![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
انا في الخدمة جميع مقالات الفلسفة
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 46 | ||||
|
![]() وينكم يا لولاد واش اخر التوقعات في الفلسفة]
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 47 | |||
|
![]() اذا يوجد اي اخبار على العتبة خبروني |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 48 | |||
|
![]() اريد مقالة العلوم البيلوجية من فضلك |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 49 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 50 | |||
|
![]() السلام عليكم اريد مقالة الحقوق والواجبات بطريقة الاستقصاء بالوضع |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 51 | |||
|
![]() انا محتاج مقالة الشغل و مقالة اخرى لماعرفها سمعتهم يتكلمو عليها اسمها " الدال و المدلول" علما اني اداب و فلسفة مترشح حر من فضلكم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 52 | |||
|
![]() مقالة جدلية : الدال والمدلول.
طرح الاسكال : من تكوين اول جماعة انسانية احتاج الى التوصل فيما بينهم و نقل حاجياتهم التي بدأت بيولوجية و ثم نفسية ثم فكرية وفي هذه المرحلة وضع لنفسه ما يسمى باللغة التي تشمل خاصيتين اللفظ و المعنى الذي يحمله و هذا يسمى بالدّال و المدلول و العلاقة بينهما تسمى الدلالة . اذ تعرف الدلالة بأنها العلاقة الموجودة بين الدّال و المدلول .ومن خلال هذا التعريف ظهر موقفين متعارضين موفق يرى ان العلاقة بين الدال و الندلول ضرورية طبيعية.و الموقف الاخر يعتبرها اعتباطية اصطلاحية . يمثل الموقف الاول افلاطون المدرسة اللسانية القديمة و الموقف الثاني المدرسة الللسانية المعاصرة لـ ارنست كاسير و ذي سوسير .هل فعلا ان العلاقة بين الرمز و العلامة ضرورية طبيعية ؟ ام انها اعتباطية اصطلاحية ؟ محاولة حل الشكال : عرض منطق الاطروحة (العلاقة بين الدال و المدلول ضرورية طبيعية ) يمثل الاطروحة المدرسة اللسانية القديمة لـ افلاطون ان هناك تلازم بين الدال و المدلول . ضبط الحجة: Jعندما بدا الانسان التواصل قلد كل مايوجد في الطبيعة من اصوات و رموز و اشارات و مايوجد في الطبيعة كما يؤكد افلاطون فيه تكون العلاقة بين اللفظ و المعنى علاقة تطابق و تلازم و بما ان اللغة عند الانسان نشأة نتيجة تقليد لما في الطبيعة كانت العلاقة بين الدال و المدلول علاقة ضرورية طبيعية . J في كل لغات العالم نلاحظ استمدادها من الطبعة مثل حفيف الأوراق زئير الأسد هديل الحمام خرير المياه ...الخ فكلها مشتقة من اصوات الطبيعة التي تحمل دلالة واحدة نقد الحجة: لو كانت العلاقة ضرورية طبيعة لوجدنا اللغة الإنسانية واحدة و ضيقة لاكن الملاحظ انها واسعة و متنوعة فاللفظ الواحد له عدّة معاني و عليه يستحيل ان تكون العلاقة بين الدّال و المدلول ضرورية طبيعية . عرض نقيض الأطروحة ![]() المدرسة اللسانية المعاصرة لـ ذي سسسير و ارنست كاسير حيث اعتبرت أن العلاقة بين الدّال و المدلول اصطلاحية تواضعية بالتالي تستطيع أي جماعة أن تحدّد معنى للفظ بطريقة اعتباطية . ضبط الحجة : J يقدم ذي سوسير حجة يعتبر فيها ( ان العلاقة اعتباطية نلاحظ ان لفظ (أخت) لا علاقة له اطلاقا كلفظ او كنبرة صوتية او ك فوني مات مورفي مات بي المعنى الذي يحمله فاذا قسمنا الفظ الى (أ...خـ...ت) لا نجد ان هناك علاقة بين ما تحدثه فونيمات أ - خ – ت وبين المعنى الذي نستخدمه اثناء التلفظ ب الأحرف متلاصقة مما يعني اننا تواضعنا ان هذا المعنى الذي نريد ايصاله للغير ينطق بهذه الاحرف). Jيقول ارنست كاسير (ان الاسماء الموجودة في الكلام لم توضع للدلالة عن الاشياء المادية انما وضعة للدلالة عكس المعاني والالفاظ المجردة التي لا وجود لها في الواقع المادي و بما انها كذلك فمعنى و الفكر ابداع عقلي متنوع تتنوع معه المعاني) نقد الحجة: تاريخ اللغة يبين لنا ان بدايتها استمدت من الطبيعة مثل : إحصاء مشتق من كلمة حصى نفس الشيىء في اللغة اللاتينية :calcule=calcaire مما يعني ان العلاقة بين الدال و المدلول علاقة ضرورية لزومية. التركيب : (التوفيق) لكل لغة قواعد تلتزم بها و يصبح كلامنا خاطئ اذا خالفنا هذه القواعد لهذا نقول ان الدلالة بدات باللغة الطبيعية الضرورية مثلما قدمه أفلاطون الا ان اللغة بمجرد ما إرتبطة بالفكر بدأت العلاقة بين الدال و المدلول تصبح اعتباطية اصطلاحية و ما اكدته المدرسة الرمزية المعاصرة هنالك علاقة بين الرسم و الطبيعة رغم انه في بدايته بدأ كفن يقد فيه الانسان الطبيعة ثم اصبح الرسم رمزي تجريدي. حل الاشكال : تقدم لنا المدرسة الرمزيسة خير دليل يبين طبيعة العلاقة بين الدال و المدلول ويحسم الموقف ان كانت ضرورية او اعتباطية كما في الرسم بدا بالتقليد لما يوجد في الطبيعة لايخرج عن تفاصيلها و الوانها وذلك يعبر عما حدث في اللغة في العلاقة بين الدال والمدلول بدات ضرورية طبيعية و اليوم نجد مدارس كثيرة للرسم كالراديكالية الرومانسية التجريدية والرمزية...الخ نفس الشيئ فى الدلالة عندا ارتبطة اللغة بالفكر اصبحت فيها دلالة اعتباطية |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 53 | |||
|
![]() شكرا جزيلا |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 54 | |||
|
![]() أنا أستطيع المساعدة من طلب الحرية ،و الدال و المدلول ، اللغة و الفكر أنا هنا للمساعدة |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 55 | |||
|
![]() هل الإنسان حر أم مجبر؟ مخير أم مسير؟ الأستاذ حاج عزام:3 علوم تجريبية+3 لغات ثانوية مولود قاسم –تاجنانت- المقدمة: تعتبر مشكلة الحرية من أقدم المشكلات الفلسفية و التي ضربت بجذورها في أعماق الفكر الإنساني ،فقد واجهت الباحثين منذ القدم و مازالت تواجههم إلى يومنا هذا كونها ليس مشكلة نظرية يثيرها العقل بل هي مشكلة عملية متضمنة في حياتنا اليومية وإذا كانت الحرية هي تجاوز كل إكراه سواء كان داخليا أو خارجيا أو هي القدرة على الاختيار بين ممكنين أو أكثر ، فإنه قد دار جدال بين الفلاسفة حول موضوع الحرية ،فهناك من نفى الحرية عن الإنسان واعتبره مسير ، ومجبر لا مخير ، وهناك من أثبت له الحرية ، والإرادة في القيام بالأفعال. وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل: هل الإنسان حر حرية مطلقة أم أنه مجبر و مسير؟ التحليل: الموقف الأول: أنصار الحرية يذهب أنصار الموقف الأول إلى القول بأن الإنسان حر حرية مطلقة في إختيار الأفعال التي يقوم بها ومن الفلاسفة المؤيدين لهذا الموقف نجد الفيلسوف اليوناني أفلاطون،وفرقة المعتزلة،والفيلسوف الفرنسي روني ديكارت،و مواطنيه هنري برغسون، وجون بول سارتر،و كذلك الفيلسوف الألماني إمنوال كانط و آخرون.... حيث يذهب الفيلسوف اليوناني افلاطون في أسطورة الجندي (آر) الذي مات في ساحة الشرف اذ يعود الى الحياة من جديد و يروي الاشياء التي تمكن من رؤيتها في الجحيم حيث ان الاموات يطالبون بان يختاروا بمحض ارادتهم تقمصهم القادم وبعد ان يختارو يشربوا من نهر النسيان (ليثــه) ثم يعودون الى الارض حيث قد نسوا بانهم هم الذين اختاروا مصيرهم و ياخذون باتهام القضاء والقدر في حين ان الله بريئ من أفعالهم لأن لهم الحرية الكاملة في إختيارها. و هذا ما ذهبت إليه المعتزلة فالإنسان حر حرية مطلقة و الله لا يحب الشر والفساد،و تمسكت المعتزلة بحرية ارادة الانسان لسببين: السبب الأول أن الجبر والتسيير يناقض العدل الالهي، والسبب الثاني أن حرية ارادة الانسان تفسر وجود الشر في.وقد العالم و عليه أرادوا أن ينزِّهوا الله تعالى عن الظلم وأن الإنسان هو خالق أعماله، والرب منزَّه عن أن يضاف إليه شر أو ظلم وفعل وذلك هو كفر ومعصية. فالعبد عندهم مستطيع باستطاعة نفسه، وأفعاله مخلوقة من جهته لا يحتاج إلى الاستطاعة من الله وقد وضع الله تعالى فيه القوة وهو مطلق في استعمالها وهو والحالة هذه مستحق على ما يفعله ثواباً وعقابا و لقد إعتمدوا على آيات من القرآن الكريم منها قوله تعالى:" "فمن شاء منكم فليؤمن ومن شاء فليكفر" الكهف30 ،وقوله أيضا:" لمن شاء من أن يستقيم"التكوير 28، و قوله أيضا "فمن يعمل مثقال ذرة يره و من يعمل مثقال ذرة شر يره"، و لهذا يقول أحد أنصار المعتزلة: "الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل على حسب الدواعي والصوارف، فإذا أراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن" و الرأي نفسه نجده عند الفيلسوف الفرنسي ديكارت و الذي يرى بأن الحرية مثبتة بشهادة الشعور وحده من غير حاجة إلى أدلة وذلك من خلال قوله:" إن حرية إرادتنا يمكن أن نتعرف إليها بدون أدلة وذلك بالتجربة وحدها التي لدينا عنها" إذ يعتقد ديكارت أن التجربة النفسية تبين لنا الشعور بالحرية الذي يمتلكه الإنسان و يجعله قادرا على القيام بأي فعل يراه مطلوبا يمتنع عن أي فعل لا يرى فيه فائدة وهو في هذا لا يحس بأي إكراه خارجي حيث يقول أيضا: "إننا جد متأكدون من الحرية فينا بحيث ليس هناك أي شيء نعرفه بوضوح أكثر نعرفها" وهذا ما يذهب إليه أيضا الفيلسوف الفرنسي الآخر هنري برغسون الذي يؤكد بأن الحرية مسألة داخلية تتعلق بحياة الشخص النفسية حيث أن كل إنسان يشعر بأن له القدرة على الإختيار بين الأفعال و بالتالي القدرة على الإختيار بين الأفعال و عليه القدرة على القصد إلى الفعل أو تركه ونجده يصف الحرية بقوله:"إنها معطى مباشر للشعور" ويقول أيضا:" حيث أشعر بأفعالي تجري في نفسي متجددة،أشعر في نفس اللحظة بأني حر"، كما أن شعورنا بالحرية متغير باستمرار بحيث لا يمكن أن تتكرر حالتان متشابهتان إطلاقا، وهذا يعني أن الحياة النفسية لا تخضع إلى قانون الحتمية كما أن الفعل الحر يصدر عن النفس بأجمعها ، وليس عن قوة تضغط عليه أو عن دافع يتغلب على غيره، وذلك من خلال قوله :" إن الفعل الحر ليس فعلا ناتجا عن التروي والتبصر، انه ذلك الفعل الذي يتفجر من أعماق النفس". و الرأي نفسه نجده عند الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر الذي يرى أن الإنسان كشخص هو مشروع مستقبلي، يعمل على تجاوز ذاته ووضعيته وواقعه باستمرار من خلال اختياره لأفعاله بكل إرادة وحرية ومسؤولية، لا فرق بين وجود الإنسان وحريته، فهو محكوم عليه بالاختيار والمسؤولية وفي ذلك يقول:" إن الإنسان لا يوجد أولا ليكون بعد ذلك حرا، وإنما ليس ثمة فرق بين وجود الإنسان ووجوده حرا."وعليه ترتكز الوجودية، كما يمثلها سارتر، على فكرة أساسية وهي القول بالحرية الإنسانية وهو ما يعبر عنه سارتر بمفهوم الذاتية الإنسانية التي تعني أساسا أن الإنسان يصنع نفسه بنفسه، وأنه هو الذي يمنح للأوضاع الاجتماعية والثقافية وغيرها معنى محددا انطلاقا مما يرغب فيه وما يطمح إليه . النقد: لقد بالغ أنصار الموقف لاأول في تأكيدهم بأن الإنسان يمتلك حرية مطلقة لأنه ضرب من تجاهل و اقع مليء بالعوائق و الحتميات و الفعل الذي يكون مستقلا عن كل إكراه يكاد يكون شبه مستحيل، ذلك أن الإنسان يعيش واقعا خاضعا لمجموعة حتميات كونية عامة ليس بإمكانه الخروج عن نطاقها أو إخضاعها لإرادته كالحتمية الإجتماعية،النفسية،الفيزيائية،..الخ، أضف إلى هذا فإن القول بأن الشعور النفسي دليل الحرية هو مجرد ضرب من الخداع النفسي،وأحكام ذاتية لا يمكن البرهنة عليها أو تأكيدها،و الشعور بالشيء لا يعني بالضرورة إمتلاكه. الموقف الثاني: أنصار الجبرية يذهب أنصار الموقف الثاني إلى القول بأن الإنسان مجبر على القيام بأفعاله لأنه يخضع لضرورة مطلقة و عليه فإن حريته منعدمة ومن الفلاسفة المؤيدين لهذا الموقف نجد المدرسة الرواقية ، والفرقة الجهمية، و الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا،والفيلسوف الألماني كارل ماركس أنصار الحتمية،...الخ. حيث تذهب الفرقة اليونانية الرواقية إلى القول بأن الإنسان يخضع لضرورة كلية و هي الطبيعة فالإنسان مجبر حسب الرواقية لأنه يخضع لضرورة مطلقة التي يخضع له الكون بأسره "حيث يقولولن :" عش على وفاق مع الطبيعة" ذلك أن الإنسان هو جزء من هذه الطبيعة و هو خاضع لها كخضوع جميع الكائنات الأخرى. وهذا مانجده عند الفرقة الإسلامية الجهمية حيث يرى مؤسس هذه الفرقة"جهم بن صفوان"أن الإنسان لا يقدر على أي شيء ولا يوصف بالاستطاعة وإنما هو مجبور في افعاله ولا ارادة ولا حرية ولا قدرة على الاختيار والله يخلق فيه الأفعال، كما يخلق في الجمادات وتنسب إلى الإنسان مجازا، كما يقال أثمرت الشجرة.. وجرى الماء وطلعت الشمس. كما ان الله وحده هو القادر والفاعل والخالق والمحى والمميت ولا فعال لأحد غير الله. وهذا ما يذهب إليه الفيلسوف الهولندي سبينوزا الذي يرى بأن القول بالحرية بالصورة المطلقة وهم وخيال لأن الأشخاص يجهلون الأسباب ، فالفعل الإنساني مجرد امتثال للضرورة التي تفرضها الطبيعة ،والذي يظن بأنه حر لمجرد أنه يعي ما يفعل يكون واهم لأنه يجهل الأسباب المتحكمة في الفعل . إذن الشخص حسب اعتقاده يعيش تحت وطأة الشهوات ، أي أن أوامر النفس لا معنى لها خارج الرغبات .إن هذا الاعتقاد يجرد الإنسان من قيمته الإبداعية حيث نجده يقول:" يخطيء الناس إذن في كونهم يعتقدون أنهم أحرار" . ولذلك فيعتقد جهم ابن صفوان ان الثواب والعقاب جبر والإيمان والكفر جبر.وكل شيء مقدر أزلا.فالله خلق المؤمنين مؤمنين والكافرين كافرين وابي بكر وعمر كانوا مسلمين مؤمنين قبل اسلامهم والأنبياء عليهم السلام كانوا أنبياء قبل الوحي وكل شيء في الوجود مقدر ازلا وسلفا و أكد قوله بالجبر و التسيير ذلك ان القول بحرية الارادة الانسانية معناه الشرك بالله حيث انها تعطي الانسان القدرة على خلق أفعاله ومادام الله هو الخالق الوحيد فان الانسان يصبح شريكا لله في عملية الخلق وبهذا فالقول بحرية الارادة الانسانية منافية تمام لوحدانية الله وتؤدي الى الشرك به والانسان مجبور في افعاله والذي يعتقده ان له حرية اختيار فما هو الا مجرد وهم وخيال فالله تعالى قدر الحياة سلفا ومنذ الأزل وما نحن الا بمنفذين لرغبته ويستدلون بأدلة نقلية كثيرة من خلال قوله تعالى:" وما تشاؤون إلا أن يشاء الله" الإنسان 30، و قوله أيضا:"و مارميت إذ رميت و لكن الله رمى" . والرأي نفسه نجده عند الفيسلوف الألماني ومؤسس النظام الإقتصادي الإشتراكي كارل ماركس الذي يؤكد على الشروط الاقتصادية والاجتماعية للحرية، ويعتبر أنها تتمثل في تحرر المجتمع من أشكال الاستغلال الطبقي، حيث يدعوا طبقة العمال أن تعمل للتحرر من حكم الطبقة البرجوازية الطاغية وهذا عن طريق الثورة التي تغير العالم، إلا أن ماركس لم يهمل ناحية أساسية للحرية بالنسبة للفرد، وهي تنمية طاقاته وقدراته الذاتية الخلاقة خارج العمل الاقتصادي، وهذه "الحرية الحقيقية" في نظره لا تتحقق ولا تنمو إلا بالتغيير الثوري للمجتمع ككل. إضافة إلى هذا فالإنسان خاضع لمجموع من الحتميات و لاتي تسيطر على حريته و تجعله قيدا لها وهي: الحتمية الفيزيائية: ذلك أن الإنسان جزء لا يتجزأ عن الطبيعة و ظواهرها،ومن ثمة فهو محكوم بنفس نظام القوانين التي تحكم الظواهر الطبيعية،لذلك فهو يتحرك وفق أسباب و علل وعليه يمكن التنبؤ بتصرفاته و سلوكاته مثلما نتنبأ في الظواهرالطبيعية كخضوعه مثلا لقانون الجاذبية. الحتمية النفسية: حيث أن أفعال الإنسان و أفكاره خاضعة إلى أبعاد و قوانين نفسية كالرغبات و الأهواء و العواطف حيث ترجع مدرسة التحليل النفسي أغلب الأفعال الى الدوافع النفسية اللاشعورية كالرغبات المكبوتة و النزوات الخفية التي تؤثر في السلوك بطريقة غير ارادية ،حيث يؤكد سغموند فرويد أن اللاشعور يتحكم في الإنسان و يسيره. الحتمية الإجتماعية: الفرد يتأثر بوسطه الاجتماعي ، يضطر الى تنظيم نشاطه وفق ما تمليه العادات و التقاليد و القوانين كما يتصرف تبعا للجماعة التي ينتمي اليها بهدف الاندماج في المجتمع ، و لا يستطيع الانعزال عنها فيصبح بذلك صورة طبق الأصل لمجتمعه يقول دوركايم :" الفرد صورة مجتمعه"، ويقول أيضا:" إذا تكلم الضمير فينا فإن المجتمع هو الذي يتكلم" فالإنسان كائن إجتماعي يعيش وفقا لمجتمعه. الحتمية الفيزيولوجية: فالإنسان يخضع للحتميات البيولوجية كالنوم،و النمو،والتغير، فالدوافع البيولوجية الحيوية هي التي تتحكم في سلوك الإنسان يقول البيولوجيون "إننا تحت رحمة غددنا الصماء "فإذا زاد إفراز الغدة الدرقية كان الشخص كثير الحركة و اذا نقص إفرازها كان خاملا و بطيئ الحركة ، و اذا زاد إفراز الأدرينالين كان الشخص سريع التهيج و العكس ،وعليه فالإنسان خاضع لكل هذه الحتميات التي لا يستطيع التحكم فيها أو الخروج عن نطاقها. النقد: لقد بالغ أنصار الموقف الثاني برفضهم للحرية الإنسانية ذلك لأنه لو كان الله سبحانه هو الذي يخلق الأفعال فلماذا يحاسبنا يوم القيامة و لماذا أرسل الرسل و الأنبياء و ما الفائدة من وجود العقل الذي يميز الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى، وفرضية اللاشعور لا تنطبق على جميع الأفعال لأن الإنسان يعي معظم أفعاله ،أضف إلى هذا أنه يمكن للفرد أن يتجاوز مجموع الحتميات التي تقف عائقا أمام حريته كالحتمية الاجتماعية بالتمرد على العادات و التقاليد كما يفعل المصلحون.و التحرر من الحتمية الطبيعية يتم بمعرفة قوانين الطبيعة ومقاومته لمختلف العوائق بفضل العلم والتقنية مثل التغلب على الحرائق و على الحرارة و على البرودة وتفادي مخاطر الزلازل ،و التحرر من الحتمية البيولوجية بما إن الإنسان كائن عاقل فهو يملك قدرة التحكم في دوافعه البيولوجية وتحقيقها بطرق مشروعة يراعي فيها القوانين الأخلاقية والدينية ...الخ مثل التغلب على دافع الجوع بالصوم وتجاوز دافع حب البقاء بالجهاد في سبيل الوطن، و التحرر من الحتمية النفسية ويتم من خلال التحكم في الميول والعواطف والأهواء والرغبات و وإخضاعها لسيطرة الإرادة والعقل. التركيب: لقد حاولت فرقة الأشعرية وهي نسبة لأبي الحسن الأشعري حل مشكلة الحرية من خلال توفيقها بين الرأيين الأول و الثاني من خلال نظرية الكسب "بمعنى الرغبة للفعل من شان العبد وخلق الفعل من شأن الله وحده"الذي هو التلازم أو الاقتراب بين ارادة العبد من جهه وخلق الله لأفعال هذا العبد من جهة أخرى. فالفعل مكتسب للعبد ولكن حسب إرادته ونتيه دون أن يكون خالقه. فالله يخلق أفعال العبد إذا رغب العبد في ذلك فإذا لم يرغب العبد لم يخلق الله له الفعل. فمعنى هذا أن رغبة الانسان ونيته هي التي تصبغ عليه صفة الحرية ومن ثم يتحمل الفرد مسئولية أفعاله وما يترتب عليها من عدالة الله في اثابة المطيع وعقاب العاصي. مثال: إذا انتوى العبد فعل عمل خير فالله يخلق له الأفعال التي تمكنه من عمل الفعل الذى يتفق مع ميوله ورغبته واذا انتوى العبد في عمل شر فان الله يخلق له الأفعال التي تساعده على فعل العملوبهذا استطاع الأشعري أن يوفق بين الجهمية والمعتزلة وحل مشكلة الحرية وهذا ماحاول فيلسوف قرطبة ابن رشد الوصول إليه ورغم نقده لموافقة الوسط عند الأشعرى.. إلا أنه اتخذ لنفسه موقفا وسطا أيضا.. حل به مشكلة ولكن بنظرة أكثر عقلانية. ميز بين عالمين أساسيين عالم الارادة الداخلية للانسان وعالم الأسباب الخارجية،عالم الارادة الدخلية متروك امره للانسان يفعل به ما يشاء لكن في حدود أسباب العالم الخارجي الذي صنعه الله تعالى أما العالم الخارجي فهو عالم الأسباب والعوائق فيما يسمى بالقدر فأفعالنا وارادتنا لا تتم ولا توجد الا بعد ان تتوافق مع أسباب العالم الخارجي وكما يرى ابن رشد ان هناك رتباطا بين عالم الارادة الداخلية وأسباب العالم الخارجي وهذا يحقق حرية الارادة الانسانية وحسب رأيي الشخصي فإن حرية الإنسان حرية نسبية ذلك أن الواحد منا ومن خلال حياته اليومية يجد نفسه حرا في الكثير من أفعاله ،إلا أن هذا لا يؤكد حريته حرية مطلقة فهو خاضع للحتميات كثيرة لا يستطيع الخروج عن نطاقها خصوصا الإجتماعية منها فهو ملزم بالقيام بالكثير من الأفعال التي ينص عليها التشريع الإجتماعي لبيئته دون تعليق أو رفض،وعليه فحرية الإنسان حرية نسبية و ليست مطلقة. الخاتمة: وختاما يمكننا القول بأن مشكلة الحرية لا تزال من المشكلات الفلسفية العالقة التي لا تزال محل جدال و نقاش بين الفلاسفة،إلا أن مجمل القول هو أن الإنسان حر حرية نسبية لأنه يجد نفسه في الكثير من الأحيان خاضعا للعديد من الأمور التي تحد من حريته، و الحرية ليست مجرد شعور نفسي بل هي عمل مستمر للتحرر يتجلى كلما برزت أمام المرء العوائق والحواجز التي تجعله يبذل جهودا ملائمة لتجاوزها فيتحرر من ضغوطها وبهذا فليست الحرية شيئا جاهزا نجده أو نقتنيه بل هي ممارسة يومية على المستوى النفسي والاجتماعي والفيزيائي وقد صدق من قال: "ينال المرء دائما الحرية التي هو أهل لها والتي هو قادر عليها"
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 56 | |||
|
![]() الطريقة جدلية: ماهي العلاقة بين اللغة و الفكر؟ الأستاذ:حاج عزام 03 لغات ثانوية مولود قاسم نايت بلقاسم تاجنانت المقدمة: تمهيد+ذكر العناد+طرح الإشكال؟ يعتبر موضوع اللغة من المفاهيم الشائكة والمعقدة نظرا لما تطرحه من قضايا جدلية فهي ترتبط بدراسات نفسية من جهة ومن دراسات فيزيولوجية من جهة أخرى ، وعلى هذا النحو اختلف الفلاسفة في تعريف اللغة إذ كل فيلسوف يعرفها حسب مفهومه الخاص إلا أنهم اجمعوا على أن اللغة قد تكون رموز وإشارات قصد التفاهم وقد تكون ألفاظ منتظمة لها دلالات معينة ، ومن بين المواضيع المعقدة التي أثارت إهتمام الفلاسفة و علماء اللغة هي علاقة اللغة بالفكر وفي هذه النقطة كان محل جدال و خلاف بينهم فانقسموا إلى معارض و مؤيد للغة فمنهم من يرى أن العلاقة بينهما هي علاقة إنفصال و منهم من يرى أنها علاقة إنفصال و الإشكال الذي نطرحه هنا:ماهي العلاقة بين اللغة و الفكر؟ هل هي علاقة إتصال أم إنفصال؟. الموقف الأول: العلاقة بين اللغة و الفكر علاقة إنفصال "الإتجاه الثنائي" يرى أنصار الإتجاه الثنائي أن العلاقة بين اللغة و الفكر علاقة انفصال ذلك أن هناك تمايز واضح بين الفكر واللغة ومنه يقرون بأسبقية الفكر عن اللغة لأن الإنسان يفكر بعقله قبل أن يعبر بلسانه ومن أنصار هذا الإتجاه نجد الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون، ديكارت،فاليري. حيث يرى الفيسلوف الفرنسي ذو النزعة الحدسية هنري برغسون أن علاقة اللغة بالفكر هي علاقة انفصال و تمايز و أن الفكر أسبق من الناحية الزمنية عن اللغة، فأنا أفكر ثم أتكلم حيث يقول:" اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر". و دليله على ذلك أنه لا يوجد تناسب بين ما نملكه من أفكار و ما لدينا من ألفاظ و الذي يوحي بذلك هو توقف المتكلم أو الكاتب طويلا باحثا عن اللفظ المناسب الذي يؤدي المعنى، بالإضافة إلى أن الألفاظ ثابتة و محدودة و منفصلة بعضها عن بعض في حين أن الأفكار متصلة و دائمة فهي ديمومة مستمرة لا تعرف الانقطاع فيمكنني أن أتوقف عن الكلام في حين لا أستطيع التوقف عن التفكير. قال برغسون:" نحن نفشل عن التعبير بصفة كاملة عما تشعر به روحنا لذلك الفكر يبقى أوسع من اللغة" وقال أيضا:" إننا نملك أفكارا أكثر مما نملك اصواتا". وهذا ما يؤكده مواطنه الفيلسوف الفرنسي ديكارت من اعتبار الفكر جوهرا لا ماديا هو مبدأ كل وجود، و لهذا فهو سابق على اللغة التي تعتبر من طبيعة مادية، و لهذا يعتبر ديكارت أننا في حاجة إلى أداة لإخراج الفكر إلى حيز الوجود و جعله مدركا من قبل الآخرين، و هـذه الأداة هي اللغة ولا يوجد تناسب بين القـــدرة على الفهم و التمثل و القدرة على التعبير. و هذا ما يؤكد أسبقية الفكر على اللغة و انفصاله عنها. وهذا ما يذهب إليه أيضا فاليري في أن اللغة عاجزة عن التعبير عن حالاتنا النفسية، لأن الأصل الإجتماعي للغة وطابعها الأداتي يوجهها للتعبير عن عما هوعام مشترك موضوعي لا ما هو خاص وفردي وحميمي، فرغم أن كل واحد منا يحب ويكره.. إلاّ أننا نختلف في الحب و الكراهية. إذن فاللغة محدودةحيث نجده يقول:" إن أجمــــل الأفكار هي تلك التي لا نستطيع التعبير عنها" ولهذ ا تمّ ابتكار وسائل تعبير بديلة عن اللغة كالرسم والموسيقى،..... النقد:لقد بالغ أنصار الإتجاه الثنائي في نفيهم لوجود علاقة بين اللغة و الفكر فعلى الرغم من أن الإنسان أحيانا يتوقف بل يعجز عن التعبير عما يريد لكن هذا لا يعني استقلالية الفكر عن اللغة كما ذهب إليه بعض الحدسيين ولا تثبته للواقع إذن كيف يمكن أن تمثل في الذهن تصورات لا اسم لها؟وكيف تتمايز الأفكار فيما بينها لولا إدراجها في قوالب لغوية،أضف إلى هذا أنه لا يمكن إنكار الدور الفعال للغة في الحفاظ على الفكر من الضياع. الموقف الثاني: العلاقة بين اللغة و الفكر علاقة إتصال "الإتجاه الأحادي" يذهب أنصار الاتجاه الأحادي إلى أنه لا و جود لفكر دون لغة. فهما مترابطان ومتلازمان أي أن العلاقة بينهما علاقة اتصال ومن أنصار هذا الإتجاه نجد العديد من الفلاسفة و علماء اللغة ومنهم دي سوسير، ميرلوبنتي، هاميلتون، هيغل، وأخرون..... وهذا ما يذهب إليه الفيلسوف الفرنسي مرلوبوتي الذي يرى أن علاقة اللغة و الفكر علاقة إتصال، فلا وجود لفكر قبل اللغة، إنهما متزامنان ففي الوقت الذي يصنع فيه الفكر اللغة فإن اللغة تحتوي معاني ذلك الفكر و ينتقد الموقف الديكارتي الذي يفصل الفكر عن اللغة، فاللغة في نظره لا يمكن أن تكون أداة للتعبير عن الفكر و ما يدل على ذلك هو أن التفكير في صمت هو في الواقع ضجيج من الكلمات، فالتفكير الداخلي هو لغة داخلية يقول:" إن الفكر لا يوجد خارج العالم وبمعزل عن الكلمات... ن الأفكار التي عبرنا عنها من قبل هي التي نستدعيها". و الرأي نفسه نجده عند الفيلسوف الانجليزي هاملتون الذي يؤكد على العلاقة الوطيدة بين اللغة و الفكر حيث يقول : أن المعاني شبيهة بشرار النار لا تومض إلا لتغيب ولا يمكن إظهارها وتثبيتها إلا بالألفاظ " فاللغة هي الوعاء الذي تصب فيه الأفكا ر وعليه فهناك وحدة عضوية بين اللغة و الفكر حيث يقول أيضا : "فالألفاظ حصون المعاني". وهذا ما يؤكده أيضا الفيلسوف الألماني هيغل الذي يرى أن الإنسان يفكر داخل اللغة لا خارجها وأن فعل التفكير لا يتحقق في استقلال عن فعل الكلام أو تركيب الجمل. ويستدل على ذلك بقوله إن الفكرة لا تكتسب وجودها الفعلي إلا عندما تصاغ صياغة لغوية. إن الصياغة اللغوية هي ما يجعل الفكرة تتحقق بالفعل، وبذلك نتمكن من الوعي بها،حيث يقول"إننا نفكر داخل كلمات" ويقول أيضا:" اللغة تعطي الفكر وجوده الأسمى" وهذا أيضا ما يؤكده علم النفس أن الطفل يتعلم الفكر عن طريق اللغة ويتعلمهما في آن واحد فالطفل يولد صفحة بيضاء خاليا تماما من أي أفكار ، ويبدأ في اكتسابها بالموازاة مع تعلمه اللغة ، أي أنه يتعلم التفكير في نفس الوقت الذي يتعلم فيه اللغة . وعندما يصل الفرد إلى مرحلة النضج العقلي فإنه يفكر باللغة التي يتقنها ، فالأفكار لا ترد إلى الذهن مجردة ، بل مغلفة باللغة التي نعرفها . النقد:لقد بالغ أنصار الإتجاه الأحادي في تأكيدهم للمطابقة بين اللغة والفكر، لأن السؤال الذي يطرح نفسه إلى أي حد تصح هذه المطابقة؟ ثم كيف نطابق بينهما ولكل منا تجربة شخصية تعلمه أن الفكرة أحيانا تحضر أولا ونتأخر أو نفشل في إيجاد التعبير الملائم عنها؟ فالإنسان في الكثير من الأحيان يعجز عن التعبير عما يدور في خاطره خصوصا الأفكار المتعلقة بالجانب العاطفي. التركيب:إن العلاقة بين اللغة والفكر هي علاقة تداخل فاللغة هي الوسيلة الأساسية لنقل أفكارنا إلى غيرنا ولولاها لضاع تراث البشرية والأفكار لا تتضح إلا باللغة فهي تصنع الفكر في الوقت الذي يصنعها الفكر كما قال دولاكروا : إن الفكر يصنع اللغة وهي تصنعه" وحسب رأيي الشخصي فإنني أرفض القول بوجود فكر مستقل عن اللغة أي لا يمكن فصل الفكر عن اللغة ، كما نرفض المطابقة بينهما أي لا يمكن اعتبارهما شيئا واحدا.و لذلك فالعلاقة بين اللغة و الفكر هي علاقة تبادلية أي علاقة تأثير و تأثر، فاللغة تؤثر في الفكر و تتأثر به، فاللغة تزود الفكر بأطر التفكير من خلال المفاهيم و العلاقات و الفكر يساعد اللغة على التجديد. الخاتمة: إذا كانت اللغة تعبر حقا إلا على القليل من مضمون الفكر فلا ينبغي رفضها لأن الفكر بأوسع معانيه بحاجة إليها فهي بالنسبة إليه أداة توضح وتنظم ، فالعجز الذي يصيب اللغة لا يجب أن يوحي برفضها كوسيلة للتواصل ، إن التخلي عنها يعني إنكار الفكر ومنه نستنتج أن كلا منهما مكمل للأخر فلا يمكن إنكار دور الفكر الذي يميز الإنسان عن الحيوان و لا يمكن إنكار اللغة التي تحفظ الفكر من الضياع . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 57 | |||
|
![]() الطريقة جدلية: هل العلاقة بين الدال و المدلول علاقة ضرورية أم إعتباطية؟ الأستاذ:حا ج عزام "3لغات" ثانوية مولود قاسم تاجنانت المقدمة:"تمهيد+ذكر العناد+طرح الإشكال لكل واحد منا جملة من الأفكار والتصورات والمشاعر في ذاته،وهو في حاجة إلى التعبير عنها بغية التكيف مع المواقف التي يواجهها، وهذا التعبير لا يتم إلا في شكل لغة ،والشائع أننا غالبا ما نستعمل لغة الألفاظ والكلمات ،لكن ما حرك الدراسات في مجال علم اللغة هو طبيعة العلاقة بين اللفظ ومعناه وهنا كان الإختلاف الكبير بين الفلاسفة، إذ ذهب البعض إلى القول أن العلاقة بين الدال و المدلول علاقة طبيعية ضرورية،بينما يؤكد أنصار نظرية التواضع و الاصطلاح أن الأسماء الواردة في الكلام الإنساني تم الاتفاق عليها وهي بمعنى آخر إعتباطية،إذن فالإشكال الذي نطرحه:هل العلاقة بين اللفظ ومعناه هي رابطة ضرورية منبعها محاكاة الطبيعة ؟ أم أنها اصطلاحية توافقية ؟ التحليل: الموقف الأول: "العلاقة ضرورية" العلاقة بين الدال و المدلول علاقة ضرورية ،فيكفي أن نسمع الكلمة حتى نعرف معناها ويمثل هذا الإتجاه المدرسة اللسانية القديمة بداية مع الفيلسوف اليوناني أفلاطون و عالم اللسانيات الفرنسي إيميل بنفيست. يؤكد أفلاطون خصوصا في "محاورة كراطيل" أن العلاقة بين الدال و المدلول هي علاقة ضرورية أي أن اللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي و أساس هذا الرأي نظرية محاكاة الإنسان لأصوات الطبيعة،وبهذا فإن العلاقة بين اللفظ ومعناه ضرورية تحاكي فيها الكلمات أصوات الطبيعة،فبمجرد سماع الكلمة نعرف معناها ودلالتها،فكلمة زقزقة مثلا تشير بالضرورة إلى صوت العصفور،وكلمة مواء تشير بالضرورة إلى صوت القطط،ونفس الشأن مع كلمات أخرى كـ::نهيق....، نباح....، خرير....، ...الخ. وهذا ما يذهب إليه عالم اللسانيات الفرنسي إيميل نفيست حيث يرى في كتابه ( مشاكل اللسانيات العامة)ان علاقة الدال بالمدلول ضروريـــــــة و ذاتيـــــــــــة الى درجة انه يستحيل الفصل بينهما يقول :" الدال و المدلول ، الصورة الصوتية و التمثل الذهني هما في الواقع وجهان لأمر واحد و يتشكلان معا كالمحتوي و المحتوى" ان العلامة اللسانية بنية موحدة يتحد فيها الدال بالمدلول ، بدون هذا الاتحاد تفقد العلامة اللسانية هذه الخاصية ، كل كلمة تدل على معنى ، وتستحضر صورتها في الذهن ، و كلما كررنا نفس الكلمة ظهرت نفس الصورة مثل لفظ ( ثور) الذي يستحضر في الذهن صورة هذا الحيوان العشبي ،و لا يستحضر صورة حيوان آخر، إذ أصبح اللفظ يطابق ذات الشيئ في العالم الخارجي عندما نقول مسطرة فلأنها تسطر ، و محفظة أنها تحفظ الأدوات ، سيالة لانها تترك سائلا ، و كذلك بالنسبة للفظ مثلث فلأنه يتكون من ثلاثة أضلاع ، و مربع لأنه يتكون من أربعة أضلاع و دائرة لأنها دائرية ....، فكل لفظ يعكس طبيعة الشيئ و يعبر عن هويته و لم يوضع بطريقة عشوائية ،و لهذا يقول:" إن العلاقة بين الدال و المدلول ليست إعتباطية بل هي على العكس من ذلك علاقة ضرورية". و يؤكد بنفيست على العلاقة الضرورية بين الدال و المدلول وذلك لأنه عندما يستقبل الذهن كلمة مجهولة يرفضها باعتبارها غريبة لا تحدث أي تصور و لا توحي باي معنى يقول: " ان الذهن لا يحتوي على أشكال خاوية" و لو كانت العلاقة بينهما اعتباطية لاستحدث كل فرد لغة خاصة يتحدث بها لكن الأمر لا يجري على هذا النحو ، الكل يضطر الى التحدث بلغة القوم ، و استعمال نفس الإشارات الصوتية حتى يتم التواصل بينهم. إضافة إلى هذا يؤكد بعض علماء اللغة أن بعض الحروف لها معان خاصة حيث يوحي إيقاع الصوت وجرس الكلمة بمعنى خاص،فحرف(ح) مثلا يدل على معاني الانبساط والراحة، مثال:حب،حنان،حنين ، حياة.....، وحرف(غ) مثلا فيدل على معاني الظلمة والحزن والاختفاء، كما في :غيم، غم، غدر، غبن، غرق، غاص..... النقد: لقد بالغ أنصار المدرسة اللسانية القديمة في قولهم بالعلاقة الضرورية بين الدال و المدول ذلك لأنه لو كانت اللغة محاكاة للطبيعة فكيف نفسر تعدد اللغات ما دمنا نعيش في طبيعة واحدة"عربية،فرنسية،إسبانية،...." . و كيف نفسر تعدد المعاني لنفس اللفظ مثل لفظ مغرب ، فقد يعني وقت الصلاة من جهة ، و بلد عربي من جهة ثانية ، لفظ عادل فهو صفة الإنصاف من جهة و اسم علم من جهة ثانية. الموقف الثاني:"العلاقة إعتباطية" العلاقة بين الدال و المدلول علاقة إعتباطية،فالكلمة لا معنى لها حتى يتواضع الناس على معناها و يمثل هذا الإتجاه المدرسة اللسانية الحديثة عالم اللسانيات السويسري فردنان دوسيسير، و الفيلسوف أرنست كاسير، و الفيلسوف جون بياجي. حيث يرى عالم اللسانيات السويسري فردنان دوسوسير بأن العلاقة بين الدال بالمدلول علاقة اعتباطية و تحكمية ، بمعنى ان الإنسان هو الذي يسمي الأشياء كما يشاء دون أن تكون لهذه الأسماء علاقة ضرورية و ذاتية بتلك الاشياء ، فما سمي قمرا على سبيل المثال كان من الممكن أن يسمى شمسا فنحن نسميه كذلك بحكم العادة لا غير . و الحجة هي ان الإشارات الصوتية التي يتكون منها لفظ قمر (ق- م- ر) يمكن ان نجدها في ألفاظ أخرى مثل رمق ( ر- م-ق) و بالتالي لا تعبر هذه الإشارات عن هوية الأشياء فلا شيئ يجمع القمر بالرمق و يعطي دوسوسيـــــر مثالا عن لفظ (أخت ) فلا نجد أي صلة بين سلسلة الأصوات "أ،خ،ت" والصورة التي تحصل في الذهن إذ بإمكاننا استبدالها بإشارات صوتية أخرى دون ان تتغير الصورة كأن نقول (Sister) و بالانجليزيـة بالفرنسية(sœur ) إضافة إلى هذا فالمعنى الواحد يمكن أن نعبر عنه بألفاظ مختلفة مثل البحر هو اليم ، و السيف هو الحسام ، والقط هو الهر، و الأسد هو الغضنفر و الضرغام و الليث ، و ملك الغابة ..الخ أو كأن نقول: الفعل ضرب: ضرب الأستاذ مثالا: "أي أنه أعطى مثالا"،و ضرب الرجل في أقطار الوطن،"أي أنه تجول في البلاد"، وضرب الأخ أخته "أي أنه عاقبها بالضرب"، و ضرب البدوي الخيمة،"أي أنه بسط وووضع الخيمة" ، وعليه نجد اللفظ الواحد لخ عدة معان مختلفة و فلو كانت الأشياء هي التي تفرض الاسم بحكم طبيعتها لكانت لغة البشر واحدة ، و لما تعدد ت .فاللسان العربي غير اللسان الفرنسي و غير اللسان الألماني. وهذا ما يؤكده أرنست كاسير هذا بقوله:" إن الأسماء الواردة في الكلام الإنساني لم توضع لتشير إلى أشياء بذاتها" ،هذا القول يدل على أن الألفاظ وضعت لتدل على معان مجردة وأفكار لا يمكن قراءتها في الواقع المادي، بل إن الكلمة، أو الرمز، أو الإشارة لا تحمل في ذاتها أي معنى أو مضمون إلا إذا اتفق عليه أفراد المجتمع،فالإنسان هو من وضع الألفاظ قصد التعبير والتواصل. وهذا ما يذهب إليه الفيلسوف بياجي ذلك أن العلاقة بين الدال و المدلول علاقة إعتباطية عفوية و اللفظ لا معنى له إلا إذا تم الإتفاق حول يقول:" إن تعدد اللغات نفسه يؤكد بديهيا الميزة الإصطلاحية للإشارة اللفظية". النقد : لو كانت علاقة الدال بالمدلول غير ضرورية فكيف نفسر الألفاظ التي تعبر عن طبيعة الأشياء مثل مواء القط ، نقيق الضفدع ، هديل الحمام و أيضا خرير المياه ، هدير البحر ، و غيرها ، و كيف نفسر استخدام الألسنة لنفس الألفاظ تكنولوجيا ، بيولوجيا ، سيكولوجيا أو ديمقراطية ، ديكتاتورية ، ليبرالية التركيب:"توفيقي" وكتوفيق بين الأطروحتين ،مادام الإنسان يحيا في وسط مادي ومعنوي،معنى هذا أن الألفاظ منها ما هو محاكاة للطبيعة ،ومنها ما كان توافقا واصطلاحا بين بني البشر ،فلا يمكن إنكار الموقفين لأننا في الكثير من الأحيان نعي الكلمات بمجرد سماعها وعليه فهي مستوحاة من الطبيعة ، إلا أن هذا لا يرفض التواضع الذي إتفق حوله البشر منذ الأزل و إعطائهم لمعاني لكل لفظ حتى تسهل عملية التواصل بينهم. وحسب رأيي الشخصي فإن العلاقة بين الدال و المدلول تبقى ضرورية و عفوية في الوقت نفسه،فالمتأمل في العديد من الألفاظ و المصطلحات يرى أنه بإمكانه فهمها مباشرة دون تفكير أو إمعان كقولنا زقزقة فالذهن يعرف معنى هذه الكلمة مباشرة دون تمعن أو تفكير ،فيكمل مباشرة زقزقة العصافير،وعفوية ذلك أن المصطلح الواحد نعبر عنه بعدة لغات بل وبعدة لهجات،فلو طلب منا مثلا حساب عدد اللغات و اللهجات التي توجد في العالم لوجدنا أنها كثيرة و لا تحصى و عليه فاللألفاظ منها ماهو مستوحى من الطبيعة و منها ما هو متواضع عليه من طرف البشر. الخاتمة: وعصارة القول أن العلاقة بين الدال والمدلول علاقة ضرورية و اعتباطية،ضرورية لأنه فعلا هناك من الألفاظ ما هو محاكاة و مطابقة تامة لما هو في الطبيعة،و اعتباطية لأن الدراسات في مجال علم اللغة تؤكد أن الطبيعة عاجزة أن تستوعب كل الألفاظ لذا كان التوافق والاصطلاح ، وتبقى اللغة من المسائل الهامة التي أسالت حبر المفكرين و الفلاسفة،وقد توافينا الدراسات مستقبلا بما هو جديد. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 58 | |||
|
![]() دافع عن الاطروحة :هل الانسان حر في افعاله |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 59 | |||
|
![]() اعطيني مقالة اسبقيى الحق على الواجب جدالية واستقصاء من فضلك وشكررررررر |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 60 | |||
|
![]() شكرا على هذه المقالة انا اريد واحدة عن الحتمية و اللاحتمية |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مقالات, الخدمة, الفلسفة, جميع |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc