مواقع المدن واختيار مواقعها كانت من الأدلة التى استند إليها أصحاب هذه النظرية لتأييد نظرية الاختيارية وتحكم الإنسان فى البيئة وليس لمجرد تواجدها الطبيعى فالمدن الدينية والحربية سواء من أجل عوامل ثقافية كالتدين أو عوامل أمنية كالحماية.

كما أن التوزيع السكانى لأى مدينة فى العالم يرجع إلى عوامل اجتماعية وثقافية وبشرية إلى جانب العوامل الطبيعية, ويصل هذا التأثير إلى الحيوان فنجد عدم وجود بعض الحيوانات فى بعض البلدان وتوفرها بكثرة فى بعض البلدان الأخرى مثل البقرة فى الهند التى يحرموا ذبحها لتقديسها.



- نقد نظرية الاختيارية:

المغالاة فى أهمية دور الإنسان الذى يصل فيه إلى السيادة والديكتاتورية للتحكم فى بيئته وهو صاحب الكلمة العليا مما نتج عنه مشاكل عديدة بفعل هذه السيادة شبه المطلقة مثل مشكلات التلوث وطبقة الأوزون والتصحر والتى تندرج تحت جملة عامة "مشكلات عدم الاتزان البيئى".


3- نظرية الاحتمالية (Probabilism):
وتقوم هذه النظرية بدور الوساطة بين كل من أنصار الحتمية والاختيارية (الإمكانية) للصراع الذي دار بينهما وكان لابد من ظهور نظرية ثالثة جديدة تحاول التوفيق بين الآراء المختلفة لذا فيطلق عليها اسم "النظرية التوافقية" أيضاً. وهذه النظرية لا تؤمن بالحتمية المطلقة أو الإمكانية المطلقة وإنما تؤمن بدور الإنسان والبيئة وتأثير كل منهما على الآخر بشكل متغير فتغلب على بعض البيئات تعاظم تأثير الطبيعة وسلبية تأثير الإنسان عليها ويكون العكس في بعض البيئات الأخرى.

واعتمد أصحاب هذه النظرية في تفسيرها على تصنيف نوعية البيئة من ناحية ونوعية الإنسان من الناحية الأخرى حيث يتفاعلان الاثنين سوياً ليشكلان جوهر العلاقة بين الإنسان والبيئة.



- تنوع طرفي العلاقة على النحو التالي:



- الطرف الأول: البيئة

بيئة صعبة X ـــــــ بيئة سهلة X



فالبيئة الصعبة تحتاج إلى مجهود كبير من جانب الإنسان للتكيف معها، بينما الطرف الآخر المتمثل في البيئة السهلة فهي تستجيب لأقل مجهود. ويقع بين طرفي هاتين البيئتين بيئات أخرى متفاوتة من حيث درجة الصعوبة فكلما اتجهنا ناحية اليمين يتعاظم دور البيئة وكلما اتجهنا شمالاً يقل.



* الطرف الثاني: الإنسان

إنسان ايجابي X ــــــ إنسان سلبي X



فالإنسان الإيجابي هو الذي يتفاعل مع البيئة بشكل كبير لتحقيق طموحاته وإشباع احتياجاته، أما الإنسان السلبي فهو إنسان محدود القدرات والمهارات ودوره محدود بالمقارنة بالإنسان الايجابي ويقع بين هذين الطرفين مجموعات بشرية مختلفة في المهارات والقدرات وفي التأثير على البيئة.



- ومن ثم فإن هذه النظرية أكثر واقعية لأنها توضح أشكال عديدة للعلاقة بين الإنسان وبيئته دون أن تميز إحدى أطراف هذه العلاقة دون غيره, وتتمثل هذه العلاقة في التنوع الذي يتضح بالشكل التالي:



بيئة صعبة + إنسان سلبي = حتمية بيئية

بيئة سهلة + إنسان سلبي = إمكانية

بيئة صعبة + إنسان إيجابي = توافقية

بيئة سهلة + إنسان سلبي = توافقية



* وقد اقترب فكر المؤرخ الإنجليزي "أرنولد توينبى" من هذه النظرية والتي تحدد علاقة الإنسان والبيئة في أربع استجابات مختلفة:



1- استجابة سلبية ـــــ تخلف الإنسان علمياً وحضارياً مما يجعله غير قادر على الاستفادة من بيئته أو أن يؤثر بشكل فعال عليها.



2- استجابة التأقلم ـــــ تكون البيئة هي المسيطرة عليه في هذه الاستجابة مع توافر بعض المهارات للإنسان التي تمكنه من التأقلم نسبياً مع ظروفها الطبيعية.



3- استجابة إيجابية ـــــ نجاح الإنسان في تطويع البيئة بما يتناسب مع رغباته واحتياجاته, ويستطيع من خلال مهاراته الإيجابية هذه أن يتغلب على أية معوقات وإن كانت بيئة صعبة.



4- استجابة إبداعية ـــــ وهي أرقى أنواع الاستجابات على الإطلاق, فلا يقف الأمر على كون الإنسان إيجابياً وإنما مبدعاً يعرف كيف يستفيد من بيئته ليس بالتغلب على الصعوبة وحلها وإنما بابتكار أشياء تفيده في مجالات أخرى عديدة.



* مثال للنظرية الإمكانية:

ويتمثل ذلك في علاقة الإنسان المصري القديم ببيئته عند الاستفادة من نهر النيل، فكان في البداية له السطوة الطاغية حيث إذا جاء الفيضان عم الخير والرخاء والعكس صحيح ثم بدأ المصري يتدخل بشق الترع وإقامة القناطر.










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-04, 00:21   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

حماية البيئة الحضرية
التوافق بين المتطلبات البيئية والحضرية
وهذا
حــــق البـيـــــــــــــئـه










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-04, 00:22   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

أهمية البيئة الطبيعية لصغارنا
* تيسير الزايد

تاج من أوراق الشجر، وعقد من زهور بيضاء، قصر من رمال وآثار أقدام، أمواج البحر تلامس الأقدام، قواقع جمعت وشكلت أشكالاً، وحشرات صغيرة تحبس في قوارير تراقب ليل نهار، أرجوحة علقت على إغصان الأشجار، هواء الطبيعة يلامس الوجه والشفتين ويتسرب إلى الرئتين فيملؤها انشراحاً، هكذا كانت الطفولة قديماً، انسجام بين الإنسان والطبيعة.
إلى أن بدأت المباني الإسمنتية تغزو المدينة، فبدأت المساحات الخضراء في التقلص وحتى أماكن لهو الصغار كستها أرضيات الإسفلت والألعاب المعدنية، وتحولت حياة طفل المباني الإسمنتية إلى جدول يصيغه له الكبار بمفاهيمهم الخاصة، وأصبح الخوف على الصغار من قِبَل الوالدين والزيادة في الحماية يشكل طوقاً يمنع الصغار من التعايش بسلام مع الطبيعة، وأصبح التعليم الذي يمتلئ بالمخاوف على البيئة كالأمطار الحمضية، والتصحر، ومشكلة ذوبان الجليد، والتي أصبحت تُدرّس للصغار سبباً في الهلع الذي قد يصيبهم من الطبيعة وهروبهم إلى الأمان، والذي يرونه في كل شيء قد شيده الإنسان، فخسر الإنسان وخسرت الطبيعة.
قارن بين حياتك وكيف كنت تقضي أوقاتك التي يقضي بها أبناؤك حياتهم بعد الدراسة، الكثير من الأطفال اليوم يعود من المدرسة مسرعاً إلى شاشة التلفاز، أو الاستعداد للدروس الخصوصية، أو الذهاب للتمرين الرياضي، بعكس ما كنا نفعله نحن كاللعب في فناء المنزل أو زراعة بعض البذور في آنية صغيرة، أو العبث في مستعمرات النمل التي كانت تملأ الفناء أو مراقبة الطيور على الأغصان.
- أطفال أكثر سعادة:
لقد أظهرت الدراسات الحديثة أهمية التعايش مع الطبيعة على حياة الصغار، فوُجد أن الطفل الذي يقضي بعضاً من وقته في الخارج يلعب ويتفاعل مع الطبيعة يكون طفلاً أكثر سعادة وذكاء، وأكثر صحة ومتعاوناً بشكل أكبر ولديه صحة نفسية أفضل، ويتعافى من المرض أسرع، ولديه قوة ملاحظة وتركيز أفضل، كما أنه أفضل اجتماعياً وأقل عنفاً، كما وجد أن اللعب في الخارج يجعل الطفل يرسم أحلامه الخاصة واستنتاجاته الخاصة، إلى جانب أن الطبيعة المتغيرة بشكلها وما تحتويه تختلف عن الألعاب المعدنية أو الخشبية التي تقوم بنفس العمل والاهتزاز يوماً فلا تشكل أي تحدٍ قد يختبره الطفل.
- تغيّر الصورة:
حياة الطفل الآن أصبحت تعتمد على الإعلام المرئي والمكتوب والصور، فاختفت الحقيقة وحل محلها الخيال، وساهمت برامج التلفاز بشكل كبير في تغيير صورة الطبيعة لدى الصغار، فأصبحت مكاناً نائياً وحشياً بعيداً لا يصله إلا المستكشفون والعلماء، وليس مكاناً يحيط بالطفل حتى ولو كان جزءاً صغيراً في حديقة بجانب منزله أو في فناء داره، ونحن بتشجيعنا صغارنا باللعب والتفاعل مع الطبيعة ننشئ جيلاً واعياً بأهمية البيئة الطبيعية من حوله، ويقدر هذه البيئة ويحافظ عليها، والعكس يحدث عندما نربي الطفل بعيداً عن بيئته الطبيعية؛ فينشأ وهو يشعر أن الطبيعة شيء بعيد ومنفصل عنه، ولهذا يجب السيطرة عليها وتوجيهها، وليست الطبيعة شيئاً نحبه ونحافظ عليه.
* كيف نشجع الأطفال على التعايش مع الطبيعة؟
1- تقنين فترة مشاهدة التلفاز والألعاب الإلكترونية وجهاز الحاسب الآلي، وتشجيع الطفل للعب في الخارج بعد أن نوفر له بيئة آمنة للعب بجوار المنزل.
2- توفير مكان خاص في الخارج للطفل، سواء في الشرفة أو الفناء الخلفي أو الأمامي، المملوءة بالرمال، وتخصيص واحد لكل طفل مع إعطائه حرية التصرف فيه، كأن يزرعه أو يبني فيه بيوتاً صغيرة.
3- تغيير نوعية الهدايا التي تمنح للطفل، فتكون عبارة عن عدسة مكبرة لمراقبة النباتات والحشرات الصغيرة، أو أدوات زراعة أو نباتات صغيرة لحديقته الخاصة، أو رحلة إلى مكان تلامس فيه أيدي الطفل الحياة الطبيعية.
4- أولياء الأمور قدوة لصغارهم، فإن كانوا يرون أن الطبيعة مكان لاستهلاك الموارد ورمي النفايات سيخرج الأطفال متبنين نفس هذا التفكير، أما إذا قدروا الجمال فيها وحافظوا عليها تبعهم في ذلك صغارهم.
5- تعليم الصغار تفادي دهس النباتات والحشرات الصغيرة أثناء المشي في الأماكن المزروعة، والتزام الطريق الذي صُمم للمشي بين المزروعات والحشائش، أمر غاية في الأهمية إلى جانب تعليمهم عدم قطع الأغصان أو المزروعات.
6- تعليم الصغار عدم اللعب بالحشرات الملونة أو الفراشات أو نقلها من بيئتها الطبيعية للعبث بها ومن ثم رميها، بل عليهم مراقبتها ومشاهدة الجمال فيها ومن ثم تركها في بيئتها الخاصة.
7- تعليم الصغار عدم إطعام الحيوانات أطعمة لا تناسبها، سواء في البيئة الطبيعية أو في حدائق الحيوان؛ لأن هذا من شأنه أن يجعل الحيوانات تستسهل تقديم الإنسان الطعام لها فلا تبحث عنه، وتبدأ في الاقتراب من الإنسان طلباً للطعام مما يشكل خطراً عليه وعلى الحيوان الذي قد يؤذيه نفس الإنسان الذي أطعمه.
8- وضع المخلفات في صندوق المهملات سواء في الخارج أو في الرحلات يعلم الصغار احترام الطبيعة والمحافظة على البيئة من التلوث والمحافظة على الحيوان من التسمم.
9- منح الصغار وقتاً للعب الحر دون تدخل الكبار، ودون جداول مسبقة التصميم؛ فهذا الوقت الحر الذي سيعيشه الطفل في الخارج هو الذي سيمنح عقله وقلبه حرية التفكير والتصرف، فيفكر ويبدع ويحب ويتعلم.
10- يجب ألا تكون الأحوال الجوية عائقاً أمام الأسرة للذهاب للخارج أو اللعب، فلكل فصل طريقته الخاصة في اللعب.
11- أوراق الأشجار تشكل مغامرة لدى الصغار وخاصة في الفصل الذي يتغير فيه لونها وتبدأ في التساقط، ففي هذا الوقت يكون لدى الصغار الكثير من الأنشطة التي يمكن أن يمارسوها بأوراق الأشجار، كأن يلاحظوا ألوانها المختلفة كل يوم أو أن يرسموها أو يصنعوا منها بطاقات صغيرة بعد لصقها على ورق مقوى أو يلونوها، كما يمكن أن يستخدموا العدسة المكبرة لملاحظة الحشرات الصغيرة التي تعيش عليها.
12- الحِمل الأكبر الآن يقع على عاتق مصممي أماكن لعب الصغار سواء في المجتمعات السكنية أو في المدارس أو الحضانات أو في الحدائق؛ حيث أصبح متطلب دمج الصغار مع الطبيعة أمراً ضرورياً، وهذا بالتأكيد يحتاج إلى طريقة خاصة في التصميم والبناء، والبعد عن الأرضيات الإسمنتية والألعاب المعدنية.
13- ومن الأشياء التي تربط الطفل ببيئته الطبيعة الحيوانات، فهي تشكل جزءاً مهماً من حياة الطفل وقصصه، ولقد وُجد أن الطفل ذا السنوات الست تحتل الحيوانات 80% من أحلامه، فالاهتمام بها وخاصة صغارها وتوفير البيئة المناسبة لها يعلم الطفل مراعاة الطبيعة وما يعيش فيها.
دمج الطفل مع الطبيعة عملية تحتاج إلى اتحاد همم كل مسؤول سواء ولي أمر أو مدرس أو مهندس؛ من أجل بناء إنسان أفضل محب لبيئته ومحافظ عليها.










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-04, 00:24   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

ذكاء التناغم مع البيئة الطبيعية بالنسبة للطفل





تمثل البيئة مظلة كبرى، فهي تعني كل ما يحيط بنا من عوامل طبيعية واجتماعية، سواء كنا نعي ونحس بها أو كانت خافية علينا، فنحن قول إن الإنسان ابن بيئته، ونطالب بتوفير بيئة صالحة لأطفالنا. ويهتم المشتغلون بالعلوم النفسية بدراسة التفاعل بين الطفل وبيئته، سواء كانت البيئة الاجتماعية أو البيئة الطبيعية، وهي موضوع هذا المقال. فهناك دراسات تمس تأثير المناخ على الأطفال، أو تأثير الموقع، بل هناك دراسات حول تأثير تعاقب الليل والنهار على أداء الأطفال، فهناك أطفال يكونون أكثر كفاءة أثناء النهار، وآخرون يكونون أكثر كفاءة أثناء الليل.
البيئة الطبيعية من حولنا زاخرة بالكائنات التي يتجاوز علمنا بها 10%.. هذه البيئة الطبيعية تشمل المناخ، والنبات، والحيوان، وما في باطن الأرض من معادن، وبراكين، وما في الغلاف الجوي من أجرام، وبقدر ما بسط الله الرزق للإنسان في الأرض، وطالبه بالسعي والإعمار بقدر ما وهبه من العقل والحكمة؛ مما ييسر له هذا السعي.
من هنا كان اهتمام المشتغلين بعلم النفس بدراسة الذكاء، الذي يلخص قدرات البشر وطاقاتهم في التفاعل مع البيئة بكل ما تحتويه من عناصر اجتماعية أو طبيعية، فبقدر ما أودع الخالق في الأرض من أسرار، أودع الإنسان الحكمة والذكاء.
فالذكاء في معناه العام هو القدرة على التوافق والتفاعل الإيجابي مع البيئة، فنحن نقول عن الطفل ذكي عندما يسبق أقرانه في اللغة، فنقول هذا دليل على الذكاء اللغوي، وإذا أحب الموسيقى، وكان يردد الألحان التي يسمعها بدقة، نقول هذا دليل على الذكاء الموسيقي، وإذا كان رشيق الحركة قادرًا على حفظ توازنه، فهذا دليل على الذكاء المكاني، وإذا كان ودودًا مقدرًا لمشاعر الغير، فهذا دليل على الذكاء الاجتماعي، وإذا كان يعرف ما يحتاج إليه ويطلبه، ولا يعرض نفسه للمشكلات، فهذا دليل على الذكاء الشخصي.. هذا ما قدمه لنا العالم النفسي هوارد جاردنر في نظريته عن الذكاء المتعدد، والذي يعنينا منها الذكاء الثامن.. ذكاء التناغم مع الطبيعة، وهي ترجمة متحررة تعكس وجهة نظر الكاتبة لمفهوم جاردنر Natrualist intelligence، حيث يوظف الإنسان حواسه وطاقاته وذكاءه لفهم عناصر البيئة الطبيعية، فيتعمق وعيه ببيئته، ويزداد فهمه لها، واقترابًا منها، وبدون هذا الفهم والوعي والاقتراب يفقد الإنسان إنسانيته.
وقد اكتسب هذا الذكاء الثامن قيمة مضاعفة نتيجة للمشكلات المعاصرة للبيئة. فإذا كان الذكاء في أساسه حل المشكلات والتوافق والتناغم مع البيئة بشكل عام، فذكاء التناغم مع البيئة الطبيعية يمكن الإنسان من حل مشكلاتها، كيف تلاحظ ذكاء التناغم مع الطبيعة لدى أطفالنا، كيف نحرص عليه، أو نهتم به، وننميه، بنفس القدر من حرصنا على تنمية الذكاء الفردي أو اللغوي أو الاجتماعي... الخ.
نبدأ فيما يلي بتعريف ما نقصده بذكاء التناغم مع البيئة:


  • يحب زيارة الحدائق العامة وحدائق الحيوان وغيرها من الأماكن التي تتوفر فيها الزهور والطيور والحيوانات، كما يحب زيارة متاحف التاريخ الطبيعي.
  • يجمع أشياء من الطبيعة كريش الطيور وأوراق الشجر وأصداف البحر، والصخور وغيرها.
  • يجفف الزهور وأوراق الشجر.
  • يسعده مراقبة البيئة الطبيعية، وملاحظة أدق التفاصيل فيما يراه من عناصرها (زهور – حيوانات – طيور – نجوم – سحاب).
  • يربى نباتات أو طيورًا أو حيوانات، ويسعده رعايتها، أو يضع طعامًا (حيويًا) للطيور بشرفة المنزل.
  • ينشغل بملاحظة مراحل نمو ما حوله من كائنات أو نبات.
  • يسعده ملاحظة حركة الطبيعة كما تظهر في تعاقب الليل والنهار، في حركة القمر واكتماله، في شروق الشمس وغروبها.
  • لديه اهتمام خاص بتأمل الطبيعة.
  • يهتم بالإنصات للأصوات المختلفة كأصوات الطيور، والكائنات الصغيرة، وصوت الأشجار.
  • يسعى لاقتناء أدوات بسيطة تمكنه من ملاحظة عناصر البيئة بصورة أدق كالعدسات المكبرة.
  • يسعى لاقتناء أدوات بسيطة كالصنارة أو الشبكة.
  • يرسم صورًا لعناصر البيئة الطبيعية أو يجمع صورها.
  • يستمتع ببرامج التليفزيون التي تهتم بالبيئة الطبيعية، كعالم الحيوان وغيره من البرامج.
  • يقتني الكتب والمجلات المصورة عن البيئة الطبيعية.
  • لديه اهتمام خاص بالصحراء والبحار والسماء والنجوم وغيرها من عناصر البيئة الطبيعية.
  • كثير التساؤل عن عناصر البيئة الطبيعية لماذا يحدث؟ ما علاقة شيء بآخر؟... الخ
  • يهتم بمتابعة ما يتناول المحميات الطبيعية، وجمعيات الرفق بالحيوان، والحيوانات المنقرضة.
  • يستخدم كل حواسه في اكتشاف عناصر البيئة الطبيعية.
  • هذه الخصائص تصف جانبًا مهمًا من ذكاء التناغم مع البيئة الطبيعية، ولا ندعي أن أطفالنا لديهم كل هذه الخصائص، بل ولا ندعي أن لدينا كل هذه الخصائص.. فكل منا لديه شيء منها، أو قدر منها؛ لأن كلاً منا لديه قدر من ذكاء التناغم مع البيئة.
وهنا نتوقف ونتساءل: ما مدى اهتمامنا بهذا الجانب، سواء في شخصيتنا، أو شخصية أطفالنا؟ وما مدى حرصنا على تنميته، من منا يلاحظ هذا الجانب لدى أطفالنا؟ ومن منا يشجعه؟ نحن نشجع أطفالنا على تعلم المواد الدراسية، ونعدهم لذلك منذ الطفولة المبكرة، نحن نشجع أطفالنا ونعدهم لتعلم الآداب الاجتماعية، أو ممارسة الرياضة.. ولكن هل نعدهم للتناغم مع البيئة الطبيعية؟ هل نوفر لهم الفرص التي تنشط لديهم هذا التناغم؟ لقد اكتسحت التكنولوجيا ثقافتنا المعاصرة، فتراجعت أمامها العلاقة الحميمة بين الإنسان وبيئته الطبيعية. ولكن إذا كان عصر المعلوماتية يتطلب التناغم مع التكنولوجيا المتقدمة، فإن جودة الحياة في عصر المعلوماتية تتطلب التناغم مع البيئة الطبيعية، ولا بد للأسرة والمدرسة أن تتيح أفضل الفرص للأطفال كي ينمو ذكاء التناغم مع الطبيعة لديهم.
هناك حركة عالمية هدفها تنمية ذكاء التناغم مع الطبيعة، وتأخذ هذه الحركة أشكالاً متعددة، نكتفي منها بمثلين مختصرين، الأول برنامج شبكة التربية البيئية لأنهار العالم Global Rivers Environmental Education وتختصر الحروف الأولى لتصبح Network Green.
وقد بدأ هذا البرنامج عام 1980 بالولايات المتحدة الأمريكية، ومنها انتشر إلى 136 دولة، تشترك فيه الحكومات والجمعيات الأهلية، ويطبق هذا البرنامج في العديد من مدارس الدول الـ 136.
وفي إطار هذا البرنامج يقوم التلاميذ بأنشطة لتعرُّف البيئة الطبيعية خارج أسوار المدرسة، وتشمل هذه الأنشطة زيارات لمصادر المياه، حيث يشجع التلاميذ على أخذ عينات يقومون بتحليلها بأبسط الطرق والأدوات تحت إشراف المعلمين، حتى ينمو لديهم الوعي بأهمية المياه وخطورة التلوث منذ طفولتهم، ويتضمن البرنامج خبرات وأنشطة عن تنقية المياه، وتحلية مياه البحر، وإعادة استخدام مياه الصرف، ومصادر الهدر، والقيمة السياسية والاقتصادية للمياه. ويشمل هذا البرنامج الأطفال في مراحل الدراسة الأولى.
التجربة الثانية، وتسعى لتعميق علاقة الطفل ببيئته، ويمكن لأي معلم القيام بها. يحضر كل طفل حبلاً طوله متر، ويقوم باستخدامه كمحيط أو سور لمربع في أي مكان في حديقة المدرسة (فناء)، ويطلب المعلم من الأطفال أن يتوقعوا ما سوف يجدونه في داخل المربع، يذهب كل طفل إلى حيث يريد في فناء المدرسة، ويقوم بعمل ملاحظة دقيقة تحت إشراف وتوجيه المعلم لكل ما يجده داخل حدود مربعه. وبعد العودة إلى الفصل يذكر كل طفل ما وجده، وينشط المعلم المقارنة بين الأطفال، فيقارن كل طفل ما توقعه بما وجده، أو يقارن ما وجده بما يتمناه، أو يقارن ما وجده بما وجده زميله، ومن هنا تبدأ تدريبات كثيرة، فقد يقرر الأطفال عدم رضاهم عما وجدوه، ورغبتهم في تغيير هذه البيئة، ويقدمون مقترحاتهم، وقد يبدءون فعلاً في تعديل البيئة في حدود ما تسمح به قدراتهم وإمكانيات المدرسة.
قبل أن أستطرد في الحديث أو التعليق على هاتين التجربتين أضع نفسي مكان القارئ، فقد يرى أن هذه التجارب تتطلب مناخًا تربويًا لا يتوافر في فصول تضم سبعين طفلاً في بعض الأحيان، بعضهم لا يجد مقعدًا، وفي مدرسة امتلأت بالمباني، فلم يعد هناك موضع لتجربة أو ملاحظة في فناء أو حديقة، ومن ثم يكون عرض هاتين التجربتين ضربًا من الخيال.
وهذا أمر برغم أنه واقع، فإنه مردود عليه، فالتجربتان تقدمان توجهًا غير ملزم، كما تمثلان ما يحدث في العالم الذي نعيشه, أو العالم الذي سيعيشه أبناؤنا وأحفادنا. إن تنمية ذكاء التناغم مع الطبيعة ليست ترفًا، وإنما هي في جوهر بناء التفاعل الإيجابي بين الإنسان وبيئته الطبيعية بكل ما يحمله هذا التفاعل من معنى الوجود الإنساني.
يضيف المهتمون بتنمية ذكاء التناغم مع البيئة الطبيعية قائمة من العناصر يمكن للآباء والمعلمين أن يوظفوها من أجل تعميق وعي الأطفال وتنمية ذكائهم، وسوف نذكر هذه القائمة باختصار شديد، وللمهتمين أن يتخذوا منها نقطة بدء يبنون عليها من المعارف والأنشطة ما يناسب أطفالهم، في هذه القائمة لبحث عن المعرفة بما يدرب الطفل على البحث، وينمي لديه حب الاستطلاع.. ندعوك لتشارك طفلك في البحث عن معرفة عناصر البيئة الطبيعية، مثل: الفلك، الحيوانات، الطيور، الفراشات، المحميات الطبيعية، الصحراء، الأرض، الأسماك، الزهور، الغابات، الزراعة، المعادن، الحشرات، البحيرات، الجبال، المحيطات، المحاصيل، الأنهار، الصخور، فصول السنة، البذور، القواقع والأصداف، النجوم، المد والجزر، الأشجار البراكين، المناخ، الحياة البرية.
هذه بعض عناصر البيئة الطبيعية، كيف تنمي اهتمام طفلك بها؟ كيف ينمي هذا الاهتمام معلومات طفلك وتفكيره وخياله؟ كيف نساعد الطفل على أن يعمق وعيه بالبيئة الطبيعية؟ فكلما تعمق وعي الطفل ببيئته الطبيعية. تعمق وعيه بالخالق، وبذاته.
المصدر:
  • مجلة خطوة العدد 18 - ديسمبر 2002
  • أ. د. صفاء الأعسر - أستاذ بكلية البنات – جامعة عين شمس - مصر









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-04, 00:28   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

















رد مع اقتباس
قديم 2011-05-04, 00:29   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي
















رد مع اقتباس
قديم 2011-05-04, 00:31   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي












رد مع اقتباس
قديم 2011-05-04, 00:32   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-04, 00:34   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي




[IMG]https://www.weqaia.com/wp-*******/uploads/2011/03/51.jpg[/IMG]











رد مع اقتباس
قديم 2011-05-04, 00:34   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-04, 00:36   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-04, 17:28   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
*أنسام*الجنة*
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية *أنسام*الجنة*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسعدتني كثيرا مشاركاتك
اخي الفاضل محب بلاده
فالبيئة تدخل في جميع مراحل ومجالات حياتنا
ننتظر مشاركات قيمة اخرى









آخر تعديل *أنسام*الجنة* 2011-05-12 في 20:46.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
*المجلـة**, البيئية*


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc