|
منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
إطلالات الصوم في الحديث النبوي
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2016-06-27, 23:13 | رقم المشاركة : 631 | ||||
|
سُنة الاعتكاف---الشيخ الطاهـر بدوي---
لما كان هذا المقصود إنما يتم مع الصوم، شرع الاعتكاف في أفضل أيام الصوم وهو يوم العشر الأخيرة من رمضان. ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف مفطرًا قط، بل قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “لا اعتكاف إلا بصوم” رواه أبو حنيفة ومالك وأحمد.
|
||||
2016-06-27, 23:19 | رقم المشاركة : 632 | |||
|
وحدة الصّوم والعيد ---الشيخ محمد البشير الإبراهيمي -
ما شتّت شمل المسلمين وأرث بينهم العداوة والبغضاء، إلاّ قدح بعضهم في أمانة بعض، في الإمامة والشّهادة، وهما حجر الأساس في بناء الإخوة الإسلامية، لأنّ الإمامة من دعائم الدّين، ولأنّ الشّهادة من مقاطع الحقوق في الدّنيا.
تعمل جمعية العلماء هذه الأعمال وتعدّها من أهم الوسائل لجمح كلمة المسلمين، لأنّ الخلاف كلّه شرّ، وشرّه ما كان في الدّين وأشعنه ما اتّصل بالعامة وآثر فيها التعصّب الباطل. فإنّ الخلاف في العلميات مقصور على العلماء محصور منهم في دائرة ضيّقة فلا تظهر آثاره ولا أعراضه في العامة، أمّا الخلاف في الصّوم والعيد وما جرى مجراه فإنّه يسري في العامة فيتناولونه بعقولهم الضيّقة فلا يثير إلاّ التّشنيع والتّعصّب والعداوة. أضاع المسلمون بهذا الخلاف كلّ ما في الأعياد من جلال روحي ومعان دينية واجتماعية، وأصبحت أعيادنا تمرّ وكأنّها مآتم. لا تنبّه في النّفوس سموًا ولا تشيّع فيها ابتهاجًا، ولا تثير فيها حركة إلى جديده، ولا سعيًا إلى مفيد، ولم يبق فيها إلاّ معان ثانوية مغسولة فاترة تظهر في هذه الصّغائر من ترفيه تقليدي على الصّبيان أو توسعة شهوانية على العيال، أو تزاور منافق يتولّاه اللّسان ولا يتولّاه القلب، وقد يلتقي الأخوان أو الصّديقان أو الجاران، وأحدهما مفطر والآخر صائم. |
|||
2016-06-27, 23:23 | رقم المشاركة : 633 | |||
|
الظِلُّ الوَريف في المصحف الشّريف-- نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ --- الدكتور يوسف بلمهدي إمام وأستاذ بجامعة المسيلة
نسيان الخالق والغفلة عنه سبحانه خطر دائم وبلاء قائم، لأنه منزلق إلى النار، ومنحدر إلى الشنار، ولذلك كانت وظيفة الأنبياء التذكير {وَذَكِرْ فَإِنَ الذِكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} الذاريات:55. ولا تزول غيايات النسيان إلا بالتذكير، ولا تنقشع سحابات الغفلة إلا بالتبصير، وإن أعظم الأسباب التي يؤخذ بها في علاج النسيان تعريف النعم، وتعداد المنن، {يَا أَيهَا الْإِنْسَانُ مَا غَركَ بِرَبكَ الْكَرِيمِ * الذِي خَلَقَكَ فَسَواكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَي صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكبَكَ} الانفطار:6-8.
يريد الله منك أيها الناسي أن تنظر كيف خُلقت ولم تكن شيئًا يذكر، وحين خرجتَ إلى الدنيا أقام عودك بالحليب الدافئ شتاءً، والبارد صيفًا، ولا تكاد تسيغ اللقمة، ولو فعلت لهلكت، ثم يذكرك يوم كان نطقك نغنغنة ونأنأة ثم فتح عليك {عَلَمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} العلق:5، وحين اشتد عودك تنكرتَ لخالقك وقلتَ: “وما رب العالمين”، قال الشاعر في الجحود: أُعلمهُ الرمايَةَ كُل يومٍ فَلَما اشتَد ساعِدُهُ رَماني خلع عليك من لباس الخلق أجمله وأحسنه، ولو شاء أقامك على وجهك تهيم، وعلى أربع كالبهيم، ثم تصد بوجهك عن الله صدودًا، إن نسيَ ابن آدم ذلك فليذكُر كيف خلقه الله من لاش، وأعطاه العقل ببلاش، وأمتعهُ في الدنيا باللباس والأثاث والأرياش {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ} الأعراف:26. إن استدبار السماء من بني آدم خيانةٌ ومصيبةٌ، نسيان الفرد لربه جريرة، ولكن أعظم من ذلك أن تنسى الأمة ربها، أو يغفل بنو آدم بالمجموع عن خالقهم، كما تعيش اليوم شعوب كقطعان هائمة، ودواب سائمة لا تعرف دينًا ولا عبادةً، ولا تعبأ لصلاح أو هداية، والله يناديهم: “عبدي أنتَ تريد وأنا أُريد، فإذا أعطيتني ما أُريد أعطيتُك ما تُريد، وإذا لم تُعطني ما أُريد أتْعَبْتُك فيما تريد، ولا يكون إلا ما أُريد” حكمة بالغة فما تُغني النذُر! |
|||
2016-06-28, 16:29 | رقم المشاركة : 634 | |||
|
د.موسى إسماعيل يجيب
السؤال: ما هو فضل العشر الأواخر من رمضان، وبماذا تنصحنا ونحن قد أقبلنا عليها؟
الجواب: جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا»، ولذلك كانت العشر الأواخر من أفضل أيام الشهر. ولأن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصها بالمزيد من الاجتهاد في العبادة والعمل الصالح. فقد روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِد فِي العَشْر الأَوَاخِر مَا لاَ يَجْتَهِد فِي غَيْرهَا». وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ، وَشَدَّ المِئْزَرَ». ويؤخذ من الحديث استحباب إحياء الليل بالصلاة، والجِدُّ في الطَّاعة، واستحباب حث الأهل على قيام الليل. وقد روى أحمد والترمذي وصححه عن علي رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ». وروى محمد بن نصر عن زَيْنَب بْنت أُمّ سَلَمَة رضي الله عنها قالت: «لَمْ يَكُنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَقِيَ مِنْ رَمَضَان عَشْرَة أَيَّام يَدَعُ أَحَدًا مِنْ أَهْله يُطِيق الْقِيَامَ إِلَّا أَقَامَهُ». وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف فيها متحريا بذلك ليلة القدر، كما جاء ذلك في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَاوِرُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ وَيَقُولُ: تَحَرَّوا لَيلَةَ القَدْرِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ». فعلى الصائمين والصائمات أن يحسنوا استقبالها بالتشمير عن ساق الجد اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأن يعمروها بالأعمال الصالحة، وأن يخصوها بالإكثار من تلاوة القرآن والذكر والدعاء والمزيد من الصدقات، وأن يداوموا على الاعتكاف فيها أو ملازمة المساجد في أكثر الأوقات، وعليهم أيضا أن يحثوا الأهل والأولاد على اغتنامها، وأن يتعاونوا جميعا على استغلالها، ومن أيقظ أهله فيها وأحيا لياليها كان من المرحومين. ففي الحديث عند أحمد وأبي داود والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللهُ رَجُلاً قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا المَاءَ، رَحِمَ اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ المَاءَ». وروى أبو داود والنسائي في الكبرى وابن ماجة عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أَيْقَظَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّيَا أَوْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا، كُتِبَا فِي الذَّاكِرِينَ وَالذَّاكِرَاتِ». قال سفيان الثوري: «أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك». |
|||
2016-06-28, 16:31 | رقم المشاركة : 635 | |||
|
د.موسى إسماعيل يجيب
السؤال: خلال رمضان وقبل الأذان الثاني للفجر ببضع ثوان شربت الماء، ولما سمعت الأذان توقفت عن ذلك لكنني بلعت ما كان في فمي من الماء ولم أرده، فهل يعتبر هذا عمدا، مع العلم أنني كنت شارد الذهن منذ البداية، فما الحكم جزاك الله كل خير؟ الجواب: من كان يأكل أو يشرب ثم دخل وقت الفجر وجب عليه أن يتوقف عن الأكل والشرب ويلقي ما في فمه من طعام أو شراب، فإن ألقاه فصيامه صحيح ولا قضاء عليه، وإن تمادى في أكله أو شربه أو ابتلع ما في فمه فصومه فاسد، وعليه أن يعيده، لأن من شرط الصيام الإمساك عن الأكل والشرب من لحظة طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهذا لم يمسك، ومعلوم في أصول الفقه بأن الشرط يلزم من عدمه العدم، فعدم الإمساك والتمادي في تعاطي المفطر يلزم منه عدم المشروط وهو صحة الصيام، وعن هذه المسألة يقول العلامة خليل في مختصره في ما لا قضاء فيه: «وَنَزْعِ مَأْكُولٍ أَوْ مَشْرُوبٍ أَوْ فَرْجٍ طُلُوعَ الْفَجْرِ»، أي لا قضاء على من كان يأكل أو يشرب أو يجامع فنزع ما بفمه من طعام أو شراب وألقاه أو نزع ذكره من فرج زوجته، أما إن تمادى فلا يصح صومه.
|
|||
2016-06-28, 16:32 | رقم المشاركة : 636 | |||
|
د.موسى إسماعيل يجيب
السؤال: لدي مبلغ من المال بلغ النصاب في عاشوراء السنة الماضية، ولم أزكه في تلك السنة لعدم مرور الحول عليه، هل هذا صحيح؟ |
|||
2016-06-28, 16:33 | رقم المشاركة : 637 | |||
|
د.موسى إسماعيل يجيب
السؤال: أفطرت في رمضان سنة 2011 بحكم أنني كنت نفساء، وانقطع دم النفاس قبل أربعين يوما، أي في الأيام الأخيرة من رمضان، وكنت أرضع ابني فأفطرت الأيام التي كنت فيها طاهرا خوفا من انقطاع الحليب، ثم قمت بقضاء الشهر كله في نفس السنة، أي قبل حلول رمضان التالي لكن لم أقم بإخراج الفدية على الأيام التي أفطرتها، هل تجب عليّ إخراج الفدية عن الأيام التي أفطرتها؟ وإذا كان الجواب بنعم فهل أخرجها عن السنة التي أفطرتها أم عن كل هذه السنوات التي مرت؟
الجواب: الواجب عليك قضاء جميع شهر رمضان، وقد فعلت ذلك، وليس مع قضاء الأيام التي أفطرت فيها بسبب النفاس أي فدية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الحائض وكذا النفساء بقضاء الصوم ولم يأمرهما بالفدية، وعلى ذلك وقع إجماع المسلمين، أما الأيام التي أفطرت فيها بسبب الرضاعة فيجب إخراج الفدية عنها، بإطعام مسكين عن كل يوم، ولا تتضاعف ولو مرّ عليها عدة سنوات. |
|||
2016-06-28, 16:33 | رقم المشاركة : 638 | |||
|
د.موسى إسماعيل يجيب
السؤال: أردت سؤالكم عن حالتي، حيث أنني بعد الإفطار بمدة رأيت في ملابسي بقعة سوداء صغيرة جدا ولم تبدو لي كالدم، وقد ذهبت لأداء صلاة التراويح، وعند انتهائي من الصلاة رأيت بقعا من الدم، فهل وجب علي قضاء ذلك اليوم؟ وهل علي ذنب عند ذهابي إلى التراويح في تلك الحالة؟ الجواب: إذا تبين لك أن تلك البقعة من أثر الدم فذلك يعني أن الحيض قد اعتراك، فإن كان نزول الدم بعد الغروب فلا قضاء عليك، وإن كان قبل الغروب فيجب القضاء، وإن وقع منك التردد وحصل الشك هل نزل قبل الغروب أو بعده فيجب القضاء أيضا، لاحتمال أن يكون نزوله قبل المغرب، والاحتياط في مثل هذا مطلوب، والشك مؤثر في صحة العبادة، وأما ذهابك إلى صلاة التراويح وأنت معتقدة الطهارة ولم يتبين لك أمر الحيض إلا بعد الصلاة فلا شيء عليك ولا إثم، إن الإثم على من علمت به وتعمدت الصلاة ودخول المسجد. |
|||
2016-06-28, 16:34 | رقم المشاركة : 639 | |||
|
د.موسى إسماعيل يجيب
السؤال: كيف لنا أن نقوي إيماننا فيما بقي من أيام شهر رمضان المبارك ونعزز ثقتنا بالمولى عز وجل؟ الجواب: الأيام العشر الباقية من رمضان هي أفضل أيامه، لأن فيها ليلة القدر المباركة، ولأن الأعمال بالخواتيم، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ». ومن جملة الأسباب المقوية للإيمان المحافظة على الصلاة المكتوبة في وقتها مع الجماعة، والمحافظة على صلاة النافلة وخاصة قيام الليل، والإكثار من قراءة القرآن الكريم والاستماع إليه، والمداومة على ذكر الله تعالى والدعاء والاستغفار، وتعمير المساجد وحضور مجالس الذكر والعلم، والإحسان إلى ذوي الحاجات من الفقراء والمساكين، واجتناب مجالس اللغو كالطرقات والأسواق، واختيار الأصحاب الأخيار، فإذا حافظت على هذه الأشياء قوي إيمانك بالله تعالى وتوثقت صلتك به. |
|||
2016-06-29, 00:26 | رقم المشاركة : 640 | |||
|
مُباهاة الله ملائكته بعباده الصّائمين-- الشّيخ عبد المالك واضح--إمام مسجد عمر بن الخطّاب -بن غازي - براقي -
وَرَدَ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان إذا أقبل شهر رمضان يقول: “أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرّحمة، ويحطّ الخطايا، ويستجيب فيه الدّعاء، ويُباهي بكم ملائكته، وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإنّ الشّقي من حُرِم فيه رحمة الله عزّ وجلّ”.
إنّ الله تعالى يُباهي بالصّائمين ملائكته فيقول: انظروا إلى عبادي، انظروا إلى الصّائمين في النّهار، انظروا إلى مَن أقاموا اللّيل رُكَّعًا سُجَّدًا بين يدَيَّ، انظروا إلى مَن قضوا اللّيل مع قرآني يتلونه ويتدبّرون آياته، وهذه علامات من علامات الحبّ لله تبارك وتعالى، يقول ابن القيم: “إنّ اللّيل أُنس المحبّين، وروضة المشتاقين، ومدرسة الصّالحين، من هذه المدرسة تخرَّج العارفون بالله، وتخرَّج الصّادقون مع الله، إنّ عباد الله الصّالحين ينتظرون هذا اللّيل يرعونه بالنّهار كما يرعي الرّاعي غنمه، ويحنون إلى غروب الشّمس كما تَحِنّ الطّير إلى أوكارها، حتّى إذا ما جنّهم اللّيل، واختلط الظّلام، وبسطت الفُرش، وخلا كلّ حبيب بحبيبه قام عباد الله الصّالحون فنصبوا إلى الله أقدامهم، وافترشوا جباههم، وناجوا ربّهم طيلة اللّيل بقرآنه، وتضّرعوا إليه تبارك وتعالى، وطلبوا منه تكرّمه وإنعامه وإحسانه. فمُباهاة الله بنا ملائكته عندما نكون على الأحوال الّتي يرضاها سبحانه، فهذا ذاكر لله، وهذا صائم لله، وهذا صابر لله، وهذا شاكر لله، وهذا مُحسن لله، وهذا مستغفر لله، وهذا متصدّق على الفقراء والمساكين لوجه الله. أخرج الحاكم في مستدركه من حديث عبد الله بن عمرو أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “الصّيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصّيام: أي ربّي، منعتُه الطّعام والشّراب والشّهوة، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: أي ربّي، منعته النّوم باللّيل فشفّعني فيه”، انظر إلى هذه البِشارة النّبويّة: “فيشفعان”، أي: فيَشفع الصّيام فيك أيّها الصّائم، ويشفع القرآن فيك أيّها القارئ، فيا لها مِن كرامة، ويا له من فضل، ويا لها من رحمات. فإذا باهى الله بنا ملائكته، وشفّع فينا الصّيام والقرآن، فإنّ الجائزة والمِنحة في انتظارنا، تاالله إنّها لصفقة مربحة، صفقة عرضت علينا فنربَح فيها جنّة عرضها السّماوات والأرض، بفضل الصّيام والقيام والقرآن، فيغفر الله لنا معشر الصّائمين: “مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه”، صفقة عظيمة، ورحمة كريمة من الله سبحانه. فهيّا أيّها الصّائم أقْبِل إلى ربّك، عُد إلى الله، ارجع إليه، استغفر الله عزّ وجلّ، وامش بين يديه، وقِفْ على بابه ذليلاً خاشعًا طالبًا منه العفو والرّحمة والغفران، ولا تيئس ولا تقنط مهما ارتكبت من الذّنوب والمعاصي، حتّى لو وقعت في الكبائر، عُد إلى ربّك، واعلم بأنّ عفو الله أعظم من كبائرك، وأعظم من ذنوبك، وأعظم من معاصيك: “ينزل ربّنا كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا حين يمضي ثلث اللّيل الأوّل فيقول: أنا الملك، أنا الملك، مَن ذا الّذي يدعوني فأستجيب له، مَن ذا الّذي يسألني فأعطيه، من ذا الّذي يستغفرني فأغفر له”، فقُم يا عبد الله في هذا اللّيل، وكُن من السّاجدين بين يدي ربّك، كن من القائمين، كن من الذّاكرين والمستغفرين في الأسحار. إنّ خالقك يُناديك، فهل أنت ممّن سيقول لربّه: ها أنذا يا ربّ بين يديك، أسألُك العفو والمغفرة، أسألك أن تغفر لي ما قد سلف من الذّنوب والعصيان، وكُن على يقين بأنّ الله عزّ وجلّ سيستجيب منك الدّعاء: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”، أمَا علمتَ أنّك إذا عُدتَ إلى الله فإنّه سيفرَح بتوبتك وأوبتك وعودتك، وهو الغنيّ عنك فلا تنفعه طاعتك، ولا تضرّه معصيتك: “يا عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتْقَى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا”. والله وليّ التّوفيق. |
|||
2016-06-29, 00:27 | رقم المشاركة : 641 | |||
|
فتاوى الشيخ عبد السلام
سيدة تسأل عن ساعات إجابة الدعاء في شهر رمضان المبارك؟ شهر رمضان فرصة للعابدين والذّاكرين والعاملين، والدّعاء من أعظم العبادات الّتي يتقرّب بها الصّائم إلى الله تعالى فينال به خيري الدّنيا والآخرة، قال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” غافر:60، فمتى حقّق المؤمن شروط الدّعاء وآدابه فإنّ الله وعد بإجابته.. “ومَن أصدق من الله حديثًا”، وقد ذكرنا بعضًا منها في الأيّام السّابقة، ولا بأس بذكر ما يُناسب منها المقام هذه الأيّام وهو شهر الصّيام وعبادة الصّيام والقيام. وقد شرعت صلاة التّراويح في شهر رمضان، قال صلّى الله عليه وسلّم: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه” أخرجه البخاري ومسلم.
وقد ورد في فضل قيام اللّيل وفي إجابة الدّعاء في الثلث الأخير منه أحاديث كثيرة، منها ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “إنّ الله يَبسُط يده باللّيل ليتوب مسيء النّهار، ويبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء اللّيل، حتّى تطلع الشّمس من مغربها” رواه أحمد ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا حين يبقى ثلث اللّيل الآخر فيقول: مَن يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له” أخرجه البخاري ومسلم. كما أنّ ليلة القدر ليلة يُستجاب فيها الدّعاء، يتحرّاها المؤمن في العشر الأواخر من رمضان، فيقومها ويذكر الله فيها، ويدعو سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، موقنًا بالإجابة غير مستعجل، مخلصًا له جلّ جلاله |
|||
2016-06-29, 00:28 | رقم المشاركة : 642 | |||
|
فتاوى الشيخ عبد السلام
هل تجوز الاستدانة من أجل إخراج زكاة الفطر؟ |
|||
2016-06-29, 00:47 | رقم المشاركة : 643 | |||
|
د.موسى إسماعيل يجيب
السؤال: ما هو الوقت الذي يجوز لي أن أخرج زكاة الفطر فيه؟
الجواب: أفضل وقت إخراج زكاة الفطر هو صبيحة يوم العيد قبل الصلاة، لما رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنه «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِإِخْرَاجِ زَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ»، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين لفعل الصحابة رضي الله عنهم وأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، ففي البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه قال: «وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ»، وعليه فيمكنك أن تخرج زكاة فطرك ابتداء من ليلة الثامن والعشرين من رمضان. |
|||
2016-06-29, 00:48 | رقم المشاركة : 644 | |||
|
د.موسى إسماعيل يجيب
السؤال: سؤالي عن ختم القرآن في صلاة التراويح، وهو أننا في البلدية التي نسكن فيها اعتدنا أن نختم القرآن في صلاة التراويح في آخر رمضان، ولا يوجد أي خلاف في ذلك ماعدا في مسجد واجد يقرأون حزبا واحدا فقط ويقول إمام المسجد أن الختم ليس مشروطا ولا سنة، ونريد أن نعرف الحق في هذه المسألة، وهل هناك فرق بين صلاة التراويح التي يحصل فيها ختم القرآن كله وبين التراويح التي يقرأ فيها بنصف القرآن أو أكثره أو أقله؟ الجواب: ما يفعله هذا الإمام لا يجوز شرعا، لأنه خالف التعليمة التي تأمر بختم القرآن في التراويح، وطاعة الجهة المسؤولة التي عينته وأخذت عليه العهد والشرط أمر لا يختلف في وجوبه، لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»، ولأن المسجد وقف لله، واحترام شرط الواقف واجب، ولأن هذا الإمام الذي لا يختم القرآن ثم في آخر الشهر يدعي الختم ويدعو بدعاء ختم القرآن يكذب على الناس، فكيف يدعي ختم القرآن وهو لم يقرأ إلا نصفه، ومن جهة أخرى فهو غير أمين، لأن الأمانة تقتضي أن يختم بالناس القرآن حتى لا يحرمهم أجر قراءة كل القرآن. وأما من حيث أجر صلاة التراويح فالكل مأجور عليها، لا فرق بين من ختم القرآن أو لم يختمه، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». وأما من حيث أجر القراءة فلا شك أن التراويح التي يختم فيها القرآن الكريم أفضل من التي يقرأ فيها ببعض القرآن الكريم، لأن الحسنات تكثر وتتضاعف بعدد الحروف التي تليت، لما رواه الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ». وعدد حروف القرآن 323015 حرف، فليس من قرأها جميعا كمن قرأ نصفها أو ثلثها. ومن تأمل صلاة السلف في قيام رمضان علم أنهم رضي الله عنهم كانوا يختمون القرآن الكريم عدة مرات في التراويح، ولهذا اتفق فقهاء المذاهب الإسلامية على فضل واستحباب ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح، وسنورد من كلامهم ما يدل على ذلك، ففي المبسوط للسرخس الحنفي قال: «والختم سنة في التراويح». وفي تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للزيلعي الحنفي قال: «ومنهم من استحب الختم في الليلة السابعة والعشرين من رمضان رجاء أن ينالوا ليلة القدر؛ لأن الأخبار تضافرت عليها، وروى الحسن عن أبي حنيفة أنه يقرأ في كل ركعة عشر آيات ونحوها، وهو الصحيح لأن السنة فيها الختم مرة وهو يحصل بذلك مع التخفيف». وجاء في مختصر خليل المالكي: «وَالْخَتْمُ فِيهَا وَسُورَةٌ تُجْزِئُ». وقال الخرشي في شرحه: «يعني أنه يستحب ختم القرآن كله في التراويح، أي في جميع الشهر إن أمكن، ليوقف المأمومين على سماع جميعه، والسورة في جميع الشهر تكفي عن طلب قراءة الختم، فيسقط الطلب بذلك، هذا هو المراد بالإجزاء». |
|||
2016-06-30, 16:17 | رقم المشاركة : 645 | |||
|
وحدة الصّوم والعيد 341-- الشيخ محمد البشير الإبراهيمي -
إنّ هذا الخلاف الفاشي بين المسلمين في الصّوم والعيدين هو التفرّق في الدّين، حذّر منه القرآن فقال: “إِنَّ الَّذِينَ فَرّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ”، وقال: “أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ”. وكيف يرجو المسلمون الخير وهم متفرّقون في دينهم، مخالفون لكتابهم، معرضون عن وصايا نبيّهم، ناكبون عن صراط سلفهم. |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحديث, السوء, النبوي, إطلالات |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc