لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 44 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-02-13, 09:35   رقم المشاركة : 646
معلومات العضو
sola 17
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ساعدوني في مراجع وكتب تخص عقد التسيير فانا بامس الحاجة اليها ارجو ان تساعدوني من فضلكم









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-02-14, 21:15   رقم المشاركة : 647
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Annaba 23 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته
تحيّة خاصّة للأخت بارك اللّه فيك. من فضلك أحتاج إلى قائمة مراجع و مصادر ( كتب ) تخص موضوع بحثي " تأثيرات الهاتف النقال على الطلبة
شكرا لك و أجرك عند اللّه

دراسة علمية عن التاثيرات الاجتماعية لاستخدامات الشباب للهاتف المحمول

دراسة علمية عن التاثيرات الاجتماعية لاستخدامات الشباب للهاتف المحمول

قام الدكتور عبدالوهاب جودة، أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة عين شمس- جمهورية مصر العربية بدراسة ميدانية حول استخدامات الشباب للهاتف المحمول، واتمت الدراسة على عدة محاور يمكن عرضها على النحو الآتي:-

أولا: الهدف من الدراسة: تكمن أهمية الدراسة في محاولة فهم وتفسير العلاقات المتبادلة بين ظاهرة استعمال الهاتف النقال والبناء الاجتماعي الثقافي العربي؛ والوقوف علي طرق، وعادات استعمال الأفراد للهاتف، وطرح المقترحات المناسبة لتوجيه استعمالاته الوجهة الرشيدة.
ثانيا: مشكلة البحث: تحددت مشكلة البحث في التساؤل الرئيس التالي " ما التأثيرات الاجتماعية لاستخدام الهاتف النقال لدي الشباب الجامعي؟ ". وللإجابة عن التساؤل الرئيسي تحاول الدراسة الإجابة عن الأسئلة الفرعية الآتية:-
1- ما أنماط استخدام الشباب الجامعي العربي للهاتف النقال؟
2- ما مبررات استخدام الشباب الجامعي العربي للهاتف النقال؟
3- ما علاقة استخدام الشباب الجامعي للهاتف النقال بالتحرر من الأماكن المحلية؟
4- ما العلاقة بين استخدام الهاتف النقال والتمايز الاجتماعي بين الشباب؟
5- ما تأثيرات استخدام الهاتف النقال علي العلاقات الأسرية للشباب؟
6- ما علاقة استعمال الهاتف بالاغتراب لدي الشباب؟
7- ما تأثير استخدام الهاتف النقال علي منظومة القيم الاجتماعية لدي الشباب؟
8- ما أنماط استخدام الشباب للهاتف في مجال التعليم؟ وما تأثيراته التعليمية؟
ثالثا: الإطار النظري للدراسة: تناولت الدراسة الرؤى المختلفة لتكنولوجيا الاتصالات الحديثة و التغير الاجتماعي؛ لاسيما المداخل الحديثة كمدخل العولمة وتكنولوجيا المعلومات، وما بعد الحداثة، لتوضيح العلاقات المتبادلة بين السياق الثقافي والتكنولوجيا، وعلاقات القوة؛ والرؤى المطروحة حول استخدامات الهاتف المحمول عالميا؛ كما استفادت الدراسة من التراث النظري المتاح حول ظاهرة استخدام المحمول.
رابعا: الإجراءات المنهجية للدراسة
اعتمدت الدراسة علي المدخل السوسيوأنثربولوجي مستخدمة الأسلوب الوصفي التحليلي ( كميا وكيفيا ) في دراسة أبعاد ظاهرة استعمال الهاتف الجوال، ومدي تأثيراتها علي الحياة الاجتماعية للشباب الجامعي العربي. ولتحقيق أهداف الدراسة اتبع الباحث عدة إجراءات منهجية تمثلت في الخطوات الآتية:-
1- مصادر البيانات: اعتمدت الدراسة علي مصدرين أساسيين في الحصول علي البيانات والحقائق اللازمة لتحقيق الأهداف؛ المصدر الأول بشري، تمثل في طلاب جامعتي عين شمس بمصر والسلطان قابوس بسلطنة عمان باعتبارهم مجتمعي الدراسة المسحية؛ كما تضمن أيضا طلاب الجامعات المصرية المختلفة والتي تم ملاحظة طرق استعمالهم للهاتف الجوال أثناء حضورهم الدورات التدريبية بمعسكر إعداد القادة بحلوان خلال الأربع سنوات الماضية، وكذا أثناء اللقاءات الشبابية المجمعة بمختلف الجامعات؛ إضافة إلي معايشة طلاب الجامعات العربية خلال شهر مارس من كل عام أثناء مشاركتهم في مهرجان أيام الشعوب بجامعة عين شمس؛ كما استقي الباحث البيانات والمشاهدات من طلاب الجامعات السورية من خلال معايشتهم 17 يوما بسورية خلال يوليو 2005 أثناء رئاسته للوفد الثقافي المصري إلى جامعة حلب[*]. المصدر الثاني: وثائقي ( رمزي )، تمثل في نصوص الرسائل النصية المتاحة والمتداولة بين الشباب؛ حيث تم تجميع 1380 رسالة نصية، منها 850 رسالة من الشباب المصري، 530 رسالة نصية من الشباب العربي عير المصري.
2- مجتمع البحث: اقتصرت الدراسة المسحية بالعينة علي مجتمعين فقط هما: جامعة عين شمس بمصر، وجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان. أما بالنسبة للمجتمعات العربية الأخرى أنفة الذكر، اقتصر الباحث فيها علي المقابلات والملاحظات المباشرة والمناقشات الجماعية فقط.
3- عينة البحث: اعتمد الدراسة المسحية علي أسلوب العينة العمدية( غير الاحتمالية ) في اختيار المفردات، مستخدمة طريقتي الحصة وكرة الثلج في اختيار المفردات، حيث روعي تمثيل العينة لجميع الكليات العلمية والأدبية، وكذا جميع الفرق الدراسية بالجامعتين محل الدراسة المسحية؛ والحصول علي مفرداتها من خلال معرفة وترشيح الطلاب من مستخدمي الهاتف المحمول شريطة أن يكون مضي علي اقتناءه 6 أشهر علي الأقل؛ وقد بلغ حجم العينة 569 مفردة.
4- طرق وأدوات البحث: لتحقيق أهداف البحث، لم تقتصر الدراسة علي أداة المسح ( الاستبيان) فقط، وإنما تنوعت أدوات جمع الحقائق والبيانات، حيث تمثلت في الآتي:-
أ‌- طريقة المسح الاجتماعي، باستخدام أداة الاستبيان، حيث تم تصميم صحيفة استبيان تضمنت خمسة محاور هي: الأول: يتصل بالبيانات الأساسية؛ والثاني: يتعلق بأنماط استخدام الشباب الجامعي للهاتف؛ والثالث: يتعلق بمبررات استخدامهم له؛ والرابع: يتصل بالتأثيرات الاجتماعية والثقافية للهاتف؛ والأخير: يتعلق بتأثيرات استعمال الهاتف علي قواعد النظام التعليمي.
ب‌- طريقة مجموعات النقاش البؤرية، حيث تم عقد 8 مجموعات بؤرية بجامعة عين شمس خلال فبراير 2005، كما تم عقد 8 مجموعات بجامعة السلطان قابوس خلال أكتوبر2005، استخدم فيهم دليل المناقشة الجماعية تضمن أربع محاور شملت أنماط استخدام الهاتف، وتأثيراته المختلفة.
ت‌- طريقة الملاحظة المباشرة: حيث اعتمد الباحث علي الملاحظة بنوعيها البسيط والمعايشة للكثير من الطلاب داخل الجامعة، وأثناء تنفيذ فعاليات الأنشطة الطلابية، والمعسكرات الشبابية الطويلة؛ إضافة إلي ملاحظة السلوكيات الطلابية داخل قاعات المحاضرات.
ث‌- المقابلات المفتوحة، والمناقشات الجماعية: حيث أجري الباحث مقابلات متعمقة مع عديد من طلاب الجامعات المصرية والعربية التي اتيح له التواجد معهم؛ إضافة إلي إجراء الحوارات والنقاشات مع الطلاب أثناء انعقاد المحاضرات.
ج‌- طريقة تحليل المضمون مستخدما قراءة النص: حيث تم تحليل مضمون الرسائل النصية والمصورة التي تم جمعها وتصنيفها بهدف معرفة أنماطها والمعاني التي تعكسها للكشف عن قيم وتوجهات الشباب الجامعي.
5- خطة الدراسة الميدانية وتحليل البيانات: بعد تحديد هدف الدراسة ووضع المخطط المنهجي لها، وإعداد أدوات جمع المعلومات، بدأ الباحث في جمع البيانات والحقائق والمشاهدات الامبيريقية. وقد تم تنفيذ الدراسة المسحية علي فترتين زمنيتين، حيث تم تطبيق المرحلة الأولي في جامعة عين شمس خلال الفترة من نوفمبر 2004 وحتى مارس 2005. أما المرحلة الثانية قد تم تنفيذها خلال الفترة من سبتمبر- أكتوبر 2005 بعد انتقال الباحث للعمل بجامعة السلطان قابوس. وخلال الفترة من 2004وحتي 2005 استطاع الباحث جمع بيانات وملاحظات عديدة، حول أنماط استخدام الشباب الجامعي العربي للهاتف المحمول وتأثيراته المختلفة.
أأما تحليل البيانات، فقد استخدم الباحث المنظومة الإحصائية SPSS في تحليل البيانات، معتمدا علي أساليب التحليل الوصفي( الأوزان النسبية لكافة المتغيرات )، واستخدام المقارنة الوصفية البسيطة بين الشباب المصري والشباب الخليجي.
سادسا: النتائج النهائية: انتهت الدراسة إلي تشكل ثقافة للهاتف المحمول لدي الشباب العربي، تلك الثقافة التي تكونت تدريجيا بعناصرها المادية المتمثلة في الأجهزة وتقنياتها المختلفة، والعناصر المعيارية المتمثلة في أسلوب استعمالاته المتنوعة، وتوقيتاته وما تعكسه من معايير وقيم واتجاهات ومعارف، وما تشكله من وجدان، وتأثيراتها علي البناء الاجتماعي. ويمكن توضيح ذلك في النقاط الآتية:-
1- علي مستوى استعمال الشباب للهاتف: توصلت الدراسة إلي سيادة استخدام الشباب الجامعي للهاتف، ومتابعة كل جديد في عالم الهواتف، والتتبع المتقدم لتقنياته المختلفة واستخدامها. كما اتضح أن الهاتف النقال قد أدي إلي تغيير نمط التفاعل والتواصل الاجتماعي بين الأفراد، عن طريق المكالمات والمحادثات، والتواصل عن طريق التراسل بمختلف أنواعه، كالتراسل النصي، والتراسل والتواصل متعدد الوسائط باستخدام النص، و الأشكال والنماذج، والفيديو كليب والانترنت؛ الأمر الذي أدي إلي تشكيل ثقافة الرسائل النقالة بين الأفراد، لاسيما الشباب. وتوصلت الدراسة إلي أن دوافع استعمال الهاتف في التفاعل الاجتماعي تتحدد في التواصل مع الأهل والأصدقاء، وحفظ المذكرات، وترتيب المواعيد وتنظيم الوقت، والتسلية والترفيه وملئ وقت الفراغ، والتفاخر وإعلاء الذات، ومتابعة الأخبار والأحداث. وتبين غلبة الطابع السلبي علي استخدام الشباب العربي للهاتف، حيث التركيز علي الاستعمالات غير المفيدة، والمحادثات الغرامية والعاطفية، لاسيما من خلال الرسائل النصية.
2- على مستوي التأثيرات الاجتماعية: كشفت الدراسة عن وجود تأثيرات اجتماعية وثقافية لاستخدامات الشباب الجامعي للهاتف النقال، منها ما هو إيجابي يتمثل في تأكيد التواصل بين الأسرة والأبناء، والقدرة على متابعتهم وهم خارج نطاق المنزل، لاسيما الفتيات، وقدرة الأسرة على ممارسة الضبط الاجتماعي؛ إلاَّ أن التأثيرات الاجتماعية ذات الطابع السلبي لاستعمال الهاتف النقال كانت هي الأوضح بين الشباب الجامعي العربي، حيث اتضح الآتي:-
أ- إعادة صياغة العلاقات الأسرية، نتيجة تغير القواعد والمعايير الضابطة للسلوك الاجتماعي بين أفراد الأسرة في كلا المجتمعين، وقد تمثل ذلك في انتهاك القواعد التقليدية للسلوك الأسري، حيث أتاح الهاتف النقال تسهيل المحادثات بين الشباب من الجنسين دون علم الأسرة، وفي أوقات متأخرة من الليل بعد خلود الآباء إلى النوم، وغياب الأشقاء، لاسيما الكبار من الذكور؛ والمساعدة على انتشار الكذب بين الشباب وأسرهم، وإثارة الشكوك بين الجميع، علاوة على تناقل الأخبار، وإفشاء أسرار الأسرة إلى الآخرين، مما أدى إلى حدوث الكثير من التوترات الأسرية.
ب- زيادة درجة الاغتراب الاجتماعي لدى الشباب الجامعي، وانعزاله عن سياقة الاجتماعي العام، بانكفائه على الذات، والتوحد مع جهازه النقال، واختزال العلاقات الاجتماعية إلى أقل عدد محدود من الأصدقاء، لاسيما المحبين والتواصل معهم على مدار الساعة، والابتعاد عن المحيطين من الأصدقاء والزملاء، وحتى أفراد الأسرة، الأمر الذي أدى وبالضرورة إلى ضعف الحوارات الشخصية، والتفاعلات الاجتماعية وجها لوجه، وفقدان المعنى الاجتماعي للجلسات الاجتماعية، حتى داخل الأسرة، ومن ثم فقدان المؤانسة الاجتماعية.
ج- زيادة التحول في أنساق القيم الاجتماعية، والمساهمة في تأكيد قيم الرأس مالية، تلك القيم التي تدعوا إلى الفردية، والتخصصية، والاهتمام بالربح، أو المكسب السهل السريع، والاهتمام بالمظهر، والبعد عن القيم الجماعية، والتقليدية. لقد أتاح الهاتف النقال انتشار منظومة قيمية متصاعدة بين الشباب الجامعي بمجتمع الدراسة على السواء، قيم تتسم بالاهتمام والتأكيد على المظهرية والتفاخر، والمباهاه الاجتماعية، والميل إلى الاستهلاك البذخي والترفي، والميل إلى الاقتراض والديون، وفقدان قيم الترشيد.
د- شيوع أنماط من الانحرافات والسلوكيات الشاذة التي تخرج عن قواعد الذوق العام، واللياقة الاجتماعية، كالانحراف السلوكي، واللجوء إلى نشر الأخبار الكاذبة، وتداولها فيما بينهم، وتلويث سمعة الآخرين من الزملاء والأساتذة.
هـ- التحرر من الأماكن والبيئات المحلية، وسهولة التنقل خارج المجتمع المحلي. لقد مكن الهاتف النقال – كوسيلة اتصال – الأفراد من التواصل والتفاعل الاجتماعي عبر المسافات الطويلة، في أي مكان وزمان، وتخطى كافة الحواجز المكانية والتحرر منها، وعدم الشعور بالغربة، أو العزلة الاجتماعية، وتحمل فترات الغياب عن الأسرة، أثناء الدراسة، أو أثناء الرحلات الطويلة، لاسيما بالمجتمع العماني نتيجة تميزه بتضاريس وجبال وعرة، وتباعد المسافات بين الأماكن، ووجـود الغالبيـة العظمـى ( أكثر من 90% من طلاب الجامعة ) مغتربين عن أسرهم.
3- على مستوي التأثيرات التعليمية: انتهت الدراسة الميدانية إلى وجود تأثيرات إيجابية للهاتف النقال داخل النظام التعليمي، وأخرى سلبية. واتضحت التأثيرات الإيجابية في تأكيد التواصل بين الطلاب وبعضهم البعض، والتواصل مع إدارة الجامعة، لاسيما بين طلاب جامعة السلطان قابوس، والتواصل مع أعضاء هيئة التدريس، الاستفسار عن بعض المشكلات التعليمية، ومعرفة نتائج الامتحانات. أما التأثيرات السلبية في المجال التعليمي والتي كشفت عنها الدراسة، تمثلت في انتهاك قواعد النظام التعليمي، وتتمثل في: إعادة صياغة القواعد العامة للسلوك الاجتماعي داخل الحرم الجامعي، والميل إلى إتباع سلوكيات تثير الإزعاج، وعدم مراعاة الذوق العام. كما تبين انتهاك الشباب لقواعد النظام التعليمي، وتخطى القواعد المعمول بها أكاديمياً، لاسيما فيما يتعلق باختراق قواعد التعامل والاحترام داخل قاعات الدراسة، حيث انشغال الغالبية من الطلاب، بل التوحد بالهاتف أثناء المحاضرة، والانعزال عن الأستاذ المحاضر، وإرسال الرسائل واستقبالها، وتبادل المعلومات والقفشات والمزاح فيما بينهم، الأمر الذي أدى إلى انخفاض مستوى التحصيل الدراسي لدي الطلاب. إضافة إلي ذلك، المساعدة على تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات، وابتكار وسائل جديدة في تناقل واستقبال الإجابات على أسئلة الامتحانات دون علم الآخرين، لاسيما بعد ابتكار خدمات تقنية حديثة " كالبلوتوث".
- المقترحات: انطلاقا من العرض السابق، و بناء علي الاستنتاجات السابقة، يتضح تأثير السياق الثقافي الاجتماعي المحلي والعالمي في انتشار وتيسير ثقافة استعمال الهاتف النقال لدي الشباب العربي، ذلك السياق الذي يتسم بالتطور والنمو السريع تكنولوجيا ومعلوماتيا؛ إضافة إلي نمو التوجهات الرأسمالية وانتشار الشركات الرأسمالية في مجال الاتصالات والبحث عن آليات متجددة لاستمالة وجذب أكبر عدد من المستهلكين لخدماتها، ومن ثم تعزيز ثقافة الاستهلاك، لاسيما في مجال استعمل الشباب للهاتف النقال الذي، وما أتاحه من خصوصية وحرية متكاملة في مجال الاتصال والتفاعل الاجتماعي؛ هذا الوضع يتطلب تكاتف الجهود المختلفة لمواجهة تأثيرات تلك الظواهر؛ ولموجهة التأثيرات السلبية لاستخدام التكنولوجيا، لاسيما وسائل الاتصال يجب مراعاة الآتي:-
1- ضرورة تخصيص وحدات أو أقسام داخل مراكز البحوث الاجتماعية والتربوية، تتولي رصد الظواهر الثقافية- الاجتماعية المستجدة، المصاحبة للتغير الاجتماعي، والتقدم التكنولوجي، كالمعلوماتية، والانترنت، والهواتف النقالة، والهندسة الو راثية..الخ؛ وتشخيص التأثيرات المتبادرة بين تلك الظواهر وعناصر البناء الاجتماعي، وانعكاساتها علي الأفراد، وتقديم الحلول الفورية لمواجهة آثارها، ونشر ثقافة متكاملة الجوانب حيال ترشيد استعمالاتها.
2- ضرورة عقد مؤتمرات وندوات علمية يناقش فيها التطورات التكنولولوجية وانعكاساتها علي البناء الاجتماعي بنظمه المختلفة، وتحديد السبل المختلفة لترشيد استخدامها وإمكانية الحد من آثارها، والمساهمة في صياغة ونشر الثقافة الايجابية حول التكنولوجيا، وتعظيم الاستفادة منها، لاسيما في مجال التعليم والتدريب.
3- ضرورة الانتهاء من تلك اللقاءات العلمية العربية إلي صياغة ميثاق عربي حيال استعمال الهاتف النقال، لاسيما بين المراهقين والشباب، وتحديد القواعد اللازمة للحد من سؤ استعماله، وأخطاره السلبية علي الأخلاقيات والمعايير ومنظومة القيم الاجتماعية.
4- تشكيل ثقافة ايجابية فيما يتصل بترشيد وتوجيه استعمال الأفراد للهاتف المحمول واستغلاله الاستغلال الأمثل، وتدعيم دوره في مجال التفاعل الاجتماعي. يتطلب القضاء علي هذا الوضع تطوير ثقافة موجهة؛ ثقافة تتميز بالديناميكية والمرونة، وقوة التأثير والإقناع، والقدرة علي توضيح الآثار المدمرة لسوء استعمال الهاتف. ولكي تكتسب الثقافة هذه الصفات يجب أن تبني علي أسس علمية، وتعتمد علي تفعيل دور المؤسسات الموكل إليها القيام بمهمة إنتاج الثقافة، وهي المؤسسات الحكومية، والمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني كالأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية، والهيئات التطوعية المؤمنة بضرورة مواجهة التأثيرات السلبية لاستخدام التكنولوجيا
5- ضرورة وضع مجموعة من الإجراءات والقواعد التي تنظم عملية استعمال الهاتف الجوال في التفاعل والتواصل الاجتماعي داخل النظام التعليمي، لاسيما فيما يتعلق بمدي استعماله داخل قاعات الدراسة وأثناء المحاضرات، وأثناء انعقاد الاختبارات، والحد من عمليات الغش ( الغش الالكتروني، أو الخلوي )، وكذا تحديد استعماله، وتلافي الضوضاء وعشوائية التفاعل الاجتماعي داخل الحرم الجامعي.
ثامنا: المراجع والهوامش: 88 مرجع، منهم 4 مراجع عربية، 84 مرجع أجنبي. [*] كان الباحث مسئولا عن الإشراف العام علي قطاع رعاية الشباب والطلاب بجامعة عين شمس خلال الفترة من 2002 وحتى نهاية 2005 ومسئولا عن كافة اللقاءات والمهرجانات المحلية والدولية التي تعقدها أو تشترك فيها الجامعة مما أتيح له ملاحظات امبيريقية هائلة حيال الظاهرة. مرسلة بواسطة د. عبدالوهاب جودة الحايس في 01:30 ص التسميات: التأثيرات الاجتماعية لاستخدام الهاتف المحمول

https://elhyes-abdelwahab.blogspot.co...blog-post.html
المصدر: منتدى كــــــــل شيء : كـــــــل ما تريد


Read more: https://kolchi.tv/vb/showthread.php?t...#ixzz1mOBRhWPQ

https://kolchi.tv/vb/showthread.php?t=13580









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-14, 21:30   رقم المشاركة : 648
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Annaba 23 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته
تحيّة خاصّة للأخت بارك اللّه فيك. من فضلك أحتاج إلى قائمة مراجع و مصادر ( كتب ) تخص موضوع بحثي " تأثيرات الهاتف النقال على الطلبة
شكرا لك و أجرك عند اللّه
رسالة
زهرة البنفسج



عدد المساهمات: 10
تاريخ التسجيل: 17/10/2010


موضوع: استخدام الهاتف النقال في المدارس الأربعاء أكتوبر 20, 2010 9:56 pm
ظاهرة أستخدام الهاتف النقال في المدارس؟؟؟؟؟؟؟؟ فقلت انشره بالمنتدى واخذ آرائكم فاللي حاب انه يعطينا رايه اتمنى انه يكتبلي هذه المعلومات قبل لا يجاوب على أي سؤال الاسئلة كالتالي :* هل أنت مؤيد أم معارض لهذه الظاهرة . ولماذا ؟* برأيك ما هو سبب المشكلة ؟* ما هو الدافع اوالحاجة التي تجعل الطلاب او الطالبات القيام باستخدام الهواتف النقالة في المدارس ؟* هذه الظاهرة برأيك مع أي جنس منتشرة أكثر الطلاب أم الطالبات ؟* هل إهمال الأهل لأبنائهم يؤدي إلى تفاقم المشكلة أم أنها عقلية الطالب فقط . ولماذا ؟* ما هي الطرق التي يمكن ان يتبعها الأهل للحد من انتشار هذه الظاهرة ؟* تخيل نفسك في منصب مدير مدرسة ونسبة كبيرة من الطلاب يستخدمون الهواتف النقالة . ماذا كنت ستفعل للحد من انتشار الظاهرة الى جميع طلاب المدرسة ؟* ما الآثارالمترتبة عن انتشار هذه الظاهرة أنتضر مشاركاتكم

...بنت أطيب إنسان...



عدد المساهمات: 6
تاريخ التسجيل: 02/10/2010


موضوع: رد: استخدام الهاتف النقال في المدارس الإثنين أكتوبر 25, 2010 4:51 pm
يعتبر الهاتف النقال من وسائل الاتصالات الحديثة والتي أسهمت في تغيير نمط الحياة اليومي والاستفادة منها، ووفرت لنا الكثير من المميزات منها الرسائل النصية والمصورة والتقاط الصور والتصوير بالفيديو وغيرها من الفوائد الأخرى وللهاتف النقال جانبين إحداهما إيجابي والآخر سلبي، مما يستدعي تنظيم استخدامه.

ولكن في رأيي أنه من غير الضروري أخذ الطالب الهاتف معه الى المدرسة وذلك نظرا للأثار السلبية الكثيرة التي يسببها الهاتف النقال على الطالب وعلى المعلم ومنها:

أثر الهاتف النقال على الطالب:
إن استخدام الهاتف النقال في المدرسة يؤدي إلى السلبيات التالية:
يشتت ذهن الطالب داخل الصف ويضعف الفهم والاستيعاب في الحصة الدراسية.
يشغل وقته عن المذاكرة .
يضيع الوقت.
يضعف من قدرات الطالب الذهنية ويزيد من اعتماده على الآخرين .
يبعدك عن التركيز وذلك انتظاراً للرسائل القصيرة أوالمكالمات الهاتفية.
يهدر الكثير من مصروفاتك المالية.
يعرضك للمساءلة الإدارية من قبل إدارة المدرسة.
يضعف من قدراتك الإبداعية وتنمية التفكير لديك لاعتمادك الدائم على الهاتف النقال.
يؤثرعلى صحتك نتيجة الذبذبات والموجات الصوتية الصادرة عنه.
تبادل الرسائل النصية والصوتية والمقاطع الحركية المنافية للأخلاق وعادات المجتمع قد يؤدي بصاحبه إلى الانحراف الأخلاقي.
قد يؤدي بك إلى ممارسة سلوكيات غير لائقة تربويا واجتماعيا تسبب في ضياع مستقبلك التعليمي .

أما أثر الهاتف النقال على أداء المعلم:

نتيجة لما تحدثه الهواتف النقالة من نغمات لوصول المكالمات الهاتفية أو الرسائل القصيرة أو انشغال بعض الطلاب باستخدامه، فإن ذلك يتسبب في:
التأثير السلبي على تسلسل الأفكار لدى المعلم، وتشتت ذهنه.
التأثير على المشاركة الصفية ل الطالب ولزملائه الطلاب.
توقف المعلم عن الشرح مما يؤدي إلى عدم استيعاب الطلاب وفهم ما يقوله المعلم.
هدر وقت الحصة الدراسية فيما لا فائدة فيه .
التأخر في إنهاء المنهج المقرر في الوقت المحدد بسبب ضياع وقت الحصة.

ونلاحظ نحن أن في كثير من المدارس الطلاب الذكور سمح لهم باصطحاب هواتفهم النقالة ولكن يجب أن :
يستخدم الطالب الهاتف النقال في وقت الضرورة والحاجة إليه فقط.
يختار الوقت المناسب لاستخدام الهاتف النقال .
- يجعل الهاتف النقال في وضعيه الصامت أثناء دخوله للمدرسة والفصل الدراسي.
https://socialworker2009.ahlamontada.net/t521-topic









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-15, 19:24   رقم المشاركة : 649
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساندرا عايدة مشاهدة المشاركة
مرحبا، أبحث عن كتاب سعد الدين الشاذلي " الخيار العسكري العربي" لمن استطاع إيجاده لأني عجزت عن ذلك فلا هو متوفر في المكتبات و لا على صفحات الأنترنيت و شكرا مسبقا.
لللاسف لم اجده شكرا









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-16, 10:41   رقم المشاركة : 650
معلومات العضو
meriem randa
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي من فضلك اريد بحث كامل حول الاتصال تخصص اتصال في التنظيمات.شكرا.










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-17, 20:22   رقم المشاركة : 651
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة meriem randa مشاهدة المشاركة
اخي من فضلك اريد بحث كامل حول الاتصال تخصص اتصال في التنظيمات.شكرا.



بحث كامل الاتصال

ادعو لاخيكم بالخير

مفهوم الاتصال :
يعرف ياغي (1403هـ، 156) الاتصال الشخصي بأنه " عملية نقل هادفة للمعلومات، من شخص إلى آخر، بغرض إيجاد نوع من التفاهم المتبادل بينهما".
وتعرف الجمعية الأمريكية للتدريب الاتصالات التنظيمية بأنها " عملية تبادل الأفكار والمعلومات من أجل إيجاد فهم مشترك وثقة بين العناصر الإنسانية في المنظمة " (علاقي : 1405هـ، 616)
وفي ضوء ما سبق يمكن تعريف الاتصالات المدرسية بأنها : عملية تبادل الأفكار والمعلومات من أجل إيجاد فهم مشترك وثقة بين العناصر الإنسانية في المدرسة .

أهداف الاتصال :
يشير سيزلاقي والاس (1412هـ، 360-361) إلى أن سكوت ومتشيل قاما بتحديد وعرض الوظائف الرئيسية التي تؤديها عمليات الاتصال داخل المنظمة ، عن طريق: توجيه الاتصال، والأغراض التي يخدمها الاتصال، والمسائل النظرية، وجوانب البحث التي ركز عليها الباحثون الذين تولوا دراسة ذلك الجانب المعين للاتصال ، وأن النتائج كانت كما هو موضح في الجدول التالي رقم (1) .
جدول رقم (1) أغراض الاتصال

الوظيفة (الفرصة)
التوجه
الأهداف
مجال التركيز القطري والبحث
الانفعال( العاطفة)
المشاعر
زيادة درجة القبول للأدوار التنظيمية
الرضا ومعالجة الصراع وتخفيف حدة التوتر وتحديد الأدوار
الدافعية
التأثير
الالتزام بالأهداف التنظيمية
النفوذ والسلطة والمواكبة، والتعزيز ونظرية التوقع، وتعديل السلوك .
المعلومات
تقني
توفير البيانات اللازمة لاتخاذ القرارات
اتخاذ القرارات ومعالجة المعلومات ونظرية اتخاذ القرارات
الرقابة
البنية
توضيح الواجبات والسلطة والمسئولية
التصميم التنظيمي
المصدر: سيزلاقي، والاس، 1412هـ، 360.
يتضح من الجدول السابق رقم (1) ارتباط كافة الأهداف التي تسعى عملية الاتصال لتحقيقها بمهام وأداور مدير المدرسة ، وبذلك تتضح أهمية عملية الاتصال بالنسبة له والتي سوف نناقشها من خلال الفقرة التالية .
أهمية الاتصال :
تعتبر الاتصالات أساس حياتنا اليومية فنحن نتبادل كميات ونوعيات ضخمة من البيانات والمعلومات ، فمن السؤال عن الأحوال إلى تبادل المشاعر ونقل الأفكار واستعراض الأخبار وتناقل وجهات النظر وتوفير المعلومات والرقابة ، ويوضح كل من علاقي (1405هـ، 617-618) ، (حريم ، 1997م، ص333،332) ، والشماع ، وحمود ( 1420هـ، ص204،203) أن أهمية الاتصال بالنسبة للمدير والمنظمة (المدرسة) تنبع من عدة نواحي أهمها ما يلي :
1 - أن القدرة على إنجاز الأهداف تتوقف على كفاءة الاتصالات التي يبرزها المدير في عمله ، حيث أشار القعيد (1421هـ ، ص379 ) إلى أن الدراسات أوضحت أن النجاح الذي يحققه الإنسان في عمله يعتمد في(85%) منه على البراعة الاتصالية و(15%) فقط تعتمد على المهارات العملية أو المهنية المتخصصة .
2- - أن الاتصالات تمثل جزءاً كبيراً من أعمال المدير اليومية - ويقدر بعض الخبراء أنها تستهلك ما بين 75-95% من وقت المديرين ، هذا فضلاً عن أعمال مدير المدرسة التربوية التي تعتبر كلها اتصالات .
3 – أنها تفيد في نقل المعلومات والبيانات والإحصاءات والمفاهيم عبر القنوات المختلفة بما يسهم في اتخاذ القرارات الإدارية وتحقيق نجاح المدرسة وتطورها
4- أنها ضرورة أساسية في توجيه وتغيير السلوك الفردي والجماعي للطلاب والعاملين في المدرسة ، وهو ما تسعى وتدور حوله كافة الجهود التربوية في المدرسة .
5- أنها تسهم في نقل المفاهيم والآراء والأفكار عبر القنوات الرسمية لخلق التماسك بين مكونات المدرسة ، وتوحيد جهودها بما يمكنها من تحقيق أهدافها .
6- وسيلة هادفة لضمان التفاعل والتبادل المشترك للأنشطة المختلفة للمدرسة .
7- وسيلة رقابية وإرشادية لنشاطات المدير في مجال توجيه فعاليات العاملين في المدرسة .
8 - وسيلة لتحفيز العاملين والطلاب في المدرسة للقيام بالأدوار المطلوبة منهم .

عناصر الاتصال:
تتكون عملية الاتصال كما ذكر الطوبجي (1405هـ ، ص28) من أربعة عناصر لا تتم عملية الاتصال إلا بها وهي: ( المرسل ، والرسالة ، والوسيلة ، والمستقبل) ، و يضيف حريري (1420هـ، ص85،86) إلى تلك العناصر الأربعة عنصراُ آخر مهم هو (التغذية الراجعة) ، وفيما يلي نتناول كل عنصر من تلك العناصر بشيء من الإيجاز :
1 – المرسل :
وهو مصدر الرسالة أو النقطة التي تبدأ عندها عملية الاتصال .
2 - الرسالة :
وهي الموضوع أو المحتوى (المعاني أو الأفكار) الذي يريد المرسل أن ينقله إلى المستقبل ، ويتم عادة التعبير عنها بالرموز اللغوية أو اللفظية أو غير اللفظية أو بهما معاً.
3 - الوسيلة :
وهي الطريقة أو القناة التي تنتقل بها الرسالة من المرسل إلى المستقبل .
4 - المستقبل :
وهو الجهة أو الشخص الذي توجه له الرسالة ويستقبلها من خلال أحد أو كل حواسه المختلفة (السمع والبصر والشم والذوق واللمس) ثم يقوم بتفسير رموز ويحاول إدراك معانيها .
5 - التغذية العكسية ( أو الاستجابة ) :
وهي إعادة إرسال الرسالة من المستقبل إلى المرسل واستلامه لها وتأكده من أنه تم فهمها، والمرسل في هذه الحالة يلاحظ الموافقة أو عدم الموافقة على مضمون الرسالة ، ويشير سالم وآخرون (1994م) إلى أن سرعة حدوث التغذية العكسية "تختلف باختلاف الموقف، فمثلاً في المحادثة الشخصية يتم استنتاج ردود الفعل في نفس اللحظة بينما ردود الفعل لحملة إعلانية ربما لا تحدث إلا بعد فترة طويلة، وعملية قياس ردود الفعل مهمة في عملية الاتصال حيث يتبين فيما إذا تمت عملية الاتصال بطريقة جيدة في جميع مراحلها أم لا، كما أن ردود الفعل تبين التغيير بعملية الاتصال سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المنشأة "ص221.
الصور البسيطة لعملية الاتصال

المرسل
الرسالة
الوسيلة
المستقبل
مــــــن ..؟
يقول ماذا؟
بأي وسيلة؟
بأي وسيلة؟










التغذية العكسية



ولأن عملية الاتصال لا تتم وفقاً للتقسيم السابق لعناصر الاتصال وإنما هو لغرض الدراسة النظرية فقط ، فقد طورت عدة نماذج لتوضيح خطوات الاتصال ، وتم إدخال عناصر أخرى - وإن كانت تستند على العناصر السابقة- ومن أشهر تلك النماذج نموذج ديفز (1997م) (شكل رقم : 2) الذي يقسم عملية الاتصال إلى ست خطوات متتالية هي : تكوين الفكرة لدى المرسل ، ثم تحويل الفكرة إلى رموز ، ثم نقل الرسالة خلال قناة الاتصال ، ثم تسلم الرسالة ، ثم تفسير الرموز وتحويلها إلى رسالة مرة أخرى ، ثم القيام بعمل أو تصرف ما . (العديلي ،1416هـ، 457-458)
شكل رقم ( 2 ) : عمليات الاتصال عند ديفز

تكوين الفكرة
(لدى المرسل)
تحويل الفكرة
إلى رموز
نقل
(الفكرة خلال قناة اتصال
تسلم الرسالة
التفسير
(تفسير الرموز )


التصرف






وسائل الاتصال :
توجده عده وسائل أو أساليب للاتصال ، وسوف نقتصر هنا على ثلاثة وسائل مهمة بالنسبة لمدير المدرسة ذكر بعضاً منها العثيمين (1414هـ، ص ص24-29) ، وهي :
1- الوسائل الشفهية :
وهي الوسائل لتي يتم بواسطتها تبادل المعلومات بين المتصل والمتصل به شفاهه عن طريق الكلمة المنطوقة لا المكتوبة مثل (المقابلات الشخصية ، والمكالمات الهاتفية ، والندوات والاجتماعات ، المؤتمرات) ، ويعتبر هذا الأسلوب أقصر الطرق لتبادل المعلومات والأفكار وأكثرها سهوله ويسراً وصراحة ، إلا أنه يعاب أنه يعرض المعلومات للتحريف وسوء الفهم .
ونظراً للمهام المباشرة لمدير المدرسة فهو يستخدم ويحتاج هذه الوسائل أكثر من غيرها .
2- الوسائل الكتابية :
وهي الوسائل لتي يتم بواسطتها تبادل المعلومات بين المتصل والمتصل به عن طريق الكلمة المكتوبة مثل ( الأنظمة والمنشورات والتقارير والتعاميم والمذكرات والمقترحات والشكاوى ...ألخ) ، ويعتبر هذا الأسلوب هو المعمول به في أغلب المنظمات الحكومية ، ويوضح العثيمين (1414هـ، ص25) أنه توجد خمسة شروط للرسالة المكتوبة تبداً جميعاً بحرف (c) ، وهي أن تكون كاملة (COMPLETE) ، ومختصرة (COCISE) ، وواضحة (CLEAR) ، وصحيحة(CORRECT) ، ولطيفة (COURTEOUS) .
وتتميز الوسائل الكتابية بمزايا أهمها : إمكانية الاحتفاظ بها والرجوع لها عند الحاجة وحماية المعلومات من التحريف وقلة التكلفة ، أما أهم عيوبها فهي : البطء في إيصال المعلومات ، تأكد احتمال الفهم الخاطئ لها خصوصاً عندما يكون للكلمة أكثر من معنى .
4- الوسائل غير اللفظية :
وهي الوسائل التي يتم بواسطتها تبادل المعلومات بين المتصل والمتصل به عن طريق الإشارات أو الإيماءات والسلوك (تعبيرات الوجه وحركة العينين واليدين وطريقة الجلوس ...ألخ ) ، ويطلق عليها أيضاً لغة الجسمbody ******** ، وقد تكون هذه التلميحات مقصودة أو غير مقصودة من مصدر الاتصال وتصل نسبة استخدامها في الاتصال ما يقرب من 90% من المعاني وبصفة خاصة في الرسائل التي تتعلق بالأحاسيس والشعور ، ويختلف فهم الرسائل غير اللفظية بسبب اختلاف الثقافات داخل المنظمة (المدرسة) وداخل المجتمع أيضاً .

أنواع الاتصالات :
توجد عدة أنواع وتصنيفات للاتصالات ، وسوف نقتصر هنا على ذكر نوعين رئيسين من الاتصالات مهمة بالنسبة لمدير المدرسة ذكرهما كل من العثيمين (1414هـ، ص24،23) ، والشماع ، وحمود (1420هـ، ص228، 229) وهما :
أولاً: الاتصالات الرسمية :
وهي الاتصالات التي تحصل من خلال خطوط السلطة الرسمية والمعتمدة بموجب اللوائح والقرارات المكتوبة ، وقد تكون داخلية (داخل المدرسة) وقد تكن خارجية (مع مدارس أخرى) ، وهي بصفة عامة تقسم إلى ثلاثة أنواع على النحو التالي :
1- الاتصالات العمودية : وتنقسم إلى :
أ ) اتصالات نازلة :
وهي الاتصالات التي تتدفق من أعلى التنظيم إلى أسفل (من مدير المدرسة إلى مختلف العاملين في المدرسة من معلمين وموظفين ومستخدمين…ألخ) ، وتهدف إلى نقل الأوامر والتعليمات والتوجيهات والقرارات ، وتتم عادة بالعديد من الصيغ المألوفة في الاتصال، مثل المذكرات والتعاميم والمنشورات واللقاءات الجماعية، ، وغالباً ما تكون التغذية العكسية في هذا النوع من الاتصالات منخفضة.
ب ) اتصالات صاعدة :
وهي الاتصالات الصادرة من العاملين في المدرسة إلى المدير ، وتضم نتائج تنفيذ الخطط وشرح المعوقات والصعوبات في التنفيذ والملاحظات والآراء ، ولا تحقق هذه الاتصالات الأهداف المطلوبة إلا إذا شعر العاملون بوجود درجة معينة من الثقة بينهم وبين المدير واستعداده الدائم لاستيعاب المقترحات والآراء الهادفة إلى التطوير ، وتعزز هذه الاتصالات عن طريق سياسة الباب المفتوح من قبل المدير وعن طريق صناديق المقترحات وغيرها .
2 - الاتصالات الأفقية :
وهي الاتصالات الجانبية التي تتم بين الأفراد أو الجماعات في المستويات المتقابلة ( مثل اتصال مدير المدرسة بمدير آخر أو المدرسين ببعضهم البعض) ، ويعزز هذا النوع من الاتصالات العلاقات التعاونية بين المستويات الإدارية المختلفة خصوصاً ذا ما ركز على : تنسيق العمل ، وتبادل المعلومات ، وحل المشكلات الإقلال من حدة الصرعات والاحتكاكات ، ودعم صلات التعاون بين العاملين .
3- الاتصالات المتقابلة أو المحورية :
وهي الاتصالات بين المدراء وجماعة العمل في إدارات غير تابعة لهم تنظيماً ( مثل اتصال مدير المدرسة بمدرسين في مدرسة أخرى أو رئيس نشاط في المدرسة بأعضاء أنشطة أخرى ) ببعضهم البعض) ، ويحقق هذا النوع من الاتصالات التفاعلات الجارية بين مختلف التقسيمات في المدرسة ، وعادة لا يظهر هذا النوع من الاتصالات في الخرائط التنظيمية .

ثانياً: الاتصالات غير الرسمية :
وهي الاتصالات التي تنشأ بوسائل غير رسمية ولا تتضمنها اللوائح والإجراءات الرسمية وإنما تحددها الصلات الشخصية والعلاقات الاجتماعية ( تبادل المعلومات في حفلات العشاء ، الشكاوي) ، ويمتاز هذا النوع من الاتصالات بسرعته قياساً بالاتصالات الرسمية وقد أشارت بعض البحوث إلى أنه يختصر أكثر من 75% من الوقت في نقل المعلومات ، ويتسم باعتماده على وسائل الاتصال الشفهية .

أنماط أو أشكال الاتصالات التنظيمية :
قام كل من بافلز وباريت (1951م) وليفيت (1962م) ببعض البحوث حول الاتصالات وأهميتها في صنع القرارات. وكشفت هذه البحوث أن التنظيم اللامركزي أكثر فاعلية في حل المشكلات المعقدة، وذكر العديلي (1416هـ، 462-463) إلى أن تلك الدراسات أظهرت عدة أنماط الاتصالات جميعها تقريباً تستند على الأنماط الأربعة التالية :
1 - النمط الأول ( شكل العجلة ) :
وهذا النمط يتيح لعضو واحد في المحور ( أو الرئيس أو المشرف ) أن يتصل بأعضاء المجموعة الآخرين ، ولا يستطيع أعضاء المجموعة في هذا النمط الاتصال المباشر إلا بالرئيس، أي أن الاتصال يتم فيما بينهم عن طريقه فقط، واستخدام هذا الأسلوب يجعل سلطة إتخاذ القرار تتركز في يد الرئيس أو المدير.

2 - النمط الثاني ( شكل الدائرة ) :
وهذا النمط يكون فيه كل عضو مرتبط بعضوين، أي أن كل فرد يستطيع أن يتصل إتصالاً مباشراً بشخصين آخرين ، ويمكن الاتصال ببقية أعضاء المجموعة بواسطة أحد الأفراد الذي يتصل بهم إتصالاً مباشراً.

3 - النمط الثالث ( شكل السلسلة ) :
وفي هذا النمط يكون جميع الأعضاء في خط واحد، حيث لا يستطيع أي منهم الاتصال المباشر بفرد آخر ( أو بفردين ) إلا إذا كان أحد الأفراد الذين يمثلون مراكز مهمة، ويلاحظ أن الفرد الذي يقع في وسط ( منتصف ) السلسلة يملك النفوذ والتأثير الأكبر في منصبه الوسطي.


4 - النمط الرابع ( شكل الكامل المتشابك ) :
في هذا النمط يتاح لكل أفراد التنظيم أو المنظمة ( الجهاز ) الاتصال المباشر بأي فرد فيها، بمعنى آخر إن الاتصال هنا يتجه إلى كل الاتجاهات ، غير أن استخدام هذا النمط يؤدي إلى البطئ في عملية توصيل المعلومات، وإلى إمكانية زيادة التحريف فيها، وبالتالي يقلل من الوصول إلى قرارات سليمة وفعال.


معوقات الاتصال :
توجد عدة معوقات للاتصال ذكرها كثير من الكتاب والباحثين ، إلا أنه يمكن تصنيف تلك العوامل كما أشار سيزلاقي وولاس (1412هـ ،ص ص 366-369) إلى مجموعتين هما :
أولاً: تحريف المعلومات :
تتكون عملية الاتصال – طبقاً لما سبق أن بيناه – من ست مراحل متداخلة ومعقدة ، ونظراً للأخطاء أو الهفوات التي يحتمل أن تحدث في كل منها مما يتسبب في نشوء معنى أو معان غير مقصودة من الاتصال ، وتندرج هذه الأخطاء ضمن أربعة معوقات أساسية هي :
1- خصائص المتلقي :
يتباين الأشخاص في الاستجابة لنفس الرسالة لأسباب ودوافع شخصية مختلفة منها التعليم والتجارب السابقة ، وبناء على ذلك يختلف رد فعل شخصين من بيئتين مختلفتين حول موضوع واحد ، كما تؤثر الدوافع الشخصية في فك رموز الرسالة وتفسيرها فالموظف الذي يتميز بالحاجة القوية للتقدم في المنظمة، ويتصف بالتفاؤل قد يفسر ابتسامة الرئيس المباشر وتعليقه العارض كمؤشر إلى أنه شخص محبوب وعلى المكافأة التي تنظره ، أما الشخص الذي يتصف بضعف الحاجة للتقدم وينزع للتشاؤم فقد يفسر نفس التعليق من المدير على أنه شيء عارض ولا علاقة له بأي موضوع.
2 - الإدراك الانتقائي :
حيث يتجه الناس إلى سماع جزء من الرسالة وإهمال المعلومات الأخرى لعدة أسباب منها الحاجة إلى تجنب حدة التناقض المعرفي لذلك يتجه الناس إلى غض النظر عن المعلومات التي تتعارض مع المعتقدات التي رسخت فيهم من قبل، ويحدث الإدراك الانتقائي حينما يقوم المتلقي بتقويم طريقة الاتصال بما في ذلك دور وشخصية وقيم ومزاج ودوافع المرسل.


3 - المشكلات اللغوية:
تعتبر اللغة من ابرز المجموعات المستخدمة في الاتصال بيد أن المشكلة هنا تكمن في أن كثير من الكلمات الشائعة الاستخدام في الاتصال تحمل معان مختلفة للأشخاص المختلفين، فقد تكون للكلمة عبارات ومعان متعددة بحيث تحمل تفسيرات مختلفة، أو أن تكون اللغة خاصة لمجموعة فنية معينة من الصعب على منهم خارج هذه المجموعة فهمها كأن يبتسم المدرس مثلاً للطالب ويقول له مبروك إن نتيجة الاختبار سلبية في حين أن الطالب لا يدرك معنى كون الاختبار سلبي .

4 - ضغوط الوقت:
يشكو المديرون من أن الوقت هو أندر الموارد ، ودائماً يؤدي ضيق الوقت إلى تحريف المعلومات المتبادلة، ويعزي ضيق الوقت إلى اللجوء إلى تقصير قنوات الاتصال الرسمية كأن يصدر المدير أمراً شفوياً لأحد الموظفين لإنجاز عمل معين بحجة انتهاء فترة الدوام ومن ثم لا يسجل هذا الأمر في السجلات الرسمية لتحدد من خلاله المسئوليات، إضافة إلى أن الموظف بسبب ضيق الوقت قد ينفذ هذا الأمر بشكل لم يكن أصلاً في ذهن المدير.

ثانياً: حجم المعلومات :
يتمثل ثاني المعوقات الرئيسية للاتصال في الإفراط في مقدار المعلومات، ومن الشكاوى السائدة في أوساط المديرين في المنظمات (المدارس) أنهم غارقون في المعلومات. فإذا ما تم الاهتمام بكل المعلومات فإن العمل الفعلي للمنظمة (المدرسة) لن يؤدى مطلقاً.



مقومات الاتصال الفعال :
تتوقف فعالية الاتصال على عدة عوامل أو مقومات أشار إليها الكثير من الكتاب والباحثين ، وفيما يلي نذكر أهم المقومات التي أشار إليها كنعان (1982م، 395-399) ، ووافقه في بعض منها القعيد (1422هـ، ص ص 389-413) وتلك المقومات هي:
أولاً : الإصغـــاء (الإنصات) :
ويقصد به الاستماع إلى الآخرين بفهم وأدب واحترام وعدم مقاطعتهم ، واستيعاب الرسائل التي يعبرون عنها بطريقة لفظية وغير لفظية ، يقول تعالى مؤكداً أهمية الإنصات للفهم والاستيعاب والتذكر ] فإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون[ الأعراف : 204 .
ويشير القعيد (1422هـ، ص 389) إلى الدراسات تقول أن 75% من العلاقات الإنسانية يمكن بناؤها عن طريق مهارة الإنصات الجيد، كما تقول أننا نستعمل فقط 25% من قدراتنا في الإنصات .
ويعتبر إصغاء المدير لموظفيه من أهم مقومات الاتصال الفعال ، إذ يستطيع المدير من خلال الإصغاء أن يتعرف على ما يريد الموظف قوله، ويكون لدى الموظف الفرصة للتعبير الكامل عن نفسه ، إضافة إلى أن إصغاء المدير للآخرين يضمن فعالية القرارات التي يتخذها لأنها قد تبنى على معلومات تنقل إليه من خلال الحديث الشفوي.
وإصغاء المدير لموظفيه لا يعني بأي حال من الأحوال أن يمتنع عن الكلام معهم ولكن يعني أن يعطي المدير الموظف انطباعاً بإصغاء قائده لكل ما يقوله واستيعابه لكلامه واهتمامه به .
ويشير كنعان (1982م، 396) إلى أن الدراسات توصلت إلى أن من أهم العادات السيئة في الإصغاء والتي ينبغي على القادة تجنبها: إشعار الموظف المتحدث بأن ما يقوله ليس ذا أهمية ( كانشغاله بمكالمة هاتفية أو توقيع بعض الخطابات )، وانتقاد طريقته في عرض الموضوع، وإثارته ومحاولة التهرب من المشكلة التي يعرضها، ومقاطعته ليدلي بوجهة نظره هو، وتغيير الحديث فجأة ودون أسباب، وعدم تهيئة الفرصة للجلسات الهادئة التي تسمح للموظف بالإفاضة عما يجول في خاطره.
كما يؤكد القعيد (1422هـ، ص386) على ضرورة تخلص المدير من العوائق التي تؤثر في الإنصات ، وذلك باستعمال الأساليب التالية :
1) استعمال سياسة الإفساح :
إعطاء المتحدث الفسحة المناسبة بتوفير الاحترام والاهتمام وردود الفعل المناسبة وبإزالة العوائق والحواجز وعدم القفز إلى تعميمات ناقصة أو انطباعات سريعة قبل إعطائه الفرصة الكاملة في الحديث واستيعاب الرسالة التي يرغب في توصيلها .
2) استعماله لغة الإشارة المناسبة :
وذلك بالابتسامة وبالنظر إلى عيني المتحدث وتحريك الرأس بالموافقة ، والتشجيع على مواصلة الحديث ، واستعماله الجلسة الملائمة التي تشعر المتحدث بالراحة والهدوء ، وخفض الصوت ، وتوجيه الأسئلة المناسبة التي تجعل المتحدث يعبر عن نفسه .. لماذا … كيف ؟ .. ما رأيك ؟ … ما ردود فعلك تجاه ؟ ..
3) استعمال سياسة استيعاب الآخرين :
وذلك بتوفير الاحترام اللازم والإصغاء الجيد والردود الملائمة ، وبذلك يتمكن المدير من تشتيت قدرة الآخرين أو رغبتهم في المعارضة ويجعلهم في موقف أقرب إلى الإقناع بوجه نظره والتأثر بما يقول ، أو على الأقل لزوم جانب الحياد .

ثانياً: الحديث المؤثر ( الشرح ) :
وهو يعتبر أهم واسطة للاتصال بالآخرين والتأثير عليهم وقد يكون هو الواسطة الوحيدة لفعل ذلك في أغلب الأحوال ، ويبين القعيد (1422هـ، ص 382،381) أن المدراء في الحديث أربعة أنواع على النحو التالي :
1) المتجنب : وهو الشخص الذي يتجنب أو يبتعد عن الأعمال والمهام التي تجبره على الحديث المنظم أو العام مع الآخرين .
2) المتردد : وهو الشخص الذي يخاف ويرتبك عندما تتاح له فرصة الحديث .
3) المرحب : وهو الشخص الذي يقدم الأحاديث .
4) الباحث : وهو الشخص الذي يبحث عن الفرص الملائمة للحديث .
ويذكر أن النوع الرابع (الباحث) هو أكثرهم تأثيراً في الآخرين ، ولكي يكون المدير مؤثراً في الآخرين فإنه لابد أن يصيغ رسالته بلغة واضحة حتى يسهل على الآخرين فهمها ، لأن الرسالة كما يشير كنعان (1982م، 397) إذا كانت غير محدد في صياغتها فمن الصعب أن تفهم أو يأخذ فهمها جهداً ووقتاً كبيرين ، ويتطلب ذلك أن يكون مضمون الرسالة واضحاً في ذهن المدير أو المرسل قبل أن يبدأ بعملية الاتصال بحيث يبدأ بتنظيم أفكاره وتوضيح المفهوم نفسه، وأن لا تكون أوامره وتعليماته غامضة أو متضاربة.
ومن مظاهر الوضوح أيضاً أن يراعي المدير عند طلبه من الموظفين إعداد تقارير أو مذكرات مكتوبة تحديد المسئول عن إعدادها وما يجب أن تتضمنه من معلومات وتاريخ تقديمها والجهة التي يجب أن تقدم إليها.
ويبين القعيد (1422هـ، ص ص 399- 405) أن المدير غالباً ما يواجه في حديثه أربعة أنواع من المستمعين ، وأنه لكي يتمكن من إقناعهم بحديثه فإنه يجب عليه استخدام طريقة مختلفة مع كل واحد منهم ، وذلك على النحو التالي :
1- إقناع المستمع الإيجابي (الذي يتفق مع المتحدث ويؤمن بما يقول) :
وينصح القعيد (1422هـ، ص 399،400) المدير عند الحديث لهذا الصنف من المستمعين بعدم الإفراط في وعظه ، وأن يسعى بدلاً من ذلك إلى أن يكون مؤثراً عن طريق ما يلي :
أ ) توظيف الخبرات الحياتية ، وذلك بالبحث عن إيضاحات وأمثلة وقصص ملموسة تخرج الحديث عن دائرة التجريد وتضعه في عالم الخبرات الإنسانية الواقعية .
ب ) خلق جو من التجديد ، وذلك بطرح أحدث ما استجد من المعلومات أو التعامل مع البيانات القديمة بطريقة فريدة ، أو إحصائيات جديدة تم الحصول عليها من مجلة أو جريدة.
ج ) استخدام المواد المرئية .
د ) حث المستمعين على المشاركة ، عن طريق طرح الأسئلة عليهم وإثارة روح المرح والردود الأخرى المناسبة .
2 ) إقناع المستمع المحايد (الذي يستمع أولاً ثم يقرر) :
وينصح القعيد (1422هـ، ص 401،402) المدير عند الحديث لهذا الصنف من المستمعين بأن لا يطرح موضوع حديثه بطريقة مسرحية ، وأن يكون منطقياً من خلال الوسائل التالية :
أ ) يبرهن على صحة ومصداقية الأدلة التي يطرحها .
ب ) يوضح للمستمعين كيف يمكن أن يتثبتوا من أدلته .
ج ) لا يغفل أياً من البيانات المهمة .
د ) يخصص وقتاً للأسئلة والإجابات .
هـ ) يوضح الطريقة التي استخدمها في عملية الاستنتاج المنطقي .
3 ) إقناع المستمع المعارض (الذي يخالف المتحدث الرأي ولا يثق أو لا يؤمن بما يقول):
وينصح القعيد (1422هـ، ص 402،404) المدير عند الحديث لهذا الصنف من المستمعين بأن لا يكون جدلياً ، وأن يكون منطقياً من خلال الوسائل التالية :
أ ) يحدد موقف المستمع المعارض نحو القضية بدقة .
ب ) يتنازل مؤقتاً عن أي نقطة يمكنها إثارة الكثير من الجدل .
ج ) يظهر له أنه يحترم عقله وطريقة تفكيره .
د ) لا يبالغ في طرح حجته الخاصة .
هـ ) يستخدم أسلوباً مشجعاً وودياً .


4 ) إقناع المستمع اللامبالي ( الذي تفرض عليه ظروف ما أن يستمع)
وينصح القعيد (1422هـ، ص 405،404) المدير عند الحديث لهذا الصنف من المستمعين بأن لا يكون مملاً ، وأن يكون متحمساً من خلال تجنب البدء بطريقة روتينية وإتباع الوسائل التالية :
أ ) استخدام سرعات متعددة وفعالة في عملية الإلقاء .
ب ) البحث عن إيضاحات جديدة وفريدة .
ج ) استخدام معلومات حديثة .
د ) استخدام النموذج القصصي .
هـ ) تذكر أهمية وقيمة الدعاية والمرح .

ثالثاً : استعمال لغة الإشارة :
ويقصد بها الوسائل غير اللفظية مثل حركات الجسم والإيماءات ، وحركات العينين واليدين ، وطريقة الجلوس والمشي ، وطريقة اللبس والابتسامة وغيرها ، وهي – كما سبق إيضاحه – مهمة جداً في عملية الاتصال ، ويكون لها في بعض الأحيان تأثير أقوى من الرسائل اللفظية حيث يميل الناس إلى تصديقها عندما يتعارض الاثنان .
ولكي يزيد المدير من فعاليته في استخدام لغة الإشارة ، فإن القعيد (1422هـ، ص 413) ينصحه بما يلي :
1- أن ينظر في استماعه إلى عيني المتحدث باهتمام واحترام .
2- أن يقف ويجلس بطريقة جيدة وطبيعية غير مفتعلة أو مرتبكة أو غريبة .
3- أن يحافظ على الهدوء والسكينة عند الاتصال بالآخرين ويشعرهم بالراحة والرغبة في مواصلة الاتصال .
4- أن يكون لبسه دائماً نظيف ومرتب وغير غريب بحيث يفرض الاحترام والتقدير.
5- أن لا يتشاغل بأي أعمال عندما يتحدث أو يستمع للآخرين .
6- أن يستعمل حركات اليد والجسم وملامح الوجه الملائمة للرسالة.
7- أن يحافظ دائماً على إشراك المستمع معه في الحديث .
8- أن يستعمل نبرات صوته بشكل وواضح وواثق وبعيداً عن العدائية.
9- أن يحتفظ دائماً بالبشاشة والابتسامة.
10- أن يستعمل المسافة بفعالية ، فيعرف متى أقترب ومتى أبتعد.


رابعاً : السؤال والمناقشة:
يشير كنعان (1982م، 397) إلى أن المتصل قبل أن يبدأ بعملية الإتصال يجب أن يسأل نفسه عن الهدف الذي يريد تحقيقه من الإتصال وعلى ضوء هذا الهدف يمكن أن يختار كلماته ولهجته في مخاطبته للموظف.
ولكي يضمن المدير فاعلية الاتصال لا بد أن يعطي موظفيه الفرصة في أن يسألوا ويستفسروا وأن يشجعهم على المبادأة وذلك بأن ينزع من نفوسهم الخوف من النقد ، حيث أشار علاقي (1405هـ،638) إلى أن بعض المرؤوسين يخشون الاتصال برؤسائهم وقد يتجنبون ذلك بقدر استطاعتهم حتى لا يكتشف المدير مصادر ضعفهم، أو أنهم قد يتعرضون للارتباك عند مواجهته ومن ثم لا يستطيعون التعبير الواضح عن أنفسهم.

خامساً : التقويم :
إن تقويم المدير لاتصالاته يفيد كأسلوب رقابة وأسلوب تحفيز إذ أنه يساعد على الأداء ويعمل على تحسينه . فالمدير الفعال كما يشير كنعان (1982م، 398) هو الذي يقف على رد فعل رسالته من جانب مستقبلها، ويمكنه أن يعتمد في تقويم اتصالاته على المعلومات المرتدة من موظفيه وذلك من خلاف ردود الفعل التي يظهرها موظفوه تجاه المعلومات التي يرسلها، والتي تكون في صورة أسئلة واستفسارات أو انتقادات أو اقتراحات، وهذه تفيد في تعديل ما قاله أو ما سيقوله في المستقبل .

سادساً: الاستجابة :
وتعني كما ذكر كنعان (1982م، 399) ملاحظة المدير لمتطلبات الموقف في كلماته وقراراته ورسائله وتصرفاته الرسمية وغير الرسمية ، بحيث يغتنم الفرصة عندما تلوح لكي ينقل كل ما هو مفيد أو ذو قيمة أو يساعد على فهم المعلومات ، ويراعي المعوقات النفسية والتنظيمية التي قد تعطل الاتصالات ، ويتفهم الظروف المحيطة بالموقف بما في ذلك شخصيات واتجاهات من يتصل بهم ، ومدى فهمهم لكلامه .

خطوات الاتصال الفعال :

تختلف طبيعة عمل ومهام مدير المدرسة عن غيره من المدراء ، فهو يتعامل غالباً مع الجانب الانساني أكثر من الجوانب الأخرى ، ويستخدم في اتصالاته الوسائل الشفهية أكثر من الوسائل الأخرى (الكلمة المنطوقة) ، ولذا يمكن القول أن أولوية احتياجه في مهارات الاتصال تتركز في مهارتي الإنصات والتحدث ، وقد وضع القعيد (1422هـ، ص 413) خمسة عشر خطوة إرشادية لمساعدة المدير في أن يكون متصلاً بارعاً أكثر فاعلية وتأثيراً ، وتلك الخطوات هي :
1) تحقق من جدوى الاتصال : أسال نفسك قبل الدخول في أي عملية اتصال : ما الهدف منها ؟ إذا كان هدفها واضحاً ويستحق المتابعة فالاتصال هنا أمر مطلوب وإلا كان تركه أفضل .
2) وسع دائرة التفكير لديك : تذكر بأن الكلمات عبارة عن رموز وكلما ازدادت معرفتنا ومعلوماتنا عن القضايا التي تتحدث عنها ازدادت قدرتنا على التأثير والإقناع .
3) استمع بدقة واستيعاب إلى الرسالة التي ينقلها الآخرون إليك : ابحث عن كل ما تحمله من معاني ، ولا تقصر تركيزك على بضع كلمات من الرسالة ، فإن ما تعنيه هذه الكلمات بالنسبة لك قد يختلف عن ما تعنيه لشخص آخر .
4) ضع مصدر الرسالة في اعتبارك على الدوام : وكلما عرف المتصل بشكل أفضل كنت قادراً على تقييم رسالة والدوافع الكامنة وراء إرسالها بشكل أحسن .
5) صمم رسالتك بما يتناسب مع المستمعين : اختر الكلمات والمفاهيم والأفكار التي تجعلهم يتفاعلون معك بناءً على ما يحملون من خلفية ومعرفة .
6) أطرح الأسئلة ثم دع المتحدث يؤكد لك أن ما فهمته في الواقع صحيح .
7) أعرف ما ستتحدث عنه : حيث أن التأثير في الآخرين وإقناعهم بما تريد لا بد أن يعتمد على معرفة جيدة وتمكن شديد من الموضوع .
8) كن واضحاً ومحدداً : لا تدور حول الموضوع بالتحدث في العموميات الغامضة ، فإذا تحدثت بحديث عام فليكن لديك شيء محدد يوضح قصدك .
9) لا تخفف من قول : أنا لا أعرف : فالكثير منا لا يعرف إلا القليل عن العالم الذي نعيش فيه والتظاهر بالإجابة أو تلفيقها يضاعف فقط من المشاكل الجهل ، وقديماً قال إمام من أئمة السلف ، " لست أدري نصف العلم " .
10) تذكر أن أي شيء يصل للآخرين هو وسيلة اتصال : الطرف المرسل غير مهتم كثيراً بالتفاصيل ، إن الحرص على الشكليات المقبولة وبدون مبالغة ونبرة الصوت وارتفاعه وحدته ، والسكون ، كلها وسائل اتصال يتوجب عليك أن تضعها في الحسبان لئلا تقع في مأزق مخاطبة من حولك برسائل خاطئة من غير قصد .
11) ابتعد عن الوقوف في مصيدة عبارة ( إما/ أو ) : وذلك لأن كثير الأشياء في الحياة لا تقع تحت تصنيف الأسود والأبيض ببساطة .
12) توجه إلى أولئك الذين تتحدث إليهم بكل انتباك :إذا خصصت وقتاً للتواصل مع شخص فامنحه الاهتمام والانتباه . إلى حديثه وشارك فيه عندما ترى في ذلك مصلحة لعملية الاتصال .
13) لا تقاطع الشخص الآخر : فالمقاطعة بمثابة إبلاغ الطرف الآخر بالعبارة التالية "من فضلك اسكت .. فما سأقوله أنا هو الأكثر أهمية " .
14) حاول طرح أفكارك في المكان والوقت المناسبين : فالموقع والإطار الذهني الذي تكون فيه مع الطرف الآخر يؤثر بشكل كبير على مدى حسن استقبال آرائك وقبولها.
15) تأكد أن الاتصال وجهاً لوجه هو عملية مستمرة : حيث تشير الدراسات إلى أن إرسال رسالة واحدة يعني أن هناك على الأقل ست رسائل مختلفة ضمنية وهي :
$ ما تعني قوله .
$ ما تقوله فعلاً .
$ ما يسمعه الشخص الآخر .
$ ما يعتقد الآخر أنه يسمعه .
$ ما يقوله الآخر .
$ ما تعتقد أن الشخص الآخر يقوله .



المراجــــع :
1) حريري ، هشام بكر (1420هـ) الإدارة التربوية ، مكتبة الأفق ، مكة المكرمة .
2) حريم ، حسين (1997م) ، السلوك التنظيمي "سلوك الافراد في المنظمات" ، دار زهران للنشر والتوزيع ، عمان .
3) روبنز ، هارفي أ (1999م) ، كيف تتحدث وتستمع بفعالية ، الجمعية الأمريكية للإدارة ، مكتبة جرير .
4) سيزلاقي ، وولاس (1412هـ) ، السلوك التنظيمي والأداء – ترجمة جعفر ابو القاسم احمد ، معهد الإدارة العامة .
5) الشماع ، خليل محمد ، وحمود خضير كاظم (1420هـ) ، نظرية المنظمة ، دار المسيرة ، الطبعة الأولى ، عمان .
6) الطوبجي ، حسين حمدي (1405هـ) ، وسائل الاتصال والتكنولوجيا في التعليم ، دار القلم ، الطبعة التاسعة ، الكويت .
7) العثيمين ، فهد سعود عبدالعزيز (1414هـ) ، الاتصالات الإدارية : ماهيتها – أهميتها – أساليبها ، مطابع شركة الصفحات الذهبية ، الطبعة الثانية .
8) العديلي ، ناصر (1414هـ) ، إدارة السلوك التنظيمي ، الطبعة الأولى ، الرياض .
9) علاقي ، مدني ( 1405هـ) ، الإدارة : دراسة تحليلية للوظائف والمقررات الإدارية ، الطبعة الثالثة ، تهامة ، جدة .
10) القعيد ، ابراهيم حمد (1422هـ) ، العادات العشر للشخصية الناجحة ، دار المعرفة للتنمية البشرية ، الرياض .
11) كنعان ، نواف (1402هـ) ، القيادة الإدارية ، الطبعة الثانية ، دار العلوم للطباعة والنشر ، الرياض .
12) ياغي ، محمد عبدالفتاح (1403هـ) ، مبادئ الإدارة العامة ، الطبعة الأولى .
ملحق رقم (1) : نتيجة التقييم الذاتي لعادات الاتصال الفعال :
109-135
إن لديك فهما ممتازا لعملية الاتصال وتقوم بها بكفاءة ، فحافظ على هذا المستوى الجيد! وسوف تساعدك هذه الجلستين في تدعيم مهاراتك في الاتصال .
82-108
إن لديك فهما قويا لعملية الاتصال وتقوم بها في اغلب الأوقات بكفاءة ولديك عدد من الجوانب التي قد تحتاج إلى بعض التحسينات . اختر جانبا محددا من جوانب الضعف في الاتصال وقم بممارسة المهارات الخاصة به .
54-81
إن لديك فهما عاما لعملية الاتصال وتقوم بها أحيانا بكفاءة . كما انك تقع باستمرار في مشكلات مع الآخرين أثناء الاتصال بهم . ولديك عدد من الجوانب تحتاج إلى تحسين .
27-53
إن أمامك فرصا عديدة لتحسين كفاءتك في الاتصال . كما إن مهاراتك ليست كافية لتوصيل رسالتك باستمرار إلى الآخرين بوضوح . ومن ثم قد يسيء الآخرون باستمرار فهم المعنى الذي تقصده .







الموضوع الأصلي: بحث كامل الاتصال || الكاتب: محمد الفلسطيني || المصدر: الجامعات السعودية
www.ksau.info


https://www.ksau.info/vb/showthread.php?t=3178









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-17, 20:26   رقم المشاركة : 652
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة meriem randa مشاهدة المشاركة
اخي من فضلك اريد بحث كامل حول الاتصال تخصص اتصال في التنظيمات.شكرا.
حث كامل حول "نظريات الاعلام والاتصال" الجمعة يونيو 11, 2010 3:06 am
خطة البحث

المبحث الأول:مفهوم الاتصال
المبحث الثاني:تطور نظريات الاتصال
المبحث الثالث:القائم بالاتصال ونظرية(حارس البوابة)
المبحث الرابع:وسائل الأعلام وتأثيرها على المجتمعات
((نظرية مارشال ماكلوهان))
المبحث الخامس: نظرية التقمص الوجداني
المبحث السادس:نظريات الإعلام والسلطة
المبحث السابع:نظريات الإعلام في الدول النامية
المصادر والمراجع


المبحث الأول
مفهوم الاتصال


أولاً: تعريف الاتصال
يعود أصل كلمة COMMUNICATION في اللغات الأوروبية- والتي اقتبست أو ترجمت إلى اللغات الأخرى وشاعت في العالم- إلى جذور الكلمة اللاتينية COMMUNIS التي تعني "الشيء المشترك"، ومن هذه الكلمة اشتقت كلمة COMMUNE التي كانت تعني في القرنين العاشر والحادي عشر "الجماعة المدنية" بعد انتزاع الحق في الإدارة الذاتية للجماعات في كل من فرنسا وإيطاليا، قبل أن تكتسب الكلمة المغزى السياسي والأيديولوجي فيما عرف بـ "كومونة باريس" في القرن الثامن عشر؛ أما الفعل اللاتيني لجذر الكلمة COMMUNICARE فمعناه "يذيع أو يشيع " ومن هذا الفعل اشتق من اللاتينية والفرنسية نعت COMMUNIQUE الذي يعني "بلاغ رسمي" أو بيان أو توضيح حكومي.
ويمكن وصف الاتصال بأنه سر استمرار الحياة على الأرض وتطورها، بل أن بعض الباحثين يرى ( أن الاتصال هو الحياة نفسها)، وعلى الرغم من أن الجنس البشرى لا ينفرد وحده بهذه الظاهرة، حيث توجد أنواع عديدة من الاتصال بين الكائنات الحية، بيد أن الاتصال بين البشر شهد تنوعاً في أساليبه، وتطوراً مذهلا في المراحل التاريخية المتأخرة.
ومع تعدد التعريفات التي وضعت من قبل الباحثين لمفهوم الاتصال (Communication ) فأننا يمكن أن نعتمد تعريفا مبسطا وشاملا للاتصال هو: (أن الاتصال عملية يتم بمقتضاها تفاعل بين مرسل ومستقبل ورسالة في مضامين اجتماعية معينة، وفي هذا التفاعل يتم نقل أفكار ومعلومات ومنبهات بين الأفراد عن قضية، أو معني مجرد أو واقع معين )
والاتصال عملية مشاركة(Participation) بين المرسل والمستقبل، وليس عملية نقل(Transmision )إذ أن النقل يعني الانتهاء عند المنبع،أما المشاركة فتعني الازدواج أو التوحد في الوجود، وهذا هو الأقرب إلى العملية الاتصالية، ولذا فأنه يمكن الاتفاق على أن الاتصال هو عملية مشاركة في الأفكار والمعلومات، عن طريق عمليات إرسال وبث للمعنى، وتوجيه وتسيير له، ثم استقبال بكفاءة معينة، لخلق استجابة معينة في وسط اجتماعي معين.وتتفق أغلب الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، منذ ما يزيد على نصف قرن، وحتى الوقت الراهن، على تقسيم الاتصال إلى أنواع أو نماذج عدة، من أبرزها :
الاتصال الذاتي والاتصال الشخصي والاتصال الجمعي والاتصال الجماهيري (الإعلامي)، وهذا النوع الأخير من الاتصال، وبشكله العصري التقني يتجاوز اللقاء المباشرة، والتفاعل الاجتماعي وجها لوجه، وذلك باستخدام وسائل تقنية معقدة باهظة التكاليف، كالطباعة والإذاعة المسموعة والتلفزيون والسينما فضلا عن منظومة الاتصالات والمعلومات عبر الأقمار الاصطناعية،وشبكة الإنترنيت.
وقد تعددت المفاهيم التي طرحت لتحديد معنى الاتصال بتعدد المدارس العلمية والفكرية للباحثين في هذا المجال، وبتعدد الزوايا والجوانب التي يأخذها هؤلاء الباحثون في الاعتبار، عند النظر إلى هذه العملية، فعلى المستوى العلمي البحثي يمكن القول بوجود مدخلين لتعريف الاتصال:
المدخل الأول:
ينظر إلى الاتصال على أنه عملية يقوم فيها طرف أول (مرسل) بإرسال رسالة إلى طرف مقابل(مستقبل) بما يؤدي إلى أحداث اثر معين على متلقي الرسالة.
المدخل الثاني:
يرى أن الاتصال يقوم على تبادل المعاني الموجودة في الرسائل، والتي من خلالها يتفاعل الأفراد من ذوي الثقافات المختلفة، وذلك من أجل إتاحة الفرصة لتوصيل المعنى، وفهم الرسالة.
والمدخل الأول يهدف إلى تعريف المراحل التي يمر بها الاتصال، ويدرس كل مرحلة على حدة، وهدفها وتأثيرها على عملية الاتصال ككل.
أما التعريف الثاني فهو تعريف بناءي أو تركيبي، حيث يركز على العناصر الرئيسية المكونة للمعنى، والتي تنقسم بدورها إلى ثلاث مجموعات رئيسية:
أ- الموضوع: إشارته ورموزه.
ب- قاريء الموضوع والخبرة الثقافية والاجتماعية التي كونته، والإشارات والرموز التي يستخدمها.
ج- الوعي بوجود واقع خارجي يرجع إليه الموضوع.

وفي ضوء المدخل الأول عرف بعض الباحثين الاتصال بالنظر إليه كعملية يتم من خلالها نقل معلومات أو أفكار معينة بشكل تفاعل من مرسل إلى مستقبل بشكل هادف، ومن نماذج هذه التعريفات:
1• الاتصال هو العملية التي يتم من خلالها نقل رسالة معينة أو مجموعة من الرسائل من مرسل أو مصدر معين إلى مستقبل،أما الاتصال الجماهيري فهو ذلك النمط من الاتصال الذي يتم بين أكثر من شخصين لإتمام العملية الاتصالية، والتي غالبا ما تقوم بها المؤسسات أو الهيئات عن طريق رسائل جماهيرية.
2• الاتصال هو نقل أو انتقال للمعلومات والأفكار والاتجاهات أو العواطف من شخص أو جماعة لآخر أو لآخرين، من خلال رموز معينة.
3• الاتصال يعرف على أنه عملية تحدد الوسائل والهدف الذي يتصل أو يرتبط بالآخرين، ويكون من الضروري اعتباره تطبيقا لثلاثة عناصر:العملية-الوسيلة-الهدف.
4• الاتصال عملية تفاعل بين طرفين من خلال رسالة معينة،فكرة، أو خبرة،أو أي مضمون اتصالي آخر عبر قنوات اتصالية ينبغي أن تتناسب مع مضمون الرسالة بصورة توضح تفاعلا مشتركا فيما بينهما.

وفي ضوء المدخل الثاني الذي ينظر إلى الاتصال على أنه عملية تبادل معاني يعرف بعض الباحثين الاتصال كعملية تتم من خلال الاتكاء على وسيط لغوي، حيث أن كلاً من المرسل والمستقبل يشتركان في إطار دلالي واحد، بحيث ينظر إلى الاتصال هنا على أنه عملية تفاعل رمزي، ومن نماذج هذه التعريفات:

1•الاتصال تفاعل بالرموز اللفظية بين طرفين: أحدهما مرسل يبدأ الحوار، وما لم يكمل المستقبل الحوار، لا يتحقق الاتصال، ويقتصر الأمر على توجيه الآراء أو المعلومات، من جانب واحد فقط، دون معرفة نوع الاستجابة أو التأثير الذي حدث عند المستقبل.
2• الاتصال عملية يتم من خلالها تحقيق معاني مشتركة (متطابقة) بين الشخص الذي يقوم بالمبادرة بإصدار الرسالة من جانب، والشخص الذي يستقبلها من جانب آخر.
تعريف الإعلام:
الإعلام جزء من الاتصال، فالاتصال أعم وأشمل، ويمكن تعريف الإعلام بأنه: تلك العملية الإعلامية التي تبدأ بمعرفة المخبر الصحفي بمعلومات ذات أهمية، أي معلومات جديرة بالنشر والنقل، ثم تتوالى مراحلها: تجميع المعلومات من مصادرها، ثم نقلها، والتعاطي معها وتحريرها، ثم نشرها وإطلاقها أو إرسالها عبر صحيفة أو وكالة أو إذاعة أو محطة تلفزة إلى طرف معني بها ومهتم بوثائقها.
إذن لابد من وجود شخص أو هيئة أو فئة أو جمهور يهتم بالمعلومات فيمنحها أهمية على أهميتها، ويكون الإعلام عن تلك العملية الإعلامية التي تتم بين ميدان المعلومات وبين ميدان نشرها أو بثها.
ثانياً: عناصر عملية الاتصال:
أن النظر إلى الاتصال كعملية مشاركة، يعني أن الاتصال لا ينتهي بمجرد أن تصل الرسالة من المصدر (المرسل) إلى المتلقي (المستقبل)، كما يعني أن هناك العديد من العوامل الوسيطة بين الرسالة والمتلقي، بما يحدد تأثير الاتصال؛ من جهة أخرى فأن كلا من المرسل والمتلقي يتحدث عن موضوع معين أو موضوعات معينة فيما يعرف بالرسالة أو الرسائل، ويعكس هذا الحديث ليس فقط مدى معرفة كل منها بالموضوع أو الرسالة، ولكن أيضا يتأثر بما لديه من قيم ومعتقدات، وكذلك بانتماءاته الاجتماعية الثقافية، مما يثير لديه ردود فعل معينة تجاه ما يتلقاه من معلومات وآراء، ويحدد أيضا مدى تأثره بهذه المعلومات والآراء.
في هذا الإطار المركز تطورت النماذج التي تشرح وتفسر عملية الاتصال بعناصرها المختلفة، حيث ظهر في البداية النموذج الخطي أو المباشر الذي يرى أن تلك العناصر هي: المرسل والرسالة والمستقبل، ولكن الدراسات التي أجريت منذ الأربعينيات، من القرن الماضي، بينت مدى قصور ذلك النموذج، وحطمت النظرية القائلة بأن لوسائل الإعلام تأثيراً مباشراً على الجمهور.
لقد ظهرت العديد من النماذج والتي تطورت من الطبيعة الثنائية إلى الطبيعة الدائرية، والتي على ضوئها تتكون عملية الاتصال من ستة عناصر أساسية هي:
1- المصدر
2- الرسالة
3- الوسيلة
4- المتلقي (المستقبل)
5- رجع الصدى أو رد الفعل
6- التأثير

وفيما يلي نبذة موجزة عن هذه العناصر:

1-المصدر أو المرسل(SOURCE):
ويقصد به منشيء الرسالة، وقد يكون المصدر فردا أو مجموعة من الأفراد وقد يكون مؤسسة أو شركة، وكثيرا ما يستخدم المصدر بمعنى القائم بالاتصال، غير أن ما يجدر التنويه إليه هنا أن المصدر ليس بالضرورة هو القائم بالاتصال، فمندوب التلفزيون قد يحصل على خبر معين من موقع الأحداث، ثم يتولى المحرر صياغته وتحريره، ويقدمه قارئ النشرة إلى الجمهور، في هذه الحالة وجدنا بعض دراسات الاتصال يذهب إلى أن كل من المندوب والمحرر وقارئ النشرة بمثابة قائم بالاتصال، وأن اختلف الدور، بينما يذهب نوع آخر من الدراسات إلى أن القائم بالاتصال هو قارئ النشرة فقط، أي أنه بينما يوسع البعض مفهوم القائم بالاتصال ليشمل كل من يشارك في الرسالة بصورة أو بأخرى، فأن البعض الآخر يضيّق المفهوم قاصراً إياه على من يقوم بالدور الواضح للمتلقي.

2- الرسالة(MESSAGE):
وهي المعنى أو الفكرة أو المحتوى الذي ينقله المصدر إلى المستقبل، وتتضمن المعاني والأفكار والآراء التي تتعلق بموضوعات معينة، يتم التعبير عنها رمزيا سواء باللغة المنطوقة أو غير المنطوقة، وتتوقف فاعلية الاتصال على الفهم المشترك للموضوع واللغة التي يقدم بها، فالمصطلحات العلمية والمعادلات الرياضية المعقدة الخاصة بالكيمياء الحيوية مثلاً، تكون مفهومة بين أستاذ الكيمياء وطلابه، أما إذا تحدث نفس الأستاذ عن الموضوع مع طلاب الإعلام والاتصال لا يكون الأمر كذلك، فهناك فجوة أو عدم وجود مجال مشترك للفهم بين المرسل والمستقبل، والمنطق نفسه إذا كأن الأستاذ يلقي محاضرة بلغة لا يفهمها أو لا يعرفها الحاضرون، أو إذا استخدم إيماءات وإشارات ذات دلالة مختلفة لهم.
من جهة أخرى تتوقف فاعلية الاتصال على الحجم الإجمالي للمعلومات المتضمنة في الرسالة، ومستوى هذه المعلومات من حيث البساطة والتعقيد، حيث أن المعلومات إذا كانت قليلة فأنها قد لا تجيب على تساؤلات المتلقي، ولا تحيطه علماً كافياً بموضوع الرسالة، الأمر الذي يجعلها عرضة للتشويه، أما المعلومات الكثيرة فقد يصعب على المتلقي استيعابها ولا يقدر جهازه الإدراكي على الربط بينها.

3- الوسيلة أو القناة(CHANNEL):
وتعرف بأنها الأداة التي من خلالها أو بواسطتها يتم نقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل، وتختلف الوسيلة باختلاف مستوى الاتصال، فهي في الاتصال الجماهيري تكون الصحيفة أو المجلة أو الإذاعة أو التلفزيون، وفي الاتصال الجمعي مثل المحاضرة أو خطبة الجمعة أو المؤتمرات تكون الميكرفون، وفي بعض مواقف الاتصال الجمعي أيضا قد تكون الأداة مطبوعات أو شرائح أو أفلام فيديو، أما في الاتصال المباشر فأن الوسيلة لا تكون ميكانيكية (صناعية) وإنما تكون طبيعية، أي وجها لوجه.
4- المتلقي أو المستقبلRECEIVER
وهو الجمهور الذي يتلقى الرسالة الاتصالية أو الإعلامية ويتفاعل معها ويتأثر بها، وهو الهدف المقصود في عملية الاتصال، ولا شك أن فهم الجمهور وخصائصه وظروفه يلعب دورا مهما في إدراك معنى الرسالة ودرجة تأثيرها في عقلية ذلك الجمهور، ولا يمكن أن نتوقع أن الجمهور يصدق وينصاع تلقائيا للرسالة الإعلامية، فهو قد يرفضها أو يستجيب لها، إذا كانت تتفق مع ميوله واتجاهاته ورغباته، وقد يتخذ بعض الجمهور موقف اللامبالاة من الرسالة ولا يتفاعل معها.
5- رجع الصدى أو رد الفعلFEED BACK
يتخذ رد الفعل اتجاها عكسيا في عملية الاتصال، وهو ينطلق من المستقبل إلى المرسل، وذلك للتعبير عن موقف المتلقي من الرسالة ومدى فهمه لها واستجابته أو رفضه لمعناها، وقد أصبح رد الفعل مهما في تقويم عملية الاتصال، حيث يسعى الإعلاميون لمعرفة مدى وصول الرسالة للمتلقي ومدى فهمها واستيعابها.
6- التأثيرEFFECTIVE
التأثير مسالة نسبية ومتفاوتة بين شخص وآخر وجماعة وأخرى، وذلك بعد تلقي الرسالة الاتصالية وفهمها، وغالبا ما يكون تأثير وسائل الاتصال الجماهيرية بطيئاً وليس فوريا، كما يعتقد البعض، وقد يكون تأثير بعض الرسائل مؤقتاً وليس دائماً، ومن ثم فإن التأثير هو الهدف النهائي الذي يسعى إليه المرسل وهو النتيجة التي يتوخى تحقيقها القائم بالاتصال. وتتم عملية التأثير على خطوتين، الأولى هي تغيير التفكير، والخطوة الثانية هي تغيير السلوك.

ثالثاً: وظائف وسائل الإعلام
أصبح دور وسائل الإعلام في المجتمع مهم وخطير جداً، إلى درجة خصصت جميع الحكومات أقساماً ودوائر ووزارات إعلام تتولى تحقيق أهداف داخلية وخارجية عن طريق تلك الوسائل، ومن تلك الأهداف الداخلية رفع مستوى الجماهير ثقافياً، وتطوير أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية.
أما خارجياً فمن أهداف دوائر الإعلام تعريف العالم بحضارة الشعوب ووجهات نظر الحكومات في المسائل الدولية.
ولم يقتصر اهتمام الحكومات بوسائل الإعلام، بل أن مؤسسات اجتماعية وسياسية واقتصادية اهتمت بها، ووجدت أن تلك الوسائل تخدمها وتخدم أهدافها وتساعد في ازدهارها.
وليس أدل على أهمية الإعلام ووسائله مما أصبح معروفاً في العالم، من أن الدولة ذات الإعلام القوي تعتبر قوية وقادرة، فلقد أصبح الإعلام عاملاً رئيسيا في نفوذ بعض الدول، وبخاصة تلك التي وجدت فيه إحدى دعاماتها الرئيسية، وقدمته على باقي دعائم الدولة.
وسبب كل ذلك هو أن وسائل الإعلام مؤثرة في الجماهير وفاعلة سلباً أو إيجاباً؛ فما هي وظائف تلك الوسائل؟
للإعلام خمس وظائف رئيسية هي:
1- الوظيفة الإخبارية
2-التوجيه وتكوين المواقف والاتجاهات.
3- زيادة الثقافة والمعلومات.
4- تنمية العلاقات الإنسانية وزيادة التماسك الاجتماعي.
5- لترفيه وتوفير سبل التسلية وقضاء أوقات الفراغ.
6- الإعلان والدعاية.
وفيما يأتي نوضح هذه الوظائف بنوع من التفصيل:

الوظيفة الإخبارية: تعني قيام وسائل الإعلام الجماهيرية بنقل الأحداث والقضايا المهمة، ومتابعة تطوراتها وانعكاساتها على المجتمع، وذلك لتلبية حاجة الإنسان الطبيعية لمعرفة البيئة المحيطة به، ومعرفة الحوادث الجارية من حوله، ويكاد المضمون الإخباري يشكل النسبة الرئيسية السائدة اليوم في وسائل الإعلام التي يفترض أن تقوم بتغطية تلك الأحداث بحيادية ودقة ومصداقية، لكي تحظى باحترام الجمهور.

التوجيه وتكوين المواقف والاتجاهات:
من المتعارف عليه أن المدرسة تتولى مهمة التوجيه، بعد العائلة، باعتبار أن الطالب يقضي قسما مهما من حياته فيها؛ لكن المجتمع بجميع مؤسساته الأسرية والعائلية والاجتماعية والدينية والاقتصادية له دور كبير في مجال التوجيه، وتكوين المواقف والاتجاهات الخاصة بكل فرد.
من هنا تتلاقى تلك المؤسسات مع المدرسة في مهمة التوجيه وتكوين المواقف والاتجاهات، خاصة وأن المجتمع ليس كله طلابا، ولا يتاح عادة لكل افراد المجتمع دخول المدارس أو الاستمرار في الدرس والتحصيل.
وإذا كانت المدرسة تقوم بمهمتها تلك عن طريق الهيئة التعليمية والكتاب، فأن توجيه المجتمع يمارس بشكل مباشر وغير مباشر على السواء عن طريق وسائل الإعلام المنتشرة عادة، فكلما كانت المادة الإعلامية ملائمة للجمهور لغة ومحتوى، ازداد تأثيرها، فلا يعقل مثلا أن تخاطب الذين لا يجيدون اللغة العربية باللغة الفصحى، ولا الذين ليس لديهم مستوى ثقافي معين بالمنطق وعلم الكلام والحجج الفكرية والفلسفية.

زيادة الثقافة والمعلومات:
التثقيف العام هدفه زيادة ثقافة الفرد بواسطة وسائل الإعلام، وليس بالطرق والوسائل الأكاديمية التعليمية، والتثقيف العام يحدث في الإطار الاجتماعي للفرد سواء كأن ذلك بشكل عفوي وعارض أم بشكل مخطط ومبرمج ومقصود.
والتثقيف العفوي هو مواجهة دائمة من جانب وسائل الإعلام للفرد، هذه المواجهة تقدم له ـ بدون أن يكون هو المقصود بالذات ـ معلومات وأفكار وصور وآراء، وهذا يحدث عندما يتجول الطالب في ساحة ملعب جامعته فيفاجأ بجريدة حائط أو بتلفزيون نادي الجامعة أو باللافتات المرفوعة في أماكن من الجامعة، وكلها تحمل عبارات تلفت نظره، فيندفع في قراءتها أو متابعتها فتعلق بعض الكلمات في ذهنه ويأخذ ببعض الآراء.
أما التثقيف المخطط فهو حصيلة وظيفتي التوجيه والتبشير؛ لكن هناك بعض الحالات تقع في دائرة التثقيف المخطط كالبرامج الزراعية التي هي عبارة عن حلقات إرشاد للمزارعين يدعون إليها أو تبث إليهم عبر الإذاعة أو التلفزيون.

الاتصال الاجتماعي والعلاقات البينية:
ويعرف الاتصال الاجتماعي عادة بالاحتكاك المتبادل بين الأفراد بعضهم مع بعض، هذا الاحتكاك هو نوع من التعارف الاجتماعي يتم عن طريق وسائل الإعلام التي تتولى تعميق الصلات الاجتماعية وتنميتها.
فعندما تقدم الصحف كل يوم أخبارا اجتماعية عن الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات الاجتماعية والثقافية فأنها بذلك تكون صلة وصل يومية تنقل أخبار الأفراح من مواليد وزيجات، وأخبار الأحزان من وفيات وفشل وخسارة، وليست صفحة الولادات والوفيات والشكر بصفحة عابرة وغير مهمة في الصحف، بل أنها وسيلة للاتصال الاجتماعي اليومي بين جميع فئات الجماهير.
وهناك أمر ثان هو قيام وسائل الإعلام كلها تقريبا بتعريف الناس ببعض الأشخاص البارزين أو الذين هم في طريق الشهرة سواء في مجال السياسة أو الفن أو المجتمع أو الأدب.


الترفيه عن الجمهور وتسليته:
تقوم وسائل الإعلام فيما تقوم به من وظائف بمهمة ملء أوقات الفراغ عند الجمهور بما هو مسل ومرفه؛مثل الأبواب المسلية في الصحف أو البرامج الكوميدية في التلفزيون.
وفي الحالتين تأخذ وسائل الإعلام في اعتبارها مبدأ واضحا وهو أن برامج الترفيه والتسلية ضرورية لراحة الجمهور ولجذبه إليها، وحتى في مجال الترفيه هناك برامج وأبواب ترفيه موجه يمكن عن طريقها الدعوة إلى بعض المواقف ودعم بعض الاتجاهات أو تحويرها وحتى تغييرها، وهذا يتطلب بالطبع أساليب مناسبة من جانب وسائل الإعلام.

الإعلان والدعاية:
تقوم وسائل الإعلام بوظيفة الإعلان عن السلع الجديدة التي تهم المواطنين، كما تقوم بدور مهم في حقول العمل والتجارة عندما تتولى الإعلان عن وجود وظائف شاغرة أو وجود موظفين مستعدين للعمل، أو عندما تتولى الإعلان عن إجراء مناقصة أو وضع التزام موضع التنفيذ…الخ.
ولهذا استطاعت وسائل الإعلام على تنوعها من صحافة وتلفزيون وإذاعة وسينما، أمام تعقيد الحياة وتعدد ما فيها من اختراعات وصناعات واكتشافات أن تقوم بمهمة التعريف بما هو جديد وتقديمه إلى الجمهور وعرض فوائده وأسعاره وحسناته بشكل عام.
هذه هي الوظائف الاجتماعية لوسائل الإعلام، وهي وأن جرى حصرها في ست وظائف، لكن تبقى هناك مهمات تفصيلية أيضا لوسائل الإعلام تندرج تحت هذه الوظائف، فوسائل الإعلام في الواقع أصبحت تقوم مقام المعلم والمربي، وحتى الأب والأم في حالات كثيرة، فالبرامج التربوية والمدرسية وبرامج الأطفال وبرامج الطلاب وغيرها من برامج تبثها وسائل الإعلام، أنما تلتقي بوظيفة التثقيف، لكنها تتعدى تلك الوظيفة إلى ما هو أعمق وأعم واشمل، إلى درجة يمكن القول معها أن الفرد يولد وينمو قليلا حتى تتولاه وسائل الإعلام وترعاه وتقدم إليه ما يلزم من تثقيف وتوجيه وترفيه وإعلان وغير ذلك، وأحيانا تقدم إليه ما يسيء إلى نمو شخصيته وآرائه، فتنحرف بها أو تشوهها.




المبحث الثاني
تطور نظريات الاتصال

بذلت عدة محاولات علمية لتحليل عملية الاتصال ووصف أبعادها وعناصرها، وما يهمنا التأكيد عليه، في حدود هذه الدراسة، أن أغلب - إن لم نقل جميع- الدراسات التي تناولت موضوع الاتصال الجماهيري أكدت على أهمية الوسيلة الاتصالية ودورها المؤثر والرئيسي في عملية الاتصال الجماهيرية.
وفي هذا الصدد يمكن أن نشير إلى نموذج (ديفيد برلو) الذي يرى أن هناك أربعة عناصر تكون العملية الاتصالية وتشمل : المرسل والرسالة والوسيلة والمستقبل.ومن النماذج المهمة التي أسهمت في بناء نظريات الاتصال النموذج الذي قدمه (ولبر شرام ) في عام 1974 ف طوره في عام 1971 ف وفي هذا النموذج يقدم شرام العناصر الأساسية على النحو التالي :
أ)المصدر أو صاحب الفكرة.
ب)التعبير عن الفكرة ووضعها في شيفرة (Code) وصياغتها في رموز لتكوين الرسالة.
ت)المستقبل الذي يتلقى ويفك رموزها.
ث)الاستجابة أو الهدف ورجع الصدى الذي قد يصل أو لا يصل إلى المرسل أو صاحب الفكرة.
ويعتمد شرام في هذا النموذج على أفكار الباحثين شانون وويفر، وبخاصة فيما يتعلق برجع الصدى والتشويش، ويضيف من خلال نموذجه النظام الوظيفي لعملية الاتصال، كما قدم من خلال هذا النموذج مفاهيم مهمة مثل الإطار الدلالي والخبرة المشتركة وأهميتها في عملية الاتصال، وإلى ذلك،نجد أن المؤرخ والكاتب الإنجليزي ويلز (H.G. Wells ) يبين ((إن تطور التاريخ الإنساني هو ظاهرة اجتماعية واحدة تدفع بالإنسان إلى الاتصال بأخيه الإنسان، في مكان آخر أو مجتمع آخر، وهو بذلك ينظر إلى قصة التطور التاريخي البشري على أنها قصة تطور عملية الاتصال، ويقسمها إلى خمس مراحل وهي : الكلام، الكتابة، اختراع الطباعة، المرحلة العالمية، وأخيرا مرحلة الإذاعة والاتصال الإلكتروني، وفي هذه المرحلة الأخيرة لتطور الاتصال أصبح للوسائل الإلكترونية دوراً مهماً في حياة المجتمع، واستطاع الإنسان نقل أفكاره ومشاعره ومعلوماته عبر الحواجز الجغرافية المحدودة باستخدام أجهزة المذياع ثم التلفزيون، وأخيراً شبكة الإنترنيت.
ولعل نظرية مارشال ماكلوهان التي ظهرت قبل نحو أربعين عاما، ما تزال حتى اليوم أكثر النظريات الإعلامية انتشاراً ووضوحاً في الربط بين الرسالة والوسيلة الإعلامية، والتأكيد على أهمية الوسيلة في تحديد نوعية الاتصال وتأثيره، حيث يرى ماكلوهان(أن الوسيلة هي الرسالة) ويوضح أن مضمون وسائل الأعلام لا يمكن النظر إلية مستقلاً عن تقنيات الوسائل الإعلامية فالموضوعات، والجمهور التي توجه له مضمونها، يؤثران على ما تقوله تلك الوسائل، ولكن طبيعة وسائل الأعلام التي يتصل بها الإنسان تشكل المجتمعات أكثر ما يشكلها مضمون الاتصال.
ويبين ماكلوهان أن وسائل الأعلام التي يستخدمها المجتمع أو يضطر إلى استخدامها ستحدد طبيعة المجتمع وكيف يعالج مشاكله، وأي وسيلة، أو امتداد للإنسان، تشكل ظروفاً وتؤثر على الطريقة التي يفكر بها الناس ويعلمون وفقا لها.
وعرض ماكلوهان أربع مراحل تعكس – في رأيه – التاريخ الإنساني وهي :
أ) المرحلة الشفوية: أي مرحلة ما قبل التعلم، أي المرحلة القبلية.
ب) مرحلة كتابة النسخ: التي ظهرت في اليونان القديمة واستمرت ألفي عام.
ت) عصر الطباعة: من سنة 1500 ف إلى سنة 1900 ف تقريبا.
ث) عصر وسائل الأعلام الإلكترونية من سنة 1900 م تقريباً حتى الوقت الحاضر.
إن طبيعة وسائل الأعلام المستخدمة في كل مرحلة تساعد على تشكيل المجتمع أكثر مما يساعد مضمون تلك الوسائل على هذا التشكيل.
ومن أهم ما جاء في نظرية ماكلوهان عن وسائل الاتصال، أنه يقسم هذه الوسائل إلى (وسائل باردة ) و (وسائل ساخنة ) ويقصد بالوسائل الباردة تلك التي تتطلب من المستقبل جهدا إيجابيا في المشاركة والمعايشة والاندماج فيها، أما الوسائل الساخنة،فهي تلك الوسائل الجاهزة المحددة نهائياً، فلا تحتاج من المشاهدة أو المستمع إلى جهد يبذل أو مشاركة أو معايشة، فالكتابة والتلفون والتلفزيون وسائل باردة، أما الطباعة والإذاعة والسينما فهي وسائل ساخنة. وإذا لم يكن بوسع المرء أن يتفق مع كل ما جاء به ماكلوهان من أفكار يسميها هو اختبارات أكثر منها نظريات،وإذا لم تكن (الوسيلة هي الرسالة ) فمن الواضح أنها أخطر من مجرد أداة لزيادة عدد الجماهير من القراء والمستمعين والمشاهدين، وإذا كان من الصعب أيجاد دليل قوى لا ثبات هذه الأفكار أو رفضها، فأنها على الأقل تجعلنا نتساءل عما إذا كانت وسائل الأعلام لها القدرة على تغيير الإنسان.
وفي الوقت الذي يشير فيه ماكلوهان إلى أن وسائل الأعلام الإلكترونية ساعدت في انكماش الكرة الأرضية وتقلصها في الزمان والمكان، حتى أصبحت توصف بـ ( القرية العالمية Global Village ) وبالتالي زاد وعي الإنسان بمسؤوليته إلى درجة قصوى، فأنه يرى أيضا،أن هذه الحالة الجديدة أدت إلى ما يمكن تسميته بـ(عصر القلق) لأن الثورة الإلكترونية الفورية الجديدة تجبر الفرد على الالتزام والمشاركة بعمق،وبغض النظر عن وجهة النظر التي يتبناها، فوجهة النظر الخاصة الجزئية مهما كان مقصدها لن تغير في عصر الكهرباء والإلكترون الآلي الفوري، وربما يكون هذا الرأي وغيره يمثل الأرضية التي نبع منها مفهوم (العولمة) الذي أصبح يتردد في السنوات الأخيرة، وكان أحد الباحثين قد اسماه من قبل بـ ( لحظنة التواصل الحضاري الإعلامي ).
((سوف نتعرض لنظرية ماكلوهان بالتفصيل في المبحث الرابع))
وإلى جانب ذلك فأن أفكار ماكلوهان أصبحت في السنوات الأخيرة، موضع انتقاد أو تعديل أو تشكيك من قبل بعض الباحثين، وفي هذا الصدد يرى (ريتشارد بلاك) أن (القرية العالمية ) التي زعم ماكلوهان وجودها، لم يعدلها وجود حقيقي في المجتمع المعاصر.
ويوضح ((أن التطور التقني الذي استند إلية ماكلوهان عند وصفة للقرية العالمية استمر في مزيد من التطور، بحيث أدي إلى تحطيم هذه القرية العالمية وتحويلها إلى شظايا فالعلم الآن اقرب ما يكون إلى البناية الضخمة التي تضم عشرات الشقق السكنية التي يقيم فيها أناس كثيرون ولكن كل منهم يعيش في عزلة، ولا يدرى شيئا عن جيرانه الذين يقيمون معه في البناية نفسها )).
ويمكن أن يوصف هذا التطور بأنه تحول من(التجميع) إلى (التفتيت)أو اللامركزية، حيث أتاحت تقنيات الاتصال الحديثة المتمثلة في الأقمار الاصطناعية والحاسبات الإلكترونية ووصلات(المايكروويف) والألياف الضوئية عددا كبيرا من خدمات الاتصال خلال الاتصال العقدين الماضيين،مثل التلفزيون الكابلي التفاعلي، والتلفزيوني منخفض القوة و(الفيديو كاسيت) (الفيديويسك) وأجهزة التسجيل الموسيقي المتطورة، وخدمات (الفديوتكس) والتلتيكس) والاتصال المباشر بقواعد البيانات والهواتف النقالة والبريد الإلكتروني، التي اندمجت في شبكة الاتصالات المعروفة ب(الإنترنت)، وجمعيها وسائل تخاطب الأفراد وتلبي حاجاتهم ورغباتهم الذاتية، وقد نتج عن هذه التقنية الجديدة تقلص أعداد الجماهير التي تشاهد برامج الشبكات الرئيسية وخدمات الإذاعة المسموعة والتلفزيون التي تعمل بنظام البث الهوائي التقليدي.
لقد ظل الاتجاه الرئيسي لوسائل الاتصال الجماهيرية، حتى ما قبل عشرين عاما، يميل إلى توحيد الجماهير Massification بمعنى نقل الرسائل الاتصالية نفسها إلى قطاعات جماهيرية واسعة، أو توحيد الرسائل وتعدد الجماهير المستقبلة لهذه الرسائل.
أما الاتجاه الجديد للاتصال وتدفق المعلومات على الصعيد العالمي، فقد بدأ يتجه نحو لا مركزية الاتصال، بمعنى تقديم رسائل متعددة تلاؤم الأفراد أو الجماعات الصغيرة المتخصصة، وتتخذ هذه اللامركزية للرسائل مظهرين :
المظهر الأول: يتحكم فيه المرسل.
والمظهر الثاني: يتحكم فيه المستقبل.
ويمكن إتاحة كل منهما عن طريق الربط بالحاسبات الإلكترونية لتوفر خدمات مختلفة من الاتصال وتبادل المعلومات، تبدأ من الصحافة المطبوعة أو نقل النصوص المكتوبة، وتمتد إلى شكل البرامج التلفزيونية والأفلام السينمائية، ويمكن نقل هذه المعلومات عبر مسافات شاسعة وبسرعة فائقة، عن طريق استخدام الاتصال الكابلي والأقمار الاصطناعية.
ويرى الباحث الفن توفلر:أن البنية الأساسية الإلكترونية في أقطار الاقتصاد المتقدم سوف تتميز بستة سمات تمثل مفاتيح المستقبل هي.
أ)التفاعليةInteractivity:.
ب) قابلية التحرك أو الحركةMobility:.
ت) قابلية التحويل:Convertibility.
ث)التوصيلية:Connectivity.
ج)الشيوع والانتشار:Ubiquity
ح)التدويل:Globalization
ويوضح توفلر لقد كانت الآثار التجانسية لوسائل الأعلام الجماعي في ذروة قوتها عندما لم تكن هناك سوى قنوات قليلة ووسائل إعلامية قليلة، ومن ثم قلة من فرص الاختيار أمام المستمعين أو المشاهدين أما في المستقبل فأن الوضع العكس هو الذي يسود ومع أن محتوى كل برنامج على حدة قد يكون جيدا أو رديئا إلا أن أهم (محتوى) جديد على الإطلاق يتمثل في وجود التنوع نفسه.
أن التحول من فرص الاختيار الأقل إلى الفرص الأكثر تعددا في مجال الأعلام لا يحمل مدلولات ثقافية فحسب بل سياسية أيضا، وتواجه حكومات الدول ذات التقنية المتقدمة مستقبلا ستتعرض فيه شعوبها إلى وابل متصل من الرسائل المتعددة المتعارضة المخصوصة، الثقافية منها والسياسية والتجارية، بدلا من رسالة واحدة ترددها قلة من الشبكات الإعلامية العملاقة في صوت واحد.
أن (سياسة التعبئة الجماعية ) و(هندسة الموافقة) كلتيهما تصبحان الآن أصعب بكثير في محيط وسائل الأعلام الجديد، واتساع مجال الاختيار الإعلامي أمام المستمعين والنظارة هو حد ذاته شيء ديمقراطي لزوما فأنه يمثل مشكلة للسياسيين الذين يقدمون لأتباعهم محيطا لا اختيار فيه.
ويمكن القول أن التطورات التقنية الكبيرة في مجال الاتصال الجماهيري، وتعدد قنوات الاتصال والمعلومات أدى إلى ما يمكن تسميته بـ(عصر الشاشة) فالوسائل المطبوعة والمقروءة والمسموعة والمرئية أصبحت مندمجة في شاشة التلفزيون أو الحاسوب (الكومبيوتر)الشخصي، حيث يستطيع المتلقي قراءة كتاب أو صحيفة أو مجلة ومشاهدة مسرحية أو فلم خطاب سياسي، على هذه الشاشة، وفي اغلب الأحيان، بصورة فردية، كما أنه يستطيع إلى حد بعيد الاختيار من بين بدائل عديدة في الوقت نفسه.
وتفترض الاتجاهات الحالية والمستقبلية لتطور وسائل الاتصال نمو أحد تصورات ثلاثة لوضع الاتصال خلال القرن الحادي والعشرين، وتشمل هذه التصورات ما يلي:
1- تكريس اللامركزية في الإرسال والاستقبال : وينبني هذا التصور على ظهور خدمات الاتصال الجديدة، التي توجه رسائل متخصصة تلبي الميول والنزعات الفريدة، مثل التلفزيون (الكابلي ) التفاعلي و(الفيديو تكس ) و(الفيديو كاسيت ) وهناك إقبال متزايد من جانب الأفراد على امتلاك هذه الوسائل، الاستعاضة بها عن الاتصال المباشر مع أفراد آخرين وتتمثل مظاهر التفتت في فئات المستقبلين، في ميل الأفراد إلى الانعزال،كما أن وسائل الاتصال الجديدة تمنح الأفراد القدرة على خلق بيئة الاتصال التي تناسبهم، وادي ظهور هذه الوسائل الجديدة إلى تناقص المعرفة التي يحصل عليها عن طريق التعرض العشوائي لمواد الاتصال، وتناقص الاتصال الجدلي بين الجماعات والطبقات ليحل محلة اتصال متزايد داخل كل جماعة أو فئة.
2- تكريس الهيمنة والاندماج لوسائل الاتصال ويقوم هذا التصور على اتجاه وسائل الاتصال الجماهيري إلى التركيز في كيانات ضخمة وملكية مشتركة ومتعددة الجنسية، وهناك : أسباب عديدة لزيادة الاتجاه نحو الهيمنة والاندماج منها : قوانين الضرائب، والحاجة إلى خبرات ضخمة والرغبة في تحقيق الاستمرار المالي والوقاية ضد مخاطر المستقبل والقضاء على الشركات المنافسة.
3-التوافق بين التقنية القديمة والحديثة، ويستند هذا التصور إلى أن تقدم التقنية الجديدة يسد جوانب النقص في التقنية القديمة وتلبية الحاجات الفردية، مع عدم إهمال الإحساس بالمشاركة العامة والأهداف القومية، في إطار عملية مستمرة من الاستكشاف العقلي والمناظرات المفيدة التي تتيح تبادل الخبرات وتدعم الديمقراطية المعلومات.
https://samirroua.yoo7.com/t305-topic









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-17, 20:27   رقم المشاركة : 653
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة meriem randa مشاهدة المشاركة
اخي من فضلك اريد بحث كامل حول الاتصال تخصص اتصال في التنظيمات.شكرا.
https://gestion08.lifeme.net/t1403-topic









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-17, 20:53   رقم المشاركة : 654
معلومات العضو
براقدا
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الجزء الاول (09ن)


صرح رائيس الحكومة الفرنسي منديس فرانس سنة 1955 قائلا:" ... ان الانفضل بين الجزائر وفرنسا مستحيل فالجزائر ارض فرنسية وأن سبب الثورة سوء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتبعية الثورة للخارج وان الحكومة الفرنسية قد اعلنت حالة الطوارئ وتسليح المستوطنين والقضاء على فعل العصابات وخارجي القانون ... "
من كتاب مؤتمر الصومام - الدكتور / ل . زغيدي .

المطلوب : انطلاق من النص واعتمد على مكتسباتك القبلية :
1/- اشرح المفاهيم التالية : - حالة الطوارئ - المستوطنين .
2/- بين اسباب اندلاع الثورة من وجهة النظر الفرنسية .
3/- اذكر سببين حقيقيين داخليين ايا الى اندلاعه الثورة التحريرية .
4/- عدد اهم ثلاث صعوبات واجهت الثورة الجزائرية في عامها الاول.

الجزء الثاني (40ن)

لفت انتباه صديقك خلال متابعته حوار تلفزيوني حول الثورة الجزائرية تدخل لأحد المؤرخيين اعتبر فيه أن مؤتمر باندونغ كان بمثابة البوابة التي خرجت عبرها القضية الجزائرية الى هيئة الامم المتحدة . فطلب منك شرحا.
السند 1 :
ان جبهة التحرير الوطني ، لكي تحقق هدفها يجب عليها أ تنجز مهمتين في وقت واحد :
أولا : العمل الداخلي سواء في ميدان السياسي او ميدان العمل المح .
ثانيا : العمل في الخارج لجعل القضية الجزائرية حقيقة واقعية في العالم كله وذلك بمساعدة كل حلفاء الطبيعيين .
مقتطف من بيان اول نوفمبر 1954 م .
السند 2 :
" ... لى جانب هذا النظام الدامغ لم تعد الجزائر وحدها في المعركة كما كانت سنة 1954 إن وارئها طنجة .. القاهرة.. وباندونغ وكل هذه الدول تحمل .. الى عواصم العالم ملف جبهة التحرير الوطني ... ان التظامن المغربي والعربي والافريقي - الاسيوي ... الذي يضم ثلثي الانسانية يعترف بأن الجزائر قد استفتت ج.ت.و. وداست كل نظم الاستعمارية باقدام ثوارها ..."
عن جريدة المجاهد 1958 .
التعليمة:
بالاعتماد على السندات المقدمة (1.2) وكتسباتك القبلية اكتب فقرة من 10 الى 12 اسطر تشرح فيها ذلك.


الجغــــــــــــــــــــــــــــــرافيا : (70ن)..
الجزء الاول : (40ن)

*- اجب على مايلي :
1/- عرف مايلي : التنمية الاقتصادية - الزحف العمراني .
2/- بين أهمية التصنيع في الاقتصاد الوطني .

الجزء الثاني : ( 30ن)
خلال متابعة صديقك لشريط وثائقي حول الموارد الطبيعية والبشرية في الجزائر ، تبين له أن الجزائر بلد غني ، في حين انها مازالت تصنف في خانة الدول المتخلفة . فطلب منك تفسيرا .
السند 1:
" ... لقد ظلت الجزائر مدة من الزمن رهينة ترة استعمارية ثقيلة ، في كل المجالات صعب التغلب عليها وتجاوزها بسهولة ..."
عن مجلة الفيصل 1998 - العدد 123
السند 2:
" ... تعتبر الجزائر من الدول الغنية جد بالمحروقات فهي تتوفر على احتياطي كبير للبترول يتجاوز 10 مليار برميل ، كما تملك 3641 مليار م 3 كاحتياطي من الغاز الطبييعي وهي بذلك تعد من الدول العشرة الاوائل في العالم .... "
من مجلة الفيصل العدد 123 - 1997 م.

السند -3-

التعليمة : بالاعتماد على السندات المقدمة (1.2) ومكتسباتك القبلية ، اكتب فقرة من 08 الى 10 اسطر تشرح فيها ذلك .










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-18, 12:43   رقم المشاركة : 655
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[quote=براقدا;8886416]الجزء الاول (09ن)


صرح رائيس الحكومة الفرنسي منديس فرانس سنة 1955 قائلا:" ... ان الانفضل بين الجزائر وفرنسا مستحيل فالجزائر ارض فرنسية وأن سبب الثورة سوء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتبعية الثورة للخارج وان الحكومة الفرنسية قد اعلنت حالة الطوارئ وتسليح المستوطنين والقضاء على فعل العصابات وخارجي القانون ... "
من كتاب مؤتمر الصومام - الدكتور / ل . زغيدي .

المطلوب : انطلاق من النص واعتمد على مكتسباتك القبلية :
1/- اشرح المفاهيم التالية : - حالة الطوارئ - المستوطنين .
2/- بين اسباب اندلاع الثورة من وجهة النظر الفرنسية .
3/- اذكر سببين حقيقيين داخليين ايا الى اندلاعه الثورة التحريرية .
4/- عدد اهم ثلاث صعوبات واجهت الثورة الجزائرية في عامها الاول.

الجزء الثاني (40ن)

لفت انتباه صديقك خلال متابعته حوار تلفزيوني حول الثورة الجزائرية تدخل لأحد المؤرخيين اعتبر فيه أن مؤتمر باندونغ كان بمثابة البوابة التي خرجت عبرها القضية الجزائرية الى هيئة الامم المتحدة . فطلب منك شرحا.
السند 1 :
ان جبهة التحرير الوطني ، لكي تحقق هدفها يجب عليها أ تنجز مهمتين في وقت واحد :
أولا : العمل الداخلي سواء في ميدان السياسي او ميدان العمل المح .
ثانيا : العمل في الخارج لجعل القضية الجزائرية حقيقة واقعية في العالم كله وذلك بمساعدة كل حلفاء الطبيعيين .
مقتطف من بيان اول نوفمبر 1954 م .
السند 2 :
" ... لى جانب هذا النظام الدامغ لم تعد الجزائر وحدها في المعركة كما كانت سنة 1954 إن وارئها طنجة .. القاهرة.. وباندونغ وكل هذه الدول تحمل .. الى عواصم العالم ملف جبهة التحرير الوطني ... ان التظامن المغربي والعربي والافريقي - الاسيوي ... الذي يضم ثلثي الانسانية يعترف بأن الجزائر قد استفتت ج.ت.و. وداست كل نظم الاستعمارية باقدام ثوارها ..."
عن جريدة المجاهد 1958 .
التعليمة:
بالاعتماد على السندات المقدمة (1.2) وكتسباتك القبلية اكتب فقرة من 10 الى 12 اسطر تشرح فيها ذلك.


الجغــــــــــــــــــــــــــــــرافيا : (70ن)..
الجزء الاول : (40ن)

*- اجب على مايلي :
1/- عرف مايلي : التنمية الاقتصادية - الزحف العمراني .
2/- بين أهمية التصنيع في الاقتصاد الوطني .

الجزء الثاني : ( 30ن)
خلال متابعة صديقك لشريط وثائقي حول الموارد الطبيعية والبشرية في الجزائر ، تبين له أن الجزائر بلد غني ، في حين انها مازالت تصنف في خانة الدول المتخلفة . فطلب منك تفسيرا .
السند 1:
" ... لقد ظلت الجزائر مدة من الزمن رهينة ترة استعمارية ثقيلة ، في كل المجالات صعب التغلب عليها وتجاوزها بسهولة ..."
عن مجلة الفيصل 1998 - العدد 123
السند 2:
" ... تعتبر الجزائر من الدول الغنية جد بالمحروقات فهي تتوفر على احتياطي كبير للبترول يتجاوز 10 مليار برميل ، كما تملك 3641 مليار م 3 كاحتياطي من الغاز الطبييعي وهي بذلك تعد من الدول العشرة الاوائل في العالم .... "
من مجلة الفيصل العدد 123 - 1997 م.

السند -3-

التعليمة : بالاعتماد على السندات المقدمة (1.2) ومكتسباتك القبلية ، اكتب فقرة من 08 الى 10 اسطر تشرح فيها ذلك

اختي لم افهم محل هذه الاسئلة لو كتبتي عنوان او وضعته في موضوع مستقل يخصكي افضل .










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-18, 20:59   رقم المشاركة : 656
معلومات العضو
bxman303
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ممكن بحث حول 1/ الحوار الاجتماعي
2/نظرية المجتمع المنشوري
وشكرا










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-18, 21:49   رقم المشاركة : 657
معلومات العضو
bxman303
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بحث حول المجتمع الموشوري










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-18, 21:50   رقم المشاركة : 658
معلومات العضو
bxman303
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الاسبوع المقبل عندي بحث حول المجتمع الموشوري مادة الادارة المقارنة سنة رابعة علوم سياسية ولم اجد اي مرجع الرجاء المساعدة المساعدة المساعدة وشكرا مسبقا










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-18, 23:34   رقم المشاركة : 659
معلومات العضو
souad_02
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية souad_02
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم أريد بحث عن علاقة علم الاجتماع بالصحافة المكتوبة
و في الفلسفة أريد فلسفة الدين عند دفيد هيوم مع ذكر المراجع و أجرك عند الله










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-19, 20:32   رقم المشاركة : 660
معلومات العضو
bxman303
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

يومين ولم يرد علي شكرا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc