اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليجي للابد
الحكومة الجزائرية في نوم عميق عن الخطر الايراني لانها مشغوله بمحاربة الاسلاميين لانهم مدعوميين من الخليج !!
|
أشكر لك حرصك على الجزائر و اعيب عليك التدخل في شأن داخلي من خلال إصطفافك في جانب ضد الآخر ... كان بإمكانك أن تكون محضر خير على الأقل ... و لكن حيث أنك تتخذ موقف مسبقا فأسمح لي أن أقول لك أنني لا أنكر تضييق السلطة على الإسلاميين في الجزائر و لكنك تجهل أن الأحزاب الليبرالية و العلمانية ليست أوفر حظا من الأحزاب الإسلامية ...
اما إذا كنت تقصد تلك الجماعات التي إختارت العمل المسلح منذ بداية التسعينات و إن كنت توافق على نشاطها فخذها إلى بلدك و أنعم بها و تمتع بممارساتها على المباشر ... فليس مقبولا منك أن تمجد القتل و لا ان تبرره لا سيما و أنك لم تعش الحجيم الذي عشناه و لم تعش مرارة أن ترى طفلك الذي لم يتجاوز العامين يسقط شهيدا في عمل إرهابي جبان ...
رغم أنني لست من النوع الذي يعشق الحديث عن الماضي إلا أن العودة إلى الماضي في أحيان كثيرة أمر ضروري لفهم الحاضر و الإستعداد للمستقبل .
و نحن في الجزائر شعب طيب و لكننا لسنا أغبياء ... نصفح و لكننا لا ننسى .... و سيكون من المفيد أن نذكر في هذا المقام كيف تحالفت ضدنا كثير من الدول في تلك الحقبة الدموية ... دول عربية و إسلامية و أجنبية .... على رأسها المملكة العربية السعودية و الجمهورية ا؟لإسلامية الإيرانية من خلال دعمها المادي و المعنوي للجماعات المسلحة.... و محاصرة الجزائر حصارا لم نشهد له مثيلا إلا في أيامنا هذه تجاه سوريا .... بل و أسوأ مما هو حاصل الآن .
كنا كجزائريين ( على المستوى الفردي ) نتعرض لإهانات لا حصر لها في عواصمكم ... نجبر حتى على التعري بذريعة أن كل جزائري هو إرهابي أو مشروع إرهابي .... أتفه جمركي عربي يبصق في وجهك لمجرد أنك جزائري ... شخصيا مررت بهذه التجربة المريرة في إحدى العواصم العربية التي وصلتها على الساعة الثانية ظهرا و لم أتمكن من مغادرة المطار إلا في حدود الساعة العاشرة ليلا بعد أن ذقت من افهانة و التجريح ما لا يخطر على بال .... لا تقولوا لي أن ذلك قد حدث قبل الربيع العربي ... فو الله حاكم هذه العاصمة العربية هو نفسه لم يتغير ....
لذلك نحن كجزائريين لا نصدق اليوم كثيرا دعواتكم و إداعاءاتكم ... و كما يقول الإخوة اللبنانيون " اللي جرب المجرب عقلو مخرب ".
و أود أن أختم كلامي برأي حاولت كثيرا الإحجام عن التصريح به و لكن مسار النقاش و خلفياته تجبرني على البوح به علنا .... نحن كجزائريين لم نعد نشعر بالإنتماء إلى ما يسمى " الوطن العربي " ليس لأننا ننكر عروبتنا أو نتنكر لها و إنما لأننا لا نتفق معكم كثيرا في نظرتكم للعروبة ... و رغم أن أصولنا كجزائريين هي بالأساس أمازيغية إلا ان نظرتنا للعروبة ما زالت تقوم على " اخلاق الفرسان " المتثملة في الشهامة و الوفاء و عدم الغدر.
فمن كان يريد تعدد الرأي و إفساح المجال للعمل السياسي و للتعددية السياسية فليطالب بذلك في بلده في المقام الأول حتى نصدق انه صاحب مبدأ و قضية.