طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع - الصفحة 41 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم المتوسط > قسم النشاطات الثقافية والبحوث واستفسارات الأعضاء > قسم البحوث و الاستفسارات و طلبات الأعضاء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-02-26, 17:49   رقم المشاركة : 601
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soumia52 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله.شكرا جزيلا اخي على الاهتمام.من فصلك انا اريد مساعدة عن العقد بين المقاول، المهندس و المالك سواءا كان المالك طبيعي او معنوي.واذا لم تكن لديك معلومات عن هذه النقطة من فصلك ان تساعدني في النموذج الذي قلت لي عليه بين المهندس و المالك.
شكرا جزيلا اخي.


بسم الله الرحمن الرحيم

نوع الملف: Microsoft Word - إصدار HTML‏
لا يحق للطرف الثاني تحويل واجباته والتزاماته بموجب هذه الاتفاقية كلياً أو جزئياً لأي شخص طبيعي أو معنوي ما لم يحصل على موافقة خطية من المالك بذلك








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-02-26, 17:51   رقم المشاركة : 602
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

ﻓـﻲ ﻣﺠــﺎل اﻹﻟﺘـــﺰاﻣﺎت

نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat - عرض سريع
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻹﻟﺘﺯﺍﻡ ، ﺴﻭﺍﺀﺍﹰ ﻜﺎﻥ ﺇﺭﺍﺩﻴﺎ ﺃﻡ .











رد مع اقتباس
قديم 2011-02-26, 18:04   رقم المشاركة : 603
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة stambouli62 مشاهدة المشاركة
سلام عليكم اخوتي اريد بحث حول
1-الاستراتيجيات الداعمة لانظمة و عمليات الخدمة التفاعلية و العلائقية بين الخدمة و المستفيد


الفصل الأول

نوع الملف: Microsoft Word - إصدار HTML‏
ظهرت مؤخرا تكنولوجيا نظم المعالجة التحليلية العلائقية على الخط المفتوح ROLAP ... تشكل أنظمة المكتب الإلكتروني مع أنماط أخرى في نظم المعلمات المحوسبة ، البنية التحتية لانبثاق ..... تحسين الخدمة المقدمة للمستفيد. نظم مساندة قرارات الأعمال الإلكترونية: .... تصميم عمليات المعالجة. (التوافقية بين المدخلات والمخرجات ...









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-26, 19:35   رقم المشاركة : 604
معلومات العضو
rebata
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي


اسم العضو :rebata

الطلب :بحث حول تقسيم السوق و استراتجية تقسيمه

المستوى :2 جامعي (اقتصاد)


أجل التسليم :1\03\2011

و شكرا ...........^^










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-26, 20:03   رقم المشاركة : 605
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rebata مشاهدة المشاركة

اسم العضو :rebata

الطلب :بحث حول تقسيم السوق و استراتجية تقسيمه

المستوى :2 جامعي (اقتصاد)


أجل التسليم :1\03\2011

و شكرا ...........^^






ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺴﻮق واﻻﺳﺘﻬﺪاف اﻟﺘﺴﻮیﻘﻲ ﻧﺸﺄﺓ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺃﻫ

نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat - عرض سريع
ﺑﺤﻮث اﻟﺴﻮق وﻧﻈﻢ. اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ، واﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﺘﺴﻮﻳﻘﻴﺔ . ●. یﻜﻮن اﻟﺘﻤﻴﺰ ﻓﻲ اﻟﺪﺥﻞ أو اﻟﺤﺎﺟﺎت أو ﻃﺮیﻘﺔ اﻟﺸﺮاء .. ●. آﻠﻤﺎ آﺎن اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ دﻗﻴﻘﺎ آﻠﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ...













رد مع اقتباس
قديم 2011-02-26, 20:03   رقم المشاركة : 606
معلومات العضو
soumia52
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-26, 20:04   رقم المشاركة : 607
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي



تقسيم السوق
"market segmentation





واحد من الخطوات المهمة جدا قبل البدء بأي مشروع هو تحديد الفئة المستهدفة
لأنه حاليا ونتيجة للمنافسة الكبيرة من الخطأ الاعتماد على منتج يلبي رغبات الجميع

تقسيم السوق market segmentation


يعني تقسيم العملاء إلى مجموعات أو شرائح بحيث يتميز أعضاء كل شريحة بمجموعه من الاهتمامات المشتركة والحاجات المتشابهة

الحاجة الى تقسيم السوق "أهمية تقسيم السوق

مبادئ علم التسويق تنادي دائما بالفهم الجيد لحاجات السوق ومحاولة تلبية هذه الحاجات بشكل أفضل من المنافسين
ولكن العملاء يختلفون كثيرا في احتياجاتهم ومن الصعب جدا ارضاء الجميع بنفس الطريقة او نفس المنتج

ولذلك فأنه من الضروري تحديد السوق المستهدفtarget market
[IMG]https://www.aperfectworld.org/clipart/****phors/bullseye.gif[/IMG]


ومحاولة تقديم المنتج الذي يلبي حاجات هذا القطاع بشكل خاص
ولتحديد السوق المسنهدف يجب اولا تقسيم السوق الى عدد من القطاعات ومن ثم دراستها وتحديد السوق الأفضل الذي تستطيع الشركة خدمته بشكل افضل وتحقيق أرباح اعلى من خلاله
متطلبات تقسيم السوق requirement for market segment

لكي نستطيع وصف مجموعة من الأشخاص بكونهم يمثلون قطاع أو شريحة في السوق
يجب ان يتميزوا بالآتي

(1)أن تكون الصفة المميزة لهم قابلة للقياسى حتى يتم تميزيهم
measurable



(2)قابلية الوصول اليهم بالمنتج accessiable

فمن الصعب مثلا اعتبار البدو كشريحة تسويقة الا في حالة القدرة على الوصول اليهم

(3)ان تكون كبيرة الحجم نسبيا بالقدر الذي يسمح بتخصيص جزء من أمكانيات الشركة او المنشأة لأستهدافهم
substential


مثلا من المممكن اعتبار الأشخاص الذين يكتبون باليد
اليسرى شريحة تسويقية في العالم وانتاج بعض الأدوات الخاصة لهم ولكن ماذا ان كان الأنتاج محلي ولا يوجد عدد كبير من هؤلاء الأشخاص في البيئة المحلية

(4)أحتياجات مميزة أو فريدةunique needs

حيث ان هذه تلبية هذه الاحتيااجات ستكون الميزة التي تعمل االشركة على تحقيقها من خلال استهداف هذه الشريحة

وكقاعدة عامة فأن التقسيم الجيد للسوق سوف ينتج لنا عن شرائح تسويقية مختلفة عن بعضها الاخر ولكنها أفراد الشريحة الواحدة متشابهون قيما بينهم

طرق تقسيم السوق "الأسس التي يتم عليها تقسيم السوق
bases for market segementation

demographic segmentationالتقسيم الديموجرافي


فيها يتم تقسيم المستهلكون حسب العمر أوحسب النوع أو حسب مستوى التعليم أو حسب الدخل ,….
وهى من أكثر الطرق استعمالا فى التقسيم
فمثلا يمكن تقسيم السوق الى كبارالسن شباب أو أطفال

نساء ورجال وهكذا

أو حسب مستوى الدخل
أقل من 1000
أكثر من 1000

geographic segmentation العوامل الجغرافية


التقسيم علي اساس العوامل الجغرافية : حيث يتم تقسيم وتجزئة السوق لاقاليم . محافظات . مدن ومناطق ذات خصائص متشابهة .
مثلا
حضر
وريف
أو
مناطق باردة و مناطق حارة

التقسيم البياني أو الوصفيpsychographi



ويعني تقسيم الزبائن إلى عدة فئات اعتمادا
على نمط حياتهم وصفاتهم الشخصية.
ما هو نمط الحياة للزبائن الذين تقدم لهم الخدمة؟
رياضيون رجال اعمال ربات منزل وهكذا
أو نباتيون مثلا
وأهمية الإجابة على بعض هذه الأسئلة تكمن في معرفة أن اختلاف أنماط الحياة يتطلب خدمات مختلفة




التقسيم سلوكياbehavioral



ويعني تقسيم الزبائن اعتمادا على معرفتهم ومواقفهم
واستخدامهم للمنتج.
مثل
مدى ولائهم للمنتج
معدلات الشراء
وغيرها
ومن الصعب تحديد الكثير من هذه المتغيرات، ولكن يجب وضع تنبؤات مدروسة.

ويمكن البدء في هذا القطاع بالنظر إلى فوائد المنتج التي يهتم بها الزبائن

اتمنى ان الموضوع ينال اعجابكم

تم تجميع المادة العملية للموضوع بالأستعانة بعدد من المواقع كمراجع ومنها
www.businessplans.org
www.quickmba.com

أتمنى ان اكون قد وفقت في عرض الموضوع









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-26, 20:06   رقم المشاركة : 608
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي




وطبعا نتي شرحتي طرق تقسيم السوق او الاساليب
demographic segmentationالتقسيم الديموجرافي
geographic segmentation العوامل الجغرافية

التقسيم البياني أو الوصفيpsychographi

التقسيم سلوكياbehavioral

هزود بقي كمان كام نقطه وهما

ه متغيرات التشغيل: تقسيم حسب التكنولوجيا المستخدمة مثل التكنولوجيا المختلفة في صناعة ما،
تقسيم حسب شدة الاستخدام مثل مؤسسات ذات استخدام شديد ومتوسط وبسيط، تقسيم حسب احتياجات
العميل للخدمة مثل مؤسسات تحتاج خدمات كثيرة ومؤسسات تحتاج خدمات قليلة

ه أسلوب الشراء: تقسيم حسب أسلوب اختيار المنتج مثل مؤسسات تبحث عن الجودة ومؤسسات تبحث عن الأسعار الزهيدة
ومؤسسات تبحث عن خدمة ما بعد البيع، تقسيم حسب مركزية عملية الشراء لدى العميل مثل مؤسسات
مركزية في الشراء ومؤسسات لديها لامركزية في اتخاذ قرارات الشراء، تقسيم حسب طريقة التعاقد
[size=18والاختيار المفضلة لدى العميل مثل مؤسسات تفضل التأجير ومؤسسات تفضل الشراء ومؤسسات تفضل [/size]
عقود الخدمة (عقود المقاولات)، تقسيم حسب طبيعة عمل المؤسسة مثل مؤسسات تخصصها
الأساسي تجاري ومؤسسات تخصصها مالي ومؤسسات تخصصها هندسي، تقسيم حسب التكنولوجيا
المستخدمة في الطلب مثل مؤسسات مستخدمة للشبكة الدولية ومؤسسات لها شبكة خاصة للشراء
ومؤسسات مستخدمة للفاكس والبريد

ه خصائص الطلب: تقسيم حسب حجم الطلب مثل مؤسسات تطلب كميات كبيرة في أمر التوريد الواحد
ومؤسسات تطلب كميات صغيرة، تقسيم حسب سرعة الطلب مثل شركات تحتاج مدة توريد قصيرة جدا
وشركات تقبل مدة توريد طويلة، تقسيم حسب استخدام المنتج/الخدمة فمثلا يمكن التركيز على شركات
لها استخدام محدد للمنتج أو محاولة تلبية احتياجات استخدامات عديدة

ه سلوك العملاء: مؤسسات لها ولاء شديد لمورديها وشركات ليس لديها ولاء لمورديها،
شركات لديها عدد محدود من الموردين وشركات لديها عدد كبير من الموردين، شركات لديها
استعداد للمخاطرة وشركات ليس لديها استعداد للمخاطرة

ملاحظات عامة
ه قد تستخدم بعض التقسيمات المذكورة أعلاه وقد تستخدم تقسيمات أخرى حسب طبيعة المنتج
والمستهلكين وخلافه فمثلا إن كنت تريد أن تبيع كتب خارجية للطلبة فقد تحتاج على تقسيمهم
إلى طلبة دروس خصوصية وطلبة لا يذهبون إلى دروس خصوصية، وقد تحتاج إلى التقسيم إلى
طلبة مدارس حكومية وطلبة مدارس خاصة، وكذلك طلبة مدارس لغة عربية وطلبة لغة إنجليزية
وطلبة لغة فرنسية. كذلك قد تحتاج إلى تقسيم عملاء خدمة التلفون الأرضي إلى مستخدمي المحمول
وغير مستخدمي المحمول

ه عملية تقسيم السوق ليس لها قواعد ثابتة سوى أننا نريد الوصول إلى مجموعات متجانسة فيما بينه
ا في الاحتياجات ومختلفة عن المجموعات الأخرى بحيث يكون حجم المجموعة كبيرا بالقدر الذي يسمح
بإنتاج منتجات تناسب احتياجاتهم بشكل مربح. وبالتالي لابد أن نكون قادرين على تقدير حجم كل شريحة
وعلى إيصال منجاتنا لهم

ه قد يستخدم أكثر من تقسيم من الأنواع المذكورة أعلاه في نفس الوقت فقد يتم التقسيم سوق الملابس
إلى ذكور وإناث ثم يتم تقسيم كل منهم إلى أطفال وشباب وكبار ثم يتم تقسيم كل منهم إلى غني ومتوسط الحال ومحدود الدخل

ه يمكن لشركة ما أن تنتج مجموعة من المنتجات بحيث أن كل منتج يخدم شريحة معينة من العملاء
ه بعض المنتجات تباع للمستهلكين وللمؤسسات. في هذه الحالة قد يتم تقسيم السوق إلى قسمين رئيسيين:
تجاري واستهلاكي ثم يتم تقسيم كل منهما بعد ذلك. وقد يكون هناك تشابه بين احتياجات بعض
المستهلكين وبعض الشركات فيتم التقسيم حسب طبيعة الاستخدام وهكذا

ه تقسيم السوق قد يساعدك على اكتشاف قسم من المستهلكين يستخدم هذا المنتج ولكنه لا يلبي
احتياجاته أو لا يستخدمه ولكن يمكن أن يستخدمه لو صمم بشكل يلبي احتياجاتهم. كثيرا
ما يكون التركيز على طائفة خاصة لا تجد متطلباتها عند المنافسين مربحا لأن العملاء في هذه الحالة
يكونون على استعداد لتقبل سعر أعلى مقابل تلبية احتياجاتهم

ه أقصى تقسيم للسوق هو تقسيمه إلى أقسام وأقل تقسيم هو تقسيمه إلى جزء واحد أو بمعنى آخر عدم تقسيم.
عدم التقسيم أمر غير مرغوب فيه في أكثر الأحوال لأنه لابد وأن يوجد اختلاف في احتياجات الناس
أو أسلوب شرائهم وبالتالي لا يمكن تلبية احتياجات كل العملاء بنفس المنتج. التقسيم إلى أجزاء صغيرة
جدا تجعل اقتصاديات تلبية طلبات مجموعات صغيرة من الناس غير ناجحة فتكلفة تصنيع لعبة مختلفة
لكل خمسون طفلا تكون باهظة. بالطبع توجد أمثلة لهذا التقسيم الدقيق مثل حياكة (خياطة) الملابس لشخص
بعينه فهذه الملابس تصمم لهذا الشخص فقط،و كذلك تغيير تصميم السيارة لشخص معين مقابل سعر باهظ.
ولكن لو نظرت إلى هذا التقسيم لوجدت أنه في أصله تقسيم للعملاء إلى أقسام منها قسم معين يرغب في
هذه الخصوصية في التصميم ولديه الرغبة والقدرة على دفع مقابل مادي عالي وقسم لا يرغب في دفع
هذا المقابل المادي

بعد أن قسمنا السوق إلى شرائح فإننا ندرس جاذبية كل شريحة لكي نستطيع تحديد الشريحة أو الشرائح
التي سوف نحاول التركيز عليها (في حالة التخطيط الاستراتيجي). أما في حالة أننا نريد أن نبدأ مشروعا
بمنتج جديد فإننا لابد أن نكون حددنا الشريحة المستهدفة قبل تصميم المنتج/الخدمة ولا مانع من دراسة
باقي الشرائح لتحديد الخطة الاستراتيجية للشركة الوليدة.










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-26, 20:09   رقم المشاركة : 609
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

تجزئة السوق بحث




مقدمة

تعتبر دراسة الأسواق من العناصر الأساسية التي تحقق لنا النجاح التسويقي ، فبالنظر الى السوق نجد انه يعبر عن احد طرفي التبادل حيث نجد المؤسسات أو المنظمات تنتج السلع و الخدمات و توجهها الى الأسواق و هذه الأسواق تحدد بدرجة اساسية مدى نجاح المنظمات أو فشلها في إشباع إحتياجات المستهلكين و في وقتنا الحالي أدركت بعض المنظمات فكرة عددم إمكانية خدمة جميع المستهلكين و في هذه الأسواق لتميز المستهلكين بكثرة العدد وتشتتهم الجغرافي و إختلاف غحتياجاتهم و رغباتهم و ممارساتهم الشرائية .
ولهذا كان لا بد من دراسة تجزءة السوق و عليه يمكن طرح الإشكالية التالية : ماهي القطاعات السوقية التي ترغب الشركات في إستهدافها ؟




خطة البحث
• مقدمة .
• المبحث الأول : السوق ومضمون و منهجية دراسته
 المطلب الأول : تعريف السوق
 المطلب الثاني : مضمون دراسة السوق
 المطلب الثالث : منهجية دراسة السوق
• المبحث الثاني : ماهية تحزئة السوق واهميتها ، متطلباتها و فوائدها .
 المطلب الاول : تعريف تجزئة السوق و أهميته .
 المطلب الثاني : متطلبات تجزئة السوق .
 المطلب الثالث : فوائد تجزئة السوق .
• المبحث الثالث : إستراتيجية و اسس تجزئة السوق .
 المطلب الأول : إستراتيجية تجزئة السوق
 المطلب الثاني : أسس تجزئة سوق المستهلكين .
 المطلب الثالث : أسس تجزئة سوق الصناعية .
• المبحث الرابع : الأسواق المستهدفة
 المطلب الأول : مفهوم إستهداف السوق
 المطلب الثاني : معايير إختيار الأسواق المستهدفة
 المطلب الثالث : إستراتيجية إستهداف السوق
• الخاتمة
المبحث الاول : السوق و مضمون ومنهجية دراسته
المطلب الاول : تعريف السوق
تعريف السوق : السوق هو مجموع الجماهير ( أفراد ، منظمات ، مؤسسسات أو أجهزة ) التي بإمكانها أن تؤثر على مبيعات المنتجح المعين أو على نشاطات المؤسسة
ومن التعريف يظهر ان السوق هو مجموع الأشخاص القادلارين و الراغبين في تملك منتج أو خدمة معينة بمعنى يجب أن تتوفر الحاجة أو الرغبة في الشراء ، الإهتمام بالمنتج ، القدرة على الشراء و الحق في الشراء .
المطلب الثاني : مضمون دراسة السوق
تحتوي دراسة السوق على مختلف الأنشطة التي تنظم تنظيما محكما لجمع المعلومات و البيانات الخاصة و المستهلكين و تحليلها بهدف الوصول الى قاعدة للقرارات التسويقية وتحديد الأخطار و ذلك حسب إجراءات محددة و مصاغة للمؤسسة على الطرق و تقنيات علمية لضمان موضوعية وموثوقية المعلومات .
و التسويق يتشكل من كل الأنشطة الممارسة التي تهدف الى إثارة الغنتباه او الرغبة في المنتوج أو الخدمة ـ وهدفه الأساسي تصور عرض المؤسسة .
و نلاحظ في الوقت الحالي أن المستهلك يحتاج الى معرفة ما يقدمه المنتوج او الخدمة من قيمة له و كيف هذا المنتوج أو هذه الخدمة تكون أفضل أو أحسن من كل ماهو موجود في السوق من حيث الثمن و الجودة والخدمة .
وهذا ما يجعل من دراسة السوق انها تتمثل في كل الأبحاث الخاصة بتوزيع المنتوجات والخدمات التي تهدف الى جمع الكثير من البيانات حول الزبائن ، ومنطقة الزبائن ، عادات وسيرورة الشراء و التوجهات و التطورات حرفة المؤسسة في السوق .
و السبب الذي ادى إلى دراسة السوق هو المشكل الذي تواجهه المؤسسات و يتمثل في صعوبة فهم وإغراء المستعلك لأن دراسة السوق تتكيف مع طبيعة الزبائن لفهم حاجياتهم و رغباتهم لأنها تعتمد على الطرق و التقنيات النوعية لتحليل السلوك والدوافع السيكولوجية و الكمية التي تبحث عن نتائج إحصائية سليمة تمكن المؤسسة من متابعة مستمرة للمبيعات والممشتريات و تطور منتوجاتها و كذلك منتوجات المنافسة .
المطلب الثالث : منهجية دراسة السوق
تعتمد المؤسسة في دراسة السوق على خمس طرق متكاملة تماما وهي :
1- الدراسة الوثائقية : تتمثل هذه الدراسة في التطلع و تلخيص الدراسات أوالمعطيات و البيانات الموجودة حاليا و مصادرها كثيرة و مختلفة مثل تقارير الدراسات الحالية ، الصحافة المختصة أو ا لمهنية ، الكتب و كتيبات المنتجين .
2- مقابلات المختصين : وعادة ما تمكن هذه الطريقة من أحسن الطرق تنفيذا لدراسة السوق ، لأن المختص يوجه المؤسسة للمختصين أخرين و المختصون كثيرون و متميزون ، وقد يتكاملون : الصحفيون ، المكونين ، المحاسبين و المنافسين و الموردين و الموزعين ... إلخ
3- إجتماعات مع المستهلكين : تعتمد هذه الطريقة على جمع عدد من المستهلكين المرتقبين لسلعة و جعلهم يعبروم بكل حرية عن سلوكياتهم الشرائي ، وإستعمالهم لسلعة و طموحهم و تطلعاتهم .
4- وتهدف هذه المرحلة الى البحث عن معلومات نوعية مثل : أفكار جديدة ، البحث عن إسم للسلعة ...إلخ
5- التحقيقات : وهي عبارة طرح عدد من الأسئلة على عينة من الزبائن المرتقبين و تتمثل عادة هذه اللطريقة احسن الأساليب في دراسة السوق .








المبحث الثاني : ماهية تحزئة السوق واهميتها ، متطلباتها و فوائدها .
المطلب الأول تعريف تجزئة السوق
تعريفها : هي عملية تتمثل في تجزئة السوق الكلي الى قطاعات فرعية متميزة من المستهلكين بحيث يمكن إعتبار كل قطاع على أنه السوق المستهدفة و يمكن الوصول إليها بواسطة مزيج تسويقي معين
ومن التعريف يظهر أن السوق الكلي ( الإجمالي ) يتكون من عدة أسواق فرعية يضمن كل منها أشخاصا متجانسين في حاجاتهم و رغباتهم و أن هذه الأسواق الفرعية مختلفة ، ومتميزة عن بعضها البعض ، ويمكن للمؤسسة أن تتعامل مع كل قطاع أو بعض القطاعات معا بتصميم برامج تسويقية متميزة مناسبة .
أهمية تجزئة السوق :
1- المساعدة على زيادة الإهتمام بإشباع حاجات المستهلك بإعتبارها جوهر النشاط التسويقي .
2- عدم التجانس السوق والتباين في حاجات المستهلكين من حيث الأهمية النسبية و غختلاف المستهلكين في حاجاتهم يزيد من الحاجة الى تقسيم السوق الى قطاعات









3- تقسم السوق الى قطاعات يساعد في تحيل و تحديد الفرص التسويقية المتاحة والمرتقبة أمام المنظمة .
4- توفير معلومات جيدة من حيث الكم و النوع عن كل قطاع عن السوق ما يساعد في تحقيق الفهم الجيد للسوق .
5- المساهمة في رفع كفائة و فعالية البرنامج التسويقي للمنظمة ككل .
6- إن تقسيم السوق الى قطاعات هو إستجابة طبيعية للنمو في عدد السكان و الدخل و تعدد الحاجيات و الرغبات ...إلخ
المطلب الثاني : متطلبات تجزئة السوق
هناك عدد من المتطلبات الأساسية الواجب أخذها بعين الغعتبار قد تتوصل الى تجزئة سوق ناجحة وكفوؤة و اهم هذه المتطلبات مايلي :
1- القابلية للقياس :
أن تكون القطاعات السوقة التي تم التوصل إليها جراء التجزأة قابلة للقياس والتحقق .
فإذا لم يكن بالمستطاع تحديد القطاع السوقي فإنه لا يمكن قياس ومن ثم تقدير المبيعات المتوقع تحقيقها فيه .
2- الأهمية : يجب أن يكون القطاع الموجه اليه الجهود التسويقية كبيرا بدرجة تسمح بهذا الجهد ، ويعني ذلك أن يكون حجم ا لمبيعات من هذا القطاع كاف لتغطية التكاليف المختلفة وتحقيق الأرباح المطلوبة .
3- الوصول : أن يكون القطاع في متناول يد الشركة و يمكن الوصول إليه فلا معنى من خدمة قطاع سوقي لا يمكن تحديده أو الوصول إليه .
4- التباين والإختلاف : بمعني ان تكون الشركة قادرة علة تصميم المزيج التسويقي الفعال و الذي يجذب القطاع بإستخدام منتجات الشركة .



المطلب الثالث : فوائد تجهزة السوق و أسبابها :
تأكد في الكثير من رجال التسويق ان إستخدامهم لأسلوب تجزئة السوق يحقق العديد من الفوائد و المزايا منها .
1- تمكن المنشآت من زيادة كفاءة أداء الوظائف التسويقية .
2- حدوث تغيير في الإستراتيجيات التسويقية للكثير من المؤسسات التي كانت سائدة سابقا .
3- تحلليل المنافسة التي تسود الأسواق ودراستها .
4- جعل عملية شراء المستهلك لإحتياجاته من السلع عملية سهلة وبسيطة .
5- يمكن المؤسسات من تحقيق نتائج تسويقية تفوق تلك ا لنتائج التي تحققها المؤسسات التي تسير على سياسة السوق الكلي .
أسباب تجزئة السوق :
هناك أسباب عديدة دفعت بالمنشآت التي تبني أسلوب تجزئة ا لسوق و إتباعه و نبذ سياسة السوق الكلي التي سادت عمليات و المؤسسات ربحا كبيرا من الزمن ومن هذه الأسباب مايلي :
1- صعوبة وضع و تصميم إستراتيجيات و برامج تسويقية تطابق رغبات و حاجات المستهلكين تطابقا كاملا 0.
2- يجب أ ن تجد المؤسسات بعض الخصائص السلعية كي تستفيد من مزايا الحجم الكبير في كل من الإنتاج والتسويق .
3- ملاحقة و متابعة تطورات وتصرفات المستهلكين وسلوكهم .
4- إختلاف وتباين رغبات المستهلكين في السوق ..




المبحث الثالث : المطلب الأول : إستراتيجية تجزئة السوق ( الأساليب الإحصائية )
لقد إنتشر إستخدام الأساليب الإحصائية أو الكمية ، إستراتيجية تقسيم السوق الى قطاعات أو أجزاء منذ السبعينيات و قد أثبتت مصداقيتها و فعاليتها في العديد من الدراسات التطبيقية ، و قد إزدادت اهمية تطبيقها في البحوث والدراسات التسويقية مع تطور المعلوماتية والأنظمة الخبيرة و ساهمت هذه الأساليب بتنظيمها بشكل ملحوظ في تطوير الإستراتيجيات و السياسات التسويقية المختلفة في مجالات وميادين مختلفة نذكر منها :
1- التنبؤ بالسلوك الشرائي للسلع والخدمات ، أو العلامات الخاصة بكل منها .
2- تفسر العوامل المؤثرة في سلوك الإختيار و التفضيل للعلامة التجارية او متجر معين .
3- تقويم مفاهيم المنتجات الجديدة .
4- تقسيم السوق الغسيتهلاكي أو الصناعي الة قطاعات وتوصيف كل قطاع من هذه القطاعات .
5- قياس التبابن بن القطاعات المختلفة من المستهلكين او المنشآت أو غيرها وفقا لمجموعو من الخصائص .
6- تقويم الإنطباع الذهني عن المتجر .
7- تقويم الجودة الكلية للخدمة وتحديد أبعادها الأساسية .
8- تقويم مدى الرضى عن السلعة المقدمة للعملاء .
9- تحديد العوامل المؤثرة في الولاء بعلامة أو متجر أو منظمة معينة .
10- إختيار وسائل النشر .
11- تقويم فعالية الرسائل الإعلامية بعد نشرها .
المطلب الثاني : أسس تجزأة السوق و المستهلكين .
أولا : تعريف سوق المستهلكين : هي السوق التي يتم فيها بيع السلع الإستهلاكية للأفراد والأسر التي تقوم بشراء السلع و الخدمات بإستخدام شخصي ، وتعرف بسوق المستهلك الأخير ( النهائي ) .

ثانيا : أسس تجزأة سوق المستهلكين : العوامل الديمغرافية : إن عملية تقسيم السوق الكلية الى عدد من القطاعات على أساس بعض المتغيرات الديمغرافية كالموقع و العمر و ال جنس والدخل والمهنة و الحالة الإجتماعية ، يطلق عليه إسم التقسيم الديمغرافي للسوق ، والنظرية التي يقوم عليها التقسيم الديمغرافي للسوق تفترض ان المستهلكين الذين يعيشون في موقع واحد او ينتمون الى نفس الفئم من العمر أو الدخل ... إلخ سيكون لديهم نفس الرغبات و أنهم سيشترون سلعا متشابهة ـ ويعد هذا التقسيم الأكثر إستخداما من قبل رجال التسويق في تقسيمهم لأسواقهم الى قطاعات و تعود كثرة إستخدام هذ الأساس في تقسيم السوق الى سببين .
إن حاجات المستهلكين ورغباتهم غالبا ما ترتبط عن قرب بخصائصهم الديمغرافية فالجنس مثلا يعد أساسا هاما في تقسيم السوق مستحضرات التجميل ، كذلك العمر يعتبر متغيرا هاما في تقسيم سوق سيارات الرفاهية ، أما السبب الثاني فيغود إلى كون المتغيرات الديمغرافية هي متغيرات سهلة القياس بشكل نسبي كما انها متوفرة بسهولة لرجال التسويق ، فإحصاء السكان يعد مصدرا هاما في مثل هذه البيانات و التي يمكن الوصول لها بسهولة فهناك نوعين من العوامل الديمغرافية .
أ‌- العوامل الجغرافية : من الممكن تقسيم السوق وفقا للعوامل الجغرافية لى دول او ألى مناطق داخل الدول أو الى مدن أ ويتميز التقسيم الجغرافي للسوق بأنه ليس من الصعب التعرف على الإختلافات العامة بين الأفراد الذين يعيشون في مناطق جغرافية مختلفة (سواءا كانت دول أ أو مناطق أو مدن) وعليه فإنه من الممكن تسويق السلع المناسبة لكل منطقة جغرافية ، فمثلا يركز منتجي زلاجة الماء على المستهلكين الذين يعيشون في المناطق الساحلية و كذلك يمكن إستخدام و سائل الإعلام المحلية المتوافرة بكل من هذه المناطق الجغرافية .
ب‌- العوامل الإجتماعية الإقتصادية : تشمل العوامل الإقتصادية الإجتماعية السن الجنس المستوى التعليمي ، حجم الأسرة والطبقة الإجتماعية ، و يتم تجزاة السوق على أساس هذه العوامل على عدد من القطاعات بحيث يكون كل قطاع يشمل مجموع من الأفراد من نفس السن و الجنس او من نفس الطبقة الإجتماعية ... إلخ
وتتميز العوامل الإجتماعية الإقتصادية بسهولة القياس و شسهولة الحصول عليها من الإحصاءات السكانية المنشورة .


2- معدل إستخدام السلعة : و هو معدل شراء السلعة وبإستخدامه يقوم رجال التسويق بتقسيم السوق الى مستخدمي السلعة بغزارة ، ومستخدمي السلعة بمعدل منخفض و من لا يستخدم السلعة ، وعادة يجمع ا لمسوقون بين معدل إستخدام ال سلعة وبين العوامل الديمغرافية و طبيعيا يقوم المسوقون بتركيز جهودهم التسويقية على فئة مستخدمي السلعة بغزارة
3- المنفعة التي يبحث عنها المستهلك في السلعة : يعرف تجزئة السوق على أساس المنفعة بانه تقسيم السوق الى قطاعات أو مجموعات من المستهلكين ، على أساس الفوائد التي يبحث عنها أفراد أو مجموعات من المستهلكين على أساس الفوائد التي يبحث عنها أفراد كل مجموعة في السلعة ، فالمستهلكون يرغبون عادة في مجموعة من الفوائد و لكنهم يركزون على فائدة او إثنين ، فالسلعىة التي يقومون بشراءها و العيب الواضح لهذا المنتج في تجزئة السوق أو صعوبة تحديد الفوائد أو المنافع التي يبحث عنها الميتهلكون في السلعة .
4- العوامل السيكوغرافية ( النفسية ) : تركز هذه العوامل على ذات الفرد أي على أسلوب حياته وصفاته الشخصية ـ وتعرف على انها العوامل التي على أساسها يتم تجزئة الشسوق الى قطاعات من المستهلكين وفقا لأساليب حياتهم ، ويمكن تحديد أسلوب حياة الفرد من خلال القياس .
أنشطة الفرد : وتشمل العمل – الهواية الشخصية ، والااحداث الإجتماعية ، وسائل الترفيه التسلية والشراء ... إلخ
الإهتمامات : و تشمل الأسرة ، المنزل ، العمل ، المودا ، الأكل ، الإنجاز ، والإهتمامات الثقافية .
الآراء : وتشمل آراء الشخص فيما يتعلق بنفسه و بالآخرين وبالموضوعات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ، وفيما يتعلق بالتعليم والمستقبل ، وتعتبر هذه الطريقة الصعبة ، وبالتالي فقد تبوء بالفشل بسبب سوء تفسير المعلومات التي تم تجميعها من الأفراد خاصة في تحديد أسلوب حياتهم .





المطلب الثالث : أسس تجزئة السوق الصناعية
1- تعريف تقسيم السوق الصناعية : و هي سوق تتكون من المنشآت التي تقوم بشراء سلع و الخدمات لإعادة بيعها أو لعمليات تشغيلها .
2- أسس تجزئة السوق الصناعية :
أولا : موقع العميل الصناعي : يقوم مسوقو سلع الإنتاج بتقسيم أسواقهم حسب الاماكن التي يتواجد فيها زبائنهم او التي يؤدزن أعمالهم فيها ، فعلى سبيل المثال تتمركز صناعة السيارات الأمريكية بـ الو م أ في مدينة ديترويت و على ذلك فإن مسوقي الصناعات ا لتي تقون بإنتاج السلع الصناعية تستخدم في صناعة السيارات ، سوف يختارون ديترويت كسوق صناعية مستهدفة يركزون كل أنشطتهم التسويقية عليها . وبهذا فإن المنشآت تستهدف المناطق الجغرافية ذات التركيز العالي للمستعملين الصناعيين
ثانيا :نوع الصناعة : فهو نوع الصناعة التي ينتمي إليها المشترون الصناعيون و التي ترغب الشركة في خدمتها ، على سبيل المثال ، صناعة الغزل والنسيج ، صناعة السيارات ... إلخ
ثالثا : حجم الطلبية ، وتكرار مرات الشراء : و قد يرغب المسوق في تجزئة السوق الصناعي و فقا لحجم العملاء ، أي وفقا لحجم مشترياتهم ، وعليه قد يقوم بتقسيم مشتريين لكميات كبيرة و مستريين لكميات أقل ، حيث تركز بعض الشركات الصناعية على المشتريين لكمات كبيرة الذين قد يكون لهم متطلبات خاصة ، بالنسبة لإجراءات الشراء ، او جدول تسليم البضائع او السعر ، بينما بعض الشركات الصناعية الأخرى ، قد تفضل التركيز على مشترين بكميات صغيرة لتتجنب المنافسة القوية من الشركات الصناعية الكبيرة التي تركز على سوق المشترين الصناعيين بطلبيات كبيرة .
رابعا : الإستخدام النهائي للسلعة الصناعية ( الهدف من شراء السلعة ) : نظرا لأن السلعة الصناعية يمكن إستخدامها في صناعات مختلفة فقد يرغب مسوق السلع الصناعية في تجزئة السوق حسب الهدف و الغرض من شراء السلعة الصناعية ( أي حسب الصناعة التي سوف يستخدم فيها المنتج الصناعي ) . فعلي سبيل المثال قد تقرر شركة لصناعة الورق التركيز على شركة صناعة المنتجات الورقية للحفلات كالمناديل و الأكواب المصنوعة من الورق بدلا من التركيز على شركات النشر ( عاملا في مجال نشر الكتب )

المبحث الرابع :
المطلب الأول : مفهوم إستهداف السوق
يستلزم إختيار السوق المستهدفة القيام بعملية تجزئة السوق و هذا يعني أن هناك إختلافا بين تجزئة السوق و بين إختيار السوق المستهدف فتجزئة السوق تهدف الى التعرف على السوق ، أي التعرف على مجموعات المستهلكين الموجودة حاليا في السوق ورغبات كل مجموعة ، اما إختيار السوق المستهدفة فهي خطوة تالية لتجزئة السوق حيث يقوم رجال التسويق بعد التعرف على المجموعات المختلفة في السوق بإختيار المجموعة او المجموعات التي سوف يتم تصمين و غنتاج وتسويق السلع لها .
ومن هنا فإن مفهوم السوق المستهدف يحدد عدد القطاعات السوقية التي يمكن للشركة تغطيتها من تصميم و و إنتاج وتسويق السلع لها .
المطلب الثاني : معايير إختيار السوق المستهدف
أولا : الحجم : ونقصد به حجم الأسواق التي تنوي الشركة إستهدافها بحيث يرى بعض رجال التسويق أنه لكي يكون القطاع السوقي سوقا مستهدفا بشكل ناجح للشركة فلا بد أن يكون هذا القطاع كبيرا بالدرجة التي تمكن الشركة من تحقيق ربحا بعد تغطيتها للنفقات التسويقية المنفقة عليها، ويرى البعض الآخر من رجال التسويق بأن كبر حجم القطاع السوقي ليس بسوقا مستهدفا ناجحا بل على العكس ، فهم يشكل عتقا على الشركة ، و ممكن ان يؤدي بها الى الخسارة ، وهذا بمثال انه يمكن ان يحوي القطاع السوقي عددا كبيرا من الأفراد ، ولكن قد يكون دخل الاغلبية من هؤلاء الأفراد منخفضا ، بحيث لا يمكنهم شراء منتج الشركة ، و بالإضافة لذلك ، فإنه هناك مشكلة أخرى ألا و هي أن القطاع السوقي كبير الحجم عادة ما يكون مصدرا لجلب المنافسين إليه ، ومن همنا قد يكون هناك منافسة أشد و أقوى في القطاعات السوقية كبيرة الحجم ، مقارنة بتلك الصغيرة ونرى بأن هذه الفئة من رجال التسويق أصبحت القطاعات الصغيرة اكبر جاذبية له من القطاعات الكبيرة.
ثانيا : إمكانية الوصول للقطاع :
يجب على الشركة ثبل أن تختار أحد القطاعات السوقية كسوقا مستهدفا لها ، يجب ان تكون قادرة على الوصول لمثل هذا القطاع ، ويمكن القول بأن السوق الذي لا يمكن الوصول إليه من خلال وسائل الترويج المختلفة او قنوات التوزيع لا ينبغي إستهدافه من قبل الشركات .
ثالثا : الإستجابة للنشاط التسويقي
إن قطاعات السوق يمكن ان تصبح أسواقا جيدة للشركة إذا كانت الأفراد فيه يستجيبون إيجابيا للجهود التسويقي التي تبذلها الشركات في هذا السوق ، فالقطاع السوقي الذي يستقي كل معلوماته بالاعتماد على الأقاويل والحديث مع الآخرين لا يمكن إعتباره سوقا جيدا للشركة ، فمثل هذا السوق لا يستجيب بشكل إيجابي مع جهود الترويجية التي تبذلها لشركة فيه
المطلب الثالث : إستراتيجية إستهداف السوق
قبل أن تقوم الشركة بتقسيم السوق الى عدد من القطاعات فإنها تتحول الى إتخاذ قرار بشان تحديد ماهي تلك القطاعات التي سوف تقوم باستهدافها ؟ و في هذا الصدد يوجد امام الشركات عددا من الإستراتيجيات منها :
1- إستراتيجية التسويق الغير متمايز : ( التسويق الكلي ) ويطلق عليها كذلك إستراتيجية التسويق الموحدة ، وتتجاهل هذه الإستراتيجية فكرة إختلال حاجات المستهلكين ، وتعامل كل المستهلكين في سوق معين أن لديهم نفس الرغبات و الحاجات او رغبات و حاجات متشابهة / و أن هذه الحاجات يمكن إشباعها عن طريق منتج واحد و برنامج تسويقي واحد ، أي تعامل السوق كله كوحدة واحدة وكهدف واحد ةو مثال ذلك أنه في عام 1920 إتبعت شركة فورد للسيارات سياسة التسويق الكبير ببيع موديل واحد من السيارات مودلت في لون واحد هو لون الأسود و بسعر واحد ، السبب الرئيسي لإتباع سياسة التسويق الكبير هو تقليل التكاليف بمعنى أنه لهذه السياسة تكون تكلفة الإنتاج و المخزون والنقل منخفضة لإنتاج منتج نمطي واحد ، وكذلك فإن التكاليف الإدارية تكون اقل حيث يتم تخطيط وتنفيذ برنامج تسويقي واحد ، ويعتمد نجاح وإستمرار سياسة لتسويق الكبير على مدى تنوع طلب المستهلكين ، فمثلا هناك بعض السلع مثل الملح والسكر التي يمكن إخضاعها لهذه الإستراتيجية ، و على اية حال فإن معظم السلع الإستهلاكية لا يمكن إخضاعها لسياسة التسويق الكبير .
2- إستراتيجية التسويق المتمايز المتنوع : وتعرف بالإستراتيجية التسويقية غير الموحدة في هذه الإستراتيجية ، تقوم المنشأة بالتسويق لعدة قطاعات من السوق مستخدمة مزيجا تسويقيا مختلفا لكل قطاع ، والميزة الأساسية للإستراتيجية التسويق المتمايز هي انها مرنة و بمعنى انها تسمح للشركة بان تسحب من أي قطاع يثبت عدم ربحه ، وتعتمد على القطاعات الأخرى ، وكذلك تؤدي دورا متميزا في إشباع حاجات المستهلكين اما العيب الواضح لهذه الإستراتيجية هو ان تكاليف الإنتاج و التسويق تكون مرتفعة جدا .
3- إستراتيجية التسويق المركز : و تهدف هذه الإستراتيجية الى خدمة قطاع واحد او عدد قليل من القطاعات السوية بإستخدام مزيج تسويقي واحد و تعتمد هذه الإستراتيجية على مفهوم قطاعية السوق حيث انها تقسم السوق الى قطاعات متجانسة و لكنها تركز في إستراتيجياتها على خدمة قطاع او عدد محدود من القطاعات و يصاحب تطبيق هذه الإستراتيجية العديد من المزايا حيث تستطيع الشركة ان تدرس السوق و أن تخدمه بكفاءة ومن ثم تحقق مركز تسويقي قوي نتيجة للخيرات التي تمتلكها والسمعة الجيدة التي تحصل عليها من السوق ، وكذلك تتميز إستراتيجية التسويق المركز بإنخفاض التكلفة و ذلك لتصميم برنامج تسويقي واحد و تكون هذه الإستراتيجية ملائمة للمنشأة ذات الموارد المحدودة ولكم في نفس الوقت فإن تطبيق هذه الإستراتيجية يصاحبه مخاطر عالية كنتيجة طبيعية للتركيز على قطاع معين ، ففي حالة تغير ظروف السوق فقد تفقد المنشاة القطاع الذي إختارته من السوق و بذلك كون عرضه للافلاس ، فعلى سبيل المثال تخصصت شركة ( أمريكا موتورز) في إنتاج السيارات الصغيرة ، وحينها حدثت أزمة بترول للولايات المتحدة الأمريكية في السبعينات ، إضظرت الشركات الأخرى في أمريكا الى إنتاج السيارات الصغيرة بجانب السيارات المتوسطة الحجم وكبيرة الحجم التي دأبت على إنتاجها فبل هذه الأزمة مما أدى الى شركة امريكان موتورز الى التعرض لخسارة فادحة بسبب دخول الشركات الاخرى سوق السيارات الصغيرة.






إستراتيجية تسويقية إستراتيجية تسويقية إستراتيجية تسويقية
موحدة غير موحدة مركزة
إستراتيجيات الهدف السوقي

الخاتمة :
تمكن عملية تجزئة السوق من تحديد دقيق للسوق من حيث حاجات المستهلكين و رغباتهم وهذا ما يمكن الإدارة من تفهم المستهلك وبالتالي تحقق رضاه و هذا هو أ ساس التسويق ، وكذلك تمكن من التعرق على السوق و تحديد الأسواق المستهدفة وبالتالي نستطيع الحصول على الإجابة للسؤال الذي قد طرح من قبل ، والمتمثل في ماهية القطاعات السوقية التي ترغب الشركات في استهدافها ؟
وتعرف الإدارة على الحاجات المختلفة لفئات المستهلكين يساعدها على اعداد و تنفيذ برامج تسويق التي تمكنها من إشباع حاجات المستهلكين وكذلك تمكنها من تحديد القطاعات السوقية التي تلقى فيها المنافسة الحادة والقوية ، مما يمكنها من توفير مواردها و توزيعها او تخصيصها بأحسن طريقة ممكنة ن وأخيرا نقول بأنه يجب على المؤسسة بعد اختيار السوق المستهدفة للمنشاة أن تقوم بتصميم المزيج التسويقي من السلع و التسعير والترويج و التوزيع للوصول لهذه السوق و ذلك لإتمام عملية تخطيط إستراتيجية السوق .









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-26, 20:11   رقم المشاركة : 610
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

بحث آخر تقسيم السوق الى شرائح وتحديد الأسواق المستهدفة والتوضيع

تقسيم السوق الى شرائح وتحديد الأسواق المستهدفة والتوضيع



تشكل عمليات تقسيم السوق الى شرائح وتحديد الاسواق المستهدفة والتوضيع المكونات الجوهرية لأي خطة تسويق استراتيجي.

فبعد أن يتم تحليل البيئة التسويقية، وتحديد الزبائن، والمنافسين يتم التحرك نحو مرحلة التفكير الاستراتيجي.

أي من هو الزبون الذى يجب التوجه نحوه (استهدافه) لتحقيق الكفاءة والفعالية القصوى؟



ولنبدأ أولا بتعريف كل من هذه المفاهيم الثلاثة:



·تقسيم السوق الى شرائح، ويعني تقسيم الزبائن إلى مجموعات من المشترين الذين يطلبون منتجات أو خدمات محددة.

·تحديد الأسواق المستهدفة، ويتضمن ذلك ترتيب الأقسام التي يجب متابعتها من السوق اعتمادا على عدة عوامل مثل طلبات الزبائن والربحية والأهداف طويلة الأمد.

·التوضيع، ويعني تصميم عروض الشركة بحيث تأخذ حيزا واضحا وذو قيمة لدى الزبائن.



تقسيم السوق الى شرائح
إن عدم تقسيم السوق الى شرائح يمكن أن يؤدي إلى مهمة صعبة، وهي محاولة تقديم كل شيء لكل شخص.

والإنتاج بكميات كبيرة لكل شخص لا يمثل الاستخدام الأفضل للوقت والمال.

ولكن في حالة استخدام طريقة تقسيم السوق فأنه يمكن دراسة وفهم وضع الزبائن الحاليين وأولئك المتوقعين، ومن ثم تقسيمهم إلى فئات تتشارك بنفس الخصائص.

وهذه العملية تسهل معرفة احتياجات الزبائن، وكيف يمكن للمؤسسة أن تحقق هذه الاحتياجات.

هناك نوعان من المتغيرات التي تستخدم في تقسيم السوق ودراسته بصورة أفضل وهما: خصائص المستهلكين (جغرافيا، سكانيا، بيانيا) واستجابة المستهلكين (سلوكيا).



خصائص المستهلكين
التقسيم الجغرافي وهو تقسيم السوق إلى مناطق جغرافية مختلفة مثل دول وأقاليم ومدن وأحياء.

وهذا يجيب على السؤال التالي: أين يسكن الزبائن؟

ومن المهم في الدول النامية التقسيم على أساس مناطق مدنية ومناطق ريفية.

ومن الممكن تقسيم هذه المجموعات الكبيرة إلى مجموعات أخرى اعتمادا على عوامل مثل الحجم وكثافة السكان وغير ذلك.

والفكرة هنا أن يستمر التقسيم بحيث نحصل على مجموعات من الزبائن سهلة التنظيم تسكن في منطقة جغرافية واحدة.



التقسيم السكاني ويتضمن متغيرات مثل حجم الدخل وحجم الأسر التي تقدم لها الخدمة والدخل المالي لهم وحجم الإنفاق.

فاحتياجات الأسر الكبيرة مثلا تختلف عن احتياجات الأسر الصغيرة.

ما هي هذه الاختلافات؟

كذلك تختلف الأسر ذات العائد المالى الأكبر عن الأسر ذات العائد المالى الأقل فى مقدار الإنفاق.

من هم اكبر الزبائن من حيث الحجم ومقدار الإنفاق ؟

هل يمكن وضعهم في قوائم؟

كيف يمكن تقسيم الزبائن العاديين؟

يمكن تقسيمهم إلى مناطق مدنية وريفية، ولكن ما هو حجم السكان ومتوسط الدخل المالي لهم؟

يساعد التقسيم السكاني في معرفة حجم الزبائن ونوعية أعمالهم.

وسوف تكون هذه المعلومات مهمة في مرحلة لاحقة عند دخول المنافسين إلى السوق وعرض منتجات وخدمات تلبي احتياجات ورغبات الزبائن.



التقسيم البياني ويعني تقسيم الزبائن إلى عدة فئات اعتمادا على نمط حياتهم وصفاتهم الشخصية.

ما هو نمط الحياة للزبائن الذين تقدم لهم الخدمة؟

هل يعملون في المدن أم في بيوتهم أم في مزارعهم؟

وأهمية الإجابة على بعض هذه الأسئلة تكمن في معرفة أن اختلاف أنماط الحياة يتطلب خدمات مختلفة.



استجابة الزبائن
التقسيم سلوكيا ويعني تقسيم الزبائن اعتمادا على معرفتهم ومواقفهم واستخدامهم للمنتج.

ومن الصعب تحديد الكثير من هذه المتغيرات، ولكن يجب وضع تنبؤات مدروسة.

ويمكن البدء في هذا القطاع بالنظر إلى فوائد المنتج التي يهتم بها الزبائن.



ما هو وضع الزبون؟

ويعني ذلك تقسيم الزبائن إلى المجموعات التالية: غير مستخدمين للمنتج، مستخدمين سابقين، مستخدمين متوقعين، مستخدمين لأول مرة، مستخدمين منتظمين. ويمكن أن يكون المستخدمين المنتظمين هدفا لبرامج تخفيضية، أو خدمات جديدة، أو خدمات حديثة ومتطورة. أما أولئك الذين لا يستخدمون المنتج أو الذين بدءوا استخدامه حديثا فيحتاجون إلى إرشادهم إلى الخدمات التي يمكن تقديمها والفوائد التي تعود عليهم.



ما هي رغبات المشترين وتوجهاتهم نحو المنتجات والخدمات التي تعرض عليهم؟

هل هم جاهزون ومتحمسون لفرصة الحصول على المنتج أم انهم مترددون وليسوا على علم بفوائده ؟

والجاهزية يمكن أن تأخذ معنى الوعي والاهتمام والتوجه نحو الشراء.

والتوجه يمكن أن يكون إيجابيا أو سلبيا أو غير واضح نحو الشراء.



إنشاء ملف تقسيم الزبائن


يمكن باستخدام المتغيرات السابقة لخصائص الزبائن واستجاباتهم إنشاء ملف عن المجموعات المختلفة للزبائن.

وتساعد هذه الملفات في تحديد الأنواع المختلفة لاحتياجات الزبائن، وبالتالي معرفتهم بصورة أفضل.

ما هي الفرص التي يمكن أن تدركها في قطاع من هذا النوع؟

يساعد الملف لتخطيط أفضل للزبائن الذين يمكن أن يكونوا أهدافا للمؤسسة، ويبين لماذا تستهدف بعض المجموعات قبل الأخرى.



تحديد الأسواق المستهدفة


تبدأ عملية تحديد الاسوق المستهدفة بتقييم القطاعات التي حددت حسب المعايير الواردة سابقا. وهناك ثلاثة عوامل يمكن استخدامها لتقييم القطاع: حجم القطاع ونموه، هيكل الجذب للقطاع، أهداف الشركة ومواردها.



أولا، يجب تحديد حجم القطاع ومعدل النمو المتوقع فيه.

ما هو حجم سوق العمل، حجم الموقع السكني ؟

قد يكون ذلك غير مهم في معظم الدول النامية حيث أن حجم الطلب اكبر من المتوفر حاليا. ولكن ما هي مناطق النمو، وأين تقع، ومن تمثل؟

ويجب التنبوء بحجم كل قطاع ومعدل نموه المتوقع في العام القادم وفي الأعوام الخمس القادمة.



أما الخطوة القادمة في تحديد الأسواق المستهدفة فتتضمن تحديد هيكل الجذب لكل قطاع.

وهذا يعني تحليل كل قطاع بالنظر إلى هيكل ومكونات كل قطاع تم تحديده سابقا.

ومن الأدوات المفيدة في ذلك نموذج تم تطويره بواسطة عالم إدارة مشهور هو مايكل بورتر. ويعتمد نموذجه على القوى الخمسة الموجودة في كل قطاع.

والشكل التالي يوضح هذه القوى الخمسة.

ومن الضروري التذكر بأن هذا النموذج ديناميكي حيث تتفاعل جميع هذه القوى معا.





قوى بورتر الخمسة
المنافسون المتوقع دخولهم
المنافسون في السوق ( المنافسة داخل القطاع)

المنتجات أو الخدمات البديلة

قوة الوسطاء

قوة المشترين


1. المنافسون في السوق (المنافسة داخل القطاع): من هم المنافسون في كل قطاع تم تحديده سابقا؟ ماهي شدة المنافسة؟



2. المنافسون المتوقع دخولهم: من هم المنافسين المتوقع دخولهم إلى كل قطاع في المستقبل القريب؟ ما هو القطاع الذي يحوز على اهتمام المنافسين أكثر من غيره؟ ما هي نوع الخدمات المنافسة المتوقع دخولها في العام القادم؟ وفي الأعوام الخمس القادمة؟



3. المنتجات أو الخدمات البديلة: ما هي المنتجات التي يمكن استبدالها بسهولة ؟ فكر بالمنتجات الأخرى التي يمكن للشخص استخدامها في كل قطاع، وحدد لكل قطاع واحد من المنتجات التي تستخدم بكثرة.



4. قوة المشترين: كلما تعددت الخيارات أمام المشترين فان قوة التفاوض تزداد لديهم للحصول على جودة أفضل ومنتجات وخدمات أكثر بسعر أقل. ما هو مستوى قوة التفاوض التي تترافق مع كل قطاع في السوق؟ هل يتوفر لدى بعض القطاعات قوة أكثر من غيرها؟



5. قوة الوسطاء: تزداد قوة التفاوض لدى الوسطاء إذا كانوا الوسطاء الوحيدين لهذا النوع من المنتجات، أو اذا كانت البدائل قليلة، يجب التفكير بالوسطاء للمؤسسة.



من المهم تحديد اكثر القطاعات ملائمة لأهداف المؤسسة ومصادرها.

هل تمتلك المؤسسة المهارة والأموال والمصادر الأخرى التي تحقق متطلبات كل قطاع؟

من المحتمل ألا يكون ذلك.

لذا يجب تحديد القطاع الذي سيتم التركيز عليه للبدء به ثم تحديد القطاعات التي سيتم التعامل معها في المستقبل.



التوضيع


بعد أن تحدد السوق الذي يجب على المؤسسة أن توجه أهدافها نحوه من المهم بناء استراتيجية ملائمة لتوجيه منتجات وخدمات المؤسسة نحو الزبون.



وإحدى الطرق الفعالة في التوضيع تبدأ بادراك ميزات المنافسين ومحاولة البناء عليها.

البناء على ميزات المنافس يأتي من المكاسب التي تجنيها المؤسسة بتقديم منتجات أو خدمات للزبائن ذات قيمة أفضل من المنافس وبسعر أقل وبجودة أفضل وعمل صورة أفضل للمؤسسة.

ومن الميزات الأخرى عرض أنواع مختلفة من المنتجات وخدمات ما بعد البيع بصورة فعالة.

التوجه نحو الزبون والتدريب وتغيير المواقف يمكن أن يطور كميزة على المنافسين ويمثل إحدى الطرق لضمان استمرارية التطور في المؤسسة.



التوضيع يعني تميز المؤسسة عن المنافسين.

ما الذي يجعل المؤسسة مختلفة وأفضل من المنافسين؟

يمكن تمييز المؤسسة بالمنتج أو الخدمة أو الموظفين أو صورة المؤسسة.

فكر بأي من هذه العوامل المهمة بالنسبة للزبون وأين تقع ميزات المنافسين في هذا المجال، ثم قرر كيف ستقوم المؤسسة بتطوير توجهها بحيث تتميز عن الآخرين.



يمكن للمؤسسة أن تعرض أنواع مختلفة من خدمات ما بعد البيع أكثر من المنافسين وذلك باستحداث برامج تدريبية للموظفين والزبائن وتقديم الاستشارات للزبائن التي تساعدهم على اختيار المنتج الذي يلبي احتياجاتهم بالصورة الأفضل.



كذلك يمكن للمؤسسة أن تتميز على المنافسين من خلال موظفيها ، وهذا يعني تعيين وتدريب وحفز موظفيها بطريقة أفضل من منافسيها ، وينطبق هذا الحال على الفنيين والإداريين.

فالتدريب والتحديث المستمرين لجميع الموظفين بما يتناسب مع خدمة الزبائن ومواكبة التطور التقني واكتساب المهارات الإدارية سوف يعطي المؤسسة ميزة على المدى القصير والبعيد.

كذلك فأن عقد برامج تثقيفية للزبائن تتضمن معلومات عن المنتجات وخدمات مابعد البيع التي تقدمها المؤسسة سوف يساعد على تمييز المؤسسة عن باقي منافسيها.



وأخيرا يجب التفكير بالصورة المرسومة لدى الزبائن عن المؤسسة ، وكيف يمكن تحسين هذه الصورة أو البناء عليها؟ ، فصورة المؤسسة يمكن أن تشكل ميزة قوية عن المنافسين.









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-26, 20:32   رقم المشاركة : 611
معلومات العضو
فؤاد28
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اسم العضو :..فؤاد28

الطلب :.مذكرات تخرج تخصص علم النفس التربوي " تنظيم الوقت " هل يساهم تنظيم الوقت في تحقيق الابداع "

المستوى :4 جامعي

أجل التسليم :.من اجل متطلبات التخرج جوان 2011










رد مع اقتباس
قديم 2011-02-26, 20:44   رقم المشاركة : 612
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فؤاد28 مشاهدة المشاركة
اسم العضو :..فؤاد28

الطلب :.مذكرات تخرج تخصص علم النفس التربوي " تنظيم الوقت " هل يساهم تنظيم الوقت في تحقيق الابداع "

المستوى :4 جامعي

أجل التسليم :.من اجل متطلبات التخرج جوان 2011


طريقة إبداعية لإدارة الوقت: أسرار شاملة


الوقت هو الكنز المهمل وهو الثروة الضائعة ... فمعظم الناس غافلون عن أهمية الوقت وإليكم هذه الطريقة الإبداعية لاستثمار الوقت بأفضل صورة ممكنة....
لا يوجد شيء يمكن للمؤمن أن يندم عليه يوم القيامة، إلا لحظة مرت عليه في الدنيا ولم يذكر الله فيها! ولا توجد لحظة تمرّ على المؤمن أسعد من أن يحقق فيها عملاً يرضي الله تعالى، ويشعر معه برضا هذا الإله العظيم.. فالوقت نعمة كبرى منَّ الله بها علينا، ولكن معظم الناس غافلون عن نعمة الوقت.
وقد دأب بعض علماء الغرب على إصدار كتب حول إدارة الوقت، حققت هذه الكتب نسبة مبيعات عالية في العالم، بما يؤكد اهتمام الناس بهذا الجانب المهم وحرصهم على تعلم الجديد في فنّ استغلال الوقت واستثماره بأفضل صورة ممكنة، وبما يحقق مصالحهم وأهدافهم وبالنتيجة ليصلوا إلى السعادة التي يبحث عنها كل إنسان.
ولكن لو تأملنا هذه الكتب نجد أنها تركز على هدف واحد هو الدنيا وزينتها، فمقياس النجاح لديهم هو ما يحققه المرء من مكاسب مادية أو شهرة أو سلطة، ولكنهم يتجاهلون فكرة بسيطة وهي المصير الذي ينتظر كل واحد منا بعد الموت، وهذه الفكرة كانت الخطوة الأولى التي جعلتني أتّجه نحو البحث والتأليف والتفكر والتدبر.
فقد كان لدي الكثير من الأفكار والنظريات والتصورات حول الكون والزمن والطبيعة، وكنتُ أطمح إلى ابتكار نظرية جديدة في علم الفيزياء أو الطب أو اللغة، وبدأَتْ رحلة التعمق في هذه العلوم فأمضيت سنوات أصل الليل بالنهار بهدف أن أعرف "كل شيء" ولكن الحياة قصيرة، ومهما عشت فلن أحصّل من العلوم إلا قطرة من محيط!
وبدأتُ أفكر بطريقة تجعلني أحصل على أكبر كمية من العلم خلال أقصر فترة من الزمن، وبعد تفكير وبحث طويل وجدتُ أن الكتاب الوحيد الذي يحوي علوم الدنيا كلها هو القرآن! وبالفعل تعلمت الفيزياء من القرآن وتعلمتُ الرياضيات من القرآن وتعلمت الطب من القرآن، صحيح أنني لم أصبح طبيباً أو فيزيائياً ولكن السعادة التي حصلتُ عليها نتيجة اهتمامي بالقرآن أكبر من أن تصفَها الكلمات، فهي إحساس عجيب لا يمكن التعبير عنه إلا بكلمة واحدة تنطلق لا شعورياً هي: (الحمد لله).
فلولا رحمة الله وهدايته وفضله لم أصل إلى هذه السعادة، فالسعادة شيء شديد التعقيد وليس سهلاً أن تصل إلى قمة السعادة، مع أن الباحثين والمفكرين والفلاسفة كتبوا الكثير عن هذا الموضوع، ولكنني أجد أن آية واحدة من القرآن يمكن أن تعطيك الطريق الحقيقية للسعادة. فكل آية من كتاب الله عز وجل، إنما تحوي برنامجاً يمكن أن يحدث تغييراً جذرياً في حياتك، وهذه تجربتي مع القرآن لأكثر من عشرين عاماً.
سبب تأليف هذه المقالات
طرحت عليَّ إحدى الأخوات الفاضلات فكرة إعداد مقالة حول إدارة الوقت ألخّص فيها طريقتي في استثمار الوقت لينتفع بها الإخوة القراء فتكون عوناً لهم في استغلال الوقت واستثماره بالشكل الأمثل. وقد شرح الله صدري لهذه الفكرة فشرعت في كتابة هذه السطور، ولكن وجدتُ أن الموضوع يستحق أكثر من مقالة فكانت هذه هي المقالة الأولى في سلسلة أسميتها "طريقة إبداعية لإدارة الوقت" وتتضمن تجربتي الشخصية مع الوقت، وأسأل الله تعالى أن يجعل فيها العلم النافع، والإخلاص لوجهه الكريم، والأفكار الواردة في هذه السلسلة تعبّر عن وجهة نظر خاصة بي، وتجربة حقيقية عشتها، ويمكن لأي واحد أن يكرّرها، بل يأتي بأفضل منها، لأن الله تعالى هو الميسِّر وهو الذي يسخّر الأسباب، نسأل الله تعالى القبول.

يجب أن تضع هدفاً أمامك وترسم الطريق المناسب لتحقيق هذا الهدف (أو مجموعة الأهداف)، ويجب أن تعلم أن الخطوة الأولى على أي طريق هي الأصعب، ولكن بمجرد أنك بدأتَ السير في هذا الطريق " طريق إدارة الوقت" فستجد المهمة أسهل وأسهل.
الوقت يحدد مصيرك يوم القيامة!
إن هذه المقالة يا أحبتي ليست لمجرد الاطلاع أو هي قصة نستمتع بها، لا. إنها مسألة حياة أو موت! فالوقت هو أغلى ما نملك من الدنيا، والله تعالى أعطانا مهلة مجهولة، هي العمر الذي سنعيشه على الأرض، وسوف يحدث كل شيء خلال هذه السنوات التي قدّرها الله لك مسبقاً. وتبدأ هذه المهلة منذ طفولتك وحتى موتك، وبعد ذلك يتوقف كل شيء، ويبدأ وقت من نوع آخر، إما نعيم دائم، وإما عذاب دائم، فانظر أين تضع نفسك منذ هذه اللحظة، ولا تنتظر المفاجأة!
إن أول شيء ستُسأل عنه أمام الله يوم القيامة: هو وقتك! ماذا صنعت به، هل أديت الصلوات على وقتها، وهل استثمرت شهراً من السنة فصمت رمضان، وهل استثمرت وقتك في التصدق فأنفقت شيئاً من مالك على الفقراء، أو هل أنفقت وقتك في العلم النافع، وهل أحسنت لأبويك ومَن حولك، وهل أنفقت القليل من الوقت وتدبَّرت القرآن، وهل استثمرت وقتك في طاعة خالقك... أسئلة كثيرة وكثيرة جداً ستتعرض لها، ولكن جميعها تدور حول الوقت... فماذا أعددت لهذا اللقاء: لقاء خالق الكون ورب العرش العظيم سبحانه وتعالى؟!!
لقد وجدتُ أن الطريق إلى إدارة الوقت ومن ثم السعادة لا يتحقق إلا بكتاب الله تعالى، لأن كتب البشر تعتمد على التجربة والخطأ والصواب، ولكن كتاب خالق البشر أعطانا النتيجة الصحيحة مسبقاً، فكل آية من آياته هي قانون ثابت يمكن تطبيقه دون أن نتوقع نتيجة خاطئة، بل النتائج تأتي دائماً صحيحة ومفيدة وبالتالي نضمن استثمار الوقت بأفضل صورة، دون أن نضيع وقتنا في تجارب ونظريات قد تصيب أو تخطئ، وبسبب اعتمادي على هذه الفكرة فقد انخفضت نسبة الوقت الضائع إلى الصفر، لأن كل لحظة أعيشها فيها فائدة ما، لأنني أعيشها لهدف واحد فقط... وهو رضا الله جل جلاله.
الوقت هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن إيقافه أو التحكم به، وهذا قانون كوني جعله الله ثابتاً، فكل ثانية تمرّ يذهب معها جزء من عمرك ولن يعود أبداً! فالإنسان هو عدد من الثواني، وسوف تنقضي آخر ثانية من حياتك فجأة! فسارع إلى استغلال هذه الثواني وتسخيرها لتقوم بعمل تنتفع به في الدنيا والآخرة...
هل ستعيش معي هذه التجربة الرائعة؟!
أخي المؤمن! إن أهم شيء في إدارة الوقت بشكل صحيح أن تحدد الهدف منذ اللحظة الأولى، وتفكر بالنتائج الرائعة التي ستكسبها فيما لو فكرت بشكل صحيح في إدارة وقتك واستثماره بالشكل الأمثل. ونصيحتي ألا تنتظر حتى تنتهي من قراءة هذه المقالة، بل بادر لاتخاذ القرار في إدارة وقتك، لأن الوقت ثمين جداً وقصير جداً، والقرار الذي ستتخذه سيكون صائباً! ولذلك لا يحتاج إلى تفكير أو مناقشة، فلا خوف من الخطأ، فالمشروع الذي ستقوم به مأخوذ من القرآن الكريم والسنة المطهرة، ولذلك هو مضمون النتائج.
إن أول شيء ستكسبه من إدارة وقتك، أنك ستحس بقيمة الوقت وقيمة الحياة التي أنعم الله بها عليك وقيمة وجودك في هذه الدنيا. سوف تعيش السعادة في كل لحظة، لأن أهدافك ستُختصر في هدف واحد وهو: رضا الله عنك، ورضاك عن الله! نعم، رضاك عن الله مهم جداً، لأن معظم الناس اليوم غير راضين عن خالقهم من دون أن يشعروا، وسوف أوضح لكم هذه الفكرة التي قد يظنها البعض غريبة، وذلك من خلال هذه الأمثلة.
إذا أصابك مرض، وشعرت بالسعادة لأن الله يريد أن يطهرك من الذنوب بسبب هذا المرض، فأنت راضٍ عن الله.. إذا ضاق رزقك وتراكمت عليك الديون ولم تجد من يقرضك درهماً ولا ديناراً، ثم شعرت بالسعادة لأن الله تعالى يريد أن يعطيك ثواب هذا النقص في المال، وسيجعلك من أهل الجنة بسبب قناعتك بما قسَم الله لك، إذا شعرت بهذه السعادة فأنت راضٍ عن الله...
وإذا أصابك همّ أو غم على فقدان قريب أو صديق أو حبيب، ثم وجدتَ نفسك تصبر وتحتسب عند الله، ومن ثم شعرت بسعادة غامرة لأن الله يريد أن يجعلك يوم القيامة في زمرة الصابرين الذين يدخلون الجنة بغير حساب، إذا شعرت بهذه السعادة فأنت راضًٍ عن الله!
أما إذا حدث العكس فبدأت تطرح الأسئلة: ما هو الذنب الذي قمت به ليبلوني الله هذا البلاء؟ ما هي المعصية التي ارتكبتها لأستحق هذا النقص أو الهم أو الغم؟ أو قلتَ في نفسك: إنها حياة تعيسة... الحال ضيق جداً ... الرزق قليل... الهموم ركبتني... أعيش من قلة الموت! وعبارات مشابهة تقولها دائماً وكلما سألك أحد كيف حالك... إذا فعلت ذلك فأنت غير راضٍ عن الله وقضائه واختياره لك، وبالتالي لن يرضَ الله عنك.
ولكن كيف يأتي الرضا بالواقع والقدر الذي كتبه الله عليك؟ إنها عملية بسيطة جداً وهي أن تقتنع أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنك لن تغادر الدنيا قبل أن تستكمل رزقك وما قسمه الله لك. وتقتنع أن رزقك لن يأخذه أحد غيرك، وأن كل شيء يصيبك فترضى به، هو اختبار من الله وفيه سوف يكون الخير، وأن تقتنع أن كل شيء بيد الله فهو خالق الكون وبيده مقاليد السموات والأرض، وكل ما يحدث معك إنما يحدث بقضاء من الله وتقدير وعلم وحكمة منه عز وجل، إذا أدركتَ ذلك عندها ستدرك أن كل ما يحدث معك هو لمصلحتك ولما فيه الخير والمنفعة، ولكن بشرط أن تعتقد أن الله هو الذي يسيّر الكون، ويريد لك الخير.
إما أن تتعلم كيف تدير وقتك وحياتك، وإلا ستكون حياتك أشبه بسفينة تتقاذفها الأمواج... لا تدري أين تذهب وكيف تتجه ولأي هدف تسير. فالحياة يا أحبتي تشبه رحلة قصيرة في سفينة، الأخطار تحيط بك من كل جانب، وفي أي لحظة يمكن أن تلقى مصيرك، وبالتالي كلما كانت خطَّتك مرسومة بشكل متقن، كلما حقّقت الوصول إلى الشاطئ بأمان!
الدراسة أهم من التطبيق العملي
في أي مشروع هناك قاعدة مهمة غالباً ما يهملها كثير من الناس، وهي دراسة المشروع دراسة كافية، فكلما كانت الدراسة أفضل وأشمل وأدقّ، كانت النتائج العملية للمشروع أفضل وكان المشروع ناجحاً. ولذلك قبل أن تبدأ هذه التجربة "تجربة إدارة الوقت" يجب أن تدرك فوائد هذه التجربة وما ستحققه وكيف ستتغير كثير من الأشياء من حولك، ويجب أن تخطط جيداً لهذه التجربة وتعيش "فن إدارة الوقت" في كل لحظة.
فوائد إدارة الوقت
يؤكد علماء النفس أن أي عمل تريد تنفيذه ينبغي قبل كل شيء أن تدرك فوائده، ليكون العمل فعالاً ويعطي النتائج المطلوبة. وعندما كنتُ أتأمل كتاب الله تعالى وجدتُ أن البارئ عز وجل يرغّبنا في الجنة، وعندما يأمرنا بعمل ما يتبعه بالفوائد التي سنجنيها من هذا العمل. وعندما ينهانا عن عمل ما فإنه يوضح لنا سلبيات هذا العمل وأضراره والآيات كثيرة في هذا المجال.
ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أراد أن يحدثنا عن أهمية الوقت استخدم أهم لحظة في تاريخ المؤمن، وهي وقوفه بين يدي خالقه سبحانه وتعالى، فقال: لا تزولا قدما عبد حتى يُسأل عن أربع... ومنها عن وقته فيما أنفقه. فربط بين استثمار الوقت بما يرضي الله، وبين دخول الجنة والأسئلة التي سيواجهها كل منا. ولذلك سوف نعدد بعض الفوائد لاستثمار الوقت واستغلال كل ثانية دون في عمل مفيد.
إدارة الوقت والسعادة
تقول الدراسات الحديثة إن الإنسان الذي يعرف كيف يستغل وقته في أعمال مفيدة ونافعة، يكون أكثر سعادة من أولئك الذين يضيعون أوقاتهم من دون فائدة! فالسعادة مرتبطة بما يقدمه المرء من أعمال نافعة. وتعود بي الذاكرة إلى أيام دراستي الجامعية حيث كان لدي الكثير من الوقت ولم أكن وقتها أعرف شيئاً عن استغلال الوقت حتى بدأت بحفظ القرآن الكريم، وعندها بدأت رحلة السعادة مع كتاب الله تعالى. فالقرآن يعلمك كيف تستثمر وقتك بالكامل، فكل لحظة هناك عبادة أو ذكر أو صلة رحم أو عمل نافع أو علم نافع...
وهذا ما جعلني أشعر بسعادة غامرة لم أكن أعرفها من قبل، فكان استغلال الوقت هو المفتاح للسعادة الحقيقية. فإذا أردتَ أن تحصل على السعادة فتعلم كيف تستثمر وقتك، ولا تترك حياتك ووقتك تبعاً للظروف المحيطة مثل قارب تتقاذفه الأمواج دون توجيه، فإن النتيجة ستكون الغرق!
إدارة الوقت تمنحك الرضا والنجاح
معظم الناس غير راضين عن حياتهم وواقعهم بسبب عدم معرفتهم لأهمية الوقت، وهذا ما يسبب لهم الكثير من الاضطرابات النفسية، فعلماء النفس يؤكدون على أن معظم الأمراض النفسية تنشأ نتيجة عدم الرضا عن الواقع. وهذه المسألة تسبب مشاكل نفسية وآلام لا تقل عن الآلام العضوية. وقد وجدتُ بعد تجربة طويلة بأن أفضل طريقة للتغلب على هذه المشكلة أن تفرغ جزءاً من وقتك وتستثمره في تدبر القرآن والاستماع إليه.
إن تأمل آيات القرآن وتدبّر معانيها يجعلك تدرك أن كل شيء في هذا الكون بيد الله تعالى، ولا يتم أمر إلا بإذنه، ولا يحدث معك شيء إلا بتقدير وعلم وحكمة منه عز وجل. وهذا يجعلك ترضى عن كل ما يحدث معك، ويجعلك تشعر بمراقبة الله لك وعلمه بما يحدث معك. فكثير من الأطباء النفسيين لا يفعلون أي شيء لمرضاهم أكثر من الاستماع إلى همومهم ومشاكلهم، وهذا بحد ذاته علاج للمريض النفسي. وعندما تعلم بأن الله تعالى يرى ويسمع ويعرف كل ما يحدث معك، فإنك ستشعر بالرضا عن الواقع الذي تعيشه لأنه مقدر عليك.ٍ
وبالنتيجة فإن استثمار الوقت في ذكر الله تعالى يمنحك الرضا عن واقعك، وهذا يشعرك بالسعادة ويزيد من طاقتك في إنجاز أعمالك أو دراستك، وبالتالي تكون قد خطوت خطوة على طريق النجاح. إذاً إدارة الوقت الناجحة تعني النجاح في الدراسة والعمل.
غالباً ما يقف كل واحد منا أمام خيارين أو عدة خيارات وعليه أن يتخذ القرار الصحيح! ويؤكد علماء النفس حديثاً أن عملية اتخاذ القرار ليست عملية لحظية، بل تخضع لتفاعلات كثيرة ومعلومات تراكمية مخزَّنة في دماغك، ولذلك كلما كان استثمارك للوقت أفضل وكلما كان دماغك منظماً، كانت قراراتك صحيحة وصائبة أكثر!
إدارة الوقت والمال
تعتمد معظم أبحاث إدارة الوقت على نتيجة واحدة هي كسب المال، ونحن كمسلمين لا نضع كسب المال كهدف، بل كوسيلة لتحقيق أهداف أسمى مثل التصدق على الفقراء والإنفاق على الأهل والأولاد وإنفاق المال فيما يرضي الله تعالى، أي أن كسب المال هو وسيلة لكسب رضا الله تعالى! ولذلك فإن المؤمن بحاجة لثقافة إدارة الوقت ليتمكن من العيش بشيء من الرفاهية دون إسراف ولا تقتير. فالإسلام دين الوسطية... التبذير من عمل الشيطان، والشح من عمل الشيطان أيضاً، والاعتدال هو الطريق الأمثل الذي أمرنا به الله تعالى.
لقد ربط الله في كثير من آيات القرآن بين الرزق والتقوى، وأهم عنصر من عناصر التقوى استغلال الوقت في الأعمال الصالحة، والثقة بالله تعالى وعطائه، وأنه قادر على رزق عباده، نحتاج الثقة بالله تعالى، وعندما تستغل وقتك في رضا الله سيسخر لك الله كل شيء لخدمتك، وسييسر لك أسباب الرزق، ولذلك أقول: إن الإدارة الناجحة للوقت تعني المزيد من الرزق بإذن الله.
فوائد لا تُحصى لإدارة الوقت الفعالة
لو أردنا أن نعدّد فوائد الإدارة الفعالة للوقت سوف نحتاج لمجلدات... ولكن يكفي أن نقول إن الإدارة الصحيحة للوقت على ضوء الكتاب والسنّة تعني: إنجاز الكثير من الأعمال في زمن قصير... تعني حل العديد من المشاكل بجهد أقل... تعني الاستقرار الاجتماعي والنفسي... تعني المزيد من الاستقرار العاطفي والشعور بالسعادة والقوة والتفاؤل... تعني التخلص من التراكمات السلبية التي تنهك طاقات الإنسان ... وتعني التخلص من الحزن والقلق وتعني أنك بدأتَ حياة جديدة، لن تستطيع الكلمات وصفها، ولكن بمجرد أن تعيش هذه التجربة ستدرك روعة تنظيم الوقت وإدارته.
في عالم النمل نجد أفضل أنواع الإدارة للوقت، فالنملة لا تترك دقيقة تمر دون عمل، تقوم بالتعاون والتنسيق مع بقية أفراد المجموعة، وتستثمر الوقت بصورة رائعة، بل تقوم بأعمال ربما يعجز عنها الإنسان! ويعتبر العلماء أن النمل لديه طريقة فنية في إدارة الوقت، فهل نتعلم من هذه المخلوقات الصغيرة؟!
الوقت الفعال
يعتمد تنظيم الوقت قبل كل شيء على الزمن المتوافر لديك كل يوم، فاليوم 24 ساعة، هناك وقت للنوم بحدود 6 ساعات (يفضل أن تكون على مرحلتين: 4 ساعات في الليل وساعتين في النهار)، إذاً يتبقى لدينا 24 – 6 = 18 ساعة، هذه المدة يجب أن ننقص منها ما يقوم به الإنسان من قضاء لحاجته وطعام وشراب واغتسال وهذه المدة تحتاج لساعتين وسطياً، ويبقى لدينا 18 – 2 = 16 ساعة، ولكن هناك أشياء أخرى يجب أن نفعلها كمسلمين، وعلى رأسها الصلاة، وهذا الوقت مقدَّس، ويجب أن يكون على رأس اهتماماتنا، ونحتاج لأداء الصلوات الخمس مدة ساعة على الأقل، ويبقى لدينا 16 – 1 = 15 ساعة.
هناك فترة عمل يلتزم بها معظم الناس (من أجل لقمة العيش) مثل وظيفة أو عمل حر أو تجارة أو دراسة في مدرسة أو جامعة.. أو غير ذلك، وهذه المدة تكون بحدود 8 ساعات يومياً، ويبقى لدينا وقت الفراغ الفعال: 15 – 8 = 7 ساعات! تصوروا أن معظم الوقت استنفذ على حاجات الإنسان الضرورية، ولم يتبق إلا 7 ساعات يمكن أن يستغلها في أشياء أخرى. ولكن معظمنا لا يستفيد من هذه الساعات السبع!
إن هذه الفترة كافية لتقوم بأشياء كثيرة، وعلى رأسها حفظ القرآن، ولكن معظم الناس يقولون لا يجدون وقتاً للقيام بمثل هذا العمل، مع العلم أنه أهم عمل في حياة المؤمن، لأنه سيغير الكثير. ومن خلال الطريقة الإبداعية سوف نرى بأن الإنسان يمكن أن يستغل الـ 24 ساعة ويستثمرها بشكل فعال، حتى وقت نومه!
استغلال الوقت أثناء النوم
من الأشياء العجيبة أن الدماغ أثناء النوم يبقى في حالة نشاط وعمل واسترجاع للذكريات وإجراء تنظيم لها، بل إن النوم يزيد من قدرة الإنسان على الإبداع، ولذلك يجب استغلال هذه الفترة بالاستماع إلى القرآن الكريم والتعلم. وموضوع التعلم أثناء النوم يشغل بال العلماء اليوم، حيث يحاولون رصد العمليات التي تتم في دماغ النائم، ومدى تأثره بالكلمات التي يستمع إليها وهو نائم، وذلك من خلال جهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI .
استغلال الوقت أثناء العمل
أهم قاعدة من قواعد النجاح أن تضع هدفاً ويصبح هذا الهدف كلّ همِّك تفكر فيه طوال اليوم، وتعمل عليه حتى يتحقق. وبالتالي فإن وقت العمل ضروري لإنجاز الكثير. فكثير من الناس يستطيع إنجاز أشياء كثيرة خلال فترة عمله كل يوم. مثلاً يمكن أن يستمع إلى القرآن أثناء عمله أو قيادته للسيارة أو أثناء جلوسه على مكتبه، وقد كان همّي دائماً هو القرآن: كيف أفهمه وكيف أحفظه وكيف أتعلم أشياء جديدة كل يوم من القرآن، وكيف أعيش كل لحظة مع القرآن... ولذلك وجدتُ البركة في الوقت، وهذه القاعدة يغفل عنها كثير من الناس.
يمكن أن تستغل وقتك في التفكير بالهدف الذي تسعى لتحقيقه، وبالنسبة لي فقد كان هدفي الأول: كيف أصبح كاتباً في الإعجاز العلمي، فكنتُ أستغل كل دقيقة في التفكير وطرح الأسئلة: كيف يمكنني أن أحقق هذا الهدف، وماذا أحتاج من أجل ذلك... وبسبب التفكير الدائم وبفضل من الله تعالى حققت هذا الهدف خلال سنوات قليلة.
حتى وقت نومك يمكن استثماره في تعلم أشياء جديدة، وقد استخدمتُ هذه الطريقة لسنوات، حيث كنتُ أستمع للقرآن وأنا نائم، وهذا ما ساعدني كثيراً على حفظ القرآن، وعلى شفاء بعض الأمراض، فالاستماع إلى القرآن يعتبر علاجاً ناجعاً لكثير من الأمراض، ولكن بشرط أن تثق بهذا الشفاء الإلهي "المجاني"! وعندما تتمتع بصحة أفضل لابد أن تتمكن من تنفيذ أعمال أكثر وبالتالي استثمار وقتك بشكل أفضل!
استغلال الوقت الضائع
هناك وقت ضائع كبير يشمل المواصلات وزيارات الأصدقاء والأقارب والأعمال اليومية والوقت المخصص للأولاد وللزوجة أو لبرّ الوالدين أو لمشاهدة التلفزيون أو الاستماع إلى الراديو ووقت ضائع كبير في الإنترنت وغير ذلك، وهذه يجب استغلالها وسوف نتعلم طريقة لذلك.
فمن خلال المقالة الثانية في هذه السلسلة سوف نعيش مع خطوات عملية في إدارة الوقت: كيف نحقق الاستغلال الأمثل لوقتنا، وكيف تحقق النجاح في العمل أو الدراسة من خلال إدارة الوقت، وكيف تحل أي مشكلة في زمن قصير جداً ... وغير ذلك من المعلومات النافعة والقواعد المهمة التي يحتاجها كل واحد منا في حياته.
وأخيراً إليكم بعض النصائح السريعة
- انظر إلى الوقت على أنه كنز ثمين بين يديك أعطاك الله هذا الكنز فهل تبدّده من دون مقابل!
- انسَ أي مشكلة تصادفك ولا تعطها أكثر من دقيقة أو دقيقتين من تفكيرك... وبعد ذلك انتقل للتفكير في قضية أخرى.
- قبل النوم حاول أن تفكر ماذا يجب أن تنجز في اليوم التالي... وبعد الاستيقاظ حاول أن تفكر فيما ستحققه في يومك هذا..
- أكثر من الدعاء ومن الاستغفار ومن تلاوة القرآن! فهذه الأشياء تجعلك أكثر اطمئناناً وتساهم في استقرار عمل القلب والدماغ، مما يساعدك على الإبداع والتفكير بطريقة أفضل.
- تفكر في مخلوقات الله! فالتأمل يساعد على الإبداع وعلى اتخاذ القرار الصحيح. وبالتالي سيوفر عليك الوقت الذي ستضيعه مع القرارات الخاطئة.
- لا تغرّنك الدنيا وزينتها وأموالها وأغنيائها! وخير مثال قارون الذي امتلك من الكنوز ما يعجز عن حمل مفاتحه الأقوياء. ولكنه بسبب غروره خسف الله به الأرض، فماذا استفاد من علمه وماله؟
- لا تشعر بالفشل، فهذا الشعور عدوّ الوقت. بل حاول المرة تلوَ الأخرى وسوف تنجح ولك أجر المحاولة.
كما قلنا ونقول دائماً:
الوقت كنز بين يديك فإما أن تستغل هذا الكنز لمزيد من السعادة والنجاح، وإما أن تبقى غافلاً عنه فتخسر الكثير من الأشياء... والقرآن الكريم قدّم أفضل أسلوب لإدارة الوقت، ويكفي أن نعلم أن وقت المؤمن كله مشغول بأعمال مفيدة، ولا يوجد لدى المؤمن وقت فراغ وهنا تتجلى عظمة القرآن وإعجازه.
فما أكثر الآيات التي تحض المؤمن على استغلال وقته وتنذره بقرب أجله، فتأملوا معي هذا المشهد الذي صوره القرآن، قد يتعرض له أي واحد منا، ألا وهو لحظة الموت: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99-100]. فالموقف صعب وعصيب، ولن تحصل على ثانية إضافية واحدة بعد لحظة الموت، وهذا ما يجعل المؤمن في حالة شغل كامل ... فليس لديه وقت يضيعه، وليس لديه فراغ "يقتله" وليس لديه اكتئاب أو وسواس أو هموم، بل هو في حالة انشغال في طاعة خالقه وابتغاء مرضاته والتقرب منه.
والآن يا أحبتي إليكم بعض الخطوات العملية لإدارة الوقت الناجحة، وبالطبع هذه الخطوات مستوحاة من القرآن والسنة، وحبذا لو تبدأ عزيزي القارئ منذ هذه اللحظة باستدراك ما فاتك وتطبيق هذه الخطوات وليكن التوكل على الله منهجك في التطبيق فهو القائل: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].
خطوات عملية لإدارة الوقت
1- إن أهم خطوة ينبغي عليك القيام بها أن تعتبر أن أجلك في الدنيا محدود وقصير جداً ويجب أن تستغل كل ثانية ودقيقة، وذلك لهدف نهائي واحد هو رضاء الله تعالى، أي أن جميع أعمالك وأقوالك وتفكيرك سيكون ابتغاء مرضاة الله، وأنه لن ينفعك أي عمل إذا لم تبتغِ به وجه الله.
والمثل الرائع في هذه الخطوة ضربه لنا سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم، فقد عاش وقته كله لله، والدليل على ذلك أنه لم يكن يغضب أبداً إلا أن تُنتهك حرمة من حرمات الله، أي كان غضبه من أجل الله ورضاه من أجل الله. ولو تأملنا أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، وجدناها كلها لله تعالى، ولذلك فإن المؤمن الذي يقتدي بهذا الهدي النبوي سيأخذ الأجر حتى لو أخطأ!! والدليل أن النبي أخبرنا أن المؤمن عندما يجتهد في عمل أو مسألة فيخطئ، فيكون له أجر، فإن أصاب فله أجران!
2- ولكن كيف أعلم أن عملي هذا هو ابتغاء وجه الله! لاسيما أن الجميع يؤكدون أنهم يبتغون وجه الله، ولكن أفعالهم لا تدل على ذلك مطلقاً. وسوف أضرب لكم مثالاً يوضح هذه القضية المعقدة. فعندما اطلعت على عدد من مواقع الدعاة والمؤلفين والكتَّاب في المجال الإسلامي، وجدت عدداً كبيراً منهم يضع عبارة "حقوق الطبع محفوظة" ومنهم من يغلّظ هذه العبارة فيكتب: لا يجوز نسخ أو نشر أو.... بأي طريقة كانت مرئية أو مسموعة أو مكتوبة.... ومنهم من يبالغ في حرمان نفسه الأجر والثواب فيكتب: يحرم نسخ هذه المقالة ونشرها وطباعتها ... ومن أغرب ما رأيت أحدهم يكتب في قرص مضغوط: إن نسخك لهذا القرص هو سرقة سوف يحاسبك الله عليها يوم القيامة... ويحتجون بأن هذا العمل كلفهم مبالغ طائلة ولو سمحوا بنسخه سيخسرون الأموال!
أستغفر الله من هذه الأقوال: هل تظنون أن من يتعامل مع الله يخسر؟ هل يعجز الخالق العظيم وهو الذي خلق السموات والأرض ورزق النمل والطير والسمكة في ظلمات البحر، أيعجز هذا الإله الكريم أن يرزق رجلاً ينشر علماً من أجل الله!! والله لو نُشر هذا العلم ابتغاء مرضاة أحدٍ من الأغنياء فلن يضيع هذا الغني تعبه وسيجزل له العطاء ويعوضه عما دفعه من أموال بل قد يعطيه أضعافاً مضاعفة، هذا في حق البشر الفقراء، فكيف بأغنى الأغنياء وقد جاءه عبد مؤمن أنفق كل شيء في سبيل نشر العلم النافع ومن أجل رضاء الله، فهل يضيعه الله وهو أكرم الأكرمين؟؟
فقد اتبعتُ تقنية بسيطة في مقالاتي التي منَّ الله بها عليَّ، وهي أن هذه المقالات أبتغي بها وجه الله، من دون أن أضَع حقوقاً للنشر، بل أدعو بالخير لمن يساهم في نشر هذه المقالات وحتى لو لم يذكر اسم المؤلف أو الموقع الذي أخذ منه، هل تعلمون أن هذه التقنيَّة جعلت من هذه المقالات تنتشر بشكل يجعلني أستغرب من العدد الكبير للقراء الذين يقرأون هذه المقالات! وهل تعلمون أن رزقي زاد ولم ينقص؟ والسبب بسيط جداً، وهو أنني أتعامل مع كريم بل هو أكرم الأكرمين، وهو خير الرازقين.
لم يتفوق الغرب علينا إلا باحترامه للوقت ولدقته في المواعيد ولاستغلاله كل لحظة في الإبداع والاختراع والتطوير، ولذلك فإن موضوع إدارة الوقت مهم جداً بالنسبة لنا كمسلمين لتطوير أمتنا والنهوض بها نحو الأفضل، ولا ننتظر الآخرين حتى يخترعوا ويبدعوا ونأخذ نتاجهم جاهزاً دون تعب أو جهد! ولذلك نحن أولى منهم باستثمار وقتنا والاستفادة من خبراتهم ونتائج دراساتهم، ولكن دائماً نأخذ ما يتوافق مع كتاب ربنا لأننا نتخذ من الدنيا طريقاً إلى الآخرة فنكون قد ربحنا الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى!
3- إذاً يا أحبتي الخطوة الثالثة هي الثقة بالله تعالى، وبعطائه وقدرته وأن كل شيء تدفعه أو تعمله أو تنشره تبتغي به وجه الله لابد أن يعوضه لك الله بعشرة أمثاله إلى سبع مئة ضعف أو أكثر. فمن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها... والله يضاعف لمن يشاء، يقول تعالى وهو خير القائلين: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [الأنعام: 160]. لذلك أرجو منك أخي الحبيب أن تقوم بأي عمل وبخاصة الأعمال الدنيوية وأن تبتغي وجه الله تعالى، لأن أي عمل لا يُبتغى به وجه الله سيكون حسرة وندامة على صاحبه.
وأذكّركَ بأول من تُسعَّرُ بهم النار يوم القيامة، ربما تستغرب أن أول دفعة تدخل جهنم بهم توقد النار هم فئة من العلماء وقراء القرآن!! ما هو ذنبهم؟ ربما يكون الذنب بسيطاً من وجهة نظرنا إلا أنه عند الله عظيم. فقد ابتغوا في علمهم الدنيا فكان هذا العلم سبباً في دخولهم جهنم. وهذا هو المنطق، إذ أن العبد إذا عمل لغير سيده فلا أجر له. ولذلك قال النبي لسيدنا أبي هريرة هل تعلم أول من تسعر بهم النار؟ رجل تعلم العلم قرأ القرآن، فيقول يا رب تعلمتُ فيك العلم قرأتُ فيك القرآن، فيُقال: كذبت! تعلمت ليُقال عنك عالم، وقرأتَ القرآن ليُقال عنك قارئ، وقد قيل... فيسحب على وجهه فيُقذف في جهنم..
فانظروا معي إلى هذا المصير الأسود، وهذا ما يجعلنا نحذر من خطورة أن تبتغي بعلمك أو عملك غير الله تعالى، فإذا تعلمت فليكن علمك لله، وإذا عملت فليكن عملُك من أجل الله، وإذا تكلّمت فليكن حديثك ابتغاء مرضاة الله، وإذا فكّرت فليكن تفكيرك لله... إذا أحببتُ فليكن حبك من أجل الله، وإذا كرهت فليكن بغضك من أجل الله، وإذا فرحت أو غضبت أو حزنتَ أو خاصمتَ أو صاحبتَ.... ليكن كل عملك لله ومن أجل مرضاة الله، خوفاً وطمعاً، كما كان أنبياء الله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].
4- لو تأملنا قصة "بيل غيتس" أغنى رجل في العالم، ما هو العمل الذي قام به ليستحق هذه الأموال الهائلة، والله إنه لم يقم بأكثر من عمل عادي جداً، بل إن أي عامل بسيط يبذل من الجهد والطاقة أضعاف ما بذله هذا الرجل، ولكن كيف حصل على هذه الثروة؟ إن الله تعالى يريد أن يعطينا مثالاً من خلال هذا الرجل أن الرزق ليس له علاقة بالجهد والعمل والتعب، إنما هو بيد الله يعطيه لمن يشاء، فقد يعطيه للمؤمن ليزيد له في الثواب، وقد يعطيه للملحد ليكون حسرة عليه يوم القيامة.
فسيدنا سليمان أوتي من المُلك ما لم يؤت أحد من بعده، وسيدنا محمد أوتي من العلم والخلق والتواضع ما لم يُؤت أحد من العالمين، فالله الذي أعطى هؤلاء العباد الكرام، قادر أن يعطيك ما تطلبه بل أكثر، ولكن لست أنت من يحدد ذلك، بل الله يختار الوقت المناسب والعطاء المناسب، لماذا؟ لأنه أعلم بما في نفسك، وأعلم بما يصلحك، وهو أعلم بمصلحتك.
والآن إليكم هذه النصائح السريعة ولكن تطبيقها يعود بالفائدة والخير إن شاء الله
- مهما أنفقت من وقتك في ذكر الله، فلن ينقص من الوقت شيء.
- كما أن المال لله تعالى، كذلك الوقت ملك لله، ومنحك حرية التصرف فيه، فانظر كيف تتعامل مع أمانة وضعها الله عندك، هل ستضيعها، أم تحفظها!
- لا تترك يوماً يمر دون أن تتعلم شيئاً جديداً ونافعاً.
- لا تترك يوماً يمر إلا وتفعل عملاً مفيداً.
- انظر دائماً إلى الدنيا على أنها مرحلة مؤقتة ولكن لابد منها، وأنها عبارة عن ساعة واحدة فقط، مقارنة بيوم القيامة الذي سيمتد إلى خمسين ألف سنة. فينبغي عليك أن ترتب أمورك بدقة خلال هذه الساعة لأنك ذاهب إلى حياة الخلود: إما الجنة أو النار.
نسأل الله تعالى أن نكون من الذين استجابوا لأمر ربهم في المسارعة بالخيرات، يقول تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) [آل عمران: 133-136].
في رحلتنا مع الوقت نقف لنتأمل
وبالطبع نستفيد من تجارب الآخرين، والهدف هو استثمار الوقت بالشكل الأمثل. وربما نعجب إذا علمنا أن القرآن الكريم هو أول كتاب يقدم طريقة رائعة لإدارة الوقت. ففي كل آية هناك توجيه إلهي يعلمنا كيف نستثمر الوقت ونحقق النجاح في الدنيا والآخرة.
والقرآن يعبر عن أهمية الوقت في آية رائعة يقول فيها تبارك وتعالى: (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [الحج: 47]. وهنا نجد إشارة إلى أن الإنسان لا يعيش سوى لحظات بالمقياس الحقيقي للوقت. فلو فرضنا أن إنساناً عاش سبعين سنة، فهذا يعني أنه عاش 70 ÷ 1000 يساوي 7 % من اليوم فقط، أي بعض يوم.
وهذا يعني أن العمر قصير جداً وفي ذلك إشارة إلى ضرورة الاهتمام بالوقت واستغلاله في عمل الخير وما فيه الفائدة وبما يحقق الفلاح للمرء والمجتمع. ومن هنا نود أن نقدم لقرائنا بعض النصائح الإبداعية لإدارة الوقت، ونقول: تعلم كيف تهيّء نفسك لاستثمار الوقت من خلال ما يلي:
- ابتعد عن الهموم، فالهموم هي أكبر مدمر للوقت، تجنب أي مشكلة قد تؤدي إلى مشكلة أخرى وهكذا تتراكم الهموم وتعطلك عن التفكير الفعال.
- أبعد أي مشكلة قد تنغص عليك حياتك وتضيع بسببها وقتك، وأفضل طريقة لتجنب المشاكل أن تتوكل على الله وتلتزم بالأدعية النبوية ليصرف الله عنك شرَّ كل شيء الله أعلم به.
- اترك الشك والظن والتجسس والغيبة والنميمة.... فهي أعداء شرسة لإدارة الوقت.
- اترك النظر إلى ما حرَّم الله، فهذه النظرات تقودك إلى الكلام ومن ثم إلى مزيد من العلاقات المحرمة وفي النهاية تجد أنك ضيعت نصف وقتك في أشياء تضرُّك ولا تنفعك.
- اترك الكذب لأن الكذب يتطلب طاقة أكبر من الصدق! والكذب يحتاج لمبررات كثيرة، ويقودك لمزيد من الكذب، ويفقدك ثقة الناس بك، وهكذا يضيع الوقت من حيث لا تدري.
- دماغك يشبه جهاز الكمبيوتر له مساحة محدودة، فلا تملأه بالأفكار التافهة وغير المفيدة، بل لا تسمح لأي معلومة ضارة أن تدخل وتستقر في دماغك لأنها ستشوش عليك وتضيع وقتك.
- صحح الخطأ على الفور... اعترف بخطئك وعالج الأخطاء بسرعة ولا تتركها تستنفذ الوقت والجهد، فالخطأ إذا لم تتم معالجته على الفور فإنه يؤدي إلى سلسلة من الأخطاء يصعب معالجتها، وبالتالي تكون وسيلة لضياع الوقت دون فائدة.
- لا تتكبر! فالتكبر صفة يبغضها الله ورسوله، والتكبر يؤدي إلى ابتعاد الناس عنك، ويقودك إلى الغرور وإلى داء العظمة، حيث لا ترى الحقائق كما هي، وهذا يؤدي إلى تضييع الوقت.
- لا تنفعل وتغضب! فالغضب يقود إلى سلسلة معقدة من الانفعالات والتأثيرات الضارة على الجسد مثل ارتفاع ضغط الدم وتسرع دقات القلب وتحميل الدماغ أكبر من طاقته... وكل ذلك يؤدي إلى أمراض وإلى الموت المفاجئ وبالتالي تخسر الوقت.
- لا تصرّ على خطئك ولا تتعصب لرأيك بل اجعل الميزان الذي ترجع إليه دائماً هو كلام الله وسنة رسوله. فالإصرار على الخطأ يؤدي إلى مزيد من التفكير ومزيد من إرهاق الدماغ في العمل على إثبات صحة هذا الخطأ، ولن تتمكن من ذلك، لأن الخطأ لا يمكن أن يكون صواباً. ولذلك من الأفضل أن تعترف بالخطأ، وتبحث عن طريقة لمعالجته بدلاً من الإصرار عليه.
- لا تشرب الخمر ولا تفعل الفاحشة ولا تستمع إلى الموسيقى ولو كانت هادئة، لأنها تثير العواطف وتشتت الذهن، وطبعاً هذه "تجربتي" فمن أحب أن يطبقها فليجرب ولن يخسر شيئاً. وأنصح أن تترك الاستماع إلى الموسيقى وتبدله بالاستماع إلى القرآن الكريم، واليوم هناك وسائل كثيرة متاحة للجميع للاستماع إلى القرآن من خلال أجهزة صغيرة رخيصة وسهلة الحمل.
- لا تلجأ إلى أحد غير الله ولا تستعن إلا بالله ولا تطلب شيئاً إلا من الله، والله سيهيء لك الأسباب ويسخر لك من يساعدك وسوف يوفر عليك الوقت والجهد والمال.
- عليك بالاستخارة فهذه أعظم طريقة لكسب الوقت ولاتخاذ القرار الصائب، وكل شيء قمتُ به في حياتي بعد الاستخارة كان ناجحاً بنسبة 100 % ، وكل عمل لم استخر به الله تعالى، كان غالباً ما يفشل. فالاستخارة توفر وقتك، لأنك إذا اعتمدتَ على نفسك فستخطط وتفكر وتحسب وتغرق نفسك في حسابات وربما تتخذ القرار الخاطئ، بينما الاستخارة تعني أن الله سيتخذ لك القرار المناسب، فهل ترضى باختيار الله لك؟!
- لا تحمل حقداً على أحد مهما بلغت الإساءة! بل سلّم الأمر إلى الله تعالى، وضع نصب عينيك أن الموت قريب منك وينبغي أن تصفح وتعفو وتأخذ المزيد من الحسنات، لأن الدنيا تافهة جداً، ولا تستحق أن تحقد على أحد فيها، بل ادع الله بالهداية لهم.
- أينما جلستَ حاول أن تقلب الحديث باتجاه ذكر الله والقرآن والعلم النافع (وبطريقة لا تشعر فيها أحداً من الجالسين). وبهذه الطريقة تستطيع استغلال الوقت بعلم نافع أو حديث يرضي الله تعالى.
- لا تسخر من الآخرين فقد يكونوا أفضل منك!
- لا تقلق، ولا تحزن! إن القلق والخوف من المستقبل يضيع الوقت بل وينهك الجسد ويؤثر على النظام المناعي مما يزيد من احتمالات التعرض للأمراض. واستبدل القلق بالتوكل على الله، وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك. وأن كل ما يحدث معك هو بتقدير من الله، فلماذا الحزن والخوف؟
- لا تيأس! فاليأس يعني الموت، والموت يعني توقف الوقت. ولذلك فإن التفاؤل والتفكير الإيجابي يؤدي إلى استثمار الوقت، بينما نجد اليأس يحبط الإنسان ويقوده للاكتئاب، وبالتالي يتعطل دماغه عن التفكير، ويضيع الوقت دون فائدة.
- إتقان العمل سيوفر الوقت، وللأسف هذا ما يتبعه الغرب اليوم وهو ما أدى إلى تفوقهم علينا. فعندما تتقن عملك توفر الكثير من الوقت في الصيانة والإصلاح.
- اترك ما لا يعنيك فهذا من حسن الإسلام، لأن التدخل في أمور لا تضر ولا تنفع يؤدي إلى إهلاك الوقت في أحاديث تافهة، وقد تعود بالضرر عليك.
- ابتعد عن المجادلة فهي مضيعة للوقت، إلا إذا كانت المجادلة تهدف لاكتساب معلومة مفيدة أو إعطاء معلومة مفيدة.
الوقت نعمة عظيمة من نعم الخالق تبارك وتعالى، وكل واحد منا قد منحه الله أجلاً محدداً ليستغله في الأعمال الصالحة ليصل إلى مرضاة الله عز وجل، فالدنيا محدودة وقصيرة جداً، ولذلك ينبغي على المؤمن ولكي يضمن السعادة في الدنيا والآخرة، أن يضع لنفسه خطة يسير عليها، ويحدد أولوياته، ويُبعد عنه أي شيء يؤثر سلباً على هذا المخطط.
الموسيقى وآثارها السلبية
بعد تجربة مع الموسيقى لسنوات تبين لي أن الاستماع إلى الأغاني هو مضيعة كبيرة للوقت، فقد ضيعت ثلاث سنوات مع الموسيقى بحجَّة أنها "تهذب الروح" فكنتُ أمضي عشر ساعات في العزف وفي سماع الغناء وأحياناً أتأثر وكنتُ أظن أن الاستماع إلى الأغاني هو غذاء للروح، كما يقول البعض، ولكن الشيطان كان يفرح ويزين لي هذا الطريق، وبعدما تركتُ الموسيقى ابتغاء وجه الله، وكان للحديث النبوي الشريف أكبر الأثر في هذا التحول، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه)، وبالفعل عوَّضني الله بالقرآن فحفظتُه من دون أي جهد يُذكر
إن الموسيقى ترتبط بإثارة المشاعر والعواطف ولا يمكن للإنسان أن يسيطر على "استهلاك الموسيقى" فلا يستطيع الاكتفاء بسماع الموسيقى فقط، بل سيتطور الأمر إلى سماع المغنيات والتأثر بهن وبكلامهن ... تماماً مثل الخمر، لا يمكن لإنسان أن يسيطر على تعاطي الخمر فيشرب القليل، بل لابد أن يتطور الأمر ويصبح مدمن خمر، ومثل الدخان لا يمكن السيطرة على تعاطي القليل منه، لابد أن يأتي يوم وتصبح فيه مدمناً، لذلك لابد من الإقلاع نهائياً عن التدخين وعن الموسيقى وعن النظر إلى المحرمات... والله سوف يعينك على ذلك ولكن بشرط أن تجعل عملك ابتغاء وجه الله.
الدعاء أقصر طريق لاستثمار الوقت
هل سألت نفسك يوماً لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله في كل شيء، في الصباح والمساء وقبل الطعام وبعده وعند دخول الأسواق و... إن إحساس الإنسان بقربه من الله في كل لحظة، يجعله أكثر ثقة بنفسه وأكثر قدرة على اتخاذ القرار الصحيح.
وعلى سبيل المثال هناك وقت كثير يضيع لدى الشباب في البحث عن الزوجة! فهل جرَّبت أن تدعو الله أن يختار لك الزوجة المناسبة التي يريدها هو لك؟! هذا ما دعوتُ به الله، فكانت زوجتي عوناً لي على كسب الوقت، وما هذه الأبحاث والمقالات إلا من نتائج هذا الدعاء!
فخير متاع الدنيا زوجة صالحة، وانظروا معي كم من الشباب يقضي ساعات على الإنترنت وفي الجامعة وبين الأقارب... وذلك في البحث عن الزوجة المناسبة له، وقد يضطر لخوض تجارب فاشلة، أو علاقات عاطفية محرمة تنتهي بالفشل... والحل بسيط، إنه الدعاء.
هذا ما حدث مع سيدنا موسى عليه السلام عندما رأى امرأتين فسقى لهما ثم تولى إلى ظل شجرة ودعا الله تعالى: (فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) [القصص: 24]. وعلى الفور استجاب الله دعاءه: (َجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) [القصص: 25]. وهكذا يسَّر الله له الزوجة الصالحة التي تعينه على الدنيا.
ولو تأملنا قصص الأنبياء جميعاً لوجدناهم يلجأون إلى الدعاء في كل شؤونهم ومشاكلهم ومصاعبهم، فلماذا لا تلجأ إلى الدعاء في كل شأنك، والله تعهد بالإجابة؟ إن الدعاء سيوفر لك الوقت الذي ستهدره في البحث لأن الله سييسّر لك الأسباب وتحقق ما تريده بمجهود أقل ووقت أقصر!
تجربة التوكل على الله تعالى
في مرحلة من المراحل لم يكن لدي أي برنامج لإدارة الوقت!! ولكن وبعدما حفظتُ القرآن قرَّرتُ أن أترك الأمور كلها لله تعالى، فهو الذي سيسخّر لي الأسباب، وهو الذي سيبارك في الوقت، فبركة الوقت أهم من الوقت نفسه! وسوف أضرب لكم مثالاً من تجربتي: فعندما كنتُ في بداية رحلتي في كتابة المقالات العلمية، كانت كتابة مقالة علمية واحدة تستغرق مني شهراً كاملاً من الجهد والتحضير والقراءة وإعادة الصياغة والتصحيح، ولكن بعدما اعتمدتُ على الله وأسلمته كل شيء: وقتي وأمري واختياري وقراراتي... أصبحت كتابة المقالة تأخذ يوماً واحداً فقط، إذاً وفَّرت 29 يوماً، أليست هذه هي بركة الوقت، وهي أهم من الوقت نفسه؟
ومن هنا ندرك معنى قول الحق جل وعلا: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [لقمان: 22]. فالذي يسلم أمره لله تعالى بإخلاص، فلا يخاف من المستقبل ولا يحزن على الماضي، ولذلك قال تعالى: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 112].
إدارة الوقت باستخدام الكلمة الطيبة
الكلمة الطيبة تفعل مفعول السحر! ويمكنك من خلال المجاملة دون كذب أو نفاق أو غش أو خداع، بل تكلم بالكلمة الطيبة، أن تريح الآخرين وهذا سوف يساعدك على كسب ثقتهم، وبالتالي ستوفر الوقت الذي كنتَ ستضيعه في مناقشات عقيمة لا فائدة منها.
قد يكذب عليك إنسان أحياناً، فلا تضيع وقتك في إقناعه بكذبه، بل يكفي أن تقول له مثلاً: هذه وجهة نظر، أو: الله أعلم... أو أي عبارة تنهي بها الحديث وتوفر وقتك. إلا في مجال الدعوة إلى الله فيجب عليك أن تصحح للآخرين معلوماتهم قدر المستطاع.
التسامح طريقة مجانية لإدارة الوقت
عوّد نفسك أن تسامح الآخرين، وتصبر على الأذى وتصفح عمن أساء لك. وهذا الأسلوب يوفر عليك الكثير من المناقشات العقيمة، والأخذ والردّ، ولذلك عندما نتأمل الكثير من القصص الواقعية، والتي قد تنتهي بمأساة، نجد معظمها كان قابلاً للحل بعملية بسيطة جداً هي: التسامح.
وربما تحضرني قصة لطالب في كلية الهندسة احتال عليه صديقه بعدما "أكل" مبلغاً من المال بحجّة أنه سيعطيه ربحاً كبيراً، وطلب هذا الشاب مني النصح، فقلت له أكمل دراستك وسوف يعوضك الله خيراً مما أُخذ منك، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خير منه، وكان جوابه: "الساكت عن الحق شيطان أخرس" وسوف أشتكي في المحكمة! فقلت له وقتُك أهمّ، لأن الرجل الذي احتال عليك وأخذ بعض نقودك هو رجل سيء بلا أخلاق ولا يخشى الله، ولذلك بدلاً من أن تضيع الوقت في المحاكم، إذا كسبت هذا الوقت في ممارسة الهندسة فسوف تكسب نقوداً أكثر، ولتكن ثقتك بالله أكبر، ولكنه وللأسف كانت ثقته بالمحكمة أكبر!
فما كان من المحتال إلا أن أغرى المهندس مرة أخرى بمزيد من الربح وبطريقة ذكية أخذ منه مزيداً من النقود، ولجأ هذا الشاب مرة أخرى لنصيحتي، فقلت له: اترك هذا الإنسان السيء والله قادر على أن يرزقك أضعاف ما أُخذ منك، فقال: من أين؟! قلتُ له: إن الله الذي يرزق الكافر والملحد والعاصي، قادر على أن يرزق مؤمناً يقول "لا إله إلا الله"... ولكنه عاد من جديد وذهب إلى المحكمة ... وهكذا امتدت قصته عدة سنوات وسُجن المحتال، ثم سُجن الشاب بدعوى افتراء مدبَّرة من المحتال... وضيَّع وقته ونقوده... وفي النهاية لم يحصل على حقه، ولكنه ضيع الوقت الكثير...
من هنا ندرك أن الإنسان عندما يجد نفسه أمام عدة خيارات ينبغي أن يختار ما يرضي الله، فالله تعالى أمرنا بالتسامح والصفح والعفو والمغفرة، وتعهد أنه سيعوضنا خيراً من ذلك، فلماذا لا نثق بالله وعطائه ورزقه؟ يقول تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) بالشورى: 40]. ويقول أيضاً: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور: 22].
تطبيق "مبدأ الفصل"
ربما يكون أهم عملية تقوم بها (بل وهي الأصعب) ما أسميتُه "مبدأ الفصل" أي أن تفصل القضايا التي تشغل تفكيرك وتجزئها، وتعالج كل قضية على حدة، فلا تطغى هذه على تلك، وهذا سيوفر نصف وقتك على الأقل. وسوف أضرب لكم مثالاً من تجربتي، وكيف استطعتُ تحقيق الكثير والكثير بتطبيق هذا المبدأ الرائع، فهو صعب التطبيق في البداية فقط، ولكن بعد ذلك ستشعر بمتعته وقوته.
في بداية اهتماماتي البحثية كنتُ أذهب لمكتبة عامة فأقضي ساعات في قراءة الكتب، ولكن أحياناً يصادفني موقف ما أو مشكلة مع صديق، فأترك القراءة وأبدأ بالتفكير بهذه المشكلة: لماذا حدثت، ماذا ستكون النتيجة، وكيف سأعالج هذه المشكلة، وماذا أتوقع أن يحدث في المستقبل، وكيف سأواجه هذا الصديق، ولماذا حدثني هذا الصديق بهذه الطريقة، وماذا كان يقصد... كان نصف الوقت المخصص للدراسة يضيع في تفكير سلبي لا يولد إلا الهمّ والقلق والتعب.
ولذلك لجأتُ إلى مبدأ الفصل في إدارة الوقت، فكان الوقت المخصص لقراءة كتاب يُعطى لهذا الكتاب، فإذا ما صادفتني مشكلة أو موقف، أؤجل التفكير فيها إلى وقت آخر، فأخصص لها وقتاً يتناسب مع حجم المشكلة، فغالباً ما يعطي الإنسان حجماً للمشكلة أكبر بكثير مما تستحقه. ولذلك عوّد نفسك ألا تدمج المشاكل اليومية مع بعضها، بل افصل هذه المشاكل عن بعضها، وخصص لكل مشكلة وقتاً قصيراً لحلها، وإلا اترك الهموم والمشاكل واستعن بالله تعالى، وهو سيحلها لك، لأن الله عز وجل قادر على حلّ مشاكلك مهما عظُمت!
مبدأ استباق الأحداث
وهو مبدأ رائع جداً، ويتلخص في أن مخاوفك من حدوث شيء ما، مثل المرض أو توقع فقدان وظيفة أو خسارة في تجارة أو رسوب في مادة في الجامعة، أو فشل في زواج... هذه الأشياء تستنفذ قسماً كبيراً من وقتك، وهي ستحدث على كل حال، ومخاوفك وتفكيرك لن يمنعها من الحدوث! إذاً ماذا لو تمكَّنت من التفكير بأشياء أخرى نافعة، إن هذا يعني توفير كبير في الوقت. وهنا نجد آي رائعة تقول: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) [البقرة: 216].
الوقت الفعال
وهو القوت الذي يمكن أن تستثمره في عمل نافع جديد، الوقت الفعال = (24 ساعة – عدد ساعات النوم – عدد ساعات الطعام وقضاء الحاجة وما تعطيه للأسرة والأولاد وغيرها) ويمكن لكل واحد منا أن يقوم بحساب الوقت الفعال لديه حسب احتياجاته اليومية. وفي أفضل الحالات لن يزيد الوقت الفعال على عشر ساعات في اليوم، وهي المدة التي يستطيع الإنسان استثمارها في أعمال مفيدة وجديدة.
ولو فرضنا أن أحدنا ينفق من وقته كل يوم ساعتين في متابعة برامج التلفزيون مثل المسلسلات وغيرها من الأمور غير النافعة، وبالتالي تكون نسبة ضياع الوقت 2/10 = 0.20 أي عشرين بالمئة من الوقت، وتصوروا أن خمس وقتك يضيع في التفكير السلبي، ولو تم استغلال هذه المدة في شيء مفيد ستكسب خمس وقتك دون أن تشعر!
لقد كنتُ أضيع كل يوم عدة ساعات في تفكير سلبي غير مفيد، مثل الخوف من الفشل أو الخوف من المرض أو التفكير بما قاله صديق لي حول مشكلة حدثت مع صديق آخر، أو لماذا فعل فلا كذا أو لم يفعل كذا... وهكذا.
وقد طبقت هذه القاعدة كل يوم، فقمتُ باستثمار هاتين الساعتين بقراءة كتاب أو مقالة جديدة أو حفظ آيات من القرآن أو تعلم حديث نبوي أو دعاء جديد... وعلى مدى سنة كاملة استطعت استغلال عدد كبير من الساعات في التفكير الإيجابي (أكثر من 700 ساعة)، فلينظر كل واحد إلى نفسه: كم يضيع من وقته في التفكير السلبي وتوقع حدوث المصائب، مع أنها ستحدث شئتَ أم أَبَيْتَ.
والآن إليكم بعض النصائح الذهبية
- الرضا بقضاء الله في كل ما قسَمَه لنا ولو كان فقراً أو جوعاً أو مصيبة أو مرضاً...
- الثقة بالله وبأنه يختار دائماً لنا الأفضل وما يُصلح أنفسنا...
- عليك بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الدعاء يحقق لك ما تريد، ومن دونه ستتعب كثيراً في تحقيق العمل ذاته!
- تدبر القرآن وحفظه يساعدك على اتخاذ القرار الأمثل!
- التسامح ثم التسامح ثم التسامح! هذه نصيحتي لمن أحب أن يستثمر وقته مجاناً.
- لا تغضب إلا لله، ولا توتر أعصابك من أجل شيء زائل في هذه الدنيا الفانية.
- تذكر أنك في أي لحظة من الممكن أن ينتهي أجلك، فلا تكتئب أو تحزن أو تقلق.
وأخيراً فإن أحدنا إذا ذهب للقاء غني من الأغنياء يمكث عدة أيام وهو يستعد ويفكر ويحلم! فكيف بمن سيلقى رب العالمين سبحانه وتعالى؟ ماذا يجب أن نعدّ لهذا اللقاء؟ هل يستحق هذا اللقاء أن نفكر فيه ونستعد له؟ بلا شك إنه أهم لقاء في حياة أي مخلوق، سوف يلقى خالقه ورازقه..
إن أفضل طريقة في إدارة الوقت نجدها في القرآن وفي أخلاق النبي وحياته وسلوكه، فهو خير أسوة لنا نقتدي به، ونقلّده دون أن نفكر بالخسارة، فما دمتَ تقلّد خير البشر فأنت الرابح دائماً... يكفي أنه كان خلقُه القرآن... يكفي أنه كان على خُلُق عظيم...
وأختم هذه المقالة بموقف عظيم سيتعرض له كل غافل عن الله وعن لقائه، وكيف يتمنى في لحظة الموت أن يمتد عمره لحظات قليلة فقط ليفعل الخير، ولكن هيهات... فالأجل قد جاء ولن يحصل على ثانية واحدة إضافية! يقول تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 10-11]. بعد هذا الموقف: هل ستقدّر قيمة الوقت وتعمل منذ هذه اللحظة على استغلال كل دقيقة من وقتك فيما يرضي الله تعالى؟!









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-26, 20:48   رقم المشاركة : 613
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فؤاد28 مشاهدة المشاركة
اسم العضو :..فؤاد28

الطلب :.مذكرات تخرج تخصص علم النفس التربوي " تنظيم الوقت " هل يساهم تنظيم الوقت في تحقيق الابداع "

المستوى :4 جامعي

أجل التسليم :.من اجل متطلبات التخرج جوان 2011


مهارة تنظيم الوقت وكيفية إدارته









الاتحاد
نعم الوقت لا يتوقف ولا ينتظر ولا يحابي، وكل الناس لهم الوقت نفسه -24 ساعة يومياً- ولكن الاختلاف في استثمار هذا الوقت، ولا أظن أني أبالغ حين أقول إن من أعظم نعم الله على عباده الوقت، تخيل كيف ستكون الحياة بلا وقت، أو هل يمكن أن تكون هناك حياة بلا وقت؟! وفي المقابل، أكثر ما يفرط فيه الناس هو الوقت، لذا كان الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - يقول: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ”. مغبون، يعني خاسر، والفراغ يعني وجود الوقت.
الوقت هو الحياة، فتنظيم الوقت يعني تنظيم الحياة، هذا بالإجمال، أما التفصيل فمن فوائد تنظيم الوقت على المستوى الفردي:
تنظيم حياة الفرد



- يساعد الفرد في تحقيق أهدافه وطموحاته، ومما لا شك فيه أن لكل منا أهدافه وطموحاته كتبها أم لم يكتبها، أعلنها أم لم يعلنها، فلا يوجد من يسير بلا هدف حتى من يدعي أنه يسير بلا هدف فهدفه أن يكون بلا هدف.- يساهم بدور كبير في تحقيق “الرضا عن الذات”، أي أن يكون الفرد راضياً عن نفسه لما يرى من نتائج في حياته.
- يقلل تداخل المسؤوليات والأعمال مع بعضها، فيصبح لكل عمل وقته المحدد.
- يجعل الفرد يتقن عمله، ذلك أن لديه مجموعة من العمال، وكل عمل له وقت، فلا ينبغي إضاعة الوقت في تصليح العمل أو معالجة أخطاء العمل الأول، فيسعى جاهداً إلى إنجاز عمله بأحسن صورة.
- التفرغ الذهني للعمل الحالي لتنظيمه وقته، فلكل عمل وقته، فمثلاً يقل شروده في الصلاة؛ لأن هذا وقت الصلاة، أما بقية الأعمال فلها وقتها المخصص، فلا يدخل عليه إبليس بكثرة الأعمال المعلقة وعدم وجود وقت لتنفيذها فكيف سيتصرف؟
- يزرع روح الإيجابية لدى الفرد نتيجة لما يرى من إنجازات في حياته، أما صاحب الفوضى فيشعر بالتقصير الدائم لضعف النتائج وقلتها والحسرة على فوات الوقت دون إنجاز يذكر.
- يدفع الفرد نحو التطوير الذاتي والرقي بنفسه لما يلاحظ من قصور في بعض أعماله وحاجته للنهوض بنفسه من خلال المحاسبة الذاتية نظراً لوجود أوقات لديه.
- السرعة في إنجاز الأعمال، فقد أثبتت الدراسات أن ساعة تخطيط توفر خمس ساعات عمل.
- الإبداع في الحياة نظراً لتجاوز عقبة من مثلث عقبات الإبداع، ألا وهي عقبة الوقت، فالكثير منا يقول إن عقبة إبداعه هو أنه لا يجد وقتًا، أو مشغول جداً، والحقيقة تقول إن مشكلته في تنظيم وقته وليس في قلة وقته.
تلك عشر فوائد من فوائد تنظيم الوقت، وهناك فوائد أخرى يمكنك استنتاجها وبقي أن أقول لك:
إن الوقت هو الوعاء أو الكأس الذي نضع فيه أعمالنا، ثم نحاسب على ما في الكأس.
فبماذا تملأ كأسك؟!
ويتبادر في ذهن المرء أن تنظيم الوقت معناه أن نجعل حياتنا كلها جادة لا وقت للراحة، بالطبع هذا المفهوم خاطئ، فهناك مبادئ أساسية حول تنظيم الوقت.
إدارة الوقت
في البداية، هل تنظيم الوقت جملة صحيحة؟
كلا! لأن الوقت منظم
أصلاً، فالدقيقة مقسمة إلى 60 ثانية، والساعة تساوي 60 دقيقة واليوم يساوي 24 ساعة وهكذا، إذاً الوقت مقسم ومنظم تنظيماً جيداً.
إذاً، هل نسميه إدارة الوقت؟ أيضاً لا؛ لأن الوقت لا يدار ولا يمكننا أن نتحكم بالوقت ونجعل من اليوم مثلاً 36 ساعة بدلاً من 24، إنما الوقت يديرنا، لنسميه إدارة الذات؛ لأننا نستطيع أن ندير أنفسنا من خلال الوقت وليس العكس، والوقت هو من أندر الموارد فهو لا يعوض، ولا تستطيع أن تخزن الوقت أو تشتريه!
لذلك الوقت هو الحياة، واسمحوا لي أن أستخدم لفظ تنظيم الوقت لدلالة على المعنى المطلوب وهو إدارة الذات.
الناس من حيث تنظيمهم للوقت صنفان، فمنهم من ينظم وقته ومنهم من لا يفعل ذلك، أما من ينظم وقته
فمنهم من يكون فعالاً ويستفيد بشكل كبير من تنظيمه للوقت، ومنهم من لا يستفيد من تنظيمه للوقت وتراه مشغولاً في طاحونة الحياة، يكدّ ويعمل بلا راحة، أما من لا ينظم وقته فإما أن يحس بالملل لأنه لا يعرف ماذا يفعل في فراغه الكبير، أو أنه متخبط في أعمال قليلة الأهمية.
وهنا دعوني أعرّف من هو الفعال في تنظيم وقته: هو الشخص الذي يحصل على النتائج المطلوبة في الوقت المتاح.
إذا بدأ أي شخص تنظيم وقته بطريقة فعالة، فسيحصل على نتائج فورية، مثل زيادة الفعالية في العمل والمنزل، تحقيق الأهداف المنشودة بطريقة أفضل وأسرع، يقلل من المجهود المبذول، بالتالي يجعلنا أكثر راحة، وستلاحظ أنك بدأت بالتفوق على نفسك وعلى غيرك أيضاً في مجالات عدة.
كما ذكرت في البداية البعض يظن أن تنظيم الوقت يعني الجد بلا راحة، سأوضح الآن كيف أن تنظيم الوقت يعني المزيد من السعادة والسيطرة على الظروف المحيطة بنا بدلاً من أن تسيطر علينا وتحرمنا السعادة.
الأعمال تنقسم إلى عدة أقسام:
- فهناك أعمال ملحة ومهمة في الوقت نفسه، وهذا ما يسمى بالمربع الأول مربع إطفاء الحرائق!
- وهناك أعمال غير عاجلة، لكنها مهمة وهذا ما يسمى بالمربع الثاني مربع التركيز على الجودة والقيادة؛ لأنه يتضمن أنشطة وقائية تعزز القدرة على الإنتاج وإقامة علاقات وتنميتها والتخطيط والترويح عن النفس، وإذا مارسنا هذه الأفعال ستتقلص الأزمات أو الحرائق وتبدأ في اكتشاف أرض رحبة من الفرص الحقيقية التي تحقق لك الإنجازات والأهداف، وتبدأ في اختيار أهم الفرص لتحقيق أهدافك، بهذا تبدأ العمل بتلقائية ودون تكلف وتحافظ في الوقت نفسه على مواعيدك وأعمالك.
ولنأخذ أمثلة على أفعال من المربع الثاني، فهناك قضاء وقت أسبوعي خاص للعائلة، سواءً في الرحلات أو اللهو البريء، وذلك لتعزيز العلاقة بين أفراد الأسرة، تعلم هوايات ومهارات جديدة تحبها، أخذ استراحة أو قضاء إجازة لتعود بروح أكثر نشاطاً وحيوية، زيادة المعرفة في علوم معينة من خلال القراءة، أداء أعمال تطوعية إذا كان هذا من ضمن أهدافك.









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-26, 20:53   رقم المشاركة : 614
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فؤاد28 مشاهدة المشاركة
اسم العضو :..فؤاد28

الطلب :.مذكرات تخرج تخصص علم النفس التربوي " تنظيم الوقت " هل يساهم تنظيم الوقت في تحقيق الابداع "

المستوى :4 جامعي

أجل التسليم :.من اجل متطلبات التخرج جوان 2011


إدارة الوقت » فن إدارة الوقت إدارة الوقت » مفاتيح إدارة الوقت


قبل أن نبدأ
أنوه إلى أن مادة هذا الملف تم تجميعها وترتيبها من المراجع المكتوبة أعلاه، واجتهدت أن أختصر بقدر الإمكان في هذه المادة وكتابة الخلاصة المفيدة، حتى نعطي للقارئ فكرة مبدئية عن ماهية إدارة الذات وماذا نعني بإدارة الذات، وكيف يدير المرء ذاته، بحيث يؤدي ما عليه من واجبات، ويقوم بالأعمال التي يحب أن يؤديها ويوجد توازن في حياته بين نفسه وعائلته وعلاقاته والرغبة في الإنجاز.
ماذا نعني بإدارة الوقت ؟
هي الطرق والوسائل التي تعين المرء على الاستفادة القصوى من وقته في تحقيق أهدافه وخلق التوازن في حياته ما بين الواجبات والرغبات والاهداف.
والاستفادة من الوقت هي التي تحدد الفارق ما بين الناجحين والفاشلين في هذه الحياة، إذ أن السمة المشتركة بين كل الناجحين هو قدرتهم على موازنة ما بين الأهداف التي يرغبون في تحقيقها والواجبات اللازمة عليهم تجاه عدة علاقات، وهذه الموازنة تأتي من خلال إدارتهم لذواتهم، وهذه الإدارة للذات تحتاج قبل كل شيء إلى أهداف ورسالة تسير على هداها، إذ لا حاجة إلى تنظيم الوقت او إدارة الذات بدون أهداف يضعها المرء لحياته، لأن حياته ستسير في كل الاتجاهات مما يجعل من حياة الإنسان حياة مشتتة لا تحقق شيء وإن حققت شيء فسيكون ذلك الإنجاز ضعيفاً وذلك نتيجة عدم التركيز على أهداف معينة.
إذاً المطلوب منك قبل أن تبدأ في تنفيذ هذا الملف، أن تضع أهدافاً لحياتك، ما الذي تريد تحقيقه في هذه الحياة؟ ما الذي تريد إنجازه لتبقى كعلامات بارزة لحياتك بعد أن ترحل عن هذه الحياة؟ ما هو التخصص الذي ستتخصص فيه؟ لا يعقل في هذا الزمان تشتت ذهنك في اكثر من اتجاه، لذلك عليك ان تفكر في هذه الأسئلة، وتوجد الإجابات لها، وتقوم بالتخطيط لحياتك وبعدها تأتي مسئلة تنظيم الوقت.
أمور تساعدك على تنظيم وقتك
هذه النقاط التي ستذكر أدناه، هي أمور أو أفعال، تساعدك على تنظيم وقتك، فحاول أن تطبقها قبل شروعك في تنظيم وقتك.
• وجود خطة، فعندما تخطط لحياتك مسبقاً، وتضع لها الأهداف الواضحة يصبح تنظيم الوقت سهلاً وميسراً، والعكس صحيح، إذا لم تخطط لحياتك فتصبح مهمتك في تنظيم الوقت صعبة.
• لا بد من تدوين أفكارك، وخططك وأهدافك على الورق، وغير ذلك يعتبر مجرد أفكار عابرة ستنساها بسرعة، إلا إذا كنت صاحب ذاكرة خارقة، وذلك سيساعدك على إدخال تعديلات وإضافات وحذف بعض الأمور من خطتك.
• بعد الانتهاء من الخطة توقع أنك ستحتاج إلى إدخال تعديلات كثيرة عليها، لا تقلق ولا ترمي بالخطة فذلك شيء طبيعي.
• الفشل أو الإخفاق شيء طبيعي في حياتنا، لا تيأس، وكما قيل: أتعلم من أخطائي أكثر مما أتعلم من نجاحي.
• يجب أن تعود نفسك على المقارنة بين الأولويات، لأن الفرص والواجبات قد تأتيك في نفس الوقت، فأيهما ستختار؟ باختصار اختر ما تراه مفيد لك في مستقبلك وفي نفس الوقت غير مضر لغيرك.
• اقرأ خطتك وأهدافك في كل فرصة من يومك.
• استعن بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وكذلك لتنظيم وقتك، كالإنترنت والحاسوب وغيره.
• تنظيمك لمكتبك، غرفتك، سيارتك، وكل ما يتعلق بك سيساعدك أكثر على عدم إضاعة الوقت، ويظهرك بمظهر جميل، فاحرص على تنظيم كل شيء من حولك.
• الخطط والجداول ليست هي التي تجعلنا منظمين أو ناجحين، فكن مرناً أثناء تنفيذ الخطط.
• ركز، ولا تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، وهذه النصيحة أن طبقت ستجد الكثير من الوقت لعمل الأمور الأخرى الأكثر أهمية وإلحاحاً.
• اعلم أن النجاح ليس بمقدار الأعمال التي تنجزها، بل هو بمدى تأثير هذه الأعمال بشكل إيجابي على المحيطين بك.
معوقات تنظيم الوقت.
المعوقات لتنظيم الوقت كثيرة، فلذلك عليك تنجنبها ما استطعت ومن أهم هذه المعوقات ما يلي:
• عدم وجود أهداف أو خطط.
• التكاسل والتأجيل، وهذا أشد معوقات تنظيم الوقت، فتجنبه.
• النسيان، وهذا يحدث لأن الشخص لا يدون ما يريد إنجازه، فيضيع بذلك الكثير من الواجبات.
• مقاطعات الآخرين، وأشغالهم، والتي قد لا تكون مهمة أو ملحة، اعتذر منهم بكل لاباقة، لذى عليك أن تتعلم قول لا لبعض الامور.
• عدم إكمال الأعمال، أو عدم الاستمرار في التنظيم نتيجة الكسل أو التفكير السلبي تجاه التنظيم.
• سوء الفهم للغير مما قد يؤدي إلى مشاكل تلتهم وقتك.
خطوات تنظيم الوقت.
هذه الخطوات بإمكانك أن تغيرها أو لا تطبقها بتاتاً، لأن لكل شخص طريقته الفذة في تنظيم الوقت المهم أن يتبع الأسس العامة لتنظيم الوقت. لكن تبقى هذه الخطوات هي الصورة العامة لأي طريقة لتنظيم الوقت.
• فكر في أهدافك، وانظر في رسالتك في هذه الحياة.
• أنظر إلى أدوارك في هذه الحياة، فأنت قد تكون أب أو أم، وقد تكون أخ، وقد تكون ابن، وقد تكون موظف أو عامل او مدير، فكل دور بحاجة إلى مجموعة من الأعمال تجاهه، فالأسرة بحاجة إلى رعاية وبحاجة إلى أن تجلس معهم جلسات عائلية، وإذا كنت مديراً لمؤسسة، فالمؤسسة بحاجة إلى تقدم وتخطيط واتخاذ قرارات وعمل منتج منك.
• حدد أهدافاً لكل دور، وليس من الملزم أن تضع لكل دور هدفاً معيناً، فبعض الأدوار قد لا تمارسها لمدة، كدور المدير إذا كنت في إجازة.
• نظم، وهنا التنظيم هو أن تضع جدولاً أسبوعياً وتضع الأهداف الضرورية أولاً فيه، كأهداف تطوير النفس من خلال دورات أو القراءة، أو أهداف عائلية، كالخروج في رحلة أو الجلوس في جلسة عائلية للنقاش والتحدث، أو أهداف العمل كاعمل خطط للتسويق مثلاً، أو أهدافاً لعلاقاتك مع الأصدقاء.
• نفذ، وهنا حاول أن تلتزم بما وضعت من أهداف في أسبوعك، وكن مرناً أثناء التنفيذ، فقد تجد فرص لم تخطر ببالك أثناء التخطيط، فاستغلها ولا تخشى من أن جدولك لم ينفذ بشكل كامل.
• في نهاية الأسبوع قيم نفسك، وانظر إلى جوانب التقصير فتداركها.
ملاحظة: التنظيم الأسبوعي أفضل من اليومي لأنه يتيح لك مواجهة الطوارئ والتعامل معها بدون أن تفقد الوقت لتنفيذ أهدافك وأعمالك.
كيف تستغل وقتك بفعالية؟
هنا ستجد الكثير من الملاحظات لزيادة فاعليتك في استغلال وقتك، فحاول تنفيذها:
• حاول أن تستمتع بكل عمل تقوم به.
• تفائل وكن إيجابياً.
• لا تضيع وقتك ندماً على فشلك.
• حاول إيجاد طرق جديدة لتوفير وقتك كل يوم.
• أنظر لعاداتك القديمة وتخلى عن ما هو مضيع لوقتك.
• ضع مفكرة صغيرة وقلما في جيبك دائماً لتدون الأفكار والملاحظات.
• خطط ليومك من الليلة التي تسبقه أو من الصباح الباكر، وضع الأولويات حسب أهميتها وأبدأ بالأهم.
• ركز على عملك وانتهي منه ولا تشتت ذهنك في أكثر من عمل.
• توقف عن أي نشاط غير منتج.
• أنصت جيداً لكل نقاش حتى تفهم ما يقال، ولا يحدث سوء تفاهم يؤدي إلى التهام وقتك.
• رتب نفسك وكل شيء من حولك سواء الغرفة أو المنزل، أو السيارة أو مكتبك.
• قلل من مقاطعات الآخرين لك عند أدائك لعملك.
• أسأل نفسك دائماً ما الذي أستطيع فعله لاستغلال وقتي الآن.
• أحمل معك كتيبات صغيرة في سيارتك أو عندما تخرج لمكان ما، وعند اوقات الانتظار يمكنك قراءة كتابك، مثل أوقات أنتظار مواعيد المستشفيات، أو الأنتهاء من معاملات.
• أتصل لتتأكد من أي موعد قبل حلول وقت الموعد بوقت كافي.
• تعامل مع الورق بحزم، فلا تجعله يتكدس في مكتبك أو منزلك، تخلص من كل ورقة قد لا تحتاج لها خلال أسبوع أو احفظها في مكان واضح ومنظم.
• أقرأ أهدافك وخططك في كل فرصة يومياً.
• لا تقلق إن لم تستطع تنفيذ خططك بشكل كامل.
• لا تجعل من الجداول قيد يقيدك، بل اجعلها في خدمتك.
• في بعض الأوقات عليك أن تتخلى عن التنظيم قليلاً لتأخذ قسطاً من الراحة، وهذا الشيء يفضل في الرحلات والإجازات.



. تحليل الوقت
إن عمل سجل بالأنشطة اليومية لمدة أسبوع واحد على الأقل يحتوي على زيادات قدرها 15 دقيقة يعد أساساً جوهرياً للتحليل الفعّال للوقت. وينبغي تكرار هذا السجل كل ثلاثة شهور على الأقل لتجنب الرجوع إلى ممارسات إدارة الوقت السيئة.

2. التوقع
يعد الإجراء التوقعي بشكل عام أكثر فعالية من الإجراء العلاجي، فـ "الوقاية خير من العلاج". لذا توقع الأمور غير المتوقعة وخطط لها، مفترضاً أن أي خطأ احتمالي سيحدث فعلاً.

3. التخطيط
كل ساعة تمضيها في التخطيط الفعّال توفر من ثلاث إلى أربع ساعات في التنفيذ، وتحقق نتائج أفضل. والتخطيط اليومي والتخطيط على المدى الطويل اللذان يتمان مسبقاً أو في وقت مبكر من اليوم ذاته، وبما يتفق مع الأهداف قصيرة المدى والأحداث، أمران جوهريان للاستفادة الفعّالة من الوقت الشخصي.

4. المرونة
الاتصاف بالمرونة في جدولة الوقت الشخصي قد يكون أمراً ضرورياً لاستيعاب الأحداث الخارجة عن سيطرة المرء، وينبغي عدم الإفراط أو التفريط في جدولة الوقت.

5. الأهداف والأولويات
إن النتائج الأكثر فعالية يتم تحقيقها بشكل عام من خلال السعي الدؤوب وراء الأهداف المخطط لها وليس من قبيل الصدفة. وينبغي تخصيص الوقت المتاح للأولويات مرتبة تنازلياً، لذا رتب أولوياتك والتزم بها! وهناك مدراء يميلون في بعض الأحيان إلى إنفاق الوقت بمقادير مرتبطة عكسياً بأهمية المهام.

6. المواعيد النهائية
إن فرض المواعيد النهائية وممارسة الإنضباط الذاتي في الالتزام بها يساعد المدراء على التغلب على الحيرة والتردد والتسويف.

7. البدائل
إن عدم التوصل إلى حلول بديلة في أي موقف معين يحد من احتمال اختيار الإجراء الأكثر فعالية.

8. الدمج
ينبغي تصنيف المهام المتماثلة وتوزيعها على أقسام يوم العمل لتقليل المقاطعات ( كاستقبال المكالمات الهاتفية على سبيل المثال) من أجل ترشيد الاستفادة من الموارد وترشيد بذل المجهود الشخصي.

9. مبدأ باريتو/ التركيز
بعض الجهود القليلة المهمة ( حوالي 20%) تتمخض عن القدر الأكبر من النتائج (حوالي 80%). هذا المبدأ والذي يسمى أيضاً بـ "قانون 20/80" جعل المدراء الفعالين يركزون جهودهم على الأحداث "القليلة المهمة" مما يزيد احتمال وقوع هذه الأحداث ومن ثم تحقيق النتائج القصوى.

10. الفعالية
يمكن تعريف الكفاءة بأنها فعل أي شيء على النحو الصحيح ... والفعالية بأنها فعل الشيء الصحيح على النحو الصحيح. والجهد مهما كان كفاءته عادة ما يكون عديم الفعالية إذا تم بذله في المهام غير المناسبة في الأوقات غير المناسبة أو بنتائج غير مخطط لها.

11. مستوى التفويض /القرار
ينبغي تفويض سلطة اتخاذ القرار إلى أدنى مستوى ممكن، بما يتفق مع الحكم الصائب والحقائق المتاحة.

12. التفويض إلى المستوى الأعلى
عادة ما يشجع المدراء –دون إدراك- التفويض إلى أعلى (التفويض المعكوس) من خلال تشجيع مرءوسيهم على التواكل عليهم في الحصول على الحلول، مما يسفر عن قيامهم بعمل مرؤوسيهم.

13. تقليل من الروتين وتجنب التفاصيل
المهام الروتينية قليلة الأهمية بالنسبة للأهداف العامة ينبغي تقليلها أو دمجها أو تفويضها أو القضاء عليها بقدر الإمكان. وينبغي على المدراء الابتعاد عن التفاصيل غير الضرورية والاهتمام بالمعلومات المهمة فحسب وهذا هو ما يطلق عليه "الحاجة إلى عدم المعرفة".

14. استجابة محدودة وإهمال اختياري
ينبغي أن تكون الاستجابة للمشكلات والمطالب التي تحتاج وقتاً قاصرة على حاجات الموقف الحقيقية. فبعض المشكلات إذا تركتها فإنها تمضي لحالها. ومن خلال اختيارك تجاهل هذه المشكلات التي تحل نفسها بنفسها عادة يمكنك توفير كثير من وقتك وجهدك للمساعي المفيدة (مبدأ الإهمال المحسوب).

15. إدارة الاستثناء
ينبغي ألا يتم تبليغ التنفيذي المسؤول إلا بحالات انحراف الأداء الفعلي عن الأداء المخطط انحرافاً خطيراً وذلك من أجل توفير وقته وجهده.

16. الرؤية
إن احتفاظك بالأشياء التي تعتزم القيام بها في مجال رؤيتك يزيد من احتمال تحقيقك لأهدافك، فأنت لا تستطيع فعل شيء لا تستطيع تذكره، لذا اعتمد على نظام لحفظ الملفات أو على قوائم المراجعة.

17. الإيجاز
يزيد من الوضوح والفهم.

18. طغيان الأمور العاجلة
يحيا المدراء في توتر مستمر ما بين الأمور العاجلة والمهمة. فالمسألة العاجلة تتطلب تصرفاً فورياً وتحجب عن وعينا المسائل المهمة. وهكذا فإن المدراء يطغى عليهم الأمور العاجلة ويستجيبون –دون إدراك- للضغوط الملحة التي لا تنتهي. وهم بفعلهم هذا يهملون النتائج طويلة المدى للأعمال المهمة التي يتركونها دون إنجاز.

19. إدارة الأزمات
غالباً ما يدير المدراء أعمالهم من خلال الأزمات، بمعنى أنهم يعاملون كل مشكلة كما لو كانت هناك أزمة. وتتسبب متلازمة الاستجابة المفرطة هذه في الشعور بالقلق وإصدار أحكام خاطئة واتخاذ قرارات على عجل، وتبديد الوقت والجهد.

20. ضبط المقاطعات
ينبغي أن تصمم عملية ترتيب الأنشطة والضوابط عليها من أجل تقليل عدد المقاطعات وتأثيرها ومدتها. وكن لبقاً وصريحاً.

والاستخدام الفعال للوقت له نتيجتان رئيسيتان:
1. إنجازنا المزيد من الأعمال.
2. شعورنا بالرضى عن التقدم الذي نحرزه.
وبذلك تصبح نظرتنا للعالم من حولنا أقل تعقيداً، ونتلهف إلى الذهاب إلى العمل، وسرعان ما يلاحظ ذلك الزملاء والرؤساء.




إدارة الوقت » إدارة الأولويّات .. الأهمّ فالمهمّ



الإنسان يسعى دومًا للنجاح والتفوق، وهو في هذا السبيل رهين العديد من الخيارات التي تحقق هذا الهدف، وإذا كان أقصر الطرق للوصول للهدف هو الخط المستقيم؛ فالتنظيم والاختيار بين الأهم والمهم، وبين الجيد والأفضل هو الخط الذي يربط بين بداية الطريق ونهايته.
وإذا كان الاختيار هو لبّ إدارة الأولويّات فإنه يعني ترتيب الأمور حسب أهميتها والتوفيق بين ما يريد الإنسان أن يقوم به وبين المسؤوليات التي تقع عليه، فنحن نشعر بالتحدّيات الخاصة بالقرارات اليومية، والمستمرة طوال لحظات الحياة، فنستجيب لها في ضوء ما نعتقد أنه أفضل استخداماً لوقتنا، وتصبح القرارات سهلة عندما يتعلق الأمر بالاختيار بين الجيد، والرديء، فنحن نستطيع بسهولة تحديد كيف أن بعض الأعمال تُعتبر تضييعاً للوقت أو مرهقة للذهن أو حتى ضارة، ولكن المشكلة عندما يتعلق الأمر بالمقارنة بين الجيد و الأفضل، ولذلك غالباً ما يكون العدو اللّدود للأفضل هو الجيد.


أدوات الاختيار

في سبيل ترتيب الأولويات وإنجاز الاختيارات الفُضلى يحتاج الإنسان لأداتين لهما وظيفة التوجيه هما: الساعة والبوصلة.
أما الأولى: وهي الساعة فتعني ضرورة التنظيم، ولذلك فهي المقياس في مواعيدنا والتزاماتنا وجداولنا وأهدافنا وأنشطتنا وسبيلنا حتى نعرف كيف ننفق وقتنا ونوزّعه.
أما الأداة الثانية: وهي البوصلة فتمثل ما يحمل الإنسان داخله من رؤية وقيم، ومبادئ، ومهام، ووعي، وتوجيه، أي ما الأشياء ذات الأولويّة في حياتنا؟ وما المنهج الذي ننهجه في إدارة تلك الحياة؟
ولكن يأتي قد يكون هناك تعارض أو بالأحرى فجوة بين الأداتين بين الساعة، والبوصلة، فعندما نجد أنّ ما نقوم به لا يساهم كثيراً في إنجاز ما نعتبره الأهم في حياتنا تكون المشكلة، ولكن الخبرات والتجارب السابقة أوجدت الحلّ التوفيقي بين ما نسعى إليه، وما نحمله من قيم.

ثلاثة أجيال من إدارة الوقت

يقول الخبير الإداري محمد فتحي: هناك ثلاثة أجيال متعاقبة لإدارة الوقت وسدّ الفجوة بين الساعة، والبوصلة في حياتنا.. كل جيل منها يضيف على ما قدّمه الجيل السابق له؛ لكي يسير قدماً نحو المزيد من الكفاءة والتحكّم، فكان:
الجيل الأول:
ويعتمد على المذكرات أي: التقاويم التي تحمل المواعيد، وهو يسير على مبدأ السباحة مع التيار مع الاحتفاظ بسجل الأعمال التي تريد أن تقوم بها مثل: كتابة تقرير، أو حضور اجتماع أو إصلاح السيارة....
هذا الجيل يتميز بالمذكرات البسيطة، وقوائم المهام حتى لا يفوت الشخص القيام بالمهام المطلوبة، وفي نهاية اليوم وبشيء من التوفيق يكون قد أنجز الفرد المهام التي يريد إتمامها، ويقوم بشطبها من القائمة، أما المهام التي لم تنجز فغالباً ما يقوم بتأجيلها إلى قائمة اليوم التالي.
الجيل الثاني:
وهو جيل التخطيط، والاستعداد، ويقوم على الكفاءة، والمسؤولية الشخصية، وإنجاز الأهداف الموضوعة، والتخطيط للمستقبل، وجدولة المهام، والأحداث المقبلة.
ومستخدمو هذا النمط يقومون بتحديد مواعيد الاجتماعات وتواريخ الانتهاء من المهام وعادة ما يكون لديهم جهاز حاسب آلي أو مفكرة إلكترونية تحفظ لهم كل هذا.
الجيل الثالث:
هو جيل التخطيط، وتحديد الأولويات، والرقابة، ويستخدم السجلات، وقواعد بيانات إلكترونية تحتوي نماذج تفصيلية للتخطيط اليومي، ومستخدمو هذا الجيل يسألون أنفسهم: ماذا نريد؟
ويقوم بوضع أهداف طويلة، ومتوسطة، وقصيرة الأجل، لكي يحقّق ما يطمح إليه ويحدّد الأنشطة اليومية في ضوء أولويّات معينة.
الأجيال السابقة مفيدة ومتفاوتة في درجاتها، وتجعل الإنسان أكثر فعالية، ولكنها غير كافية لافتقادها العلاقات الإنسانية، والراحة النفسية، والتوازن المطلوب في كل شخصية وثقتنا الكاملة في أننا نعمل الشيء الصحيح بطريقة غير صحيحة.
ومع هذا هناك خمسة أوهام تعيشها هذه الإدارة من إدارة الوقت وهي: إننا بما نفعله سابقاً من (الأجيال الثلاثة) نستطيع أن نكون أكثر في التحكم:
فنحن نحاول أحياناً أن نسيطر على كل شيء فنخطّط، ونجدول أعمالنا ونتابع وننفذ الأعمال خطوة بعد أخرى، ولكن التحكّم المطلق، وهم كبير؛ لأننا في الواقع نقضي معظم حياتنا في تفاعل مستمر مع الناس، والناس لا يمكن التحكم فيهم.
أي أن معظمنا يعتقد أنه من الواجب أن نسيطر على حياتنا، ولكن المبادئ الكونية هي التي تسيطر عليها، فنحن يمكننا التحكم في اختياراتنا، ولكننا لا نتحكم في نتائج تلك الاختيارات.
الكفاءة: وهي عمل الكثير في وقت قليل، والكفاءة تلغي الهدر، وتحقق الإنجاز والسلاسة، والسرعة والتقدم، والرقي، أي أن الكفاءة شيء رائع، ولكنّ هذا المبدأ يفترض أن الأسرع، والأكثر هو الأفضل، وهذا غير صحيح؛ لأن هناك فرقاً بين الكفاءة والفاعلية.
فإذا كنت تقود سيارة بسرعة متّجهاً إلى الجنوب، وأنت تقصد الشمال فإنّ سرعتك وكفاءتك في القيادة لن توصلك لهدفك.
القيم: لكي تُقوّم شيئاً يعني أنك تقدّره لكي يصبح ذا قيمة، والقيم في غاية الأهمية؛ فقيمنا تحدّد اختياراتنا وأفعالنا، ولكننا نضع قيمة لأشياء كثيرة مثل: الحب، الأمن، المنزل الراقي، المكانة المرموقة، الشهرة. ولكن وضع قيمة لهذه الأشياء لا يعني أنها ستساهم بالضرورة في جعل حياتنا أفضل؛ فعندما يتعارض أي شيء منها مع القوانين الطبيعية التي تحكم الراحة النفسية، وجودة الحياة، فنحن نضع أنفسنا في وهم ثم نوجّهها إلى الفشل.

العلاقة الجيدة بالآخرين

إدارة الوقت التقليدية غالباً ما تركّز على الإنجاز والوصول إلى ما تريد وإزاحة أي شيء يعوق ذلك من الطريق، أما الآخرون – بالنسبة لنا- فهم مجرّد موارد تستخدمهم للوصول إلى مزيد من الإنجاز وبسرعة، و إلا كانوا مصدر إعاقة لنا عن الهدف، أما العلاقات، فهي مجرّد صفقات، وهذا كله غير حقيقي وبعيد عن قيم ديننا؛ فأعظم الإنجازات في الحياة تأتي من خلال العلاقات التي تؤثّر في الطرفين، أي التعديل، والتبادل، والتفاهم، والتعلم، والإثارة والالتحام و .... وكل هذا يجعل الحياة أفضل والنجاح فيها له مذاق جميل.



إدارة الوقت » تنظيم الوقت




من المهارات التي أدرسها وأقرأ عنها كثيراً، وأحاول ممارستها وتعليمها لكل شخص، مهارة تنظيم الوقت، ويتبادر في ذهن المرء أن تنظيم الوقت معناه أن نجعل حياتنا كلها جادة لا وقت للراحة، بالطبع هذا المفهوم خاطئ، لذلك كتبت هذه المقالة لتوضيح مبادئ أساسية حول تنظيم الوقت.

في البدء هل تنظيم الوقت جملة صحيحة؟ كلا! لأن الوقت منظم أصلاً، فالدقيقة مقسمة 60 ثانية، والساعة تساوي 60 دقيقة واليوم يساوي 24 ساعة وهكذا، إذاً الوقت مقسم ومنظم تنظيماً جيداً، إذاً هل نسميه إدارة الوقت؟ أيضاً لا، لأن الوقت لا يدار ولا يمكننا أن نتحكم بالوقت ونجعل من اليوم مثلاً 36 ساعة بدلاً من 24، إنما الوقت يديرنا، لنسميه إدارة الذات لأننا نستطيع أن ندير أنفسنا من خلال الوقت وليس العكس، والوقت هو من أندر الموارد فهو لا يعوض، ولا تستطيع أن تخزن الوقت أو تشتريه!! لذلك الوقت هو الحياة، واسمحوا لي أن أستخدم لفظ تنظيم الوقت لدلالة على المعنى المطلوب وهو إدارة الذات.

الناس من حيث تنظيمهم للوقت صنفان، فمنهم من ينظم وقته ومنهم من لا يفعل ذلك، أما من ينظم وقته فمنهم من يكون فعالاً ويستفيد بشكل كبير من تنظيمه للوقت، ومنهم من لا يستفيد من تنظيمه للوقت وتراه مشغولاً في طاحونة الحياة، يكدّ ويعمل بلا راحة، أما من لا ينظم وقته فإما أن يحس بالملل لأنه لا يعرف ماذا يفعل في فراغه الكبير، أو أنه متخبط في أعمال قليلة الأهمية. وهنا دعوني أعرّف من هو الفعال في تنظيم وقته: هو الشخص الذي يحصل على النتائج المطلوبة في الوقت المتاح.

إذا بدأ أي شخص بتنظيم وقته بطريقة فعالة فسيحصل على نتائج فورية، مثل زيادة الفعالية في العمل والمنزل، تحقيق الأهداف المنشودة بطريقة أفضل وأسرع، يقلل من المجهود المبذول، بالتالي يجعلنا أكثر راحة، وستلاحظ أنك بدأت بالتفوق على نفسك وعلى غيرك أيضاً في مجالات عدة.

كما ذكرت في البداية البعض يضن أن تنظيم الوقت يعني الجد بلا راحة، سأوضح الآن كيف أن تنظيم الوقت يعني المزيد من السعادة والسيطرة على الظروف المحيطة بنا بدلاً من أن تسيطر علينا وتحرمنا السعادة. الأعمال تنقسم إلى عدة أقسام، فهناك أعمال ملحة ومهمة في نفس الوقت وهذا ما يسمى بالمربع الأول مربع إطفاء الحرائق!! وهناك أعمال غير عاجلة لكنها مهمة وهذا ما يسمى بالمربع الثاني مربع التركيز على الجودة والقيادة، لأنه يتضمن أنشطة وقائية تعزز القدرة على الإنتاج وإقامة علاقات وتنميتها والتخطيط والترويح عن النفس، وإذا مارسنا هذه الأفعال ستتقلص الأزمات أو الحرائق وتبدأ في اكتشاف أرض رحبة من الفرص الحقيقية التي تحقق لك الإنجازات والأهداف، وتبدأ في اختيار أهم الفرص لتحقيق أهدافك، بهذا تبدأ العمل بتلقائية وبدون تكلف وتحافظ في نفس الوقت على مواعيدك وأعمالك، ولنأخذ أمثلة على أفعال من المربع الثاني، فهناك قضاء وقت أسبوعي خاص للعائلة، سواءً في الرحلات أو اللهو البريء وذلك لتعزيز العلاقة بين أفراد الأسرة، تعلم هوايات ومهارات جديدة تحبها، أخذ استراحة أو قضاء إجازة لتعود بروح أكثر نشاطاً وحيوية، زيادة المعرفة في علوم معينة من خلال القراءة، أداء أعمال تطوعية إذا كان هذا من ضمن أهدافك.

هذه مقدمة لتساعدك في أخذ زمام المبادرة وتبدأ في التفكير الجدي حول حياتك وكيف تديرها وتقودها نحو ما تهدف إليه، وحتى تنظم وقتك يجب عليك أن تكون صاحب أهداف وتخطيط، وإن لم تكن لديك أهداف فلا فائدة من تنظيم الوقت، فتنظيم الوقت يقوم على أساس وجود أهداف ننظم الوقت من أجلها.
تأليف: عبد الله المهيري


إدارة الوقت » عوامل تضييع الأوقات




عوامل تضييع وخسارة الأوقات كثيرة، والكثير من الناس لا يفكر في معرفة هذه العوامل ليتجنبها، لأن الفرد منا إن حاول بقدر الإمكان معرفة هذه العوامل وعمل على إزالتها، ستكون أبرز النتائج وجود وقت فائض يستطيع قضائه في أمور أخرى أكثر أهمية، كالترفيه عن النفس، والتطوير الذاتي عبرا لقراءة أو حضور دورات متخصصة في مجال ما أو توطيد العلاقات بينه وبين أسرته وأصدقائه وعائلته، ونستعرض هنا أبررز عوامل تضييع الأوقات:
عدم وجود أهداف أو خطط، وهذا يجعل من حياة الإنسان متخبطة عشوائية لا تعرف لها هدفاُ فلا تركز على أعمال معينة، بل تجرب كل شيء وتعمل كل شيء والنتيجة لا تنتج أي شيء.
التكاسل والتأجيل، وهذا أشد معوقات تنظيم الوقت واستغلاله، ذلك أن التأجيل لا يتوقف على سبب معين، بل عادة يكون بسبب عدم رغبة الإنسان في إنهاء العمل المراد إنجازه، لذلك كن حازماً مع نفسك ولا تأجل.
النسيان، وهذا يحدث لأن الشخص لا يدون ما يريد إنجازه، فيضيع بذلك الكثير من الواجبات، والكثير من الذين نصحتهم بتدوين أعمالهم ومواعيدهم نجحوا في تجاوز مشكلة النسيان أما من أصر على عدم الكتابة واعتمد على ذاكرته فقط فإنه بالتأكيد سينسى بعض الأعمال والمواعيد وسيشتت ذهنه في الكثير من الأعمال.
مقاطعات الآخرين، وأشغالهم، والتي قد لا تكون مهمة أو ملحة، اعتذر منهم بكل لاباقة، لذى عليك أن تتعلم قول لا لبعض الامور، وهذا أمر سيجنبك تحمل مسؤوليات أكثر من طاقتك أو أكثر من أن يتسع لها وقتك.
عدم إكمال الأعمال، أو عدم الاستمرار في التنظيم نتيجة الكسل أو التفكير السلبي تجاه التنظيم، وكثيراً ما نجد شخصاً يقوم بالشروع في إنجاز عمل ما أو مشروع ثم يتوقف عندما أكمل 80% من العمل، ولم يبقى إلا القليل، وهنا يتوقف عن العمل في المشروع وينتقل إلى مشروع آخر ويفعل فيه كفعله في المشروع الاول، وتتاركم المشاريع الشبه منتهية على الشخص. لذلك احصر على انتهائك من أعمالك بكاملها ثم انتقل للأعمال الأخرى، وهذا يحتاج إلى تركيز فقط.
سوء الفهم للغير مما قد يؤدي إلى مشاكل تلتهم وقتك، وهذه المشاكل منشأها سوء إيصال المعاني إلى الآخرين وسوء اختيار الكلمات المناسبة، ومهارة الاتصال بالآخرين تحتاج إلى تدريب وممارسة حتى يحسن الغنسان الاتصال مع الآخرين.
الورق! وأعني تراكم الأوراق في المكتب أو الغرفة بدون اتخاذ قرار بشأنها، وسنفصل مواضيع خاصة بكيفية التعامل مع الأوراق.
هذه أهم العوامل المضيعة للأوقات، حاول تلافيها وتجنبها بقدر الإمكان، وسنقوم في المواضيع القادمة التفصيل في بعض النقاط المهمة.




إدارة الوقت » الساعة و البوصلة و إدارة العقل








المهارة الأولى للياقة الذهنية

أين الإسكندرية؟

مفكرة الإسلام : بعد أداء صلاة الفجر وفي تمام الساعة السادسة صباحًا وقفت الأسرة المتكونة من الأب والأم والابن والبنت أمام السيارة لوضع الحقائب في مؤخرة السيارة وركوب السيارة بعدها للسفر من القاهرة إلى الإسكندرية لقضاء يوم من الإجازة الصيفية هناك. كانت الخطة أن يصلوا إلى الإسكندرية وقت صلاة الظهر حيث يصلون هناك ثم يحجزن في أحد الفنادق ثم تنال الأسرة قسطًا من الراحة وبعدها يتجهون إلى البحر مباشرة حيث يقضون الوقت إلى صلاة المغرب.

وما إن ركب الجميع في السيارة وبدأت السيارة في التحرك حتى أثار الابن هذا التساؤل: فقال: يا أبي أليس وقت السفر من القاهرة إلى الإسكندرية أربع ساعات فقط؟ فرد الوالد: بلى يا بني هكذا أخبرني أصدقائي وأنا متأكد من كلامهم على الرغم من أن هذه أول مرة أسافر فيها إلى الإسكندرية. فقال الابن: إذن سنصل إن شاء الله في حوالي الساعة العاشرة صباحًا، فما سنفعل من الساعة العاشرة إلى

الساعة الواحدة؟ فردت الأم بسرعة: هذا أفضل وقت للتسوق في هذه المدينة قبل وقت الزحام.

فوافقتها البنت مسرعة أيضًا: نعم يا أماه، أريد أن أشتري بعض الملابس من هذه المدينة المتميز سوقها. فردت الأم ولكني أريد شراء الطعام والخضار اللازم لنا في هذه الرحلة. فرد الابن: السوق .. السوق .. كل حياتكن السوق! كلا أنا صاحب هذه الفكرة من الأساس وأريد أن أذهب إلى الملاهي في هذا الوقت.

ضحك الوالد من كلامهم جميعًا ثم قال 'تكلموا كما تشاءون، ما إن أصل إلى المدينة حتى سأتوجه في الحال إلى أقرب فندق لأنال قسطًا أكبر من الراحة، وابحثوا ساعتها عمن يأخذكم إلى ما تريدون.

فانقلب الجميع ضدًا عليه: فأنت دائمًا تريد أن ترتاح! هذه رحلة ترفيهية وليست رحلة نومية، وما الذي جاء بك إلى الإسكندرية إذا كان الهدف من الرحلة النوم. فأجاب الوالد: حكم القوي على الضعيف.

استمرت الأسرة في هذا الجدال لمدة ساعة كل ذلك والوالد يسير في طريقه مسرعًا إلى الإسكندرية وبعد ساعة من الجدال غضب الوالد وقال: اسكتوا جميعًا أنتم تشوشون علي أثناء قيادتي للسيارة انتظروا حتى نصل إلى الإسكندرية وبعدها يحلها ألف حلال.

فسكت الجميع وأخذوا يستمعون إلى شريط القرآن الذي وضعه الوالد في المسجل واستمر الوالد في قيادته مسرعًا إلى مدينة الإسكندرية.

مر حوالي أربع ساعات ونصف ولم يصلوا بعد إلى الإسكندرية. وكانت المفاجأة الكبرى للأسرة في النهاية أنهم وجدوا أنفسهم على أبواب مدينة المنيا بدلاً من مدينة الإسكندرية. لقد أخطأ الوالد فاتجه إلى الجنوب بدلاً من أن يتجه إلى الشمال حيث الإسكندرية، وبالتالي ضاعت الرحلة بأكملها ولم يعد هناك وقت كافٍ للوصول إلى الإسكندرية.

ما هي العبرة من هذا المثال؟

إن أهم سبب وراء قلة إنتاجيتنا وقلة وصولنا إلى أهدافنا يكمن في عدم وضوح أهدافنا وقيمنا، وبالتالي عدم وضوح الوجهة إلى تلك القيم والأهداف، إنه من المغري الاعتقاد بأن الأمر يرجع إلى ضعف الإرادة أو الكسل أو قلة الكفاءة، لكن وبالرغم من أن هذه الأمور قد تكون بالفعل عوامل مساهمة في إيجاد هذا الوضع إلا أنها نادرًا ما تنطوي على أهمية كبيرة.

لقد قرأ كل واحد فينا أكثر من كتاب في فن إدارة الوقت ومع ذلك لم يحظ بعد قراءته بكبير فائدة لأنه لا قيمة لهذه القواعد لاستغلال الوقت بدون المبدأ المركزي لاستغلال الوقت الذي يتم بالبساطة والعمق، فما هو ذلك المبدأ المركزي؟؟

المبدأ المركزي لاستغلال الوقت:

لتقضي وقتك في القيام بتلك الأشياء التي ترى أنها ذات قيمة لديك والتي تساعدك على تحقيق أهدافك.

كثير منا ـ وبكل أسف ـ يقضي أغلب أوقاته بعيدًا كل البعد عن قيمه وأهدافه بل يقضي أغلب أوقاته في أشياء مدفوع إليها دفعًا وفي أعمال مضطر إلى عملها اضطرارًا، وبالتالي تمر الأيام والأسابيع والشهور والسنين دون أن يحقق أهدافه ودون أن يصل إلى طموحاته.

ها هي هيلاري إحدى سيدات الأعمال الشابات كانت في ظاهرها تبدو سعيدة وناجحة، ولكنها في داخلها كانت تشعر بالقلق وانعدام السيطرة، ذهبت إلى أحد الأطباء النفسيين فإذا به يجد عملها سلسلة من الضغوط لا نهاية لها، مع أنها كانت تدرك كل شي عن إدارة الوقت، إذًا فأين تكمن المشكلة؟

لقد كانت هيلاري مشغولة وكانت تعمل بكفاءة لكن المشكلة أنها كانت في فترات طويلة من أوقاتها كانت تؤدي أعمالاً لا تساهم في الوصول بها إلى أهدافها الرئيسة، فلم تكن تختار أي المشروعات التي عليها أن تنفذها، وأيها تلك التي عليها أن تنبذها، وذلك في ضوء مرجعية قيمها وأهدافها. ويعود ذلك إلى أنها لم تكن تمتلك فكرة واضحة عن ماهية تلك القيم وماهية تلك الأهداف. وكانت النتيجة أنها قبلت أن تأخذ على عاتقها القيام بكل المشروعات تقريبًا والتي ألقى بها في طريقها، ولم تكن لها رؤية واضحة تمكنها من تحديد أولوياتها وانتهى بها الأمر إلى تنفيذ أي أعمال تتصف بأنها عاجلة للغاية؛ والحصاد: الضغط العصبي وانعدام الرضا.

وقفة مع النفس:

بداية الإصلاح إذًا أن نقف مع أنفسنا وقفة نحدد من خلالها تلك القيم والأهداف التي نريد أن نصل إليها في حياتنا، فإذا ما اتضحت تلك القيم والأهداف سهل علينا بعد ذلك أن نقضي أوقاتنا في الوصول إلى تلك القيم والأهداف.

وإليك وصفة تسهل عليك الوصول إلى معرفة قيمك وأهدافك:

تخيل أن جنازتك سوف تجري بعد ثلاثة أعوام ترى ما الذي تحب للناس أن يذكروه عنك؟ ما الذي تود أن يقوله عنك أحد أصدقائك المقربين؟

لاشك أن تذكر الموت والآخرة يعيد للإنسان صوابه ويساعده بشدة على اختيار أهدافه الصحيحة ويعطيه نور البصيرة في كيفية قضاء الوقت في هذه الحياة الدنيا، ولذا فقد قال صلى الله عليه وسلم: [[أكثروا من ذكر هادم اللذات]].

وقال أيضًا: [[اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك، وغناك قبل فرقك، وفراغك قبل شغلك، وصحتك قبل سقمك]].

إذًا ابدأ وتأمل وتذكر وبعدها حدد الأهداف الدنيوية والدينية التي تريد تحقيقها قبل أن ترحل من هذه الحياة.

تناول فطيرة الوقت:

من الأشياء التي قد تفيدك جدًا في إدارة وقتك وحياتك هو عمل تلك الفطيرة المستديرة فطيرة الوقت. إنها رسم بياني دائري توضح عليه كم من الوقت تريد أن تقضيه في كل من النواحي الرئيسة في حياتك: عملك، أسرتك، أورادك، اهتماماتك، ترفيهك عن نفسك، هذه الفطيرة المستديرة تشكل أمرًا مفيدًا للشخص المشغول الذي يبدو أن عمله يستغرق كل حياته بمثل الفائدة التي تعود على الشخص الذي تبدو حياته وقد أتخمت بالفراغ!

فغالبًا ما تجد الشخص المنشغل قد فقد الاتصال بما هو هام فعلاً، لذا فإن كنت مشغولاً للغاية اقتطع وقتًا تقوم فيه بعمل تقريرك عن القيم والأهداف، ثم ارسم رسمًا دائريًا موضحًا فيه كم من الوقت تريد أن تقضيه في كل النواحي الرئيسة، وحاول أن تعقد مقارنة بين توزيعك للوقت في رسمك الدائري المثالي، وبين توزيعك لوقتك، في الواقع إن إحدى المشاكل التي يواجهها الشخص المشغول هو أن العمل يمكن أن يلتهم قدرًا متزايدًا إلى حد الإفراط من الوقت، وذلك على حساب العائلة، والأصدقاء.

نموذج لفطيرة الوقت:




قسم أنشطتك إلى أربعة أقسام:

كل الأنشطة التي تشغل أسبوعك يمكن أن تبوب بطريقتين: من جهة مدى أهميتها ومن جهة كم هي ملحة أو عاجلة.

مربع الأنشطة:

[1]

هام

عاجل
[2]

هام

غير عاجل

[3]

غير هام

عاجل
[4]

غير هام

غير عاجل


إن من أخطائنا في الحياة أننا نضع أنفسنا كثيرًا في خانة الهام والعاجل مما يجعلنا تحت ضغط نفسي ويجعلنا لا نتقن العمل كذلك. ويسبب لنا أيضًا الهروب والتسلل من هذه الخانة إلى خانة غير هام وغير عاجل، مثل: تصفح الجرائد أو إحدى المجلات، حتى ولو كان ذلك يتم بلا متعة كبيرة إلا أنه يتم في وقت نشاء ذلك لمجرد وجودها أمامنا، وعلى سبيل الحصول على قسط من الراحة فقط.

إن الهدف الذي نريد الوصول إليه من خلال ذلك المربع أن نقضي أوقاتنا في مزاولة تلك الأنشطة ذات الأهمية بالنسبة لنا. وعلى ذلك فالهدف أيضًا هو ألا تقضي أوقاتًا في أنشطة غير هامة سواء كانت عاجلة أو غير عاجلة.

وأكثر من ذلك فالمرغوب أن تقضي أكثر ما تستطيع من وقت في الأنشطة غير العاجلة ليس فقط لأن الأمر يكون إرهاقًا في العمل في الأمور العاجلة ولكن أيضًا لأن هناك كثيرًا من الأنشطة الهامة لا تصبح عاجلة أبدًا وسوف تؤجلها دائمًا، مثل: قضاء الوقت مع الأسرة وتطوير اهتماماتك وبعض الترفيه، ومع زيادتك للوقت الممنوح للأعمال غير العاجلة فإنك سوف تقلل بالتدريج من كمية الوقت التي تحتاجها لأجل الأعمال العاجلة لأنك سوف تقوم بتنفيذها قبل أن تصبح عاجلة بالفعل.
إدارة الوقت » تنظيم إدارة الوقت




تنظيم إدارة الوقت

كلنا نواجه المشاكل مع الوقت ولا نستطيع أن نسرعه ولا أن نبطئه, نحتاج إلى الكثير منه, ولا نعرف أين نجده لكننا فجأة نتساءل أين ذهب كله.

لكن الوقت ليس هو المشكلة الرئيسية فالوقت هو السيولة عينها التي تعطي لكل الناس, وبالعدل والمساواة, وكل يوم. المشكلة إذن أن كلا منا ومعظمنا, يترك الكثير منه "يتسلل عبر أصابعه" لأننا لم نتعلم أبداً كيف ننظم إدارة وقتنا.. أهلنا لم يجلسوا معنا ليكلمونا عن حقائق الوقت ومهارات إدارة الوقت ليست جزءاً من أية دراسة أكاديمية. ولعدم معرفتنا كيف ندير وقتنا بكفاءة, نبقى مستخدمين الأسس "الطبيعية".

التعامل الطبيعي مع الوقت هو في أخذ الأمور كما هي, وأن يقوم المرء بما يشعر برغبة في عمله, دون تنظيم أو مواعيد أو تخطيط. وما الخطب في هذا ... لقد كان ناجحاً ونحن صغار, وكان العيش من يوم إلى يوم سهل جداً ولم نكن نقلق أبداً في أي شيء يمضى وقتنا.

في الواقع, طالما بدا لنا أن هناك الكثير من الوقت, ساعات طويلة قبل انتهاء المدرسة ... أيام كثيرة قبل عطلة الصيف .. أسابيع عديدة قبل عيد الميلاد.. الكثير من السنوات قبل أن نتعلم قيادة السيارات.. أيام الطفولة كانت أوقاتاً أكثر سهولة.

لسوء الحظ, لنا كلنا, إنه يأتي يوم, وقريب جداً, حين لا يعود نظام العيش يوماً فيوم ساري المفعول.. بالنسبة لأكثرنا, نصل دراستنا العليا بسرعة.. وبصدمة. لماذا؟ لأن هذا هو الوقت الذي نبدأ فيه وضع الأهداف الأكثر أهمية لنا, وليس فقط لأهلنا. نصبح مشاركين أكثر, وبنشاطات عامة مثل الرياضة والموسيقى أو النوادي, ومعظم مواعيدنا تتطلب الوقت.

في الكلية نبدأ التفكير بمستقبلنا المهني. ندرس فقط ما يؤهلنا لهذا حتى إننا قد نحاول أن نجد عملاً لجزء من الوقت ولكي نحقق أهدافنا يجب أن نلزم أنفسنا بالعديد من الخطوات المختلفة لنصل يجب أن نخطط .. ننظم إدارة وقتنا. وبالرغم من كون المرء يميل بطبيعته أن يدعي أن لا وقت لديه يمضيه في التنظيم, وضع الجداول, اللوائح, والتسجيل, فإن هذه هي أفضل وسيلة لتوفير الوقت.

لكن قد لا يكون هناك ما يكفي من وقت .. دعونا نعطيكم خبراً جيداً: هناك طريقة يستطيع فيها الإنسان إنجاز المزيد من العمل في وقت أقل .. وعمل أكثر فعالية من التقدم الطبيعي في الوقت ولا يأخذ المزيد من الجهد بإمكان كل منا أن يخطط مسبقاً, ويقوم بخيارات واعية حول كيفية قضاء وقته.. وكم من الوقت يقضيه لإنجاز كل مهمة وبإمكانه أن يسيطر أكثر على وقته بدلاً من أن ينفذ الوقت منه دائماً.

الآن, الخبر السيء: أول خطوات إدارة الوقت, يجب أن تقرر ما هو المهم, وما هو غير مهم قد يكون هذا صعب, فأحياناً من الضروري لنا أن نفهم أننا قد لا نستطيع فعل "كل شيء" والاقتطاع من برنامج عمل مليء, يجب أن نلحظ النشاطات التي لا تعطي لنا الكثير كي نخصص المزيد من الطاقة لما هو مهم حقاً.

محاولة " فعل كل شيء" حتى مع وجود الكثير, هو عمل سيقود على الاحتراق.. فمتى ينتهي كل هذا ؟ مع الدراسة, مع الواجبات, مع العمل الجزئي والكامل, وضياع كل فرص اللهو والإبداع يمكن للحياة أن تكون مشغولة جداً, لكن لا تصبح الحياة سهلة فجأة .. معظم الراشدين يمكن أن يقولوا أن الحياة تصبح أكثر انشغالاً هناك دائماً "رب عمل" يتوقع منك العمل حتى وقت متأخر .. أولاد يحتاجون لطعام وملبس, وطبابة .. هوايات واهتمامات تلاحقها ... خدمات اجتماعية يصبح الراشد متورطاً بها .. فإذا كنت هكذا, فلا داعي إذن لأن نقول لك كم هي أهمية الوقت وإدارته.

لكن .. يبقى وقت كثير للتخطيط, حتى بعد تشذيب كل الالتزامات, يبقى معظمنا أمام تحدي إنجاز تلك الالتزامات. خطة تنظيم إدارة الوقت, التي نبحثها هنا, مبرمجة للجميع, أما إذا كان القارئ لا زال طالباً في جامعة أو خريجاً يبحث عن عمل, أو إدارياً يحاول تنظيم المؤسسة التي يعمل فيها فسيجد الجميع, أن هذا برنامج يمكن إدارته بسهولة, وسيعمل جيداً لكل فرد بمفرده.

هذا البرنامج يسمح بالليونة.. في الواقع يشجع على تبني أي اقتراح منه بما يناسب حاجات الجميع. والهدف منه مساعدة الجميع على اختيار ما هو الأهم لهم, ومساعدتهم في وضع أهداف لأنفسهم, لتنظيم وجدولة الوقت, وتطوير الدوافع والانضباط الذاتي لتنفيذ جدول الأعمال والوصول إلى الأهداف, وهذا ما سيعطي بالتأكيد وقتاً لمهارات أخرى.

مهما كان الهدف, الحاجة لي التخطيط يجب أن تكون واضحة وبذات الوضوح, واقع أن الكثير من الناس يديرون وقتهم فعلاً بطريقة فوضوية .. والنصيحة هنا هي أن تتعلم الاهتمام بالدقائق فالساعات تعتني بنفسها.

لكن وضع الخطة لتنظيم إدارة الوقت, تتطلب جهداً ... لكن هذا هو استثمار للجهد, سيأتي في النهاية بنتائج أساسية .. أو ليس من الجيد أن تشعر أنك تمارس بعض السيطرة على برنامج عملك, على حياتك, بدلاً من نفاذ الوقت دائماً, والجري من موعد إلى آخر, ومن مهمة إلى أخرى؟ لنفترض أن كل هذا صحيح ... فكرة جيدة نافعة لإدارة الوقت, وأن هذه الإدارة الفعالة ستكافئك بطرق محسوسة, لكن, على الأرجح ستجد من الصعب إعطاء الدوافع لوضع التخطيط ... لذا يجب أن تحاول جعل التخطيط عادة لك .. شيء تفعله دون تفكير, لكن, شيء ستفعله مهما كان الأمر.

نظام لإدارة الوقت يتناسب مع حاجاتك يمكن أن يساعدك على إنجاز عمل أكثر في وقت أقل. أكان الهدف من هذا الحصول على المزيد من الوقت الحر, أو تحسين الإنتاج ويساعدك كذلك على الوصول إلى أهدافك لأنه :
يساعد على تحديد الأولويات.
وضع لائحة بالمهام, وإعطائها أولوياتها, سيؤمن أن تنجز أهم الأشياء أولاً, ولو لم تنجز " كل شيء".
يساعد على تتجنب الفخ الزمني. قد تقع في فخ زمني لأشياء غير مخطط لها وستضطر إلى إضاعة الوقت في إطفاء الحريق قبل الانتقال إلى مهمة أخرى.
يساعدك على توقع الفرص. إضافة إلى مساعدتك على توازن وقت عملك مع أوقات أخرى, يساعدك على تنظيم الوقت المر الذي ستحصل عليه, لتمضيته بفعالية أكثر. وبهذا تتمكن من القيام بالمزيد في ذات الكمية من الوقت أو في بعض الأحيان, في وقت أقل.
يعطيك الحرية والسيطرة. على عكس مخاوف الكثيرين, إدارة الوقت هي نوع من التحرر, وليس التقييد في جدول محدد. إنها نوع من السيطرة على جزء من يومك, يسمح لك أن تكون مرناً في بقية اليوم.
إضافة إلى هذا ستتمكن من تخطيط وقتك الحر, وإدخاله ضمن جدولك .. مثلاً: ستعرف مسبقاً أن أمامك مهمة صعبة في اليوم التالي لحفلة راقصة. وبدلاً من أن تتصل بالأصدقاء ليلة الحفلة لتعتذر ستكون متأكداً من جدول أعمالك الذي يسمح لك بفرصة أكبر للتحرك, وحضور الحفلة في آن, دون الإحساس بالحرج أو الذنب.
يساعدك على تجنب التضارب في الوقت. بمجرد كتابة كل نشاطاتك, مسؤولياتك, مهماتك في مكان واحد, سيساعدك على التأكد من أن الأشياء لن تختلط في وقت واحد, وإذا حدث تضارب في الأوقات, ستتمكن من ملاحظة هذا مسبقاً, وترتيب أمورك حسبما تقتضي الحاجة.
تساعدك على تجنب الإحساس بالذنب. حين تعرف بالضبط كم لديك من عمل, ويكون لك برنامج زمني لتنفيذها, تستطيع أن ترتاح لمعرفتك أن كل شيء سينجز في وقته المحدد .. لكن دون خطة لإنجاز العمل, ستشعر وكأنه سيف مسلّط فوق رأسك, حتى وأنت لا تعمل ... وإذا أمضيت وقتك تفكر بعملك فقط, فمن الأفضل لك أن تمضيه وأنت تعمل. تنظيم إدارة الوقت الفعالة, تساعد كذلك راحة ضميرك, فبعد أن تتم ما عليك من عمل, ستتمتع حقاً بوقتك الحر دون الإحساس بالذنب لأنك لم تنجزه.
يساعدك على تقييم مدى تقدمك. إذا كنت تعرف مسبقاً مما هو المطلوب منك من مهمات, فلن تندهش أبداً حين يلوح أمامك الموعد النهائي لإنجاز عمل ما .. لكن إذا عملت حيث يكون هذا ملائم لك, أو إلى أن تتعب, فلن تعرف أبداً ما إذا كنت متقدماً عن موعد التسليم أو متأخراً .. ثم ستكتشف فجأة أن هذا الموعد قد برز أمامك فجأة دون أن تخطط له.
يساعدك على رؤية " الصورة الكبيرة ". إدارة الوقت الفعالة توفر لك نظرة أوسع للعمل كله. بدلاً من أن تواجه المفاجأة مع قدوم أوقات أكثر انشغالاً, ستتمكن من التخطيط مسبقاً ولأسابيع قادمة.
يساعدك على أن تعرف كيف تعمل بطريقة ذكية أكثر, لا بجهد أكبر.
البعض يعتقد أن إدارة الوقت هو مجرد معرفة الوقت, أو قضاء وقت منظم في العمل, في الراحة, في الاتصالات, وأن التحرك ضمن هذه المواعيد الزمنية يؤمن لهم التنظيم أكثر .. قد يكون هذا صحيح جزئياً, فجزء رئيسي من تنظيم إدارة الوقت هو تعلم كيف تصنّف المهمات حسب أولوياتها. لكن هذه النظرة البسيطة, تتجاهل فائدة كبيرة تأتي بها السيطرة على الوقت.. فقد يكون من الممكن أن يكون المرء منظماً, لديه أولويات مسجلة, وسيطرة على الوقت, بحيث يمضي وقتاً أقل في العمل ويحصل على نتائج أكبر .. وهذا ليس عملاً سحرياً, مع أنه يبدو هكذا.
تعلم إدارة الوقت الآن سيساعدك على التحضير للمستقبل.
الحياة كلها تحضير للمستقبل, وإذا أمضى المرء وقته الآن بشكل فعال, فلسوف يكون محضراً جيداً للمستقبل .. وكلما كان محضراً جيداً أكثر, كلما كان أمامه خيارات أكبر.. وستكون الشركة تعمل فيها من خيارك, لا مفروضة عليك بإولئك الضعيف السابق. لننظر الآن إلى بعض المخاوف التي تشاور الكثيرين حول إدارة الوقت, وهي لا أساس لها.

عدم المرونة هو أكبر مخاوف الناس, إذ يظن الكثيرون أن السير حسب جدول محدد ومكتوب يفقدهم لذة العضوية في التصرف والاختيار. لكن نظام إدارة الوقت يمكن أن يكون مرناً كما يشاء المرء, بل الواقع أن أفضل نظام هو الذي يعمل كمرشد, وليس نظاماً متصلباً.

على عكس الاعتقاد السائد, لن يؤدي هذا التنظيم إلى تحويل الشخص إلى " عبد " للوقت. فبرمجة الوقت لا تعني أبداً الالتزام بعمل أكثر, بل الواقع أن تحديد أوقات العمل مسبقاً تعني أنك ستتمكن من الاسترخاء أكثر غير أوقات العمل, لأنك لن تكون قلقاً حول سير هذا العمل ومتى ستنجزه, فوقتك "منظم" على هذا الأساس .. فكم من وقت تقضيه في العمل, أقل أهمية بكثير من مدى كفاءتك ووقت تعمل, والهدف ليس قضاء وقت أكبر في العمل, بل قضاء الوقت ذاته أو أقل منه, وإنجاز الأكثر في مدى أي وقت تعمل فيه.

العديد يخشون " التعقيد " الذي يوحي به تنظيم الوقت .. لكن الواقع هو العكس, فهو يؤدي إلى " التبسيط " .. لكن كلما زاد تعقيد النظام الذي يتبعه الإنسان, كلما زادت صعوبة استخدامه, ونتيجة لهذا, ستقل إمكانية استخدامه بكفاءة. ويمكن أن يضع المرء نظاماً يلائم حاجاته, ولتسهيل الوصول إلى الأهداف.. وهناك مهارات عديدة قد لا تساعد أبداً .. لذا يجب استخدام المهارات التي من المحتمل أكثر أن تقود إلى الهدف المنشود, وتتناسب مع شخصية من يملكها.

ولكي تنجح في إدارة وقتك, يجب أن تكون قادراً على العودة إلى خطتك حين الحاجة لاستخدامها. فمن المستحيل وضع خطة تفصيلية إلى مستقبل بعيد دون أن يكون لديك سجلات دائمة .. والأفضل كتابة الخطط المرحلية والبعيدة المدى, في مكان واحد .. كي تتمكن دائماً من مراجعتها. المهم أن يكون لديك مكان واحد للمخططات والمعلومات وجداول الأعمال .. ونظام إدارة الوقت, الذي سيناسبك أفضل, هو الذي " تفصله " ليلائم حاجاتك وشخصيتك. معظم ما نتذكره هنا هو أفكار عامة, قد تصلح للكثيرين, لكن قد لا تلائمك أنت بالضبط. لذا, يجب أن تأخذ هذه الأفكار العامة, وتجعلها في " نظام " ناجح لك .. غيّر, عدّل, اجعل الخطة أكثر حزماً, أو أكثر ليونة.

لقد مررنا جميعاً بتجربة نسيان موعد, أو التزام. ومن السهل أنت نتذكر كتابة الموعد .. لكن جدولاً لا يستخدم دائماً, ليس الأمان الكافي .. وعليك دوماً كتابة التزاماتك, وقضاء وقت لتسجيل المواعيد لكل أسبوع, لكل يوم لكن, أي وقت تقضيه في الكتابة سيكون دون جدوى, إذا لم تحتفظ باللائحة معك, حين تحتاج إليها.

تصل إلى العمل لترى أن المشرف قد حدد لك ساعات عملك للأسبوع القادم, ويراجعها معك, تجدها مناسبة وتلتزم بها. لو أن المفكرة معك فستتمكن من كتابة جدول أعمالك وتبرمج كمية الوقت الضرورية.. إذن خذ مفكرتك معك أينما ذهبت فأنت لا تعرف متى ستحتاجها. احتفاظك بالمفكرة معك ستقلل مخاطر النسيان.. سجل دائماً المهمات, التكليفات, أرقام الهاتف, أو أية معلومات مهمة, وعلى الفور.

عليك أن تعطي أي نظام لإدارة الوقت فرصة للنجاح .. جربه لفترة. أي برنامج قد لا ينجح إلا إذا استخدم على الدوام.. والدوام هذا لن يحدث.

قد يساعد كثيراً أن يكون مكان عملك " إيجابي ", وأن يكون جوه محركاً للعمل .. ولا تدفع نفسك لأن تعمل إلى أن تصل مرحلة اللاتحمّل.. فأشياء صغيرة قد تدفعك إلى كراهية عمل ما, ويبدأ رأسك يؤلمك عليك إذن أخذ مقدار تحملك وبعين الاعتبار بعض الناس يمكن أن يجلسوا وراء مكاتبها يعملون لساعات ... البعض يرى أن ذهنه شرد بعد ساعة أو يزيد .. الصنف الأول لا يحتاج إلى فرصة راحة. بينما الأخير, إذا أراد العمل بكفاءة يجب أن يخطط لفترة راحة حسب قدراته.

قد يكون من الأفضل أن تضع حاجزاً, حقيقياً أو خيالياً ما بينك وبين العالم الخارجي وأنت تعمل ... إغلاق باب شغلك, مكتبك أو المكان الذي تعمل فيه قد يمنع عنك الضجيج, والكثير من المقاطعة والإلهاء.

لوحة " الرجاء عدم الإزعاج " وسيلة جيدة للقول بأنك مشغول .. والمحيط الصالح للعمل, هو أكثر من " موقع " فهناك عوامل أخرى للمحيط يمكن أن يسهل لك عملك. هل تجلس في كرسي مريح؟ قد تكون كرسيك جيدة لكنها ليست مريحة ! وماذا عن التهوية والحرارة؟ هل يتحول مكتبك إلى جو خانق حار, أو تضطر فيه إلى ارتداء المعطف لمنع البرودة؟

قبل أن تقرر هذه الأشياء لنفسك, قد ترغب في وقت لترى كم تستطيع الإنجاز, مع موسيقى مثلاً, ثم دونها. إذا وجدت أن الموسيقى عامل إيجابي, فليكن لديك جهاز يؤمنها لك, الألحان المألوفة بريتم محدد قد تكون فعالة أكثر من غيرها أو أقل إلهاء.

لقد تكلمنا بما يكفي حول مكان العمل وأهميته.. وأهمية الاعتياد على العمل في مكان واحد .. والشيء عينه ينطبق على " متى " تعمل .. قدر المستطاع, اخلق جو الروتين اليومي .. فالوقت المحدد لعملك يقرره عدد من العوامل, هذه العوامل تلعب دوراً مهماً في عملك ومتى تعمل .. فبعض الإداريين مثلاً لا يتمكنون من العمل باستمرار في أعمالهم المكتبية والبقاء في الموقع عينه.. لذا يقسمون وقتهم بين المواعيد والمقابلات والإشراف على العمال, والأعمال المكتبية التي تتطلب تركيزاً أكثر من محاولة أن تكون في أوقات يرتاحون لها, كما أن هناك عوامل أخرى تؤثر على الأوقات المتوفرة للعمل.. وكون المرء في أحسن حالاته, هدف عظيم لكنه ليس ممكناً على الدوام.

هل جلست يوماً لتعمل, ووجدت أنك بحاجة إلى آلة حساب من مكتب آخر؟ وأنت ذاهب لتحضرها, تقرر أنت تزور زميلاً في مكتبه لبحث أمر هام بينكما .. بعد دقائق من تبادل الحديث, تلمح صحيفة على الطاولة وتتفحص العناوين الرئيسية .. وأنت تعود إلى غرفتك تقف بالباب متسائلاً: لماذا تركت مكتبي أساساً؟ هل تذكر أفخاخ الوقت؟ هذا واحد منها .. أن لا تكون كل مواد عملك معك, فتخاطر في أشياء جانبية وتخسر وقتاً ثميناً .. ولسوف توفر الكثير من الوقت بالتفحص الدائم لأغراضك اللازمة للعمل, دفتر الملاحظات, أقلام, آلة حساب, وأشياء أخرى ضرورية, قبل أن تبدأ يومك.

انظر إلى برنامج عملك كل صباح, وقرر ما الذي يلزمك, وتأكد من أن تكون مذكراتك كلها أمامك, وحضّر حقيبة الأوراق سلفاً, ولا تنسى المخطط أو برنامج العمل.. فلقد مر ذكر كم من السهولة نسيان المواعيد والالتزامات إذا لم تكن مكتوبة.

عامل آخر له أهميته الكبرى, وهو الحوافز, فبدون حوافز كافية, والإطراء, يكون تنظيم إدارة الوقت مثل سيارة دون محرك.. والمحفزات نوعان إما داخلية أو خارجية .. فما هو الفرق؟ بالنسبة للحوافز الداخلية, يعمل المرء في عمل ما لأنه يتمتع به مثلاً, ولا لسبب آخر. أما الحافز الخارجي فهو يعود إلى مكافأة ستحصل عليها من وراء إنجاز العمل.

ولكي تزيد من كمية الحافز الداخلي, يجب أن تعرف أية حقول من الحياة تثير اهتمامك .. والدراسة هي الممر الأساسي الذي يقودك إلى أشياء أخرى, لكن بقدر اهتمامك أكثر بهذا الممر, من المحتمل أكثر أن تصل إلى مبتغاك.. وتتمتع بالمسيرة كذلك.

الحوافز الخارجية قد تساعدك على اجتياز المهمات المملة الصعبة التي هي جزء من عملية وصولك إلى الهدف. مثلاً, أنت تختار مهنة الصحافة لأنها تسمح لك بالتحقيقات والكتابة عن الأحداث الجديدة.. وستجدها مثيرة للاهتمام, ومع ذلك, ستجد نفسك مضطراً إلى الكفاح للحفاظ على ما تحبه .. وستحتاج إلى دوافع خارجية لمساعدتك على النجاح في عملك للوصول إلى أهداف أكبر وضعتها لنفسك... وقد تكون صورة الهدف النهائي قوة محركة حافزة فحاول أن تتصور ماذا ستكون عليه حياتك بعد خمس أو عشر سنوات.. وكيف ستكون حياتك المهنية؟ إذا لم تكن الصورة جاهزة, فلا عجب أنك لا تستطيع إعطاء نفسك الحافز الداخلي, لتعمل نحو الهدف النهائي.

هدفك, مهما كان سامياً, لن يدفعك إلى الاستيقاظ كل صباح, ويبقيك تعمل لسنوات.. فأنت بحاجة إلى أهداف متوسطة, أو قصيرة الأمد كذلك. أحد الطرق لتصور أهدافك بسهولة وإيجاد صلتها ببعضها هو إنشاء ما يسمى " هرم الأهداف " بوضع الهدف النهائي عند القمة ثم تقسيم باقي الأهداف المرحلية إلى أن تصل أسفل الهرم .. وهذا الهرم ليس مبنياً من الحجر, بإمكانك تغييره وأنت تتقدم. وقد تقرر خلال رحلة العمل تغيير المهنة أو تغيير الطريق الموصل إلى الهدف .. وهذه ستختلف حتى من أسبوع لأسبوع, مثلما تتغير مهماتك الأسبوعية, أو اليومية, لتعطيك المزيد من الطاقة والحماس.

تطوير مهاراتك, هي الطريق الرئيسية نحو الهدف مهما كان. ومهما كان من الصعب الاستمرار في العمل أو كم من العوائق يجب أنت تتخطى وأنت على الطريق.. لكن كيف تضع أهدافك في الحياة؟
كن واقعياً في توقعاتك.
كن واقعياً في أهدافك.
احذر الأوهام.
ركّز على حقول تعطيك أفضل الفرص للتقدم.
راقب ما تنجزه, وثابر على وضع الأهداف.

طريقة اختيارك لنوعية المكافأة, تعتمد على كم أنت بحاجة للمساعدة كي تحافظ على حوافزك. وكما لاحظنا, المهمات المثيرة للاهتمام تتطلب قليلاً من الدوافع الخارجية.. وإذا كانت المهمة صعبة متعبة, فاجعل مكافأتها أغلى ثمناً كي لا يتزعزع حافزك .. وكقاعدة عامة يجب أن يكون حجم المكافأة مناسب لصعوبة المهمة.

يخشى الكثيرون أن لا تكون إرادتهم قوية بما يكفى وأن يكون طلبهم للمكافأة لشي يجب أن يقوموا به على أي حال وسيلة لإخفاق عزيمتهم.. لكن مكافأة نفسك قد تكون وسيلة لتقوية انضباطك الذاتي. فإذا كنت تضع باستمرار أهدافاً لا يمكنك الوصول إليها, فما تفعله هو التدرب على الفشل .. والتدريب يجعل أي شيء مكتملاً, لذا ستفشل حتماً.

من ناحية أخرى, الانطلاق لتحقيق أهداف صغيرة ومكافئة نفسك كلما حققت أحدها, قد يبني في نفسك الإحساس بأهمية النجاح.. أنت تعمل نحو الأهداف المدروسة وتحققها, ستبدأ بالإيمان بنفسك أكثر فأكثر .. وسيتابع أدائك في التحسن. وتذكر أن مقصدك ليس المعاناة في عملك كالشهيد, ولا شيء يمنع أن تجعل من عملك ممتعاً قدر الإمكان .. هنا نتساءل في هذا السياق ! إذا كنت تريد إعطاء نفسك الحافز المطلوب, فهل تستخدم أسلوب الجزرة أم العصا؟ فالأفكار الإيجابية والسلبية معاً يمكن أن تكون من الحوافز. فأيها تختار؟ وقد يجد الكثيرون أن من الأسهل تسجيل السلبيات أكثر من الإيجابيات. في الواقع قد تجد أن لا مجال يكفي لذكر كل السلبيات, بينما في المقابل تسجل بضعة إيجابيات.

حسناً .. هناك شيء نريد أن نقوله حول النجاح والفشل (الإيجابيات والسلبيات), الفشل تجربة لها قيمتها كالنجاح تماماً, قد تكون أكثر قيمة ما هو أول شيء تعلمته في حياتك؟ أن لا تلمس الطباخ الساخن؟ أن لا تضع القطة في آلة الغسيل ؟ أن لا تترك لعبتك تحت المطر؟ وكيف اكتشفت هذه الحقائق؟ دون شك بالطريقة الصعبة. لكنك تعلمت من التجربة, من " الفشل " مما هو (( سلبي )) هكذا تستطيع أن تتعلم من كل السلبيات ثم تتجه إلى النجاح. ستتعلم من الفشل أن إنجاز العمل في الوقت المحدد هو بالأهمية ذاتها لإكماله بشكل جيد, وستدرك أنك لو تعلمت إدارة وقتك بشكل أفضل فستلزم نفسك بنظام ناجح وستستلم زمام حياتك بيدك.

أنت جاهز للتخطيط !
حين تتمكن من استيعاب عملك كله, كل مهمة أساسية فيه, كل اختبار, كل ورقة مهمة, كل موعد, فستكون احتمالات أن تصل إلى صرف وقت أكبر أقل, لمجرد أن هذا يتطلب برمجه وإبراز الأهم.

ولكي تكون البرمجة على المدى الطويل فعالة, يجب أن تبدأ التخطيط باكراً. ومن يفشل في التخطيط المسبق لمستقبله, أو لأي مشروع مرحلي, سيجد نفسه يضيع وقته في تنفيذ حدث واحد لوقت واحد, وسيشعر أنه غير منظم قطعاً, طوال فترة عمله. التخطيط المسبق من ناحية أخرى, يزيد من القدرة على اللحاق ببرنامج هجومي منظم .. البعض يمكنه اختيار عمله حسب برنامجه الخاص, وحسب ما يحب وما يكره, والأهداف .. الخطوط العريضة لمثل هذه الحرية يجب أن تختلط بالتقدم المنطقي الذي تحاول تطويره.

لن تستطيع الإسراع إلى هدفك النهائي ما لم تعرف أين هي نقطة الانطلاق. لذا, أو خطوة لتفحص روتين مسيرتك الحالية هو تعريف ذلك الروتين, وبالتفصيل.. ونقترح أن تفصل عملك ليوم كامل, ثم لأسبوع كامل, بما فيه عطلات الأسبوع. أيمكنك استخدام ساعة أو ساعتين إضافيتين كل يوم, إما للعمل أو المرح؟ لو استطعت استخدام مثل هذا الوقت " الميت" فستجد كل الوقت الذي تحتاج إليه, كلما كنت مستعداً لتحويل هذا الوقت " الميت " إلى وقت مفيد, عملاً أو راحة, لكما تمكنت من ابتداع الوقت لنفسك.

هناك أداتان ممتازتان تستغلهما في تخطيطك على المدى الطويل, أولهما " لوحة المشروع " التي يمكنك وضعها على جدار فارغ أو فوق مكتبك. فكيف تعمل " لوحة المشروع "؟ كما ترى أنها شكل مختلف عن التقويم السنوي, الأِشهر في خط أفقي تقابلها المشاريع في خط عامودي, أو العكس. وهذا يتوقف على مدى المساهمة المتوفرة لك.

بالنسبة لكل مشروع على حدة, هناك تحضيرات أساسية تقوم بها قبل استخدام اللوحة عليك أن تقسم كل مهمة عامة إلى أجزاء أساسية مركبة, والمهمات الخاصة التي يشملها أي مشروع. إلى جانب كل مهمة جزئية نضع الوقت المقدر لإنجازها .. المشروع التالي يتطلب العمل كفريق عمل آخرين من الشركة. في وقت العوامل الخاصة مختلفة, نلاحظ أن عملية تقسيم المشروع إلى خطوات منفصلة سهلة الإدارة, وتحديد الوقت اللازم لكل شكلية منها لا تتغير أبداً.

ولأن تحديد الوقت في الخطوات الأخيرة تعتمد على نوع المهمة الموكلة إليك ضمن فريق العمل, إلا أن من المهم وضع علامات استفهام إلى جانب البعض منها.. ومع اتضاح تفاصيل هذا المشروع وتحديد المهمات المحددة, قد تتغير صورة " لوحة المشروع " لتعكس تفاصيل أكثر, وقت محدد أكثر لكل خطوة.

تحتوي لوحة المشروع الآن على الأوراق الرئيسية, المشاريع الثانوية, الأقسام والاختبارات لكل خطوة منجزة .. وهاهي اللوحة تحتل جداراً في مكتبك, أو مشغلك... وحان الآن وقت معرفة أشياء عن الإدارة التي ستساعدك في تنظيم وقتك:
الخطوة الأولى: ضع قائمة بما يجب أن تفعل.
الخطوة الثانية: ضع أولويات مهماتك.
الخطوة الثالثة: املأ جدول أعمالك اليومي.

أنت الآن مستعد لنقل ما على لوحة المشروع إلى جدول أعمالك اليومي .. ضع الأولويات أولاً, ثم الوسط, ثم الأقل قيمة, التي لها مكان.. بهذا ستكون متأكداً أنك ستخصص كمية الوقت اللازم للأولويات الأهم كما يناسبك.

كل ليلة, أو صباح, قبل بدء يومك, انظر إلى برنامج عملك لتعرف ما هو مخطط لهذا اليوم. كم لديك وقت راحة.. هل هناك مهمات مفاجئة ليست مسجلة على مفكرتك, ويجب أن تكون معك. هناك تضارب لم تكن تتوقعه في بداية الأسبوع؟

كيف تعرف ما إذا كان يجب تحويل مهمة من الجدول اليومي إلى لوحة المشروع؟ الأمر بسيط إذا وجدت أن بالإمكان إنجازه ضمن أسبوع, ضعه في مكان ملائم من الجدول اليومي. أما إذا كانت مهمة معقدة, ويتطلب الإنجاز أكثر من أسبوع, فيجب أن يسجل على " لوحة المشروع ".

ما إن تبدأ باستخدام " لوحة المشروع " جدول التخطيط العام, لائمة الأولويات, والجدول اليومي, فلسوف تقطف الثمار كل يوم .. وطوال اليوم, يمكنك اتباع الجدول اليومي.
لن تعود قلقاً حول متى تنجز عملك.. فقد خططت له .. وتنجز ما خطط له, خطوة خطوة. ومع اعتيادك على إدارة وقتك, والتخطيط للأشهر والأسابيع, والأيام.. ستكشف بسرعة أن لديك وقت راحة أكبر مما كنت تتصور.




المصدر : مكتبة البرمجة اللغوية العصبية









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-27, 12:30   رقم المشاركة : 615
معلومات العضو
صادقة المشاعر
عضو جديد
 
الصورة الرمزية صادقة المشاعر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اسم العضو :صادقة المشاعر

الطلب :قياس وتقييم الاداء في المؤسسة الاقتصادية.

المستوى :سنة الرابعة جامعي تخصص محاسبة بصدد تحضير مذكرة تحت عنوان نظام مراقبة التسيير في المؤسسة الاقتصادية ودوره في تحسين الاداء

أجل التسليم :الاربعاء 02/03

بارك الله فيك على الجهود المبذولة










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المستطاع, اوامر, تريدونه, تقدر, طلباتكم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc