كيفية التعامل مع الزوج سريع الغضب -تابع-
عن تجربة
السؤال:
كيف أتعامل مع زوجي العصبي والحاد المزاج الذي يتذمر من كل شيء؟



الجواب:
أنت في حالة حيرة واستفهام، كيف تتعاملي مع زوجك الذي وصفته عصبي، وحاد المزاج، ويتذمر من كل شيء..
قبل أن تسألي عن الأسلوب في التعامل مع زوجك بهذه الصفات التي تكرهينها، لماذا لم تسألي عن أسباب عصبيته وحدة مزاجه؟ لماذا لم تسألي عن الأشياء التي تسعده؟ لماذا لم تسألي نفسك عن الأشياء التي يكرهها فيك ويرفضها في طباعك؟ لماذا لم تسألي ماذا يسعده وماذا يكرهه؟
ا يمكن أن يتصرف زوج مع زوجته بقساوة وشدة ونفور بدون وجود أسباب لذلك، لأنه لم يخترها ويقدمها على سائر النساء إلا لأنه قد أعجب بها وأحبها، فارتبط بها عقلا وقلبا، وزوجك قد اختارك أنت ولم يختر غيرك، إلا أن لديه طباعه الخاصة والتي عجزت أن تتعودي عليها، أو أن تتفهمي أسبابها، وهنا لا أتهمك بالتقصير ولا بسوء المعاملة، بقدر ما أوجه انتباهك لتبحثي بداخلك وبداخل زوجك عن الأشياء الجميلة التي تقربكما من بعضكما، لتكتشفا معا الصفات الحميدة في كلاكما، فتحبانها ولأجلها تغضان الطرف عما سواها من الصفات السلبية.
ولهذا أوجه اهتمامك وعنايتك بما هو أهم لحياتك الزوجية ولاستمرارها،فتخلصي أولا من التذمر المستمر من طباع زوجك وتصرفاته، وركزي على الحفاظ على بيتك وأسرتك وزوجك.



ثقي تماماً أنه قدر ما يخشى الرجال ذكاء المرأة ، قدر ما تستطيع المرأة أن تقنعهم بضعفها وحاجتها إليهم ، خبرات المتزوجات تؤكد لكِ أن الهدوء وقت اشتعال عاصفة غضب زوجك العصبي هي الحل الأفضل ، وإلا لن تفوت العاصفة إلا بعد تدمير شيء ما ربما يكون كرامتك أو مشاعرك . ومهما بلغت عصبيته كوني هادئة ومتماسكة وقوية ، ابتعدي تماماً عن التوتر، وكثرة الكلام والحركة، والبكاء، لأن هذه الأمور ستزيد من حدة غضبه وعصبيته .
قد تكونين ماهرة في التحكم في انفعالاتك ، ولكن هذا لا يكفي تحكمي أيضاً في تعبيرات وجهك ، فلا تنظري له بحدة، ولا تجعلي نظراته تبدو بلا معنى وكأنك لا تهتمين به وبكلامه ، وثقي أن الكلمة الطيبة الهادئة هي الأجدى في ذلك الموقف .
إذا كان زوجك شديد العصبية لا تشعريه وكأنه يتحدث إلى صنم بلا جدوى ، اجعليه يشعر أن هدوءك من أجل متابعته والعمل على راحته فيما بعد ، وأكدي له بهدوء أنك تتابعين كلامه وتفهمينه جيداً .
هناك عبارات وكلمات تزيد من اشتعال غضب زوجك ، فلا تلاحقينه بكلمة " اهدأ" أو " لا أرى أن الأمر في حاجة لكل هذه العصبية " أو " هذا خطر على أعصابك " بالتأكد أنه يعلم كل ذلك ولكن هذه الكلمات تشيطه غضباً ، استبدليها بـ "أنت على حق" ، "ولنفكر سوياً في حل كي لا يتكرر الأمر ثانية" ، "أعدك بأني سأعمل جاهدة على تحقيق ما تريد " .. وهكذا



أنصحك بأن ترتقي بفكرك وبأسلوبك وبإحساسك لمستوى أعمق وأعظم في حوارك ونقاشك، لا تغضبي لغضبه، ولا يعلو صوتك لارتفاع صوته، بل كوني دائما الوجه المشرق الذي يقابل الغروب ويتحداه، وقاومي قسوته وشدته وحدة مزاجه بسلاح الذكاء فالرجل يحب الزوجة الحكيمة والذكية التي تقدر أن تفهم كل ما يصدر عنه، وتبرر له ولو ما لديه مبررا يقدمه لها، فتصمت لصمته، وتنصت لكلامه، وتهدئ من ثورته وجموحه، عندا استعداد دائم للعطاء..
وعليه اسعي لتتقربي من زوجك بفهم طباعه، باستيعاب مشاكله، بتبرير تصرفاته وردات أفعاله، فلا تربطي بين ما يصدر عنه وبين حبه لك، واحترامه لشخصك،..
حاولي أن تجلسي معه فترات طويلة حتى وأنت صامتة، تعودي على وجوده ووجودك معه في كل اللحظات، لتتعودي على حياته وأسلوبه وطباعه المختلفة.
نصيحتي لك أن تختاري مع زوجك أقصر طريق إلى قلبه وعقله، بأن تحافظي دائما على حسن مظهرك ملازما لحسن جوهرك، وليكن هو سلاحك لترطيب قلبه وتليين مزاجه، وتهدئة عصبيته، وتأكدي بأن زوجك كيفما تكون قسوته وشدته، فمعاشرته لك ستتغير وتتحسن للأفضل، إذا ما اتخذت حسن الخلق منهجًا للتعامل معه، والقائم بالأساس على الاحترام المتبادل. لأنه المصباح الذي يشعُّ داخل البيوت الزوجية فيملأها بأنواره وضياءه. لأن الزوج يسعده أن يشعر بحب زوجته من خلال احترامها لوجوده ولشخصه ولكلمته، ومن خلال افتخارها بمنزلته وباختيارها له، وهذا سيدعوه حتما لاحترامك وإظهار إعجابه بك وثنائه عليك.
بيتك مملكتك الصغيرة وأنت بلقيس وحدك بداخلها، فكوني حاكمة حازمة وملتزمة وحكيمة ولست فقط ملكة متوجة أوسلطانة على عرشك بل أنت سلطانة بقوة وصدق كلمتك وبالتزامك بواجباتك، وبقوة شخصيتك، وبإتقانك لوظيفتك، وبحرصك الدائم على الحفاظ على أناقتك لأنها دليل جمالك، وعنوان بهائك، ولا تنسى أن ديننا حث على ذلك، وأمر بحسن تبعلك لزوجك، وأن من صفات الزوجة الصالحة أن تكون من خير متاع الدنيا، وكما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟: المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته، وإذا أمرها أطاعته)
في الاخير وكتلخيص:
-لاتتكلمي عن عصبية زوجك بين أهلك
-جدي اسباب عصبية زوجك،وتخلصي منها بالابتعاد عما يزعجه ويثير غضبه
-طبقي قول رسول الله صللى الله عليه وسلم"ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟: المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته، وإذا أمرها أطاعته".