![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
أقوى الردود على من أنكر علو العزيز الودود..متجدد
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 46 | |||||
|
![]() اقتباس:
أتهزأ بي؟ نعم"عبد الله بن صايغ" لم يكن صاحب حديث وهل نحن نتكلم عن الحديث أم عن كلام الإمام مالك؟!!! قال الإمام أحمد: لم يكن صاحب حديث ، كان ضيقا فيه ، و كان صاحب رأى مالك ، و كان يفتى أهل المدينة برأى مالك ، و لم يكن فى الحديث بذاك . و قال محمد بن سعد : كان قد لزم مالك بن أنس لزوما شديدا لا يقدم عليه أحد. و قال الآجرى ، عن أبى داود : سمعت أحمد يقول : كان عبد الله بن نافع أعلم الناس برأى مالك و حديثه ، .)) قال الفقير إلى ربه: إذن الأثر من أصح الأثار عن الإمام مالك رحمه الله فالذي يهمنا هو نقله عن الإمام مالك وليس نقله للأحاديث. أما ما نقلته أنت عن حفظه فلا أخالفك فيه لكن ما نقله عن مالك ليس فقها بل عقيدة والعقيدة لا تحفظ فحسب بل تعقد بالقلب وتترسخ فيه . وهب أن الأثر ضعيف كما تزعم ! فإن لنا طرق أخرى مروية عن الإمام مالك تقوي أثر عبد الله بن صايغ وقد ذكرتها في بحثي لكنك لم ترفع بها رأسا
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 47 | ||||
|
![]()
قبْحًا قبحا لمنْ نبَذَ القرآنَ وراءهُ فإذا استدلَّ يقولُ قال الأخطل النصراني. اقتباس:
أولا:إنَّ الاستواءَ فِي اللُّغةِ يُستعملُ على وجوهٍ: الأولُ: أنْ يكونَ مطلقًا غيرَ مقيَّدٍ فيكونُ معناهُ الكمالُ كقولهِ عزَّ وجلَّ: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} [القصص: 14]، وهذا معناهُ: كملَ وتمَّ. يقالُ: استوى النباتُ واستوى الطَّعامُ. الثاني: أنْ يكونَ مقرونًا بـ(الواو) فيكونُ بمعنى التساوي كقولهم: استوى الماءُ والخشبةُ. واستوى الليلُ والنَّهارُ. الثالثُ: أنْ يكونَ مقرونًا بـ(إلى) فيكون المعنى قصدَ إليهِ علوًّا وارتفاعًا كقولهِ سبحانه وتعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29]. الرابعُ: أنْ يكونَ مقرونًا بـ(على) فيكونُ بمعنى العلوِّ والارتفاعِ كقولهِ سبحانه وتعالى: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} [الزخرف: 13]، وقولهِ: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود: 44] وقولهِ: {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} [الفتح: 29]. هذه معاني الاستواءِ المعقولةِ فِي كلامهم، ليسَ فيهَا معنى (استولى) البتةَ، وَلاَ نقلهُ أحدٌ منْ أئمَّةِ اللُّغةِ الذينَ يُعْتَمَدُ قولهم، وإنَّما قالهُ متأخرو النُّفاةِ ممَّنْ سلكَ طريقَ المعتزلةِ والجهميَّةِ. الثاني: أنَّ الذينَ قالوا ذلكَ-من الذين نقل المدعوا بقذائف الحق- استدلوا بقولِ الشَّاعرِ: قد استوى بشْرٌ عَلَى العراقِ من غير سيْفٍ أو دمٍ مُهْـراق قالَ ابنُ كثيرٍ رحمه الله: وهذاَ البيتُ تستدلُّ بهِ الجهميَّةُ على أنَّ الاستواءَ على العرشِ بمعنى الاستيلاءِ، وهذا منْ تحريفِ الكلمِ عنْ مواضعهِ، وليستْ في بيتِ هذا النصرانيِّ حجةٌ ولا دليلٌ على ذلكَ، ولا أرادَ الله عزَّ وجلَّ باستوائهِ على عرشهِ استيلاَءهُ عليه - تعالى الله عنْ قولِ الجهميَّةِ علوًّا كبيرًا - فإنَّهُ إنَّما يقالُ: استولى على الشيءِ إذا كانَ ذلكَ الشيءُ عاصيًا عليهِ قبلَ استيلائهِ عليهِ، كاستيلاءِ بشرٍ على العراقِ، واستيلاءِ عبدِ الملكِ على المدينةِ بعدَ عصيانها عليهِ، وعرشُ الرَّبِّ لمْ يكنْ ممتنعًا عليهِ نفسًا واحدًا، حتَّى يقالَ استولى عليهِ، أو معنى الاستواءِ الاستيلاءِ، ولا تجدُ أضعفَ منْ حججِ الجهميَّةِ، حتَّى أدَّاهمُ الافلاسُ مِنَ الحججِ إلى بيتِ هذا النَّصرانيِّ المقبوحِ وليسَ فيه حجةٌ واللهُ أعلمُ[5]. وقدْ أنْشَدَ فيهمُ المنْشِدُ: قبْحًا لمنْ نبَذَ القرآنَ وراءهُ فإذا استدلَّ يقولُ قال الأخطل[6] الثالثُ: أنَّ أهلَ اللُّغةَ لمَّا سمعوا ذلكَ، أنكروهُ غايةَ الإنكارِ، ولمْ يجعلوه منْ لغةِ العربِ. قَالَ ابنُ الأعرابيِّ - وقد سئلَ: هل يصحُّ أنْ يكونَ (استوى) بمعنى استولى؟ - فقالَ: لا تعرفُ العربُ ذلكَ. وهوَ منْ أكابرِ أئمَّةِ اللُّغةِ. الرابعُ: أنَّ هذا تفسيرٌ لكلامِ الله بالرأيِ المجرَّدِ الَّذي لم يذهبْ إليهِ صاحبٌ وَلاَ تابعٌ، وَلاَ قالهُ إمامٌ منْ أئمَّةِ المسلمينَ، وَلاَ أحدٌ منْ أهلِ التفسيرِ الذينَ يحكونَ أقوالَ السَّلفِ. الخامسُ: أنَّ إحداثَ القولِ فِي تفسيرِ كتابِ الله الَّذي كانَ السَّلفُ والأئمَّةُ عَلَى خلافهِ يستلزمُ أحدَ أمرينِ: إمَّا أنْ يكونَ خطأً فِي نفسهِ، أو تكونَ أقوالُ السَّلفِ المخالفةِ لهُ خطأً، وَلاَ يشكُّ عاقلٌ أنَّهُ أولى بالغلطِ والخطأ منْ قولِ السَّلفِ. السادسُ: أنَّه أتى بلفظةِ (ثمَّ) التي حقيقتها الترتيبُ والمهلةُ، ولوْ كانَ معناهُ القدرةَ عَلَى العرشِ والاستيلاءَ عَلَيهِ؛ لمْ يتأخَّر ذلكَ إلى مَا بعد خلقِ السَّماواتِ والأرضِ، فإنَّ العرشَ كانَ موجودًا قبلَ خلقِ السَّماواتِ والأرضِ بخمسينَ ألفِ عام كَمَا ثبتَ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدَّرَ مَقَادِيرَ الْخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ»[7]. وقالَ سبحانه وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] فكيفَ يجوزُ أنْ يكونَ غيرَ قادرٍ وَلاَ مستولٍ عَلَى العرشِ إلى أنْ خلقَ السَّماواتِ والأرضَ؟!. السابعُ: أنَّ القائلَ بأنَّ معنى (استوى) بمعنى (استولى) شاهدٌ عَلَى الله أنَّه أرادَ بكلامهِ هذا المعنى، وهذهِ شهادةٌ لا علمَ لقائلهَا بمضمونها، بلْ هيَ قولٌ عَلَى الله بلا علمٍ، وقدْ حرَّم الله تعالى الكلامَ بلا علمٍ مطلقًا، وخصَّ القولَ عليهِ بلا علمٍ بالنَّهيِ، وأخبرَ أنَّ الذي يأمرُ بالقولِ بغيرِ علمٍ هو الشيطانُ فقالَ سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36] وقالَ سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *} [البقرة: 169] وقال سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *} [الأعراف: 33]. فلوْ كانَ اللَّفظُ محتمِلًا لها فِي اللُّغةِ وهيهات!! لَمْ يجز أَنْ يشهدَ عَلَى الله أنَّهُ أرادَ هذا المعنى، بخلافِ منْ أخبرَ عَنِ الله تعالى أنَّهُ أرادَ الحقيقةَ والظاهرَ، فإنَّهُ شاهدٌ بما أجرى الله سبحانه عادتَهُ مِنَ خطابِ خلقهِ بحقائقِ لغتهم وظواهرها؛ كَمَا قَالَ سبحانه وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: 4]. فإذا كان الاستواءُ فِي لغةِ العرب معلومًا؛ كانَ هو المرادُ؛ لكونِ الخطابِ بلسانهم، وهو المقتضي لقيامِ الحجَّةِ عليهم فإذا خاطبهم بغيرِ مَا يعرفونَهُ كانَ بمنزلةِ خطابِ العربيِّ بالعجمية. قالَ ابنُ قدامة رحمه الله: إنَّ المتأوِّلَ يجمعَ بينَ وصفِ الله تعالى بصفةٍ ما وصفَ بها نفسَهُ ولا أضافها إليهِ، وبين نفيِ صفةٍ أضافها الله تعالى إليهِ. فإذا قالَ: معنى استوى «استولى» فقدْ وصفَ الله تعالى بالاستيلاءِ واللهُ تعالى لم يصفْ بذلكَ نفسَهُ، ونفى صفةَ الاستواءِ مع ذكرِ الله تبارك وتعالى لهَا في القرآنِ في سبعةِ مواضعَ. أفمَا كانَ اللهُ سبحانه وتعالى قادرًا على أنْ يقولَ: «استولى» حتَّى جاءَ المتكلِّفُ المتأوِّلُ فتطرَّف وتحكَّمَ على الله سبحانهُ وعلى رسولهِ؟ تعالى الله عمَّا يقولُ الظَّالمونَ علوًّا كبيرًا![8]. الثامنُ: أنَّهُ لا يقالُ لمنِ استولى عَلَى بلدةٍ ولم يدخلْهَا ولمْ يستقرَّ فيها بلْ بينهُ وبينها بعدٌ كثيرٌ: أنَّهُ قَدِ استوى عليها، فلا يقالُ استوى أبو بكرٍ عَلَى الشامِ، وَلاَ استوى عمرُ عَلَى مصرَ والعراقِ، ولا قَالَ أحدٌ قطٌّ استوى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى اليمنِ، مع أنَّهُ استولى خلفاؤهُ عَلَى هذهِ البلادِ، ولم يزلْ الشعراءُ يمدحونَ الملوكَ والخلفاءَ بالفتوحاتِ، فلمْ يسمَعْ عنْ قديمٍ منهم جاهليٍّ وَلاَ إسلاميٍّ وَلاَ محدثٍ أنَّهُ مدحَ أحدًا قطُّ أنَّهُ استوى عَلَى البلدِ الفُلانيِّ الّذي فتحهُ واستولى عَلَيهِ، فهذهِ دواوينهم وأشعارهم موجودةٌ. التاسعُ: أنَّهُ لَوْ كانَ الاستواءُ بمعنى الملكِ والقهرِ؛ لجازَ أنْ يقالَ: استوى عَلَى ابنِ آدمَ وعلى الجبلِ وعلى الشَّمسِ والقمرِ وعلى البحرِ والشجرِ والدَّوابِ، وهذا لا يطلقهُ مسلمٌ. «ولا استعملَ ذلكَ أحدٌ مِنَ المسلِمينَ في كلِّ شيءٍ، ولا يوجدُ في كتابٍ ولا سنةٍ، كما استعملَ لفظُ الربوبيةِ في العرشِ خاصَّةً {رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129] وفي كلِّ شيءٍ عامَّةً {رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: 164] وكذلكَ لفظُ الخلقِ ونحوه مِنَ الألفاظِ التي تخصُّ، وتعمُّ. كقولهِ سبحانه وتعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ *} [العلق: 1 - 2] فالاستواءُ مِنَ الألفاظِ المختصَّةِ بالعرشِ، لا تضافُ إلى غيرهِ لا خصوصًا ولا عمومًا»[9]. العاشرُ: أنَّهُ إِذَا فسِّرَ الاسْتِوَاءُ بالغلبةِ والقهرِ؛ عادَ معنى هذه الآياتِ كلِّها إلى أنَّ الله تعالى أعلمَ عبادهُ بأنَّهُ خلقَ السَّماواتِ والأرضَ ثمَّ غلبَ العرشَ بعدَ ذلكَ وقهرهُ وحكمَ عَلَيهِ، أفلا يستحي مِنَ الله مَنْ فِي قلبهِ أدنى وقارٍ لله ولكلامهِ أنْ ينسبَ ذلكَ إليهِ، وأنَّهُ أرادهُ بقوله: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]؛ أي: اعلموا يا عبادي أنِّي بعدَ فراغي منْ خلقِ السَّماواتِ والأرضِ غلبتُ عرشي وقهرتهُ واستوليتُ عَلَيهِ؟!. الحادي عَشَرَ: أنَّ أئمَّةَ السنَّةِ متَّفقونَ عَلَى أنَّ تفسيرَ الاسْتِوَاءِ بالاستيلاءِ إنَّما هو متلقًّى عَنِ الجهميَّةِ والمعتزلةِ والخوارجِ..فلا يجوزُ العدولُ عنْ تفسيرِ الصَّحابةِ والتَّابعينَ إلى تفسيرهمْ. الثاني عَشَرَ: أنَّ الاستيلاءَ يكونُ مَعَ مزايلةِ المستولي للمستولى عَلَيهِ ومفارقتهِ؛ كَمَا يقالُ: استولى عثمانُ بنُ عفَّانَ عَلَى خراسانَ، واستولى عبدُ الملكِ بنُ مروانَ عَلَى بلادِ المغربِ، واستولى الجوادُ عَلَى الأمدِ، قَالَ الشاعرُ: ألا لمثلكَ أوْ مَنْ أنتَ سـابقُهُ سَبْقَ الجَوادِ إذا استولى عَلَى الأمَدِ فجعلهُ مستوليًا عَلَيهِ بعدَ مفارقتهِ لهُ وقطعِ مسافتهِ، والاستواءُ لا يكونُ إلَّا مَعَ مجاورةِ الشَّيءِ الَّذي يستوى عَلَيهِ؛ كَمَا في قولهِ تعالى: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود: 44] {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} [الزخرف: 13]، وقولهِ: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} [المؤمنون: 28]، وهكذا فِي جميعِ مواردهِ فِي اللُّغةِ التي خوطبنا بها، وَلاَ يصحُّ أنْ يقالَ: استوى عَلَى الدَّابة والسطحِ إِذَا نزل عنها وفارقها؛ كَمَا يقالُ: استولى عليها، هَذَا عكسُ اللُّغةِ وقلبُ الحقائقِ، وهذا قطعيٌّ بحمدِ الله. الثالثُ عَشَرَ: أنَّ نقلَ معنى الاسْتِوَاءِ وحقيقتهِ كنقلِ لفظهِ، بل أبلغُ فإنَّ الأمَّةَ كلَّها تعلمُ بالضَّرورةِ أنَّ الرسولَ أخبرَ عنْ ربِّهِ بأنَّهُ استوى عَلَى عرشِهِ، منْ يحفظُ القرآنَ منهم ومنْ لا يحفظهُ، وهذا المعنى عندهم كَمَا قَالَ مالكٌ وأئمَّةُ السنَّةِ: الاسْتِوَاءُ غيرُ مجهولٍ، كَمَا أنَّ معنى السَّمعِ والبصرِ والقدرةِ والحياةِ والإرادةِ وسائرِ مَا أخبرَ بهِ عنْ نفسهِ معلومٌ، وإنْ كانتْ كيفيَّتهُ غيرَ معلومةٍ للبشرِ؛ فإنَّهم لم يُخَاطَبُوا بالكيفيَّةِ، ولم يردْ منهم العلمُ بها، فإخراجُ الاسْتِوَاءِ عنْ حقيقتهِ المعلومةِ؛ كإنكارِ ورودِ لفظهِ؛ بل أبلغُ، وهذا ممَّا يعلمُ أنَّهُ مناقضٌ لما أخبرَ الله بهِ ورسولُهُ. الرابعُ عَشَرَ: أنَّ الله سبحانه وتعالى وصفَ نفسَهُ بأنَّهُ بيَّنَ لعبادهِ غايةَ البيانِ - وبيانُ الرَّبِّ تعالى فوقَ كلِّ بيانٍ ـ، وأمرَ رسولَهُ بالبيانِ، وأخْبرَ أنَّهُ أنْزلَ عليهِ كتابهُ ليبيِّنَ للنَّاسِ، وقدْ فعلَ سبحانهُ مَا عليهِ، وفعلَ رسولُهُ ما عليهِ، فماذا نشأَ بعدَ ذلكَ إلَّا أنْ نأتيَ بمَا علينا، كما قال الزهْريُّ: «مِنَ الله الرسالة، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاغُ، وعَلَيْنَا التَّسْليمُ»[10] فهذا البيانُ الذي تَكَفَّلَ بهِ سبحانهُ، وأمرَ بهِ رسولهُ، إمَّا أنْ يكونَ المرادُ بهِ بيانَ اللَّفظِ وحدهُ، أو المعْنى وحدهُ، أو اللَّفظِ والمعْنى جميعًا، ولا يجوزُ أنْ يكونَ المرادُ بهِ بيانَ اللَّفظِ دونَ المعْنى، فإنَّ هذا لا فائدةَ فيهِ، ولا يحْصلُ به مقْصودُ الرسالةِ[11]، بل كانَ ترْكهُ أنْفعَ مِنَ الاتيانِ بهِ؛ فإنَّ الاتيانَ بهِ إنَّما حصلَ منهُ إيهامُ المحالِ والتَّشْبيهِ، وأوْقعَ الأمَّةَ في اعْتقادِ الباطلِ. ولا ريبَ أنَّ هذا إذا نسبَ إلى آحادِ النَّاسِ كانَ ذمُّهُ أقْربَ مِنْ مدْحهِ؛ فكيفَ يليقُ نسبتهُ إلى مَنْ كلامهُ هدًى وشفاءٌ، وبيانٌ ورحمةٌ؟ هذا منْ أمْحلِ المحالِ[12]؛ بلْ كانتْ عنايتهُ ببيانِ المعْنى أشدَّ منْ عنايتهِ ببيانِ اللَّفظِ، وهذا هوَ الذي ينْبغي، فإنَّ المعْنى هو المقْصودُ، وأمَّا اللَّفظُ فوسيلةٌ إليهِ ودليلٌ عليهِ، فكيفَ تكونُ عنايتهُ بالوسيلةِ أهمَّ منْ عنايتهِ بالمقْصودِ؟ وكيفَ نتيقنُ بيانَهُ للوسيلةِ، ولا نتيقنُ بيانهُ للمقْصودِ؟ وهلْ هذا إلَّا منْ أبينِ المحال؟! الخامسُ عَشَرَ: أنَّ الله سبحانه وتعالى ذمَّ المحرِّفينَ للكلمِ، والتَّحريفُ نوعان: تحريفُ اللَّفظِ، وتحريفُ المعنى. أمَّا في اللَّفظِ، فمثالهُ نصبُ اسمِ الجلالةِ بدلَ رفعهِ في قولهِ تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] ليكونَ التكليمُ منْ موسى عليه السلام. وأمَّا في المعنى؛ كتحريفِ معنى الاستواءِ إلى الاستيلاءِ. ولو تدبَّرَ المشتغلونَ بعلمِ الكلامِ كتابَ الله، لمنعهم ذلكَ منْ تبديلِ الاستواءِ بالاستيلاءِ، لأنَّ الله جلَّ وعلا يقولُ في محكمِ كتابهِ: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ *} [البقرة: 59]. ويقولُ: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ *} [الأعراف: 162]، فالقولُ الذي قالهُ الله لهم، هوَ قولهُ حطةٌ، فقالوا حنطةٌ وهي القمحُ. «فَلَقُوا من البلاء ما لَقُوا - وإنَّما زادوا حَرْفًا في الكلمة ـ؛ يُعَرِّفُهُمْ أنَّ الزيادةَ في الدِّين والابتداعَ في الشَّرعِ عظيمُ الخَطَرِ. وإذا كانَ تغييرُ كلمةٍ في بابِ التوبةِ - وذلكَ أمرٌ يرجعُ إلى المخلوقِ - يوجبُ كلَّ ذلكَ العذابِ؛ فما ظنُّكَ بتغييرِ ما هوُ خبرٌ عنْ صفاتِ المعبودِ؟!»[13]. وأهلُ التَّأويلِ قيلَ لهم: على العرشِ استوى. فزادوا لامًا فقالوا: استولى. وهذهِ اللامُ التي زادوها أشبهُ شيءٍ بالنُّونِ التي زادهَا اليهودُ في قولهِ تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58]. قال ابن القيِّمِ رحمه الله: أُمِـرَ اليهودُ أن يقولوا حِطَّةٌ فَأَبَوْا وقالوا حِنْطَةٌ لِهَوَانِ وكذلكَ الجهميُّ قيل له استوى فأَبَى وزادَ الحَرْفَ للنُّقْصَانِ قَالَ اسْتَوَى اسْتَوْلَى وذَا مِنْ جَهْلِهِ لغةً وعقلًا مَا هما سيَّانِ نُون اليهودِ ولامُ جَهْمِيٍّ هما فِي وَحْيِ رَبِّ العرشِ زَائِدَتَانِ وكذلكَ الجَهْميُّ عَطَّـلَ وَصْفَهُ وَيَهُودُ قَدْ وَصَفُوهُ بالنُّقْصَانِ فَهُـمَا إِذًا فِي نَفْيِهِمْ لِصفَاتِهِ الـ عُلْيَا كَمَا بَيَّنْتُهُ أَخـَـوَانِ[14] ولا شكَّ أنَّ منْ بدَّل استوى بـ(استولى) لم يتَّبعْ ما أوحيَ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. فعليهِ أنْ يجتنبَ التبديلَ ويخافَ العذابَ العظيمَ، الذي خافهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لو عصا الله فبدَّلَ قرآنًا بغيرهِ المذكورُ في قولهِ تبارك وتعالى: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس: 15]. وأهلُ [التَّحريفِ] لم ينكروا أنَّ كلمةَ القرآنِ هي استوى، ولكنْ حرَّفوها وقالوا في معناها استولى وإنَّما أبدلوها بها، لأنَّها أصلحُ في زعمهمْ منْ لفظِ كلمةِ القرآنِ، لأنَّ كلمةَ القرآنِ توهمُ غيرَ اللائقِ، وكلمَةُ استولى في زعمهم هي المنـزِّهةُ اللائقةُ بالله مَعَ أنَّهُ لا يعقلُ تشبيهٌ أشنعُ منْ تشبيهِ استيلاءِ اللهِ على عرشهِ المزعومِ، باستيلاءِ بشرٍ على العراقِ. وليسَ بلائقٍ قطعًا، إلَّا أنَّهُ يقولُ: إنَّ الاستيلاءَ المزعومَ منـزَّهٌ، عنْ مشابهةِ استيلاءِ الخلقِ، معْ أنَّهُ ضربَ لهُ المثلَ باستيلاءِ بشرٍ على العراقِ واللهُ يقولُ: {فَلاَ تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ *} [النحل: 74][15]. ونحنُ نقولُ: أيُّها المؤوِّلُ هذا التَّأويل، نحنُ نسألكَ إذا علمتَ أنَّهُ لا بدَّ منْ تنـزيهِ أحدِ اللَّفظينِ أعنىَ لفظَ (استوى) الذي أنزلَ الله بهِ الملَكَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم قرآنًا يتلى، كلُّ حرفٍ منهُ عشرُ حسناتٍ ومنْ أنكرَ أنَّهُ منْ كتابِ الله كفرَ. ولفظة استولى التي جاءَ بها قومٌ منْ تلقاءِ أنفسهم منْ غيرِ استنادٍ إلى نصٍّ منْ كتابِ الله ولا سنَّةِ رسولهِ ولا قولِ أحدٍ مِنَ السَّلفِ. فأيُّ الكلمتينِ أحقُّ بالتنـزيهِ في رأيِكَ؟![16]. والظَّاهر أنَّك ستضطرُ إلى أنْ تقولَ: إنَّ كلامَ ربِّ العالمينَ أحقُّ بالتنزيهِ منْ كلامٍ جاءَ بهِ ناسٌ منْ تلقاءِ أنفسهم منْ غيرِ استنادٍ إلى دليلٍ منْ نقلٍ ولا عقلٍ إلَّا إذا كنت مُكَابِرًا، والمُكَابِرُ لا داعي للكلامِ معهُ {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ *} [الأنعام: 104][17]. وهذه الوجوهُ كافيةٌ شافيةٌ نافعةٌ لمنْ أرادَ الهدايةَ. ونختمُ هذا الفصلَ بنقطتينِ: إحداهُما: أنَّهُ ينبغي للمُؤَوِّلِينَ أنْ يتأمَّلُوا آيةً منْ «سورةِ الفرقان» وهيَ قولهُ تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَانُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59] ويتأمَّلوا معها قولَهُ تعالى في سورةِ فاطر: {وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14]. فإنَّ قولَهُ في الفرقانِ: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59] بعدَ قولهِ: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الفرقان: 59] يدلُّ دلالةً واضحةً: أنَّ الله الذي وصفَ نفسهُ بـ «الاستواءِ» خبيرٌ بما يصفُ بهِ نفسهُ لا تخفى عليهِ الصِّفةَ اللائقةَ منْ غيرهَا. ويفهمُ منهُ: أنَّ الذي ينفي عنهُ «صِفَةَ الاسْتِوَاءِ» ليسَ بخبيرٍ، نعمْ هُو واللهِ ليسَ بخبيرٍ[18]. الثانيةُ: إنَّ السَّلَفِيِّينَ إذا قيلَ لهم: ما الدليلُ على أنَّ اللهَ تعالى فَوْقَ العَرْشِ؟ قالوا: قالَ اللهُ سبحانه وتعالى كذا، وقالَ رسولُهُ صلى الله عليه وسلم كذا. وأنتم إذا قيلَ لكم: ما الدليلُ على تفسيرِ الاستواءِ بالاستيلاءِ؟ قلتم: قالَ الأخْطلُ: استوى بشرٌ على العراقِ... بَنَيْتُمْ مذْهبَكُم على بيتِ شعرٍ منْ قولهِ، وتركْتُمْ الكتابَ والسُّنَّةَ؟! وهذا قطرةٌ منْ بحرٍ نبَّهنا بهِ تنْبيهًا يعلمُ بهِ اللَّبيبُ ما وراءهُ. وإلَّا لو أعْطينا هذا الموضعَ حقَّهُ - وهيهاتَ أنْ يصلَ إلى ذلكَ علْمنا، أوْ قدرتنا - لكتبنا فيهِ عدَّةَ أسْفارٍ، وكذا كلُّ وجهٍ منْ هذهِ الوجوهِ، فإنَّهُ لو بسطَ، وفصِّلَ لاحْتملَ سفرًا أو أكْثرَ[19]. فعلى المتأوِّل أنْ يجيبَ عنْ ذلكَ كلِّه! وهيهاتَ لهُ بجوابٍ صحيحٍ عنْ بعضِ ذلكَ! -------------------------------------------------------------------------------- [1] درء تعارض العقل والنقل (7/123). [2] انظر: شرح العقيدة الواسطية (ص107 - 108)، للعلامة: ابن عثيمين رحمه الله. [3] شرح العقيدة الواسطية (ص75)، للعلامة: محمد خليل هراس رحمه الله. [4] درء تعارض العقل والنقل (5/382). [5] البداية والنهاية (9/8 و273). [6] مجموع الفتاوى (6/297). [7] رواه مسلم (2653). [8] تحريمُ النظر في كتب الكلام (ص53)، للإمام: موفّق الدين ابن قدامة المقدسي رحمه الله. [9] انظر: مجموع الفتاوى (17/376). [10] أخرجه البخاري (6/2738) تعليقًا [طبعة دار ابن كثير، الطبعة الثالثة]. [11] الصواعق (ص737). [12] مختصر الصواعق (2/145). [13] الحوادث والبدع (ص27 - 28). [14] الكافية الشافية (ص157). [15] قال أبو هريرة رضي الله عنه لرجل: «يا ابنَ أخي! إذا حدَّثْتُكَ عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حديثًا فلا تَضْرِبْ له الأمثالَ» أخرجه ابن ماجه في المقدمة، باب: تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على منْ عارضه (22)، وحسنه العلامة الألباني رحمه الله في «صحيح سنن ابن ماجه» (20). [16] أضواء البيان (7/452 - 453). [17] آداب البحث والمناظرة (2/161). [18] منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات (ص88)، للعلامة الشنقيطي رحمه الله. [19] الصواعق (ص917). [/size] |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 48 | |||
|
![]() اولا الى الاخ samou تفضل الرد على تهجمك على شيخك الجفري: الأخطاء العقدية....أطعني أجعلك تقول للشيء كن فيكون يقول موقع المجهر (يصرح داعية التصوف "علي الجفري" بأن هناك عباداً يقولون للشيء كن فيكون. أولاً: في أيّ الكتب السماوية يقرأ الجفري ؟ ليته يُبيّن لنا كي يساعدنا في البحث عن الكلام العجيب الذي يأتينا به ! ولكي نعرف هل هو من الكتب المحرّفة أم لا !! وقد جاء في كتاب "الإعلام بقواطع الإسلام" للهيتمي ـ وهو صوفي أشعري ـ والكتاب مطبوع مع كتاب الزواجر صفحة ![]() الرد اولاً نقول:- امرك عجيب يا المجهري فهل قال سيدي الحبيب علي الجفري أن هذا يعني انك تقوم لتقول للشئ كن فيكون فسيكون بدون إرادة الله تعالي؟ ولماذا تبتر الصوت وباقي الحلقة؟ ما هذا الهراء أيها المجهري فالفاعل فهو الله والمتصرف هو الله والآمر هو الله والمحرك لكل ساكن هو الله وحده. وهذه عقيدة الحبيب علي الجفري فلا تدلس على القارئ فليضع المجهري الشيخ ابن تيمية في مجموعة الأخطاء العقائدية وليحذر منه بكل قوته كما فعل مع الحبيب علي الجفري. قال الشيخ ابن تيمية الحراني رحمه الله . في مجموع الفتاوى ( 4 / 376 - 377 ) مانصه : ( وجاء تفسير ذلك فى آثار أن من عباد الله يقول : من لو اقسم على الله أن يزيل جبلا أو الجبال عن أماكنها لأزالها وان لا يقيم القيامة لما اقامها . وهذا مبالغة ، ولا يقال إن ذلك بفضل بقوة خلقت فيه وهذا بدعوة يدعوها لأنهما فى الحقيقة يؤولان الى واحد هو مقصود القدرة ومطلوب القوة وما من أجله يفضل القوى على الضعيف . ثم هب ان هذا فى الدنيا فكيف تصنعون فى الآخرة وقد جاء فى الاثر ( ياعبدى أنا أقول للشىء كن فيكون أطعنى أجعلك تقول للشىء كن فيكون يا عبدى انا الحى الذى لايموت أطعنى أجعلك حيا لا تموت) وفى أثر ( أن المؤمن تأتيه التحف من الله من الحى الذى لا يموت الى الحى الذى لا يموت ) فهذه غاية ليس وراءها مرمى كيف لا وهو بالله يسمع وبه يبصر وبه يبطش وبه يمشى فلا يقوم لقوته قوة ) أهـ !!!!!!!!... فمن أين اتى ابن تيمية بهذه الآثار ؟؟؟!!! وهو من الحفاظ كما تقولون ؟ وهو الفقيه الأصولي المفسر فمن أين أتي بهذا الآثر فلتسألوا الشيخ ابن تيمية قبل الحبيب علي الجفري إذا كان عملكم هذا من أجل الله ورسوله!! وليس سببه أحقاد ولا اعتقد فانتم دائما أهل طعن في الائمة والعلماء فمن طبع الاجزاء والكتب التي تطعن في الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان والإمام جعفر الصادق!!! وظيفتكم الطعن في الائمة والعلماء هذا عملكم وهذا ديدنكم لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم؟ فهل سيكون الشيخ ابن تيمية رحمه الله بذلك كفر وخرج عن الملة وعارض نص القرآن الكريم ؟؟ أفتونا مأجورين جزيتم خيرا . ــــــــ وإليكم نصا آخر أيضا من كلام ابن تيمية في بيان المعنى السابق ، فيقول رحمه الله في المجلد العاشر من فتاواه ( 10 / 549 ) : [ حدثني أبي عن محيي الدين بن النحاس ، وأظني سمعتها منه : أنه رأى الشيخ عبد القادر في منامه وهو يقول إخبارا عن الحق تعالى : ( من جاءنا تلقيناه من البعيد ، ومن تصرف بحولنا ألنا له الحديد ، ومن اتبع مرادنا أردنا ما يريد ، ومن ترك من أجلنا أعطيناه فوق المزيد ) . قلت : هذا من جهة الرب تبارك وتعالى . فالأولتان العبادة والاستعانة ، والآخرتان الطاعة والمعصية . فالذهاب إلى الله هي عبادته وحده ، كما قال تعالى : (( من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة )) . والتقرب بحوله هو الاستعانة والتوكل عليه ، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله . وفي الأثر (( من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله )) . وعن سعيد بن جبير : (( التوكل جماع الإيمان )) ، وقال تعالى : (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) ، وقال : (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم )) . وهذا على أصح القولين أيضا سبب لجلب المنافع ودفع المضار ، فإنه يفيد قوة العبد وتصريف الكون ، ولهذا هو الغالب على ذوي الأحوال متشرعهم وغير متشرعهم ، وبه يتصرفون ويؤثرون ، تارة بما يوافق الأمر ، وتارة بما يخالفه. وقوله ( من اتبع مرادنا ) يعني المراد الشرعي ، كقوله : (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) ، وقوله : (( يريد الله أن يخفف عنكم )) ، وقوله : (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم )) ، هذا هو طاعة أمره . وقد جاء في الحديث : (( وأنت يا عمر لو أطعت الله لأطاعك ))، و في الحديث الصحيح : (( ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه )) .. ] ![]() ثانياً:- ما ورد في الآثر بوجه عام لا يخالف الشرع ولا الدين والحبيب علي الجفري حفظه الله قال بالحرف وقد جاء في بعض الكتب السماوية فاي تصريح تريد منه أكثر من ذلك!! فهو يرويها على وجه الحكاية لانها غير مخالفة لشرعنا . وإذا كانت من الأسرائيليات فجائز روايتها كما صرح العلماء وموضوع الاسرائيليات من المختلف فيه. عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم" أخرجه البخاري في التوحيد، باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها: 13 / 516، والمصنف في شرح السنة: 1 / 268. وانظر: الدر المنثور: 6 / 469. وعن ابن ابي نملة أن أباه أبا نملة الأنصاري أخبره: أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل من اليهود ومرّ بجنازة، فقال: يا محمد هل تتكلم هذه الجنازة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أعلم"، فقال اليهودي: إنها تتكلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان باطلا لم تصدقوه وإن كان حقًا لم تكذبوه" أخرجه عبد الرزاق في المصنف: 11 / 110، وأبو داود في العلم، باب رواية حديث أهل الكتاب: 5 / 245، وصححه ابن حبان ص (58) من موارد الظمآن، وأخرجه الطبراني في الكبير: 22 / 349-351، والبيهقي في السنن: 2 / 10، والإمام أحمد في المسند: 4 / 136، وأخرجه ابن سعد، وابن أبي شيبة، وإسحاق. وأصله في البخاري مختصرا من حديث أبي هريرة ـــــــــــ والحبيب علي الجفري لم يذكرها استدلالاً واحتجاجاً وإنما استأنس بها ليقرب بها الأمور للأفهام. وكما قلنا فهي لا تتعارض مع أصول العقيدة ويوجد في صريح كتاب الله وصحيح سنة نبيه وأثار الصحابة والائمة والعلماء ما يؤيد معناه كما سنوضح. فإننا نعتقد أن التدبير والتأثير الحقيقي لله وحده ، ولا يستطيع أي مخلوق لا ملك ولا نبي ولا ولي ولا غيرهم التأثير والتدبير من غير إذن الله سبحانه وتعالى ولا نعلم كيف ينكر إخواننا قدرة الله في أن يهب الله لمن يشاء ما يشاء ولا معقب لحكمه ولا راد لقضاءه ونسبة الفعل للعبد نسبة مجاز أما الفاعل فهو الله والمتصرف هو الله والآمر هو الله والمحرك لكل ساكن هو الله وحده ما هو معلوم أخي المسلم أنه ليس لأحد قدرة أو قوة يجلب بها مصلحة لنفسه أو يدفع بها مصيبة عنه , وليس لاحد منا قيومية على نفسه , فإن الله هو الحي القيوم , ولايقسو عليه شيئ في الارض ولافي السماء وهو على كل شيئ قدير , ومن ادعى ان له قدرة ذاتية على أي فعل من الافعال دق أو جل أو ادعى اي تصرف له في هذه الحياة ولو رفع قشة من الارض كفر عند الجميع . قال الله تعالى " من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته. روى الحديث الإمام البخاري وأحمد بن حنبل والبيهقي . بأذن الله يعطي ما يشاء لمن يشاء وقتما يشاء ولا معقب لحكمة فإذا اعطي الله لعبده قدرة ما فلا معقب علي رب العالين وهو من من قال وإذا سالني لأعطينه أم انك ستعقب يا المجهري!!!!!! ولتعلم أن كل الذي يقال هو من باب المجاز فقط وإنما الفاعل في الحقيقة هو الله . وقال به الملائكة (قال إنما انا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا) فهل سيدنا جبريل هو الذي يهب الغلمان؟؟؟ ام الله سبحانه وتعالى؟؟؟ والصواب أن الفاعل حقيقة هو الله تعالى وإنما نسبة الفعل إلي الملك من باب المجاز فقط قد روى الامام الترمذي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( :كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه ، منهم البراء بن مالك) وفي الصحيحين أن الرُّبَيِّع كَسَرَتْ ثنية امرأة ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص ، فقال أنس بن النّضر : يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا تُكسَر ثنيتها، فرضوا بالأرش وتركوا القصاص ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه . وقال الامام النووي في قوله صلى الله عليه وسلم : " لو أقسم على الله لأبرّه " ((أي لو حَلَفَ على وقوع شيء أوقعه الله إكراما له ، بإجابة سؤاله ، وصيانته من الحنث في يمينه ،وهذا لِعِظَم مَنْزِلته عند الله تعالى ، وإن كان حقيرا عند الناس . وقيل : معنى القسم هنا : الدعاء ، وإبراره إجابته)) وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ووجه تعجبه [ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ] أن أنس بن النضر أقسم على نفي فعل غيره مع إصرار ذلك الغير على إيقاع ذلك الفعل ، فكان قضية ذلك في العادة أن يحنث في يمينه ، فَأَلْهَمَ الله الغير العفو ، فَبَرّ قسم أنس . وأشار بقوله : " إن من عباد الله " إلى أن هذا الاتفاق إنما وقع إكراماً من الله لأنس لِيَبرّ يمينه ، وأنه من جملة عباد الله الذين يجيب دعاءهم ويعطيهم أربهم . اهـ فانظر حباك الله الي هذا الصحابي كيف قسم على الله ال اتكسر ثنية الربيع وأبرّ الله قسمه وفي قصة سيدنا سليمان عليه السلام فكان متصرفاً في الكون بأذن الله تعالي فكانت الريح تجري بامره غدوا وعشيا , ويأمرها فتمتثل له أمره , وسُخر له الجن يفعلون له ما يشاء , وكان عليه السلام يكلم الطير والنمل والدواب واوتي ملك عظيماً وكان يأمر الطيور بما شاء وتستجيب إلي أمره , ويعذب من يشاء اذا لم يطع اوامره . اليس هذا تصريف في الكون؟؟؟ نعم قد صرفه الله في الكون باذنه .. فقد استجاب الله تعالى لدعوة سيدنا سليمان عليه السلام (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي) قال تعالي (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ( 36 ) والشياطين كل بناء وغواص ( 37 ) وآخرين مقرنين في الأصفاد ( 38 ) هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ( 39 ) )) سورة ص من الكتاب الحكيم (اعلم أخي المسلم أن ظهور كرامات الأولياء يكاد يلحق بظهور معجزات الأنبياء وهذا ما نص عليه أهل السنة والجماعة كما سنري في كلام الائمة ) 1- قال تعالى {قال يأيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك } سورة النمل 14 أخبرنا القرأن عن قصة الذي عنده علم من الكتاب وهو آصف بن برخيا وهو ليس بنبي كما ورد فهو كاتب سيدنا سليمان عليه السلام وأنه اتى بعرش بلقيس من اليمن الي الشام قبل ارتداد الطرف أي في ثواني معدودة , وانظر الي قول اصف (أنا آتيك به ) فقد اوجد سيدنا آصف العرش ! واعدمه من محله دون أن يتحرك!! ومع أن الايجاد و الاعدام من صفات الله فقط ؟! ولكن يأذن الله لمن يشاء ويحكم بما يريد , فهل أشرك سيدنا اصف بالله ونسب الإتيان بعرش بلقيس لنفسه ؟؟ ( حاشا وكلا) وفي الآية تصريف واضح لآصف وضوح الشمس في كبد السماء - فقد صرفه الله في كونه و اعطاه إسمه الاعظم الذي اذا دعي به أجاب واذا سأل به اعطى ثانثاً:- من السنة النبوية الشريفة 1- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اتقوا فراسة المؤمن ؛ فإنه ينظر بنور الله" ثم قرأ النبي صلى الله عليه و سلم : " إن في ذلك لآيات للمتوسمين" [الحجر 75] . رواه الترمذي. 2- قال الله تعالى في الحديث القدسي " من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته. روى الحديث الإمام البخاري وأحمد بن حنبل والبيهقي . 3- قصة العابد جريج في الحديث الذي رواه البخاري و مسلم عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ، عيسى ابن مريم ، وصاحب جريج ، وكان جريج رجلا عابدا ، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمُّه وهو يصلي ، فقالت : يا جريج ، فقال : يا رب أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فانصرفت ، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي ، فقالت : يا جريج ، فقال : يا رب أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فانصرفت ، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي ، فقالت : يا جريج ، فقال : أي رب أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فقالت : اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات ، فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته ، وكانت امرأة بغي يُتَمثَّلُ بحسنها ، فقالت : إن شئتم لأفْتِنَنَّه لكم ، قال : فتعرضت له فلم يلتفت إليها، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته ، فأمكنته من نفسها ، فوقع عليها ، فحملت ، فلما ولدت قالت : هو من جريج ، فأتوه فاستنزلوه ، وهدموا صومعته ، وجعلوا يضربونه ، فقال : ما شأنكم ، قالوا : زنيت بهذه البغي فولدت منك ، فقال : أين الصبي ، فجاءوا به ، فقال : دعوني حتى أصلي ، فصلى ، فلما انصرف أتى الصبي فطَعَنَ في بطنه ، وقال : يا غلام ، من أبوك ؟ قال : فلان الراعي ، قال : فأقبلوا على جريج يقَبِّلونه ويتمسحون به، وقالوا : نبني لك صومعتك من ذهب ، قال : لا ، أعيدوها من طين كما كانت ، ففعلوا ) . أكرمه الله بأن أنطق له غلاما في المهد وهو من ساله فانطقه الله باذنه 4- حديث البخاري ومسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه جاء في صحيحين أن الرُّبَيِّع كَسَرَتْ ثنية امرأة ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص فقال أنس بن النّضر : يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا تُكسَر ثنيتها، فرضوا بالأرش وتركوا القصاص ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه . وفي روايه : "ربّ أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره" رواه مسلم في كتاب البر والصلة، باب فضل الضعفاء والخاملين رقم (2622) 4/2024. وقال الإمام النووي في قوله صلى الله عليه وسلم : " لو أقسم على الله لأبرّه " أي لو حَلَفَ على وقوع شيء أوقعه الله إكراما له ، بإجابة سؤاله ، وصيانته من الحنث في يمينه ،وهذا لِعِظَم مَنْزِلته عند الله تعالى ، وإن كان حقيرا عند الناس . وقيل : معنى القسم هنا : الدعاء ، وإبراره : إجابته وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ووجه تعجبه [ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ] أن أنس بن النضر أقسم على نفي فعل غيره مع إصرار ذلك الغير على إيقاع ذلك الفعل ، فكان قضية ذلك في العادة أن يحنث في يمينه ، فَأَلْهَمَ الله الغير العفو ، فَبَرّ قسم أنس . وأشار بقوله : " إن من عباد الله " إلى أن هذا الاتفاق إنما وقع إكراماً من الله لأنس لِيَبرّ يمينه ، وأنه من جملة عباد الله الذين يجيب دعاءهم ويعطيهم أربهم . اهـ ثالثاً:- من الآثار عن الصحابة والمخضرمين 1- قصة أبي بكر رضي الله عنه مع أضيافه في تكثير الطعام، حتى صار بعد الأكل أكثرَ مما كان. أخرج البخاري: ﴿ أن أبا بكر كان عنده أضياف فقدم لهم الطعام ، فكلما أكلوا منه ربا ـ أي يزاد ـ من أسفله حتى إذا شبعوا ، قال لامرأته يا أخت بني فراس ، ما هذا قالت وقرة عيني لهي ـ تعني القصعة ـ أكثر منها قبل أن يأكلوا ﴾ إلى آخر القصة 2- كرامة عمر رضي الله عنه : فيما رواه أبو نعيم وغيره بإسناد حسن أن عمر رضي الله عنه أرسل جيشاً إلى نهاوند، وبينما هو يخطب في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، حصلت عليهم هزيمة من العدو، فصار ينادي أميرهم واسمه سارية : يا سارية الجبل! يا سارية الجبل! فسمعوا صوته في ذلك المكان البعيد، فانحازوا إلى الجبل، فنصرهم الله جل وعلا على العدو. وفي هذا الحديث الصحيح كرامتان : الكشف عن حالة الجيش وحال العدو ، ووصول صوته من المدينة إلى نهاوند وفي هذا تصرف واضح . وما جاء في سيدنا عمر ابن الخطاب ايضاً في صحيح البخاري فرار الشيطان من عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا رآه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري : إيهٍ يابـن الخطاب ، والـذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجّا إلا سلك فجا غير فجك ) صحيح البخاري بشرح الحافظ ابن حجر العسقلاني فتح الباري ج10 ص616 ح6085 ومما جاء في الاثار سيدنا عمر ابن الخطاب : - وفي التفسير الكبير 21 : 88 : (( وقعت الزلزلة بالمدينة فضرب عمر الدرة على الأرض وقال : اسكتي بأذن الله فسكتت وما حدثت الزلزلة بالمدينة بعد ذلك )) . كذلك ذكرها إمام الحرمين رحمه الله في كتابه ( الشامل ) كما ذكر في طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 324 ، 325 جريان نهر النيل بأمر من سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء في كرامات الأولياء أنا محمد بن أبي بكر قال ثنا محمد بن مخلد قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن صالح حدثني ابن لهيعة عن قيس بن حجاج عمن حدثه قال لما حسنة مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم فقالوا أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها فقال وما ذاك قالوا إذا كان ثنتا عشرة ليلة خلون من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل فقال له عمرو إن هذا مما لا يكون في الإسلام إن الإسلام يهدم ما قبله قال فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا حتى هموا بالجلاء فلما رأى ذلك عمرو كتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب إنك قد أصبت بالذي فعلت وإن الإسلام يهدم ما قبله وإني قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي هذا فألقها في النيل فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو أخذ البطاقة ففتحها فإذا فيها من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد فإن كنت إنما تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك قال فألقى البطاقة في النيل فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم السبت وقد أجراه الله تعالى ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وقطع الله تعالى تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم . (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 119) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ ومثله في البداية والنهاية لإبن كثير ( 1 : 28 ) وتفسيره ج 3 ص 472 ومثله عند القرطبي القرطبي - تفسير القرطبي ج13 ص 103 وكذلك في العظمة وفي تاريخ مدينة دمشق وكنز العمال وغيرها 4- كرامات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ابن حجر الهيتمي: ومن كراماته أيضاً : أنه حدث بحديث فكذبه رجل ، فقال له : أدعو عليـك إن كنت كاذباً . قال : ادع فدعا عليه ، فلم يبرح حتى ذهـب بصره . الصواعق المحرقة ج2 ص 377 5- قصة خالد بن الوليد رضي الله عنه في شربه السم . أخرجه البيهقي وأبو نعيم والطبراني وابن سعد بإِسناد صحيح [أخرج البيهقي وأبو نعيم عن أبي السفر قال: نزل خالد بن الوليد الحيرة، فقالوا له: احذر السم لا تسقيكه الأعاجم فقال: ائتوني به، فأخذه بيده وقال: بسم الله وشربه، فلم يضره شيئاً. انظر تهذيب التهذيب لابن حجر ج3. ص125]. 6- طاعة الأسد لابن عمر رضي الله عنهما قال الامام السبكي أثناء ذكره لكرامات الأولياء : ومنها على يد ابن عمر رضى الله عنهما ، حيث قال للأسد الذي منع الناس الطريق : تنح ، فبصبص بذنبه وذهب . طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 332 ومثله بلفظ اخر الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام للقرطبي ص 383 7- سيطرة بعض الصحابة على النار قال الإمام السبكي : ومنها قصة النار الخارجة من الجبل كانت تخرج من كهف فى جبل فتحرق ما أصابت ، فخرجت فى زمن عمر فأمر أبا موسى الأشعري أو تميماً الداري أنْ يدخلها الكهف فجعل يحبسها بردائه حتى أدخلها الكهف فلم تخرج بعد . قال الإمام السبكي : قلت : ولعله قصد بذلك منع أذاها طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 326 8- قصة عبور العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه البحر على فرسه ونبع الماء بدعائه. أخرجه ابن سعد في الطبقات [كان أبو هريرة يقول: (رأيتُ من العلاء بن الحضرمي ثلاثةَ أشياء لا أزال أحبه أبداً، رأيته قطع البحر على فرسه يوم دارينَ. وقدم من المدينة يريد البحرين، فلما كانوا بالدهناء نفد ماؤهم، فدعا الله فنبع لهم من تحت رملة، فارتووا وارتحلوا، وأنسي رجل منهم بعض متاعه، فرجع فأخذه ولم يجد الماء. وخرجتُ معه من البحرين إِلى صف البصرة فلما كنا بلِياسٍ مات ونحن على غير ماء، فأبدى الله لنا سحابة فمُطرنا فغسلناه وحفرنا له بسيوفنا ولم نُلْحِدْ له، فرجعنا لنُلْحِدَ له فلم نجد موضع قبره). الطبقات الكبرى لابن سعد. ج4. ص363]. طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 333 . الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام للقرطبي ص 383 9- مشي سيدنا أبا مسلم الخولاني علي الماء قال أحمد بن حنبل في كتاب الزهد : حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان ، عن حميد بن هلال أو غيره : أنّ أبا مسلم الخولاني مر بدجلة وهي ترمي بالخشب من مدها فمشى على الماء ثم التفت إلى أصحابه فقال : هل تفقدون من متاعكم شيئا فتدعوا الله عز وجل كتاب الزهد لأحمد بن حنبل ص 383 كرامات الأولياء للالكائي الطبري ص 185 رقم 142 قال ابن تيمية : وكان العنسي قد استولى على أرض اليمن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قتله الله على أيدي عباده المؤمنين ، وكان قد طلب من أبي مسلم الخولاني أنْ يتابعه فامتنع ، فألقاه في النار فجعلها الله عليه برداً وسلاماً كما جرى لإبراهيم الخليل صلوات الله عليه ، وذلك مع صلاته وذكره ودعائه لله مع سكينة ووقار . مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 666 ، 667 وقال ابن تيمية أيضا في كتاب النبوات : فأنّ أبا مسلم الخولاني وغيره صارت النـار عليهم بـردا وسلاما .كتاب النبوات ص 296 وقد ذكر القصة مطولة مسنده ابن كثيره وغيره البداية والنهاية ج6 ص 267 ، وراجع أيضاً : تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج27 ص 200 ، 201 ط. دار الفكر / دمشق ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج1 ص 556 صفة الصفوة لابن الجوزي ج4 ص 208 ط. دار المعرفة / بيروت سنة 1399هـ - 1979م. رابعاً:- من آثار التابعين والصالحين وأقوال علماء الأمة الإسلامية أولاً أقوال العلماء 1- قال الإمام القرطبي أثناء حديثه عن كرامات الأولياء : وأما التابعون فقد ظهرت لهم من الكرامات والخيرات ما لا يمكن استيفاء ذكره في هذا الكتاب ، فقد كان كثير منهم يمشي على الماء ، ويطير في الهواء ، وينظر إلى الحصى فيصير جواهر ، وينظر الآخر إلى الأرض بين يديه فيصير ذهبا وتطوى له الأرض ، ويتوضأ فيسيل الماء من بين يديه قضبان ذهب ، ويدعو الله تعالى فيبرئ المرضى والمجانين والزمناء إلى ما لا يحصى كثرة ،وقد دون من هذا كثير يقضى منه العجب في كتب كرامات الأولياء ولو لم يكن من هذا إلا قبر معروف الكرخي الكائن ببغداد لكان فيه كفاية ، وأعظم آية وذلك أن قبره يستشفى به ويدعى الله عنده فيشفى المريض وتقضى الحاجة ، حتى أن أهل بغداد يقولون : قبر معروف الكرخي ترياق مجرب . إعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ص 384 2- قال الإمام التفتازاني (وبالجملة وظهور كرامات الأولياء يكاد يلحق بظهور معجزات الأنبياء ،وإنكارها ليس بعجيب من أهل البدع والأهواء، إذْ لم يشاهدوا ذلك من أنفسهم قط ، ولم يسمعوا من رؤسائهم الذين يزعمون أنهم على شيء من اجتهادهم في أمور العبادات، واجتناب السيئات ، فوقعوا في أولياء الله تعالى أصحابالكرامات يمزقون أديمهم ، ويمضغون لحومهم، لا يسمونهم إلا باسم الجهل المتصوفة ولا يعدونهم إلا في عداد آحاد المبتدعة.. )شرح المقاصد ج5 ص 75 3- قال الإمام عبد القاهر البغدادي قال في كتابه أصول الدين: أنكرت القدرية كرامات الأولياء على وجه ينقض العادة ، وأثبتها الموحدون لاستفاضة الخبر عن صاحب سليمان في إتيانه بعرش بلقيس قبل ارتداد الطرف إليه، ومنها رؤية عمر رضي الله عنه على منبره بالمدينة جيشه بنهاوند، حتى قال يا سارية الجبل وسمع سارية ذلك الصوت على مسافة زهاء خمسماية فرسخ حتى صعد الجبل وفتح منه الكمين للعدو، وكان ذلك سبب الفتح، ومنها قصة سفينة مولى سول الله صلى الله عليه وسلم مع الأسد، وقصة عمير الطائي مع الذيب حتى قيل له كليم الذيب، وقصة أهبان بن صيفي وأبي ذر الغفاري مع الوحش وما أشبه ذلك كثير مما حُرمه أهل القدر بشؤم بدعتهم. أصول الدين ص 184 ، 185 ط.دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الثالثة سنة 1401هـ - 1981م . 4- الإمام الفخر الرازي يقول في كتاب الأربعين في مقام إثبات كرامات الأولياء: إنّ حدوث الحبل لمريم من غير الذكر من خوارق العادات ، وحضور الرزق عندها من غير سبب ظاهر من خوارق العادات ، وأنها ما كانت من الأنبياء فوجب أن يقال: أن تكون هذه الوقائع من كرامات الأولياء. ثم قال: فإنْ قيل: لم لا يجوز أنْ يقال: إنّ تلك الخوارق كانت معجزات لنبي ذلك وهو زكريا عليه السلام؟ قلنا: هذا باطل لوجوه: الأول: أنّ المعجزة لابد أنْ تكون أمراً ظاهراً للمنكرين حتى يمكن الإستدلال بها المنكر، وظهور جبريل عليه السلام لمريم وحبلها من غير ذكر ما كان يطلع عليه أحد إلا مريم، فكيف يمكن جعل هذه الأشياء معجزة لزكريا عليه السلام. ثانيها: أنّ عند ظهور المعجز لبعض الأنبياء لا بد أنْ يكون الرسول حاضراً ولا بد أنْ يكون القوم حاضرين حتى يتمكن ذلك الرسول من الإستدلال بالمعجز ، وفي الوقت الذي كان يقول جبريل عليه السلام لمريم : ) وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً ( (مريم : 25 ) ما كان زكريا حاضراً هناك حتى يُستدل بظهور هذه الخوارق على نبوة نفسه ، بل ما كان أحد من البشر هناك حاضراً بدليل قوله تعالى : ) فإما ترين من البشر فقولي إني نذرت للرحمن صوماً) سورة مريم: 26 فبطل القول بأنّ هذه الأشياء معجزة لزكريا عليه السلام . ثالثها: إنّ حصول المعجزة لابد أنْ يكون بالتماس الرسول ، وكان النبي زكريا عليه السلام غافلاً عن كيفية حدوث هذه الأشياء بدليل قوله تعالى: (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله) فدل هذا على أنّ ذلك ما كان معجزة لزكريا عليه السلام . ورابعها: أنه تعالى ذكر هذه الخوارق في معرض تعظيم حال مريم، ولم يذكر معها ما شعر بجعلها معجزة لأحد من الأنبياء، ولو كان المقصود منها إظهار تصديق زكريا لا إظهار كرامة لمريم لكان ذكر زكريا عند ذكر هذه الخوارق أولى من ذكر مريم، ولما لم يكن الأمر كذلك علمنا أنّ المقصود منها إكرام مريم لا تصديق زكريا. الحجة الثانية : أنّ الله تعالى أبقى أصحاب الكهف ثلاث مائة سنة وأزيد في النوم، أحياء من غير آفة، وهم ما كانوا من الأنبياء، فوجب أنْ يكون هذا من باب الكرامات. كتاب الأربعين في أصول الدين ج2 ص 202 ، 203 ط. مكتبة الكليات الأزهرية / القاهرة سنة 1406 هـ - 1986م . 5- الإمام السفاريني الحنبلي يقول محمد السفاريني الحنبلي في لوامع الأنوار البهية ويقول أيضاً: والحاصل أنّ الكرامة لا بد أنْ تكون أمراً خارقاً للعادة أتى ذلك الخارق عن إمرئ صالح ، وهو الولي العارف بالله وصفاته حسب ما يمكن ، المواضب على الطاعات المجتنب عن المعاصي المعرض عن الإنهماك في الملذات والشهوات من ذكر وأنثى ، ولا بد أنْ يكون هذا الخارق في زماننا وبعده وقبله منذ بعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من إنسان تابع لشرعنا معشر المسلمين ... الخ . لوامع الأنوار البهية ج2 ص 392 . وقال أيضاً: ومن أي أي إنسان كائنا من كان نفاها (كرامات ألأولياء) فلم يقل بجوازها فضلاً عن وقوعها من ذوي أي أصحاب الضلال والزيغ عن نهج أهل السنة والاعتزال وكذا من نحا نحوهم من أهل السنة كالأستاذ أبي إسحاق الإسفرايني وأبي عبد الله الحليمي من الأشاعرة فقد أتى في ذاك النفي وعدم التجويز لها بالمحال المنابذ للبرهان والعيان وثبوتها في السنن المتواترة ومحكم القرآن ، فمع هذه الأدلة المتواترة والوقائع المتكاثرة فالإنكار لها مكابرة غير منظور إليه ولا معول عليه. لوامع الأنوار البهية ج2 ص 394 . 6- الغزنوي الحنفي يقول جمال الدين أحمد بن محمد الغزنوي الحنفي في أصول الدين: ظهور كرامات الأولياء على طريق نقض العادة وخرقها جائز ، لأنه في قدرة الله تعالى ممكن ، وليس فيه وجه من وجوه الاستحالة ، ويجوز أنْ الله تعالى أكرم ولياً بكل آية يخصه ، بذلك ثبت بالكتاب والسنة. كتاب أصول الدين ص 162 ، 163 ط. دار البشائر الإسلامية / بيروت سنة 1419 هـ- 1998م. 7- ابن خلدون يقول ابن خلدون أثناء كلامه عن المتصوفة: وأما الكلام في كرامات القوم وإخبارهم بالمغيبات وتصرفهم في الكائنات فأمر صحيح غير منكر. إلى أنْ قال: مع أنّ الوجود شاهد بوقوع الكثير من هذه الكرامات، وإنكارها نوع مكابرة وقد وقع للصحابة وأكابر السلف كثير من ذلك، وهو معلوم مشهور. مقدمة ابن خلدون، ص 471، ط .دار الفكر، بيروت، سنة 1419 هـ - 1998م . 8- محمد بن سلوم يقول في مختصر لوامع الأنوار البهية: في ذكر كرامات الأولياء وإثباتها وهذا من العقائد السلفية التي يجب اعتقادها . مختصر لوامع الأنوار البهية ص 534 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1403هـ - 1983م . وقال أيضاً: ومن أي أي إنسان كان نفاها أي كرامات الأولياء من ذوي أي أصحاب الضلال والزيغ، فقد أتى ذاك النفي وعدم التجويز لها بالمحال المنابذ للبرهان والعيان، وثبوتها في السنن المتواترة ومحكم القرآن، ولهذا قال معللاً لما ارتكبوا في نفيها من المحال: لأنها أي كرامات الأولياء كثيرة شهيرة، ولم تزل تظهر في كل عصر من العصور الماضية وإلى الآن من المشيء على الماء كما نقل عن كثير من الأولياء من الصحابة وغيرهم ...الخ . مختصر لوامع ألأنوار البهية، ص 537 . 9- الإمام ابن عابدين الحنفي يقول: ذكروا في كتب العقائد أنّ من جملة كرامات الأولياء الإطلاع على بعض المغيبات ... الخ . حاشية ابن عابدين، ج3، ص 20، ط.دار الفكر، بيروت . 10- الإمام أبو إسحاق الشاطبي الغرناطي: قال في الموافقات: إنّ جميع ما أعطيته هذه الأمة من المزايا والكرامات والمكاشفات والتأييدات وغيرها من الفضائل، إنما هي مقتبسة من مشكاة نبينا، لكن على مقدار الإتباع، فلا يظن ظان أنه حصل على خير بدون وساطة نبوية، كيف وهو السراج المنير الذي يستضيء به الجميع، والعلم الأعلى الذي يهتدى به في سلوك الطريق. ولعل قائلاً يقول: قد ظهرت على أيدي الأمة أمور لم تظهر على يد النبي ولا سيما الخواص التي اختص بها بعضهم، كفرار الشيطان من ظل عمر رضي الله عنه، وقد نازع النبي عليه الصلاة والسلام في صلاته الشيطان، وقال لعمر: ما سلكت فجاً إلا سلك الشيطان فجاً غير فجك، وجاء في عثمان بن عفان رضي الله عنه أنّ ملائكة السماء تستحي منه، ولم يرد مثل هذا بالنسبة إلى النبي، وجاء في أسيد بن حضير وعباد بن بشر أنهما خرجا من عند رسول الله في ليلة مظلمة، فإذا نور بين أيديهما، حتى تفرقا، فافترق النور معهما، ولم يؤثر مثل ذلك عنه عليه الصلاة والسلام إلى غير ذلك من المنقولات عن الصحابة ومن بعدهم، مما لم ينقل أنه ظهر مثله على يد النبي. فيقال: كل ما ينقل عن الأولياء أو العلماء إلى يوم القيامة من الأحوال والخوراق والفهوم وغيرها ، فهي أفراد وجزئيات داخلة تحت كليات ما نقل عن النبي ، غير أنّ أفراد الجنس وجزئيات الكلي قد تختص بأوصاف تليق بالجزئي من حيث هو جزئي ، وإنْ لم يتصف بها الكلي من جهة ما هو كلي ، ولا يدل ذلك على أنّ للجزئي مزية على الكلي ... الخ. الموافقات في أصول الشريعة للشاطبي، ج2، ص 197 ، 198، ط. دار الكتب العلمية، بيروت، سنة 1411هـ- 1991م . ويقول أيضاً: عمل الصحابة رضي الله عنهم بمثل ذلك من الفراسة والكشف والإلهام والوحي النومي كقول أبي بكر : إنما هو أخواك وأختاك ، وقول عمر : يا سارية الجبل ، فأعمل النصيحة التي أنبأ عنها الكشف ، ونهيه لمن أراد أنْ يقص على الناس وقال : أخاف أنْ تنتفخ حتى تبلغ الثريا ، وقوله لمن قص عليه رؤياه أنّ الشمس والقمر رآهما يقتتلان فقال : مع أيهما كنت ؟ قال : مع القمر . قال : كنت مع الاية الممحوة لا تلي عملاً أبداً ، ويكثر نقل مثل هذا عن السلف الصالح ومن بعدهم من العلماء والأولياء نفع الله بهم. الموافقات في أصول الشريعة، ج2، ص 202 . 11- الحافظ ابن كثير وكرامات الأولياء معجزات الأنبياء يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: "ذكر غير واحد من العلماء أنّ كرامات الأولياء معجزات للأنبياء؛ لأنّ الوليّ إنّما نال ذلك ببركة متابعته لنبيّه وثواب إيمانه". البداية والنهاية 6163 12- الإمام الصاوي والنفراوي قال الصاوي : قال في حاشية المجموع : ورأيت بخط النفراوي شارح الرسالة : لو أحي ميت كرامة لولي ، ثم مات وجب له غسل وتجهيز . حاشية الصاوي على الشرح الصغير ص 564 13- ما ذكره ابن حجر الهيتمي يقول الإمام ابن حجر الهيتمي أثناء كلامه عن الأولياء وكراماتهم : ثم الصحيح أنهم ينتهون إلى إحياء الموتى خلافاً لأبي القاسم القشيري ، ومن ثم قال الزركشي : ما قاله ضعيف ، والجمهور على خلافه ، وقد أنكر عليه حتى ولده أبو نصر في كتابه المرشد ، فقال عقب تلك المقالة : والصحيح تجويز جملة خوارق العادات كرامة للأولياء ، وكذا في إرشاد إمام الحرمين ، وفي شرح مسلم للنووي تجوز الكرامات بخوارق العادات على اختلاف أنواعها ، وخصها بعضهم بإجابة دعوة ونحوها ، وهذا غلط من قائله وإنكار للحس ، بل الصواب جريانها بانقلاب الأعيان ونحوه. الفتاوى الحديثية ص 108 14- ابن تيمية وآيات الأولياء من جملة آيات الأنبياء (والقول الثاني وهو القول الصحيح أن آيات الأولياء هي من جملة آيات الانبياء فإنها مستلزمة لنبوتهم ولصدق الخبر بنبوتهم فإنه لولا ذلك لما كان هؤلاء أولياء ولم تكن لهم كرامات) مجموع الفتاوي ج1 ص 218 ويقول ابن تيمية رحمه الله في المجلد العاشر من فتاواه ( 10 / 549 ) : [ حدثني أبي عن محيي الدين بن النحاس ، وأظني سمعتها منه : أنه رأى الشيخ عبد القادر في منامه وهو يقول إخبارا عن الحق تعالى : ( من جاءنا تلقيناه من البعيد ، ومن تصرف بحولنا ألنا له الحديد ، ومن اتبع مرادنا أردنا ما يريد ، ومن ترك من أجلنا أعطيناه فوق المزيد ) . قلت : هذا من جهة الرب تبارك وتعالى . فالأولتان العبادة والاستعانة ، والآخرتان الطاعة والمعصية . فالذهاب إلى الله هي عبادته وحده ، كما قال تعالى : (( من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة )) . والتقرب بحوله هو الاستعانة والتوكل عليه ، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله . وفي الأثر (( من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله )) . وعن سعيد بن جبير : (( التوكل جماع الإيمان )) ، وقال تعالى : (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) ، وقال : (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم )) . وهذا على أصح القولين أيضا سبب لجلب المنافع ودفع المضار ، فإنه يفيد قوة العبد وتصريف الكون ، ولهذا هو الغالب على ذوي الأحوال متشرعهم وغير متشرعهم ، وبه يتصرفون ويؤثرون ، تارة بما يوافق الأمر ، وتارة بما يخالفه. وقوله ( من اتبع مرادنا ) يعني المراد الشرعي ، كقوله : (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) ، وقوله : (( يريد الله أن يخفف عنكم )) ، وقوله : (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم )) ، هذا هو طاعة أمره . وقد جاء في الحديث : (( وأنت يا عمر لو أطعت الله لأطاعك ))(1)، و في الحديث الصحيح : (( ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه )) .. ] 15- قال الشيخ ابن تيمية الحراني. في مجموع الفتاوى ( 4 / 376 - 377 ) مانصه : ( وجاء تفسير ذلك فى آثار أن من عباد الله يقول : من لو اقسم على الله أن يزيل جبلا أو الجبال عن أماكنها لأزالها وان لا يقيم القيامة لما اقامها . وهذا مبالغة ، ولا يقال إن ذلك بفضل بقوة خلقت فيه وهذا بدعوة يدعوها لأنهما فى الحقيقة يؤولان الى واحد هو مقصود القدرة ومطلوب القوة وما من أجله يفضل القوى على الضعيف . ثم هب ان هذا فى الدنيا فكيف تصنعون فى الآخرة وقد جاء فى الاثر ( ياعبدى أنا أقول للشىء كن فيكون أطعنى أجعلك تقول للشىء كن فيكون يا عبدى انا الحى الذى لايموت أطعنى أجعلك حيا لا تموت) وفى أثر ( أن المؤمن تأتيه التحف من الله من الحى الذى لا يموت الى الحى الذى لا يموت ) فهذه غاية ليس وراءها مرمى كيف لا وهو بالله يسمع وبه يبصر وبه يبطش وبه يمشى فلا يقوم لقوته قوة ) أهـ !!!!!!!!.. 16- يقول ابن تيمية في كتاب النبوات : وقد يكون إحياء الموتى على يد أتباع الأنبياء كما وقع لطائفة من هذه الأمة . كتاب النبوات ص 298 يقول أثناء مناقشته للنصارى : فيزعمون أنّ الحواريين أو هؤلاء جرت علي أيديهم خوارق ، وقد يذكرون أن منهم من جرى إحياء الموتى على يديه ، وهذا إذا كان صحيحا مع أن صاحبه لم يذكر أنه نبي لا يدل على عصمته ، فإن أولياء الله من الصحابة والتابعين بعدهم بإحسان وسائر أولياء الله من هذه الأمة وغيرها لهم من خوارق العادات ما يطول وصفه وليس فيهم معصوم يجب قبول كل ما يقول بل يجوز الغلط على كل واحد منهم وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا الأنبياء عليهم السلام . الجواب الصحيح ج2 ص 400 ثانثاً:- بعض ما ذكره الائمة عن أخبار الصالحين 1- ولادة امرأة حبلي منذ اربع سنوات بدعاء مالك بن دينار قال الـدارقطني في سننه : حـدثنا محمـد بن مخلّـد ، حـدثنا أبو شعيب صالح بن عمران الدعّاء ، حدثني أحمد بن غسان ، حدثنا هاشم بن يحيى الفراء المجاشعي قال : بينما مالك بن دينار يوماً جالساً إذ جاءه رجل فقال : يا أبا يحيى ادع لامرأة حبلى منذ أربع سنين قد أصبحت في كرب شديد ، فغضب مالك وأطبق المصحف فقال : ما يرى القوم إلا أنا أنبياء ، ثم قرأ ثم دعا ، ثم قال : اللهم هذه المرأة إن كان في بطنها ريح فأخرجه عنها الساعة ، وإن كان في بطنها جارية فأبدلها بها غلاماً ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب ، ثم رفع مالك يده ورفع الناس أيديهم وجاء الرسول إلى الرجل فقال : أدرك امرأتك ، فذهب الرجل فما حط مالك يده حتى طلع الرجل من باب المسجد على رقبته غلام جعد قطط بن أربع سنين قد أستوت أسنانه ما قطعت سراره . سنن الدارقطني ج3 ص 322 وانظر ايضاً السنن الكبرى للبيهقي ج7 ص و تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج56 ص 429 ، كرامات الأولياء للالكائي الطبري ص 216 رقم 184 . 2- تسخير الحيوانات جاء في (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 391) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح المتوفى سنة 884هـ : 919 محمد بن الحسن بن جعفر الراذاني المقرىء الفقيه لصاحب صحب القاضي أبا يعلى وكان زاهدا ورعا عالما بالقراءات وغيرها وممن تفقه عليه قال ابن السمعاني كان فقيها مقرئا من الزهاد المنقطعين والعباد الورعين مجاب الدعوة صاحب كرامات وأراد مرة أن يخرج إلى الصلاة فجاء ابنه وهو صغير فقال يا ابي أريد غزالا ألع به فسكت الشيخ وقال غدا يجيئك غزال فلما كان الغد جاء غزال ووقف على باب الشيخ وجعل يضرب بقرنه الباب إلى أن فتحوا له ودخل فقال الشيخ لابنه يا بني جاءك الغزال ورئي بعرفة في سنة لم يحج فيها ولم يخرج من بلده وصله إنسان بالطلاق أنه رآه فيها فأخبر الشيخ بذلك فقال أجمعت الأمة قاطبة على أن إبليس عدو الله يسير من المشرق إلى المغرب في افتتان مسلم أو مسلة في لحظة واحدة فلا ينكر العبد من عباد الله أن يمضي في طاعة الله بإذن الله في ليلة إلى مكة ويعود ثم التفت إلى الحالف وقال طب نفسا فإن زوجتك معك حلال توفي يوم الأحد رابع عشر جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وأربعمائة . 3- تسخير الغمام بالدعوة المستجابة وأيضأً في (تهذيب التهذيب ج: 5 ص: 223) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852هـ) : 444 ع ص الستة والنسائي في خصائص علي عبد الله بن شريك العامري الكوفي: قال بن أبي حاتم عن أبي زرعة ثقة وقال العجلي ثقة وكان يحمل على علي وقال الجريري كان عبد الله بن شقيق مجاب الدعوة كانت تمر به السحابة فيقول اللهم لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فلا تجوز ذلك الموضع حتى تمطر حكاه بن أبي خيثمة في تاريخه. 4- دعا بتأخير أجله فاستجاب الله له: جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 129) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ: 79 أخبرنا علي بن محمد بن عيسى قال أنا علي بن محمد الواعظ قال ثنا يوسف يعني ابن يزيد قال ثنا أسد قال ثنا حاتم بن إسماعيل قال ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده قال دعا سعد فقال يا رب إن لي بنين صغارا فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة..!! وأيضاً في (صفوة الصفوة ج: 1 ص: 360) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ) : وعن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن جده قال دعا سعد فقال يا رب إن لي بنين صغارا فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة. وكذالك رواه في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 129) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي، وفي (سير أعلام النبلاء ج: 1 ص: 117) للذهبي. 5- إخماد النار بيد تميم الداري برواية اللالكائي وغيره: جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 157) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ : في سياق حديثه عن كرامات تميم الداري رحمة الله عليه 113 أخبرنا علي بن محمد بن علي بن يعقوب قال ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك قال ثنا الفضل بن حباب الجمحي قال ثنا محمد بن عنبسة الخزاعي قال ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي العلاء أن معاوية بن حرمل ختن مسيلمة الكذاب قال قدمت المدينة فبقيت ثلاثة أيام لا أطعم شيئا فأتيت عمر بن الخطاب فقال اذهب فانزل على خير أهل المدينة فدخلت المسجد فإذا فيه رجل لما صلى العصر ضرب بيده إلى من عن يمينه وشماله فذهب بهما إلى منزله فإذا هو تميم الداري فصليت إلى جنبه فضرب بيده إلي وإلى أخي فذهب بنا إلى منزله ووضعت المائدة وجيء بالطعام فأكلنا أكلا شديدا فلبثنا أياما فخرجت نار من غار في الحرة فجاء عمر بن الخطاب فقال يا تميم أنت لها فقال يا أمير المؤمنين أنا وما عسى أن أكون أنا قال أقسمت عليك لما قمت فقام فاتبعته فجعل يحوشها حتى أدخلها الغار الذي خرجت منه فقال عمر رضي الله عنه ما من شهد كمن لم يشهد وما من رأى كمن لم ير..وأخرجه أبو نعيم في (الدلائل ص212) عن معاوية بن حرمل، وأخرجه البيهقي عنه، قال : خرجت نار بالحرة، وذكر نحوه كما في (البداية ج6 ص153)، وأخرجه البغوي عنه، قال: قدمت على عمر فقلت: يا (كذا)، تائب من قبل أن يقدر عليَّ، فقال: من أنت؟ فقلت: معاوية بن حرمل خَتَن مسيلة (أي زوج ابنته)، قال: إذهب فانزل على خير أهل المدينة، قال: على تميم الداري، فبينا نحن نتحدث؛ إذ خرجت نار بالحرة، فجاء عمر إلى تميم، فقال: يا تميم، اخرج: فقال: وما أنا؟ وما تخشى أن يبلغ من أمري؟ فصغر نفسه، ثم قام فحاشها حتى أدخلها الباب الذي خرجت منه، ثم اقتحم في أثرها، ثم خرج فلم تضره.. كذا في (الإصابة ج3 ص 497)، وأخرجه أبو نعيم في (الدلائل ص 212) عن ضمرة عن مرزوق مختصراً، وفي روايته: فقال عمر: لمثل هذا نحبك با أبا رقية. 6- تحويل الأرض إلى ذهب جاء في (الروض الفائق ص 126) : عن الحسن البصري رحمة الله عليه قال : كان بعبادان رجل فقير أسود يأوي إلى الخرابات فحصل معي شيء فطلبته فلما وقعت عينه علي تبسم وأشار بيده إلى الأرض فصارت الأرض كلها ذهبا تلمع ثم قال : هات ما معك. فناولته وهالني أمره فهربت. 7-- تحويل الحصى تبر جاء في (تذكرة الحفاظ ج: 1 ص: 185) لمحمد بن طاهر بن القيسراني (448-507هـ) : ع حيوة بن شريح الامام القدوة أبو زرعة التجيبي المصري شيخ الديار المصرية، وروى احمد بن سهل الأردني عن خالد بن الفزر قال كان حيوة بن شريح من البكائين وكان ضيق الحال جدا فجلست وهو متخل يدعو فقلت لو دعوت أن يوسع عليك فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا فأخذ حصاة فرمى الي بها فإذا هي والله تبرة ما رأيت أحسن منها وقال ما خير في الدنيا الا الآخرة ثم قال هو اعلم بما يصلح عباده فقلت وما اصنع بهذه قال استنفقها فهبته والله ان أرد. 8- الأم التي أحيت ولدها أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت بسنده عن أنس بن مالك : عدت شاباً من الأنصار ، فما كان بأسرع أنْ مات ، فأغمضناه ، ومددنا عليه الثوب ، فقال بعضنا لأمه : احتسبيه . قالت : وقد مات ؟! قلنا : نعم . قالت : أحق ما تقولون ؟! قلنا : نعم . فمدت يدها نحو السماء وقالت : اللهم إني آمنت بك ، وهاجرت إلى رسولك ، فإذا أنزلت بي شدة شديدة ففرجتها ، فأسألك اللهم أنْ لا تحمل عليّ هذه المصيبة اليوم . قال : فانكشف الثوب عن وجهه ، فما برحنا حتى أكلنا وأكل معنا من عاش بعد الموت لابن أبي الدنيا ص 28 ، 9- قال الحافظ جلال الدين السيوطي : وأخرج ابن الجوزي في كتاب عيون الحكايات : بسنده عن أبي علي الضرير ، وهو أول من سكن طرسوس حين بناها أبو مسلم ، قال : إنّ ثلاثة إخوة من الشام كانوا يغزون ، وكانوا فرساناً شجعاناً ، فأسرهم الروم مرة ، فقال لهم الملك : إني أجعل فيكم الملك ، وأزوجكم بناتي ، وتدخلون في النصرانية ، فأبوا ، وقالوا : يا محمداه ، فأمر الملك بثلاثة قدور ، فصب فيها الزيت ، ثم أوقد تحتها ثلاثة أيام ، يُعرضون في كل يوم على تلك القدور ، ويدعون إلى دين النصرانية فيأبون ، فألقي الأكبر في القدر ، ثم الثاني ، ثم أدني الأصغر ، فجعل يفتنه عن دينه بكل أمر ، فقام إليه علج فقال : أيها الملك ، أنا أفتنه عن دينه . قال : بماذا ؟ قال : قد علمت أنّ العرب أسـرع شيء إلى النساء ، وليس في الروم أجمل من ابنتي ، فادفعه إليّ حتى أخليه معها ، فإنها ستفتنه ، فضرب له أجلاً أربعين يوماً ، ودفعته إليه ، فجاء به فأدخله مع ابنته ، وأخبرها بالأمر ، فقالت : دعه فقد كفيتك أمره ، فأقام معها ، نهاره صائم ، وليله قائم حتى مرّ أكثر الأجل ، فقال العلج لابنته : ما صنعت ؟ قالت : هذا رجل فقد أخويه في هذه البلدة ، فأخاف أنْ يكون امتناعه من أجلهما كلما رأى آثارهما ، ولكن استزد الملك في الأجل ، وانقلني وإياه إلى بلد غير هذا ، فزاده أياماً ، فأخرجهما إلى قرية أخرى ، فمكث على ذلك أياماً ، صائم النهار ، قائم الليل ، حتى إذا بقي من الأجل أيام ، قالت له الجارية : يا هذا ، إني أراك تقدس رباً عظيماً ، إني قد دخلت معك في دينك ، وتركت دين آبائي ، قال لها : فكيف الحيلة في الهرب ؟ قالت : أنا أحتال لك ، وجاءته بدابة فركبها ، فكانا يسيران بالليل ، ويكمنان بالنهار ، فبينما هما يسيران ليلة إذْ سمعا وقع خيل ، فإذا هو بأخويه ومعهما ملائكة رسل إليه ، فسلم عليهما وسألهما عن حالهما ، فقالا : ما كانت إلا الغطسة التي رأيت حتى خرجنا في الفردوس ، وإنّ الله أرسلنا إليك لنشهد تزويجك بهذه الفتاة ، فزوّجوه ورجعوا ، وخرج إلى بلاد الشام ، فأقام معها ، وكانا مشهورين بذلك ، معروفين بالشام في الزمن الأول شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور للسيوطي ص 212 ، 213 10- ذكر ابن الجوزي في مناقب أحمد بن حنبل بالإسناد عن أبي حفص القاضي ، قال : قدم على أبي عبد الله أحمد بن حنبل رجلٌ من بحر الهند فقال : إني رجلٌ من بحر الهند خرجت أريد الصين ، فأصيب مركبنا ، فأتاني راكبان على موجة من أمواج البحر ، فقال لي أحدهما : أتحب أنْ يخلصك الله على أنْ تقرئ أحمد بن حنبل منا السلام ؟ قلت : ومن أحمد ؟ ومن أنتما يرحمكما الله ؟ قال : أنا إلياس ، وهذا الملك الموكل بجزائر البحر ، وأحمد بن حنبل بالعراق ، قلت : نعم ، فنفضني البحر نفضة فإذا أنا بساحل الأبلة ، فقد جئتك أبلغك السلام . مناقب أحمد بن حنبل لابن الجوزي ص 190 11- قال ابن عساكر : أخبرني أبو المظفر الصوفي ، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة ، حدثني أبو محمد المقرئ البغدادي ، حدثنا جعفر بن محمد صاحب بشر قال : اعتل بشر بن الحارث فعادته آمنة الرملية من الرملة فإنها لعنده ، إذ دخل أحمد بن حنبل يعوده فقال : مـن هذه ؟ فقال : هذه آمنة الرملية بلغتها علتي فجاءتني من الرملة تعودني قال فسلها تدعو لنا قالت : اللهم إن بشر بن الحارث وأحمد بن حنبل يستجيرانك من النار فأجرهما ، فقال أحمد : فانصرفت ، فلما كان من الليل طرحت إلي رقعة فيها مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم قد فعلنا ولدينا مزيد تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج5 ص 340 12- وقال السبكي في ترجمة أبي بكر بن قوام بن علي بن قوام البالسي : وقد ألف في مناقبه حفيده الشيخ أبو عبد الله محمد بن الشيخ عمر بن الشيخ أبي بكر مصنفا حسنا وأنا أذكر بعض ما فيه : إلى أنْ قال نقلاً عن حفيده : سمعته يوما وقد دخل إلى البيت وهو يقول لزوجته : ولدك قد أخذه قطاع الطريق في هذه الساعة ، وهم يريدون قتله وقتل رفاقه فراعها قول الشيخ رضي الله عنه فسمعته يقول لها : لا بأس عليك ، وإني قد حجبتهم عن أذاه وأذى رفاقه ، غير أن مالهم يذهب وغدا إن شاء الله يصل هو ورفاقه، فلما كان من الغد وصلوا كما ذكر الشيخ وكنت فيمن تلقاهم وأنا يومئذ ابن ست سنين وذلك سنة ست وخمسين وستمائة . طبقات الشافعية الكبرى ج8 ص 403 13- قال اللالكائي الطبري في كرامات الأولياء : أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد ، أنبانا جعفر بن محمد بن نصير ، حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق ، قال حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني ، قال حدثنا محمد بن عبيد ، قال حدثنا حيان ، عن الأعمش ، عن شقيق ، قال : كنت في زرع لي إذ أقبلت سحابة تزهي . قال فسمعت فيها صوتا : أمطري زرع فلان ! قال : فأتيت الرجل ، قال : فسألته ما تصنع بزرعك ؟ قال أبذر ثلاثة وآكل ثلاثة وأتصدق بثلاثة . كرامات الأولياء ص 195 رقم 156 14- قال الإمام السبكي أثناء بيانه لما يعتقد به من كرامات الأولياء الثامن طاعة الحيوانات لهم كما في حكاية الأسد مع أبى سعيد بن أبى الخير الميهنى وقبله إبراهيم الخواص ، بل وطاعة الجمادات ، كما في حكاية سلطان العلماء شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام ، وقوله في واقعة الفرنج : يا ريح خذيهم فأخذتهم . طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 340 15-قال ابن العماد الحنبلي أثناء كلامه عن محمد السروي المشهور بابن أبي الحمايل نقلاً عن المناوي : ومن كراماته أنه شكا له أهل بلد كبير الفأر في مقات البطيخ ، فقال لرجل : ناد في الغيط رسم لكم محمد بن أبي الحمائل أن ترحلوا فلم يبق فيها فأر شذرات الذهب ج8 ص 187 حوادث سنة ( 932هـ ) 16- قال ابن قيّم الجوزية في إغاثة اللهفان : وذكر عن مسلم بن سعيد الواسطي قال : أخبرني حماد بن جعفر بن زيد : أن أباه أخبره قال : خرجنا في غزاة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم ، فنزل الناس عند العتمة فصلوا ثم اضطجع فقلت : لأرمقن عمله فالتمس غفلة الناس حتى إذا قلت : هدأت العيون وثب فدخل غيضة قريباً منا ، فدخلت على أثره فتوضأ ثم قام يصلي ، وجاء أسد حتى دنا منه فصعدت في شجرة فتراه التفت أوعده جروا ، فلما سجد قلت : الآن يفترسه فجلس ، ثم سلم ثم قال : أيها السبع طلب الرزق من مكان آخر فولى ، وإن له لزئيرا أقول : تصدع الجبال منه قال : فما زال كذلك يصلي حتى كان عند الصبح جلس فحمد الله تعالى بمحامد لم أسمع بمثلها ثم قال : اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار ومثلي يصغر أن يجترىء أن يسألك الجنة قال : ثم رجع وأصبح كأنه بات على الحشايا وأصبحت وبي من الفترة شيء الله به عالم . إغاثة اللهفان ج1 ص 85 ط. 176- قال اللالكائي الطبري في كرامات الأولياء : أنبأنا علي ، أنبأنا الحسين ، حدثنا عبد الله ، حدثني محمد بن الحسين ، قال حدثنا موسى بن عيسى العابد وغيره ، قالوا ثنا ضمرة بن ربيعة ، عن فروة الأعمى مولى سعد بن أبي أمية المقرئ قال : ركب أبو ريحانة البحر وكان يخيط فيه بإبرة معه فسقطت إبرته في البحر فقال : عزمت عليك يا رب إلا رددت علي إبرتي فظهرت حتى أخذها ، قال : واشتد عليهم البحر ذات يوم فقال : اسكن أيها البحر فإنما أنت عبد حبشي. قال فسكن حتى صار كالزيت. كرامات الأولياء ص 228 رقم 204 18- قال ابن الجوزي في صفة الصفوة في ترجمة جابر الرحبي : أبو جعفر الخصاف قال : حدثني جابر الرحبي قال : أكثر علي أهل الرحبة ينكرون علي ما يعطي الله عز وجل أولياءه ، فخرجت إلى خارج ، فركبت السبع و دخلت إلى الرحبة و أنا أقول أين الذين يكذبون أولياء الله عز وجل ، فكفوا عني بعد ذلك ، و قال أبو جعفر الخصاف : قال لي جابر يوماً وأنا أماشيه : مر بنا نتسابق مر أنت هكذا حتى أمر أنا هكذا ، قال : فمررت أنا على الجسر فلما حصلت على الجسر التفت فإذا هو يمشي على الماء فلما التقينا قلت : من لا يحسن مثل هذا أمشي أنا على الجسر و تمشي أنت على الماء قال : و قد رأيتني . قلت : نعم . قال : أنت رجل صالح . صفة الصفوة ج4 ص 241 رقم 769 19- قال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب : وذكر خادم الشيخ السيوطي محمد بن علي الحباك : أن الشيخ قال له يوما وقت القيلولة وهو عند زاوية الشيخ عبد الله الجيوشي بمصر بالقرافة : أتريد أن تصلي العصر بمكة بشرط أن تكتم ذلك على حتى أموت ، قال فقلت : نعم . قال : فأخذ بيدي وقال غمض عينيك ، فغمضتهما فرحل بي نحو سبع وعشرين خطوة ، ثم قال لي : افتح عينيك فإذا نحن بباب المعلاة فزرنا أمنا خديجة والفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة وغيرهم ، ودخلت الحرم فطفنا وشربنا من ماء زمزم وجلسنا خلف المقام حتى صلينا العصر وطفنا وشربنا من زمزم . ثم قال لي : يا فلان ليس العجب من طي الأرض لنا ، وإنما العجب من كون أحد من أهل مصر المجاورين لم يعرفنا . ثم قال لي : إن شئت تمضي معي ، وإن شئت تقيم حتى يأتي الحاج . قال فقلت : اذهب مع سيدي فمشينا إلى باب المعلاة وقال لي غمض عينيك فغمضتهما فهرول بي سبع خطوات ثم قال لي افتح عينيك فإذا نحن بالقرب من الجيوشي فنزلنا إلى سيدي عمر بن الفارض شذرات الذهب ج8 ص 54 حوادث سنة (911هـ) 20- قال اللالكائي الطبري في كرامات الأولياء : أخبرنا أحمد بن عبيد ، قال أنبأنا محمد بن الحسين ، قال أنبأنا أحمد بن زهير ، قال حدثنا هارون بن معروف ، قال ثنا ضمرة ، عن السري بن يحيى قال : كان حبيب أبو محمد يرى بالبصرة يوم التروية ويرى بعرفة عشية عرفة . كرامات الأولياء ص 221 رقم 193 21- قال ابن كثير في البداية والنهاية : وروى ابن عساكر أنه كان قد عاهد أبا سليمان الدارني ألا يغضبه ولا يخالفه ، فجاءه يوما وهو يحدث الناس فقال : يا سيدي ، هذا قد سجروا التنور ، فماذا تأمر فلم يرد عليه أبو سليمان لشغله بالناس ، ثم أعادها أحمد ثانية ، وقال له في الثالثة : اذهب فاقعد فيه ثم اشتغل أبو سليمان في حديث الناس ثم استفاق ، فقال لمن حضره : إني قلت لأحمد : اذهب فاقعد في التنور وإني أحسب أن يكون قد فعل ذلك ، فقوموا بنا إليه فذهبوا ، فوجدوه جالساً في التنور ، ولم يحترق منه شيء ولا شعرة واحدة . البداية والنهاية ج10 ص 363 حوادث سنة (246هـ) 22- قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة في ترجمة أبي بكر أحمد بن علي العلثي : أخبرني من أثق به من أصحابي : أنه كان لبعض أهله صبي صغير وأنه ظهر به وجع في حلقه ورقبته وخافوا على الصبي منه وأنه أخذه وحمله إلى هذا الشيخ الصالح أحمد رحمه الله فقرأ شيئا عليه من القرآن ونفث عليه من ريقه فزال ما كان بالصبي بإذن الله تعالى بعد يوم أو يومين ولم يحتج إلى علاج بعد هذا طبقات الحنابلة ج2 ص 256 رقم 597 23- يقول أبو العباس الزبيدي في ترجمة إسماعيل بن محمد الحضرمي : ومن ذلك ما يحكى عنه أنه قصد مدينة زبيد في بعض الأيام، فقاربت الشمس الغروب وهو بعيد عن المدينة ، فخشي أنْ تغلق الأبواب دونه ، فأشار إلى الشمس أنْ تقف حتى بلغ مقصده ، وهذه الكرامة مشهورة بين الناس مستفيضة ، حتى أني رأيت بخط بعض ذريته يكتب فلان بن فلان بن فلان موقف الشمس ، وإلى ذلك أشار الإمام اليافعي في مدحه بقوله : هو الحضرمي نجل الولي محمد إمام الهدى نجل الإمام الممجد ومن جاهه أومئ إلى الشمس أنْ قفي فلم تمش حتى أنزلوه بمقعد طبقات الخواص للزبيدي ص 97 ، 98 24- قال الحافظ ابن حبان في الثقات : كرز بن وبرة الحارثي العابد من أهل الكوفة ، سكن جرجان يروي عن الثوري ، وكان ابن شبرمة كثير المدح له ، قدم مكة فاتعب العباد بها ، وكانت سحابة تظله وإذا دعا أجيب ، روى عنه بن شبرمة والفضل بن غزوان كتاب الثقات ج9 ص 27 رقم 15000 25- قال أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء : حدثنا عبدالله بن محمد ، حدثنا احمد بن نصر ، حدثنا احمد بن كثير ، حدثني جرير بن زياد بن وبرة الحارثي ، عن شجاع بن صبيح مولى كرز بن وبرة ، قال أخبرني أبو سليمان المكتب ، قال : صحبت كرزا إلى مكة ، فكان إذا نزل أخرج ثيابه فألقاها في الرحل م تنحى للصلاة فإذا سمع رغاء الإبل أقبل فاحتبس يوماً عن الوقت فانبث أصحابه في طلبه ، فكنت فيمن طلبه قال: فأصبته في وهدة يصلي في ساعة حارة ، وإذا سحابة تظله ، فلما رآني أقبل نحوي ، فقال : يا أبا سليمان لي إليك حاجة ، قال : قلت : وما حاجتك يا أبا عبدالله . قال : أحب أن تكتم ما رأيت . قال : قلت : ذلك لك يا أبا عبدالله ، فقال : أوثـق لي فحلـفت ألا أخبر به أحداً حتى يموت حلية الأولياء ج5 ص 80 ، 81 ، سير أعلام النبلاء ج6 ص 85 صفة الصفوة ج3 ص 121 26-جاء في سير اعلام النبلاء وحلية الاولياء وغيره حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني ، قال حدثنا خالد بن النضر القرشي ، قال حدثنا محمد بن موسى الحرشي ، قال ثنا النضر بن كثير السعدي ، قال حدثنا عبد الواحد بن زيد قال : كنت مع أيوب السختياني على حراء ، فعطشت عطشا شديداً ، حتى رأى ذلك في وجهي ، فقال : ما الذي أرى بك ؟ قلت : العطش ، وقد خفت على نفسي . قال : تستر علي ؟! قلت : نعم قال : فاستحلفني ، فحلفت له أن لا أخبر عنه ما دام حياً ، قال : فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي من الماء قال : فما حدثت به أحداً حتى مات . قال : عبدالواحد فأتيت موسى الأسواري فذكرت له ذلك فقال : ما بهذه البلدة أفضـل من الحسن وأيوب . حلية الأولياء ج3 ص 5 ط. دار الكتاب العربي / بيروت سنة 1405هـ ، وراجع أيضاً : تذكرة الحفاظ ج1 ص 132 ط. دار الصيمعي / الرياض سنة 1415هـ ، سير أعلام النبلاء ج6 ص 23 ط. مؤسسة الرسالة / بيروت سنة 1413هـ ، صفة الصفوة لابن الجوزي ج3 ص 294 ط. دار المعرفة / بيروت سنة 1399هـ - 1979م . 27- كرامة الشيخ عبد الله اليونيني قال ابن كثير في تاريخه في ترجمة الشيخ عبد الله اليونيني : وله أحوال وكرامات كثيرة جداً ، وكان لا يقوم لأحد دخل عليه ، ويقول : إنما يقوم الناس لرب العالمين ، وكان الأمجد إذا دخل عليه جلس بين يديه فيقول له : يا أمجد ، فعلت كذا وكذا ، ويأمره بما يأمره وينهاه عما ينهاه عنه ، وهو يمتثل جميع ما يقوله له ، وما ذاك إلا لصدقه في زهده وورعه وطريقه ، وكان يقبل الفتوح وكان لا يدخر منه شيئا لغد ، وإذا اشتد جوعه أخذ من ورق اللوز ففركه واستفه ويشرب فوقه الماء البارد رحمه الله تعالى وأكرم مثواه ، وذكروا أنه كان يحج في بعض السنين في الهواء ، وقد وقع هذا لطائفة كبيرة من الزهاد وصالحي العباد ، ولم يبلغنا هذا عن أحد من أكابر العلماء ، وأول من يذكر عنه هذا حبيب العجمي وكان من أصحاب الحسن البصري ثم من بعده من الصالحين رحمهم الله أجمعين ، فلما كان يوم جمعة من عشر ذي الحجة من هذه السنة صلى الصبح عبدالله اليونيني ، وصلاة الجمعة بجامع بعلبك ، وكان قد دخل الحمام يومئذ قبل الصلاة وهو صحيح ، فلما انصرف من الصلاة قال للشيخ داود المؤذن : وكان يغسل الموتى انظر كيف تكون غدا ثم صعد الشيخ إلى زاويته ، فبات يذكر الله تعالى تلك الليلة ويتذكر أصحابه ومن أحسن إليه ولو بأدنى شيء ويدعو لهم فلما دخل وقت الصبح صلى بأصحابه ثم استند يذكر الله وفي يده سبحة فمات وهو كذلك جالس لم يسقط ولم تسقط السبحة من يده ، فلما انتهى الخبر إلى الملك الأمجد صاحب بعلبك فجاء إليه فعاينه كذلك فقال : لو بنينا عليه بنيانا هكذا يشاهد الناس منه آية فقيل له : ليس هذا من السنة ، فنحى وكفن وصلى عليه ودفن تحت اللوزة التي كان يجلس تحتها يذكر الله تعالى رحمه الله ونور ضريحه ، وكانت وفاته يوم السبت وقد جاوز ثمانين عاما أكرمه الله تعالى ، وكان الشيخ محمد الفقيه اليونيني من جملة تلاميذه ، وممن يلوذ به وهو جد هؤلاء المشايخ بمدينة بعلبك . البداية والنهاية ج13 ص 94. 28- كرامة الشيخ ابن أبي الحمايل قال ابن العمـاد الحنبلي في ترجمـة ابن أبي الحمـايل : العـارف الكـبير الكامل الغيث الهامع الشامل ، زاهد قطف كروم الكرامات ، وعارف وصل إلى أعلى المقامات ، كان طوداً عظيماً في الولاية ، وملجأ لطالب الهداية ، أخذ عنه خلق كالثناوي والحديدي والعدل وأضرابهم ، وكان عالي الهمة ، كثير الطيران من بلد لآخر ، فكان يغلب عليه الحال ليلاً ، فيتكلم بألسنة غير عربية من عجم وهند ونوبة وغيرها ، وربما قال قاق قاق طول الليل ، ويزعق ويخاطب قوماً لا يرون ، وإذا قال شيئاً في غلبة الحال نفذ ، وكان مبتلى بالأذى مع زوجته . شذرات الذهب ج8 ص 187 وفيات سنة (932هـ) 29- كرامة القطب أبي مدين ذكر ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة عن جعفر الأدفوي عن قاضي القضاة الشيخ بدر الدين ابن جماعة ، قال جعفر الأدفوي : حتى قلت له يوما : يا سيدي فما تقول في الشيخ أبي مدين ؟ قال : رجل مسلم ديّن ، وإلا ما كان يطير في الهواء . الدرر الكامنة ج6 ص 64 . 30- قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني أبو جعفر أحمد بن وليد ، قال حدثني أحمد بن أبي داود بطرسوس ، قال حدثنا أبو يعقوب الحنيني ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال : كان فيما مضى فتية يخرجون إلى أرض الروم ويصيبون منهم فقضي عليهم الأسر فأخذوا جميعاً فأتى بهم ملكهم فعرض عليهم دينه أن يدخلوا فيه ، فقالوا : لا ما كنا نفعل ذلك ونحن لا نشرك بالله شيئاً ، فقال لأصحابه : شأنكم بهم وقد ملكهم علي تل إلى جانب نهر ، فدعاهم فضرب عنق رجل منهم فوقع في النهر فإذا رأسه قد قام بحيالهم واستقبلهم بوجهه وهو يقول : ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ - ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً - فَادْخُلِي فِي عِبَادِي- وَادْخُلِي جَنَّتِي ) ففزعوا وقاموا . من عاش بعد الموت لابن أبي الدنيا ص 39 رقم 39 31- قال ابن الجوزي في صفة الصفوة : نبهان بن المغلس قال أخبرني حذيفة بن قتادة المرعشي ، قال : كنت في المركب ، فكسر بنا ، فوقعت أنا وامرأة على لوح من ألواح المركب ، فمكثنا سبعة أيام . فقالت المرأة أنا عطشى ، فسألت الله تعالى أن يسقينا ، فنزلت علينا من السماء سلسلة فيها كوز معلق فيه ماء فشربت فرفعت رأسي إلى السلسلة ، فرأيت رجلاً جالسا في الهواء متربعا . فقلت : من أنت ؟ قال : من الإنس . قلت : فما الذي بلغك هذه المنزلة ؟ قال : آثرت مراد الله عز وجل على هواي فأجلسني كما تراني . صفة الصفوة ج4 ص 270 32- قال ابن حجر العسقلاني في ترجمة إبراهيم بن أبي بكر البرلسي السنجاري : وتؤثر عن إبراهيم كرامات وخوارق ، ويقال : إنّ بعض مقطعي سنجار ضمن السمك فأساء الأدب على الشيخ ، فقال له الشيخ : لا تظلم تنكس في معاملتك . فقال : عندي من السمك ما يوقى عنه ، والبحيرة ملء سمكاً ، فأصبح ليصطاد فلم يجد في البركة شيئاً فخضع للشيخ وذل فعاد السمك . الدرر الكامنة لابن حجر ج1 ص 20 ، 21 رقم 42 33- قال ابن حجر العسقلاني في ترجمة حسن بن مسلم المسلمي المصري : وكانت له كرامات منها أنه ربى أسداً إلى أن تأنس بالناس فكان يكون بين الفقراء بغير سلسلة ولا يؤذي أحدا من الناس الدرر الكامنة لابن حجر ج2 ص 156 رقم 1570 . وهذا غيض من فيض، وقليل من كثير مما ورد عن كرامات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم توالى ورود الكرامات الكثيرة على يد الأولياء في عهد التابعين وتابعي التابعين إِلى يومنا هذا، مما يصعب عده، ويضيق حصره [قال العلامة التاج السبكي في الطبقات الكبرى: للكرامة أنواع: النوع الأول إِحياء الموتى. 2ـ كلام الموتى. 3ـ المشي على الماء. 4ـ انقلاب الأعيان. 5ـ إِنزواء الأرض. 6ـ كلام الحيوانات والجمادات. 7ـ إِبراء العلل. 8ـ طاعة الحيوان. 9ـ طي الزمان. 10ـ نشر الزمان. 11ـ إِمساك اللسان عن الكلام وانطلاقه.. إِلى أن عد خمسة وعشرين نوعاً. وذكر لكل نوع مثالاً وحكاية جرت للعلماء ومشايخ الصوفية فراجعه هناك تجده مفصلاً] وقد ألف العلماء في ذلك مجلدات كثيرة، وصنف أكابر الأئمة منهم مصنفات في إِثبات الكرامة للأولياء، منهم: فخر الدين الرازي وأبو بكر الباقلاني، وإِمام الحرمين، وأبو بكر بن فورك، وحجة الإِسلام الغزالي، وناصر الدين البيضاوي، وحافظ الدين النسفي، وتاج الدين السبكي، وأبو بكر الأشعري، وأبو القاسم القشيري، والنووي، وعبد الله اليافعي، ويوسف النبهاني، وغيرهم من العلماء المحققين الذين لا يحصى عددهم، وصار ذلك علماً قوياً يقينياً ثابتاً، لا تتطرق إِليه الشكوك أو الشبهات. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 49 | |||
|
![]() الصواعق القرطبية في كشف أضاليل الوهابية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ولي الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله سيد الخلق أجمعين، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين, وبعد الصواعق القرطبية في كشف أضاليل الوهابية يستشهد الوهابية بين الحين و الحين بنصوص لأهل السنة تارة محرفين كلام الأئمة و أخرى حاذفين لنصوص لا تؤيدهم و ثالثة ملبسين على العوام بما فهموه من كلام الأئمة فيقلبون العالم النحريري الأشعري كالقرطبي مثلا الى مشبه مثلهم حتى و لو كان كل تفسيره تأويلا و مشربه اشعريا يشرق قبل كل فجر الا لمن طبع الله على قلبه بختم التشبيه فلا يبصر الا الأجسام و لا يعقل الا على الأوهام . أحببت أن انقل ما كنت قد كتبته في النيلين منذ زمن قبل أن يحذف و قسمت المقالة إلى اقسام ثلاثة القسم الأول بيان تلاعب الوهابية بكتاب القرطبي الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى و حذفهم ما يروق لهم مع حشو الكتاب بعقائدهم الحشوية القسم الثاني بينت فيه جهلهم بمصطلحات الرجل و عدم فهمهم لمدلولاته اللغوية فحكموا عليه تسرعا بأنه منهم و هو يصف السلف حسبهم بما يروق لهم. القسم الثالث بينت فيه أن القرطبي أشعري يضلل المشبهة المجسمة و أبنائهم الوهابية و حاشاه أن ينسب ذلك للسلف فبان أن فهمنا لكلام الرجل كان هو الأصوب و هو ينقل الإجماع على حمل النصوص على غير ظاهرها بل الواجب تأويلها. القسم الأول : تلاعب الوهابية بكتاب القرطبي الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى هذا القسم نقلته من تعليقات احد الأحباب جزاه الله خيرا مع تصرف . الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للإمام أبي عبد الله القرطبي . المجلد الثاني من منشورات دار الصحابة للتراث بطنطا وقد قام كل من ا.د محمد حسن جبل بضبط النص وشرح مادته اللغوية و طارق أحمد محمد قام بتخريج أحاديثه وعلق عليه و مجدي فتحي السيد أشرف عليه وقدم له . ولكن عندما تنظر إلى الفهارس والموضوعات يختلط عليك الأمر فلا تدري هل أنت أمام كتاب الأسنى للقرطبي أم أمام كتاب لأبن تيمة وأبن القيم وأمثلهم وعلى سبيل المثال تجد في الفهارس . كلام شيخ الإسلام ابن تيمية " صفات الرب واجبة " ص 6 عقيدة سلف الأمة هي إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تأويل ولا تمثيل ولا تشبيه ص 41 ابن قيم الجوزية وحسم قضية التأويل ص 63 كلام الحافظ الآجري في صفة خلق آدم عليه السلام ص97 هذه أمثلة قليلة جدا وما أكثر اعتراضاتهم على الإمام القرطبي فكلما يذكر قولا يخالفهم يبادر بالتعليق إما من عنده وإما ناقلا أقوال ابن تيمية ومن سار على طريقهم وإليكم مثال على ذلك ففي صفحة 81 من المجلد الثاني معترضا على القرطبي فقال (104) قلت: وكل هذا من التأويل فأما مذهب السلف فإثبات أن لله عينين بلا كيف. وهل اكتفى بذلك وسكت بالتأكيد لا ولكنه أردف بقول شيخه ابن القيم فقال: قال ابن قيم الجوزية رحمه الله في الصواعق المرسلة (1/255) فذكر العين المفردة مضافة إلى الضمير المفرد والأعين مجموعة مضافة إلى ضمير الجمع وذكر العين مفردة لا يدل على أنها عين واحدة ليس إلا كما يقول القائل أفعل هذا على عيني وأجيئك على عيني وأحمله على عيني و لا يريد به أن له عينا واحدة فلو فهم أحد هذا من ظاهر كلام المخلوق لعد أخرق وأما إذا أضيف العين إلى اسم الجمع ظاهرا أو مضمر فالأحسن جمعها مشاكلة للفظ كقوله ( تجري بأعيننا )وقال أيضا (1/259) وقوله صلى الله عليه وسلم ( إن ربكم ليس بأعور ) صريح في أنه ليس المراد إثبات عين واحدة ليس إلا فإن ذلك عور ظاهر تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وهل يفهم من قول الدعي (( اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام ) أنها عين واحدة ليس إلا ذهن أقلف وقلب أغلف أ . هـ هذا مثال والقائمة تطول مع العلم بأن هذا الكتاب ناقص ويوجد كتاب أخر بتحقيق الدكتور صالح عطية الحطماني من منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية وهذه الكتاب قد يكون تكملة لكتاب الأسنى فما يوجد هنا لا يوجد هناك إلا جزء بسيط جدا عند الكلام على الرحمن الرحيم . ))] القسم الثاني : ترشيد العقلاء الى أشعرية القرطبي بجلاء قال القرطبي في النص الكامل الذي تبتره الوهابية دائما : قوله تعالى: "ثم استوى على العرش" هذه مسألة الاستواء؛ وللعلماء فيها كلام وإجراء. وقد بينا أقوال العلماء فيها في الكتاب(الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى) وذكرنا فيه هناك أربعة عشر قولا. والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة، فليس بجهة فوق عندهم؛ لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز، والتغير والحدوث. هذا قول المتكلمين. وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله. ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم - يعني في اللغة - والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها. وهذا القدر كاف، ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء. والاستواء في كلام العرب هو العلو والاستقرار. قال الجوهري: واستوى من اعوجاج، واستوى على ظهر دابته؛ أي استقر. واستوى إلى السماء أي قصد. واستوى أي استولى وظهر. قال: قد استوى بِشر على العراق من غير سيف ودم مهراق واستوى الرجل أي انتهى شبابه. واستوى الشيء إذا اعتدل. وحكى أبو عمر بن عبدالبر عن أبي عبيدة في قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى" [طه: 5] قال: علا. وقال الشاعر: فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة وقد حلق النجم اليماني فاستوى أي علا وارتفع. قلت " أي القرطبي " : فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته. أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد، ولا معه من يكون العلو مشتركا بينه وبينه؛ لكنه العلي بالإطلاق سبحانه. قال الفقير يظهر من نص الإمام القرطبي ما يلي 1- قوله تعالى: "ثم استوى على العرش" هذه مسألة الاستواء؛ وللعلماء فيها كلام وإجراء. وقد بينا أقوال العلماء فيها في الكتاب(الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى) وذكرنا فيه هناك أربعة عشر قولا. 2- والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة، فليس بجهة فوق عندهم؛ لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز، والتغير والحدوث. هذا قول المتكلمين. 3 ]. وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله. هنا إنتبه أخي الكريم لأمرين : - لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك. - بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله. إنه جلي أخي الكريم عند الجمع للجملتين أن السلف نطقوا بما قال به النص القرآني . أي ذكر للنص من غير أي زيادة و هذا قوله :لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك . أي عدم إثبات أو نفي بل ذكر للنص فقط . و هذا هو محض التفويض . إنتبه أخي الكريم لكلمة كما نطق كتابه وأخبرت رسله . و هل في كلام الله أو الرسل زيادة عن النص . أي التوقف عند النص فقط . أسند البيهقي بسند صحيح عن أحمد بن أبي الحواري عن سفيان بن عيينة قال " كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه " 4 (ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. ) إن فهم الوهابية لكلام القرطبي هنا خطأ . فقوله هنا حقيقة لا يقصد به أبدا المعنى الظاهر و للعلم تراجع في التذكرة عن استعمال هذه الكلمة لما تحمله من إلتبا س لفهم كلامه بدليل أنه وجد أناس لم يفهموا كلامه كحال الوهابية اليوم فالوهابية فهمت عكس ما أراده القرطبي. قد يقولون ما دليلك أن القرطبي قصد فهمك و ليس فهمنا نقول . الدليل من نص القرطبي نفسه حيث قال في النص الذي بترته الوهابية و تقطعه دائما قال القرطبي : قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم , يعني في اللغة , والكيف مجهول، أنظر إلى قوله يعني في اللغة . يشرح لنا قول مالك الإستواء معلوم أي في لغة العرب أما في فهما للنص فأمر آخر يدق عن الأفهام . لذلك أردفه بقوله و الكيف مجهول. ثم فلننظر ما قصده مالك في قوله " الاستواء معلوم " لغة على فهم القرطبي . قال القرطبي في بقية النص الذي بترته الوهابية " والاستواء في كلام العرب هو العلو والاستقرار. قال الجوهري: واستوى من اعوجاج، واستوى على ظهر دابته؛ أي استقر. واستوى إلى السماء أي قصد. واستوى أي استولى وظهر. قال: قد استوى بِشر على العراق من غير سيف ودم مهراق واستوى الرجل أي انتهى شبابه. واستوى الشيء إذا اعتدل. وحكى أبو عمر بن عبدالبر عن أبي عبيدة في قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى" [طه: 5] قال: علا. وقال الشاعر: فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة وقد حلق النجم اليماني فاستوى أي علا وارتفع." هذه هي المعاني اللغوية لكلمة إستوى عند القرطبي. وهنا نطرح سؤالا : ما قصده مالك حسبكم من المعاني لفهم النص . هل هو : - العلو والاستقرار. -واستوى من اعوجاج، -واستوى على ظهر دابته؛ أي استقر. - واستوى إلى السماء أي قصد. -واستوى أي استولى وظهر. -واستوى أي انتهى شبابه. -واستوى الشيء إذا اعتدل. - استوى" [طه: 5] قال: علا. وقال الشاعر: - استوى أي علا وارتفع. ولننظر الآن لفهم القرطبي و للمعنى الذي اختاره من المعاني السابقة قال القرطبي "قلت: فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته. أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد، ولا معه من يكون العلو مشتركا بينه وبينه؛ لكنه العلي بالإطلاق سبحانه " جلي مما سبق أن القرطبي ينفي أن يكون معنى العلو هو المكان بل و يثبت المكانة و علو مجده . استشهاد القرطبي بكلام مالك لم يكن إلا للشاهد أي ليقوي ما يقوله بنص إمامه الذي لم يخالفه في فروع الوضوء و ازالة النجاسة فكيف يخالفه في أصول العقائد . القسم الثالث : القرطبي أشعري يضلل المشبهة المجسمة و من سار حذوهم مثل الوهابية قال القرطبي الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى : قال شيخنا الإمام أحمد أبو العباس بن عمر الأنصاري : لا خلاف بين المسلمين قاطبة محدثهم وفقيههم ومتكلمهم ومقلدهم ونظارهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله : ( أأمنتم من في السماء ) ليست على ظواهرها وأنها متأولة عند جمعيهم . أما من قال منهم بالجهة فتلك الجهة عنده هي جهة الفوق التي عبر عنها بالعرش وهي فوق السماوات كما جاء في الأحاديث فلابد أن يتأول كونه في السماء وقد تأولوه تأويلات . وأشبه ما فيه أن (( في )) بمعنى (( على )) كما قال : ( لأصلبنكم في جذوع النخل ) أي على [جذوع النخل ] ويكون العلو بمعنى الغلبة. قلت " أي القرطبي ": ويكون على هذا التأويل قول زينب من فوق سبع سموات أي من فوق عرش سبع سموات حذف المضاف والله أعلم. وقال القرطبي وفي نفس الباب قال شيخنا : وأما من يعتقد نفي الحجة (( هكذا في الكتاب ولعلها الجهة )) في حق الله تعالى فهو أحق بإزالة ذلك الظاهر وإجلاله الله تعالى عنه. وأولى الفرق بالـتأويل وقد حصل من هذا الأصل المحقق أن قول الجارية في السماء ليس على ظاهره باتفاق المسلمين فيتعين أن يعتقد فيه أنه معرض لتأويل المتأولين وان من حمله على ظاهره فهو ضال من الضالين . انتهى من مواضيع سيدي ميثاق في منتدى روض الرياحين ــــــــــــــ هذه بعض المقتطفات من تفسير الامام القرطبي : "وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ".. و " الْعَلِيّ " يُرَاد بِهِ عُلُوّ الْقَدْر وَالْمَنْزِلَة لَا عُلُوّ الْمَكَان ; لِأَنَّ اللَّه مُنَزَّه عَنْ التَّحَيُّز . و َحَكَى الطَّبَرِيّ عَنْ قَوْم أَنَّهُمْ قَالُوا : هُوَ الْعَلِيّ عَنْ خَلْقه بِارْتِفَاعِ مَكَانه عَنْ أَمَاكِن خَلْقه . قَالَ اِبْن عَطِيَّة : وَ هَذَا قَوْل جَهَلَةٍ مُجَسِّمِين َ , و َكَانَ الْوَجْه أَلَّا يُحْكَى . وَعَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن قُرْط أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة أُسْرِيَ بِهِ سَمِعَ تَسْبِيحًا فِي السَّمَاوَات الْعُلَى : سُبْحَان اللَّه الْعَلِيّ الْأَعْلَى سُبْحَانه وَتَعَالَى . وَالْعَلِيّ وَالْعَالِي : الْقَاهِر الْغَالِب لِلْأَشْيَاءِ , تَقُول الْعَرَب : عَلَا فُلَان فُلَانًا أَيْ غَلَبَهُ وَقَهَرَهُ , قَالَ الشَّاعِر : فَلَمَّا عَلَوْنَا وَاسْتَوَيْنَا عَلَيْهِمْ تَرَكْنَاهُمْ صَرْعَى لِنَسْرٍ وَكَاسِر وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : " إِنَّ فِرْعَوْن عَلَا فِي الْأَرْض " [ الْقَصَص : 4 ] .انتهى "أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ" وَقَالَ الْمُحَقِّقُونَ : أَمِنْتُمْ مَنْ فَوْق السَّمَاء ; كَقَوْلِهِ : " فَسِيحُوا فِي الْأَرْض " [ التَّوْبَة : 2 ] أَيْ فَوْقهَا لَا بِالْمُمَاسَّةِ وَالتَّحَيُّز لَكِنْ بِالْقَهْرِ وَالتَّدْبِير . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَمِنْتُمْ مَنْ عَلَى السَّمَاء ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى : " وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوع النَّخْل " [ طَه : 71 ] أَيْ عَلَيْهَا . وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ مُدِيرهَا وَمَالِكهَا ; كَمَا يُقَال : فُلَان عَلَى الْعِرَاق وَالْحِجَاز ; أَيْ وَالِيهَا وَأَمِيرهَا . وَالْأَخْبَار فِي هَذَا الْبَاب كَثِيرَة صَحِيحَة مُنْتَشِرَة , مُشِيرَة إِلَى الْعُلُوّ ; لَا يَدْفَعهَا إِلَّا مُلْحِد أَوْ جَاهِل مُعَانِد . وَالْمُرَاد بِهَا تَوْقِيره وَتَنْزِيهه عَنْ السُّفْل وَالتَّحْت . وَوَصْفه بِالْعُلُوِّ وَالْعَظَمَة لَا بِالْأَمَاكِنِ وَالْجِهَات وَالْحُدُود لِأَنَّهَا صِفَات الْأَجْسَام . وَإِنَّمَا تُرْفَع الْأَيْدِي بِالدُّعَاءِ إِلَى السَّمَاء لِأَنَّ السَّمَاء مَهْبِط الْوَحْي , وَمَنْزِل الْقَطْر , وَمَحَلّ الْقُدْس , وَمَعْدِن الْمُطَهَّرِينَ مِنْ الْمَلَائِكَة , وَإِلَيْهَا تُرْفَع أَعْمَال الْعِبَاد , وَفَوْقهَا عَرْشه وَجَنَّته ; كَمَا جَعَلَ اللَّه الْكَعْبَة قِبْلَة لِلدُّعَاءِ وَالصَّلَاة , وَلِأَنَّهُ خَلَقَ الْأَمْكِنَة وَهُوَ غَيْر مُحْتَاج إِلَيْهَا , وَكَانَ فِي أَزَلِهِ قَبْل خَلْق الْمَكَان وَالزَّمَان . وَلَا مَكَان لَهُ وَلَا زَمَان . وَهُوَ الْآن عَلَى مَا عَلَيْهِ كَان. َ .انتهى "وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ" الْقَهْر الْغَلَبَة , وَالْقَاهِر الْغَالِب , وَأُقْهِرَ الرَّجُل إِذَا صُيِّرَ بِحَالِ الْمَقْهُور الذَّلِيل ; قَالَ الشَّاعِر : تَمَنَّى حُصَيْن أَنْ يَسُود جِذَاعه فَأَمْسَى حُصَيْن قَدْ أَذَلَّ وَأَقْهَرَا وَقُهِرَ غُلِبَ . و َمَعْنَى ( فَوْق عِبَاده ) فَوْقِيَّة الِاسْتِعْلَاء بِالْقَهْرِ وَالْغَلَبَة عَلَيْهِم ْ ; أَيْ هُمْ تَحْت تَسْخِيره لَا فَوْقِيَّة مَكَان ; كَمَا تَقُول : السُّلْطَان فَوْق رَعِيَّته أَيْ بِالْمَنْزِلَةِ وَالرِّفْعَة . وَفِي الْقَهْر مَعْنَى زَائِد لَيْسَ فِي الْقُدْرَة , وَهُوَ مَنْع غَيْره عَنْ بُلُوغ الْمُرَاد .انتهى "يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ" أَيْ عِقَاب رَبّهمْ وَعَذَابه , لِأَنَّ الْعَذَاب الْمُهْلِك إِنَّمَا يَنْزِل مِنْ السَّمَاء . وَقِيلَ : الْمَعْنَى يَخَافُونَ قُدْرَة رَبّهمْ الَّتِي هِيَ فَوْق قُدْرَتهمْ ; فَفِي الْكَلَام حَذْف . وَقِيلَ : مَعْنَى " يَخَافُونَ رَبّهمْ مِنْ فَوْقهمْ " يَعْنِي الْمَلَائِكَة , يَخَافُونَ رَبّهمْ وَهِيَ مِنْ فَوْق مَا فِي الْأَرْض مِنْ دَابَّة وَمَعَ ذَلِكَ يَخَافُونَ ; فَلِأَنْ يَخَاف مَنْ دُونهمْ أَوْلَى ; دَلِيل هَذَا الْقَوْل قَوْله تَعَالَى : " وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ".انتهى قال القرطبي رحمه الله في تفسير الآية :{فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَـهِ مُوسَى} "وقال أبو صالح: أسباب السموات طرقها. وقيل: الأمور التي تستمسك بها السموات. وكرر أسباب تفخيماً؛ لأن الشيء إذا أبهم ثم أوضح كان تفخيماً لشأنه. والله أعلم. {فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَـهِ مُوسَى} فانظر إليه نظر مشرِفٍ عليه. توهَّم أنه جسمٌ تحويه الأماكن. وكان فرعون يدعي الألوهية ويرى تحقيقها بالجلوس في مكان مشرف." . القرطبي "التذكار في أفضل الأذكار" : " يستحيل على الله أن يكون في السماء أو في الأرض، إذ لو كان في شيء لكان محصورا أو محدودا ، ولو كان ذلك لكان محدثا ، وهذا مذهب أهل الحق والتحقيق ، وعلى هذه القاعدة قوله تعالى : ' أأمنتم من في السماء ' وقوله عليه السلام للجارية : ' أين الله ؟ ' قالت : في السماء فلم ينكر عليها ، و ما كان مثله ليس على ظاهره بل مؤول تأويلات صحيحة قد أبداها كثير من أهل العلم في كتبهم ، وقد بسطنا القول في هذا بكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى عند قوله تعالى : 'الرحمن على العرش استوى ' ".انتهى وفي موضع آخر : " ثم متبعوا المتشابه لا يخلو أن يتبعوه ويجمعوه طلبا للتشكيك في القرآن وإضلال العوام كما فعلته الزنادقة والقرامطة والطاعنون في القرآن ، أو طلبا لاعتقاد ظواهر المتشابه كما فعلته المجسمة الذين جمعوا ما في الكتاب والسنة مما يوهم ظاهره الجسمية حتى اعتقدوا أن الباري تعالى جسم مجسم وصورة مصورة وذات وجه وغير ذلك من يد وعين وجنب وإصبع تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، أو تتبعوه على جهة إبداء تأويلها أو إيضاح معانيها.انتهى |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 50 | |||
|
![]() الإمام ابن العربي المالكي وكلامه في المجمسة الحشوية (أمثال الوهابية اليوم) |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
منكر, مقني, الردود, العزيز, الودود..متجدد |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc