استشارات نفسية و اجتماعية - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

استشارات نفسية و اجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-12-08, 15:36   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

الحسد خلق ذميم وطبع لئيم ، ولا يغيّر شيئا من قدر الله عز وجل .

السؤال

هل الحسد يغير ما في الأرحام ؛ بمعنى أنه إذا كان المولود ذكرا ، يجعله الحسد أنثى ؟

الجواب


الحمد لله

أولا :

الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها

وهو من الأخلاق المذمومة والطبائع اللئيمة ومن كبائر الذنوب .

" والحاسد عدو النعم ، وهذا الشر هو من نفس الحاسد وطبعها ليس هو شيئا اكتسبته من غيرها ، بل هو من خبثها وشرها ، بخلاف السحر فإنه إنما يكون باكتساب أمور أخرى واستعانة بالأرواح الشيطانية "

انتهى من "بدائع الفوائد" (2 /458) .

ثانيا :

الحسد لا يغير من قدر الله تعالى شيئا ، ولا يرد القضاء إلا الدعاء ، فمن خشي من حسد الحاسد فإنه يمكنه التحصن منه ومن شره بالدعاء ، وحسن اللجوء إلى الله ، والتوكل عليه .

قال ابن عثيمين رحمه الله :

" الحسد من أخلاق اليهود ، ومن كبائر الذنوب ، ولا يغير شيئاً من قدر الله عز وجل ، بل هو حسرة على الحاسد رفعة للمحسود ، ولا سيما إذا بغى عليه الحاسد ، فإن الله تعالى ينتقم من الظالم "

انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (24/ 2) .

فالحسد لا يرد قضاء الله ، ومن خشي شيئا منه استعان عليه بالدعاء ، وهو الذي يرد القضاء على ما ذكرنا من معنى ذلك .

ثالثا :

يندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب :

أحدها : التعوذ بالله تعالى من شره .

الثاني : تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه ؛ فمن اتقى الله تولى الله حفظه ولم يكله إلى غيره .

الثالث : الصبر على عدوه وأن لا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه بأذاه أصلا

فما نصر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه ، والتوكل على الله .

الرابع : التوكل على الله من يتوكل على الله فهو حسبه ، والتوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم ، وهو من أقوى الأسباب في ذلك .

الخامس : فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه ، فلا يلتفت إليه ولا يخافه ، ولا يملأ قلبه بالفكر فيه . وهذا من أنفع الأدوية وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره .

السادس : الإقبال على الله والإخلاص له .

السابع : تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه .

الثامن : الصدقة والإحسان ما أمكنه ؛ فإن لذلك تأثيرا عجيبا في دفع البلاء ودفع العين وشر الحاسد .

التاسع : وهو من أصعب الأسباب على النفس وأشقها عليها ، ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله ، وهو إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه

فكلما ازداد أذى وشرا وبغيا وحسدا ، ازددت إليه إحسانا ، وله نصيحة ، وعليه شفقة .

العاشر : وهو الجامع لذلك كله ، وعليه مدار هذه الأسباب ، وهو تجريد التوحيد والترحل بالفكر في الأسباب ، إلى المسبب العزيز الحكيم

والعلم بأن هذه آلات بمنزلة حركات الرياح ، وهي بيد محركها وفاطرها وبارئها ، ولا تضر ولا تنفع إلا بإذنه .

"بدائع الفوائد" (2 /463-469) باختصار يسير .

والله تعالى أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين








 


آخر تعديل *عبدالرحمن* 2018-12-08 في 15:39.
رد مع اقتباس
قديم 2018-12-13, 15:46   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



زوجها لا يهتم بها ، ولا يتحمل المسؤولية ، فماذا تفعل معه ؟

السؤال

أنا امرأة متزوجة من رجل تعرفت عليه في الجامعة ، وقد أحببته . بعد الزواج اكتشفت أنه غير مسؤول ، وأن والدته هي التي تنفق عليه ، وأنه لا يجيد ممارسة أي شيء سوى الإنترنت طوال اليوم

مرضت بعد زواجنا بمدة يسيرة ، ولم أجده مسؤولا عني ، بل أمه دائما هي من تقوم عنه بكل شيء ، وأصبحت هي وأخواته تتحكمن بكل صغيرة وكبيرة من حياتي ، وبدأت المشاكل

كانوا يسبونني بشتى أنواع الكلام البذيء ، ثم كان هنالك قريب له يسكن معنا ، وكلما كنت أحتاج الى شيء ما ، يقول لي زوجي : اذهبي معه ، أو اطلبي منه ، وبعدها اعتدت عليه

. في البداية كنت أراه أخا لي ، ثم تفاقمت المشاكل مع زوجي ، صار رجلا آخرا ، وكأنني غير موجودة ، وبعت كل مجوهراتي لأساعده في مشروع ، ثم خسر كل ماله

وكانت صدمة كبيرة لي ، ثم تحرش بي أحد أقربائه ، فأخبرته ، لكنه لم يدافع عني ، وبعدها وجدت في نفسي ميلا لقريبه الذي يسكن معنا ، وهو يصغرني بأربع سنوات

وحيوي جدا ، كنت أخرج معه برضا زوجي ، يأتي إلي في منزلي برضا زوجي ، لكن الحمد لله لم أخطئ معه أبدا ، وبعدها بدأت أخاف على نفسي من هذا الشعور

والحمد لله رحل هذا الشاب ولم يعد يسكن معنا ، ولمح لي بعدها أنه يميل إلي ، وأنه علينا أن لا نتحدث كثيرا كما كنا ، حتى لا يتفاقم هذا الشعور لأن الشيطان يفعل كل شيء ليوقع الناس في الحرام

بعدها بدأت ألتزم في ديني وحجابي ، وحتى في صلاتي ، وصرت أقرأ كتبا دينية ، وبدأت أبتعد عن قريب زوجي ، وأحاول أن أحب زوجي ، وهو الآن يعمل ، وأنا أم 3 أطفال

ولكنه لا يهتم بي كثيرا ، رغم أنني لا أهمل نفسي ، وأحاول دوما أن أرضيه ، ولكن بقي داخلي شعور ما ، أو انجذاب ، نحو قريبه ، وأريد التخلص من هذا الشعور ، وأن لا أقع فيه مرة أخرى ؟


الجواب

الحمد لله

ثم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه : أن لطف بك ، وعصمك من الخطيئة مع هذا الشاب ، رغم أن الظروف كانت مواتية ، والنفوس مائلة ؛ لكن الله سلم .

فإذا علمت عظيم نعمة الله عليك في عصمتك من الفاحشة ، وصون دينك وعرضك ، وعلمت نعمته عليك ـ أيضا ـ في أنك قد تجاوزت مع زوجك المحنة الأولى

وتخطى حالة البطالة والتعطل في أول أمره ، وصار رجلا مسؤولا ، يبحث عن قوته وقوت أولاده ، وعلمت ـ ثالثا ـ نعمة الله عليك بالولد ، وكم من الناس من حرم ذلك

فإن حق هذه النعم الكثيرة عليك أن تشكريها يا أمة الله ، فما حفظت نعمة بمثل شكرها ، ولا زالت نعمة بمثل كفرانها .

تذكري ـ يا أمة الله ـ أن حبك الأول لزوجك ، بغض النظر عن تلك الحال الأولى ، والكلام عليها ، وتذكري أن زواجك به : كان عن حب ورغبة ، أفيليق بك ، وأنت الآن زوجة ، أن تهملي تلك المشاعر جانبا

لقد كانت موجودة في الوقت الخطأ ؛ حسنا قد فات ذلك الزمان ؛ أفليس من العقل والحكمة ، والعاطفة أيضا : أن تحيي تلك العواطف مع زوجك ، في الوقت المناسب ، والمطلوب ؟!

إن عليك ـ يا أمة الله ـ أن تعلمي أنه لا كامل من البشر ، ولا أحد مبرأ من النقص والخطأ ؛ وحينئذ ، فكل عيب في زوجك ، سوف تجدين له مثيلا

أو نظيرا ، أو قريبا عند غيره ؛ كل رجل تقدرينه : سوف يكون عنده من الأخطاء ما استتر عليك ، والسعيد من رضي بقسمة الله له ، وحمد نعمة الله عليه ؛ وإن كان ذا خطأ ؛ فكلنا ذوو خطأ .

فاجتهدي في أن تتحببي إلى زوجك ، قدر ما يمكن الزوجة العاقلة الحكيمة المحبة لزوجها أن تفعله ، واجتهدي في لم شملك معه ، واطو صفحة الماضي بكل ما فيها ، واقطعي كل ما من شأنه أن يذكرك بذكريات الأليمة معه

أو ذكرياتك مع ذلك الرجل البعيد ، واقصري نفسك ، وقلبك ، وبصرك ، وشغلك كله : على زوجك ، وأولادك ، وبيتك .

واعلمي أختنا أنه ليس من وسيلة للثبات أعظم من الالتجاء إلى الله سبحانه ، والافتقار إليه بالدعاء : أن يحميك ، ويحمي قلبك وبصرك وجوارحك من الحرام

ومن الوقوع في الزلل ، واعتصمي بالله ، هو مولاك ، وهو الملجأ والمعاذ .

قال الله تعالى : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ ) الأعراف/200-202.

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" أي : أي وقت ، وفي أي حال ( يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ ) أي : تحس منه بوسوسة ، وتثبيط عن الخير ، أو حث على الشر ، وإيعاز إليه . ( فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ) أي : التجئ واعتصم بالله

واحتم بحماه فإنه ( سَمِيعٌ ) لما تقول . ( عَلِيمٌ ) بنيتك وضعفك ، وقوة التجائك له ، فسيحميك من فتنته ، ويقيك من وسوسته ، كما قال تعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) إلى آخر السورة.

ولما كان العبد لا بد أن يغفل وينال منه الشيطان ، الذي لا يزال مرابطا ينتظر غرته وغفلته ، ذكر تعالى علامة المتقين من الغاوين ، وأن المتقي إذا أحس بذنب ، ومسه طائف من الشيطان

فأذنب بفعل محرم أو ترك واجب - تذكر من أي باب أُتِيَ ، ومن أي مدخل دخل الشيطان عليه ، وتذكر ما أوجب الله عليه ، وما عليه من لوازم الإيمان ، فأبصر واستغفر الله تعالى

واستدرك ما فرط منه بالتوبة النصوح والحسنات الكثيرة ، فرد شيطانه خاسئا حسيرا ، قد أفسد عليه كل ما أدركه منه .

وأما إخوان الشياطين وأولياؤهم

فإنهم إذا وقعوا في الذنوب ، لا يزالون يمدونهم في الغي ذنبا بعد ذنب ، ولا يقصرون عن ذلك ، فالشياطين لا تقصر عنهم بالإغواء ؛ لأنها طمعت فيهم، حين رأتهم سلسي القياد لها، وهم لا يقصرون عن فعل الشر.".

انتهى من "تفسير السعدي" .

وقال تعالى ـ أيضا ـ : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت/36.

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" أي : أي وقت من الأوقات ، أحسست بشيء من نزغات الشيطان ، أي : من وساوسه وتزيينه للشر ، وتكسيله عن الخير ، وإصابة ببعض الذنوب

وإطاعة له ببعض ما يأمر به ( فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ) أي : اسأله ، مفتقرًا إليه ، أن يعيذك ويعصمك منه ، ( إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فإنه يسمع قولك وتضرعك ، ويعلم حالك واضطرارك إلى عصمته وحمايته

. انتهى من "تفسير السعدي" .

ومع أننا نظن أن ما يمر بخاطرك وقلبك ، إنما هي وساوس ، وهواجس ، ونزغات من الشيطان الرجيم ، لن تلبث أن تزولي عنك سريعا ، إن شاء الله ، متى شغلت نفسك بأمر بيتك

وأولادك ، وزوجك وأسرتك ، وملأت وقتك بالنافع من القول والعمل ، وقلبك بشغل الخير ، والتفكير فيه ، فإنه لو قدر أن الأمر وصل إلى درجة التعلق والعشق ، فإن دواء ذلك : بقطع الطمع فيه

والتطلع إليه ، وقصر النفس والقلب والفكر على ما أعطاك الله من الحلال الطيب .

وتأملي هذا الكلام البديع ، لابن القيم رحمه الله :

" وإن كان لا سبيل للعاشق إلى وصال معشوقه ، قدرا أو شرعا ، أو هو ممتنع عليه من الجهتين ، وهو الداء العضال ، فمِن علاجه : إشعار نفسه اليأس منه ، فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ، ولم تلتفت إليه .

فإن لم يزُل مرض العشق مع اليأس ، فقد انحرف الطبع انحرافا شديدا ؛ فينتقل إلى علاج آخر ، وهو علاج عقله : بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله : نوع من الجنون

وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس ، وروحه متعلقة بالصعود إليها والدوران معها في فلكها ؛ وهذا معدود عند جميع العقلاء في زمرة المجانين ...

فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء : فليتذكر قبائح المحبوب ، وما يدعوه إلى النفرة عنه ؛ فإنه إن طلبها وتأملها : وجدها أضعاف محاسنه التي تدعو إلى حبه ، وليسأل جيرانه عما خفي عليه منها

فإن المحاسن كما هي داعية الحب والإرادة ؛ فالمساوئ داعية البغض والنفرة ، فليوازن بين الداعيين ، وليحب أسبقهما وأقربهما منها بابا ...

فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها لم يبق له إلا صدق اللجأ إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ، وليطرح نفسه بين يديه على بابه ، مستغيثا به ، متضرعا متذللا مستكينا .

فمتى وفق لذلك : فقد قرع باب التوفيق .." ا.ه من "

زاد المعاد" (4/251) .

وينظر : جواب السؤال القادم

يسر الله لك أمرك ، وأصلح لك زوجك ، وجمع بينك وبين زوجك في خير .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-13, 15:50   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تشعر بالانجذاب نحو شخص آخر غير زوجها

السؤال

أنا امرأة متزوجة ولي أطفال وزوجي يحسن معاملتي ويهتم بي كثيراً ، لكني أصبحت أجد نوعاً من الانجذاب لأحد أقارب زوجي ، والمذكور يصغرني في السن 10 سنوات تقريباً ، وكنت أعرف أنه قد وقع في حبي منذ مدة

لقد أخبرته أن الأمر غير مطروح لكن مشاعره تجاهي تنامت أكثر وأكثر ، وقد طلبت منه أن يصلي الاستخارة ويسأل الله الإرشاد ففعل وصلى الاستخارة ثلاث مرات

وفي جميع المرات الثلاث حصل على نتيجة إيجابية تجاهي ، أنا لا أقابله لكني أعلم أنه شاب محترم وصادق جدّاً ، وقد أخذت مشاعري تتنامى تجاهه أيضاً لكني أحاول إخفاءها دائماً ، هل يجوز أن أستخير وأنا متزوجة ؟

وكيف نتصرف ؟

أرجو أن تدعو لي وأن تساعدني في هذا الوضع الصعب جدّاً ، فأنا لا أريد أن أسبب المعاناة لزوجي وعائلتي.


الجواب

الحمد لله

فقد جعل الله تعالى الرجال يميلون إلى النساء , والنساء تملن إلى الرجال

وهذا الميل منه ما يترجم إلى علاقة محرمة كالزنا ، ومنه ما يترجم إلى علاقة شرعية وهو الزواج ، وقد جعل الله تعالى الزوجة ستراً لزوجها وجعل الزوج ستراً لزوجته

قال الله تعالى : ( هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ) البقرة/187 ، ثم إن من النعم التي يخص الله تعالى بها بعض الأزواج أن يجعل بينهم المودة والرحمة ,

ويوفق كلا منهما لما يكون سببا في الألفة ونبذ الفرقة والشحناء في الأسرة ، وهذه نعمة عظيمة جدّاً لا يشعر بقيمتها إلا من اضطربت عندهم العلاقة الأسرية , ودخل بينهم الشقاق

والنزاع الذي يحوِّل العلاقة الزوجية إلى جحيم لا يطاق ؛ فعند ذلك يصبح كلٌّ من الزوجين يحلم بالاستقرار الأسري حلماً ، وتصبح أمنية الرجل زوجةً يهنأ معها في عيشه ، وأمنية المرأة رجلا تهنأ معه في عيشها .

ويفهم من سؤالكِ أن الله قد امتنَّ عليك بهذه النعَم كلها ، فالواجب عليك هو شكر الله على هذه النعم العظيمة

والمحافظة عليها وعلى الأسرة التي رزقك الله إياها والتي يتمنى ملايين النساء أن يكنّ في مثل الحال الطيبة التي أنتِ فيها وأنتِ لا تشعرين بقيمتها .

واعلمي أن المرأة لا يجوز لها أن تقيم علاقة مع رجل أجنبي عنها , وإذا كانت متزوجة كانت هذه العلاقة بينها وبين ذلك الرجل أشد تحريماً , لأن فيها اعتداء على حق الزوج وشرفه وعرضه .

وعليه : فلا يجوز لكِ ولا لذلك العشيق المجرم أن تصليا صلاة الاستخارة ؛ وذلك أن الاستخارة إنما تشرع في أمر لم يتبين خيره من شره ، ولا يدري المسلم عن مصلحته فيه

فيستخير حتى يوفقه الله للخير إن كان خيراً أو يصرفه عنه إن كان شرّاً ، أما أن يستخير المسلم في معصية الله ومخالفة أوامره سبحانه فهذه معصية تستوجب التوبة إلى الله منها .

وبيان ذلك : أن المرأة حين تستخير في الزواج من غير زوجها وهي على ذمة زوجها فإنها في حقيقة الأمر تستخير في هدم بيتها وأسرتها

وتستخير في تشريد أطفالها ، وتستخير في الطلاق من زوج أحسن إليها واهتم بها اهتماماً كبيراً

فهي تستخير في خيانته وطعنه في ظهره بأن تشتت أسرته وليكون خراب بيته وبيتها على يديها ، وهي تستخير في مقابلة المعروف الكبير والخير الكثير بالإساءة الشديدة والتنكر لصاحب المعروف وجحد حقه .

وأما النتيجة الإيجابية التي تقولين إن صاحبك حصل عليها ! فلا شك أنها تزيين من الشيطان واتباع لهوى النفس , وليس للمسلم أن يستخير على فعل شيء محرم , فكيف يستخير ثم يزعم أنه حصل على نتيجة إيجابية ؟!

ثم إن المسلم بعد صلاة الاستخارة يعزم على أحد أمرين : إما الفعل , وإما الترك , فما يسره الله له فهو الخير , وأما أن ينتظر انشراح الصدر أو أن يرى رؤيا ونحو ذلك ، فهذا في الغالب أمور وهمية , لا ينبني عليها حكم شرعي .

وبناء على ما سبق : فإنه يجب عليك أن تصرفي عنك كل وساوس الشيطان المتعلقة بهذا الموضوع وألا تجعلي للشر سبيلا عليك وعلى أسرتك وعلى أبنائك

واعلمي أنكِ وقعت في مكيدة شيطانية بأن زينكِ الشيطان لهذا الشاب وزيَّنه لك حتى يحقق فيكما هدفه وبغيته وهو خراب بيت مسلم آمن مستقر ، وطلاق زوجين متحابين متآلفين ، وتشريد أطفالكما .

فاقطعي حبل الشيطان بألا تفتحي المجال لهذا الشاب أن يخرب حياتك وأسرتك واقطعي كل طريق يمكن أن يؤدي إلى بقاء محل له في حياتك .

ومما يعينك على صرف هذه الوساوس الشيطانية أن تجيبي بينك وبين نفسك بصدق على هذه التساؤلات :

1. هذا الشاب لو كان رجلا صالحا فكيف يرضي أن يخرب بيت أخيه المسلم ويشتت له أسرته ؟

2. لو كان هذا الإنسان يحبك حقيقة فلماذا يسعى في خراب بيتك ودمار أسرتك ؟ فهل هو يحبك أم يحب نفسه ولا ينظر إلا إلى مصلحة شهوته ؟

3. لو أنه حصل ما تمناه هذا الشاب وتم طلاقك من زوجك – لا قدر الله – فما هو مصير أبنائك الذين هم من الرعية والأمانة التي سيسألك الله عنها يوم القيامة ؟

4. ما الذي يضمن لك أن تكون معاملة هذا الشاب لك بعد الزواج ومشاعره كما هي الآن ؟

مع العلم أن كثيراً من الأسر التي بنيت على العشق كان مصيرها الفشل بعد أشهر قليلة من الزواج لأنها بنيت على أساس هش غير مبني على رضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

5. وهل تتوقعين أن تبقى الثقة بينكما دائماً بعد زواجكما ؟

فإذا كان أحبك وأنت متزوجة ، فمن أين لكِ أن لا يحب غيرك وهي متزوجة – أو غير متزوجة - ؟

وكيف سيثق بكِ إن كنتِ هدمتِ بيتك من أجله ، وقد تتكرر الصورة مرة أخرى وأنتِ على ذمته ، فستبقى الشكوك مصدر قلق لكليكما

فكلاكما رضي بالحرام ولم تمتنعي من إقامة علاقة محرمة مع وجود عقد شرعي بينك وبين زوجك ، فمن يضمن له أنكِ لن تعيدي الكرَّة مرة أخرى ؟

أما طلبك الدعاء ، فأسأل الله العلي العظيم بمنه وكرمه أن ييسر لك الخير ويصرف عنك كل شر وأن يديم عليك وعلى أسرتك نعمة الاستقرار والمحبة وأن يحفظ لك زوجك وأبناءك ويبعد عنك وساوس الشيطان وتزيينه للباطل .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-13, 15:59   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يشتكي من زوجته وعدم تحملها لمسؤوليات البيت ورعاية الأطفال

السؤال

ما نصيحتكم لشخص يعاني من مرض الإحباط والقلق ؟ متزوج من امرأة ترهقه ، وتزعجه بطلباتها التي لا تنتهي

ولا تريد تحمل أي مسؤولية ، لدرجة أنه يتحمل مسؤولية تنظيف البيت ، والعناية بالطفل أغلب الأوقات ، بينما تقضي الزوجة معظم الوقت نائمة ، والشيء الوحيد الذي تتحمله من مسؤوليات البيت هو طهي الطعام

وبالإضافة إلى كل تلك المعاناة يعاني الزوج من مشاكل مع أهلها غير المسلمين ، فهم يحملونه مسؤولية أي خطأ ممكن أن يحصل خارج نطاق قدرته ، وهو يشعر بالاضطهاد ويريد أن يطلق هذه المرأة منذ عدة سنوات

ولكنها يخشى أن لا يسمح له بعد طلاقها من رؤية طفله ، بالإضافة إلى أي أمور سيئة أخرى فهو يعيش في دولة غير مسلمة .


الجواب

الحمد لله

الذي ننصحك به في التعامل مع زوجتك أمور
:
1- اجتهد في أن تتلطف معها ، وأن تعلمها بما يجب عليها من رعاية حقك ، والقيام بواجباتها المنزلية ، فالمرأة راعية في بيت زوجها ، ومسؤولة عن رعيتها ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .

2- بين لزوجتك أن الحياة لا تقوم إلا بأن يقوم كل شخص بوظيفته المنوطة به ، وأن يؤدي لكل ذي حق حقه ، فأنت قوام على الأسرة مسؤول عن النفقة عليها

وهي بدورها مسؤولة عن أمر بيتها ، مع أن ذلك لا يمنع من معونتك لها ، إذا اقتضى الأمر ذلك ، لكن بعد أن يعرف كل منكما دوره وواجبه ، ويقوم به على حسب طاقته واستطاعته .

3- لا ترفع مشكلات بيتك إلى أهل أسرتك ، ما داموا لا يعينونك على أمرك ، بل حاول أن تتفاهم مع زوجتك على حلها ، فيما بينكما .

4- إذا لم تجد تجاوبا من زوجتك ، وأمكنك أن تنقل عملك ، ومكان إقامتك

إلى مدينة أخرى ، أو حتى دولة أخرى ، سواء كانت بلدا مسلما ، أو بلدا غربيا ، كبلدك ، فنحن نرجو أن يكون في هذا الانتقال وسيلة تقويم لزوجتك ، وإصلاح لها .

5- إذا لم تتمكن من ذلك ، أو رفضت امرأتك هذه النقلة ، وأمكنك أن تضم أولادك إلى حضانتك ، بطريقة أو بأخرى ، من غير ضرر عليك : فلا حرج عليك في طلاقها ، والقيام بشأن أولادك .

6- إذا كنت تعلم أنك لن تتمكن من حضانة أطفالك ، وربما تربوا مع أمهم ، في وسط بيئة كافرة ، وأسرة كافرة ، لا ترعى لك حقا ، ولا لدينك حرمة : فإننا ننصحك بالصبر عليها

وتحمل منغصات العيش معها ، وتقصيرها ، مراعاة لصالح أولادك ، وحماية لهم من التأثيرات السلبية على تربيتهم ، والتي قد تصل إلى ترغيبهم في دين الكفر الذي عليه أسرة زوجتك .

ومتى اتقيت الله في أولادك ، وأهل بيتك ، فإننا نرجو من الله جل جلاله ، أن يجعل لك فرجا ومخرجا ، وييسر لك أمرك .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-13, 16:06   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تستطيع أن تتحمل أختها ولا أن تعيش معها

السؤال


أبي وأمي متوفيان ، لدي مشكلة عجزت عن حلها ، وهي أختي ، تسكن معنا ومقاطعة لنا ، ولا تحدثنا ، وأشعر أنها تكرهنا ، وأحيانا أشعر أنها مريضة نفسية

أريد طريقة لتجاهلها وعدم مراقبتها ومراقبة تصرفاتها وأفعالها المستفزة

. دائما تستفزنا بتصرفات لا تطاق وأنا عجزت عن التحمل ، أحيانا كثيرة أحس بألم عضوي في الصدر نتيجة تصرفاتها ، وخاصة أني لا أبوح ولا أشكو لأحد

والله تعبت ، والمشكلة أنها لا تحس بأخطائها ، وتدعى دائما أنها مظلومة ؟!


الجواب


الحمد لله


نحن نقدر ما تعانين منه ، وسنقدم لك عدة نصائح تهون الأمر عليك وتجعلك ترتاحين في معاملتك لأختك .

أولا :

كان من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم – ونحن مأمورون بالاقتداء به – أنه يقابل من أساء إليه بالإحسان إليه . وهذا أدب قرآني أدبنا الله تعالى به

قال الله تعالى : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت/34.

ومعنى هذا : أن مقابلة السيئة بالحسنة ، ستزيل عداوة ذلك العدو ، وتجعله صديقا حميما .

هكذا يفعل الإحسان في النفوس ويغيرها من العداوة والبغض إلى الصداقة الحميمة والمحبة .

ثانيا :

هوني على نفسك أختي السائلة ، لماذا كل هذا الانفعال والتأثر والغضب

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فرسولنا صلى الله عليه وسلم لم يغضب لنفسه قط ؛ كم أساء إليه المشركون وآذوه وسبوه

بل حاولوا قتله عدة مرات ؟ ومع ذلك كان سليم الصدر صلى الله عليه وسلم

لم يحمل ضغينة ولا حقدا ولا غلا على أحد ، ولا غضب من أحد لكونه اعتدى عليه صلى الله عليه وسلم ، وإنما كان يغضب إذا انتهكت حدود الله وتعالى .

فجاهدي نفسك على عدم الغضب لنفسك ، وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَغْضَبْ، لَا تَغْضَبْ، لَا تَغْضَبْ .... كررها مرارا ) رواه البخاري (6116) .

ثالثا :

من تتحدثين عنها هي أختك ، التي يجب عليك صلتها وبرها والإحسان إليها ، وهي أولى الناس بحسن معاملتك ، وأن تتحملي منها ما لا تتحملين من غيرها .

وصلة الرحم الحقيقية تكون مع الأقارب الذين يسيئون إلى الإنسان ، وليست مع الذين يحسنون إليه ؛ لأن من يحسنون إليه هو مأمور بمكافأتهم على معاملتهم الحسنة لهم .

رابعا :

هناك أسباب كثيرة تجعلك تتحملين أختك ، هي أختك التي يطلب منك صلتها والإحسان إليها .

وأيضا : برا بأبويك ، فإن من البر الذي يستمر بعد وفاة الوالدين

: أن يراعي الولد حرمة أبويه ، فيحسن إلى أصدقائهما وأقاربهما وأحبابهما . قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيه ) رواه مسلم (2552) . وانظري إلى تطبيق الصحابة لهذا الحديث :

فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَعْرَابِ لَقِيَ عبد الله بن عمر بِطَرِيقِ مَكَّةَ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ ، وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ . فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ : فَقُلْنَا لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ! إِنَّهُمْ الْأَعْرَابُ

وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ... وذكر الحديث المتقدم .

فتأملي ، كيف أكرم عبد الله هذا الرجل وأعطاه حماره وعمامته ، لا من أجل أنه كان صديقا لعمر ، بل كان أبوه صديقا لعمر وودا له ؟!

خامسا :

المسلم سليم القلب تجاه إخوانه المسلمين ، لا يحمل في قلبه حقدا ولا غلا ولا كراهية لأحد ، إلا أن يكرهه بسبب معصيته لله تعالى ، وفي الوقت ذاته يحبه لما معه من إيمان وإسلام وطاعة لله تعالى .

هذا موقف المسلم من المسلمين عموما ، فكيف بأقرب الناس إليه ؟

سادسا :

لماذا لا تحاولين أن تعيشي مع أختك بالحب والرفق واللين بدلا من المنازعات والعداوة والشكاوى للناس ؟

لماذا لا تظهرين لها أنك تحبينها وتحبين لها الخير؟

لماذا لا تصارحينها بذلك ؟ أنك تحبينها ، وتحبين أن تعيشي معها في هدوء ، وأن لا يدخل الشيطان بينكما فيفسد علاقتكما ، مما يترتب عليه القلق والحيرة والحزن والكراهية .... وكل ذلك يفرح به الشيطان .

ثم لا شك أن تلك العلاقة المتوترة سوف تؤثر على دينك وصلاتك وعبادتك لله ، وذلك أيضا مما يفرح به الشيطان .
وانظري إلى يوسف عليه السلام رغم كل ما فعله معه إخوته

قال : ( مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ) يوسف/100. وسامحهم وعفا عنهم حينما تمكن منهم وقال : ( قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) يوسف/92.

أي : لا لوم عليكم . ثم دعا لهم بالمغفرة على ما فعلوه .

فلماذا لا تقتدين بيوسف عليه السلام ؟ وقد قص الله لنا قصته لنأخذ منها العبرة ونستفيد منها .

لماذا لا تغيظين الشيطان الذي يريد أن يفسد علاقتك بأختك ؟

لماذا لا تكثرين من الدعاء لها بالهداية والصلاح والمغفرة ؟

لماذا لا تحاولين أن تعيشي معها في هدوء رغم كل ما تفعله وتشتكين منه ؟

سابعا :

ثم اعلمي أن كل ما يصيب المؤمن من هم أو حزن أو تعب حتى أقل شيء ... كل ذلك يكفر الله به من خطاياه

. فحتى لو أساءت أختك إليك ، فانظري إلى عاقبة تلك الإساءة ، وأن الله ساقها إليك لتكون سببا لتكفير ذنوبك ، حتى تلقي الله وما عليك خطيئة .

فأيهما أفضل لك ، وما الذي تختارين : أن تتحملي إساءتها ، ويكفر الله عنك ذنوبك

أو أن تلقي ربك بذنوبك كاملة ؟ قال الله تعالى : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة/216.

وأخيرا ... إننا لا نوصيك بالصبر والتحمل فحسب ، بل نوصيك بالإحسان إليها على قدر ما تستطيعين ، وعلى قدر إحسانك إليها يكون ثوابك عند الله تعالى ، مع ما ترجين من تبدل أخلاقها ومعاملتها لك .

وبدلا من الدعاء بالموت ، أو انتظار الموت ، أو الشر ، بأختك ، أو بك أنت نفسك ، ضيقا منها ومن عيشها ؛ بدلا من ذلك كله : ادعي ربك أن يرزقك زوجا صالحاً ، وأن يرزق أختك هي الأخرى

: زوجا صالحا ؛ وساعتها تفترقان إلى أمر خير ، لك ولها ، وتزول الشحناء ، ويبارك الله لكما ، بمنه وكرمه .

نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالكم وأن يجمع بينكم في خير .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-13, 16:10   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اعترفت له زوجته بأن أولاده من رجل آخر , فكيف يتصرف ؟

السؤال

أكّدت لي زوجتي السابقة أكثر من ثلاث مرات أنني لست الأب الشرعي لأبنائنا، وقامت بتسمية رجل آخر، والوثائق الدالة على ما أقول موجودة ، وهذا يفسر صنيعها يوم أن كنّا متزوجين عندما رفضت أن تنسبهم لي عند مولدهم

رغم محاولاتي المتكررة معها، وما يزيد الموضوع تأكيداً أن لها طفلين من زواج سابق ، ولا تجد بأساً في أن تنسبهم لأبيهم الحقيقي ، بل قد قالتها صراحة ، واعترفت أنها ارتكبت الزنا . فما العمل

وهل يجب الّلعان في هذه الحالة ؟

وهل لهؤلاء الأولاد أي حق عليّ ؟ أي هل اتبرأ منهم ؟

انني أعيش بعيداً عنهم ، ولم أرهم أو أتحدث إليهم منذ أن طلقتها، لقد أتت هذه الاعترافات بعد الطلاق ، فلا أدري ما المغزى منها ، ولا أدري ماذا أفعل

ولا أدري هل الأولاد أولادي أم لا ؟! وهل أبحث في الموضوع أكثر أم أتخلى عنه بالكلية ؟


الجواب

الحمد لله

الشرع يحتاط للأنساب ويكتفي في إثباتها بأدنى سبب , ويتشدد في نفيها .

جاء في " المهذب " للشيرازي (3 / 84) :

" النسب يُحتاط لإثباته ولا يُحتاط لنفيه ، ولهذا إذا أتت بولد يمكن أن يكون منه ويمكن أن لا يكون منه ألحقناه به احتياطاً لإثباته ، ولم ننفه احتياطا لنفيه " انتهى .

وقد حكم الشرع الحنيف بأن الولد للفراش كما دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الولد للفراش ، وللعاهر الحجر ) رواه البخاري (2053) ، ومسلم (1457).

وعلى هذا ، فإن هؤلاء الأولاد الذين ولدتهم زوجتك وهي في عصمتك هؤلاء الأولاد أولادك وينسبون إليك ، ولا يُنفى نسبهم عنك بمجرد دعوى الأم ذلك .

وأما وجوب اللعان ، فلا يجب عليك اللعان لتنفي نسبهم عنك

لكن إذا غلب على ظنك أن المرأة صادقة فيما تقول فإنه يجوز لك أن تنفي نسبهم عنك باللعان ، ويجوز لك أن لا تلاعن وأن تنسبهم إليك عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الولد للفراش) .

جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (20/339) :

" إذا زنت امرأة متزوجة وحملت فالولد للفراش ؛ للحديث الصحيح ، وإن أراد صاحب الفراش نفيه بالملاعنة فله ذلك أمام القضاء الشرعي " انتهى .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-18, 17:42   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



نصيحة لمن تزوج امرأة كانت متزوجة من قبل , وما زال بها حتى كشفت له أسرارا من زواجها الأول فساءه ذلك وأوقعه في الحرج

السؤال

في بعض الأحيان يتزوج الرجل من امرأة كانت متزوجة من قبل ؛ إما لأنه يريد ذلك ، أو بسبب رغبة أهله ، وبعد الزواج يناقش الزوجان أمور حياتهم الماضية مع بعضهم البعض

وقد تكشف المرأة عن ماضيها ، وتقول لزوجها كيف أنها كانت متعلقة بزوجها السابق ، وأنها كانت تحبه أكثر مما تحب زوجها الحالي الآن

ولكن نظراً لغيرة الرجل التي فطر عليها فإنه قد يجد مثل هذا الأمر جارحاً مما يستفزه لمعرفة المزيد عن مدى قربها من زوجها السابق في الماضي ، وذلك قد يتضمن سؤالها عن أمور تتعلق بالجماع

وأمور حميمية وعاطفية أخرى ، وبعد معرفة كل ذلك ، يقوم الزوج بنبش ماضيها مما يسبب لكليهما الجرح والحزن ، ونتيجة للغريزة الذكورية فيه فهو دائماً يتمنى لو أنها له وحده فقط ولم تكن مع أحد غيره من قبل

فهو لا يتقبل فكرة تعلق زوجته بزوجها السابق، ولو كان هذا الشيء كان فقط أثناء زواجها منه في الماضي. والسؤال : هل هناك أي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يتضمن توجيهات

حول التعامل مع مثل هذا النوع من الأزواج حتى يتمكن من التعامل مع هذا الوضع وتقبله ؟

وكيف يمكن للقرآن أن يزيل مثل هذا الشعور من قلبه ؟

وكيف يمكن حثه ليصبح سعيداً بوضعه الحالي وأن لا يلقي بالاً لهذه المشاعر السيئة وماضي زوجته ؟


الجواب

الحمد لله

ينبغي أن تعلم أيها السائل أن من وقع في الحزن والقلق والحيرة بسبب نبش ماضي زوجته ، والتنقيب عن أحوالها مع زوجها السابق , فإن هذا بما قدمته يداه

وبما أقدم عليه من مخالفة صريحة لمنهاج القرآن الكريم والسنة النبوية المباركة في مثل هذه الأمور ,

وما ربك بظلام للعبيد , ولو أنه وقف عند قول ربه جل وعلا

: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) المائدة/101 ؛ لو أنه تأدب بهذا الأدب ، ما وقع فيما وقع فيه من الحيرة والبلاء .

يقول القرطبي – رحمه الله – في تفسيره (6 / 332) :

" وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِكَثْرَةِ الْمَسَائِلِ السُّؤَالُ عَمَّا لَا يَعْنِي مِنْ أَحْوَالِ النَّاسِ ، بِحَيْثُ يُؤَدِّي ذَلِكَ إِلَى كَشْفِ عَوْرَاتِهِمْ وَالِاطِّلَاعِ عَلَى مَسَاوِئِهِمْ

وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى:" وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً" [ الحجرات: 12] " انتهى.

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (3 / 203) :

" هَذَا تَأْدِيبٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَنَهْيٌ لَهُمْ عَنْ أَنْ يَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ مِمَّا لَا فَائِدَةَ لَهُمْ فِي السُّؤَالِ وَالتَّنْقِيبِ عَنْهَا؛ لِأَنَّهَا إِنْ أُظْهِرَتْ لَهُمْ تِلْكَ الْأُمُورُ رُبَّمَا سَاءَتْهُمْ ، وَشَقَّ عَلَيْهِمْ سَمَاعُهَا " انتهى .

وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ) رواه الترمذي (2318) ، وصححه الألباني .

يقول ابن رجب في " جامع العلوم والحكم " (1/114-116) :

" وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الأدب ، وقد حكى الإمام أبو عمرو بن الصلاح عن أبي محمد بن أبي زيد إمام المالكية في زمانه أنه قال : جماع آداب الخير وأزِمَّتُه تتفرع من أربعة أحاديث :

قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) وقوله صلى الله عليه وسلم للذي اختصر له في الوصية :

( لا تغضب ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ( ومعنى هذا الحديث

: أن مَنْ حسُنَ إسلامه تَركَ ما لا يعنيه من قول وفعل ، واقتصر على ما يعنيه من الأقوال والأفعال ، ومعنى يعنيه أن تتعلق عنايته به ، وأكثر ما يراد بترك ما لا يعني :

حفظ اللسان من لغو الكلام . وفي المسند [ 1/201 ] من حديث الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه ) [ قال الأرناؤوط : حسن لشواهده ] " انتهى باختصار .

ثم كيف يلح شخص على امرأته حتى يوقعها في المعصية ، بأن يجعلها تبوح بأسرار ما كان بينها وبين زوجها السابق من علاقة خاصة , وكيف تفعل المرأة ذلك وتستجيب له , وهذا الفعل مما تنفر منه الفطر المستقيمة

والأخلاق القويمة , فعن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا ) رواه مسلم ( 1437) .

قال النووي - رحمه الله -

: " وفي هذا الحديث : تحريم إفشاء الرجل ما يجرى بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك ، وما يجرى مِن المرأة فيه ، من قول ، أو فعل ، ونحوه " .

انتهى من " شرح النووي " ( 10 / 8 ) .

وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -

" يغلب على بعض النساء نقل أحاديث المنزل وحياتهن الزوجية مع أزواجهن إلى أقاربهن وصديقاتهن

وبعض هذه الأحاديث أسرار منزلية لا يرغب الأزواج أن يعرفها أحد ، فما هو الحكم على النساء اللاتي يقمن بإفشاء الأسرار ونقلها إلى خارج المنزل أو لبعض أفراد المنزل ؟
".
فأجاب : " إن ما يفعله بعض النساء مِن نقل أحاديث المنزل والحياة الزوجية إلى الأقارب والصديقات أمر محرَّم ، ولا يحل لامرأة أن تفشي سرَّ بيتها

أو حالها مع زوجها إلى أحدٍ من الناس

قال الله تعالى : ( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن : ( شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها)".

انتهى من " فتاوى إسلامية " ( 3 / 211 ، 212 ) .

فالواجب على من فعل هذا : أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره من ذنبه الذي أوقعه فيه شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء .

وأما من ناحية العلاج لهذه الحيرة ، وذلك القلق : فلا يوجد أفضل من اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وتذكر حاله وحياته الشريفة , فليعلم أنه ليس أكثر غيرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكل نسائه رضي الله عنهن كنَّ متزوجات قبله إلا عائشة رضي الله عنها ؟! ولو كان الزواج من مطلَّقة أو أرملة ، فيه ما يعيب الرجل

لما رضي الله تعالى بذلك لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وليُعلم أن إحداهن رضي الله عنهن وهي زينب بنت جحش رضي الله عنها ، قد زوَّجها ربُّها تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟!

نعم ، قال الله تعالى : ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ) الأحزاب/ 37 ، ولذا حُقَّ لها أن تفخر بذلك

كما جاء عن أنس رضي الله عنه في قوله " فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ

: زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ " . رواه البخاري ( 6984 ) ، وروى مسلم ( 177 ) عن عائشة رضي الله عنها مثل قول أنس رضي الله عنه .

وهذه الصحابية الجليلة " أسماء بنت عميس " تزوجت ثلاث مرات ، من ثلاثة رجال أفاضل ، لم تنجب الأرحام بعد عصر الصحابة مثلهم ، وكانوا على درجة عالية من العلم والدين والشجاعة والغيرة

فقد تزوجها أولاً : جعفر بن أبي طالب ، ثم مات عنها ، فتزوجها أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه ، ثم لما مات عنها ، تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه

فما عابها ذلك بل رفع قدْرها ، وما عاب هؤلاء الأفذاذ أن تزوجوا بأرملة ، ولا أنفوا من ذلك ، ولا أحرقت الغيرة الحمقاء قلوبهم ، وقد رأوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فعل ذلك

ولو كان ذلك عيباً ومنقصةً للمروءة والغيرة – وحاشاه أن يكون كذلك ، وقد أحله الله – لما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا فعله الأكابر من أصحابه .

بل نقول لك : لو كان ذلك نقصا وعيبا ، لما شرعه الله أصلا ؛ فإن الله يغار ، والله أغير من عباده ، وغيرة الله أن تؤتى محارمه ، لا أن يستمتع العباد بما أحله لهم ,

وتراجع الفتوى القادمه

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-18, 17:47   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نصائح وتوجيهات لمن يقلقه التفكير في أزواج زوجته السابقين

السؤال

تزوجت مؤخراً من امرأة تزوجت من قبل ثلاث مرات ، وعندما تعارفنا في فترة الخطبة كانت أمينة معي ، ولم تخفِ عني أي شيء احتجت إليه في أمر الزواج منها ، وهي أم لطفل

وبعد أن أطلعتني على كل شيء صليت الاستخارة ، وكنت سعيداً بزواجي منها ، فهي على قدر من الدِّين وتتمتع بجمال خلاب ، وأما أنا فمطلِّق ولدي طفل أيضا ، وعندما جاءت للعيش معي وجدت الأفكار تدور برأسي حول

علاقاتها بأزواجها السابقين ، وأعرف مدى غبائي في التفكير في ذلك ، وأن الشيطان يوسوس لي رغم أنها ما شاء الله لديها صفات حميدة ، فهي زوجة مطيعة وتخاف الله

وكان هذا حلمي في زوجة أتزوجها ، وشعرت أني لست عادلا معها في فترة الثلاث شهور الأولى من الزواج ، فقد كنت فظّاً معها بسبب تلك الأفكار التي تساورني ، مما كان يجعلني عصبي المزاج

وهي حامل الآن ، وأنا أحبها بشغف ، وهي تساعدني على قربي من الله والجنة ، فهي تدفعني للتمسك بديني ، وهي ترتدي الحجاب ، وتقرأ القرآن كثيراً ، وتحضر الصلوات في المسجد في وقتها

لكن مشكلتي معها هو التفكير في ماضيها ، فلا أحب فكرة تخيل أنها كانت في حضن رجل آخر ، وهو مرض أعاني منه ؛ فأحياناً أكون قويّاً ، وأحياناً يتلاعب بي الشيطان حتى يصيبني الدوار من كثرة الأفكار

وأنا أحاول الإنابة إلى الله ، وعندي يقين بأن الزمن خير علاج ، فلو تنصحني أقدِّر لك ذلك . جزاكم الله خيراً .


الجواب

الحمد لله

مما يهوِّن علينا أمر نصحك وتوجيهك أنك تعلم من نفسك أنك مخطئ في تصرفاتك الفظة تجاه زوجتك ، وأنها لا تستحق منك تلك المعاملة

وهي التي لم ترتكب معصية ، بل كانت مع أزواج وفق كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهي لم تكن إلا مع زوج أحلَّ الله لها أن تكون فيه ، كما كنت أنت أيضا في حضن زوجتك السابقة ، بما أحل الله

فلا فرق بين ماضيك وماضيها ، وكلاكما كنتما متقيان لله تعالى ربكما ، ولم تصرِّفا شهوتكما إلا في الحلال .

أخي الفاضل :

لو سألناك أيهما أكثر غيرة أنت أم نبيك محمد صلى الله عليه وسلم : لما ترددت في الإجابة أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فهل تعلم أن كل نسائه رضي الله عنهن كنَّ متزوجات قبله إلا عائشة رضي الله عنها ؟!

ولو كان الزواج من مطلَّقة أو أرملة فيه ما يعيب الرجل ، لما رضي الله تعالى بذلك لنبيه صلى الله عليه وسلم

وهل تعلم أن إحداهن رضي الله عنهن وهي زينب بنت جحش رضي الله عنها قد زوَّجها ربُّها تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟! نعم ، قال الله تعالى ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ) الأحزاب/ 37

ولذا حُقَّ لها أن تفخر بذلك ، كما جاء عن أنس رضي الله عنه في قوله " فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ : زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ " .

رواه البخاري ( 6984 ) ، وروى مسلم ( 177 ) عن عائشة رضي الله عنها مثل قول أنس رضي الله عنه .

وهذه الصحابية الجليلة " أسماء بنت عميس " هل تعرف كم مرة تزوجت ؟ تزوجت ثلاث مرات من ثلاثة رجال أفاضل لم تنجب الأرحام بعد عصر الصحابة مثلهم

وكانوا على درجة عالية من العلم والدين والشجاعة والغيرة ، فقد تزوجها أولاً جعفر بن أبي طالب ، ثم مات عنها ، فتزوجها أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه ، ثم لما مات عنها

تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فما عابها ذلك بل رفع قدْرها

وما عابهم هؤلاء الأفذاذ أن تزوجوا بأرملة ، ولا أنفوا من ذلك ، ولا أحرقت الغيرة الحمقاء قلوبهم ، وقد رأوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ، ولو ذلك عيباً ومنقصاً للمروءة والغيرة

وحاشاه أن يكون كذلك – لما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه .

بل نقول لك : لو كان ذلك نقصا وعيبا ، لما شرعه الله أصلا ؛ فإن الله يغار ، والله أغير من عباده ، وغيرة الله أن تؤتى محارمه ، لا أن يستمتع العباد بما أحله لهم !!

أخي الفاضل :

الرجل العاقل ينظر إلى واقع امرأته الآن ، فيحمد له طاعتها واستقامتها

ويعظها إن كان عندها تقصير ، وأنت لم تذكر عن زوجتك إلا خيراً ، فليس لك أن تعيش في قلق وهمٍّ دائمين لن يُجديا لك نفعاً ، بل سيعودان على حياتك بالأسى

بل قد تهدم بذلك بيتك من أساسه ، فوق رأسك ، وساعتها سوف تشعر بالندم الحقيقي على كفران النعمة التي معك ؛ لكن حين لا ينفع الندم !!

فدع عنك القلق والتفكير في تاريخها ، فالقلق ليس يجلب لك إلا هموماً وغموماً وتاريخ زوجتك ناصع البياض ليس فيه ما يعيبها ولا يعيبك ، فكن معها في تثبيتها على الاستقامة

وكن إلى جانبها في تقوية إيمانها ، واجعل من أسرتك مثالا للأسرة الفاضلة المستقيمة على طاعة الله تعالى .

أخي الفاضل :

اعلم أنه سيكون لك – إن شاء الله – ذريَّة من البنات ، فإذا قدِّر الله تعالى لهن الزواج

ومات أحد أزواج بناتك ، أو طلَّقها ؛ فكيف ستنظر إليها وإلى أمرها ؟ أنت – ولا شك

لن ترضى لابنتك المطلقة أو الأرملة أن تتزوج من آخر ، بل ستكون سعيداً بذلك ، والعقلاء يبحثون بأنفسهم عن زوج مناسب لابنتهم

كما عرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته حفصة - بعد وفاة زوجها - على عثمان ، ثم على أبي بكر ، رضي الله عنهم جميعاً .

فإذا كنت لا ترضى لابنتك ، أو أختك ، أن تبقى حبيسة بيتها ، يعاقبها الناس على أمر لا ذنب لها فيه ، ولا عيب عليه به ، فلم تعاقب زوجتك على أمر لم تذنب فيه ، وليس فيه عيب لدينها ، أو عرضها ، معاذ الله ؟!!

ألا تنصفها من نفسك ، يا عبد الله ؟!!

أخي الفاضل
:
اعلم أن الشيطان إن تمكَّن منك لتطلقها – وهذا ما لا نرضاه منك ولا نتوقعه إن شاء الله – فقد تسبب لك ولها الضرر ، أما أنت فستكون هذه الزوجة الثانية التي تطلقها

وقد تُعرف بهذا بين الناس فتقل أو تنعدم فرص تزوجك بأخرى ، وأما هي فستكون أنت الزوج الرابع لها وقد تقل أو تنعدم فرص تزوجها بآخر ، فانظر في قرارك ، وتمهل كثيراً

واعلم أن الفُرقة بين الزوجين من أجلِّ الأعمال عند إبليس ، فهو يقرِّب ويحب جنده من الشياطين الذي يفرِّقون بين المرء وزوجه . ولذلك كان الطلاق مرغوبا عنه في الشريعة ، منهيا عن كل أسبابه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الأصل في الطلاق الحظر، وإنما أبيح منه قَدْرُ الحاجة ، كما ثبت في الصحيح [ مسلم (2813)] عن جابر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال

: " إن إبليس ينصب عرشَه على البحر، ويَبعثُ سراياه ، فأقربهم إليه منزلةَ أعظمهم فتنةَ

فيأتيه الشيطان فيقول : ما زلتُ به حتى فعل كذا، حتى يأتيه الشيطان فيقول: ما زِلْتُ به حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأتِه، فيُدنِيه منه ويلتزمه ويقول : أنت أنت !!".

وقال الله تعالى في ذم السحرة : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) " .

انتهى من "جامع المسائل" لابن تيمية (1/356) .

أخي الفاضل :

لقد طلقت امرأة قبلها ، ونظن أنها كانت بكرا ؛ فهل ستقضي حياتك هكذا ، تطلق بكرا ، لأنها لم توافقك ، وتطلق ثيبا ، لأنها كانت ذات زوج ؛ فأي عقل ، وأي دين يقبل منك ذلك ؟!

ألا تحمد الله على نعمة منحها لك ، امرأة ذات دين وجمال ؟
وصدق الله العظيم : ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) سبأ/13 .

نسأل الله أن يهدي قلبك ، ويشرح صدرك ، ويصرف عنك كيد الشيطان ووسواسه ، وأن يصلح لك زوجك ، ويصلحك لها .
والله الموفق









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-18, 17:53   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

والداها يحثانها على العمل وهي محتارة في تحديد هدفها

السؤال


أنا فتاة مسلمة عمري ٢٥ سنة , كنت متبرجة من قبل ، ومنَّ الله علي بالهداية منذ شهر رمضان الماضي ، والتزمت - والحمد لله - بالحجاب الشرعي ، مع كشف الوجه واليدين ، وبالمحافظة على الصلاة وقراءة القرآن

. كنت إلى نهاية السنة الدراسية الماضية أدرس في جامعة مختلطة ، كحال جميع المؤسسات في بلدي ، حتى الدينية منها ، وحصلت على إجازة في العلوم الفيزيائية ، وبحكم حرصي على الالتزام بديني

وتغير نظرتي للدنيا ، احترت ، وارتأيت أن ألزم المنزل هذه السنة ، لكي أتفقه في أحكام ديني ، وأفكر فيما يمكن أن أفعل في الدراسة أو العمل بما يرضي الله . أنا على نفسي صراحة أتمنى أن أكمل الماجستير

ووالداي - ولو لم يصرحا بذلك - يريدانني أن أعمل ، وهذا يجعلني أفهم أنهما تعبا من المصروف علي , والعمل ليس بيدي ، فإلى جانب أنه لا مفر من الاختلاط ، هناك رشوة ومحسوبية ، وأنا لا أريد أن أبدأ عملا بالحرام

, فتارة أدعو الله أن يوفقني إلى عمل بالحلال ، وتارة أدعو الله أن يرزقني زوجا صالحا ، وتارة هداية وتثبيتا على هذا الدين ، فأنا محتارة حتى في الدعاء ! ولا أخفيكم نظرات الاستخفاف والدونية من العائلة والجيران

وهذا شيء لا يؤثر في ، ولكنه يؤثر في والدي ، خصوصا أن عمل الفتاة هنا في بلدي يعتبر استقلالية ، وشيئا يفتخر به . أنا محتارة في أمري ووجهتي . وما يصبرني ويفرحني هو راحتي النفسية بعد الالتزام - والحمد لله -

. سؤالي هو : ما السبيل لكي أرضي الله ونفسي ووالدي في نفس الوقت ؟

وما توجيهاتكم لفتاة مسلمة تعيش في وسط لا يعين على التمسك بما جاء به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟


الجواب

الحمد لله

كثيرة هي هموم فتياتنا في أمتنا العربية والإسلامية ، وكثيرة هي قضاياهن الجليلة والمهمة ، التي تستدعي من المجتمعات وقفة جادة تعينهن على تحقيق آمالهن ، وتصونهن عن كل ما يبتذل طهرهن وحياءهن .

ونحن نحمد الله تعالى أن هداك لطريق الاستقامة ، ومنَّ عليك بما تستشعرين من سعادة القلب وراحة النفس بالقرب من الله تعالى ، وتلك والله السعادة التي لا يشتريها المال

ولا تجلبها كل مظاهر المدنية التي يعيشها الناس اليوم .

ولكننا في الوقت نفسه نستشعر في سؤالك قدرا من المبالغة في حجم المشكلة ، بل حتى في وجودها أصلا ، فالأمر سهل ميسور بإذن الله ، والحيرة تأتي بسبب ضيق الخيارات

أما إذا كانت الخيارات كلها واردة ، ولا تتعارض مع بعضها ، فليس في الأمر أي حيرة ، فإذا سألت الله عز وجل في دعائك فاسأليه جميع فضله ، اسأليه أن يرزقك الزوج الصالح

والعمل المباح ، والرزق الحلال الواسع ، ورضا الوالدين ، والثبات على الدين ، والحسنة في الدنيا والآخرة ، وكل خير في الدنيا والآخرة ، فالله عز وجل كريم لا تنفد خزائنه ، ولا تنقضي مكارمه

ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، يحب إذا سأله أحدنا أن يسأله من واسع رزقه وكرمه ، فلماذا نضيق واسعا ، ولا نسأله عز وجل كل ما نرجو ونتمنى مما فيه سعادتنا

وصلاح أحوالنا !! يقول الله عز وجل : ( وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ) النساء/32

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ) رواه البخاري (7423) .

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ

دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا ) ، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: ( اللهُ أَكْثَرُ ) . رواه أحمد (11133) وغيره ، وصححه الألباني .

وأبواب العمل واسعة والحمد لله ، لا نرى أن تغلقيها على نفسك جميعها

وتيأسي من تحصيل ما يرضيك منها ، بدعوى وجود بعض المحاذير ، فلا تدرين ، لعل الله ييسر لك عملا خالصا من كل الشوائب ، تجدين فيه راحتك ورزقك ، فقد قال الله سبحانه

: ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2-3 ، ولكن ذلك يقتضي منك الاجتهاد في البحث والسؤال

وتحصيل الأسباب التي تجعلك أولى بالقبول ، إضافة إلى تفقه في الأحكام الشرعية ، كي تميزي بين الحلال والحرام ، فلا تغلقي على نفسك أبواب الحلال ظنا منك تحريمها أو العكس .

وشريعة الإسلام حثت الأفراد والمجتمعات على النجاح والاجتهاد والإنتاج ، سواء من خلال الدراسة أو الانضواء تحت الأعمال التطوعية أو العمل لتحصيل الرزق أو النشاط الإصلاحي المجتمعي

على مستوى الأسرة والحي ، كل ذلك مما يحبه الله ويرضاه إذا احتسبته الفتاة عند الله عز وجل ، وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : "طُلِّقَتْ خَالَتِي ، فَأَرَادَتْ أَنْ تَجُدَّ نَخْلَهَا

فَزَجَرَهَا رَجُلٌ أَنْ تَخْرُجَ ، فَأَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقال لها : ( بَلَى فَجُدِّي نَخْلَكِ ، فَإِنَّكِ عَسَى أَنْ تَصَدَّقِي ، أَوْ تَفْعَلِي مَعْرُوفًا ) رواه مسلم (1483) .

فانظري كيف أذن لها في مثل ذلك العمل المشروع ، لعلها أن تجد من واسع رزق الله ما تتصدق به ، وتصنع به المعروف للناس

فاليد عليا خير من اليد السفلى كما أخبر عليه الصلاة والسلام ، وهذا يصدق على النساء أيضا ، لكن في العمل المباح المنتج للخير .

يقول الشيخ ابن باز رحمه الله :

" لا يمنع الإسلام عمل المرأة ولا تجارتها ، فالله جل وعلا شرع للعباد العمل وأمرهم به ، فقال : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )

وقال : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )، وهذا يعم الجميع الرجال والنساء ، وشرع التجارة للجميع

فالإنسان مأمور بأن يتجر ، ويتسبب ، ويعمل سواء كان رجلا أو امرأة ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ) هذا يعم الرجال والنساء جميعا " .

انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (28/104) .

لكن قصارى الأمر : أن تتأني في طلب العمل المباح ، والرزق الحلال ، وتتخيري من بين المتاح أمامك : أنسب الأعمال لطبيعتك ، وأبعدها عن الاختلاط والمفاسد ، وأقربها إلى فتاة ملتزمة .

وأما أمر الدراسة : فنحن نقترح عليك أن تؤجليه فترة ، لعلك أن تستقري ماديا ، واجتماعيا ، ثم تنظري في ظروفك بعد ذلك : هل تسمح لك بإكمال الماجيستير

أو الأنسب لك أن تكتفي بالدراسة التخصصية إلى الحد الذي بلغتيه .

نسأل الله تعالى أن يكتب لنا ولك في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وأن يقينا عذاب النار .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-18, 17:58   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يشعر بأنه قد ظلم زوجته السابقة ، فكيف يتوب من ذلك الظلم ؟

السؤال

أنا تزوجت ، وكنا غير متوافقين في الفكر والالتزام وأنجبنا ولداً ، وبعد ذلك طلقتها ، وأنا الآن أعرف أني ظلمتها كثيراً ، وهي تزوجت وأنا تزوجت

فكيف أرد مظلمتي لها ؟ وهل يمكن أن يجمعني الله بإنسانة صالحة وأنا ظالم ، أم إنها مثلي أيضا ظالمة ، وابتلانا الله بعدم الإنجاب لمدة طويلة ، بدون أسباب ، فهل هذا عقاب وكيف أتوب من ذلك ؟


الجواب

الحمد لله


أولاً :

مادام قد حصل بينكما فراق ، وذهب كل واحد منكما إلى حال سبيله

فليس عليك إلا التوبة إذا كان قد وقع منك ظلم على تلك المرأة ، والتوبة في هذا ، تكون بالتحلل وطلب العفو منها

لقوله عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ

قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ ، أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ ) رواه البخاري (2449) .

وعليه ، فإذا أمكن أن تطلب منها العفو مباشرة ، أو عن طريق شخص قريب منكما ، يمكنه أن يوصل لها ذلك ، فالحمد لله .
على أننا في الحال المذكورة لا نرى أن يحصل منك ذلك ، ولو بالواسطة ، فقد تزوجت المرأة ، وصارت إلى غيرك ، ولم يعد من الملائم أن يحصل بينكما تواصل ، ولو بصورة غير مباشرة

إلا أن يأذن زوجها ، ويرضى بمثل ذلك ، أو يكون عن طريقه هو ، وهو أمر نراه متعذرا .

فيكفي في هذه الحال الدعاء لها ، وأن تكثر من سؤال الله أن يقبل توبتك في حق تلك المرأة التي قد ظلمتها .

وإن كان هناك مظلمة مادية : كأن يكون لها عليك حق من صداق أو نحوه ، فالواجب عليك أن ترده إليها ، أو تتحللها منه . ولا يظهر في هذا من المفسدة ما يكون في الأمور المعنوية .

ثانياً :

لا تلازم بين صلاح الزوجين أو فسادهما ، فقد يكون الرجل صالحاً وامرأته دون ذلك ، والعكس كذلك

وقد سبق بيان هذا المعنى في السؤال القادمين فينظر فيهما للاستزادة في ذلك .

وحرمانكما من الولد قد يكون بسبب الذنوب ، ومن ذلك ظلمك السابق لتلك المرأة ، فالإنسان قد يُحرم الولد بسبب الذنوب ، كما أنه قد يرزق الولد والمال بسبب التوبة والاستغفار

كما قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) سورة نوح / 10-12 .

قال ابن كثير رحمه الله :

" قوله : ( ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) أي : إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه ، كثر الرزق عليكم ، وأسقاكم من بركات السماء ، وأنبت لكم من بركات الأرض ، وأنبت لكم الزرع

وأدر لكم الضرع ، وأمدكم بأموال وبنين ، أي : أعطاكم الأموال والأولاد ، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار ، وخللها بالأنهار الجارية بينها " .

انتهى من " تفسير ابن كثير " (8/233) .

فعليكما بالتوبة عموماً وكثرة الاستغفار ، والأخذ بالأسباب الحسية التي تساعد على الإنجاب ، رزقكما الله الذرية الصالحة التي تقر بها العيون .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-18, 18:01   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل الرجل الصالح لا يتزوج إلا امرأة صالحة ؟

السؤال

سمعت أن كل إنسان يأخذ من يستحق ( زوج أو زوجة ) فإن كان صالحاً كان زوجه صالحاً ولم أجد أي حديث عن هذا الموضوع فما قولكم في ذلك ؟

سمعت أيضاً أنه إذا زنى المرء فإنه يعاقب بأن إحدى نساء قرابته ترتكب الزنا فهل هذا صحيح ؟

كثير من الشباب المسلم يبحث عن شريك في الحرام فهل أخبرهم أن التقي ينال تقياً إلا إذا ابتلاه الله .


الجواب

الحمد لله


أولاً :

ما سمعتَه من أن الإنسان يتزوج من يستحق ويشابهه في الصلاح والفساد غير صحيح ، ويدل على ذلك :

1-ما حكاه الله تعالى عن نبيين كريمين من أنبيائه وهما نوح ولوط عليهما السلام أن زوجتيهما كانتا كافرتين

قال الله تعالى : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) التحريم/10 .

2-أن الشرع نهى عن تزويج الزاني من العفيفة ، ونهى العفيف عن التزوج من زانية ، وهو يدل على إمكان وقوع ذلك ، بل قد وقع مثل هذا كثيراً .

قال الله تعالى : الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ النور / 3 .

3-إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة قد تُزوج لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها ، وترغيبه صلى الله عليه وسلم بالتزوج من ذات الدين يدل أنه قد يقع غيره ، فيتزوج الرجل ممن لا يماثله .

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تُنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، وجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " .

رواه البخاري ( 4802 ) ومسلم ( 1466 ) .

4-أمر النبي صلى الله عليه وسلم الأولياء بتزويج مولياتهم من أهل الدين يدل على أنه قد يقع خلافه .

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " .

رواه الترمذي ( 1084 ) وابن ماجه ( 1967 ) . وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" ( 1022 ).

فعلى من يبحث عن زوجة أن يبحث عن صاحبة الدين والخلق ، وكذلك على أولياء المرأة أن لا يزوجوها إلا من صاحب الدين . فإن الإنسان يكتسب من أخلاق من يصاحبه ، لا سيما مع طول الصحبة .

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم : (الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ) رواه الترمذي (2378) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1937) .

( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ ) أَيْ عَلَى عَادَةِ صَاحِبِهِ وَطَرِيقَتِهِ وَسِيرَتِهِ (فَلْيُنْظَرْ) أَيْ فَلْيَتَأَمَّلْ وَلْيَتَدَبَّرْ (مَنْ يُخَالِلْ) مِنْ الْمُخَالَّةِ وَهِيَ الْمُصَادَقَةُ وَالإِخَاءُ , فَمَنْ رَضِيَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ خَالَلَهُ وَمَنْ لا تَجَنُّبُهُ ,

فَإِنَّ الطِّبَاعَ سَرَّاقَةٌ وَالصُّحْبَةُ مُؤَثِّرَةٌ فِي إِصْلاحِ الْحَالِ وَإِفْسَادِهِ . قَالَ الْغَزَالِيُّ : مُجَالَسَةُ الْحَرِيصِ وَمُخَالَطَتُهُ تُحَرِّكُ الْحِرْصَ وَمُجَالَسَةُ الزَّاهِدِ وَمُخَالَلَتُهُ تُزْهِدُ فِي الدُّنْيَا

; لأَنَّ الطِّبَاعَ مَجْبُولَةٌ عَلَى التَّشَبُّهِ وَالاقْتِدَاءِ بَلْ الطَّبْعُ يَسْرِقُ مِنْ الطَّبْعِ مِنْ حَيْثُ لا يَدْرِي اهـ من تحفة ألأحوذي .

ثانياً :

أما بالنسبة للزاني فإنه قد يعاقب في أهله ، وقد روي في ذلك حديث لكنه موضوع ، وقد يصح معناه

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-18, 18:11   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شرح قوله تعالى ( الخبيثات للخبيثين ) والتوفيق بينها وبين حال امرأتي نوح ولوط

السؤال

ما تفسير الآية التالية : ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) سورة النور

وكيف نوفق بين الآية وبين ما نسمعه من أنه قد تكون الزوجة صالحة والزوج فاسقاً كأن لا يصلي أو يشرب الخمر ؟ .


الجواب

الحمد لله

أولاً :

قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) النور/26 .

وقد اختلف المفسرون في معناها على أقوال متقاربة ، لا يناقض بعضها بعضا .

فمن معاني " الخبيث " و " الطيب " في الآية :

1. الخبث والطيب في الأقوال .

فيكون معنى الآية : الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، وكذا الكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول .

وهذا قول عبد الله بن عباس ، ومجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، والشعبي ، والحسن البصري ، وحبيب بن أبي ثابت ، والضحاك ، واختاره ابن جرير الطبري .

قال النحاس في كتابه " معاني القرآن " :

وهذا من أحسن ما قيل في هذه الآية .

ودل على صحة هذا القول : قوله تعالى ( أولئك مبرءون مما يقولون ) أي : عائشة وصفوان مبرَّآن مما يقول الخبيثون والخبيثات .

قال الطبري – رحمه الله - :

وأولى هذه الأقوال في تأويل الآية : قول من قال : عنى بالخبيثات : الخبيثات من القول ، وذلك قبيحه وسيئه ، للخبيثين من الرجال والنساء ، والخبيثون من الناس للخبيثات من القول

هم بها أولى ؛ لأنهم أهلها ، والطيبات من القول ، وذلك حسنه وجميله ، للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول ; لأنهم أهلها وأحقّ بها .

وإنما قلنا هذا القول أولى بتأويل الآية : لأن الآيات قبل ذلك إنما جاءت بتوبيخ الله للقائلين في عائشة الإفك

والرامين المحصنات الغافلات المؤمنات ، وإخبارهم ما خصهم به على إفكهم ، فكان ختم الخبر عن أولى الفريقين بالإفك من الرامي والمرمي به : أشبه من الخبر عن غيرهم .

وقوله : ( أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ ) يقول : الطيبون من الناس مبرّءون من خبيثات القول

إن قالوها فإن الله يصفح لهم عنها ، ويغفرها لهم ، وإن قيلت فيهم ضرّت قائلها ولم تضرّهم ، كما لو قال الطيبَ من القول الخبيثُ من الناس لم ينفعه الله به ؛ لأن الله لا يتقبله .. "

" ولو قيلت له لضرّته؛ لأنه يلحقه عارها في الدنيا، وذلها في الآخرة " .

" تفسير الطبري " ( 19 / 144 ، 145 ) .

2. الخبيث والطيب من الأفعال :

ويكون معنى الآية : الأفعال الخبيثات للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من الأفعال ، وكذا الأفعال الطيبات للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من الأفعال .

وهو قول حبيب بن أبي ثابت ، وعطاء بن أبي رباح ، وقتادة ، وروي عن هؤلاء الأئمة أنهم أضافوا الأقوال إلى الأفعال في معنى الآية ؛ فجمعوا بين القولين السابقين .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

قال جمهور السلف : الكلمات الخبيثة للخبيثين ، ومن كلام بعضهم : الأقوال والأفعال الخبيثة للخبيثين .

وقد قال تعالى ( ضرب الله مثلاً كلمة طيبة ) ، ( ومثل كلمة خبيثة )

وقال الله : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، والأقوال والأفعال صفات القائل الفاعل ، فإذا كانت النفس متصفة بالسوء والخبث : لم يكن محلها ينفعه إلا ما يناسبها .

" مجموع الفتاوى " ( 14 / 343 ) .

3. الخبث والطيب من الأشخاص في النكاح :

ويكون معنى الآية : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .

وهو قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وقال :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيِّباً ، وكان أولى بأن يكون له الطيبة ، وكانت عائشة الطيبة , وكانت أولى بأن يكون لها الطيب .

قال القرطبي – رحمه الله - :

وقيل : إن هذه الآية مبنية على قوله : ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ) النور/3 ، الآية ، فالخبيثات : الزواني ، والطيبات : العفائف ، وكذا الطيبون ، والطيبات .

واختار هذا القول النحاس أيضاً ، وهو معنى قول ابن زيد .

" تفسير القرطبي " ( 12 / 211 ) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-18, 18:12   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانياً :

لا إشكال في الآية ، على القول الأول أو الثاني ، ولا تعارض بينها وبين ما ذكر السائل ، ويراه الناس ، من أن الزوجة ربما كانت صالحة والزوج فاسقا ، أو العكس .

وإنما الإشكال – عند بعض الناس – في القول الثالث في مسألتين :

1. ما يرونه من عموم تزوج طيب بفاسقة ، وتزوج فاسق بطيبة .

2. ما ورد بخصوص زوجتي نوح ولوط عليهما السلام ووصف الله لهما بالخيانة ، وما ورد في تزوج امرأة فرعون المؤمنة بفرعون الطاغية .

فيقال هنا : إن معنى الآية ـ على تقدير أن يكون المراد بالخبث والطيب : خبث الأزواج وطيبهم ـ

: أنه لا يليق بالطيب أن يتزوج إلا طيبة مثله ، ولا يليق بالخبيثة إلا خبيث مثلها ، ومن رضي بالخبيثة مع علمه بحالها : فهو خبيث مثلها ، ومن رضيت بخبيث مع علمها بحاله : فهي خبيثة مثله .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .

وهذا - أيضاً - يرجع إلى ما قاله أولئك باللازم ،

أي : ما كان الله ليجعل عائشة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة ؛ لأنه أطيب من كل طيب من البشر ، ولو كانت خبيثة لما صلحت له ، لا شرعاً ولا قَدَراً

ولهذا قال : ( أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ) أي : هم بُعَداء عما يقوله أهل الإفك والعدوان .

( لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ) أي : بسبب ما قيل فيهم من الكذب .

( وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) أي : عند الله في جنات النعيم .

وفيه وعد بأن تكون زوجة النبيّ صلى الله عليه وسلم في الجنة .

" تفسير ابن كثير " ( 6 / 35 ) .

وفي الآية بيان براءة عائشة رضي الله عنها ، حيث زكاها الله تعالى بوصفها بالطيبة لأنها كانت تحت الطيب

وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن الله تعالى ليختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم لو كانت خبيثة ! ومن هنا كان الطاعن في عرض عائشة طاعناً في النبي صلى الله عليه ، ومستحقّاً للحكم بالردة والقتل .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

قال أبو السائب القاضي : كنتُ يوماً بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطرستان ، وكان يلبس الصوف ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويوجِّه في كل سنَة بعشرين ألف دينار إلى مدينة السلام يفرِّق على سائر ولد الصحابة

وكان بحضرته رجلٌ فذكَر عائشة بذكرٍ قبيحٍ من الفاحشة

فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (النور:26) فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث

فهو كافر ، فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه ، وأنا حاضر ، رواه اللالكائي

" الصارم المسلول " ( 1 / 568 ) .

والأثر في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " للالكائي ( 1958 ) .

فلله دره من حاكم ، ونسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء ، وأن يكرم نزله بما ذبَّ عن عرض نبينا صلى الله عليه وسلم .

وأما ما كان من زوجتي لوط ونوح عليهما السلام ، حيث وصفهما الله تعالى بالخيانة

في قوله ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) التحريم/10 ، فالخيانة هنا هي خيانة في الإيمان .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

( فَخَانَتَاهُمَا ) أي : في الإيمان ، لم يوافقاهما على الإيمان ، ولا صدَّقاهما في الرسالة ، فلم يُجْدِ ذلك كلَّه شيئاً ، ولا دفع عنهما محذوراً ؛ ولهذا قال : ( فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) أي : لكفرهما .

( وَقِيلَ ) أي : للمرأتين : ( ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) .

وليس المراد ( فَخَانَتَاهُمَا ) في فاحشة ، بل في الدين ، فإنَّ نساء الأنبياء معصوماتٌ عن الوقوع في الفاحشة ؛ لحرمة الأنبياء ، كما قدمنا في " سورة النور " .

قال سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قتة : سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية ( فَخَانَتَاهُمَا ) قال : ما زنتا ، أما امرأة نوح :

فكانت تخبر أنه مجنون ، وأما خيانة امرأة لوط : فكانت تدل قومها على أضيافه .

وقال العَوفي عن ابن عباس قال : كانت خيانتهما أنهما كانتا على عَورتيهما

فكانت امرأة نُوح تَطَلع على سر نُوح ، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به ، وأما امرأة لوط فكانت إذا أضاف لوط أحداً أخبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء .

وهكذا قال عكرمة ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وغيرهم .

وقال الضحاك عن ابن عباس : ما بغت امرأة نبي قط ، إنما كانت خيانتهما في الدين .

" تفسير ابن كثير " ( 8 / 171 ) .

وهذه فتوى جامعة من علماء اللجنة الدائمة لكل ما سبق من المسائل نرجو أن تكون نافعة للسائل والقارئ

وفيها الجواب على القسم الثاني من الإشكال الثاني ، وهو بخصوص تزوج امرأة فرعون المؤمنة من فرعون الطاغية .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

حدثت مناظرة بيني وبين شخص مسيحي ، وقد فاجأني بقوله لي : هناك آية في القرآن تتضمن قول الله سبحانه وتعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) إلخ الآية

والآية الأخرى تتضمن قوله تعالى ( رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ ) ، ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ )

وهناك آية أخرى وهي قوله تعالى ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ .

وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) إلخ الآية

وأن هناك على حد زعمه تناقضاً ، فكيف يقول الله سبحانه وتعالى ( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ ) إلخ الآية ، بينما زوجات أنبياء الله نوح ولوط خبيثات

وفرعون كما جاء فيه في القرآن وزوجته طيبة ، وحيث ليس لدي جواب مقنع آمل التكرم بإفتائي عن ذلك ، جزاكم الله خيراً .

فأجابوا :

أولاً :

قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )

هذه الآية ذُكرت بعد الآيات التي نزلت في قصة الإفك تأكيداً لبراءة عائشة رضي الله عنها مما رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس المنافقين

زوراً وبهتاناً ، وبياناً لنزاهتها ، وعفتها في نفسها ، ومن جهة صلتها برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وللآية معنيان :

الأول : أن الكلمات الخبيثات والأعمال السيئات أولى بها الناس الخبيثون ، والناس الخبثاء أولى وأحق بالكلمات الخبيثات والأعمال الفاحشة

والكلمات الطيبات والأعمال الطاهرة أولى وأحق بها الناس الطيبون ذوو النفوس الأبية والأخلاق الكريمة السامية ، والطيبون أولى بالكلمات والأعمال الصالحات .

والمعنى الثاني : أن النساء الخبيثات للرجال الخبيثين ، والرجال الخبيثون أولى بالنساء الخبيثات ، والنساء الطيبات الطاهرات العفيفات أولى بالرجال الطاهرين الأعفاء

والرجال الطيبون الأعفاء أولى بالنساء الطاهرات العفيفات

والآية على كلا المعنيين دالة على المقصود منها ، وهو نزاهة عائشة رضي الله عنها عمَّا رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول من الفاحشة ومن تبعه ممن انخدع ببهتانه واغتر بزخرف قوله .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-18, 18:13   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانياً :

قال الله تعالى ( وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ .

قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) ، ومعنى الآيتين :

أن الله تعالى أخبر عن رسوله نوح عليه السلام أنه سأله تعالى أن ينجز له وعده إياه بنجاة ولده من الغرق والهلاك بناء على فهمه من ذلك من قوله تعالى له ( احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ

وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ) فقال : ( فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي )

وقد وعدتني بنجاة أهلي ، ووعدك الحق الذي لا يخلف وأنت ( أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ) ، ( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) أي : الذين وعدتك بإنجائهم ؛ لأني إنما وعدتك بإنجاء مَن آمن مِن أهلك

بدليل الاستثناء في قوله تعالى ( إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ) ؛ ولذلك عاتبه الله تعالى على تلك المساءلة وذلك الفهم بقوله : ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ )

وبيَّن ذلك بقوله ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) ؛ لكفره بأبيه نوح عليه السلام ؛ ومخالفته إياه ، فليس من أهله ديناً ، وإن كان ابناً له من النسب

قال ابن عباس وغير واحد من السلف رضي الله عنهم : " ما زنت امرأة نبي قط " وهذا هو الحق

فإن الله سبحانه أغْيَر مِن أن يمكِّن امرأة نبي من الفاحشة

ولذلك غضب سبحانه على الذين رموا عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بالفاحشة ، وأنكر عليهم ذلك وبرَّأها مما قالوا فيها ، وأنزل في ذلك قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة .

ثالثاً :

قال الله تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) الآيتين من سورة التحريم .

بعد أن عاتب الله تعالى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم

وخاصة عائشة وحفصة رضي الله عنهن جميعاً على ما بدَر منهن مما لا يليق بحسن معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى حلف أن يعتزلهن شهراً

وأنكر تعالى عليهن بعض ما وقع منهن من أخطاء في حقه عليه الصلاة والسلام

وأنذرهن بالطلاق وأن يبدله أزواجاً خيراً منهن : ختم سورة التحريم بمثلَين : مثل ضربه للذين كفروا بامرأتين كافرتين امرأة نوح وامرأة لوط

ومثل ضربه للذين آمنوا بامرأتين صالحتين بآسية امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ؛ إيذاناً بأن الله حكم عدل لا محاباة عنده ، بل كل نفس عنده بما كسبت رهينة

وحث العباد على التقوى ، وأن يخشوا يوماً يرجعون فيه إلى الله ، يوماً لا يجزي فيه والد عن ولده

ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً ، يوم يفرُّ المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ، يوم لا تزر فيه وازرة وزر أخرى ، وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى

يوم لا تنفع فيه الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً ، فبيَّن سبحانه أن امرأة نوح وامرأة لوط كانتا كافرتين ، وكانتا تحت رسوليْن كريميْن من رسل الله ، وكانت امرأة نوح تخونه بدلالة الكفار على مَن آمن بزوجها

وكانت امرأة لوط تدل الكفار على ضيوفه ، إيذاء وخيانة لهما ، وصدّاً للنَّاس عن اتباعهما ، فلم ينفعهما صلاح زوجيهما نوح ولوط ، ولم يدفعا عنهما من بأس الله شيئاً

وقيل لهاتين المرأتين : ادخلا النار مع الداخلين ، جزاءً وفاقاً بكفرهما وخيانتهما ؛ بدلالة امرأة نوح على من آمن به ، ودلالة امرأة لوط على ضيوفه ، لا بالزنى ، فإن الله سبحانه لا يرضى لنبي من أنبيائه زوجة زانية

قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى ( فَخَانَتَاهُمَا ) قال : " ما زنتا " ، وقال : " ما بغت امرأة نبي قط إنما كانت خيانتهما في الدين " ، وهكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وغيرهم .

وبيَّن الله سبحانه بالمثل الذي ضربه للذين آمنوا بآسية زوجة فرعون ، وكان أعتى الجبابرة في زمانه

أن مخالطة المؤمنين للكافرين لا تضرهم ، إذا دعت الضرورة إلى ذلك ، ما داموا معتصمين بحبل الله تعالى متمسكين بدينه ، كما لم ينفع صلاحُ الرسولين : نوح ولوط زوجتيهما الكافرتين

قال الله تعالى : ( لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) ، ولذلك لم يضر زوجة فرعون كفرُ زوجها وجبروته

فإن الله حكم عدل لا يؤاخذ أحداً بذنب غيره بل حماها وأحاطها بعنايته وحسن رعايته ، واستجاب دعاءها وبنى لها بيتاً في الجنة ، ونجَّاها من فرعون وكيده ، وسائر القوم الظالمين

مما تقدم في تفسير الآيات من أن ابن نوح ليس ابن زنى ، وأن عائشة رضي الله عنها برَّأها الله في القرآن مما رماها به رأس النفاق ، ومن انخدع بقوله من المؤمنين والمؤمنات

وأن كلا من امرأة نوح وامرأة لوط لم تزن وإنما كانتا كافرتين ، ودلت كل منهما الكفار على ما يسوؤهما ويصد الناس عن اتباعهما ، وأن زواج المؤمن بالكافرة كان مباحاً في الشرائع السابقة

وكذا زواج الكافر بالمؤمنة ، وأن الله حمى امرأة فرعون من كيده وحفظ عليها دينها ونجاها من الظالمين : يتبين أن الآيات المذكورة متوافقة ، لا متناقضة ، وأن بعضها يؤيِّد بعضاً .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3 / 270 – 276 ) .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-22, 18:02   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



والدنا يتهمنا بعلاقات محرمة

السؤال

والدي يبلغ من العمر 75 سنة ، دائماً ما يدعو علينا من دون سبب ، لدرجة أنه أنا وإخوتي بدأنا ننفرُ منه ، ونتجنب الجلوس معه بسبب دعائه المتكرر علينا

حتى إنه بدأ في الآونة الأخيرة يشكُ بنا نحن البنات على الرغم أننا لا نخرجُ إلا بإذنه ، ولا نذهب إلا مع إخوتي الذين هم محارمنا ، ودائماً ما يُحاول أن يشكك والدتي بنا ، لدرجة أن أختي الصغيرة ذهبت لأداء اختبار الثانوية

وقام بإيصالها أخي الذي يكبرها سناً ، يلمح لوالدتي ويقول لها : هل أنتِ متأكدة أن ابنتكِ ذهبت للاختبار ، ربما تظاهرت بالدخول للمدرسة ، وذهبت مع شخصٍ آخر ! حتى والدتي لم يتركها وشأنها

بدأ يشك بها ، ويتلفظ عليها ، ومن ضمن كلامه لها : سأشهد عليكِ زوراً في المحكمة بعلاقة غير شرعية !! يقول كلاماً فظيعًا لوالدتي ولنا . حتى إنه يقول لوالدتي : الله لا يسامحكِ ؛ لأنكِ تصومين .

على الرغم أن والدتي لا تصوم إلا بإذنه ، وهو أيضاً يصوم معها ، وغير ذلك لا يريدُ منها أن تصلي ! يقول : سأتزوج بـ كافرة ؛ لأنها لا تصلي ولا تصوم ! ماذا علينا أن نفعل مع والدي

وكيف نتصرفُ معه ؟ وما رأيكم بالذي يفعله معنا ومع والدتي ، خاصة طلبه من والدتي ألا تصلي ولا تصوم ، وهل عليها طاعته ، على الرغم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ؟


الجواب


الحمد لله

ما عليكم أن تتصرفوا مع والدكم إلا كما أمر الله عز وجل بالإحسان إليه ، ومصاحبته بالمعروف

والتجاوز عن أذيته التي ينالكم بها

فقد قال الله عز وجل : ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/15 .

فأُمر الولدُ أن يصاحب والديه بالمعروف ولو جاهداه على أن يشرك بالله غيره ، والشرك أكبر الكبائر ، فمن باب أولى أن يلتزم المصاحبة بالمعروف إذا وقع الوالد في إثم القذف بالفاحشة

أو التعريض بها ، خاصة وأن دافعه لذلك هو ما ابتلي به من الغيرة الفاسدة ، أو كبر السن المؤثر ، فكان حريا بكم في مثل حالته أن تلزموا سبيل الله المستقيم ، باستمرار النصح له

والصبر على أذاه ، والإحسان إليه بالقول والفعل ، لعل ذلك يكون سببا في التأثير فيه ولو طالت الأيام ، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين ، وحذر من عقوقهما ، وبين أن العقوق من أكبر الكبائر .

قال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا.

وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) [الإسراء: 23، 24] ,

وأخرج الترمذي في " السنن " رقم (1900) وقال : " حديث صحيح "

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ البَابَ أَوْ احْفَظْهُ ) .

لذلك فنصيحتنا لكم أن تسترضوا والدكم ، وتجتهدوا في ذلك حتى يفتح صفحة جديدة ، تتفقون فيها معه على تقوى الله تعالى ، والتزام الحكم الشرعي في كل صغيرة وكبيرة

فإن صدرت منه أية مخالفة فليس لكم إلا الصبر والنصح ودعاء الله تعالى أن يقي لسانه من كل سوء وبذاء .

وللتوسع يرجى النظر في الفتوى القادمه

جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (25/123-125) السؤال التالي :

السائل يعيش مع والديه في منزل واحد ، لكنه دائم الخصومة مع أمه والقطيعة لوالده ، وسبب ذلك أن أمه تفضل أخاه الصغير ، فتصفه بأقبح الأوصاف ، وتشتمه بأقذع الشتائم ولأتفه الأسباب

فصارت عنده عقد نفسية ، وتتسامح مع أخيه ، ولو أساء أشد إساءة ، فصار مدللا خاليا من العقد النفسية ، وكذلك والده يسيء إليه كثيرا ، لا يرد عليه السلام إلا نادرا

ويضربه أحيانا أمام الناس لأدنى سبب ، ولا يضرب أخاه الصغير ولو اشتدت إساءته ، فهل يطالب من أساء إليه والداه بما يطالب به سائر الأبناء من البر والصلة

وهل يأثم بإثارة الخصومات مع أنه يجتهد في إبعاد الخصومات ، وكثيرا ما يندم بعد وقوعها ويتصدق

عنهما دون شعور منهما ، فهل يثابان بذلك ويثاب هو أيضا ، وهل يخفف ذلك من ذنوبه ، مع أن هذه الصدقة قليلة جدا ؟

فكان الجواب :

" قد يكون الوالدان معذورين فيما حصل منهما ، وقد يكون لديهما اعتبارات في التشديد على واحد من أولادهما دون آخر ، ككونه أكبر سنا ، وأرشد من غيره ، فالغلط منه أشد

وكتأديبه ليستقيم فيكون قدوة لإخوانه الصغار ، وعلى تقدير إساءتهما لا يجوز للولد أن يقابل سيئتهما بالسيئة

بل يقابلها بالحسنة ، عملا بقوله تعالى : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت/34 .

وقوله : ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/15

فأمر الولد أن يصاحب والديه بالمعروف ولو جاهداه على أن يشرك بالله غيره ، والشرك أكبر الكبائر ، وأمره أن يلزم سبيل الله المستقيم ، وأخبر بأن جزاء الجميع عنده تعالى يوم القيامة

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين ، وحذر من عقوقهما وبين أن العقوق من أكبر الكبائر ، هذا وتُشكَر على الندم على ما فعلت من إثارة الخصومات والقطيعة ، وعلى الصدقة عنهما

ولو أعلنت ذلك لهما كان أرجى إلى الوئام وحنانهما عليك ، ويرجى لك ولهما الأجر ومغفرة الذنوب بما قربت من الصدقة عنهما ، وإن قَلَّت

فإن الله يضاعف الحسنات ، وأما الوالدان فالواجب عليهما تحري العدل بين أولادهما ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) " انتهى .

أسأل الله أن يوفقك ويفتح عليك أبواب رحمته وفضله .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc