بحر الألم يسد كل الطرق واذا برفقة سوء تلتمس يدي صمود وتجعلها تغرق في المياه العكرة لتلوث طموحها وتفقدها الارادة والعزيمة وتكسرالاشرعة التي كانت تقودها اذ تراجعت علاماتها الدراسية وباتت فتاة لا مبالية عديمة المسؤولية تائهة .
في يوم ممطر من ايام الشتاء تاخرت صمود في العودة الى البيت كان والدها يضيءشمعة نورها طفيف اثرى انقطاع الكهرباء بسبب العاصفة منتظر عودة ابنته وكلما عصف البرق اضاء ذلك المنزل الذي آل الى بيت موحش مليء بالحزن والتعاسة لم يتمالك والد صمود نفسه وأحس بوجع في صدره وخوف من مكروه قد يصيب ابنته استجمع قواه وعزم على الخروج بحثا عنها فارتدا معطفا رثا وانطلق يبحث عن ابنت. كان المطر يهطل بغزارة ولم يتوقف صوت الرعد ولا وهجالبرق. فاتجه نحو المدرسة لكنهم اخبروه انها لم تأتي اليوم ضاق قلب الاب المسكين وراح يبحث عنها في كل مكان واخيرا وجدها وافقة اعلى حافة الواد نعم كانت صمود تفكر في الانتحار وماكادت ان تخطو رجلها خارج الحافة حتى امسك بها والدها وضمها قائلا بصوت عال:هل انت مجنونة ؟ما الذي تحاولين فعله بتهورك؟هل هذا ما تريدينه فعلا ان تتخلي عن كل شيء هل سوف تهربين ؟ماذا عن كل ماعلمتك اياه ، أين هي صمود ابنتي القوية التي كانت قد عقدت العزم ان تجتهد لتتمكن من العمل في النازا فتلزم الناس على احترامها وتغير نظرة المجتمع لها انسيتي وعدك لي..كيف تستسلمين بهذه السهولة ؟...
لم يكد ينهي كلامه حتى خارت قواه ، تحرك شيء داخل صمود واخيرا عادت لتسمع صوت رقص قطرات المطر على انغام الرعد اعانت والدها وعادا الى المنزل واهتمت به وفي الصباح فتح عينيه فوجدها نائمة على صدره الحنون ففتحت عيناها وقالت:ابي هل انت بخير هل تشكو من شيء هل احضر الطبيب؟اجاب الاب:لم تساليني عن صحتي منذ اشهر سعيد لانك عدتي لرشدك والان اترين تلك العلبة اعلى الخزانة فلتحضريها لي"
صمود:"حاضرة"فتح والد صمود العلبة وكان في داخلها ظرف مغلق بدت لصمود كأنها رسالة
الاب:خذي انها لكي هاته الرسالة كتبتها والدتك خصيصا لكي فلتقرئيها بتمعن