اصقاء بماانها مراجعة ساضع شرح القصيدة و ذلك بما اننا مررنا على البناء الفكري
4 – في كثير من الليالي أكون منفرداً لا أنيس معي عندما يظلم الليل و يرخي ظلامه الحالك علي و على الكون ليرى ما عندي من الشجاعة و الجرأة و عدم الخوف بما يظهر من الهول و أسباب الفزع .
5 – قلت لليل لما أفرط طوله و امتد آخره امتداداً كثيراً و نهض بجهد و مشقة و هذا كله كناية عن مقاساة الأحزان و الشدائد و السهر المتولد منها لأن المغموم يستطيل ليله و المسرور يستقصر ليله .
6 – قلت لليل لما تطاول علي و لم ينقشع ظلامه الحالك عني اذهب ليأتي الصباح بنوره الوضاح مع أن الصباح ليس بأفضل منك لأنني أقاسي الهموم نهاراً كما أقاسيها ليلاً .
7 – كثيراً ما أذهب مبكراً وقت كون الطير في أعشاشها راكباً على فرس قصير شعره سريع ركضه لا يفلت منه صيد بل يمسك بالوحوش الشاردة و هو فرس مرتفع عظيم الجثة و ضخم .
8 – إن هذا الفرس معتاد للحرب و صالح لجميع أحوالها من الكر و الفر و الإقبال و الإدبار ثم شبه سرعته و صلابة خلقه بحجر عظيم ألقاه السيل من مكان عال إلى مكان حضيض .
9 – الفرس له خاصرتين كخاصرتي الظبي و ساقين كساقي النعامة و سيراً كسير الذئب و عدواً كعدو ولد الثعلب فقد جمع أربع تشبيهات في بيت واحد .
10 – لقد عرض لنا قطيع من بقر الوحش كأن إناثه نساء عذارى يطفن حول حجر منصوب يطاف حوله في ملاء طويل الذيل و شبه بقر الوحش في بياضها بالعذارى لأنهن مصونات في الخدور لا يغير ألوانهن حر الشمس و غيره و شبه طول أذيالها و سبوغ شعرها بالملاء الطويل الذيل و شبه حسن مشيها بحسن تبختر العذارى في مشيهن .
11 – الفرس تابع الجري حتى جمع بين الثور و البقرة في شوط واحد ولم يعرق عرقاً كثيراً يغسل جسده و أدركهما دون عناء أو مشقة فقد نسب فعل الفارس الذي صاد الثور و البقرة إلى الفرس لأنه حامله و موصله إلى مراده و بغيته .
12 – طباخو اللحم و هم الخدم أصبحوا قسمين بعضهم أحكم شواء شرائح اللحم على حجارة محماة و بعضهم أحكم طبخه و أجاده في قدر قد أسرع في طبخه و نضجه .