![]() |
|
الجلفة للنقاش الجاد قسم يعتني بالمواضيع الحوارية الجادة و الحصرية ...و تمنع المواضيع المنقولة ***لن يتم نشر المواضيع إلا بعد موافقة المشرفين عليها *** |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
ضعفنا في الولاء و البراء و الدفاع عن الدين.....
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 46 | ||||
|
![]() موضوع حساس جدا أخي العزيز صالح يحتاج إلى بحث والدين يتكون من اللب والقشور
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 47 | |||
|
![]() بسم الله وبه نستعين أشكر الأخ الكريم صالح على هذا الموضوع الطيب واسأل الله العلي القدير أن ينفع به إخواننا في هذا المنتدى الحقيقة أني منذ مدة أتابع هذا الموضوع ولم أجد ما أشارك به ففقري للعلم وبساطة أفكاري وركني لما هو عملي يجعلانني أتبع من بعيد وأتعلم على أيدي إخواني نفعنا الله بهم و رغبة مني في تنوع الأفكار نقلت لكم رأي العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي في رده على سؤال طرح عليه في هذا السياق نفعنا الله بعلمه ******************** السؤال : فضيلة الدكتور –حفظه الله- يعيب بعض الملتزمين ما يشاهدونه في تعامل الإخوان المسلمين مع الأقباط بل يصل الأمر بالبعض إلى التشكيك في عقيدتهم وأن ما يحدث منهم يتعارض مع مسألة الولاء والبراء، فنرجو تعليق فضيلتكم على هذا الأمر؟ وجزاكم الله خيرا الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: أخي الكريم: الولاء والبراء، من مقتضاياته أن تقدم حب الله على ما سواه، ومن الولاء لله أن يتحقق فيك كمال العبودية لله عز وجل فيما أمر ونهى وأن تتجرد من هوى النفس وأن تذلها لله رب العالمين، والولاء والبراء لا يتنافى مع وجوب القسط والعدل لمن أمرنا الله أن نقسط إليهم، والنصارى في مصر أو في أي بلد إسلامي مأمورون شرعا بأن نحسن إليهم ونقسط ونعدل، فلهم ما لنا وعليهم ما علينا، بل من أساء إليهم فقد عصى أبا القاسم –صلى الله عليه وسلم- الذي قال "- من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة". وإليك رد فضيلة الدكتور القرضاوي: قضية الولاء والبراء، الإخوان كانوا أسبقَ الجماعات إلى تقريرها، فهم يُوالُون كلَّ مَن والَى الله ورسوله وجماعة المؤمنين، كما قال تعالى: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ورَسُولُهُ والذِينَ آمَنُوا الذِينَ يُقِيمونَ الصَّلاةَ ويُؤتُونَ الزَّكَاةَ وهُمْ رَاكِعونَ. ومَنْ يَتَوَلَّ اللهَ ورَسولَهُ والذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبونَ) (المائدة:55/56). وهم يُعادُون كلَّ مَن عادَى الله ورسولَه والمؤمنين: (يَا أيُّها الذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) (الممتحنة:1). ويؤكِّد الأستاذ البَنّا في رسائله على هذه القضية، فأوثق عُرَى الإيمان: الحُبّ في الله، والبُغض في الله. وهل الإيمان إلا الحبّ والبغض؟ وفي رسالة التعاليم في ركن "التجرُّد" يقول: "أريد بالتجرَّد: أن تتخلّص لفكرتِك مِمّا سِواها من المبادِئ والأشخاص؛ لأنّها أسمى الفِكَر وأجمعُها وأعلاها: (صِبْغَةَ اللهِ ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغةً) (البقرة:138). (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ والذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ ومِمّا تَعْبُدونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيَنْكُمُ العَداوةُ والبَغْضاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة:4). والناس عند الأخ الصّادق واحدٌ من ستة أصناف: مسلم مجاهِد، أو مسلِم قاعد، أو مسلم آثِم، أو ذِمِّي مُعاهِد، أو مُحايِد، أو مُحارِب، ولِكُلٍّ حكمه في ميزان الإسلام. وفي حدود هذه الأقسام تُوزَن الأشخاص والهيئات، ويكون الوَلاء والعداء" أهـ. (رسالة التعليم، مجموع الرسائل ص 363.) لا أحسب عالمًا أو منصفًا يتَّهِم صاحب هذا الكلام بأنه لا يعرف الولاء والبراء، أو المُوالاة والمُعاداة في الله، بل لقدْ رَبَّى جيلاً يُحبّ في الله، ويُبغِض في الله، ويُوالي في الله، ويُعادِي في الله. والإخوان كانوا أشدَّ الناس على المستعمِرين والصَّهايِنة، الذين احتلُّوا ديار الإسلام لمقاوِمة هؤلاء، فلا يُتصوَّر أن يُتَّهموا بدعوَى الولاء لهم. أخوّة المواطنين من غير المسلمين: ولكن الإخوان يفرِّقون بين هؤلاء وبين مواطنيهم، الذين يَعيشون في دار الإسلام، وهم من أهل البلاد الأصليّين، وقد دخل الإسلام عليهم وهم فيها، وأعطاهُم الذِّمّة والأمان أن يعيشوا مع المسلمين وفي ظِلِّ حكمهم، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، إلا ما اقتضاه التميِيز الديني. فهؤلاء لم يَنْهَ الله تعالَى عن بِرِّهم والإقساط إليهم، كما في قوله تعالى: (لاَ يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الذِينَ لَمْ يُقاتِلوكُمْ فِي الدِّينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطينَ) (الممتحنة: 8). فهؤلاء لهم حَقّ البِرِّ والقسط، والقسط هو العدل، والبِرُّ هو فوق العدل، وهو الإحسان. القِسط: أن تُعطيَهم حَقَّهُم، والبِرّ أن تَزيد على ما هو حقّ لهم! القسط: أن تأخُذ منهم الحقَّ الذي عليهم، والبِرّ أن تتنازَل عن بعض حقِّك عليهم. فهؤلاء ـ إذا كانوا من أهل وطنِك ـ لك أن تقول: هم إخواننا، أي إخواننا في الوطن، كما أن المسلمين ـ حيثما كانوا ـ هم إخواننا في الدّين. (والفُقهاء يقولون عن أهل الذمة: هم من أهل الدار، أي دار الإسلام). فالأُخُوّة ليست دينيّة فقط كالتي بين أهل الإيمان بعضِهم وبعض، وهي التي جاء فيها قول الله تعالى: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات:10). بل هناك أُخُوّة قوميّة، وأخوة وطنيّة، وأُخوة بشريّة. والقرآن الكريم يحدِّثنا في قَصص الرُّسل مع أقوامِهم الذين كذَّبوهم وكفروا بهم، فيقول: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقونَ) (الشعراء: 105،106). (كَذَّبَتْ عَادٌ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ) (الشعراء:123،124). (كَذَّبَتْ ثَمودُ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخوهُمْ صَالِحٌ) (الشعراء:142،141). (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ المُرْسَلينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخوهُمْ لُوطٌ..) (الشعراء:160،161). كيف أثبت الله الأُخوّة لهؤلاء الرسل مع أقوامهم مع تكذيبهم لهم وكفرهم بهم ؟ لأنّهم كانوا منهم، فهم إخوتهم من هذه الناحية، فهي أُخوّة قوميّة، ولذا قال عن شعيب في نفس السّورة: (كَذَّبَ أَصْحابُ الأيْكَةِ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقونَ) (الشعراء:176،177). وذلك أَنَّه لَم يكن منهم، وإنما كان من مَدْيَنَ؛ ولذا قال في سورة أخرى: (وإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا) (هود: 84). وإذا أثبتَ القرآنُ هذه الأخوةَ القوميّة بين الرسل وأقوامهم، فلا حرجَ أن نُثبِتَ أُخوّة وطنية بين المسلمين ومُواطنيهم من الأقباط في مصر، أو أمثالهم في البلاد الإسلامية الأخرى. ولا يكون ذلك سببًا للطعن في عقيدة الإخوان، وأنهم لا يعرفون الولاء والبراء في عقيدتهم، بل يكون هذا من حسن فقه الإخوان، وفَهمهم عن الله ورسوله ما لا يَفهم الآخَرون. والله أعلم. ********************* انتهى كلام الدكتور وأنا لي بعض التسؤلات التي طالما يتقاذفها عقلي المحدود وفكري البسيط والتي أود أن أوردها في مداخلة أخرى إن شاء الله وإذا أذن لنا أخونا صالح .... إلى ذلك الحين أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 48 | ||||
|
![]() اقتباس:
اخي الكريم
اعلم ان ديننا كله لب و لا قشور فيه و القشور حقه ان يستغنى عنه في الآخير و يرمى في المزابل و الذي عليه علماؤنا تقسيم الدين الى اصول و فروع و هذا التقسيم محل خلاف بينهم لأنه يجعل الصلاة من الفروع و هي من الأصول و الركائز و جعلوا السنة منها ما هو واجب و منها ما هو مستحب و اما تقسييم الدين الى قشور و لب فهو أمر خطير بل قد حكم بعض كبار العلماء الحنفية و الحنابلة و بعض المحققين إلى ان من اعتقد ذلك فهو على خطر عظيم و قد لاح بريق الردة فوق راسه و لا تظن اخي اني اهرف بما الا اعرف بل هو الحق و فتاوى العلماء موجودة مبثوتة صوتا و خطا فاطلبها من مظانها و هذا موضوع لي من قبل تكلمت فيه عن ه\ا التقسيم قالوا: ((الدين قشور و لب))....... و أنا أقول الدين كله لب، و أنا المقصر العاصي. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 49 | ||||
|
![]() اقتباس:
كل ما جاء في ما نقلته و أثبته عن الشيخ القرضاوي لا ينافي ما قلناه و ذلك: أن الظلم و التعدي و الطغيان جميعها محرّمة بين العباد بل يحرم حتى ظلم الحيوان و الواجب عدل الكفار و انصافهم و عدم التعدي عليهم و لكن ليعلم أن القسط عمل ظاهر لا دخل له في أعمال القلوب و الواجب نحو الكافر بغضه و كرهه و كره افعاله و اقواله و هذا البغض و المقت لا يمنع من عدله و قسطه و وجب التفريق بين الكافر الصلي الذي له أحكام اهل الذمّة و الكافر المرتد الذي لا يقر على كفره و ليس له أحكام أهل الذمّة فالأول يبغض و يقر على كفره و يقسط و الثاني يبغض و لا يقر على كفره و يستات و العدل معه دعوته للتوبة و له ان يستجيب او يقتل. و أما الكلام عن اأخخوة النسب فهذا كلام حق و قد نطق به القرآن و لكن تفهم على حسب ما ذكره الشيخ القرضاوي من حال الرسل و الأنبياء فهل اولئك السرل شفعت عندهم أخوة النسب و القوم لأقوامهم فلم يكفروهم و لم يحاربوهم لا بل حاربوهم و جاهدوهم لأن العبرة بأخوّة الدين و الملة و العقيدة في الولاء و البراء و لا عبرة بأخوة النسب و القوم و لك في قصص أولئك الأنبياء الذي ذكر الشيخ القرضواي طائفة منهم و غيرهم العبرة البيان و الحجّة. فالعبرة بأخوة الذين لا اخوة النسب و القوم و الإنسانية هذا ما يفهم من كلام الشيخ و جزاك الله خيرا اخي ناقله و بارك الله فيك و اني انتظر منك المزيد المفيد - ان شاء الله - |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 50 | ||||||
|
![]()
|
||||||
![]() |
رقم المشاركة : 51 | |||||
|
![]() اقتباس:
اقتباس:
ن القرأن و السنّة فرقوا جميعا بين الفعل و الفاعل و حكمهم على أفعال العباد بأن هذا الفعل كفر و ذك معصية و ثالث طاعة و رابع بدعة و خامس فسق لا يحتاج إلى تكلف القول فيه لشهرته في القرآن و شهرة ذلك في السنة و لا يعقل ان يوجد مسلم يعيش بين ظهراني المسلمين و لم يسمع أن ذاك الفعل معصية أو كفر أو شرك. كما أن حكمهم على العباد غير حكمهم على أفعال العباد و أطلقوا لفظ كافر و مشرك و منافق و مؤمن و مسلم و عاصي و غيرها من الأسماء الشرعية و هي اسماء الفاعلين ثم علقوا الأحكام الدنيوية و الآخروية على كل من وقع عليه اسم فاعل فللمؤمن الحب و النصر و للكافر الكره و البغض و كره الكافر إنما يكره في الله كرها ليس معه حبا مطلقا و دليل ذلك قوله تعالى: (( لا تجد قوما يؤمنون بالله و رسوله يوادون من حاد الله و رسوله)) فانظر - يرعاك الله - كيف نفى الله اجتماع الحب و الكره في حق من حاد الله و رسوله و هم الكفار فبغضهم ينافي حبهم كما ان هذا الحكم اطلقه الله على نفس من حاده و هم الأشخاص ثم ان يوم القيامة ما يكون من ثواب و عقاب غنما يكون للعباد و ليس للفعال فقد حق للمؤمنين النعيم لأنهم كانوا أهل طاعة و وجب للكفار (اي اعيانهم و ذواتهم) العذاب لأنهم اهل كفر فالتفريق في حق الكفار بين بعض العمل و بعضه هو في ذاته في ذات الله كمن اراد ان يفرق بين وفوع العذاب على الفعل و استحالته على من فعل ذلم الفعل و هل ذلك موجود لهذا عد علماؤنا ((باب الأسماء و الأحكام) من أمر العقيدة و هو ليس ببدعة كما نعق البعض و إنما هو باب شرعي اصيل و دليله جميع القرأن و جميع السنة. |
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 52 | ||||
|
![]() اقتباس:
و منه ليس للعباد التكفير و انما يكفر من كفره الله و رسوله و من جملة الكفار المرتدين و الإجماع على وجوب قتل المرتد قد نقله غير واحد من العلماء و اجماعهم مبني على النصوص و هو في حد ذاته حجة و قد نقل الإجماع عير واحد من اهل العلم منهم الموفق فقد قال: (وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتد) و انا اختلفوا بعد الإجماع على قتله في استابته |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 53 | |||||
|
![]()
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 54 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 55 | |||
|
![]() السلام عليكم ....
أدخل الموضوع الى لوحة التحكم ... فأنا متابع ! |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 56 | |||
|
![]() موضوع مهم مشكورين على مناقشته |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 57 | |||
|
![]() سلام عليكم صويلح و الله تقول عليك خطيب كبير مه هذوك ديال التليفيزيووووووووووووووووون
![]() ![]() |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 58 | |||
|
![]() وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تعريف الموالاة : و ولي الله هو الموافق المتابع له فيما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه ويأمر به وينهى عنه - ومن أجل هدا كان المعادي لوليه معاديا له كما قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}فمَن عادى أولياء الله فقد عاداه، ومَن عاداه فقد حارَبَهُ، فلهذا قال: ((ومَن عادى لي وليًّا، فقد بارَزَنِي بالمُحَاربة)) ومن الصور المتعددة للموالاة : * الحب والمودة والدليل قال تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "ونظائر هذا في غير موضعٍ من القرآن، يأمُر - سبحانه - بِمُوالاة المؤمنين حقًّا، الذين هم حِزْب الله وجُنده، ويُخبر أنَّ هؤلاء لا يُوالون الكفُّار، ولا يوادونهم". يقول ابن رجب - رحمه الله -: "فأولياءُ الله تجب موالاتهم، وتحرم معاداتهم، كما أنَّ أعداءه تجب مُعاداتهم، وتحرم موالاتهم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} وقال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} * النصرة والانتصار والدليل قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، وقال سبحانه: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}. وعن جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليس منَّا مَن دعا إلى عصبيَّة، وليس منَّا مَن قاتَلَ على عصبيَّة، وليس منَّا مَن مات على عصبيَّة)) - وارجع هنا الى نقطة مهمة انه ادا دكر دليل من قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ماكان لنا رده ... تعصبا لشخص فان اخدتكم العصبية لفلان اوعلان فانها تأحدنا العصبية لله ورسوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به - حديث صحيح وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن خَرَج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهليَّة، ومَن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبيَّة، أو يدعو إلى عصبيَّة، أو ينصر عصبية فقُتل، قُتل قتلة جاهلية)). * الاتباع والدليل قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}. كل ماسبق قد دل على حرمة الموالاة والولاء لغيرالمسلمين ومما أخبرنا به الصادق الامين من اخبار ما يكون في اخر هده الامة الولاء لغير المسلمين من اليهود والنصارى وقد حدرنا من دلك قبل وقوعه فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لتتبعُنَّ سنن مَن كان قبلكم، شبرًا بشِبْر، وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه))، قُلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: ((فمَن؟))، وفي الحديث: ((مَن تَشَبَّه بقوْمٍ فهو منهم)). يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "فالمشابَهة والمُشارَكة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة". ويقول - رحمه الله -: "إنَّ المُشَابَهة في الظاهر تورِّث نوعَ مودة ومحبة وموالاة في الباطن كما أن المحبة في الباطن تورث المشابَهة في الظاهر وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة" فإذا كانت المشابَهة في أمور دنيويَّة تورث المحبة والموالاة فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنها تؤدي إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد والمحبة والموالاة لهم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ} وقال تعالى فيما يذم به أهل الكتاب: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَكَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} فبين - سبحانه وتعالى - أن الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه مستلزم لعدم ولايتهم فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان لأنَّ عدم اللازم يقتَضِي عدم الملزوم. وقال- الله تعالى :{لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} فأخبر - سبحانه - أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرا .... يقول ابن كثير "وقوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}؛ أي: شك، وريب، ونفاق، {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} أي: يبادرون إلى موالاتهم ومودتهم في الباطن والظاهر ومن مظاهر الموالاة : مظاهرة الكافرين وإعانتهم وإفشاء أخبار وأسرارالمسلمين وكشْف عوراتهم لأعداء الدين والفرح لِمصاب المسلمين والحزن لنصرهم والسعي لهزيمتهم بالقلَم والمال والنفس والدعوة إلى خلْع رابطة الولاء الديني وجعل الولاء على أُسُس عرقية مثل: الوطنية والقومية والفرعونية قال الشيخ الشِّنقيطي - رحمه الله -: "ومن هدْي القرآن للتي هي أقوم: هدْيه إلى أنَّ الرابطة التي يجب أن يعتقد أنها هي التي تربط بين أفراد المجتمع وأن يُنادى بالارتباط بها دون غيرها إنما هي دين الإسلام لأنه هو الذي يربط بين أفراد المجتمع حتى يصير بقوة تلك الرابطة جميع المجتمع الإسلامي كأنه جسَد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعَى له سائر الجسد بالسهر والحمى". كما أخبر رسول الله في حديثه ومنها أيضا - مظاهر الولاء - الدعوة إلى زمالة الأديان ورفْع شِعار: "الدِّين لله، والوَطَن للجميع" ليذوب معنى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، و((المسلم أخو المسلم))، ومن ذلك: التجمُّع تحت أحزاب وكيانات تشترط أن يكون الاجتماع لا على أساس الدين كالماسونية ونوادي الروتاري والليُونز أو أحزاب سياسية تفصل الدين عن السياسة كالعلمانية وشعارهم: "لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة". وهل لنا غير دين الاسلام ؟؟؟؟ ومنه أيضا دعوى تقديم الواجب الوطَني على الواجب الديني فإذا تعارض عندهم الدين والوطنية قدم ما فيه مصلحة للوطن - كبعض الاحزاب المنتشرة هنا وهناك والتي صرحت جهارا نهارا انهم مع الدين فان اعترض الدين مبادئ احزابهم قدمو المبادئ على الدين - حتى لو كان فيه محاداة لله ورسوله ومحاربة لدِينه وأوليائِه. ومنه أيضا "كسر حاجز الولاء والبراء بين المسلم والكافر وبين السني والبِدعي وهو ما يدعونه حاجز نفسي فيكسر تحت شعارات كالتسامح والتآلف ونبد التطرف والتعصب ولا حول ولاقوة الا بالله - فكل بدعة ضلا لة وكل ضلالة في النار .... ومنه أيضا الاعتزاز باخلاق المشركين الكفار باسم المدنية والتحضر والتطور الى دلك من الفاظ كالموضة والفن الراقي والابتعاد عن اخلاق المسلمين التي يرونها تخلفا و تعصبا ... وطرح التمسك بآداب الاسلام وهديه ورميها وكما دكرت بالتخلف والرجعية .... ضف الى دلك ماقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "لا تعَلَّمُوا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليهم". وقد سئل فضيلة الشيخ ابن العثيمين رحمه الله : عن الولاء والبراء؟ فأجاب - رحمه الله- بقوله: البراء والولاء لله سبحانه أن يتبرأ الإنسان من كل ما تبرأ الله منه كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً ) وهذا مع القوم المشركين كما قال سبحانه : (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) فيجب على كل مؤمن أن يتبرأ من كل مشرك وكافر. فهذا في الأشخاص. وكذلك يجب على المسلم أن يتبرأ ويترك كل عمل لا يرضي الله ورسوله وإن لم يكن كفراً، كالفسوق والعصيان كما قال سبحانه: (لَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) . وإذا كان مؤمن عنده إيمان وعنده معصية فنواليه على إيمانه، ونكرهه على معاصيه، وهذا يجري في حياتنا فقد تأخذ الدواء الكريه الطعم وأنت كاره لطعمه وأنت مع ذلك راغب فيه لأن فيه شفاء من المرض. وبعض الناس يكره المؤمن العاصي أكثر مما يكره الكافر وهذا من العجب وهو قلب للحقائق فالكافر عدو لله ولرسوله وللمؤمنين ويجب علينا أن نكرهه من كل قلوبنا قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ) وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ) فيصل لمطيع وإن عظمت معصيته قوله تعالى فيمن قتل مؤمناً عمداً قال تعالى ( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ). فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول مع أن القتل ـ قتل المؤمن عمداً ـ من أعظم الكبائر . وقوله تعالى في الطائفتين المقتتلتين من المؤمنين قال تعالى : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) إلى قوله : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) فلم يخرج الله الطائفتين المقتتلتين من الإيمان ولا من الأخوة الإيمانية. فإن كان في الهجر مصلحة أو زوال مفسدة بحيث يكون رادعاً لغير العاصي عن المعصية أو موجباً لإقلاع العاصي عن معصيته كان الهجر حينئذٍ جائزاً بل مطلوباً طلباً لازماً أو مرغباً فيه حسب عظم المعصية التي هجر من أجلها. ودليل ذلك قصة كعب بن مالك وصاحبيه ـ رضي الله عنهم ـ وهم الثلاثة الذين خلفوا فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرهم ونهى عن تكليمهم فاجتنبهم الناس، حتى إن كعباً - رضي الله عنه -دخل على ابن عمه أبي قتادة - رضي الله عنه -وهو أحب الناس إليه فسلم عليه فلم يرد عليه السلام. فصار بهذا الهجر من المصلحة العظيمة لهؤلاء الثلاثة من الرجوع إلى الله - عز وجل - والتوبة النصوح والابتلاء العظيم ولغيرهم من المسلمين ما ترجحت به مصلحة الهجر على مصلحة الوصل. أما اليوم فإن كثيراً من أهل المعاصي لا يزيدهم الهجر إلاّ مكابرة وتمادياً في معصيتهم ونفوراً وتنفيراً عن أهل العلم والإيمان فلا يكون في هجرهم فائدة لهم ولا لغيرهم. وعلى هذا فنقول: إن الهجر دواء يستعمل حيث كان فيه الشفاء، وأما إذا لم يكن فيه شفاء أو كان فيه إشفاء وهو الهلاك فلا يستعمل. وأحوال الهجر ثلاث: إما أن تترجح مصلحته فيكون مطلوباً. وإما أن تترجح مفسدته فينهى عنه بلا شك. وإما أن لا يترجح هذا ولا هذا فالأقرب النهي عنه لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة". أما الكفار المرتدون فيجب هجرهم والبعد عنهم وأن لا يجالسوا ولا يواكلوا إذا قام الإنسان بنصحهم ودعوتهم إلى الرجوع إلى الإسلام فأبوا وذلك لأن المرتد لا يقر على ردته بل يدعى إلى الرجوع إلى ما خرج منه فإن أبى وجب قتله وإذا قتل على ردته فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين وإنما يرمى بثيابه ورجس دمه في حفرة بعيداً عن المقابر الإسلامية في مكان غير مملوك. وأما الكفار غير المرتدين فلهم حق القرابة إن كانوا من ذوي القربى كما قال تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) وقال في الأبوين الكافرين المشركين: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ) يقول ابن كثير رحمه الله {نَوَلِّه مَا تَوَلَّى} أي: إذا سلك هذه الطريق جازيناه على ذلك بأن نحسنها في صدره، ونزيّنها له استدراجًا له كما قال تعالى: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} وقال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} وقوله: {وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} وجعل النار مصيره في الآخرة لأن من خرج عن الهدى لَم يَكُن له طريق إلاَّ إلى النار يوم القيامة". فلا ترغب عن سبيل المؤمنين ولا تقتفِ سبل المجرمين من الكفار والمنافقين واعلم أنه ما من سبيل منها إلا وعليه شيطان يدعو إليه ويزينه لأهله. فإن وفقك الله لسبيل المؤمنين فإياك والتفرق فيه واسمع لقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. وعليك بالنُّصح لكل مسلم فـ((الدين النصيحة)) كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله البجلي قال: بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنُّصح لكل مسلم وفي رواية: ((أبايعك على أن تعبُد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين)). فالنصيحةُ للمسلمين هو مقتضى ترك التفرق في السبيل وهو هدي أهل السنة وسمتهم. يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "ثُم من طريقة أهلِ السنة والجماعة اتِّباع آثار الرسول - صلى الله عليه وسلم - باطنا وظاهرا.... إلى أن يقول - رحمه الله -: ويدينون بالنصيحة للأمة، ويعتَقِدون معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، يشُد بعضه بعضًا)) وقوله: ((مثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمَثَل الجسد الواحد، إذا اشتكى عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحُمَّى والسهَر". هدانا الله واياكم لكل خير ... وجعلنا ممن يستمعون القول ويفقهونه .... وجعلنا الله واياكم ممن لا يفارقون طريق أهل السنة والجماعة ولا يتفرقون فيه ... بارك الله فيك أخي الصالح وحفظك .... ولقد كلفت من ينقل كلامي لك بعد ان رأيت ان في الموضوع قول يخصني ... ثبتنا الله وثبتك .. وجنبنا واياك الفتن ماظهر منها ومابطن والسلام عليكم ورحمة الله ... أخوك محمد . خ |
|||
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc