التاريخ : 15/05/2012
امتحان شهادة التعليم المتوسط التجريبي في اللغة العربية المدة : ساعتان
السند :
ليسَ لصاحبِ وطنٍ من الأوطان أو صاحبِ دينٍ من الأديان أنْ يقولَ لغيره ممّنْ يسْكنُ وطنا غيرَ وطنه أو يَدينُ بدين غير دينه : (أنا غيرُك) ، فيجبُ أنْ أكونَ عدوّك ، لأنّ الإنسانيّة وحدة لا تكـثـر فيها ولا غيريّة ، ولأنّ هذه الفروق التي توجد بين الناس في آرائهم ومذاهبهم ، ومواطن إقامتهم وألوان أجسادهم ، وأطوالهم وأعرضهم إنّما هي اعتباراتٌ ومصطلحات ، أو مصادفات واتفاقات .
إذا جاز لكلّ إقليم أنْ يتنكّـر لغيره من الأقاليم ، جاز لكل بلد أنْ يتنكر لغيره من البلاد ، بل جاز لكلّ بيت أنْ ينظر تلك النظرة الشزراءَ إلى البيتِ الذي يجاوره ، بل جاز للأب أنْ يقولَ لولده ، وللولد أنْ يقولَ لأبيه : إليك عنّي ، لا تمدّنّ عينيْك إلى شيء ممّا في يديّ ، ولا تطمعْ أنْ أؤثرك على نفسي بشيء ممّا اختصِصْت به ، لأنّي غيرُك ، فيجبُ أنْ أكونَ عدوّك المحاربَ لك ، وهناك تنحلّ كلّ عقدة ، وتنفصمُ كلّ عروة ، ويحمل كلّ إنسان لأخيه بين أضلاعه من البغض والمقت ما يعكر عيشه، ويطيل سُهْـدَه ، ويقلق مضجعَه، ويحبّبُ إليه صورة الموت ، ويبغّضُ إليه وجهَ الحياة ، وهنالك يصبح الإنسانُ أشبهَ شيء بذلك الإنسان الأوّل في وحشته وانفراده .
أحسنْ بالجامعةِ الإنسانية ! فهي أقربُ الجامعاتِ إلى قلبِ الإنسان ، وأعلقها بفؤادِه ، وألصقها بنفسِه ، لأنّه يبكي لمصاب من لا يعرف ، ولأنّه لا يرى غريقا يتخبّط في الماء، أو جريحا يتلظى في النّار، حتى تحدّثه نفسُه بالمخاطرة في سبيله ، فيقفُ وقفة الحزين المتلهّف إنْ كان ضعيفا ، ويندفعُ اندفاعَ الشجاع المستقتل إنْ كان قويّا ويسمعُ (وهو بالمشرق) حديث النكبات بالمغرب ، فيخفقُ قلبُه وتطيرُ نفسُه لأنّه يعلمُ أنّ أولئك المنكوبين إخوانه في الإنسانية، وإنْ لم يكنْ بينه وبينهم صلة في أمر سواها ، فنعمَ ما يفعله الإنسانُ التضحية في سبيل الآخر .
مصطفى لطفي المنفلوطي – كتاب السنة الثالثة متوسط -
الشرح : - يطيل سهده : يبعد عنه النوم . - الشزراء : الغاضبة .
الأسئلة :
البناء الفكري : (06 ن)
1- هناك اختلافات أساسية بين النّاس في هذا الكون ذكرها الكاتب هي :
الآراء ، المذاهب ، المواطن ، ألوان الأجساد ، أطوالهم و أعراضهم .
2- ما هي عاقبة التنكـر للغير ؟
عاقبة كل عقدة تنحلّ كلّ عقدة ، وتنفصمُ كلّ عروة ، ويحمل كلّ إنسان لأخيه بين أضلاعه من البغض والمقت ما يعكر عيشه، ويطيل سُهْـدَه ، ويقلق مضجعَه، ويحبّبُ إليه صورة الموت ، ويبغّضُ إليه وجهَ الحياة ، وهنالك يصبح الإنسانُ أشبهَ شيء بذلك الإنسان الأوّل في وحشته وانفراده .
3- بماذا شبه الكاتب الإنسان الذي يبغض الآخرين ويمقتهم ؟
الإنسان الأوّل في وحشته وانفراده .
4- يرى الكاتب وجود النزعة الإنسانية والتضحية من أجل الآخر في نفوس الناس . ما دليله على ذلك ؟
أحسنْ بالجامعةِ الإنسانية ! فهي أقربُ الجامعاتِ إلى قلبِ الإنسان ، وأعلقها بفؤادِه ، وألصقها بنفسِه ، لأنّه يبكي لمصاب من لا يعرف ، ولأنّه لا يرى غريقا يتخبّط في الماء، أو جريحا يتلظى في النّار، حتى تحدّثه نفسُه بالمخاطرة في سبيله ، فيقفُ وقفة الحزين المتلهّف إنْ كان ضعيفا ، ويندفعُ اندفاعَ الشجاع المستقتل إنْ كان قويّا ويسمعُ (وهو بالمشرق) حديث النكبات بالمغرب ، فيخفقُ قلبُه وتطيرُ نفسُه لأنّه يعلمُ أنّ أولئك المنكوبين إخوانه في الإنسانية، وإنْ لم يكنْ بينه وبينهم صلة في أمر سواها ، فنعمَ ما يفعله الإنسانُ التضحية في سبيل الآخر ,
5- هات أضداد الكلمات الآتية : يتنكـر= يتآخى و يتحد ، تنحلّ = تتراص.
البناء اللغوي : (04)
1- أعرب ما تحته خط في النص .
2- بين محل الجمل بين قوسين من الإعراب .
(أنا غيرُك) = جملة مقولة القول في محل نصب مفعول به
و هو بالمشرق = جملة في محل نصب حال
3- صغر كلمة " الجامعة" مع الشكل التام .
جويمعة
4- استخرج من النص أسلوب مدح وبين عناصره ( فعل المدح ، المخصوص بالمدح )
نعمَ ما يفعله الإنسانُ التضحية في سبيل الآخر .
فعل المدح = نعم
المخصوص بالمدح = عمل الإنسان
البناء الفني : (نقطتان)
1- استخرج من النص محسنا بديعيا لفظيا وبين أثره .
سجع وهو :
ليسَ لصاحبِ وطنٍ من الأوطان أو صاحبِ دينٍ من الأديان
2- ما هو نمط النص ؟
نمط النص : حجاجي و وصفي ؟؟؟؟
الوضعية الإدماجية : (08 ن)
- محبة الناس فضيلة أخلاقية سامية ، وكرههم تنتج عنه عواقب وخيمة .
* اكتب نصا من اثني عشر سطرا تحاول فيه إقناع الناس بضرورة التسامح والتعايش السلمي ، واجتناب العداوة والكره ، وكل ما يؤدي إلى التفرقة ، مستشهدا بما تحفظ من شواهد ، موظفا : الإغراء ، التحذير صيغ المبالغة .