الإيمان برسل الله - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الإيمان برسل الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-04-01, 02:33   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

هل يقال للنبي صلى الله عليه وسلم إنه " بدوي " ؟

الجواب :

الحمد لله

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق

وسيد البشر

وأحب خلق الله إلى الله

له المقام المحمود

والحوض المورود

اصطفاه الله من بين ولد آدم كلهم

واختاره من خير العرب أعراقا وأنسابا وأحسابا

مولدُه في أعظم حاضرةٍ من حواضر العرب يومها

في مكة المكرمة

خير بقاع الأرض

وأحب أرض الله إلى الله

سماها القرآن الكريم " أم القرى "

لعظيم مكانتها في جزيرة العرب ، بل في الأرض كلها ، "

قال الله عز وجل : ( وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ) الأنعام/92

وقد أورثت هذه المكانة الجليلة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في نفوس أصحابه من الإكبار والإجلال والتقدير ما يبلغ الغاية والكمال

فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يرجع عن موقف الإمامة في الصلاة ليتقدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، ويقول : ( مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) البخاري (684) ومسلم (421) .

ويرفض أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن يعلو سقيفة تحتها رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم (2053) .

وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول : ( وَمَا كُنْتُ أُطِيقُ أَنْ أَمْلَأَ عَيْنَيَّ مِنْهُ إِجْلَالًا لَهُ ، وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَهُ مَا أَطَقْتُ ، لِأَنِّي لَمْ أَكُنْ أَمْلَأُ عَيْنَيَّ مِنْهُ ) رواه مسلم (121) .

ولمَّا قام البراء بن عازب يَعُدُّ كما عد النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يجوز في الأضاحي قال : ( وَأَصَابِعِي أَقْصَرُ مِنْ أَصَابِعِهِ ، وَأَنَامِلِي أَقْصَرُ مِنْ أَنَامِلِهِ صلى الله عليه وسلم ) رواه أبو داود (2802) وصححه ابن دقيق العيد في "الاقتراح" (ص/121) والشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" .

إلى غير ذلك من صُورِ الأدب العظيمة التي ضربها الصحابة رضوان الله عليهم للبشرية كلها في تكريمِ وإجلالِ أفضلِ الرسل وسيد البشر صلوات الله وسلامه عليه .

أما وَصفُهُ صلى الله عليه وسلم بما لا يليق به ، أو لَمْزُهُ بسيء الألفاظ والمعاني ، أو حكايةُ ما فيه تنقيصٌ لقدره فهو من الكذب الفج القبيح ، والكفر الصريح ، لِما فيه من تزويرٍ للحقائق وتَعَدٍّ على خير الخلائق ، ولا يقع في ذلك إلا مَن لا يَعرف الأدبَ ولا الخلقَ ولا الإيمان .

قال الله عز وجل : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ ) التوبة/65-66.








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-04-01, 02:34   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


قال القاضي عياض رحمه الله في "الشفا" (2/214) :

" اعلم - وفقنا الله وإياك -

أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عابه

أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه ، أو خصلة من خصاله ، أو عرَّض به ، أو شبَّهَه بشيء على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه والعيب له ، فهو سابٌّ له ، والحكم فيه حكم الساب ، يُقتل ...وكذلك مَن نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم ، أو عَبَثَ في جهته العزيزة بسخفٍ من الكلام ، وهُجر ومنكر من القول وزور

أو عَيَّره بشيءٍ مما جرى من البلاء والمحنة عليه ، أو غَمَصَهُ ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه .

وهذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هَلُمَّ جرًّا " انتهى .

ولا شك أن إطلاق لفظ " البداوة " أو وصفه صلى الله عليه وسلم بـ " البدوي " هو من التنقص الصريح والعيب الواضح

فإن البداوة وصفُ ذمٍّ وتنقيص

يُقصَد به الوسمُ بالجهل والرعونة والجفاء

وهو صلى الله عليه وسلم مُعَلَّمٌ من رب الأرض والسماء

جاء وصفه في التوراة بأنه ( ليس بفظٍّ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق )

كما وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم/4

فكيف يجرؤ كذاب أن يصفه صلى الله عليه وسلم بخلاف ذلك ؟!

لا جرم أن في هذا مِن الجرأة والوقاحة ما يستحق عليها متعمدها العذاب والنكال في الدنيا والآخرة .

قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) التوبة/61 .

قال النووي في "شرح مسلم" (1/169) :

" أهل البادية هم الأعراب ، ويغلب فيهم الجهل والجفاء ، ولهذا جاء فى الحديث : ( من بدا جفا ) والبادية والبدو بمعنًى : وهو ما عدا الحاضرة والعمران . والنسبة اليها بدوي " انتهى .

وقد أفتى العلماء بكفر كلِّ وَصفٍ فيه إشعارٌ بتنقُّصِ قدرِ الرسول صلى الله عليه وسلم ولو لم يكن صريحا في ذلك ، حتى روى ابن وهب عن الإمام مالك رحمه الله :

" مَن قال : إن رداء النبي صلى الله عليه وسلم وَسِخ - وأراد به عَيْبه - قُتل .

وقال أحمد بن أبى سليمان ( من علماء المالكية ، توفي عام 291هـ) : من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أسود ، يُقتل .

وأفتى فقهاء الأندلس بقتل " ابن حاتم " المُتَفَقِّه الطُّلَيطلي وصلبه ، بما شُهد عليه به من استخفافه بحق النبي صلى الله عليه وسلم ، وتسميته إياه أثناء مناظرته بـ " اليتيم " و " ختن حيدرة " ، وزعمه أن زهده لم يكن قصدا ، ولو قدر على الطيبات أَكَلَهَا . إلى أشباهٍ لهذا " انتهى .

نقل جميع ما سبق القاضي عياض في "الشفا" (2/217-219) ، ثم قال :

" وكذلك أقول حكم من غَمَصَه ، أو عَيَّره برعاية الغنم ، أو السهو ، أو النسيان ، أو السحر ، أو ما أصابه من جُرحٍ أو هزيمة لبعض جيوشه ، أو أذى من عدوه ، أو شدة من زمنه ، أو بالميل إلى نسائه ، فحُكمُ هذا كلِّه - لِمن قصد به نقصَه - القتل " انتهى .

ونسبته صلى الله عليه وسلم إلى " البداوة " من الكذب الصريح ، لأنه عاش في مكة ، ثم هاجر منها إلى المدينة ، وهما أفضل مدينتين في الأرض كلها ، فكيف يكون بدوياً ؟!

ولم يعرف صلى الله عليه وسلم البادية إلا في صغره حين استرضع في بادية بني سعد عند مرضعته حليمة السعدية . انظر "السيرة النبوية الصحيحة" د. أكرم العمري (1/103) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-01, 02:35   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول الدكتور جواد علي في "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" (4/271) :

" المجتمع العربي : بدو وحضر . أهل وبر وأهل مدر ، فأما أهل المدر ، فهم الحواضر وسكان القرى ، وكانوا يعيشون من الزرع والنخل والماشية والضرب في الأرض للتجارة . وأما أهل الوبر ، فهم قطان الصحارى ، يعيشون من ألبان الإبل ولحومها ، منتجعين منابت الكلأ ، مرتادين لمواقع القطَر ، فيخيمون هنالك ما ساعدهم الخصب وأمكنهم الرعي ، ثم يتوجهون لطلب العشب وابتغاء المياه ، فلا يزالون في حلّ وترحال .

ويعرف الحضر ، وهم العرب المستقرون بـ " أهل المدر " ، عرفوا بذلك لأن أبنية الحضر إنما هي بالمدر . والمدر : قطع الطين اليابس .

وورد أن أهل البادية إنما قيل لهم " أهل الوبر " ، لأن لهم أخبية الوبر . تمييزاً لهم عن أهل الحضر الذين لهم مبان من المدر .

وتطلق لفظة " عرب " على أهل المدر خاصة ، أي على الحضر و " الحاضر " و " الحاضرة " من العرب ، أما أهل البادية فعرفوا بـ " أعراب " . " انتهى .

وسئل الشيخ محمد الحسن الددو حفظه الله :

لماذا ذكر الله أنه ما أرسل رسولاً إلا من أهل القرى ؟

فأجاب :

" أما كون الأنبياء جميعاً من سكان القرى كما أخبر الله بذلك في كتابه ، فإن ذلك مقتض منهم لحصول الرفعة ، وأهل البوادي دائماً أشد عنجهية وأسوأ أخلاقاً ، وأقل نظافةً ممن سواهم

ولذلك قال الله تعالى في كتابه : ( الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ) التوبة/97

وليس التحضر نسباً ، حتى يقال : فلان بدوي ، معناه : أن أباه كان كذلك ، بل المقصود هو في نفسه ، فلو سكن شخص من أهل البادية في الحاضرة ، فإنه ليس من الأعراب ، ولا يدخل في ذلك ؛ بل المقصود به من يتصف بهذه الصفة بنفسه لا بنسبه .

الرسل عليهم الصلاة والسلام يراد بهم أن يسوسوا البشرية وأن يقودوها ، فلا بد أن يعرفوا طرق تدبير المعاش ، وهذه لا يعرفها أهل البوادي ، ولا يعتنون بها ، فأهل البوادي إنما يعيشون من الصيد – مثلاً - أو اتباع البهائم ، ويعيشون مع الأحلام والأوهام كثيراً ، وقد أخرج أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من طلب الصيد غفل ، ومن بدا جفا ) ومعناه : من سكن البادية غلظ طبعه ، ( ومن طلب الصيد غفل ) أي : نقص عقله بقدر ذلك ؛ فلهذا اختير الرسل من أهل القرى " انتهى . "سلسلة دروس منشورة" (الدرس الثالث/ص/9) .

وقال العلامة عبد الله بن جبرين حفظه الله :

" وكذلك أيضا من سخر بشيء من آيات الله تعالى ، أو بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ذُكر عن بعض الكتاب أنه كتب مرة يطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ويقول : إنه بدوي ، إنه كان يرعى الغنم ، وإنه عاش في عهد ليس فيه تقدم ، وليس فيه كذا وكذا ، ولا شك أن هذا طعن في الدين ؛ لأن هذا الدين جاءنا من قبل هذا النبي الكريم

فمن طعن فيه بأنه جاهل ، أو بأنه بدوي لا يعرف شيئا ، أو بأن هذا الذي جاء به من محادثة فكره ، أو أنه مما خيل إليه ، أو أنه يريد بذلك أن يكون له شهرة وأتباع ونحو ذلك ؛ يعتبر قد كذب على الله ، وكذب النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء بهذا الدين الشرعي ، وكذَّب القرآن ، وكذَّب الشرع كله ، لا شك أن هذا أيضا قادح في الدين ، قادح في العقيدة

وهو ما ذكر في هذه الآية : ( قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ) يعني بالاستهزاء بالله تعالى الاستهزاء بأسمائه وصفاته ، وكذلك الاستهزاء بكلامه والتنقص له ؛ داخل أيضا في القوادح في الدين .

وكذلك أيضا الاستهزاء بالقرآن ، كما ذكر الله تعالى عن الكفار الذين قالوا : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ) الفرقان/4 وهؤلاء بلا شك أتوا بما يقدح في عقيدتهم وفي دينهم ؛ فلأجل ذلك جعل الله مقالتهم مقالة كفرية ، وكذلك أيضا هؤلاء الذين قدحوا في النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا : إنه جاهل ، أو إنه بدوي ، أو ما أشبه ذلك " انتهى .

نقلا عن موقع الشيخ تحت هذا الرابط :

وقال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله في "معجم المناهي اللفظية" (496) :

" ووصْفُ النبي صلى الله عليه وسلم بأنه بدوي مُناقضةٌ للقرآن الكريم ، فهو صلى الله عليه وسلم من حاضرة العرب لا من باديتها ، قال الله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ) يوسف/109

وما يزال انعدام التوفيق يغْشى مَن في قلوبهم دخن ، ففي العقد التاسع بعد الثلاثمائة والألف نشر أحد الكاتبين من البادية الدارسين مقالاً ، صرَّح فيه بأن النبي صلى الله عليه وسلم من البادية . وقد ردَّ عليه الشيخ حمود بن عبدالله التويجري النجدي برسالة سمَّاها : " منشور الصواب في الرد من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم من الأعراب " والله أعلم " انتهى .

وقال الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله في "سلسلة دروس شرح زاد المستقنع" (درس رقم 395، ص/7) :

" إذا سب النبي صلى الله عليه وسلم سباً مباشراً باللعن - والعياذ بالله - ، أو انتقصه كأن يصف النبي صلى الله عليه وسلم وصفاً ينتقصه به ، كأن يقول : إنه بدوي يرعى الغنم ، وقصد به التحقير له صلوات الله وسلامه عليه ، ونحو ذلك من العبارات ؛ فإنه يحكم بكفره " انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-01, 02:37   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

ما المقصود بالإيمان بالرسل ؟.

الجواب :

الحمد لله

وبعد : فالإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور :

الأول : التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولا منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده والكفر بما يعبد من دونه ، وأنهم جميعا صادقون مصدقون بارون راشدون أتقياء أمناء ، وأنهم بلغوا جميع ما أرسلهم الله به ، لم يكتموا ولم يغيروا ، ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفا ولم ينقصوه ( فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ) ( النحل : 35) .

- وأن دعوتهم اتفقت من أولهم إلى آخرهم على أصل العبادة وأساسها ، وهو التوحيد بأن يُفرد الله تعالى بجميع أنواع العبادة ، اعتقادا وقولا وعملا ، ويُكفر بكل ما يعبد من دونه ، والدليل على ذلك قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) الأنبياء/25 ) وقوله تعالى : ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) الزخرف/45 وغيرها من الآيات وهي كثيرة جدا .

وأما الفروض المتعبد بها وفروع التشريع فقد يُفرض على هؤلاء من الصلاة والصوم ونحوها ما لا يُفرض على الآخرين ، ويُحرم على هؤلاء ما يحل للآخرين امتحانا من الله ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) الملك/2 والدليل على ذلك قوله تعالى : ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً) المائدة/48 قال ابن عباس رضي الله عنهما : سبيلا وسنة ومثله قال مجاهد وعكرمة وجماعات من المفسرين .

وفي صحيح البخاري ( 3443) ومسلم ( 2365 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " َالأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ " أي أن الأنبياء متحدون في الأصل وهو التوحيد الذي بعث الله به كل رسول أرسله، وضمنه كل كتاب أنزله ،وشرائعهم مختلفة في الأوامر والنواهي والحلال والحرام لأن الأخوة لعلات أبوهم واحد وأمهاتهم متفرقات .

- و من كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع كما قال تعالى: ( كذبت قوم نوح المرسلين ) الشعراء/105 فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يكن رسول غيره حين كذبوه .

الثاني : الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه مثل محمد وإبراهيم وموسى وعيسى ونوح عليهم الصلاة والسلام ، ومن ذُكر منهم إجمالا ولم نعلم اسمه وجب علينا الإيمان بهم إجمالا كما قال تعالى : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ) البقرة/285

وقال : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) غافر/78

ونؤمن بأن خاتمهم هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده كما قال تعالى : ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) الأحزاب/40 . وفي البخاري ( 4416 ) ومسلم ( 2404 ) عن سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ وَاسْتَخْلَفَ عَلِيًّا فَقَالَ أَتُخَلِّفُنِي فِي الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ قَالَ : " أَلا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلا أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي "

وأن الله فضله واختصه عن غيره من الأنبياء بخصائص عظيمة منها :

1- أن الله بعثه إلى جميع الثقلين الإنس والجن وكان النبي قبله يبعث في قومه خاصة .

2- أن الله نصره على أعدائه بالرعب مسيرة شهر.

3- وأن الأرض جُعلت له مسجدا وطهورا .

4- وأحلت له الغنائم ولم تحل لأحد قبله .

5- الشفاعة العظمى . وغيرها كثير من خصائصه عليه الصلاة والسلام .

الثالث : التصديق بما صح عنهم من أخبارهم .

الرابع : العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم المرسل إلى جميع الناس . قال الله تعالى : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) النساء/65 .

وليعلم أن للإيمان بالرسل ثمرات جليلة منها :

1- العلم برحمة الله تعالى وعنايته بعباده حيث أرسل إليهم الرسل ليهدوهم إلى صراط الله تعالى ، ويبينوا لهم كيف يعبدون الله لأن العقل البشري لا يستقل بمعرفة ذلك .

2- شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى .

3- محبة الرسل عليهم الصلاة والسلام وتعظيمهم ِِِ، والثناء عليهم بما يليق بهم لأنهم رسل الله تعالى ، ولأنهم قاموا بعبادته وتبليغ رسالته ، والنصح لعباده . والله أعلم .

يراجع ( أعلام السنة المنشورة 97- 102 ) و ( شرح الأصول الثلاثة للشيخ ابن عثيمين 95 ، 96 ).

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-01, 02:38   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

ما هي حاجة الناس للأنبياء ؟.

الجواب :

الحمد لله

الأنبياء هم رسل الله تعالى إلى عباده يبلغونهم أوامره , ويبشرونهم بما أعد الله لهم من النعيم إن هم أطاعوا أوامره , ويحذرونهم من العذاب المقيم إن هم خالفوا نهيه , ويقصون عليهم أخبار الأمم الماضية وما حل بها من العذاب والنكال في الدنيا بسبب مخالفتها أمر ربها .

وهذه الأوامر والنواهي الإلهية لا يمكن أن تستقل العقول بمعرفتها ؛ ولذلك شرع الله الشرائع وفرض الأوامر والنواهي ؛ تكريماً لبني الإنسان وتشريفاً لهم وحفظاً لمصالحهم ؛ لأن الناس قد ينساقون وراء شهواتهم فينتهكون المحرمات ويتطاولون على الناس فيسلبونهم حقوقهم , فكان من الحكمة البالغة أن يبعث الله فيهم بين آونة وأخرى رسلاً يذكَّرونهم أوامر الله , ويحذرونهم من الوقوع في معصيته , ويتلون عليهم المواعظ ويذكرون لهم أخبار السابقين , فإن الأخبار العجيبة إذا طرقت الأسماع , والمعاني الغريبة إذا أيقظت الأذهان , استمدتها العقول فزاد علمها , وصح فهمها , وأكثر الناس سماعاً أكثرهم خواطر , و أكثرهم خواطر أكثرهم تفكراً , وأكثرهم تفكراً أكثرهم علماً , وأكثرهم علماً أكثرهم عملاً , فلم يوجد عن بعثة الرسل معدل ولا منهم في انتظام الحق بدل .- أعلام النبوة , تأليف علي بن محمد الماوردي , ص : 33.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : - أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الشهير بابن تيمية , ولد عام واحد وستين وتوفي عام ثمان وعشرين وسبع مائة من الهجرة , وهو من كبار علماء الإسلام له مصنفات كثيرة نفيسة . _ والرسالة ضرورية في إصلاح العبد في معاشه ومعاده , فكما أنه لا صلاح له في آخرته إلا باتباع الرسالة , فكذلك لا صلاح له في معاشه ودنياه إلا باتباع الرسالة , فالإنسان مضطر إلى الشرع لأنه بين حركتين حركة يجلب بها ما ينفعه وما يضره , فهو نور الله في أرضه , وعدله بين عباده , وحصنه الذي من دخله كان آمناً .

وليس المراد بالشرع التمييز بين النافع والضار بالحس , فإن ذلك يحصل للحيوانات فإن الحمار والجمل يفرق ويميز بين الشعير والتراب , بل التمييز بين الأفعال التي تضر فاعلها في معاشه ومعاده , والأفعال التي تنفعه في معاشه ومعاده كنفع الإيمان , والتوحيد , والعدل , والبر , والإحسان , والأمانة , والعفة , والشجاعة , والعلم , والصبر , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وصلة الأرحام , وبر الوالدين , والإحسان إلى الجيران , وأداء الحقوق , وإخلاص العمل لله , والتوكل عليه , والاستعانة به , والرضا بمواقع أقداره , والتسليم لحكمه , وتصديقه وتصديق رسله في كل ما أخبروا به وغير ذلك مما هو نفع وصلاح للعبد في دنياه وآخرته , وفي ضد ذلك شقاوته ومضرته في دنياه وآخرته .

ولولا الرسالة لم يهتد العقل إلى تفاصيل المنافع والمضار في المعاش , فمن أعظم نعم الله على عباده , وأشرف مننه عليهم , أن أرسل إليهم رسله , وأنزل عليهم كتبه , وبين لهم الصراط المستقيم , ولولا ذلك لكانوا بمنزلة الأنعام وأشر حالاً منها , فمن قَبِلَ رسالة الله واستقام عليها فهو من خير البرية , ومن ردها وخرج عنها فهو من شر البرية , وأسوأ حالاً من الكلب والخنزير وأحقر من كل حقير , ولا بقاء لأهل الأرض إلا بآثار الرسالة الموجودة فيهم , فإذا درست آثار الرسل من الأرض , وانمحت معالم هداهم ؛ أخرب الله العالم العلوي والسفلي وأقام القيامة .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-01, 02:39   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


وليست حاجة أهل الأرض إلى الرسول كحاجتهم إلى الشمس والقمر والرياح والمطر , ولا كحاجة الإنسان إلى حياته , ولا كحاجة العين لضوئها , والجسم إلى الطعام والشراب بل أعظم من ذلك وأشد حاجة من كل ما يقدر ويخطر بالبال

فالرسل عليهم الصلاة والسلام وسائط بين الله تعالى وبين خلقه في أمره ونهيه , وهم السفراء بينه وبين عباده , وكان خاتمهم وسيدهم وأكرمهم على ربه محمداً صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين فبعثه الله رحمة للعالمين , وحجة للسالكين , وحجة على الخلائق أجمعين , وافترض على العباد طاعته ومحبته وتوقيره وتعزيره والقيام بأداء حقوقه

وأخذ العهود والمواثيق بالإيمان به واتّبَاعهِ على جميع الأنبياء والمرسلين , وأمرهم أن يأخذوها على من اتبعهم من المؤمنين , أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً , وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً , فختم به الرسالة , وهدى به من الضلالة , وعلّم به من الجهالة

وفتح برسالته أعيناً عمياً , وآذاناً صماً , وقلوباً غلفاً , فأشرقت برسالته الأرض بعد ظلماتها , وتآلفت به القلوب بعد شتاتها , فأقام به الملة العوجاء وأوضح به المحجة البيضاء وشرح له صدره ووضع عنه وزره , ورفع له ذكره وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره , أرسله صلى الله عليه وسلم حين فترة من الرسل ودروس من الكتب , حين حُرِف الكلم , وبدلت الشرائع , واستند كل قوم إلى ظلم آرائهم وحكموا على الله وبين عباده بمقالاتهم الفاسدة وأهوائهم , فهدى الله به الخلائق , وأوضح به الطرائق وأخرج الناس به من الظلمات إلى النور

وميز به أهل الفلاح وأهل الفجور , فمن اهتدى بهديه اهتدى , ومن مال عن سبيله فقد ضل واعتدى , فصلى الله عليه وسلم وعلى سائر الرسل والأنبياء . – قاعدة في وجوب الاعتصام بالرسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - , جـ 19 , ص: 99 – 102 , من مجموع الفتاوى , وتنظر لوامع الأنوار البهية و جـ 2 ص: 216 , 236 .

ونستطيع أن نلخص احتياج الإنسان إلى الرسالة فيما يلي :

1- أنه إنسان مخلوق مربوب , ولا بد أن يتعرف على خالقه , ويعرف ماذا يريد منه , ولماذا خلقه , ولا يستقل الإنسان بمعرفة ذلك , ولا سبيل إليه إلا من خلال معرفة الأنبياء والمرسلين , ومعرفة ما جاءوا به من الهدى والنور .

2- أن الإنسان مكون من جسد وروح وغذاء الجسد ما تيسر من مأكل ومشرب , وغذاء الروح قرره لها الذي خلقها , وهو الدين الصحيح والعمل الصالح , والأنبياء والمرسلون جاءوا بالدين الصحيح وأرشدوا إلى العمل الصالح .

3- أن الإنسان متدين بفطرته , ولا بد له من دين يدين به , وهذا الدين لا بد أن يكون صحيحاً , ولا سبيل إلى الدين الصحيح إلا من خلال الإيمان بالأنبياء والمرسلين والإيمان بما جاءوا به .

4- أنه محتاج إلى الطريق الذي يوصله إلى رضى الله في الدنيا وإلى جنته ونعيمه في الدار الآخرة وهذه طرق لا يرشد إليها , ويدل عليها إلا الأنبياء والمرسلون .

5- أن الإنسان ضعيف بنفسه ومتربص به أعداء كثر , من شيطان يريد إغواءه , ورفقة سوء تزين له القبيح , ونفس أمارة بالسوء , ولذا فهو محتاج إلى ما يحفظ به نفسه من كيد أعدائه ، والأنبياء والمرسلون أرشدوا إلى ذلك وبينوه غاية البيان.

6- أن الإنسان مدني بطبعه واجتماعهم بالخلق ومعاشرته لهم لا بد لها من شرع ليقوم الناس بالقسط والعدل – وإلا كانت حياتهم أشبه بحياة الغابة ـ وهذا الشرع لا بد أن يحفظ لكل ذي حق حقه دون تفريط ولا إفراط , ولا يأتي بالشرع الكامل إلا الأنبياء والمرسلون .

7- أنه محتاج إلى ما يحقق به الطمأنينة والأمن النفسي , ويرشده إلى أسباب السعادة الحقيقية وهذا هو ما يرشد إليه الأنبياء والمرسلون .

من كتاب الإسلام أصوله ومبادؤه

تأليف د.

محمد بن عبد الله بن صالح السحيم.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-04, 02:13   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




السؤال :

هل الرسل أحياء أم أموات ؟

عندما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم ، صلى جميع الرسل خلفه في المسجد الأقصى ثم ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كل سماء وتقابل مع بعض الرسل المعروفين والذين بالتأكيد صلوا خلفه .
كيف كان الرسل في المسجد الأقصى ثم في السماوات بعد ذلك ؟

أم أن الرسل لا زالوا أحياء ولكن بطريقة مختلفة عنا ؟.


الجواب :


الحمد لله

الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أموات بالنسبة لأهل الدنيا قال الله تعالى مخاطباً خاتمهم وأفضلهم : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) الزمر / 30

أما عند الله فهم أحياء لأنه إذا كان الشهيد حياً عند الله فالأنبياء أرفع رتبة من الشهداء بلا شك .

انظر فتح الباري 6 / 444

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ) رواه البزار وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 2790 ) وهذه الصلاة مما يتمتعون بها كما يتنعم أهل الجنة بالتسبيح .

وهم في قبورهم صلوات الله وسلامه عليهم إلا عيسى عليه السلام ، فإن الله رفعه إلى السماء ؛ كما قال تعالى : ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً - بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) النساء / 157-158 ) .

وأما صلاة الأنبياء خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء ، فهم صلوا وراءه بأرواحهم ، وأبدانهم في قبورهم ، وكذلك

{ رؤيته الأنبياءَ ليلة المعراج في السماء لما رأى آدم في السماء الدنيا ، ورأى يحيى وعيسى في السماء الثانية ، ويوسف في الثالثة ، وإدريس في الرابعة ، وهارون في الخامسة ، وموسى في السادسة ، وإبراهيم في السابعة ، أو بالعكس ، فإنه رأى أرواحهم مصورة في صور أبدانهم .

وقد قال بعض الناس : لعله رأى نفس الأجساد المدفونة في القبور ; وهذا ليس بشيء .

لكن " عيسى " صعد إلى السماء بروحه وجسده وكذلك قد قيل في " إدريس " .

وأما " إبراهيم " " وموسى " وغيرهما فهم مدفونون في الأرض .

والمسيح - صلى الله عليه وسلم وعلى سائر النبيين - لا بد أن ينزل إلى الأرض على المنارة البيضاء شرقي دمشق فيقتل الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة ; ولهذا كان في السماء الثانية مع أنه أفضل من يوسف وإدريس وهارون ; لأنه يريد النزول إلى الأرض قبل يوم القيامة بخلاف غيره .

وآدم كان في سماء الدنيا لأن نسم بنيه تعرض عليه : أرواح السعداء - والأشقياء لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط - فلا بد إذا عرضوا عليه أن يكون قريبا منهم ... وكونهم صلوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ثم لقي بعضهم بعدما عُرج به إلى السماء لا منافاة بينهما ، فإن أمر الأرواح من جنس أمر الملائكة ، في اللحظة الواحدة تصعد وتهبط ، وليست في ذلك كالبدن } " .

مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام

ابن تيمية رحمه الله ( 4/328- 329)

بتصرف يسير
.









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-04, 02:15   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل ورد دليل أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق ؟

الجواب :

الحمد لله

وردت في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وخصائصه أدلة كثيرة جدا ، ولم يرد – فيما نعلم - دليل صريح فيه النص صراحةً على أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق ، والذي ورد النص عليه : أنه صلى الله عليه وسلم أفضل البشر وسيد ولد آدم .

روى مسلم (4223) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ) .

وقد فهم العلماء من هذا النص وغيره من النصوص الواردة في فضائل نبينا صلى الله عليه وسلم أنه أفضل الخلق .

قال النووي رحمه الله في "شرح صحيح مسلم" :

وهذا الحديث دليل لتفضيله صلى الله عليه وسلم على الخلق كلهم ، لأن مذهب أهل السنة أن الآدميين أفضل من الملائكة ، وهو صلى الله عليه وسلم أفضل الآدميين وغيرهم" انتهى .

وقد تتابع العلماء على وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أفضل الخلق ، ونكتفي بالإشارة إلى بعض مواضع كلامهم خشية الإطالة :

الإمام الشافعي في "الأم" (4/167) .

الإمام عبد الرازق الصنعاني في مصنفه (2/419) .

شيخ الإسلام ابن تيمة في "مجموع الفتاوى" (1/313) و (5/127، 468) .

ابن القيم في تهذيب السنن حديث رقم (1787) من عون المعبود .

ابن حجر في "فتح الباري" شرح حديث رقم (6229) .

المرداوي في " الإنصاف" (11/422) .

الألوسي في"روح المعاني" (4/284) .

الطاهر بن عاشور في تفسيره (2/420) .

السعدي في تفسيره (51، 185، 699) .

محمد الأمين الشنقيطي في "أضواء البيان" (9/215) .

الشيخ عبد العزيز بن باز في "مجموع الفتاوى" (2/76 ، 383) .

علماء اللجنة الدائمة للإفتاء ، وقد سئلوا :

هل نقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم خير البشر أو خير الخلق ؟ وهل هناك دليل على أنه خير الخلق ، كما يقول كثير من الناس؟

فأجابوا :

"جاء في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة بيان عظم قـدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ورفعة مكانته عند ربه تعالى من خلال الفضائل الجليلـة والخصائص الكريمة التي خصه الله بها ، مما يدل على أنه أفضل الخلق وأكرمهم على الله وأعظمهم جاها عنده سبحانه ، قال الله سبحانه : (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) النساء/113

وأجنـاس الفضل التي فضله الله بها يصعب استقصاؤها ؛ فمن ذلك : أن الله عز وجل اتخذه خليلا ، وجعله خاتم رسله ، وأنزل عليه أفضل كتبه

وجعل رسالته عامة للثقلين إلى يوم القيامة

وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر

وأجرى على يديه من الآيات ما فاق به جميع الأنبياء قبله

وهو سيد ولد آدم ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع

وأول مشفع

وبيده لواء الحمد يوم القيامة

وأول من يجوز الصراط، وأول من يقرع باب الجنة ، وأول مـن يدخلها . . . إلى غير ذلك مـن الخصائص والكرامات الواردة في الكتاب والسنة

مما جعل العلماء يتفقون على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم الخلق جاها عند الله تعالى

قـال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

"وقد اتفق المسلمون على أنه صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق جاها عند الله ، لا جاه لمخلوق أعظم من جاهه ، ولا شفاعة أعظم من شفاعته" .

فمما ذُكر وغيره يتبين أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء ، بل وأفضل الخلق ، وأعظمهم منزلة عند الله تعالى ، ولكن مع هذه الفضائل والخصائص العظيمة فإنه صلى الله عليه وسلم لا يرقى عن درجة البشرية ، فلا يجـوز دعاؤه والاستغاثة به من دون الله عز وجل

كما قـال تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) الكهف/110، وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (26/35) .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

الشيخ عبد الله بن غديان

الشيخ صالح الفوزان

الشيخ بكر أبو زيد .

وقد توقف في ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، نظراً لأنه لم يرد بذلك نص صريح فقال :

"المشهور عند كثير من العلماء إطلاق أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق

كما قال الناظم :

وأفضل الخلق على الإطلاق *** نبينا فمل عن الشقاق

لكن الأحوط والأسلم أن نقول:

محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم

وأفضل البشر

وأفضل الأنبياء

أو ما أشبه ذلك اتباعا لما جاء به النص

ولم أعلم إلى ساعتي هذه أنه جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق مطلقاً في كل شيء . . .

فالأسلم أن الإنسان في هذه الأمور يتحرى ما جاء به النص.

مثلاً لو قال قائل: هل فضل الله بني آدم عموماً على جميع المخلوقات؟ قلنا: لا؛ لأن الله تعالى قال: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء/70

لم يقل : على كل من خلقنا، فمثل هذه الإطلاقات ينبغي على الإنسان أن يتقيد فيها بما جاء به النص فقط ولا يتعدى . والحمد لله ، نحن نعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، وأشرف الرسل وأفضلهم وأكرمهم عند الله عز وجل ، وأدلة ذلك من القرآن والسنة الصحيحة معروفة مشهورة ، وأما ما لم يرد به دليل صحيح فإن الاحتياط أن نتورع عنه ، لكنه مشهور عند كثير من العلماء

تجدهم يقولون : إن محمداً أشرف الخلق" انتهى "لقاءات الباب المفتوح" (53/11) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-04, 02:16   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

هل يوجد حديث صحيح يوضح عدد الأنبياء والرسل ؟


الجواب :


الحمد لله

أولاً :

أرسل الله تعالى رسلاً إلى كل أمةٍ من الأمم ، وقد ذكر الله تعالى أنهم متتابعون ، الرسول يتبعه الرسول ، قال عز وجل : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ) المؤمنون/44

وقال تعالى : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ) فاطر/24 .

وقد سمَّى الله تعالى مِن أولئك الرسل مَن سمَّى ، وأخبر بقصص بعضهم ، دون الكثير منهم

قال تعالى : ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا . وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ) النساء/163-164 .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

وهذه تسمية الأنبياء الذين نُصَّ على أسمائهم في القرآن ، وهم : آدم ، وإدريس ، ونوح ، وهود ، وصالح ، وإبراهيم ، ولوط ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وأيوب ، وشعيب ، وموسى ، وهارون ، ويونس ، وداود ، وسليمان ، وإلياس ، والْيَسَع ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى عليهم الصلاة والسلام ، وكذا ذو الكفل عند كثير من المفسرين ، وسيدهم محمد صلى الله وعليه وسلم .

وقوله : ( وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ) أي : خلقاً آخرين لم يذكروا في القرآن .

" تفسير ابن كثير " ( 2 / 469 ) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-04, 02:17   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانياً :

قد اختلف أهل العلم في عدد الأنبياء والمرسلين ، وذلك بحسب ما ثبت عندهم من الأحاديث الوارد فيها ذِكر عددهم ، فمن حسَّنها أو صححها فقد قال بمقتضاها ، ومن ضعَّفها فقد قال بأن العدد لا يُعرف إلا بالوحي فيُتوقف في إثبات العدد .

الأحاديث الواردة في ذِكر العدد :

1. عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ، كم الأنبياء ؟ قال : ( مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًاً ) ، قلت : يا رسول الله ، كم الرسل منهم ؟ قال : ( ثلاثمائة وثلاثة عشر جَمّ غَفِير) ، قلت : يا رسول الله ، من كان أولهم ؟ قال : ( آدم ) ... .

رواه ابن حبان ( 361 ) .

والحديث ضعيف جدّاً ، فيه إبراهيم بن هشام الغسَّاني ، قال الذهبي عنه : متروك ، بل قال أبو حاتم : كذّاب ، ومن هنا فقد حكم ابن الجوزي على الحديث بأنه موضوع مكذوب.

قال ابن كثير – رحمه الله - :

قد روى هذا الحديث بطوله الحافظ أبو حاتم ابن حبان البستي في كتابه : " الأنواع والتقاسيم " ، وقد وَسَمَه بالصحة ، وخالفه أبو الفرج بن الجوزي ، فذكر هذا الحديث في كتابه " الموضوعات " ، واتهم به إبراهيم بن هشام هذا ، ولا شك أنه قد تكلم فيه غير واحد من أئمة الجرح والتعديل من أجل هذا الحديث .

" تفسير ابن كثير " ( 2 / 470 ) .

وقال شعيب الأرناؤط : إسناده ضعيف جدّاً – وذكر كلام العلماء في إبراهيم بن هشام - .

" تحقيق صحيح ابن حبان " ( 2 / 79 ) .

2. وروي الحديث بذلك العدد – مائة وأربعة وعشرون ألفاً – من وجه آخر :

عن أبي أُمَامة قال : قلت : يا نبي الله ، كم الأنبياء ؟ قال : ( مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جمّاً غَفِيراً ) .

رواه ابن حاتم في " تفسيره " ( 963 ) .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

مُعَان بن رفاعة السَّلامي : ضعيف ، وعلي بن يزيد : ضعيف ، والقاسم أبو عبد الرحمن : ضعيفٌ أيضاً .

" تفسير ابن كثير " ( 2 / 470 ) .

3. وروي حديث أبي ذر رضي الله عنه من وجه آخر ، وليس فيه ذكر عدد الأنبياء ، وإنما ذُكر عدد المرسلين :

قال : قلت : يا رسول الله كم المرسلون ؟ قال : ( ثلاث مئة وبضعة عشر جمّاً غفيراً ) .
رواه أحمد ( 35 / 431 ) .

وفي رواية أخرى ( 35 / 438 ) : ( ثلاثمئة وخمسة عشر جمّاً غفيراً ) .

قال شعيب الأرناؤط :

إسناده ضعيف جدّاً ؛ لجهالة عبيد بن الخشخاش ؛ ولضعف أبي عمر الدمشقي

وقال الدارقطني :

المسعودي عن أبي عمر الدمشقي : متروك .

المسعودي : هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة .

" تحقيق مسند أحمد " ( 35 / 432 ) .

4. عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بعث الله ثمانية آلاف نبي ، أربعة آلاف إلى بني إسرائيل ، وأربعة آلاف إلى سائر الناس ) .

رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 7 / 160 ) .

والحديث : ضعيف جدّاً .

قال الهيثمي – رحمه الله - :

رواه أبو يعلي وفيه : موسى بن عبيدة الربذي ، وهو ضعيف جدّاً .

" مجمع الزوائد " ( 8 / 210 ) .

وقال ابن كثير – رحمه الله - :

وهذا أيضاً إسناد ضعيف ؛ فيه الربذي : ضعيف ، وشيخه الرَّقَاشي : أضعف منه أيضاً .

" تفسير ابن كثير " ( 2 / 470 ) .

5. عَنْ أَبِى الْوَدَّاكِ ، قَالَ : قَالَ لِى أَبُو سَعِيدٍ : هَلْ يُقِرُّ الْخَوَارِجُ بِالدَّجَّالِ ؟ فَقُلْتُ : لاَ. فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( إِنِّى خَاتَمُ أَلْفِ نَبِيٍ ، أَوْ أَكْثَرُ ، مَا بُعِثَ نَبِىٌّ يُتَّبَعُ ، إِلاَّ قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ... ) .

رواه أحمد ( 18 / 275 ) .

والحديث ضعيف ؛ لضعف مجالد بن سعيد .

قال الهيثمي – رحمه الله - :

رواه أحمد ، وفيه مجالد بن سعيد ، وثقه النسائي في رواية ، وقال في أخرى : ليس بالقوى ، وضعفه جماعة .

" مجمع الزوائد " ( 7 / 346 ) .

وضعَّفه الأرناؤط في " تحقيق المسند " ( 18 / 276 ) .

6. وروي هذا الحديث من رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه :

رواه البزار في " مسنده " ( 3380 ) " كشف الأستار " .

وفيه مجالد بن سعيد ، وسبق أنه ضعيف .

قال الهيثمي – رحمه الله - :

رواه البزار ، وفيه مجالد بن سعيد ، وقد ضعفه الجمهور ، فيه ثوثيق .

" مجمع الزوائد " ( 7 / 347 ) .

وبما سبق من الأحاديث – ويوجد غيرها تركناها خشية التطويل وكلها ضعيفة – يتبين أنه قد اختلفت الروايات بذكر عدد الأنبياء والمرسلين ، فقال كل قوم بمقتضى ما صحَّ عنده، والأشهر فيما سبق هو حديث أبي ذر رضي الله عنه ، وأن عدد الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، والرسل منهم : ثلاثمائة وخمسة عشر ، حتى قال بعض العلماء : إن عدد الأنبياء كعدد أصحاب النبي صلى اللهُ عليْه وسلَّم ، وعدد الرسل كعدد أصحاب بدر .

لكن بالنظر في أسانيد تلك الروايات : لا يتبين لنا صحة تلك الأحاديث لا بمفردها ، ولا بمجموع طرقها .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-04, 02:18   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثالثاً :

وهذه أقوال بعض الأئمة الذين يقولون بعدم صحة تلك الأحاديث وما تحويها من عدد :

1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

وهذا الذي ذكره أحمد ، وذكره محمد بن نصر ، وغيرهما ، يبين أنهم لم يعلموا عدد الكتب والرسل ، وأن حديث أبي ذر في ذلك لم يثبت عندهم .

" مجموع الفتاوى " ( 7 / 409 ) .

ففي هذا النقل عن الإمامين أحمد بن حنبل ، ومحمد بن نصر المروزي : بيان تضعيف الأحاديث الواردة في ذكر العدد ، والظاهر أن شيخ الإسلام رحمه الله يؤيدهم في ذلك ، وقد أشار إلى حديث أبي ذر بصيغة التضعيف فقال : " وقد روي في حديث أبي ذر أن عددهم ثلاثمائة وثلاثة عشر " ، ولم يستدل به ، بل استدل بالآيات الدالة على كثرتهم .

2. وقال ابن عطية – رحمه الله – في تفسير آية النساء - :

وقوله تعالى : ( ورسلاً لم نقصصهم عليك ) النساء/164 : يقتضي كثرة الأنبياء ، دون تحديد بعدد ، وقد قال تعالى ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) فاطر/24 ، وقال تعالى : ( وقروناً بين ذلك كثيراً ) الفرقان/38 ، وما يُذكر من عدد الأنبياء فغير صحيح ، الله أعلم بعدتهم ، صلى الله عليهم . انتهى

3. وسئل علماء اللجنة الدائمة :

كم عدد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ؟ .

فأجابوا :

لا يعلم عددهم إلا الله ؛ لقوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) غافر/78

والمعروف منهم من ذكروا في القرآن أو صحت بخبره السنَّة .

الشيخ عبد العزيز بن باز

الشيخ عبد الرزاق عفيفي

الشيخ عبد الله بن غديان

الشيخ عبد الله بن قعود .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3 / 256 ) .

4. وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

وجاء في حديث أبي ذر عند أبي حاتم بن حبان وغيره أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرسل وعن الأنبياء فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الأنبياء مائة وأربعة وعشرون ألفا والرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر

وفي رواية أبي أمامة : ثلاثمائة وخمسة عشر ، ولكنهما حديثان ضعيفان عند أهل العلم ، ولهما شواهد ولكنها ضعيفة أيضا ، كما ذكرنا آنفا ، وفي بعضها أنه قال عليه الصلاة والسلام ألف نبي فأكثر ، وفي بعضها أن الأنبياء ثلاثة آلاف وجميع الأحاديث في هذا الباب ضعيفة ، بل عد ابن الجوزي حديث أبي ذر من الموضوعات. والمقصود أنه ليس في عدد الأنبياء والرسل خبر يعتمد عليه ، فلا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى ، لكنهم جم غفير ، قص الله علينا أخبار بعضهم ولم يقص علينا أخبار البعض الآخر ، لحكمته البالغة جل وعلا .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 2 / 66 ، 67 ) .

5.وسئل الشيخ عبد الله بن جبرين – حفظه الله - :

كم عدد الأنبياء والمرسلين ؟

وهل عدم الإيمان ببعضهم ( لجهلنا بهم ) يعتبر كفراً ؟

وكم عدد الكتب السماوية المنزلة ؟

وهل هناك تفاوت في عدد الكتب بين نبي وآخر ؟

ولماذ ؟.

فأجاب :

ورد في عدة أحاديث أن عدد الأنبياء : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، وأن عدد الرسل منهم : ثلاثمائة وثلاثة عشر ، كما ورد أيضاً أن عددهم ثمانية آلاف نبي ، والأحاديث في ذلك مذكورة في كتاب ابن كثير " تفسير القرآن العظيم "

في آخر سورة النساء على قوله تعالى : ( وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ )

ولكن الأحاديث في الباب لا تخلو من ضعف على كثرتها والأوْلى في ذلك التوقف ، والواجب على المسلم الإيمان بمن سمَّى الله ورسوله منهم بالتفصيل ، والإيمان بالبقية إجمالاً ؛ فقد ذم الله اليهود على التفريق بينهم بقوله تعالى : ( وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ ) فنحن نؤمن بكل نبي وكل رسول أرسله الله في زمن من الأزمان ، ولكن شريعته لأهل زمانه وكتابه لأمته وقومه .

فأما عدد الكتب : فورد في الحديث الطويل عن أبي ذر أن عدد الكتب مائة كتاب وأربعة كتب ، كما ذكره ابن كثير في التفسير عند الآية المذكورة ، ولكن الله أعلم بصحة ذلك ، وقد ذكر الله التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى ، فنؤمن بذلك ونؤمن بأن لله كتباً كثيرة لا نحيط بها علماً ، ويكفي أن نصدق بها إجمالاً .

" فتاوى إسلامية " ( 1 / 41 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-04, 02:19   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :


كيف يستطيع المسلم أن ينمّي داخله محبة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أي شيء آخر في الدنيا ؟.

الجواب :

الحمد لله

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون قوتها تبعاً لإيمان المسلم فإن زاد إيمانه زادت محبته له ، فحبه صلى الله عليه وسلم طاعة وقربة ، وقد جعل الشرع محبة النبي صلى الله عليه وسلم من الواجبات .

عن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " . رواه البخاري ( 15 ) ومسلم ( 44 ) .

ويمكن أن تتأتى محبة الرسول صلى الله عليه و سلم بمعرفة ما يلي :

أولاً :

أنه مرسل من ربه اختاره واصطفاه على العالمين ليبلغ دين الله للناس وأن الله اختاره لحبه له ورضاه عنه ، ولولا أن الله رضي عنه لما اختاره ولا اصطفاه ، وعلينا أن نحب من أحب الله وأن نرضى بمن رضي الله عنه ، وأن نعلم أنه خليل الله والخلة مرتبةٌ عُليا وهي أعلى درجات المحبة .

عن جندب قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول : " إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله تعالى قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً " . رواه مسلم ( 532 ) .

ثانياًُ :

أن نعلم منزلته التي اجتباه الله بها ، وأنه أفضل البشر صلى الله عليه وسلم .

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع " . رواه مسلم ( 2278 ) .

ثالثاً :

أن نعلم أنه لقي المحن والمشقة من أجل أن يصلنا الدين وقد كان ذلك ـ والحمد لله ـ ويجب أن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوذي وضرب وشتم وسُبّ وتبرأ منه أقرب الناس إليه ورموه بالجنون والكذب والسحر وأنه قاتل الناس ليحمي الدين من أجل أن يصل إلينا فقاتلوه وأخرجوه من أهله وماله ودياره وحشدوا له الجيوش .

رابعاً : الاقتداء والتأسي بأصحابه في شدة محبتهم له ، فقد كانوا يحبونه أكثر من المال و الولد بل وأكثر من أنفسهم وإليك بعض النماذج :

عن أنس قال : " لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل " .

رواه مسلم ( 2325 ) .

وعن أنس رضي الله عنه قال : " لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مُجَوّب به عليه بحَجَفَة له وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد القِد يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول انشرها لأبي طلحة فأشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك. . .

رواه البخاري ( 3600 ) ومسلم ( 1811 ) .

( الحجفة ) هي الدرع ، ويقال لها : جوبة ، والمعنى أن أبا طلحة معه درع يحمي بها النبي صلى الله عليه وسلم .

( شديد القد ) القد هو وتر القوس ، والمعنى أنه شديد الرمي

خامساً : أن تُتبع سنته من قول أو عمل وأن تكون سنته منهجاً لك تتبعه في حياتك كلها وأن تقدم قوله على كل قول وتقدم أمره على كل أمر ثم تتبع عقيدة أصحابه الكرام ثم عقيدة من تبعهم من التابعين ثم عقيدة من تبع نهجهم إلى يومنا هذا من أهل السنة والجماعة غير متبع بدعة ولاسيما الروافض فإن قلوبهم غليظة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنهم يقدمون أئمتهم عليه ويحبونهم أكثر مما يحبونه .

نسأل الله أن يرزقنا محبة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يجعله أحب إلينا من أولادنا وآبائنا وأهلينا ونفوسنا .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-04, 02:20   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

ما هي رتبة أنبياء الله الكرام :

( شعيب و يوسف وأيوب ويونس وموسى وإلياس واليسع وذو الكفل وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام .. )

في القرآن الكريم ؟


الجواب :

الحمد للَّه

أخبرنا الحق تبارك وتعالى أنه فضل بعض النبيين على بعض ، قال جل وعلا :

( وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً ) الإسراء/55

وقد أجمعت الأمة على أن الرسل أفضل من الأنبياء ، والرسل بعد ذلك متفاضلون فيما بينهم كما قال تعالى :

( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) البقرة/253

ثم أفضل الرسل والأنبياء خمسة :

محمد صلى الله عليه وسلم ، ونوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى عليهم الصلاة والسلام جميعا .

وهؤلاء هم أولو العزم من الرسل

قال تعالى فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ) الأحقاف/35

وجاءت تسميتهم في موضعين من القرآن الكريم .

قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً ) الأحزاب/7

وقال تعالى : ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) الشورى/13

وقد خص الله تعالى مَن فَضَّلَه منهم ببعض الأعطيات التي أوجبت تفضيلهم .

يقول القرطبي في تفسيره (3/249) :

" والقول بتفضيل بعضهم على بعض إنما هو بما مُنح من الفضائل ، وأُعطي من الوسائل " انتهى .

فَفَضَّلَ نوحا بأنه أول الرسل إلى أهل الأرض ، وسماه عبدا شكورا .

وفَضَّلَ إبراهيم باتخاذه خليلا : ( واتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ) النساء/125 ، وجعله إماما للناس ( قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ) البقرة/124

وفَضَّل موسى بكلامه سبحانه له : ( قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ) الأعراف/144 ، واصطنعه لنفسه سبحانه كما قال : ( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ) طه/41 ، وصنعه على عينه : ( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ) طه/39

وفضَّل عيسى بأنه رسول الله ، وكلمته ألقاها إلى مريم ، وروح منه ، يكلم الناس في المهد .

ويتفاضل الأنبياء من جهة أخرى :

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (35/34) :

" والتحقيق أن من النبوة ما يكون مُلكا : فإن النبي له ثلاثة أحوال :

إما أن يُكَذَّب ولا يُتبع ولا يطاع : فهو نبي لم يؤت ملكا .

وإما أن يطاع فنفس كونه مطاعا هو مُلك ، لكن إن كان لا يأمر إلا بما أُمِر به ، فهو عبد رسول ليس له ملك .

وإن كان يأمر بما يريده مباحا له ، ذلك بمنزلة الملك كما قيل لسليمان : ( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) فهذا نبي ملك .

فالملك هنا قسيم العبد الرسول ، كما قيل للنبى صلى الله عليه و سلم : ( اختر إما عبدا رسولا وإما نبيا ملكا ) وحال نبينا صلى الله عليه و سلم أنه كان عبدا رسولا مؤيدا مطاعا متبوعا ، فأعطي فائدة كونه مطاعا متبوعا ليكون له مثل أجر من اتبعه ، ولينتفع به الخلق ، ويُرحموا به ، ويرحم بهم ، ولم يختر أن يكون ملكا لئلا ينقص - لما فى ذلك من الاستمتاع بالرياسة والمال - عن نصيبه فى الآخرة ، فإن العبد الرسول أفضل عند الله من النبي الملك ، ولهذا كان أمر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم أفضل من داود وسليمان ويوسف " انتهى .

هكذا يمكن أن نصف مراتب الأنبياء عند الله سبحانه وتعالى ، فأكرمهم عنده مرتبة أولو العزم من الرسل ، وأكرم أولي العزم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

عن أَبُي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ )

رواه مسلم (4223) .

وأما ما سوى ذلك من الترتيب والتفضيل على ذكر الأسماء فلا دليل عليه في كتاب الله وسنة رسوله ، ولا حاجة بالمسلم إلى تكلف طلبه والبحث عنه ، ولأجل ذلك لم يذكره أحد من أهل العلم في مصنفاتهم في العقيدة وأصول السنة .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-04, 02:22   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :


لقد تجرأ أحد المتعالمين منا في ليبيا على حادثة الإسراء والمعراج

فقال في مقالة نشرتها إحدى الصحف :

إن حادثة المعراج هي محض خرافات

ولا يمكن أن تحدث لبشر

واستدل بذلك بالآية الكريمة في سورة الإسراء التي يقول الله عزل وجل فيها : ( أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَأُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً)الإسراء/93

فقال إن القرآن ينفي إمكانية رقي الرسول صلى الله عليه سلم للسماء

وقال : إن ذلك يخالف القران بنص الآية

وأن المعراج مجرد رؤية مناميه واستدل بالآية : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ )الإسراء/60.

وفي النهاية أقول لفضيلتكم :

إن هذا الموضوع أدخل علي شبهة

ولكني مؤمن بأنها معجزة

أرجو الإجابة والتوضيح

بحيث ينتفي التعارض بين الآية التي تنفي رقي البشر

وبين معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم

علما بأنني مؤمن بأنه لا تعارض في القرءان .

أفيدونا جزاكم الله خيرا .


الجواب :

الحمد لله

أولا :

لا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل

كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة

وعلى علوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه

قال الله سبحانه وتعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الإسراء/1 .

وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عرج به إلى السماوات

وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة

فكلمه ربه سبحانه بما أراد

وفرض عليه الصلوات الخمس

وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة

فلم يزل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يراجعه ويسأله التخفيف

حتى جعلها خمسا

فهي خمس في الفرض

وخمسون في الأجر

لأن الحسنة بعشر أمثالها

فلله الحمد والشكر على جميع نعمه .

وقد اختلف الناس في الإسراء والمعراج

فمنهم من قال : إنه كان مناما ، والصحيح أنه أسري وعرج به يقظة

لأدلة كثيرة يأتي ذكرها .

قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة :

" والمعراج حق ، وقد أسري بالنبي وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء ، ثم إلى حيث شاء الله من العلا ، وأكرمه الله بما شاء وأوحى إليه ما أوحى ، ما كذب الفؤاد ما رأى ؛ فصلى الله عليه وسلم في الآخرة والأولى " انتهى .

وقال ابن أبي العز الحنفي في "شرح الطحاوية" رحمه الله :

" اختلف الناس في الإسراء :

فقيل : كان الإسراء بروحه ولم يُفْقد جسدُه ، نقله ابن إسحاق عن عائشة ومعاوية رضي الله عنهما ، ونقل عن الحسن البصري نحوه .

لكن ينبغي أن يعرف الفرق بين أن يقال كان الإسراء مناما وبين أن يقال كان بروحه دون جسده

وبينهما فرق عظيم

فعائشة ومعاوية رضي الله عنهما لم يقولا كان مناما

وإنما قالا : أسري بروحه ولم يفقد جسده

وفرق ما بين الأمرين أن ما يراه النائم قد يكون أمثالا مضروبة للمعلوم في الصورة المحسوسة

فيرى كأنه قد عرج إلى السماء وذهب به إلى مكة

وروحه لم تصعد ولم تذهب

وإنما ملك الرؤيا ضرب له المثال

فما أرادا أن الإسراء كان مناما

وإنما أرادا أن الروح ذاتها أسري بها

ففارقت الجسد ثم عادت إليه

ويجعلان هذا من خصائصه فإن غيره لا تنال ذات روحه الصعود الكامل إلى السماء إلا بعد الموت .

وقيل : كان الإسراء مرتين : مرة يقظة ، ومرة مناما ... ، وكذلك منهم من قال : بل كان مرتين : مرة قبل الوحي ومرة بعده ، ومنهم من قال : بل ثلاث مرات : مرة قبل الوحي ومرتين بعده ؛ وكلما اشتبه عليهم لفظ زادوا مرة للتوفيق ، وهذا يفعله ضعفاء أهل الحديث ، وإلا فالذي عليه أئمة النقل أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة قبل الهجرة بسنة ، وقيل بسنة وشهرين ، ذكره ابن عبد البر ...
وكان من حديث الإسراء أنه أسري بجسده في اليقظة على الصحيح ، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى

راكبا على البراق صحبة جبرائيل عليه السلام ، فنزل هناك وصلى بالأنبياء إماما ، وربط البراق بحلقه باب المسجد ، وقد قيل : إنه نزل بيت لحم وصلى فيه ، ولا يصح عنه ذلك ألبتة .

ثم عرج به من بيت المقدس تلك الليلة إلى السماء الدنيا

فاستفتح له جبرائيل ففتح لهما

فرأى هناك آدم أبا البشر ، فسلم عليه فرحب به ورد عليه السلام وأقر بنبوته ، ثم عرج به إلى السماء الثانية..."

إلى أن قال رحمه الله :

" ومما يدل على أن الإسراء بجسده في اليقظة قوله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) الإسراء /1

والعبد عبارة عن مجموع الجسد والروح

كما أن الإنسان اسم لمجموع الجسد والروح

هذا هو المعروف عند الإطلاق

وهو الصحيح ؛ فيكون الإسراء بهذا المجموع ، ولا يمتنع ذلك عقلا ، ولو جاز استبعاد صعود البشر لجاز استبعاد نزول الملائكة ؛ وذلك يؤدي إلى إنكار النبوة وهو كفر " انتهى

من "شرح الطحاوية" (1/245).









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-04, 02:24   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (3/33) :

" ثم اختلف الناس :

هل كان الإسراء ببدنه عليه السلام وروحه

أو بروحه فقط ؟

على قولين

فالأكثرون من العلماء على أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لا مناماً

ولا ينكرون أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى قبل ذلك مناماً

ثم رآه بعد يقظة

لأنه كان عليه السلام لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح

والدليل على هذا قوله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ) الاسراء/ 1

فالتسبيح إنما يكون عند الأمور العظام

فلو كان مناماً لم يكن فيه كبير شيء

ولم يكن مستعظماً

ولما بادرت كفار قريش إلى تكذبيه

ولما ارتدت جماعة ممن كان قد أسلم

وأيضاً فإن العبد عبارة عن مجموع الروح والجسد

وقال تعالى : ( أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً )

وقال تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) الاسراء /60

قال ابن عباس :

هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به ، والشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم

رواه البخاري [ 2888 ]

وقال تعالى : ( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ) النجم/17

والبصر من آلات الذات لا الروح .

وأيضاً فإنه حمل على البراق ، وهو دابة بيضاء براقة لها لمعان ، وإنما يكون هذا للبدن ، لا للروح لأنها لا تحتاج في حركتها إلى مركب تركب عليه ، والله أعلم " انتهى .

وقال الشيخ حافظ الحكمي في "معارج القبول" (3/1067) :

" ولو كان الإسراء والمعراج بروحه في المنام لم تكن معجزة ، ولا كان لتكذيب قريش بها وقولهم : كنا نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس ، شهرا ذهابا وشهرا إيابا ، ومحمد يزعم أنه أسرى به اللية وأصبح فينا إلى آخر تكذيبهم واستهزاءهم به صلى الله عليه وسلم لو كان ذلك رؤيا مناما لم يستبعدوه ولم يكن لردهم عليه معنى ؛

لأن الإنسان قد يرى في منامه ما هو أبعد من بيت المقدس ولا يكذبه أحد استبعاد لرؤياه

وإنما قص عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرى حقيقة يقظة لا مناما فكذبوه واستهزؤوا به استبعاد لذالك واستعظاما له مع نوع مكابرة لقلة علمهم بقدرة الله عز وجل وأن الله يفعل ما يريد ولهذا لما قالوا للصديق وأخبروه الخبر قال : إن كان قال ذلك لقد صدق . قالوا وتصدقه بذلك ؟ قال : نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك في خبر السماء يأتيه بكرة وعشيا أو كما قال " انتهى .

وقال الحافظ أبو الخطاب عمر بن دحية في كتابه ( التنوير في مولد السراج المنير ) :

" وقد تواترت الروايات في حديث الإسراء عن عمر بن الخطاب وعلي وابن مسعود وأبي ذر ومالك بن صعصعة وأبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس ، وشداد بن أوس وأبي بن كعب وعبد الرحمن بن قرط وأبي حبة وأبي ليلى الأنصاريين ، وعبد الله بن عمرو وجابر وحذيفة وبريدة ، وأبي أيوب وأبي أمامة وسمرة بن جندب وأبي الحمراء ، وصهيب الرومي وأم هانىء ، وعائشة وأسماء ابنتي أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين ، منهم من ساقه بطوله ، ومنهم من اختصره على ما وقع في المسانيد ، وإن لم تكن رواية بعضهم على شرط الصحة ، فحديث الإسراء أجمع عليه المسلمون ، وأعرض عنه الزنادقة والملحدون يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون "

انتهى نقلا عن "تفسير ابن كثير" (3/36).

ثانيا :

لا ينقضي العجب من هذا المسلك الذي سلكه الكاتب المذكور في الاستدلال

فإنه اقتصر على ذكر مطلب واحد من مطالب الكفار

فأوهم أن الجواب القرآني : (قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا)

منصب على هذا المطلب

وهو الرقي في السماء

وأن هذا يدل على عدم إمكانه

والحق أن هذا الجواب وارد على مجموع ما طلبه المشركون تعنتا وتفننا في الجحود والإنكار ، وإليك هذه المطالب كما بينها القرآن : ( وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَأُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً) الاسراء/90- 93

فتأمل في هذه المطالب التي لا يحسن في جوابها إلا الجواب القرآني : ( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً ) .

فهل بإمكان من هو بشر أن يفجر الأرض ، والأنهار ، ويسقط السماء ، ويأتي بالله ! وبالملائكة ! ويرقى في السماء فيأتي منها بكتاب موجه إلى كل كافر ! كما جاء في التفسير عن مجاهد وغيره ، وهو موافق لقوله تعالى : ( بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفاً مُنَشَّرَةً ) المدثر /52 .

لا شك أن ذلك ليس من خصائص البشر ، ولا هو في إمكانهم ، فهذا الاستبعاد منصب على مجموع هذه المطالب ، لا على آحاد كل منها ، وإلا ففيها مطالب مما هو ممكن عادة ، فقد ثبت أن الماء نبع من بين أصبعيه الشريفتين صلى الله عليه وسلم ، كما في صحيح البخاري (3576)

وغيره ، فكيف بتفجير نبع من الأرض ، ولا استحالة ـ أيضا ـ في أن يكون له جنة من نخيل .. ، على نحو ما طلبوا ، إلا أن هؤلاء لم يكن له غرض في حصول هذه الأشياء حقيقة ، إنما هي من باب المبالغة في العناد ، والتعنت مع الرسول ، من أجل التمادي في طغيانهم .

قال الطاهر ابن عاشور رحمه الله :

" ولما كان اقتراحهم اقتراح مُلاجّة [ المبالغة في الخصومة ] وعناد ، أمره الله بأن يجيبهم بما يدل على التعجب من كلامهم بكلمة ( سبحان ربي) التي تستعمل في التعجب .. ثم بالاستفهام الإنكاري ، وصيغة الحصر المقتضية قصر نفسه على البشرية والرسالة قصرا إضافيا ، أي لست ربا متصرفا أخلق ما يطلب مني ، فكيف آتي بالله والملائكة ، وكيف أخلق في الأرض ما لم يخلق فيها " . انتهى .

"التحرير والتنوير" ( 15/210-211) .

ثالثا :

احرص على قلبك يا عبد الله ، وكن على دينك أحرص منك على الدرهم والدينار ؛ فلا تدع لشياطين الإنس والجن سبيلا أن يسترقوا اليقين من قلبك ، أو يزعزعوا الإيمان فيه ؛ وما دمت لم تحصل من العلم الشرعي ، ما يحصنك ضد شبهات المشككين ، ففر من هؤلاء ، ومجالسهم ، ومنتدياتهم ، ولا تسمع لزخارف قولهم ، فإنك لا تدري إذا نزلت الشبهة في قلبك متى تخرج منه ، وإذا عرضت الفتنة ، هل أنت ناج منها أم من المفتونين .

نسأل الله تعالى لنا ولجميع عباده الموحدين الهداية والتوفيق والسداد .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ركن من اركان الايمان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc