طـــرق تحليل مقالة فـلسفية
طريقة الاستقصاء بالرفع:
أين تأتي طريقة الاستقصاء بالرفع؟
تأتي في السؤال الثاني من موضوع الفلسفة.
متى تستعمل؟
عندما يطلب منا إبطال أو تفنيد أطروحة فلسفية.
مثال: أبطل الأطروحة التالية: " أصل الرياضيات ..... " .
كيف يأتي السؤال؟ يأتي على شكلين :
ش1: أبطل الأطروحة التالية: " ...... " .
ش2: فند الأطروحة التالية: " ...... " ، القائلة ...
مخطط المقالة :
أ - المقدمة: التمهيد + طرح المشكلة.
+ ولقد شاع بين الفلاسفة ( عكس الأطروحة المطلوب إبطالها )، إلا أن هناك مجموعة أخرى من الفلاسفة ( كتابة الأطروحة الموجود في السؤال )، لذا نتساءل : كيف يمكن إبطال هذه الأطروحة بالحجج والبراهين الكافية، وبالتالي عدم الأخذ بها ؟
ب - التوسيع:
*حجج الأطروحة المطلوب إبطالها.
*نقد الأطروحة بحجج عامة << النقد الخاص بالرأي الفلسفي.
*نقد الأطروحة (بحجج خاصة وشخصية) << حجج الخصوم ( بحيث هذه الحجج لا تحتوي على مقولات فلسفية).
ج - الخاتمة: التأكيد على بطلان الأطروحة.
-------------------------------------------------------
طريقة الاستقصاء بالوضع:
أين تأتي الطريقة؟
تأتي في السؤال الثاني في البكالوريا.
متى تستعمل؟
عندما يطلب منا الدفاع عن أطروحة ما أو إثباتها.
كيف يأتي السؤال بالاستقصاء بالوضع؟
يأتي السؤال على أحد الأشكال التالية:
ش1: دافع عن الأطروحة القائلة أن ...
ش2: أثبت الأطروحة القائلة ...
ش3: هل أو كيف يمكن إثبات هذه الأطروحة ...
مخطط المقالة:
أ - المقدمة: تمهيد + طرح المشكلة.
ب - التوسيع :
*حجج منطق الأطروحة المطلوب الدفاع عنها.
* عرض منطق الخصوم ( حجج الخصوم ).
*نقد الخصوم.
*التأكيد على منطق الأطروحة بحجج شخصية.
ج - الخاتمة: التأكيد على صحة الأطروحة.
الطريقة الجدلية:
أين تأتي الطريقة الجدلية؟
تأتي في السؤال الأول.
متى تستعمل الطريقة الجدلية؟
تستعمل عندما يتضمن السؤال موقفين متناقضين أو موقفا واحدا نعلم بوجود نقيضين في الدرس .
كيف يأتي السؤال في الطريقة الجدلية؟ الأنواع:
س1: هل ....... (رأي 1) أم ......... (رأي 2) ؟
مثال: هل المفاهيم الرياضية عقلية أم تجريبية ؟
س2 :هل ......... ؟
مثال: هل ترد المفاهيم الرياضية إلى الأصل التجريبي الحسي ؟ (bac2009).
س3 : (رأي 1) ... حلل وناقش ؟
مثال: قال جون لوك: " العقل صفحة بيضاء والتجربة تكتب عليها ما تشاء " . حلل وناقش.
ملاحظة: الشكل 2 و 3 : فيها رأي واحد يجب أن تعلم بوجود نقيض رأي واحد في الدرس.
مخطط المقالة:
أ - المقدمة: تمهيد وطرح المشكلة .
ب - العرض أو التوسيع:
* حجج الرأي الأول ( عرض الرأي ثم الحجج ).
* نقد الرأي الأول.
* حجج الرأي الثاني ( عرض الرأي ثم الحجج ).
* نقد الرأي الثاني.
الموقف التركيبي ( التركيب ) .
ج - الخاتمة: عرض الموقف الشخصي.
ملاحظة: الموقف التركيبي يكون أحيانا في الخاتمة وأحيانا أخرى في العرض وذلك حسب الموضوع.
المنطق الصوري
هل للمنطق قيمة ?
ان الانسان كائن يطمح للمعرفة و يسعى للوصول الى حقيقة مت يحيط به و حقيقته هو ; و على مر الزمن حاول الانسان ان يقوم تفكيره فاستعمل المنطق دون ان يعرف احكامه و لا حتى ينتبه لموضوعه تماما كما يتكلم دون ان يعرف فواعد النحو في الغة .حتى جاء ارسطو و وضع اسسه و قوانينه و عرفه على انه علم التفكير الصحيح و اعتبره الالة القانونية التى تعصم الفكر من الوقوع في الخطأ .و حظي المنطق الارسطي بمكانة عالية بين الفلاسفة و المفكرين و لكن هناك فلاسفة يعتقدون ان المنطق الصوري مجرد بحث عقيم تجاوزه الزمن .مما يدفعنا للتساؤل هل للمنطق قيمة و أي الرأيين يجدر بنا الاخذ به?
الموقف الاول
يرى اصحاب الاطروحة الاولى ان المنطق في طبيعة العلوم العقلية و ل 3000 سنة و هو يوجه العقل الانساني نحو الصواب حيث يعرفه ارسطو ب "علم التفكير الصحيح الذي نميز به القول الصحيح و القول الفاسد " و ينقسم المنطق الى قسم التصورات و الحدود الذي يبحث في الالفاظ ,قسم القضايا و قسم الاقيسة و بهذه الاقسام كشف ارسطو عن مبادئ العقل"الهوية ,
عدم التناقض ,الثالث المرفوع مبدأ السبب الكافي "حيث ساعد كشفها تعزيز دورها في البنية المنطقية للعقل فقال فيها الفيلسوف ليبنز :ان مبادئ العقل هي روح الاستدلال و عصبه و اساس روابطه و هي ضرورية له كضرورة له كضرورة العضلات و الاوتار للمشي ".ايضا ان هذه المبادئ تقدم وظيفة اساسية للمنطق وهي الكشف عن الخطأ في التفكير و اسبابه مثل لا يمكن الجمع بين الصفة و نقيضها أي لا وسط بين النقيضين .
الوظيفة الاخرى للمنطق هي وضع القوانين التعريف ساعدت على ضبط المصطلحات و المفاهيم العلمية و الاجتماعية خاصة في مجال السياسة و الحقوق .
و لقد اعتير العلماء الاصوليون انه فرض كفاية على المسلمين لثماره على مستوى الاجتهادات الفقهية و اللغوية ,و قد حارب المنطق المغالطات التي افرزها الفكر السفسطائي في المجتمع اليوناني.و لهذه الاطروحة انصار اعجبوا بها الى غاية انه اضافوا في المنطق الارسطي مباحث مثل نظرية القياس الشرطي و فرفوريوس الذي شرح الكليات الخمس بشجرته المعروفة .اما عند المسلمين فقد كان ابو نصر الفارابي الذي اعتبره رئيس العلوم فقال فيه "صياغة المنطق تعطي بالجملة القوانين التي شانها ان تقوم العقل و تسدد الانسان نحو الصواب و نحو الحق " و اتفق معه بن سينا و ابو حامد الغزالي "ان من لا يحيط بالمنطق فلا ثقة بعلومه اصلا " و ظل يحظى بهذه المكانة عند الغرب المسيحي فيقول القديس توماس الاكويني "الفن الذي يقودنا بنظام و بسهولة و بدون خطا في عمليات العقل الاستدلالية "
بارغم من المظهر البراق الذي يراه به المناصرون فان للمنطق نقائص منها :
شكليته حيث يبحث عن الصورة اكثر من المضمون ,فهو يهذا منطق جزئي ضيق لا يتطور ,يتصف بالثبات و السكون مما يجعل انطباعه مع الواقع صعب خصوصا تن الواقع يتغير بتغير الازمنة و الاوقات.و كذلك هو منطق ثنائي القيمة و لا يعبر عن كل العلاقات المنطقية و لا يتجاوز علاقة التعدي
واذا كان يوجه الفكر الى الصواب لماذا عارضه الكثيرون?
الموقف الثاني
و لقد كان للطرح السابق رأي مناقض حيث ذهب مناصروه الى ان المنطق لا فائدة منه و قد استدلوا بعدة حجج منها:
المنطق الصوري لا يأتي بحديد و عبارة عن تحصيل حاصل حيث "لا يستفيد منه الغبي ولا يحتاجه الذكي "و نتائجه متضمة في مقدماته مثل :
-كل الفلاسفة حكماء
-ابن رشد فيلسوف
اذن ابن رشد حكيم لا شيئ جديد.
ايضا اغتماده على اللغة و استعماله الالفاظ التي تؤدي الى المغالطات ز مثال ذلك "اغلوطة التركيب"و هي تركيب الاقوال و احتمالها لاكثر من معنى كالقول سررت بضرب فلان ففلان هذا يمكن ان يكون ضاربا او مضروبا و في هذا يقول ثابت الفندي "مادام المنطق يتعامل بالالفاظ لا بالرموز ,فانه يبقى مثار جدال حول معاني المفاهيم و التصورات المستعملة فضلا عن عقمه"
يصلح المنطق الصوري للمناقشة و الجدل اكثر مما يصلح للبحث عن الحقيقة فقد ظهر للرد على السفسطائيين و لهذا كان الغرض منه افحام الخصم لا لاكتشاف الحقيقة الموضوعية ,ايضا عارضه علماء مسلمون منهم شيخ الاسلام ابن تيمية الذي اعتبره عقيم و خاصة بالتربية اليونانية و قال "من تمنطق تزندق",و اضافوا انه لا فائدة منه لان ابو بكر و عثمان ادركوا الغاية و لم يعفوا المنطق و قال ابن صلاح الشهروردي "المنطق مدخل الفلسفة و مدخل الشر"و اعطى ابن تيمية منطقا بديلا هو المنطق الاسلامي.
لكن حجة هؤلاء الفلاسفة فيها نقائص اهمها:ان اهتمام المنطق بصورة الفكر دون مادته لا يعني انه غير مهم لانه لكي لا يتناقض الفكر مع الواقع يجب ان لا ستناقض مع نفسه اولا اي انطباقه مع نفسه اساس انطباقه مع العالم الخارجي.
مازالت الرياضيات الى حد اليوم تستخدم يعض مبادئ المنطق و لهذا يقول راسل "المنطق شباب الرياضيات"
و كذلك ان منشا المنطق اليوناني لا يجب ان يكون عائقا امام الاستفادة منه و خاصة ان الاسلام يدعو الى ان تكون العقول متفتحة على الاخر"الحكمة ضالة المؤمن فانا وجدها فهو اولى بها"
و هؤلاء لكي يثبتوا عقم المنطق اساؤوا استعمال قواعده بالشكل :
كل ما هو مكرر غير مفيد
المنطق الصوري مكرر
اذن المنطق الصوري غير مفيد و هذا خطا
و ايضا بما يفسر اتفاق العقول عند التزامنا بالمنطق?
بعد المرور على هذه الاراء يمكنني القول ان للمنطق الصوري اهمية فهو الة العلم و اداته التي يقوم بها التفلسف ,فهو عما الفلسفة و جوهر الميتافيزيقا و يستعمله الانسان في كل العلوم و تحتاجه تلك العلوم في حين لا يحتاجها, بالرغم من نقائصه و الرغبة في تخطي هذه النقائص هو ما انتج المنطق الاستقرائي الرياضي
للمنطق اهمية لا يمكن اغفالها بالرغم من عيوبه التي هي ميزة من ميزات العمل البشري و لكنه حاول على الاقل الوصول للحقيقة و الاهم هو التفلسف.
العلوم البيولوجية والتجريبية :
أصل الخلاف في الموضوع:
اختلف الفلاسفة في هذا الموضوع حول امكانية تطبيق المنهج التجريبي (العلمي) على الكائنات الحية وانقسموا إلى قسمين:
القسم الأول: يعتقد أنصاره من الفلاسفة وبزعامة كوفيي أنه لا يمكن إخضاع المادة الحية إلى التجربة وبالتالي دراستها دراسة علمية، وقد وضعوا لذلك عدة عوائق.
القسم الثاني: يعتقد بعض الفلاسفة أنه يمكن تطبيق المنهج التجريبي على الكائنات الحية وبالتالي تجاوز العوائق نحو الدراسة العلمية للمادة الحية.
حجج القسم الأول: (عوائق تطبيق المنهج التجريبي على الكائنات الحية):
1) يعتقد بعض الفلاسفة أنه لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي على الكائنات الحية بنفس الكيفية التي يتم تطبيقه على المادة الجامدة إذ تعترض ذلك جملة من الصعوبات والعوائق بعضها يتعلق بطبيعة الموضوع المدروس وهو المادة الحية وبعضها الآخر يتعلق بطبيعة خطوات المنهج التجريبي عليها (عرض الموقف كفكرة) .
2) إن الكائن الحي له طبيعة معقدة لأن المادة الحية تتكون من مجموعة من الأعضاء تتداخل وتتكامل مع بعضها البعض إلى درجة التعقيد مما يجعل عملية التحليل أمرا صعبا.
3) إنه لا يمكن ملاحظة العضوية ككل نظرا لتشابك وتعقد وتداخل وترابط الأجزاء العضوية فيما بينها مما يحول دون ملاحظتها ملاحظة علمية دقيقة خاصة عند حركتها أو أثناء قيامها بوظيفتها، كما لا يمكن ملاحظة العضو معزولا لأنها تكون ناقصة غير شاملة مما يفقدها الصفة العلمية.
4) إذا كان الباحث في ميدان المادة الجامدة يستطيع اصطناع الظاهرة وإعادتها وقت ما شاء ففي المادة الحية يصعب إعادة التجربة لأن إعادتها لا تؤدي دائما إلى نفس النتيجة. مثال ذلك: إن حقن فأر بـ 1cm3 من المصل لا يؤثر فيه المرة الأولى وفي الثانية قد يصاب بصدمة عضوية والثالثة قد يؤدي إلى موته، مما يعني أن نفس الأسباب لا تؤدي إلى نفس النتائج في علم البيولوجيا.
5) إذا كانت الظاهرة الجامدة سهلة التصنيف بحيث يمكن التمييز فيها بين ما هو فلكي أو فيزيائي أو جيولوجي وبين أصناف الظواهر فإن التصنيف في المادة الحية يشكل عقبة وصعوبة، وتعود هذه الصعوبة إلى أن كل كائن حي له خصائص ينفرد بها عن غيره وكل محاولة للتصنيف تكاد تقضي على الفردية وتشوه طبيعة الموضوع.
6) إنه لا يمكن تعميم النتائج في العلوم البيولوجية ذلك أن كل كائن حي له خصائص معينة يتميز بها عن بقية الكائنات حيث يقول لايبينتز (فيلسوف فرنسي): " لا ليوجد فردان متشابهان" فما يصدق على الحيوان المختبر لا يصدق على الحيوانات الأخرى.
7) إنه قد يتم الحصول على نتائج معينة من تجارب استخدمت على كائن حي من جنس واحد ثم إذا تم الحصول على قوانين تم سحبها أو تعميمها على جميع الكائنات الداخلة مع هذا الكائن الحي في الجنس الواحد أو النوع الواحد وهذا تعسف واضح لا، الكائنات الحية ليست لها خصائص واحدة.
8) يتميز كل كائن حي بأن كل عضو فيه تابع للكل ويكمل بقية الأعضاء وإذا عزلناه فإن ذلك يؤدي حتما إلى إفساد طبيعته لذلك يقول كوفيي(فرنسي): "إن أجزاء الكائن الحي مرتبطة فيما بينها فهي لا تستطيع الحركة إلا بقدر ما تتحرك معا وإن الرغبة في فصل جزء عن الكلية معناه نقله إلى نظام الذوات الميتة وتبديل ماهيته تبديلا تاما".
9) إن هنالك صعوبة في تطبيق خطوات المنهج التجريبي على المادة الحية فالملاحظة العلمية مثلا لها عدة قواعد منها الدقة والشمولية ومتابعة الحادثة البيولوجية في جميع مراحلها لكن ذلك يبدو صعبا في المادة الحية.
نقد القسم الأول:
1) إن المنهج التجريبي القائم على مبدأ الحتمية مكن العلماء في مجال الكائنات الحية من تحقيق تقدم مذهل بلغ قمته عند تسخير المورثات لعملية الإستنساخ.
2) إن المادة الحية تتكون من نفس العناصر الكيميائية للمادة الجامدة وبالتالي يمكن تفسيرها تفسيرا فيزيائيا وكيميائيا خاصة إذا علمنا أن الأوكسجين يدخل في تركيب الجسم بـ 70% والكربون بـ 18% والهيدروجين بـ 12% وبالتالي يمكن إخضاعها للمنهج العلمي.
3) إذا كنا لم نتمكن من اكتشاف قوانين المادة الخام إلا بالتغلغل في الأجسام إنه لا يمكن الوصول إلى قوانين وخصائص المادة الحية إلا بتفكيك العضويات الحية على عكس ما يعتقد للنفوذ في دواخلها.
حجج القسم الثاني: (يمكن تطبيق المنهج التجريبي على الكائنات الحية):
1) يعتقد بعض الفلاسفة أنه يمكن إخضاع المادة الحية للمنهج التجريبي حيث أن علماء البيولوجيا أكدوا على اتخاذ التجربة كمنهج علمي لهم جعلهم يتحدون الصعاب التي واجهتهم في دراسة الكائن الحي وبالتالي تجاوز العوائق المنهجية التي صادفت المادة الحية في المنهج العلمي.
2) إنه يمكن استثمار طريقة التجريب الموجودة في المادة الجامدة وتكييفها في دراسة المادة الحية مع الحفاظ على خصوصية هذه المادة حيث يقول كلود بيرنارد: " لا بد لعلم البيولوجيا أن يأخذ المنهج التجريبي للعلوم الفيزيائية والكيميائية ولكن مع الاحتفاظ بحوادثه الخاصة".
3) إن التجارب التي قام بها كلود بيرنارد حول بول الأرانب والتي بين فيها بأن المادة الحية تخضع لمبدأي الحتمية والاضطراد كالظواهر الجامدة وبالتالي يمكن دراستها دراسة تجريبية وتفسيرها تفسيرا سببيا للوصول إلى القوانين التي تحكمها حيث يقول كلود بيرنارد: "إن جميع الحيوانات الآكلة العشب إذا فرغت بطونها تغذت على المواد المدخرة في أجسامها وهي عبارة عن بروتينات...".
4) إن التقدم العلمي والتطور التكنولوجي الذي عرفه القرن الماضي ساعد العلماء على القيام بالملاحظات والتجارب العلمية وهذا باستعمال الآلات والوسائل التقنية كالمنظار الطبي وغيرها من الوسائل التي سمحت بملاحظة أعضاء الكائن الحي أثناء وظيفتها حيث يقول كلو بيرنارد: " إن للملاحظ والمجرب هدفا واحدا وهو إدراك الحوادث بالوسائل العلمية الدقيقة".
5) إن التطور العلمي للوسائل سمح بالقيام بعدة تجارب مثل تجارب التهديم التي تقوم على قطع واستئصال أعضاء الكائن الحي قصد التعرف على وظيفتها وتأثيرها على بقية الأعضاء.
6) أصبح بالإمكان اليوم فصل الأعضاء مع الحفاظ عليها مثال: يمكن فصل القلب اليوم وإبقائه حيا مدة من الزمن حيث يقول كلود بيرنارد: " إن إنكار تحليل الكائنات الحية عن طريق التجربة هو إنكار للمنهج التجريبي وإيقاف للعلم".
7) بفضل المنهج التجريبي (العلمي) صحح الطبيب باستور الفكرة القائلة بالنشوء العفوي للجراثيم مثبتا أن منشأها الحقيقي هو الهواء بفضل طريقة التلازم في الغياب والتلازم في الحضور، كما استطاع بفضل نفس المنهج أن يقضي على مرض الجمرة الخبيثة.
8) إنه هناك سهولة في تطبق المنهج التجريبي على الكائنات الحية بدليل أن بعض العلماء عوضوا التجارب بالملاحظات العلمية مما مكن من تطويع المنهج التجريبي لكي يتلاءم مع طبيعة المادة الحية.
نقد حجج القسم الثاني:
1) إن الكائن الحي لا يكون هو هو إلا في محيطه الأصلي ويكفي أن ننقله إلى محيط اصطناعي حتى يتغير سلوكه وهذه نقطة تشكك في مصداقية التجريب على الكائنات الحية.
2) إن المنهج التجريبي يشوه طبيعة الموضوع عند دراسة الكائن الحي فمثلا في دراسة الخلايا والأنسجة لا بد من قتلها وتثبيتها وتلوينها قبل أن توضع تحت المجهر وقتلها وتثبيتها وتلوينها يعني حتما إفسادها.
3) إن النزعة الكيميائية والفيزيائية للمادة الحية تتجاوز حدود الفيزياء والكيمياء لأن الظاهرة الحية ليست تفاعلا أعمى بل إن هذا التفاعل يقصد إلى غاية معينة وهي توازن العضوية.
4) إن هناك مجموعة من الموانع الأخلاقية والقانونية والدينية التي تضع التجريب على الكائنات الحية ما يشكل عائقا حقيقيا لا يمكن تجاهله أو التغاضي عنه.
انطباق الفكر مع الواقع :
أصل الخلاف في الموضوع : اختلف الفلاسفة في هذا الموضوع حول كيفية الوصول الى الحقيقة من جهة وجدوى الفرضية من جهة أخرى، فانقسموا إلى قسمين:
القسم الأول: يعتقد فلاسفة هذا القسم بزعامة كل من أغيست كونت وكلود بيرنارد أن الوصول إلى الحقيقة يتم بواسطة عقلنة الظواهر وأن الفرضية لا بد منها في المنهج التجريبي.
القسم الثاني: يعتقد فلاسفة هذا القسم بزعامة جون ستيوارت مل أن الوصول إلى الحقيقة بواسطة انتظام الظواهر وأن الفرضية لا معنى لها في البحث العلمي.
حجج القسم الأول:
1) إن العقل لا يتقبل كل ما يقع في الطبيعة استقبالا سلبيا على نحو ما تصنع الآلة بل يعمل على إنطاقها مكتشفا العلاقات الخفية بينها ونجد ذلك من خلال الفرضية العلمية التي هي أساس الوصول إلى الحقيقة، لذلك يقول كلود بيرنارد: " يجب أن نقوم بالتجربة مع الفكرة المتكونة من قبل ".
2) إنه بواسطة الفرضية يستطيع العالم أن يتخيل ما لا يقع في الطبيعة بشكل محسوس وبالتالي يكشف عن حوادث جديدة، لهذا فهي منبع القوانين العلمية بدليل أن مختلف النظريات العلمية كانت فرضيات، لذلك يقول كلود بيرنارد: " الفرضية مبدأ كل استدلال " .
3) يؤكد الفيلسوف الفرنسي بوانكاريه على أن الفرضية لا بد منها للوصول إلى نتائج حقيقية في البحث العلمي لأن غيابها بحسبه يجعل كل تجربة عقيمة مما يدل على أنها الفكرة التي يستدل بها العالم وهذا ما دفعه ليقول: " إن كومة الحجارة ليست بيتا فكذلك تجميع الحوادث ليس علما " .
4) إن الملاحظة الخالصة والتجربة الساذجة لا تكفيان لبناء العلم وصياغة القانون العلمي لذلك يقول جون دي وال : " إن الجواهر موجودة ولكنها لا تؤلف عقدا قبل أن يأتي أحدهم بالخيط ".
5) إن الفرضية تبقى من أهم المساعي قيمة وفعالية بل هي المسعى الأساسي الذي يعطي المعرفة العلمية خاصيتها سواء كانت صحتها مثبتة أو غير مثبتة لأن الفرضية التي لم تثبت صحتها تساعد على توجيه الذهن لينشئ فرضية جديدة.
6) إن الفرضية كفكرة منبع للإبداع إذ هي مولدة التفكير في مسائل جديدة لا يمكن للملاحظة الحسية أن تنتبه إليها بدون الفرضية لذلك يقول كلود بيرنارد:" إن الفرضية هي المنطلق لكل استدلال تجريبي".
7) يؤكد الفيلسوف الفرنسي كلود بيرنارد على أن الفرضية العلمية خطوة هامة في المنهج التجريبي إذ يقول : " الحادثة توحي بالفكرة والفكرة تقود إلى التجربة، والتجربة تحكم على الفكرة " ذلك أن الانسان يميل بطبعه إلى التساؤل كلما شاهد شيئا فشيئا غير عادي إذ لا يمكن أن نتخيل في تفسير الظاهرة عدم وجود أفكار مسبقة والتي نتأكد من صحتها أو خطئها بعد القيام بالتجربة.
8) إن التفكير العلمي في الوقت الحالي لم يعد يهمه اكتشاف العلل والأسباب بقدر ما يهمه اكتشاف العلاقات الثابتة بين الظواهر العلمية، والفرضية العلمية تمهيد ملائم لهذه الاكتشافات.
نقد حجج القسم الأول:
1) إن القانون العلمي ما هو إلا حقيقة نسبية وليست مطلقة لأنه يتصف بالتجدد فما كان قانونا علميا في القرن التاسع عشر تغير بعد ذلك لهذا قيل : " العلم لغز متجدد ".
2) إن اعتماد الباحث على عقله وخياله في إيجاد الحل الملائم للظاهرة العلمية يبعده عن حقيقتها إذ تخضع حلوله للعوامل الذاتية والداخلية للباحث ثم إن الفرضية فكرة شخصية إذا اعتمد عليها الباحث أبعدته عن الحل العلمي الموضوعي ما يؤدي إلى الشك والاحتمال.
3) إن الفرضية وهم وهلوسة وخيال يقف عقبة أمام الباحثين لأن الكثير من الفرضيات بعيدة عن الواقع وتكون كنتائج للجموح وشطحات الخيال ولا يمكن تطبيقها أو لمسها على أرض الواقع.
حجج القسم الثاني:
1) إن الحقيقة موجودة في الطبيعة والوصول إليها لا يمكن أن يأتي عن طريق الذهن الذي يعد المنبع الأساسي المنتج للفرضية التي تبقى من قبيل التخمينات العقلية لذلك يقول جون ستيوارت مل : " الفرضية قفزة في المجهول وطريق نحو التخمين ولهذا يجب أن نتجاوز هذا العائق من الملاحظة إلى التجربة ".
2) لقد وضع جون ستيوارت مل قواعد سماها بقواعد الاستقراء وهي قاعدة التلازم في الحضور والتلازم في الغياب والتلازم في التغير وقاعدة البواقي والتي بحسبه كفيلة بإغناء البحوث العلمية عن الفرضيات العلمية ذلك أن الفرضية تبعد البحث العلمي عن منهجه الدقيق لاعتمادها على التخمين والخيال.
3) تأكيد كل من الفيلسوف نيوتن والماجندي على أن الفرضية محل للشك والاحتمال إذا اعتمد عليها الباحث أدت به إلى الخطأ لذلك يقول نيوتن : " أنا لا أصطنع فروضا " وقال الماجندي لتلميذه كلود بيرنارد : " اترك عباءتك و خيالك عند باب المخبر " .
4) إن الحقيقة العلمية التي يتوصل إليها الباحث بواسطة المنهج التجريبي الذي يعتمد على عدة مراحل للوصول إلى القوانين العلمية تتميز بالكلية والشمول والقابلية للتعميم على عكس المنهج الذي يتضمن الفرضية.
5) دعا الفيلسوف الفرنسي فرانسيس بيكون الى ترك الظاهرة تنساق لوحدها وتظهر لنفسها و أن نعطلها بالفرضيات ويدعم رأيه مؤسس المنهج التجريبي الإستقرائي جون ستيوارت مل الذي أبطل دور الفرض العلمي واستبدله بخطوات الإستقراء حيث يقول (الطبيعة ذلك الكتاب المفتوح ولإدراك القوانين عليك إطلاق العنان لحواسك و أما عقلك فلا).
6) يرى أغيست كونت أن الطريقة العلمية تختلف عن الطريقة الفلسفية فهي ليست بحاجة إلى التأويل العقلي إلى الوصف من خلال إجراء التجارب وهذا ما أكد عليه أرمست ماخ (المعرفة العلمية تقوم على إنجاز تجربة مباشرة).
7) إنه في الإمكان تعميم نتائج الإستقراء لأن ما يصدق على بعض الظواهر بصدق على ظواهر أخرى مشابهة لها وبالتالي لسنا بحاجة إلى دراسة كل الظواهر فقانون الجاذبية مثلا ينطبق على الأجسام مهما اختلفت البلدان لأن شرط الجاذبية واحد.
نقد حجج القسم الثاني:
1) إن عقل العالم أثناء البحث ينبغي أن يكون فعالا وهذا ما تفعله قواعد جون ستيوارت ميل التي أبعدت العقل ونشاطه عن البحث العلمي رغم أنه الأداة الحقيقية لكشف العلاقات بين الحوادث بواسطة الفرضية التي تساعد على تخيل ما لا يظهر في الطبيعة.
2) إن الفيزيائي نيوتن لم يقم بإهمال جميع أنواع الفرضيات بل قام بإهمال نوع واحد وهو المتعلق بالفرضيات الميتافيزيقية أما الواقعية منها فهي أساسية في الوصول إلى الحقيقة بدليل أن نيوتن نفسه استعمل الفرضيات لصياغة قانون الجاذبية.
3) إن قول جون ستيوارت مل بأن العالم يجب أن ينطلق من الملاحظة إلى التجربة وأن يتجاهل الفرضية قول ناقص مجانب للصواب بدليل إن العالم ملزم بتحليل الملاحظة تحليلا عقليا وخاصة إذا كان العالم يتصف بالموضوعية العلمية فهو عند تحليله يكون قد استعمل الفرضية التي تؤسسها للقانون العلمي.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2014-04-24, 23:51
ــــــــــراااا جزيــــــــ
امزح اقصد سانطلق بسرعة القمر لاكمل المراجعة بشكل رهيب يا اسراء هل تسافرين معي ؟؟؟
العرض العادي
