ضعفنا في الولاء و البراء و الدفاع عن الدين..... - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للنقاش الجاد

الجلفة للنقاش الجاد قسم يعتني بالمواضيع الحوارية الجادة و الحصرية ...و تمنع المواضيع المنقولة ***لن يتم نشر المواضيع إلا بعد موافقة المشرفين عليها ***

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ضعفنا في الولاء و البراء و الدفاع عن الدين.....

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-09-17, 23:01   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
مرواني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مرواني
 

 

 
إحصائية العضو










17

موضوع حساس جدا أخي العزيز صالح يحتاج إلى بحث والدين يتكون من اللب والقشور
لذا أقول لأخي
kamel عليك بمراجعة كلامك حول الوضوء والزكاة بالعكس فالمشكل يكمن في الوضوء والزكاة









 


قديم 2009-09-18, 11:59   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
الغزالي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الغزالي
 

 

 
إحصائية العضو










B2 ضعفنا في فهم الولاء والبراء

بسم الله وبه نستعين
أشكر الأخ الكريم صالح على هذا الموضوع الطيب
واسأل الله العلي القدير أن ينفع به إخواننا في هذا المنتدى
الحقيقة أني منذ مدة أتابع هذا الموضوع ولم أجد
ما أشارك به ففقري للعلم وبساطة أفكاري وركني لما هو عملي
يجعلانني أتبع من بعيد وأتعلم على أيدي إخواني نفعنا الله بهم
و رغبة مني في تنوع الأفكار نقلت لكم رأي العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي
في رده على سؤال طرح عليه في هذا السياق نفعنا الله بعلمه

********************
السؤال :
فضيلة الدكتور –حفظه الله- يعيب بعض الملتزمين ما يشاهدونه في تعامل الإخوان المسلمين مع الأقباط بل يصل الأمر بالبعض إلى التشكيك في عقيدتهم وأن ما يحدث منهم يتعارض مع مسألة الولاء والبراء، فنرجو تعليق فضيلتكم على هذا الأمر؟ وجزاكم الله خيرا

الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم: الولاء والبراء، من مقتضاياته أن تقدم حب الله على ما سواه، ومن الولاء لله أن يتحقق فيك كمال العبودية لله عز وجل فيما أمر ونهى وأن تتجرد من هوى النفس وأن تذلها لله رب العالمين، والولاء والبراء لا يتنافى مع وجوب القسط والعدل لمن أمرنا الله أن نقسط إليهم، والنصارى في مصر أو في أي بلد إسلامي مأمورون شرعا بأن نحسن إليهم ونقسط ونعدل، فلهم ما لنا وعليهم ما علينا، بل من أساء إليهم فقد عصى أبا القاسم –صلى الله عليه وسلم- الذي قال "- من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة".
وإليك رد فضيلة الدكتور القرضاوي:
قضية الولاء والبراء، الإخوان كانوا أسبقَ الجماعات إلى تقريرها، فهم يُوالُون كلَّ مَن والَى الله ورسوله وجماعة المؤمنين، كما قال تعالى: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ورَسُولُهُ والذِينَ آمَنُوا الذِينَ يُقِيمونَ الصَّلاةَ ويُؤتُونَ الزَّكَاةَ وهُمْ رَاكِعونَ. ومَنْ يَتَوَلَّ اللهَ ورَسولَهُ والذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبونَ) (المائدة:55/56).
وهم يُعادُون كلَّ مَن عادَى الله ورسولَه والمؤمنين: (يَا أيُّها الذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) (الممتحنة:1).

ويؤكِّد الأستاذ البَنّا في رسائله على هذه القضية، فأوثق عُرَى الإيمان: الحُبّ في الله، والبُغض في الله. وهل الإيمان إلا الحبّ والبغض؟
وفي رسالة التعاليم في ركن "التجرُّد" يقول: "أريد بالتجرَّد: أن تتخلّص لفكرتِك مِمّا سِواها من المبادِئ والأشخاص؛ لأنّها أسمى الفِكَر وأجمعُها وأعلاها: (صِبْغَةَ اللهِ ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغةً) (البقرة:138). (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ والذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ ومِمّا تَعْبُدونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيَنْكُمُ العَداوةُ والبَغْضاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة:4). والناس عند الأخ الصّادق واحدٌ من ستة أصناف: مسلم مجاهِد، أو مسلِم قاعد، أو مسلم آثِم، أو ذِمِّي مُعاهِد، أو مُحايِد، أو مُحارِب، ولِكُلٍّ حكمه في ميزان الإسلام. وفي حدود هذه الأقسام تُوزَن الأشخاص والهيئات، ويكون الوَلاء والعداء" أهـ. (رسالة التعليم، مجموع الرسائل ص 363.)
لا أحسب عالمًا أو منصفًا يتَّهِم صاحب هذا الكلام بأنه لا يعرف الولاء والبراء، أو المُوالاة والمُعاداة في الله، بل لقدْ رَبَّى جيلاً يُحبّ في الله، ويُبغِض في الله، ويُوالي في الله، ويُعادِي في الله.


والإخوان كانوا أشدَّ الناس على المستعمِرين والصَّهايِنة، الذين احتلُّوا ديار الإسلام لمقاوِمة هؤلاء، فلا يُتصوَّر أن يُتَّهموا بدعوَى الولاء لهم.


أخوّة المواطنين من غير المسلمين:
ولكن الإخوان يفرِّقون بين هؤلاء وبين مواطنيهم، الذين يَعيشون في دار الإسلام، وهم من أهل البلاد الأصليّين، وقد دخل الإسلام عليهم وهم فيها، وأعطاهُم الذِّمّة والأمان أن يعيشوا مع المسلمين وفي ظِلِّ حكمهم، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، إلا ما اقتضاه التميِيز الديني.
فهؤلاء لم يَنْهَ الله تعالَى عن بِرِّهم والإقساط إليهم، كما في قوله تعالى: (لاَ يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الذِينَ لَمْ يُقاتِلوكُمْ فِي الدِّينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطينَ) (الممتحنة: 8).

فهؤلاء لهم حَقّ البِرِّ والقسط، والقسط هو العدل، والبِرُّ هو فوق العدل، وهو الإحسان.
القِسط: أن تُعطيَهم حَقَّهُم، والبِرّ أن تَزيد على ما هو حقّ لهم!
القسط: أن تأخُذ منهم الحقَّ الذي عليهم، والبِرّ أن تتنازَل عن بعض حقِّك عليهم.
فهؤلاء ـ إذا كانوا من أهل وطنِك ـ لك أن تقول: هم إخواننا، أي إخواننا في الوطن، كما أن المسلمين ـ حيثما كانوا ـ هم إخواننا في الدّين. (والفُقهاء يقولون عن أهل الذمة: هم من أهل الدار، أي دار الإسلام). فالأُخُوّة ليست دينيّة فقط كالتي بين أهل الإيمان بعضِهم وبعض، وهي التي جاء فيها قول الله تعالى: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات:10). بل هناك أُخُوّة قوميّة، وأخوة وطنيّة، وأُخوة بشريّة.

والقرآن الكريم يحدِّثنا في قَصص الرُّسل مع أقوامِهم الذين كذَّبوهم وكفروا بهم، فيقول: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقونَ) (الشعراء: 105،106). (كَذَّبَتْ عَادٌ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ) (الشعراء:123،124).
(كَذَّبَتْ ثَمودُ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخوهُمْ صَالِحٌ) (الشعراء:142،141). (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ المُرْسَلينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخوهُمْ لُوطٌ..) (الشعراء:160،161).
كيف أثبت الله الأُخوّة لهؤلاء الرسل مع أقوامهم مع تكذيبهم لهم وكفرهم بهم ؟ لأنّهم كانوا منهم، فهم إخوتهم من هذه الناحية، فهي أُخوّة قوميّة، ولذا قال عن شعيب في نفس السّورة: (كَذَّبَ أَصْحابُ الأيْكَةِ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقونَ) (الشعراء:176،177). وذلك أَنَّه لَم يكن منهم، وإنما كان من مَدْيَنَ؛ ولذا قال في سورة أخرى: (وإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا) (هود: 84).

وإذا أثبتَ القرآنُ هذه الأخوةَ القوميّة بين الرسل وأقوامهم، فلا حرجَ أن نُثبِتَ أُخوّة وطنية بين المسلمين ومُواطنيهم من الأقباط في مصر، أو أمثالهم في البلاد الإسلامية الأخرى.
ولا يكون ذلك سببًا للطعن في عقيدة الإخوان، وأنهم لا يعرفون الولاء والبراء في عقيدتهم، بل يكون هذا من حسن فقه الإخوان، وفَهمهم عن الله ورسوله ما لا يَفهم الآخَرون.
والله أعلم.


*********************
انتهى كلام الدكتور
وأنا لي بعض التسؤلات التي طالما يتقاذفها عقلي المحدود
وفكري البسيط والتي أود أن أوردها في مداخلة أخرى إن شاء الله
وإذا أذن لنا أخونا صالح .... إلى ذلك الحين أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه









قديم 2009-09-18, 12:36   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرواني مشاهدة المشاركة
موضوع حساس جدا أخي العزيز صالح يحتاج إلى بحث والدين يتكون من اللب والقشور
لذا أقول لأخي
kamel عليك بمراجعة كلامك حول الوضوء والزكاة بالعكس فالمشكل يكمن في الوضوء والزكاة
اخي الكريم

اعلم ان ديننا كله لب و لا قشور فيه و القشور حقه ان يستغنى عنه في الآخير و يرمى في المزابل

و الذي عليه علماؤنا تقسيم الدين الى اصول و فروع و هذا التقسيم محل خلاف بينهم لأنه يجعل الصلاة من الفروع و هي من الأصول و الركائز

و جعلوا السنة منها ما هو واجب و منها ما هو مستحب

و اما تقسييم الدين الى قشور و لب فهو أمر خطير بل قد حكم بعض كبار العلماء الحنفية و الحنابلة و بعض المحققين إلى ان من اعتقد ذلك فهو على خطر عظيم و قد لاح بريق الردة فوق راسه

و لا تظن اخي اني اهرف بما الا اعرف بل هو الحق و فتاوى العلماء موجودة مبثوتة صوتا و خطا فاطلبها من مظانها

و هذا موضوع لي من قبل تكلمت فيه عن ه\ا التقسيم

قالوا: ((الدين قشور و لب))....... و أنا أقول الدين كله لب، و أنا المقصر العاصي.









قديم 2009-09-19, 11:08   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغزالي مشاهدة المشاركة
بسم الله وبه نستعين
أشكر الأخ الكريم صالح على هذا الموضوع الطيب
واسأل الله العلي القدير أن ينفع به إخواننا في هذا المنتدى
الحقيقة أني منذ مدة أتابع هذا الموضوع ولم أجد
ما أشارك به ففقري للعلم وبساطة أفكاري وركني لما هو عملي
يجعلانني أتبع من بعيد وأتعلم على أيدي إخواني نفعنا الله بهم
و رغبة مني في تنوع الأفكار نقلت لكم رأي العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي
في رده على سؤال طرح عليه في هذا السياق نفعنا الله بعلمه

********************
السؤال :
فضيلة الدكتور –حفظه الله- يعيب بعض الملتزمين ما يشاهدونه في تعامل الإخوان المسلمين مع الأقباط بل يصل الأمر بالبعض إلى التشكيك في عقيدتهم وأن ما يحدث منهم يتعارض مع مسألة الولاء والبراء، فنرجو تعليق فضيلتكم على هذا الأمر؟ وجزاكم الله خيرا

الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم: الولاء والبراء، من مقتضاياته أن تقدم حب الله على ما سواه، ومن الولاء لله أن يتحقق فيك كمال العبودية لله عز وجل فيما أمر ونهى وأن تتجرد من هوى النفس وأن تذلها لله رب العالمين، والولاء والبراء لا يتنافى مع وجوب القسط والعدل لمن أمرنا الله أن نقسط إليهم، والنصارى في مصر أو في أي بلد إسلامي مأمورون شرعا بأن نحسن إليهم ونقسط ونعدل، فلهم ما لنا وعليهم ما علينا، بل من أساء إليهم فقد عصى أبا القاسم –صلى الله عليه وسلم- الذي قال "- من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة".
وإليك رد فضيلة الدكتور القرضاوي:
قضية الولاء والبراء، الإخوان كانوا أسبقَ الجماعات إلى تقريرها، فهم يُوالُون كلَّ مَن والَى الله ورسوله وجماعة المؤمنين، كما قال تعالى: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ورَسُولُهُ والذِينَ آمَنُوا الذِينَ يُقِيمونَ الصَّلاةَ ويُؤتُونَ الزَّكَاةَ وهُمْ رَاكِعونَ. ومَنْ يَتَوَلَّ اللهَ ورَسولَهُ والذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبونَ) (المائدة:55/56).
وهم يُعادُون كلَّ مَن عادَى الله ورسولَه والمؤمنين: (يَا أيُّها الذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) (الممتحنة:1).

ويؤكِّد الأستاذ البَنّا في رسائله على هذه القضية، فأوثق عُرَى الإيمان: الحُبّ في الله، والبُغض في الله. وهل الإيمان إلا الحبّ والبغض؟
وفي رسالة التعاليم في ركن "التجرُّد" يقول: "أريد بالتجرَّد: أن تتخلّص لفكرتِك مِمّا سِواها من المبادِئ والأشخاص؛ لأنّها أسمى الفِكَر وأجمعُها وأعلاها: (صِبْغَةَ اللهِ ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغةً) (البقرة:138). (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ والذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ ومِمّا تَعْبُدونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيَنْكُمُ العَداوةُ والبَغْضاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة:4). والناس عند الأخ الصّادق واحدٌ من ستة أصناف: مسلم مجاهِد، أو مسلِم قاعد، أو مسلم آثِم، أو ذِمِّي مُعاهِد، أو مُحايِد، أو مُحارِب، ولِكُلٍّ حكمه في ميزان الإسلام. وفي حدود هذه الأقسام تُوزَن الأشخاص والهيئات، ويكون الوَلاء والعداء" أهـ. (رسالة التعليم، مجموع الرسائل ص 363.)
لا أحسب عالمًا أو منصفًا يتَّهِم صاحب هذا الكلام بأنه لا يعرف الولاء والبراء، أو المُوالاة والمُعاداة في الله، بل لقدْ رَبَّى جيلاً يُحبّ في الله، ويُبغِض في الله، ويُوالي في الله، ويُعادِي في الله.


والإخوان كانوا أشدَّ الناس على المستعمِرين والصَّهايِنة، الذين احتلُّوا ديار الإسلام لمقاوِمة هؤلاء، فلا يُتصوَّر أن يُتَّهموا بدعوَى الولاء لهم.


أخوّة المواطنين من غير المسلمين:
ولكن الإخوان يفرِّقون بين هؤلاء وبين مواطنيهم، الذين يَعيشون في دار الإسلام، وهم من أهل البلاد الأصليّين، وقد دخل الإسلام عليهم وهم فيها، وأعطاهُم الذِّمّة والأمان أن يعيشوا مع المسلمين وفي ظِلِّ حكمهم، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، إلا ما اقتضاه التميِيز الديني.
فهؤلاء لم يَنْهَ الله تعالَى عن بِرِّهم والإقساط إليهم، كما في قوله تعالى: (لاَ يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الذِينَ لَمْ يُقاتِلوكُمْ فِي الدِّينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطينَ) (الممتحنة: 8).

فهؤلاء لهم حَقّ البِرِّ والقسط، والقسط هو العدل، والبِرُّ هو فوق العدل، وهو الإحسان.
القِسط: أن تُعطيَهم حَقَّهُم، والبِرّ أن تَزيد على ما هو حقّ لهم!
القسط: أن تأخُذ منهم الحقَّ الذي عليهم، والبِرّ أن تتنازَل عن بعض حقِّك عليهم.
فهؤلاء ـ إذا كانوا من أهل وطنِك ـ لك أن تقول: هم إخواننا، أي إخواننا في الوطن، كما أن المسلمين ـ حيثما كانوا ـ هم إخواننا في الدّين. (والفُقهاء يقولون عن أهل الذمة: هم من أهل الدار، أي دار الإسلام). فالأُخُوّة ليست دينيّة فقط كالتي بين أهل الإيمان بعضِهم وبعض، وهي التي جاء فيها قول الله تعالى: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات:10). بل هناك أُخُوّة قوميّة، وأخوة وطنيّة، وأُخوة بشريّة.

والقرآن الكريم يحدِّثنا في قَصص الرُّسل مع أقوامِهم الذين كذَّبوهم وكفروا بهم، فيقول: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقونَ) (الشعراء: 105،106). (كَذَّبَتْ عَادٌ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ) (الشعراء:123،124).
(كَذَّبَتْ ثَمودُ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخوهُمْ صَالِحٌ) (الشعراء:142،141). (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ المُرْسَلينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخوهُمْ لُوطٌ..) (الشعراء:160،161).
كيف أثبت الله الأُخوّة لهؤلاء الرسل مع أقوامهم مع تكذيبهم لهم وكفرهم بهم ؟ لأنّهم كانوا منهم، فهم إخوتهم من هذه الناحية، فهي أُخوّة قوميّة، ولذا قال عن شعيب في نفس السّورة: (كَذَّبَ أَصْحابُ الأيْكَةِ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقونَ) (الشعراء:176،177). وذلك أَنَّه لَم يكن منهم، وإنما كان من مَدْيَنَ؛ ولذا قال في سورة أخرى: (وإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا) (هود: 84).

وإذا أثبتَ القرآنُ هذه الأخوةَ القوميّة بين الرسل وأقوامهم، فلا حرجَ أن نُثبِتَ أُخوّة وطنية بين المسلمين ومُواطنيهم من الأقباط في مصر، أو أمثالهم في البلاد الإسلامية الأخرى.
ولا يكون ذلك سببًا للطعن في عقيدة الإخوان، وأنهم لا يعرفون الولاء والبراء في عقيدتهم، بل يكون هذا من حسن فقه الإخوان، وفَهمهم عن الله ورسوله ما لا يَفهم الآخَرون.
والله أعلم.


*********************
انتهى كلام الدكتور
وأنا لي بعض التسؤلات التي طالما يتقاذفها عقلي المحدود
وفكري البسيط والتي أود أن أوردها في مداخلة أخرى إن شاء الله
وإذا أذن لنا أخونا صالح .... إلى ذلك الحين أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

كل ما جاء في ما نقلته و أثبته عن الشيخ القرضاوي لا ينافي ما قلناه و ذلك:

أن الظلم و التعدي و الطغيان جميعها محرّمة بين العباد بل يحرم حتى ظلم الحيوان و الواجب عدل الكفار و انصافهم و عدم التعدي عليهم و لكن ليعلم أن القسط عمل ظاهر لا دخل له في أعمال القلوب و الواجب نحو الكافر بغضه و كرهه و كره افعاله و اقواله و هذا البغض و المقت لا يمنع من عدله و قسطه و وجب التفريق بين الكافر الصلي الذي له أحكام اهل الذمّة و الكافر المرتد الذي لا يقر على كفره و ليس له أحكام أهل الذمّة فالأول يبغض و يقر على كفره و يقسط و الثاني يبغض و لا يقر على كفره و يستات و العدل معه دعوته للتوبة و له ان يستجيب او يقتل.
و أما الكلام عن اأخخوة النسب فهذا كلام حق و قد نطق به القرآن و لكن تفهم على حسب ما ذكره الشيخ القرضاوي من حال الرسل و الأنبياء فهل اولئك السرل شفعت عندهم أخوة النسب و القوم لأقوامهم فلم يكفروهم و لم يحاربوهم لا بل حاربوهم و جاهدوهم لأن العبرة بأخوّة الدين و الملة و العقيدة في الولاء و البراء و لا عبرة بأخوة النسب و القوم و لك في قصص أولئك الأنبياء الذي ذكر الشيخ القرضواي طائفة منهم و غيرهم العبرة البيان و الحجّة.

فالعبرة بأخوة الذين لا اخوة النسب و القوم و الإنسانية

هذا ما يفهم من كلام الشيخ و جزاك الله خيرا اخي ناقله و بارك الله فيك

و اني انتظر منك المزيد المفيد - ان شاء الله -









قديم 2009-09-19, 14:55   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
الغزالي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الغزالي
 

 

 
إحصائية العضو










B2

دعنا أخي الكريم لا نفوت هذه المداخلة كي نستفيد حقا
راح نتعبك شوي لكن في سبيل الله
أولا :
اقتباس:
الواجب نحو الكافر بغضه و كرهه و كره افعاله و اقواله

ربما بتفكيري المحدود أقبل وأقتنع وأبصم أن بغض ما يعتقده الكافر
من أوجب الواجبات في الدين وربما هو أساس عقيدة الولاء والبراء
حب كل ما يقربنا من الله وبغض كل ما يصدنا عنه
بمعنى نبغض في الكافر كفره غير أن كره الكافر لذاته
يحتاج منا إلى توضيح وشرح وتدليل

ثانيا :
اقتباس:
الكافر الصلي الذي له أحكام اهل الذمّة و الكافر المرتد الذي لا يقر على كفره و ليس له أحكام أهل الذمّة فالأول يبغض و يقر على كفره و يقسط و الثاني يبغض و لا يقر على كفره و يستتاب و العدل معه دعوته للتوبة و له ان يستجيب او يقتل
هل كل مرتد عن الدين يستتاب أو يقتل ؟ يعني هل هذا الحكم مطلق ؟وهل هذا الحكم ثابت عبر الزمان لا يخضع لاجتهاد مجتهد ؟

ثالثا :
اقتباس:
ما ذكره الشيخ القرضاوي من حال الرسل و الأنبياء فهل اولئك الرسل شفعت عندهم أخوة النسب و القوم لأقوامهم فلم يكفروهم و لم يحاربوهم لا بل حاربوهم و جاهدوهم لأن العبرة بأخوّة الدين و الملة و العقيدة في الولاء و البراء
لا خلاف هنا فالمقصود بالولاء إنما لأخوة الدين وحدها ... لا ولاء لأخوة فيها قومية أو وطنية ... إنما نحن أصحاب رسالة
لا ننتظر من الكفار عونا ولا تسهيلا ... وقسطهم إنما لرحم إذا كانت ... أو قومية أو وطن إذا كانا ... والإحسان إليهم إنما طمعا أن يكون لهما نصيب من الإسلام وهذا هو غاية ما يطمح إليه المسلم أن يهدي الله على يده انسانا بل غاية وجوده الدعوة إلى الله ... والإحسان خير طريق لذلك ولنا في رسول الله عندما عاد شابا يهوديا جارا له وبعدما سأله عن حاله بمنتهى اللطف والرقة قال له أسلم يابني فنظر إلى والده فقال له أطع أبا القاسم يابني فأسلم فقال رسول الله الحمد لله الذي أنقذه من النار ....فانظر إلى منهاج رسول الله أحسن إلى يهودي قبل أن يدعوه إلى الإسلام ولنا في أهل الطائف عبرة وعبر ...الرسول لم يدع عليهم بل دعا لهم وهذا هو قمة الإحسان
ونفعنا الله بما تكتبون









قديم 2009-09-19, 19:23   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغزالي مشاهدة المشاركة
دعنا أخي الكريم لا نفوت هذه المداخلة كي نستفيد حقا
راح نتعبك شوي لكن في سبيل الله
أولا :

ربما بتفكيري المحدود أقبل وأقتنع وأبصم أن بغض ما يعتقده الكافر
من أوجب الواجبات في الدين وربما هو أساس عقيدة الولاء والبراء
حب كل ما يقربنا من الله وبغض كل ما يصدنا عنه
بمعنى نبغض في الكافر كفره غير أن كره الكافر لذاته
يحتاج منا إلى توضيح وشرح وتدليل

ثانيا :


هل كل مرتد عن الدين يستتاب أو يقتل ؟ يعني هل هذا الحكم مطلق ؟وهل هذا الحكم ثابت عبر الزمان لا يخضع لاجتهاد مجتهد ؟

ثالثا :


لا خلاف هنا فالمقصود بالولاء إنما لأخوة الدين وحدها ... لا ولاء لأخوة فيها قومية أو وطنية ... إنما نحن أصحاب رسالة
لا ننتظر من الكفار عونا ولا تسهيلا ... وقسطهم إنما لرحم إذا كانت ... أو قومية أو وطن إذا كانا ... والإحسان إليهم إنما طمعا أن يكون لهما نصيب من الإسلام وهذا هو غاية ما يطمح إليه المسلم أن يهدي الله على يده انسانا بل غاية وجوده الدعوة إلى الله ... والإحسان خير طريق لذلك ولنا في رسول الله عندما عاد شابا يهوديا جارا له وبعدما سأله عن حاله بمنتهى اللطف والرقة قال له أسلم يابني فنظر إلى والده فقال له أطع أبا القاسم يابني فأسلم فقال رسول الله الحمد لله الذي أنقذه من النار ....فانظر إلى منهاج رسول الله أحسن إلى يهودي قبل أن يدعوه إلى الإسلام ولنا في أهل الطائف عبرة وعبر ...الرسول لم يدع عليهم بل دعا لهم وهذا هو قمة الإحسان
ونفعنا الله بما تكتبون

اقتباس:
ربما بتفكيري المحدود أقبل وأقتنع وأبصم أن بغض ما يعتقده الكافر
من أوجب الواجبات في الدين وربما هو أساس عقيدة الولاء والبراء
حب كل ما يقربنا من الله وبغض كل ما يصدنا عنه
بمعنى نبغض في الكافر كفره غير أن كره الكافر لذاته
يحتاج منا إلى توضيح وشرح وتدليل

ن القرأن و السنّة فرقوا جميعا بين الفعل و الفاعل و حكمهم على أفعال العباد بأن هذا الفعل كفر و ذك معصية و ثالث طاعة و رابع بدعة و خامس فسق لا يحتاج إلى تكلف القول فيه لشهرته في القرآن و شهرة ذلك في السنة و لا يعقل ان يوجد مسلم يعيش بين ظهراني المسلمين و لم يسمع أن ذاك الفعل معصية أو كفر أو شرك.

كما أن حكمهم على العباد غير حكمهم على أفعال العباد و أطلقوا لفظ كافر و مشرك و منافق و مؤمن و مسلم و عاصي و غيرها من الأسماء الشرعية و هي اسماء الفاعلين ثم علقوا الأحكام الدنيوية و الآخروية على كل من وقع عليه اسم فاعل فللمؤمن الحب و النصر و للكافر الكره و البغض

و كره الكافر إنما يكره في الله كرها ليس معه حبا مطلقا و دليل ذلك قوله تعالى: (( لا تجد قوما يؤمنون بالله و رسوله يوادون من حاد الله و رسوله)) فانظر - يرعاك الله - كيف نفى الله اجتماع الحب و الكره في حق من حاد الله و رسوله و هم الكفار فبغضهم ينافي حبهم كما ان هذا الحكم اطلقه الله على نفس من حاده و هم الأشخاص

ثم ان يوم القيامة ما يكون من ثواب و عقاب غنما يكون للعباد و ليس للفعال فقد حق للمؤمنين النعيم لأنهم كانوا أهل طاعة و وجب للكفار (اي اعيانهم و ذواتهم) العذاب لأنهم اهل كفر

فالتفريق في حق الكفار بين بعض العمل و بعضه هو في ذاته في ذات الله كمن اراد ان يفرق بين وفوع العذاب على الفعل و استحالته على من فعل ذلم الفعل و هل ذلك موجود


لهذا عد علماؤنا ((باب الأسماء و الأحكام) من أمر العقيدة و هو ليس ببدعة كما نعق البعض و إنما هو باب شرعي اصيل و دليله جميع القرأن و جميع السنة.










قديم 2009-09-19, 19:33   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
هل كل مرتد عن الدين يستتاب أو يقتل ؟ يعني هل هذا الحكم مطلق ؟وهل هذا الحكم ثابت عبر الزمان لا يخضع لاجتهاد مجتهد ؟
الذي اعرفه ان الاجتهاد مقرونا بأمر الفقه أي احكام الله العملية و اما احكام العقيدة و امور الغيب و الأحكام العملية فلا اجتهاد فيها و انما تبنى على النص فهي توقيفية

و منه ليس للعباد التكفير و انما يكفر من كفره الله و رسوله و من جملة الكفار المرتدين و الإجماع على وجوب قتل المرتد قد نقله غير واحد من العلماء و اجماعهم مبني على النصوص و هو في حد ذاته حجة

و قد نقل الإجماع عير واحد من اهل العلم منهم الموفق فقد قال: (وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتد)

و انا اختلفوا بعد الإجماع على قتله في استابته









قديم 2009-09-19, 23:37   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
الغزالي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الغزالي
 

 

 
إحصائية العضو










B2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح القسنطيني مشاهدة المشاركة

ن القرأن و السنّة فرقوا جميعا بين الفعل و الفاعل و حكمهم على أفعال العباد بأن هذا الفعل كفر و ذك معصية و ثالث طاعة و رابع بدعة و خامس فسق لا يحتاج إلى تكلف القول فيه لشهرته في القرآن و شهرة ذلك في السنة و لا يعقل ان يوجد مسلم يعيش بين ظهراني المسلمين و لم يسمع أن ذاك الفعل معصية أو كفر أو شرك.

كما أن حكمهم على العباد غير حكمهم على أفعال العباد و أطلقوا لفظ كافر و مشرك و منافق و مؤمن و مسلم و عاصي و غيرها من الأسماء الشرعية و هي اسماء الفاعلين ثم علقوا الأحكام الدنيوية و الآخروية على كل من وقع عليه اسم فاعل فللمؤمن الحب و النصر و للكافر الكره و البغض

و كره الكافر إنما يكره في الله كرها ليس معه حبا مطلقا و دليل ذلك قوله تعالى: (( لا تجد قوما يؤمنون بالله و رسوله يوادون من حاد الله و رسوله)) فانظر - يرعاك الله - كيف نفى الله اجتماع الحب و الكره في حق من حاد الله و رسوله و هم الكفار فبغضهم ينافي حبهم كما ان هذا الحكم اطلقه الله على نفس من حاده و هم الأشخاص

ثم ان يوم القيامة ما يكون من ثواب و عقاب غنما يكون للعباد و ليس للفعال فقد حق للمؤمنين النعيم لأنهم كانوا أهل طاعة و وجب للكفار (اي اعيانهم و ذواتهم) العذاب لأنهم اهل كفر

فالتفريق في حق الكفار بين بعض العمل و بعضه هو في ذاته في ذات الله كمن اراد ان يفرق بين وفوع العذاب على الفعل و استحالته على من فعل ذلم الفعل و هل ذلك موجود


لهذا عد علماؤنا ((باب الأسماء و الأحكام) من أمر العقيدة و هو ليس ببدعة كما نعق البعض و إنما هو باب شرعي اصيل و دليله جميع القرأن و جميع السنة.


لدي تعقيب بسيط فقط على هذه المداخلة ... وهو أن عدم الكره لا يعني الحب وعدم الحب لا يعني الكره ... وعندما أقول لماذا ينبغي أن أكره الكافر فهذا لا يعني أنه يجب حبه ... وما ذكرته أنت إنما في اجتماع الحب والكره فهذا لا يقول به عاقل ـ أي اجتماعهما ـ وربما لا يحتاج منا إلى دليل من الكتاب والسنة


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح القسنطيني مشاهدة المشاركة
الذي اعرفه ان الاجتهاد مقرونا بأمر الفقه أي احكام الله العملية و اما احكام العقيدة و امور الغيب و الأحكام العملية فلا اجتهاد فيها و انما تبنى على النص فهي توقيفية

و منه ليس للعباد التكفير و انما يكفر من كفره الله و رسوله و من جملة الكفار المرتدين و الإجماع على وجوب قتل المرتد قد نقله غير واحد من العلماء و اجماعهم مبني على النصوص و هو في حد ذاته حجة

و قد نقل الإجماع عير واحد من اهل العلم منهم الموفق فقد قال: (وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتد)

و انا اختلفوا بعد الإجماع على قتله في استابته
لقد بحثت في أمر الردة ووجدت فيه كلاما طويلا أعجبني منه هذا
الذي نقلته نقلا أمينا دون زيادة ولا نقصان أترك لك فيه حق التعليق

*********************
في الأيام القريبة الماضية، تداولت أجهزة الإعلام حَدَث الأفغاني عبد الرحمن، الذي ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية في أثناء عمله لصالح جماعة إغاثة اللاجئين الأفغان، فاعتُقل خلال شهر فبراير في كابول إثر تقدم عائلته بشكوى ضده إلى الحكومة؛ لارتداده. كان عبد الرحمن سيواجه عقوبة الإعدام؛ لارتداده، لولا الضغوط الغربية التي مورست على الحكومة الأفغانية؛ فقد تعهد الرئيس بوش باستخدام نفوذ بلاده على أفغانستان لضمان "حق عبد الرحمن في اختيار دينه". وقال وزير الخارجية الإيطالي إنه سوف يطلب من حكومة بلاده منحه حق اللجوء السياسي، وكان بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر طالب كرزاي بالعفو عنه فضلا عن تدخلات الأمم المتحدة وعدد من الدول الأخرى، بينها كندا وإيطاليا وألمانيا وأستراليا.

هذا الحدث يستدعي عددا من الأفكار التي تجب إثارتها ومناقشتها، تبدأ من حكم المرتد وحرية الاعتقاد، ولا تقف عند حدود الموقف الغربي الصاخب من حرية عبد الرحمن، والصمت الرهيب الذي أحاط بقضية وفاء قسطنطين التي اعتنقت الإسلام فاختطفتها الكنيسة وحبستها في دير وحجبت عنها الزوار حتى تراجع دينها.

حكم المرتد والخلاف فيه

أما بخصوص عقوبة المرتد، فقد اتفقت المذاهب الأربعة، بل الثمانية، على أن المرتد يُقتل. ودليلهم في ذلك ثلاثة: القرآن والسنة والإجماع.

- فمن الكتاب: {ستُدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون} (الفتح: 16) قيل: هؤلاء القوم هم المرتدون من أهل اليمامة وغيرهم.

- ومن السنة – وهو أصح وأقوى دليل على ذلك - قوله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه" (رواه البخاري)، وقوله: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: ... والتارك لدينه المفارق للجماعة". واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل عبد الله بن أبي سرح وابن خَطل وأناس آخرين.

- ونقل ابن عبد البر وابن قدامة وابن دقيق العيد وابن حزم والنووي الإجماع على قتل المرتد. ولعلهم إنما حكوا الإجماع استنادا لقتال أبي بكر المرتدين من غير نكير من الصحابة.

وهذا الاستنباط الفقهي يرجع – في أصله - إلى ثلاث مسائل منهجية، هي:

أولا: التعبد بالحديث النبوي المقبول وفق شروط وضعها العلماء، وإن كان هذا الحديث خبرَ آحاد ظنيا (أي نقله شخص أو أشخاص ولم يتواتر بما يفيد اليقين أو القطع)، الثانية: أن خبر الآحاد يُقبل في الحدود، والتي فيها "سفك دمٍ" كما أكد الإمام الغزالي. الثالثة: أن أحاديث الآحاد تخصص عموم القرآن، ومن هنا اعتبروا أن أحاديث قتل المرتد تخصص عموم قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} (البقرة: 256) وتخصص الآيات العامة المقررة لحرية الاعتقاد، ومن هنا يكون المرتد مستثنى من تلك الآيات العامة.

إلى هنا يبدو الحكم بقتل المرتد – وفق المنظومة الفقهية أصولا وفروعا – حكما ثابتا لا يحتمل الاختلاف. لكن الدخول في تفاصيل كل استدلال سيكشف عن اختلاف عريض في مراحل بناء الحكم والاستدلال بالنصوص السابقة وغيرها.

1- دعوى الإجماع:

إن المتأمل لحادثة حروب الردة بتفاصيلها التي ذكرها الإمام الطبري في تاريخه، يجد أنها لم تكن حادثة ردة عادية حتى يتم الاستشهاد بها في هذا السياق للدلالة على حدوث إجماع على قتل من ارتد عن دينه، فهي كانت تمثل انشقاقا وخروجا على الخليفة وشق عصا الطاعة بما يهدد وحدة الدولة القائمة مع وفاة قائدها صلى الله عليه وسلم.

أما المتأمل لمذاهب التابعين فإنه سيجد إمامين من أئمة التابعين لا يقولان بقتل المرتد، فأولهما الإمام إبراهيم النخعي وعنه تفرع فقه العراق، وثانيهما إمام بارز في الحديث هو سفيان الثوري، بل روي عن عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز أيضا، ويبدو أن هذا الرأي استمر إلى وقت متأخر لأننا وجدنا الإمام ابن حزم الأندلسي كرس في "المحلى" مبحث حد الردة للرد على هذا الرأي، مما يعني أنه كان رأيا معتبرا استحق كل تلك العناية بالرد عليه.

2- مناقشة الاستدلال بالقرآن:

وينبغي الإشارة إلى أن الاستدلال بالقرآن على قتل المرتد لا أعلم أنه من طريقة الفقهاء في هذا المجال، وإنما جرى التركيز عليه من قبل المعاصرين في مواجهة من يقولون: إن القرآن لم يذكر عقوبة دنيوية للمرتد وإنما ذكر أخروية فقط. والآية السابقة عن {قوم أولي بأس شديد ...} أورد فيها ابن كثير أقوالا عدة، فقيل: هم هوازن، وقيل: ثقيف، وقيل: بنو حنيفة، وقيل: أهل فارس، وقيل: الروم، وعن عطاء وابن أبي ليلى والحسن البصري وقتادة: هم أهل فارس والروم، وعن مجاهد: هم أهل الأوثان .. ما أود قوله: أنه لا دليل (صريحا) في الآية بل في القرآن كله على وجود عقوبة دنيوية للمرتد.

3- مناقشة الاستدلال بالسنة:

أما السنة، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أنه أمر بقتل أحد لوصف الردة، فالأسود العنسي مثلا لم يثبت أنه أسلم أصلا حتى نقول بردته، وابن أبي سرح حين ارتد "لحق بالكفار فأمر به رسول الله أن يُقتل فاستجار له عثمان فأجاره رسول الله" (النسائي، والحاكم، وأبو داود) فالحد لا تُقبل فيه الشفاعة كما هو مقرر في الحديث الشهير، وكل الأمثلة التي يذكرونها هنا في هذا المجال سيجد المتتبع للروايات والأخبار أنه ثبت أنها "لحقت بالكفار" بعد ردتها، في وقت كان هناك معسكران متمايزان في حالة حرب: معسكر إيمان ومعسكر كفر.

أما الأناس من عُكْل وعرينة فإنهم ارتكبوا جرائم عدة: قتلوا الرعاة، وسرقوا الإبل، ثم إنما طبق عليهم رسول الله حد الحرابة وليس القتل، "فقطع أيديهم وأرجلهم وسَمَل أعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا" بحسب رواية البخاري. وقد قال أنس بن مالك: "إنما سمل النبي صلى الله عليه وسلم أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرعاء" (رواه مسلم) وقال ابن تيمية: "هؤلاء قَتَلوا مع الردة، وأخذوا الأموال، فصاروا قطاع طريق، ومحاربين لله ورسوله".

وأما مِقْيس بن صُبابة فإنما جاء يثأر ممن قتل أخاه هاشم بن صبابة (وكان قد قُتل خطأ) وتظاهر بالإسلام وأخذ دية أخيه، ثم قتل من قتل أخاه، وهرب مرتدا، وقال في ذلك شعرا، فأمر رسول الله بقتله (روى القصة البلاذري في أنساب الأشراف).

وأما سارة صاحبة كتاب حاطب بن أبي بلتعة وكانت مغنية نواحة، فقدمت مكة وادعت الإسلام فوصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رجعت إلى مكة (معسكر الكفر وقتها وفي حالة حرب) وجعلت تتغنى بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقُتلت (قصتها عند البلاذري). وكذلك عبد الله بن خطل، فقد أسلم وهاجر إلى المدينة (معسكر الإيمان) فبعثه النبي ساعيا على الصدقة وبعث معه رجلا من خزاعة، فوثب على الخزاعي فقتله ثم ارتد وهرب إلى مكة وساق معه الصدقة وجاء لأهل مكة وقال لهم: "لم أجد دينا خيرا من دينكم"، وكانت له مغنيتان تغنيان بهجاء رسول الله.

هذه هي الحوادث التي يتعلق بها من يقول بأن النبي صلى الله وعليه قتل مرتدا، والواقع أن المستدل بها، يسكت عن تفاصيلها التي توضح بأن هناك جرائم ارتكبت تستحق القتل وليس لوصف الردة.

وبالنظر لواقع السيرة النبوية والوقائع السابقة، يبدو جليا تعبير حديث "التارك لدينه المفارق للجماعة" وأنهما وصف واحد مركب، فقد كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كل من يترك دينه يلحق بجماعة الكفار، ولذلك نجد مجمل حوادث الردة إنما وقعت قبل فتح مكة، وهنا تأتي رواية عائشة: "أو رجل يخرج من الإسلام ليحارب الله عز وجل ورسوله، فيقتل أو يُصلب أو ينفى من الأرض" (رواه أبو داود، والنسائي).

يبقى حديث "من بدل دينه فاقتلوه" وهو أقوى ما يُستدل به هنا، وقد حاول بعض المعاصرين من غير ذوي العلم بهذا الشأن أن ينكروا صحة الحديث، لكن الحديث صحيح رواه البخاري، إلا أن الاستدلال به غير متفق عليه كما سنبين. وقد وقع الخلاف فيه من ثلاث جهات:

الأولى: هل تشمل "مَن" في "من بدل ..." الذكر والأنثى؟ الحنفية يقولون إن المرأة لا تقتل، ويقولون إن "مَن" الشرطية لا تشمل الأنثى، وبأنه صلى الله عليه وسلم قد نهى عن قتل النساء في الحرب.

الثانية: قوله: "دينه" هل هو عام في كل دين؟ الإمام مالك قال إن المراد به "من خرج من الإسلام إلى غيره وأظهر ذلك" (الموطأ)، وتمسك بعض الشافعية بهذا الحديث في قتل من انتقل من دين كفر إلى دين كفر، سواء كان ممن يُقرّ أهله عليه بالجزية أم لا، واستدلوا بعموم قوله: "من بدل دينه"، وهذا أحد قولي الشافعي وإحدى الروايتين عن أحمد. والرواية الأخرى عن أحمد أنه إن انتقل إلى مثل دينه أو إلى أعلى منه أُقر على ذلك، وإن انتقل إلى أنقص من دينه لم يُقر. فاليهودية مثل النصرانية أما المجوسية فهي دون.

أما الحنفية فقالوا: إن الكفر كله ملة واحدة. والتبديل هنا هو نوع خاص بالرجوع عن الإسلام لا غير. ومع هذا الاختلاف الشديد، فإنهم متفقون جميعا على أن "ظاهر الحديث" غير مراد، ولذلك لا يقال: إن من بدل دينه إلى الإسلام يدخل في الحديث، مع أن اللفظ يشمله.

الثالثة: قوله: "فاقتلوه" اختلفوا: هل يلزم منه مباشرة القتل قبل الاستتابة؟ أو لا بد من الاستتابة؟ وفي هذا خلاف طويل، وبعض الفقهاء حدد مدة الاستتابة بثلاثة أيام، وبعضهم بأقل، وبعضهم بأكثر، ومنهم من قال يستتاب أبدا، أي إلى بقية حياته. وقد قال النووي: "اختلفوا في استتابته: هل هي واجبة أم مستحبة؟ وفي قدرها، وفي قبول توبته".

وبناء على ذلك يتضح أن الحكم بقتل المرتد يحيط به اختلاف واسع، يبدأ من الخلاف في قتله أولا، ثم في كيفية بناء الحكم على الأدلة التي يحيط بها اختلاف واسع في كيفية فهمها، وصولا إلى تخصيص الحنفية له بالرجل، وذهاب الجمهور إلى كونه للرجل والمرأة، وانتهاء بالخلاف حول الاستتابة ومدتها وقبولها.

والأصول التي يرجع إليها الاختلاف هي: الاختلاف في مباحث الألفاظ كاختلافهم في "مَن"، والاختلاف في تحديد مناط الحكم كما في وقائع الردة. ومن هنا فإن الحكم لم يكن -في بنائه على الأدلة- صريحا وقاطعا، ولذلك وقع الاختلاف فيه، وباب الاجتهاد فيه مفتوح، وهذا فضلا عن ظنية ثبوته من حيث سند الأحاديث الواردة، فإنه ظني في دلالته، فالحديث الأساسي في هذا الموضوع متفق على عدم العمل بظاهره، وأنه مؤول، وباب التأويل واسع.

حكم المرتد بين إعادة التفكير ومحاولة التبرير

غير أن إعادة التفكير في حكم المرتد لم تكن لتُثار إلا بأثر من الاحتكاك بالفكر الغربي وأفكار الثورة الفرنسية، وبروز أفكار مثل العلمانية والحرية، ومن هنا انشغلت إصلاحية محمد عبده بإعادة النظر في الحكم، وذلك بالعودة إلى تأمل الأدلة نفسها، فيرى عبده أن كلمة "الدين" جاءت بشكلها العمومي الذي يعني الإيمان بالله، وباليوم الآخر، والعمل الصالح، وعلى هذا تصبح الردة عنده ردة عن العناصر الثلاثة السابقة.

واستمرت مدرسة عبده في المسألة فذهب عبد العزيز الجاويش إلى أن الارتداد عن الدين يعني الارتداد عن "نصرة الإسلام والمسلمين" وعن "منازلة الأعداء"، أي "التخلف عن الجهاد"، وتردد الشيخ محمود شلتوت في حكم المرتد فقال: "وقد يتغير وجه النظر في المسألة إذا لوحظ أن كثيرا من العلماء يرى أن الحدود لا تثبُت بحديث الآحاد، وأن الكفر بنفسه ليس مبيحا للدم، وإنما المبيح هو محاربة المسلمين والعدوان عليهم ومحاولة فتنتهم عن دينهم، وأن ظواهر القرآن الكريم في كثير من الآيات تأبى الإكراه في الدين".

ثم أعيد الجدل في المسألة في العقود الأخيرة، مع فورة الحديث عن حقوق الإنسان وتشريعاتها، ومع إثارة حوادث ردة في مصر وغيرها، وصدور فتاوى بذلك. وحرصا على بيان أن الإسلام يتفق مع حرية الاعتقاد، وحقوق الإنسان، ذهب حقوقيون وبعض الكتاب في سوريا ومصر إلى عدم قتل المرتد وإثبات الحرية الدينية.

في المقابل، راح بعض العلماء يعتبر أن من يثير هذا التناقض بين قتل المرتد والحرية الدينية هو من "المفتئتين على الإسلام"، وانصرفت الجهود إلى "تبرير" الحكم بقتل المرتد، ففي حين كان قائما لدى الفقهاء السابقين على اعتبارين: الجمهور يقول إن "علة" قتل المرتد هي "مجرد الكفر" بعد الإسلام، امتثالا للنصوص. والحنفية الذين خصوا القتل بالرجل دون المرأة قالوا: علة قتل المرتد "الحربية" (من الحرب وليس الحرابة)، والمرأة لا تقاتل في الحرب فلا تقتل إذا ارتدت.

أما المعاصرون فقد سلموا بالحكم ابتداء، لكنهم راحوا يبررونه تبريرا ينسجم مع الأفكار المعاصرة، فهناك من يرى مساواة الردة بوصف "الحرابة" بمعنى أن "من استعلن بردته عن الإسلام، ونافح عن أفكاره المناهضة له، وأصر على ذلك، فعزم الحرابة في نفسه واضحٌ إلى درجة القطع واليقين، وهو الكيد للإسلام والمسلمين؛ عن طريق بث عوامل الزيغ والتشكيك بعقائد الناس، ومبادئهم الإسلامية"، وقد ذهب إلى هذا د. محمد سعيد البوطي وآخرون.

وهناك من يرى أن الردة تتجاوز مسألة الحرابة، لتدخل في حكم "الخروج على الدولة الإسلامية" والتمرد عليها، وبالتالي فهي بمنزلة "خيانة عظمى للأمة" من خلال "الطعن في النظام الاجتماعي والسياسي للدولة، والقائمين على الإسلام"، وعلى أساس أن الردة مؤداها "تبديل الولاء والانتماء من الإسلام إلى العدو"، وهو رأي سيد قطب ومحمد الغزالي. ويذهب القرضاوي إلى أن الردة "تغيير للولاء، وتبديل للهوية، وتحويل للانتماء. فالمرتد ينقل ولاءه وانتماءه من أمة إلى أمة أخرى، ومن وطن إلى وطن آخر، أي من دار الإسلام إلى دار أخرى".

أما د. سليم العوا فإنه يرى أن هذه العقوبة "تعزيرية مفوضة إلى السلطة المختصة في الدولة الإسلامية، تقرر فيها ما تراه ملائما من العقوبات، ولا تثريب عليها إن هي قررت الإعدامَ عقوبة للمرتد"، فالمراد مِن "فاقتلوه" هو "إباحة القتل لا إيجابه" بحسب قوله.

هذه التأويلات التي توزعت بين إعادة التفكير بالحكم، والتسليم به مع إعادة تبريره تبريرا "معاصرا"، تعترف –ضمنا- بأن الحكم نفسه يكتنفه الإشكال، مع شيوع قيم حرية الاعتقاد والحرية الدينية عامة.

الجدل الفقهي .. ومكمن الإشكال

ومع ذلك فإن تلك التأويلات لا تخلو من انتقادات جدية، فالمشكلة لا تُحل بتوسيع مفهوم "الدين" ليشمل "الإيمان بالله، وباليوم الآخر، والعمل الصالح" كما فعل محمد عبده، ولا بإعادة بناء المفهوم ليصبح "نصرة الإسلام والمسلمين" كما فعل جاويش.

وكذلك لا يُعقلََن الحكم الفقهي الوارد، ولا يصبح "معاصرا" بتركيب تعليلات معاصرة عليه، من قبيل "الخيانة العظمى" و"تبديل الولاء والهوية"، فالمجتمعات والدول أصبحت أكثر تركيبا من تلك البساطة المتصورة، ولا يمكن تنزيل هذه التبريرات على الواقع المعاصر؛ فما وضع مسلمي الغرب الآن من حيث الولاء والهوية والانتماء؟ وكيف يمكن فهم فتاوى الفقهاء لهم بحمل الجنسية الأجنبية، وبالقتال مع الجيوش الأجنبية التي يحملون جنسيتها حفاظا على "وطنيتهم"؟ وماذا لو عكسنا الأمر فقالت أمريكا مثلا: إن مسلميها خارجون عن "الهوية الأمريكية" لأنهم مسلمون، والهوية الأمريكية كما يعرفها هنتنجتون "هوية مسيحية"؟ ثم: هل يمكن القبول باعتبار فرنسا مثلا انتشار الدعوة الإسلامية فيها "حرابة" تمثل خروجا على النسيج الاجتماعي لها؟ أو أن المسلمين الجدد في الدول الغربية ارتكبوا خيانة عظمى؟ وأخيرا كيف هو حال غير المسلمين في الدول المسلمة من حيث الولاء والانتماء والهوية إذا نحن حصرنا تلك المفاهيم في "الإسلام"؟.

ما أود قوله: إن هناك ازدواجية متبادلة بيننا وبين الغرب في هذه المسألة تحديدا، وهو ما حصل من تدخل غربي سافر لحماية الأفغاني المرتد، في حين لم يرف جفن لأحد منهم عندما انتهكت حقوق وفاء قسطنطين من قبل الكنيسة!. لكن الفارق أن الطرف الغالب يملك الفعل، ويقف الطرف الأضعف عند حدود القول و"التبرير".

وأرى أن إعادة التفكير بعقوبة الردة تشكل مثالا بارزا لإعادة التفكير بالبنية الفقهية التي بنيت عليها المسألة نفسها، من لحظة انحصارها بمباحث الألفاظ وما يكتنفها من احتمالات مغرقة في ظنيتها، وهنا يجب إعادة الاعتبار بمكانة الأدلة، ففي المرتبة الأولى يأتي القرآن، ونصوصه واضحة وكثيرة جدا في تقرير حرية الاعتقاد، وأبرزها هنا: {لا إكراه في الدين}، ثم بإعادة الاعتبار لمنهجية المقاصد والأصول الكلية، فالحرية مقصد من مقاصد الشريعة تُحمل عليه باقي الأدلة لا العكس، وأنه لا بد من الوصول إلى تفسير منسجم بين مختلف الروايات (للحديث الواحد) والأحاديث الأخرى، والوقائع، ومحاكمة ذلك الفهم إلى كليات الشريعة.

غير أنه هنا لا بد من إثارة مسألة مهمة، وهي أن شيخنا العلامة القرضاوي كان قد لاحظ في كلمته الافتتاحية لندوة المقاصد في لندن 2005، أن مقاصد الشريعة الخمس، لوحظ فيها العقوبات الخمس: الردة، والقتل، وشرب الخمر، والزنا، والسرقة. وحين كتب عن الردة قال: إنها "خطر على الضرورية الأولى من الضروريات الخمس التي حرص الإسلام على صيانتها". وكنت قد أثرت هذه المسألة مع أستاذنا د. طه العلواني الذي يذهب إلى إسقاط القول بحدي الردة والرجم، في أثناء لقائنا في سلطنة عمان 2006، فقلت له: لا بد من الفصل بين فكرة المقاصد والعقوبات، وإعادة بنائها من جديد، فحصْرُها بخمسة من جهة، وإعادة الاجتهاد في بعض الحدود -وأبرزها الردة- من جهة أخرى سيثيران عددا من المشكلات.









قديم 2009-09-20, 18:31   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم

اي صدقت عدم الحب لا يلزم منه عدم الكره فهذا فيما يتعلق بالمباحات و المحبة (( الزائدة)) عن القدر الواجب و أما الحب الواجب و الكره الواجب فأحدهما ينفى الآخر

هل انت مخيّر في حب المؤمنين لا و الله بل حبهم واجب و من الدين و هو من الإيمان و شعبة منه و دليله قوله تعالى: (( المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض)) و من السنة (أوثق عرى الإيمان الحب في الله )

و كذلك كره الكفار ليس بألمر الاختياري بل هو واجب و دليله الآية التي سقتها و قوله تعالى: (( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم و الذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم و مما تعبدون من دون الله كفرنا بكم و بدا بيننا و بينكم العداوة البغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده)) لا حظ معي هذه الإية التي هي من آيات الباب فقد قال أ إبراهيم الخليل و من معه قال علماؤنا في معنى من ( معه) هم الرسل و الأنبياء و كل من آمن بإبراهيم في عصره و بعده قالوا لجميعا لقوامهم (انا برآء منكم و مما تعبدون من دون الله) لاحظ انهم تبرؤوا من العباد و المعبودات و لم يقتصروا على الأفعال ثم اعلنوا العداوة البغض فقالوا( و بدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء)ثم اكدوا هذه العداوة بقولهم (ابدا)

فزعمك اخي ان عدم الحب لا يلزم الكره في هذا الباب زعم باطل


و لي عودة لمناقشة ما اثبته من بعد










قديم 2009-09-21, 16:27   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
يوسُف سُلطان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية يوسُف سُلطان
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ....
أدخل الموضوع الى لوحة التحكم ...
فأنا متابع !









قديم 2009-09-25, 00:05   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
amid2308
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية amid2308
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع مهم مشكورين على مناقشته










قديم 2009-09-25, 01:19   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
السمسمه
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية السمسمه
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام عليكم صويلح و الله تقول عليك خطيب كبير مه هذوك ديال التليفيزيووووووووووووووووون











قديم 2010-04-05, 19:40   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
*محمد*
عضو مميّز
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلِل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :






فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثَاتُها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

أخي الكريم صالح لقد كان لأهل العلْم كلام كثير في باب الموالاة - الولاء - والبراء يتراوح بين المقل والمكثر والاجمال والتفصيل ... فجأتك ببعض ما طلبت



تعريف الموالاة :
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "‏(‏الولاية)‏ ضد العَداوة، وأصل الولاية المحبَّة والقُرب وأصل العداوة البغض والبعد وقد قيل‏:‏ إنَّ الولي سُمِّي وليًّا من موالاته للطاعات أي: متابعته لها، والأول أصَحُّ، والولِيُّ: القريب، فيقال‏:‏ هذا يلي هذا؛ أي: يقرب منه‏،‏ ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -:‏ ‏((ألحقوا الفرائض بأهلِها، فما أبقت الفرائض فَلأَوْلَى رجلٍ ذَكَر)) أي: لأقرب رجل إلى الميت‏

و ولي الله هو الموافق المتابع له فيما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه ويأمر به وينهى عنه - ومن أجل هدا كان المعادي لوليه معاديا له كما قال الله تعالى‏:‏{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}فمَن عادى أولياء الله فقد عاداه، ومَن عاداه فقد حارَبَهُ، فلهذا قال‏:‏ ((ومَن عادى لي وليًّا، فقد بارَزَنِي بالمُحَاربة))



ومن الصور المتعددة للموالاة :

* الحب والمودة والدليل قال تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}

يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "ونظائر هذا في غير موضعٍ من القرآن، يأمُر - سبحانه - بِمُوالاة المؤمنين حقًّا، الذين هم حِزْب الله وجُنده، ويُخبر أنَّ هؤلاء لا يُوالون الكفُّار، ولا يوادونهم".

يقول ابن رجب - رحمه الله -: "فأولياءُ الله تجب موالاتهم، وتحرم معاداتهم، كما أنَّ أعداءه تجب مُعاداتهم، وتحرم موالاتهم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} وقال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}




* النصرة والانتصار والدليل قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، وقال سبحانه: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}.

وعن جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليس منَّا مَن دعا إلى عصبيَّة، وليس منَّا مَن قاتَلَ على عصبيَّة، وليس منَّا مَن مات على عصبيَّة))

- وارجع هنا الى نقطة مهمة انه ادا دكر دليل من قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ماكان لنا رده ... تعصبا لشخص فان اخدتكم العصبية لفلان اوعلان فانها تأحدنا العصبية لله ورسوله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به - حديث صحيح



وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن خَرَج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهليَّة، ومَن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبيَّة، أو يدعو إلى عصبيَّة، أو ينصر عصبية فقُتل، قُتل قتلة جاهلية)).




* الاتباع والدليل قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}.

كل ماسبق قد دل على حرمة الموالاة والولاء لغيرالمسلمين ومما أخبرنا به الصادق الامين من اخبار ما يكون في اخر هده الامة الولاء لغير المسلمين من اليهود والنصارى وقد حدرنا من دلك قبل وقوعه
فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لتتبعُنَّ سنن مَن كان قبلكم، شبرًا بشِبْر، وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه))، قُلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: ((فمَن؟))، وفي الحديث: ((مَن تَشَبَّه بقوْمٍ فهو منهم)).

يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "فالمشابَهة والمُشارَكة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة".
ويقول - رحمه الله -: "إنَّ المُشَابَهة في الظاهر تورِّث نوعَ مودة ومحبة وموالاة في الباطن كما أن المحبة في الباطن تورث المشابَهة في الظاهر وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة" فإذا كانت المشابَهة في أمور دنيويَّة تورث المحبة والموالاة فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنها تؤدي إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد والمحبة والموالاة لهم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ}
وقال تعالى فيما يذم به أهل الكتاب: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَكَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}

فبين - سبحانه وتعالى - أن الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه مستلزم لعدم ولايتهم فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان لأنَّ عدم اللازم يقتَضِي عدم الملزوم.

وقال- الله تعالى :{لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

فأخبر - سبحانه - أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرا ....


يقول ابن كثير "وقوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}؛ أي: شك، وريب، ونفاق، {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ}

أي: يبادرون إلى موالاتهم ومودتهم في الباطن والظاهر



ومن مظاهر الموالاة :

مظاهرة الكافرين وإعانتهم وإفشاء أخبار وأسرارالمسلمين وكشْف عوراتهم لأعداء الدين والفرح لِمصاب المسلمين والحزن لنصرهم والسعي لهزيمتهم بالقلَم والمال والنفس والدعوة إلى خلْع رابطة الولاء الديني وجعل الولاء على أُسُس عرقية مثل: الوطنية والقومية والفرعونية

قال الشيخ الشِّنقيطي - رحمه الله -: "ومن هدْي القرآن للتي هي أقوم: هدْيه إلى أنَّ الرابطة التي يجب أن يعتقد أنها هي التي تربط بين أفراد المجتمع وأن يُنادى بالارتباط بها دون غيرها إنما هي دين الإسلام لأنه هو الذي يربط بين أفراد المجتمع حتى يصير بقوة تلك الرابطة جميع المجتمع الإسلامي كأنه جسَد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعَى له سائر الجسد بالسهر والحمى". كما أخبر رسول الله في حديثه


ومنها أيضا - مظاهر الولاء - الدعوة إلى زمالة الأديان ورفْع شِعار: "الدِّين لله، والوَطَن للجميع" ليذوب معنى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، و((المسلم أخو المسلم))، ومن ذلك: التجمُّع تحت أحزاب وكيانات تشترط أن يكون الاجتماع لا على أساس الدين كالماسونية ونوادي الروتاري والليُونز أو أحزاب سياسية تفصل الدين عن السياسة كالعلمانية وشعارهم: "لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة".

وهل لنا غير دين الاسلام ؟؟؟؟



ومنه أيضا دعوى تقديم الواجب الوطَني على الواجب الديني فإذا تعارض عندهم الدين والوطنية قدم ما فيه مصلحة للوطن - كبعض الاحزاب المنتشرة هنا وهناك والتي صرحت جهارا نهارا انهم مع الدين فان اعترض الدين مبادئ احزابهم قدمو المبادئ على الدين - حتى لو كان فيه محاداة لله ورسوله ومحاربة لدِينه وأوليائِه.
ومنه أيضا "كسر حاجز الولاء والبراء بين المسلم والكافر وبين السني والبِدعي وهو ما يدعونه حاجز نفسي فيكسر تحت شعارات كالتسامح والتآلف ونبد التطرف والتعصب ولا حول ولاقوة الا بالله - فكل بدعة ضلا لة وكل ضلالة في النار ....

ومنه أيضا الاعتزاز باخلاق المشركين الكفار باسم المدنية والتحضر والتطور الى دلك من الفاظ كالموضة والفن الراقي والابتعاد عن اخلاق المسلمين التي يرونها تخلفا و تعصبا ... وطرح التمسك بآداب الاسلام وهديه ورميها وكما دكرت بالتخلف والرجعية ....

ضف الى دلك ماقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "لا تعَلَّمُوا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليهم".


وقد سئل فضيلة الشيخ ابن العثيمين رحمه الله : عن الولاء والبراء؟
فأجاب - رحمه الله- بقوله: البراء والولاء لله سبحانه أن يتبرأ الإنسان من كل ما تبرأ الله منه كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً ) وهذا مع القوم المشركين كما قال سبحانه : (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) فيجب على كل مؤمن أن يتبرأ من كل مشرك وكافر.
فهذا في الأشخاص.
وكذلك يجب على المسلم أن يتبرأ ويترك كل عمل لا يرضي الله ورسوله وإن لم يكن كفراً، كالفسوق والعصيان كما قال سبحانه: (لَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) .
وإذا كان مؤمن عنده إيمان وعنده معصية فنواليه على إيمانه، ونكرهه على معاصيه، وهذا يجري في حياتنا فقد تأخذ الدواء الكريه الطعم وأنت كاره لطعمه وأنت مع ذلك راغب فيه لأن فيه شفاء من المرض.
وبعض الناس يكره المؤمن العاصي أكثر مما يكره الكافر وهذا من العجب وهو قلب للحقائق فالكافر عدو لله ولرسوله وللمؤمنين ويجب علينا أن نكرهه من كل قلوبنا قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ) وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ) فيصل لمطيع وإن عظمت معصيته قوله تعالى فيمن قتل مؤمناً عمداً قال تعالى ( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ).


فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول مع أن القتل ـ قتل المؤمن عمداً ـ من أعظم الكبائر .
وقوله تعالى في الطائفتين المقتتلتين من المؤمنين قال تعالى : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) إلى قوله : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) فلم يخرج الله الطائفتين المقتتلتين من الإيمان ولا من الأخوة الإيمانية.
فإن كان في الهجر مصلحة أو زوال مفسدة بحيث يكون رادعاً لغير العاصي عن المعصية أو موجباً لإقلاع العاصي عن معصيته كان الهجر حينئذٍ جائزاً بل مطلوباً طلباً لازماً أو مرغباً فيه حسب عظم المعصية التي هجر من أجلها.
ودليل ذلك قصة كعب بن مالك وصاحبيه ـ رضي الله عنهم ـ وهم الثلاثة الذين خلفوا فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرهم ونهى عن تكليمهم فاجتنبهم الناس، حتى إن كعباً - رضي الله عنه -دخل على ابن عمه أبي قتادة - رضي الله عنه -وهو أحب الناس إليه فسلم عليه فلم يرد عليه السلام. فصار بهذا الهجر من المصلحة العظيمة لهؤلاء الثلاثة من الرجوع إلى الله - عز وجل - والتوبة النصوح والابتلاء العظيم ولغيرهم من المسلمين ما ترجحت به مصلحة الهجر على مصلحة الوصل.
أما اليوم فإن كثيراً من أهل المعاصي لا يزيدهم الهجر إلاّ مكابرة وتمادياً في معصيتهم ونفوراً وتنفيراً عن أهل العلم والإيمان فلا يكون في هجرهم فائدة لهم ولا لغيرهم.
وعلى هذا فنقول: إن الهجر دواء يستعمل حيث كان فيه الشفاء، وأما إذا لم يكن فيه شفاء أو كان فيه إشفاء وهو الهلاك فلا يستعمل.


وأحوال الهجر ثلاث:
إما أن تترجح مصلحته فيكون مطلوباً.
وإما أن تترجح مفسدته فينهى عنه بلا شك.
وإما أن لا يترجح هذا ولا هذا فالأقرب النهي عنه لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة".
أما الكفار المرتدون فيجب هجرهم والبعد عنهم وأن لا يجالسوا ولا يواكلوا إذا قام الإنسان بنصحهم ودعوتهم إلى الرجوع إلى الإسلام فأبوا وذلك لأن المرتد لا يقر على ردته بل يدعى إلى الرجوع إلى ما خرج منه فإن أبى وجب قتله وإذا قتل على ردته فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين وإنما يرمى بثيابه ورجس دمه في حفرة بعيداً عن المقابر الإسلامية في مكان غير مملوك.
وأما الكفار غير المرتدين فلهم حق القرابة إن كانوا من ذوي القربى
كما قال تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) وقال في الأبوين الكافرين المشركين: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ)






وهي نصيحة لكل مسلم ومسلمة لا ترغب عن سبيل المؤمنين كما قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} وقال - سبحانه -: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}

يقول ابن كثير رحمه الله {نَوَلِّه مَا تَوَلَّى} أي: إذا سلك هذه الطريق جازيناه على ذلك بأن نحسنها في صدره، ونزيّنها له استدراجًا له كما قال تعالى: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} وقال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} وقوله: {وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} وجعل النار مصيره في الآخرة لأن من خرج عن الهدى لَم يَكُن له طريق إلاَّ إلى النار يوم القيامة".

فلا ترغب عن سبيل المؤمنين ولا تقتفِ سبل المجرمين من الكفار والمنافقين واعلم أنه ما من سبيل منها إلا وعليه شيطان يدعو إليه ويزينه لأهله.

فإن وفقك الله لسبيل المؤمنين فإياك والتفرق فيه واسمع لقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.





وعليك بالنُّصح لكل مسلم فـ((الدين النصيحة)) كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله البجلي قال: بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنُّصح لكل مسلم

وفي رواية: ((أبايعك على أن تعبُد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين)).

فالنصيحةُ للمسلمين هو مقتضى ترك التفرق في السبيل وهو هدي أهل السنة وسمتهم.

يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "ثُم من طريقة أهلِ السنة والجماعة اتِّباع آثار الرسول - صلى الله عليه وسلم - باطنا وظاهرا.... إلى أن يقول - رحمه الله -: ويدينون بالنصيحة للأمة، ويعتَقِدون معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، يشُد بعضه بعضًا))

وقوله: ((مثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمَثَل الجسد الواحد، إذا اشتكى عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحُمَّى والسهَر".




هدانا الله واياكم لكل خير ... وجعلنا ممن يستمعون القول ويفقهونه .... وجعلنا الله واياكم ممن لا يفارقون طريق أهل السنة والجماعة ولا يتفرقون فيه ...

بارك الله فيك أخي الصالح وحفظك ....

ولقد كلفت من ينقل كلامي لك بعد ان رأيت ان في الموضوع قول يخصني ... ثبتنا الله وثبتك .. وجنبنا واياك الفتن ماظهر منها ومابطن

والسلام عليكم ورحمة الله ...
أخوك محمد . خ









موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc