: 02 يونيو 2012
سيكون تشافي هرنانديز كالعادة القلب النابض لمنتخب اسبانيا الساعي الى ان يكون اول من يتوج بثلاثية كأس اوروبا - كأس العالم - كأس اوروبا عندما يخوض غمار نهائيات بولندا واوكرانيا. لا احد بامكانه التشكيك بالدور الحيوي الذي يقوم به تشافي ان كان مع المنتخب الوطني او فريقه برشلونة، ولا يمكن تحديد اهمية هذا اللاعب الفذ بتمريراته البسيطة والسلسة والمتقنة وحسب، بل الذكاء الذي يتمتع به ما يميزه كثيرا عن لاعبين آخرين وهو الذي ساهم في قيادة اسبانيا الى لقب كأس اوروبا للمرة الاولى منذ 1964 وبرشلونة الى الظفر بستة القاب خلال عام 2009 و20 لقبا منذ ان بدأ مشواره الاحترافي مع النادي الكاتالوني عام 2007.
فلسفة تمرير الكرة سر فوز إسبانيا
"ان انتصار اسبانيا مرده الى تبنيها فلسفة تمرير الكرة، ولان لعبي يعتمد على هذه الفلسفة فقد نلت هذه الجائزة"، هذا ما قاله تشافي بعد اختياره افضل لاعب في كأس اوروبا 2008 اثر قيادته منتخب بلاده للفوز على المانيا 1-صفر في النهائي.
لكن لاعب الوسط الذي يقوم بصناعة الالعاب في صفوف برشلونة منذ اكثر من عقد من الزمن، ليس مجرد ممر جيد للكرة فحسب، فالى جانب رؤيته الثاقبة وخياله في وسط الملعب، فان تشافي يبذل جهودا خارقة ولا يتردد بالواجب الدفاعي ايضا ويستطيع ان يشغل اي مركز في وسط الملعب، وهو قارئ جيد للعبة ويمتاز بتسديدات قوية ودائما ما يساهم بكثير من الاهداف لفريقه. يجيد تسديد الكرات الثابتة، ويستطيع التأثير كثيرا على زملائه كان في برشلونة او في صفوف منتخب بلاده. وبعد ان تدرج في صفوف اكاديمية برشلونة في حقبة المدرب الهولندي الشهير يوهان كرويف وفريق الاحلام، سار تشافي على خطى الرجل الذي كان ملهما لذلك الفريق وهو مدربه في النادي الكاتالوني منذ 2008 بيب غوارديولا الذي قرر الرحيل عن النادي منذ ايام معدودة.
خيار المدربين
في الواقع، تشافي هو الذي حل مكان غوارديولا المصاب موسم 1999-2000، وكان جاهزا للحلول مكانه بصورة دائمة عندما انتقل الاخير الى الدوري الايطالي. ومنذ ذلك الحين، ومهما كانت هوية المدرب الذي اشرف على برشلونة، فان تشافي كان الاسم الاول على لائحته، ومهما كانت فلسفة مدرب برشلونة فانه لم يجد لاعبا مثل تشافي القادر بلمحة ان يمرر كرة متقنة باتجاه زميله او الخروج من موقف حرج بفضل استحواذه الرائع على الكرة انضم تشافي (32 عاما) الى صفوف برشلونة منذ ان كان في الحادية عشرة من عمره وبقي وفيا للفريق الكاتالوني وعلى الارجح سيبقى في صفوفه حتى نهاية مسيرته بفضل الدور الذي يلعبه في صفوف احد اعرق الاندية الاوروبية.
مشوار دولي امتد 10 أعوام
اما على الصعيد الدولي وبعد ان قاد منتخب بلاده الى الفوز بكأس العالم لدون 20 سنة عام 1999، والى مركز الوصيف في مسابقة كرة القدم لاولمبياد سيدني 2000، بدأ تشافي مشواره مع المنتخب الاول في نوفمبر عام 2000 ولم يغب عن اي بطولة كبرى شارك فيها منتخب بلاده. لعب تشافي دورا جوهريا في قيادة بلاده لتحقيق حلم الفوز بكأس العالم للمرة الاولى في تاريخها،
مؤكدا ان "لا فوريا روخا" تخلص من صفة المنتخب المرشح الذي يخيب آمال مناصريه في النهاية، ويتحدث تشافي عن نفسه قائلا "اني مولع بالابداع في كرة القدم، شأني في ذلك شأن كرويف. نحن نحب هذا النوع من كرة القدم الهجومية والجذابة والجميلة. عندما تربح بهذه الطريقة يكون الرضا مضاعفا".
من المؤكد ان تشافي يدرك تماما معنى الانتصار واهميته وهو الذي تعج خزائنه بالكؤوس حيث توج مع برشلونة بلقب الدوري المحلي 6 مرات والكأس المحلية مرتين وكأس السوبر المحلية 5 مرات ودوري ابطال اوروبا ثلاث مرات وكأس السوبر الاوروبية مرتين وكأس العالم للاندية مرتين، اضافة الى فوزه مع منتخب بلاده بكأس العالم لدون 20 عاما في 1999 عاما وكأس اوروبا و2008 وكأس العالم 2010.