الدورة الصيفية 2as/ المجموعات/ فريق °3° ’’ درب النجاح ‘‘ - الصفحة 40 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > قسم التعليم الثانوي العام > أرشيف منتديات التعليم الثانوي

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الدورة الصيفية 2as/ المجموعات/ فريق °3° ’’ درب النجاح ‘‘

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-05-30, 15:53   رقم المشاركة : 586
معلومات العضو
mk_chaimaa
عضو محترف
 
الصورة الرمزية mk_chaimaa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هـــــل هنـااك من يحتـاج المســـاعدة
أنا حــــاضـــرة









 


قديم 2012-05-30, 16:00   رقم المشاركة : 587
معلومات العضو
انجيلينا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية انجيلينا
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصة سيدنا عيسى عليه السلام

"إذ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ . وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً ومِنَ الصَّالِحِينَ". ءال عمران 45- 46 .
إخوة الإيمان، يطيب لنا اليوم أن نتكلم عن نبي كريم زاهد خَلَقَه اللهُ تعالى من غير أبٍ فقد جاء في القرءان العظيم:" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ ادم خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ".ءال عمران 59.
وأمُّه مريم التي وصفَها اللهُ تعالى في القرءان الكريم بالصدّيقة والتي نَشَأت نَشْأةَ طُهرٍ وعفافٍ وتربّتْ على التقوى تؤدّي الواجبات وتُكثر منْ نوافل الطاعات والتي بشّرتها الملائكة باصطفاءِ الله تعالى لها منْ بين سائرِ النساء وبتطهيرها من الأدناس والرذائل.
" وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ" .ءال عمران 42.
وذاتَ يومٍ خرجتْ مريمُ الصدّيقة مِن محرابها الذي كانتْ تعبدُ الله تعالى فيه فأرسل اللهُ إليها جبريلَ عليه السلام مُتشكّلاً بشكلِ شابٍّ أبيضَ الوجه.
مريمُ لَمّا رأتْ جبريلَ عليه السلام مُتشكّلاً في صورةِ شابٍّ أبيض الوجه لم تعرفْه ففزِعتْ منه واضطَرَبَت وخافتْ على نفسِها منه وظنتْه إنسانا جاءَ ليعتدي عليها، فقالت ما أخبر الله به:" قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا " سورة مريم/18. أي إن كنت تقيا مطيعًا فلا تتعرضْ إليَّ بسوء.
فقالَ لها إنَّ اللهَ أرسلَه إليها ليهبَها ولدًا صالحًا طاهرًا منَ الذنوب. فقالت مريم: أنَّى يكون لي غلامٌ ولم يقربني زوجٌ ولم أكنْ فاجرةً زانية؟ فأجابها جبريلُ عليه السلامُ عن تعجّبِها بأنّ خَلْقَ ولدٍ من غيرِ أبٍ سَهلٌ هيِّنٌ على الله تعالى، وجعلَه اللهُ علامةً للناس ودليلاً على كمالِ قدرته سبحانه وتعالى وليجعلَه رحمةً ونعمة لمن اتّبعه وصدّقه وءامن به .
يقول رب العزّة في القرءان العظيم:" فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا . فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا ليتني مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا . فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا . وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا . فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا". سورة مريم 22-23-24-25-26.
نفخ جبريل عليه السلام في جيبِ دِرعها وهي الفتحةُ عند العُنُق، فحملت بعيسى عليه السلام ثم تنحت بحملها بعيدًا خوف أن يعيّرَها الناس بولادتها من غير زوج، ثم ألجأها وجع الولادة إلى ساقِ نخلة يابسة وتمنّتِ الموت خوفًا من أذى الناس ، وناداها جبريلُ عليه السلام من مكان من تحتها من أسفل الجبل يُطمئنُها ويخبرها أنّ الله تبارك وتعالى جعل تحتها نهرًا صغيرا ويطلبُ منها أن تهُزَّ جذع النخلة ليتساقطَ عليها الرطب الجنيّ الطريّ وأن تأكل وتشرب مما رزقها الله وأن تقرّ عينُها وأن تقول لمن رءاها وسألها عن ولدها إني نذرت للرحمن أن لا أكلّم أحدًا .
أتتِ السيدة مريم عليها السلام قومَها تحمل مولودَها عيسى عليه السلام على يدِها في بيت لحم. كما أخبرنا الله عز وجل:" فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ". مريم/27 .
قالوا لها: لقد فعلتِ فِعلة منكرةً عظيمة، ظنوا بها السوء وصاروا يوبخونها ويُؤذونها وهي ساكتة لا تجيب لأنها أخبرتهم أنها نذرت للرحمن صومًا، ولما ضاق بها الحال أشارت إلى عيسى عليه السلام، أنْ كلِّموه، عندها قالوا لها ما أخبر الله به بقوله:" فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا". مريم/29 .
عند ذلك أنطق الله تعالى بقدرته سيّدَنا عيسى عليه السلام، وكان رضيعًا." قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ ءاتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا . وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا . وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا . وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ". أول كلمة قالها عيسى عليه السلام، إني عبد الله، اعتراف بالعبودية لله العزيز القهار، هذا أول ما نطق به عليه السلام وهو في المهد قال: " إِنِّي عَبْدُ اللهِ " وقوله:" وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا "أي جعلني نفاعًا معلّمًا للخير حيثما توجهت.
إخوة الإيمان، يقول الله تعالى في القرءان العظيم:" وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ". سورة الصف/6 .
دعا عيسى قومَه إلى الإسلام إلى عبادة الله وحدَه وعدمِ الإشراك به شيئًا ولكنهم كذّبوه وحسدوه وقالوا عنه ساحر ولم يؤمن به إلا القليل .
نسأل الله تبارك وتعالى أن يُثبتنا على نهج الأنبياء والمرسلين وأن يجمعنا يوم القيامة بهم، إنه على ما يشاء قدير وبعباده لطيف خبير.










قديم 2012-05-30, 16:02   رقم المشاركة : 588
معلومات العضو
آوْتَآرُ الصَمْتـ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية آوْتَآرُ الصَمْتـ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يَـآـآ جْمَـآـآعَــــه



حَـآـآبَـــه نْسَقْسيــٍكُمـــ


هَلــ حَقًـآـآ آنَآـآ فِيـ هَذِه المـَجُْوعــَه ؟؟؟؟؟


لَـآـآ آهْتِمَـآـآـآمـــ










قديم 2012-05-30, 16:02   رقم المشاركة : 589
معلومات العضو
انجيلينا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية انجيلينا
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mk_chaimaa مشاهدة المشاركة
هـــــل هنـااك من يحتـاج المســـاعدة
أنا حــــاضـــرة
شكرا بارك الله فيك لاهتمامك









قديم 2012-05-30, 16:04   رقم المشاركة : 590
معلومات العضو
romi rosa
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mk_chaimaa مشاهدة المشاركة
هـــــل هنـااك من يحتـاج المســـاعدة
أنا حــــاضـــرة
نعم اختي اذا الردت طبعا اريدك ان تخبريني عن كيفية ادراج التوقيع لاني درت الكيفية اللي حطتها الاخت ولكن يقولي الملف خاطئ









قديم 2012-05-30, 16:05   رقم المشاركة : 591
معلومات العضو
romi rosa
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقصد الاخت smahir










قديم 2012-05-30, 16:07   رقم المشاركة : 592
معلومات العضو
انجيلينا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية انجيلينا
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم و مواعظ من حياة النبي لقمان ( عليه السلام )
قصة لقمان الحكيم
قال الله عزوجل في محكم كتابه الكريم : « ولقد آتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله ومن يشكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان الله غني حميد » (1).
من هو لقمان :
لقد ورد اسم لقمان في آيتين في القرآن وفي هذه السورة ، « اي في سورة لقمان ».
لا يوجد في القرآن دليل صريح على ان لقمان كان نبيا ام لا ، وكما ان اسلوب القرآن في شأن لقمان يوحي انه لم يكن نبيا.
نرى في القرآن المجيد ان الكلام في شان الانبياء عادة يدور حول الرسالة والدعوة الى التوحيد والتبليغ ، ومحاربة الشرك وانحرافات البيئة ، وكذلك بشارة الامم وانذارها ، في حين لم نرى ايّا من هذه الامور لم يذكرها القرآن في شأن لقمان.
بل الذي ورد في حقه هو جملة مواعظ وحكم مع ولده ، وان كانت في الظاهر مواعظه خاصة لولده ولكن في الحقيقة هي عامة للجميع ، وهذا دليل على انه كان رجلا حكيما وحسب.
اختلف الاقوال في لقمان عليه السلام هل كان نبيا او حكيما ، ويذهب الاكثر الا انه كان حكيما ، لذلك سمي لقمان الحكيم ...
وقد روي في المجمع عن نافع عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : حقا اقول لم يكن لقمان نبيا ولكن كان عبدا كثير التفكر ، حسن اليقين ، احب الله فاحبه ومنّ عليه بالحكمة. (2)
وقد جاء في بعض التواريخ : ان لقمان كان عبدا اسود من سودان مصر ، وكان له الى جانب وجهه غير الحسن ، قلب مضيء وروح صافية ، وكان صادق القول ، ولا يمزج الامانة بالخيانة ، ولم يكن يتدخل فيما لا يعنيه.
وروي : ان شخصا سأل لقمان قال له : الم تكن ترعى معنا الغنم ؟ قال نعم ، فقال الرجل : فمن اين اتاك كل هذا العلم والحكمة ؟
قال : قدر الله ، واداء الامانة ، وصدق الحديث ، والصمت عما لا يعنيني (3).
وقيل انه كان ابن اخت ايوب ، وقيل كان ابن خالة ايوب.
وكان رجلا قويا في امر الله ، متورعا في الله ، ساكتا مستكينا عميق النظر ، طويل الفكر ، مستغنن بالصبر ، لم ينم نهارا قط ، ولم يره احد من الناس على بول ولا غائط ولا اغتسال لشدة تستره وعمق نظره وتحفظه في امره ، ولم يضحك من شيء مخافة الاثم ولم يغضب ، ولم يمازح انسانا قط ، ولم يفرح بشيء اتاه من امر الدنيا ، ولا حزن منها على شيء قط ، وولد له من الاولاد الكثير وقد مات اكثرهم ، فما بكى على موت احد قط.
ولم يمر برجلين يختصمان او يقتتلان الا اصلح بينهما ... ، ولم يسمع قولا قط من احد استحسنه الا سأل عن تفسيره وعمن اخذه. (4)










قديم 2012-05-30, 16:08   رقم المشاركة : 593
معلومات العضو
romi rosa
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

خلاص راهو جا عمبالي محبش شكرا هههههههههه










قديم 2012-05-30, 16:10   رقم المشاركة : 594
معلومات العضو
samahir12
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية samahir12
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
يَـآـآ جْمَـآـآعَــــه



حَـآـآبَـــه نْسَقْسيــٍكُمـــ


هَلــ حَقًـآـآ آنَآـآ فِيـ هَذِه المـَجُْوعــَه ؟؟؟؟؟


لَـآـآ آهْتِمَـآـآـآمـــ
نعم حنونة انتي حاضرة

و هاكي خدما اخدميها هههههههههههههههههه

حوسي على
نوح
يونس
شعيب









قديم 2012-05-30, 16:16   رقم المشاركة : 595
معلومات العضو
انجيلينا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية انجيلينا
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصة لوط عليه السلام

نسبه عليه السلام


ومما وقع في حياة إبراهيم الخليل من الأمور العظيمة قصة قوم لوط عليه السلام، وما حل بهم من النقمة العميمة.

وذلك أن لوطاً بن هاران بن تارح، وهو آزر, ولوط هو ابن أخي إبراهيم الخليل، فإبراهيم، وهاران وناحور إخوة كما ذكرنا فى قصة ابراهيم عليه السلام. ويقال: إنَّ هاران هذا هو الذي بنى حرّان. وهذا ضعيف والله تعالى أعلم.

وكان لوط قد نزح عن محلة عمه الخليل عليهما السلام بأمره له وأذنه، فنزل بمدينة سدوم من أرض غور، زُغَر، وكان أمّ تلك المحله، ولها أرض ومعتملات وقرى، مضافة إليها ولها أهل من أفجر الناس وأكفرهم وأسوأهم طوية، وأرداهم سريرة وسيرة، يقطعون السبيل ويأتون في ناديهم المنكر، ولا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون.

قصته مع قومه عليه السلام


و قوم لوط ابتدعوا فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من بني آدم، وهي إتيان الذكران من العالمين، وترك ما خلق الله من النسوان لعباده الصالحين.

فدعاهم لوط إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، ونهاهم عن تعاطي هذه المحرمات، والفواحش المنكرات، والأفاعيل المستقبحات، فتمادوا على ضلالهم وطغيانهم، واستمروا على فجورهم وكفرانهم، فأحل الله بهم من البأس الذي لا يرد ما لم يكن في خلدهم وحسبانهم، وجعلهم مثله في العالمين، وعبرة يتعظ بها الألباء من العالمين.

ولهذا ذكر الله تعالى قصتهم في غير ما موضع في كتابه المبين، فقال تعالى في سورة الأعراف: {وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ، إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ، وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ، فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ، وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ}.

و سنورد الآن ما كان من أمرهم وما أحل الله بهم مجموعاً من الآيات والآثار وبالله المستعان.
وذلك أن لوطاً عليه السلام لما دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن تعاطي ما ذكر الله عنهم من الفواحش، لم يستجيبوا له ولم يؤمنوا به، حتى ولا رجل واحد منهم، ولم يتركوا ما عنه نهوا، بل استمروا على حالهم، ولم يرتدعوا عن غيهم وضلالهم، وهمّوا بإخراج رسولهم من بين ظهرانيهم.
{واستضعفوه وسخروا منه} وما كان حاصل جوابهم عن خطابهم إذ كانوا لا يعقلون إلا أن قالوا:

{أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}

فجعلوا غاية المدح ذماً يقتضي الإخراج، وما حملهم على مقالتهم هذه إلا العناد واللجاج.

فطهره الله وأهله إلا امرأته، وأخرجهم منها أحسن إخراج، وتركهم في محلتهم خالدين، لكن بعد ما صيّرها عليهم بحرة منتنة، ذات أمواج، لكنها عليهم في الحقيقة نار تأجج، وحرّ يتوهج، وماؤها ملح أجاج.

وما كان هذا جوابهم إلاّ لما نهاهم عن الطامة العظمى والفاحشة الكبرى، التي لم يسبقهم إليها أحد من أهل الدنيا. ولهذا صاروا مثلة فيها وعبرة لمن عليها. وكانوا مع ذلك يقطعون الطريق، ويخونون الرفيق، ويأتون في ناديهم، وهو مجتمعهم ومحل حديثهم وسمرهم، المنكر من الأقوال والأفعال، على اختلاف أصنافه، حتى قيل: إنهم كانوا يتضارطون في مجالسهم، ولا يستحيون من مجالسهم، وربما وقع منهم الفعلة العظيمة في المحافل، ولا يستنكفون ولا يرعوون لوعظ واعظ، ولا نصيحة من عاقل، وكانوا في ذلك وغيره كالأنعام بل أضل سبيلاً، ولم يقلعوا عما كانوا عليه في الحاضر، ولا ندموا على ما سلف من الماضي، ولا راموا في المستقبل تحويلاً، فأخذهم الله أخذاً وبيلاً.

وقالوا له فيما قالوا:

{ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ}

فطلبوا منه وقوع ما حذّرهم عنه من العذاب الأليم وحلول البأس العظيم.
فعند ذلك دعا عليهم نبيهم الكريم، فسأل من رب العالمين وإله المرسلين، أن ينصره على القوم المفسدين.

فغار الله لغيرته، وغضب لغضبته، واستجاب لدعوته، وأجابه إلى طلبته، وبعث رسله الكرام، وملائكته العظام، فمروا على الخليل إبراهيم، وبشّروه بالغلام العليم، وأخبروه بما جاؤا له من الأمر الجسيم والخطب العميم
{قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ، قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ، لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ، مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ}

وقال: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ، قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ}

وقال الله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ}.

وذلك إنه كان يرجو أن يجيبوا أو ينيبوا ويسلموا ويقلعوا ويرجعوا. لهذا قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ، يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ}.
أي أعرض عن هذا وتكلم في غيره فإنه قد حتم أمرهم ووجب عذابهم وتدميرهم وهلاكهم إنه قد جاء أمر ربك أي قد أمر به من لا يرد أمره ولا يرد بأسه ولا معقب لحكمه وإنهم آتيهم عذاب غير مردود.

وذكر سعيد بن جبير والسدي وقتادة ومحمد بن إسحاق أن إبراهيم عليه السلام جعل يقول "أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن
قالوا لا

قال فمائتا مؤمن

قالوا لا

قال فأربعون مؤمناً

قالوا: لا

قال فأربعة عشر مؤمناً

قالوا لا
قال ابن إسحاق: إلى أن قال: "أفرأيتم إن كان فيها مؤمن واحد
قالوا لا"

قال: { إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا} الآية.

قال الله تعالى:{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ}.

قال المفسرون: لما فصلت الملائكة من عند إبراهيم، وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل، أقبلوا حتى أتوا أرض سدوم، في صُوَرِ شُبّانٍ حِسَانٍ اختباراً من الله تعالى لقوم لوط، وإقامة للحجة عليهم، فتضيفوا لوطاً عليه السلام وذلك عند غروب الشمس، فخشي إن لم يضفهم أن يضيفهم غيره، وحسبهم بشراً من الناس
{وسِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ}.
قال ابن عباس ومجاهد وقتادة ومحمد بن إسحاق، شديد بلاؤه، وذلك لما يعلم من مدافعته الليلة عنهم، كما كان يصنع بهم في غيرهم، وكانوا قد اشترطوا عليه أن لا يضيف أحداً، ولكن رأى من لا يمكن المحيد عنه.

وذكر قتادة أنهم وردوا عليه وهو في أرض له، يعمل فيها فتضيفوا، فاستحيا منهم، وانطلق أمامهم، وجعل يعرض لهم في الكلام لعلهم ينصرفون عن هذه القرية، وينزلون في غيرها
فقال لهم فيما قال: والله يا هؤلاء ما أعلم على وجه الأرض أهل بلد أخبث من هؤلاء، ثم مشى قليلاً ثم أعاد ذلك عليهم، حتى كرره أربع مرات. قال: وكانوا قد أمروا أن لا يهلكوهم حتى يشهد عليهم نبيّهم بذلك.

وقال السدي: خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط، فأتوها نصف النهار، فلما بلغوا سدوم، لقوا ابنة لوط تستقي من الماء لأهلها، وكانت له ابنتان اسم الكبرى "ريثا"، والصغرى "زغرتا"،
فقالوا لها: يا جارية هل من منزل؟
فقالت لهم: مكانكم لا تدخلوا حتى آتيكم، فرقت عليهم من قومها،
فأتت أباها فقالت: يا أبتاه،أرادك فتيان على باب المدينة، ما رأيت وجوه قوم قط هي أحسن منهم، لا يأخذهم قومك، فيفضحوهم.
وقد كان قومه نهوه أن يضيف رجلاً فقالوا: خل عنا فلنضف الرجال.
فجاء بهم، فلم يعلم أحد إلا أهل البيت
فخرجت امرأته فأخبرت قومها، فقالت: إن في بيت لوط رجالاً ما رأيت مثل وجوههم قط فجاءه قومه يهرعون إليه.

وقوله: {وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ}.
أي هذا مع ما سلف لهم من الذنوب العظيمة الكبيرة الكثيرة،

{قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}

يرشدهم إلى غشيان نسائهم، وهن بناته شرعاً لأن النبي للأمة بمنزلة الوالد، كما ورد في الحديث

وكما قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}
وفي قول بعض الصحابة والسلف وهو أب لهم. وهذا كقوله: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنْ الْعَالَمِينَ، وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}.
وهذا هو الذي نص عليه مجاهد وسعيد بن جبير والربيع بن أنس وقتادة والسدّي ومحمد بن إسحاق وهو الصواب.
وقوله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ}

نهى لهم عن تعاطي ما لا يليق من الفاحشة، وشهادة عليهم بأنه ليس فيهم رجل له مسكة، ولا فيه خير، بل الجميع سفهاء، فجرة أقوياء، كفرة أغبياء.

وكان هذا من جملة ما أراد الملائكة أن يسمعوه منه من قبل أن يسألوه عنه.

فقال قومه عليهم لعنة الله الحميد المجيد. مجيبين لنبيهم فيما أمرهم به من الأمر السديد :
{قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ}

يقولون: عليهم لعائن الله، لقد علمت يا لوط إنه لا أربّ لنا في نسائنا، وإنك لتعلم مرادنا وغرضنا "من غير النساء".
واجهوا بهذا الكلام القبيح رسولهم الكريم، ولم يخافوا سطوة العظيم، ذي العذاب الأليم. ولهذا قال عليه السلام
{قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}

ود أن لو كان له بهم قوة، أو له منعة وعشيرة ينصرونه عليهم، ليحل بهم ما يستحقونه من العذاب، على هذا الخطاب
عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "رحمة الله على لوط، إن كان يأوي إلى ركن شديد، يعني الله عز وجل، فما بعث الله بعده نبي إلا في ثروة من قومه".

ذكر المفسرون وغيرهم أن نبي الله لوطاً عليه السلام جعل يمانع قومه الدخول، ويدافعهم، والباب مغلق، وهم يرومون فتحه وولوجه، وهو يعظهم وينهاهم من وراء الباب، وكل ما لهم في إلحاح وإنحاح، فلما ضاق الأمر وعسر الحال قال ما قال {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} لأحللت بكم النكال.

قالت الملائكة {يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ}
وذكروا أن جبريل عليه السلام خرج عليهم فضرب وجوههم خفقة بطرف جناحه، فطمست أعينهم، حتى قيل: إنها غارت بالكلية، ولم يبق لها محل ولا عين، ولا أثر، فرجعوا يتحسسون مع الحيطان، ويتوعدون رسول الرحمن، ويقولون: إذا كان الغد كان لنا وله شأن.

قال الله تعالى {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ، وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ}.

فذلك أن الملائكة تقدمت إلى لوط عليه السلام آمرين له بأن يسري هو وأهله من آخر الليل، ولا يلتفت منكم أحد، يعني عند سماع صوت العذاب إذا حلّ بقومه، وأمروه أن يكون سيره في آخرهم كالسّاقة لهم.

وقوله: {إِلاَّ امْرَأَتَكَ} على قراءة النصب، يحتمل أن يكون مستثنى من قوله {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}، كأنه يقول: إلا امرأتك فلا تَسْرِ بها. ويحتمل أن يكون من قوله: {وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ}،
أي: فإنها ستلتفت فيصيبها ما أصابهم. ويقويّ هذا الاحتمال قراءة الرفع، ولكن الأول أظهر في المعنى والله أعلم.
قال السهيلي واسم امرأة لوط "والهة" واسم امرأة نوح "والغة".

وقالوا له مبشرين بهلاك هؤلاء البغاة العتاة الملعونين النظراء والأشباه الذين جعلهم الله سلفاً لكل خائن مريب:
{إِنَّ مَوْعِدَهُمْ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}.


هلاك قوم لوط عليه السلام

فلما خرج لوط عليه السلام بأهله، وهم ابنتاه، لم يتبعه منهم رجل واحد، ويقال: إن امرأته خرجت معه فالله أعلم.

فلما خلصوا من بلادهم، وطلعت الشمس فكان عند شروقها جاءهم من أمر الله ما لا يرد. ومن البأس الشديد ما لا يمكن أن يصد.

قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ، مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنْ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}.

قالوا: اقتلعهن جبريل بطرف جناحه من قرارهن، وكن سبع مدن بمن فيهن من الأمم، فقالوا: إنهم كانوا أربع مائة نسمة. وقيل: أربعة آلاف نسمة وما معهم من الحيوانات، وما يتبع تلك المدن من الأراضي والأماكن والمعتملات، فرفع الجميع حتى بلغ بهن عنان السماء، حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، ثم قلبها عليهم، فجعل عاليها سافلها. قال مجاهد: فكان أول ما سقط منها شرفاتها.

{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ}

والسجّيل فارسي معرب، وهو الشديد الصّلب القوي (منضود) أي يتبع بعضها بعضاً في نزولها عليهم من السماء

(مسومة) أي معلمة مكتوب على كل حجر اسم صاحبه، الذي يهبط عليه فيدمغه، كما قال: {مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ}
وكما قال تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ}.
وقال تعالى: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى، فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} يعني: قلبها فأهوى بها منكّسة عاليها سافلها، وغشاها بمطر من حجارة من سجيل، متتابعة مسومة مرقومة، على كل حجر اسم صاحبه الذي سقط عليه من الحاضرين، منهم في بلدهم والغائبين عنها من المسافرين، والنازحين والشاذين منها.

ويقال: إن امرأة لوط مكثت مع قومها.
ويقال: إنها خرجت مع زوجها وبنتيها، ولكنها لما سمعت الصيحة، وسقوط البلدة) التفتت إلى قومها، وخالف أمر ربها قديماً وحديثاً، وقالت: وا قوماه فسقط عليها حجر، فدمغها وألحقها بقومها، إذ كانت على دينهم، وكانت عيناً لهم، على من يكون عند لوط من الضيفان.

كما قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}

أي خانتاهما في الدين فلم يتبعاهما فيه. وليس المراد أنهما كانتا على فاحشة، حاشا وكلا. فإن الله لا يقدر على نبي قط أن تبغى امرأته، كما قال ابن عباس وغيره من أئمة السلف والخلف: ما بغت امرأة نبي قط. ومن قال خلاف هذا فقد أخطأ خطأ كبيراً.
وقوله هنا: {وَمَا هِيَ مِنْ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} أي وما هذه العقوبة ببعيدة ممن أشبههم في فعلهم. ولهذا ذهب من ذهب من العلماء إلى أن اللائط يرجم سواء كان محصناً أو لا، ونصَّ عليه الشافعي وأحمد بن حنبل وطائفة كثيرة من الأئمة.

واحتجوا أيضاً بما رواه الإمام أحمد وأهل السنن من حديث عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به".

وجعل الله مكان تلك البلاد بحرة منتنة لا ينتفع بمائها ولا بما حولها من الأراضي المتاخمة لفنائها، لرداءتها ودناءتها، فصارت عبرة ومثلة وعظة وآية على قدرة الله تعالى وعظمته وعزته في انتقامه ممن خالف أمره وكذّب رسله واتّبع هواه وعصى مولاه. ودليلاً على رحمته بعباده المؤمنين في انجائه إياهم من المهلكات، وإخراجه إياهم من النور إلى الظلمات،

كما قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.

وقال الله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ، فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ، وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} أي من نظر بعين الفراسة والتوسّم فيهم، كيف غير الله تلك البلاد وأهلها، وكيف جعلها بعد ما كانت آهلة عامرة، هالكة غامرة.

كما روى الترمذي وغيره مرفوعاً "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله". ثم قرأ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ}.

وقوله {وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ} أي لبطريق مهيع مسلوك إلى الآن،
كما قال: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ، وَبِاللَّيْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُون}

وقال تعالى: {وَلَقَد تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
وقال تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ}.
أي تركناها عبرة وعظة لمن خاف عذاب الآخرة وخشي الرحمن بالغيب، وخاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فانزجر عن محارم الله وترك معاصيه وخاف أن يشابه قوم لوط. ومن تشبه بقوم فهو منهم، وإن لم يكن من كل وجه فمن بعض الوجوه، كما قال بعضهم:

فإن لم تكونوا قوم لوط بعينهم ** فما قوم لوط منكم ببعيد


فالعاقل اللبيب الفاهم الخائف من ربه يمتثل ما أمره الله به عز وجل، ويقبل ما أرشده إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من إتيان ما خلق له من الزوجات الحلال، والجواري من السراري ذوات الجمال. وإياه أن يتبع كل شيطان مريد. فيحق عليه الوعيد. ويدخل في قوله تعالى: {وَمَا هِيَ مِنْ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}.










قديم 2012-05-30, 16:18   رقم المشاركة : 596
معلومات العضو
انجيلينا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية انجيلينا
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خروووووووووووووووووووووج
ألقاكم غدا ان شاء الله










قديم 2012-05-30, 16:19   رقم المشاركة : 597
معلومات العضو
mk_chaimaa
عضو محترف
 
الصورة الرمزية mk_chaimaa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لا لا نـــــوح انا درتـها










قديم 2012-05-30, 16:26   رقم المشاركة : 598
معلومات العضو
mirta
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mirta
 

 

 
الأوسمة
وسام المميز الثاني وسام شرف المشاركة 
إحصائية العضو










افتراضي

وداد وقيلا شربتي اللبن علا بيها دختي ههههههههههههههههاني انا درت يونس










قديم 2012-05-30, 16:27   رقم المشاركة : 599
معلومات العضو
samahir12
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية samahir12
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
لا لا نـــــوح انا درتـها
اوكي مالا فاطمة بلدي نوح ب يعقوب









قديم 2012-05-30, 16:28   رقم المشاركة : 600
معلومات العضو
samahir12
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية samahir12
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
وداد وقيلا شربتي اللبن علا بيها دختي ههههههههههههههههاني انا درت يونس
هههههههههههههههه و الله ماذقتو هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

فاطمة ديري واحد من عندك هههههه









 

الكلمات الدلالية (Tags)
2as/, المجموعات/, الدورة, الصحفية, النجاح, فريق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc