|
منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
من أوجه الصدقات....هلموا......
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2016-01-24, 16:15 | رقم المشاركة : 46 | ||||
|
|
||||
2016-01-24, 16:20 | رقم المشاركة : 47 | |||
|
|
|||
2016-01-24, 16:22 | رقم المشاركة : 48 | |||
|
|
|||
2016-01-24, 16:28 | رقم المشاركة : 49 | |||
|
الموت هو أول حقيقة يوجد بتواجدنا، يؤمن به الكافر والمؤمن على حد سواء، والمسلمون غير كل البشر لديهم ضوابط شرعية في هذا الباب، ولكن لكل منا شخص وأشخاص قد ماتو رحمة الله عليهم جميعا.
وهنا أغتنم الفرصة وأدعو ﻷموات المسلمين والمسلمات أن يرحمهم الله تعالى ويغفر لهم أجمعين، وجمعت بعض الأبواب في هذا الموضوع، وهو كيفية الصدقة على الميت. الصدقة الجارية: 1/الصدقة الجارية هي التي تبقى مدة طويلة، كبناء مسجد أو حفر بئر، أما الصدقة التي لا تبقى كالصدقة بمال على فقير أو بطعام، فهذه ـ وإن كانت صدقة لها ثوابها ـ إلا أنها ليست جارية، لأنها لا تبقى. ثانياً: اختلف العلماء في جواز إهداء ثواب بعض الأعمال، للموتى وهل يصلهم ذلك على قولين: القول الأول: أن كل عمل صالح يهدى للميت فإنه يصله، ومن ذلك: قراءة القرآن والصوم والصلاة وغيرها من العبادات. القول الثاني: أنه لا يصل إلى الميت شيء من الأعمال الصالحة إلا ما دل الدليل على أنه يصل، وهذا هو القول الراجح، والذي دل الدليل على وصول ثوابه إلى الميت هو: الحج والعمرة، والصوم الواجب من نذر أو كفارة أو ما شابه ذلك، وقضاء الدَّين، والدعاء، والصدقة بالمال. 2/توزيع كتيبات أو أجزاء من القرآن عن الميت يصل ثوابه إليه، لأنه هذا من الصدقة بالمال. ولا داعي لكتابة اسم الميت على هذه الكتيبات، لأنه لا حاجة إليه، وقد يكون الباعث عليه الرياء والسمعة من أولاده حتى يذكرهم الناس بأنهم فعلوا كذا وكذا من أعمال الخير. 3/أفضل الصدقات الجارية: هي ما نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم مما يجري على الإنسان أجره بعد مماته، ويقاس عليها ما هو مثلها أو أكثر نفعاً. فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبعٌ يجري للعبد أجرُهن وهو في قبره بعد موته: مَن علَّم علماً، أو أجرى نهراً، أو حفر بئراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو ورَّث مصحفاً، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته). * والحديث : حسَّنه الألباني في "صحيح الترغيب" أفضل الصدقات الجارية بناء مسجد نشر العلم الشرعي عن طريق توزيع المصاحف، أو الكتب، أو الأشرطة، أو أسطوانات الكمبيوتر، أو النفقة على طلبة العلم، أو إيصال الماء إلى المحتاج إليه عن طريق حفر بئر أو استخراجه وإيصاله بالآلات والمواسير. حسن تربية الأولاد ومن لم يستطع أن يبني مسجدا، أو أن ينشر العلم بمفرده، فليساهم في ذلك بما يستطيع. ونوصي أنفسنا والمسلمين جميعاً أن يبادر كل واحد منا للعمل الصالح قبل موته ، وليحرص على ما يتعدى نفعه للآخرين ويبقى بعد موته ، وبه يتحقق الوعد بجريان أجور تلك الطاعات بعد موته ، وليحرص المسلم على إبراء ذمته من الواجبات كالحج والصيام قبل موته ، فقد لا يتيسر له من يؤديها عنه ، فيأثم إن كان غير معذور ، ويُحرم أجرها إن كان معذوراً. وليحرص المسلم على تربية أولاده تربية شرعية صالحة ، حتى يكسب أجورهم ويضمن دعاءهم . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول : أنَّى لي هذا ؟ فيقال : باستغفار ولدك لك) . *رواه ابن ماجه . وحسَّنه الألباني في " السلسلة الصحيحة. 4/والصدقة عن الميت من الوفاء له .فمن وفائه صلى الله عليه وسلم لها أنه كان يشتري الشاة فيذبحها ثم يبعث بها لصواحب خديجة رضي الله عنها. قالت عائشة رضي الله عنها : ما غِرت على امرأة ما غِرت على خديجة، ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين لما كنت أسمعه يذكرها، ولقد أمره ربّه عز وجل أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة، وإن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها. رواه البخاري ومسلم.. فهذا من الصدقة عن الميت بعض انواع الصدقة الجارية المقترحة كالتالي: · تعليم الأفراد تلاوة القران أو المساهمة لتعليمه أو تبرع بالمساعدة لأماكن تعليم القرآن الكريم · قراءة القرآن، سواء لك أو للميت. القيام بالمساهمة في بناء مسجد أو بيت من بيوت الله، فعندما يدخل المسجد إنسان ليصلي أو ليتلقى علم تكون حسنة لك في دنياك وآخرتك. كفالة يتيم - قال (صلى الله عليه وسلم) أنا وكافل اليتم كهاتين في الجنة – و أشار بإصبعيه السبابة والوسطي.صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى ولو بعشره جنيهات أو زيارة دار للأيتام لتمسح على رأس يتيم لتأخذ بعدد شعر رأسه حسنات وإعطاؤهم الحلوى. · المساهمة في بناء المستشفيات ولو بالدواء المتبقي عندك ولا تحتاجه أعطيه حتى للمستشفيات أو المساجد التي بها مستشفيات صغيره لإعطائه للفقراء والمساكين أو شراء أجهزه لتلك الأماكن أو التبرع بالمال ، وتكون أيضا صدقه جاريه بالحياة والممات. · شراء الأطراف الصناعية للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وعجلات المعاقين والكراسي المتحركة وسماعات الأذن ونظارات طبيه. · التبرع بنظاراتك الطبية القديمة لمن يحتاج · مافاض عن حاجتك من الطعام ممكن اعطائه للجمعيات الخيريه طالما هذا الأكل نظيف وصحي فلا مانع فهذه الجمعيات من الممكن ان ترسل أشخاصا لأخذ الطعام من منزلك لتعطيه للفقراء والمحتاجين. · وضع طبق به حبوب للعصافير والطيور المحلقة بجوار منزلك لتأكل منه هذه الطيور · الأكل المبتقي منك من الممكن إعطاؤه للحيوانات الضاله مثل القطط والكلاب · توزيع المصاحف (تكون علم ينتفع به) لك في الدنيا والآخرة ويوجد أيضا مراكز إسلامية في بلاد أجنبية من الممكن أيضا توزيع المصاحف لها – لأن حاليا توجد حمله من الغرب لتزييف القرآن، فلماذا لا نرسل لهم مصاحف من بلادنا العربية والإسلامية المصاحف الحقيقة وليس المزيفة التي يبتدعها الغرب ويحذف منها ونحن في مصر بلد الأزهر الشريف لابد أن نواجه هذه الحملات الشرسة من الغرب. ·توزيع مصاحف بلغات غريبه مثل لغه الزولو او اللغات الاسيويه لهذه البلاد لأن توجد حملات تنصير كبيره بهذه البلاد فلماذا لا ندعو هذه البلاد للاسلام. · المساهمة في عمل الأكفان والمشاركة في سيارات الموتى لأن يوجد بعض الفقراء لا يجدوا ما ينقل مواتهم ولا يجدوا حق الكفن لديهم ولا يجدوا من يقوم بتغسيلهم ، فالمشاركة في هذا عمل عظيم الثواب. · التبرع ببناء المدافن الشرعية · إذا كنت طبيب فلماذا لا تخصص يوم للحالات الفقيرة أو التبرع بالكشف عن الحالات التي لم تستطيع العلاج وعمل جراحه لها كل مجانا كلما دعت الحاجة. · إذا كنت مدرس لماذا لا تساعد الطلبة الفقراء على استذكار دروسهم ويكون علما ينتفع به وينير لك قبرك. · التبرع بالكتب المدرسية القديمة عند أولادك أو من تعرف للأطفال الفقراء · عمل مواسير مياه في الأماكن النائية لتكون احلي صدقه لأنها تروي العطشى ويتوضأ بها المسلمون لأداء الصلاة وتكون أساس للنظافة لهم وان النظافة من الإيمان ، وأيضا ممكن التبرع لهؤلاء الناس بجراكن المياه الفارغة والزجاجات الفارغة لملئ المياه من اقرب نبع ماء أو ماسورة ماء في هذه الأماكن النائية وبالفعل يوجد ناس بحاجة لهذا الشيء البسيط وعظيم الثواب · حفر بئر حتى يشرب منه أي إنسان أو طائر أو حيوان · التحدث مع الأجانب والغرب عن طريق المراسلات أو النت عن الإسلام وتسامحه و إعطاء فكره صحيحه عن الإسلام وأصوله · عمل جروب إسلامي وإرسال للجروبات رسائل دينيه. · التبرع بسجاجيد الصلاة لكي يصلي بها المسلم وتنال الثواب في كل صلاه ومستلزمات المساجد · إعطاء دروس للعلم وتفيد الناس بما تعلمته سواء بالعلم أو الدين · إعطاء دروس للطلبة الفقراء لتوقيتهم في المواد الضعفاء بها وممكن هذا عن طريق التطوع أو إعطاءهم في المساجد أو أي مكان أخر. · التبرع بالدم · إذا كنت تجيد تلاوة القران وتفسيره فعليك بتعليم القران للناس (خيركم من تعلم القران وعلمه) وأيضا إذا كنت تعرف الأحاديث النبوية الصحيحة فعليك أيضا بتعليمها للناس · توزيع السي ديهات الدينية والعلمية والتي بها ادعيها والشرائط الكاسيت والمصورة لطلبه العلم · عمل مطبوعات دينيه وعلميه ونشرها وباللغة التي تتقنها و لما لا تبعثها عبر الفايسبوك او المنتديات الإلكترونية · إذا كان أحد الفقراء من الفلاحين من الممكن شرا ء بقره أو جاموسه أو أي من الأغنام وهي من اجمل الصدقات الجارية لأنها تدر الألبان وممكن أن تنجب فيزداد الرزق لدى هذا الفلاح من الألبان وبهائم · شراء كتب للطلبة الفقراء والمحتجين · التصدق بالملابس والبطاطين للفقراء · شراء لبن ( حليب ) الأطفال للملاجئ وأيضا البامبرز والأطعمة والأدوية · الذهاب للملاجئ ودار المسنين لمجالسه الأطفال وكبار السن فهذه أسمى صدقه وتقديم الحلويات وتبادل الأحاديث ونشعرهم بأنهم جزء من مجتمعنا. · الدعاء للميت ، فكان يوجد شخص من أهل النار ، ودخل الجنة وارتفعت درجاته فسأل الله عز وجل من أين لي بهذا وأنا من أهل النار ، فقال الله تعالي له أن ابنك يدعو ويستغفر لك ، فلا تنسي الدعاء والأستغفار لوالديك وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات. · إرسال راتب شهري لغير القادرين أو حتى مبلغ قليل للفقراء فالخير في القليل الدائم افضل من الكثير المنقطع. وحبذا ان تكون في الخفاء · توريث المصاحف والكتب الدينية والعلمية · تعليم الفقراء المحتاجين مهنه تجعلهم يكتسبوا منها رزقا حلالا يعينهم على الحياة افضل من أن يتسول وهناك رأي للفيلسوف الصيني كونفشيوش وهي ( أن تعلم الفقير الصيد خيرا من أن تعطيه سمكه ) · تمويل الفقراء بمشاريع بسيطة وصغيره مثل بيع الورود أو الكتب الدينية ، وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) إذا جاء أحد وتسول منه أعطاه درهمين ليشتري أدوات التحطيب ويحتطب بدلا من التسول · مساعدة الاسر لكي تنتج ليكون في اسر منتجه وزوجات وبنات يعملوا وينتجوا وهو داخل ديارهم · تأهيل المعوقين للعمل لكي يكتسبوا رزقا حلالا طيبا · التبرع بلعب الأطفال القديمة أو الملابس المستعملة للأيتام والفقراء · التبرع لإنشاء مستوصفان بأجور رمزيه · إعداد قوافل الخير بالقرى والعشوائيات · الأدوات المنزلية القديمة والمستعملة والأجهزة الزائدة عن الحاجة إعطائها للشباب الفقير المقبل على الزواج آو للعائلات الفقيرة · عمل أكياس بمواد غذائية لأطعام الآسر الفقيرة وأكياس لشهر رمضان للمحتاجين صله الرحم وخاصة مع من يحبهم اهلك وكان يتودد إليهم فهي في حد ذاتها بر للوالدين بعد مماتهم. · ولا تنسي يا أخي المسلم أن التبسم في وجه أخيك المسلم صدقه ، فتبسم . هل يجوز لأي مسلم لن يتصدق على ميت من غير الأقارب ؟؟؟؟؟ اي مسلم يتبرع لشخص من المسلمين ب....... فان ذلك جائز و لكن لا ننصح بهاذا و من اراد ان ينفع اخاه فليدع له ..... لأن الحديث صريح فليدعو له و لم يقل ان يتصدق له او يشفع عنه أو ما شابه ذلك " ابن عثيمين و احسن الصدقات على الميت هي الدعاء له ...... الشيخ ابن باز مع ان هذا لا يمنع الصدقات للميت أفضل ما يهدى للميت قال ابن القيم : قيل الأفضل ما كان أنفع في أنفسه ، فالعتق عنه ، والصدقة أفضل من الصيام عنه ، وأفضل الصدقة ما صادفت حاجة من المتصدق عليه وكانت دائمة مستمرة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم :[ أفضل الصدقة سقي الماء ] وهذا في موضع يقل فيه الماء ويكثر فيه العطش ، وإلا فسقي الماء على الأنهار والقني لا يكون أفضل من إطعام الطعام عند الحاجة ، وكذلك الدعاء والاستغفار له إذا كان بصدق من الداعي وإخلاص وتضرع ، فهو في موضعه أفضل من الصدقة عنه كالصلاة على الجنازة ، والوقوف للدعاء على قبره. وبالجملة : فأفضل ما يهدى إلى الميت العتق والصدقة والاستغفار والدعاء له والحج عنه. كيفية صيغة النية للتصدق على الأموات؟ فإنه ليست هناك صيغة لنية التصدق عن الميت، فالنية هي قصد الفعل، فالعزم على التصدق عن الميت عند إخراج الصدقة كاف فيها، ولو قلت: اللهم اجعل ثواب هذا لأمي فلا حرج، كما في مطالب أولى النهى للرحيباني. وإذا تصدقت عن الأم بشيء ما، وكان من كسب طيب وكنت أنت مخلصاً، فإنه سيصلها ثوابه وتنتفع به ـ إن شاء الله. فالصدقة عن الميت مشروعة ولا يشترط لها تلفظ باللسان، بل يكفي أن ينوي بقلبه أن ثواب هذه الصدقة لفلان ويتصدق بها.. والله أعلم. |
|||
2016-01-24, 17:11 | رقم المشاركة : 50 | |||
|
بارك الله فيك لم تترك شيء الادكرته عسى ربي يحعلها صدقة جاريه يلحقك ثواب كل من قراها واستفاد منها |
|||
2016-01-25, 08:45 | رقم المشاركة : 51 | |||
|
|
|||
2016-01-25, 08:48 | رقم المشاركة : 52 | |||
|
|
|||
2016-01-25, 08:54 | رقم المشاركة : 53 | |||
|
|
|||
2016-01-25, 08:56 | رقم المشاركة : 54 | |||
|
|
|||
2016-01-25, 09:01 | رقم المشاركة : 55 | |||
|
|
|||
2016-01-25, 09:16 | رقم المشاركة : 56 | |||
|
فضائل الصدقة....سعيد بن حمود محمد آل زياد
مقدمة الحمد لله القائل: "يا أيها الَّذِينَ آمنوا أَنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون"[البقرة: 254]. والصلاة والسلام على رسول الله الذي بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيراً ، وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً ، بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد .. فهذه وُريقَاتٌ في فضائل الصدقة من كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة والتابعين ، وأتقدم بشكري بعد شكر الله لكل من ساهم في إعداد هذه الوُريقَات وأسال الله تعالى أن ينفع بها المسلمين. أولاً :فضل الصدقة من القرآن الكريم: قال الله تعالى: " الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون"[البقرة: 3] . وقال الله تعالى: "وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"[البقرة : 195]. قال حذيفة بن اليمان وابن عباس وعطاء ومجاهد : المعنى لا تلقوا بأيديكم بأن تتركوا النفقة في سبيل الله وتخافوا العيلة، فيقول الرجل: ليس عندي ماأنفقه ( مختصر تفسير القرطبي 1/215). وقال الله تعالى: "يا أيها الَّذِينَ آمنوا اْ أَنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ"[البقرة : 254]. يكون إنفاق الأموال مرة واجباً ومرة ندباً بحسب تعين الجهاد وعدم تعينه . وأمر تعالى عباده بالإنفاق مما رزقهم الله وأنعم به عليهم، وحذّرهم من الإمساك إلى أن يجيء يومّ لا يمكن فيه بيع ٌ ولا شراءٌ ولا استدراك نفقة (مختصر تفسير القرطبي 1/283). وقال الله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم"[البقرة : 261]. وقال الله تعالى: "الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" [البقرة : 262]. وقال الله تعالى: "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم" (البقرة:263). وقال الله تعالى: "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسعٌ عليمٌ"[البقرة : 263]الآية. قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير الآية الكريمة ((اثنان من الله، واثنان من الشيطان: (الشيطان يعدكم الفقر) يقول (لا تنفق مالك وأمسكه لك فإنك تحتاج إليه)، (ويأمركم بالفحشاء ) (والله يعدكم مغفرة منه ) على هذه المعاصي، (وفضلاً) في الرزق)) .تفسير الطبري، رقم الأثر (6168،5/571). وقال الرازي: (فالمغفرة إشارة إلى منافع الآخرة، والفضل إشارة إلى منافع الدنيا وما يحصل من الرزق والخلف) التفسير الكبير(7/65). وقال القاضي ابن عطية في تفسير الآية الكريمة: (والمغفرة هي الستر على عباده في الدنيا والآخرة، والفضل هو الرزق في الدنيا والتوسعة فيه ، والتنعيم في الآخرة، وبكلٍ قد وعد الله تعالى). وقال الإمام ابن القيِّم الجوزية في تفسير الآية الكريمة: (هذا، وإن وعده له بالفقر ليس شفقة عليه، ولا نصيحة له ..... وأمّا الله سبحانه وتعالى فإنّه يعد عبده مغفرة منه لذنوبه، وفضلاً بأن يخلف عليه أكثر مّما أنفق وأضعافه إما في الدنيا أو في الدنيا والآخرة) التفسير القيم (ص 168). وقال الشوكاني: (والفضل أن يخلف عليهم أفضل مما أنفقوا فيوسِّع لهم في أرزاقهم، وينعم عليهم في الآخرة بما هو أفضل وأكثر وأجل وأجمل) فتح القدير(1/438). وقال الله –تعالى-: "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون"[البقرة : 272] . وقال الله –تعالى-: "للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم"[البقرة : 273] . وقال الله -تعالى-: "ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ"[البقرة : 274]الآية . وقال الله –تعالى-: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم"[آل عمران : 92] . لن تصلوا إلى الجنة وتعطوها حتى تنفقوا مما تحبون. وقيل: البر العمل الصالح، وقيل: المعنى حتى تنفقوا مما تحبون في سبيل الخير من صدقة أو غيرها من الطاعات. (مختصر تفسير القرطبي 1/215). وقال الله –تعالى-: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون"[الأنفال : 60] . أي تتصدقوا. وقيل: تنفقوا على أنفسكم أو خيلكم. وقيل: يوف في الآخرة الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة (مختصر تفسير القرطبي 2/291). وقال الله –تعالى-:"خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم"[التوبة : 103] . قوله تعالى: "صدقة" مأخوذ من الصدق، إذ هي دليل على صحة إيمانه وصدق باطنه مع ظاهره، وأنه ليس من المنافقين الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات(مختصر تفسير القرطبي 2/252). وقال الله –تعالى-: "قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال"[إبراهيم : 31] . وقال الله –تعالى-: "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما"[الأحزاب : 35] . وقال الله –تعالى-: "قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين"[سبأ : 39] . يقول الشيخ ابن عاشور في تفسير الآية (والمراد بالإنفاق: الإنفاق المرغب فيه في الدين كالإنفاق على الفقراء والإنفاق في سبيل الله لنصر الدين، وظاهر الآية أن إخلاف الرزق يقع في الدنيا وفي الآخرة) تفسير التحرير والتنوير(22/221). ويقول الحافظ ابن كثير: (أي مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وأباحه فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب) تفسير ابن كثير (3/959). ويقول الرازي: (إن الآية تحقق معنى قوله عليه الصلاة: (ما مِن يومٍ يُصبحُ العِبادُ فيه إِلاَّ مَلَكانِ يَنزِلانِ فيقولُ أحدُهما: اللَّهمَّ أعطِ مُنفِقاً خَلَفا، ويَقولُ الآخَرُ: اللّهمَّ أعطِ مُمسِكاً تلَفاً" أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة، باب قوله تعالى: (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنسيره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)، رقم الحديث(1374، 2/522). وذلك لأنّ الله مَلِك علي وهو غني مليء. فمن أنفق فقد أتى بما هو شرط حصول البدل، ومن لم ينفق فالزوال لازم للمال، ولم يأت بما يستحقّ عليه البدل، فيفوت من غير خلف وهو التلف. ثم من العجب أن التاجر إذا علم أنّ مالاً من أمواله في معرض الهلاك يبيعه نسيئة، وإن كان من الفقراء، ويقول بأن ذلك أولى من الإمهال إلى الهلاك، فإنّ لم يبع حتى يهلك يُنسَب إلى الخطأ، ثم إنْ حصل به كفيل مليء ولا يبيع يُنسَب إلى الجنون. ثم إنّ كل واحد يفعل هذا ولا يعلم أن ذلك قريب من الجنون ، فإنّ أموالنا كلّها في معرض الزوال المحقَّق ، والإنفاق على الأهل والولد إقراض ، وقد حصل الضامن المليء وهو العليّ ، وقال تعالى: "وما أنفقتم من شئٍ فهُو ُيخِلفُهُ". ثم رهن عند كل واحد إما أرضاً أو بستاناً أو طاحونةً أو حماماً أو منفعةً، فإنّ الإنسان لابد أن يكون له صنعة أو جهة يحصل له منها مال، وكل ذلك ملك الله، وفي يد الإنسان بحكم العارية فكأنه مرهون بما تكفّل الله من رزقه ليحصل له الوثوق التام، ومع هذا لا ينفق ويترك ماله ليتلف لا مأجوراً ولا مشكوراً. التفسير الكبير(25/263). وقال الله –تعالى-: "ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"[محمد : 38] الآية. وقال الله –تعالى-: "آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير" [الحديد : 7] . وقال الله –تعالى-: "وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير"[الحديد : 10] . أي أيُّ شئ يمنعكم من الإنفاق في سبيل الله، وفيما يُقرب بكم من ربكم وأنتم تموتون وتخلفون أموالكم وهي صائرة إلى الله تعالى. فمعنى الكلام التوبيخ على عدم الإنفاق (مختصر تفسير القرطبي 4/256). وقال الله –تعالى-: "هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون" [المنافقون : 7]. وقال الله –تعالى-:"وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين"[المنافقون : 10] . وقال الله –تعالى- "فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"[التغابن : 16] . ثانياً : فضل الصدقة من السنة النبوية ذِكْرُ المبادرة بالصَّدَقَةِ قبل أن يأتي زمان تردُ فيه عن حارثةَ بنَ وَهبٍ --رضي الله عنه-- قال: سمعتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تَصدَّقوا، فإِنه يأتي عليكم زمانٌ يَمشي الرجلُ بصدَقتِه فلا يَجِدُ من يقبَلُها، يقولُ الرجلُ: لو جئتَ بها بالأمسِ لَقبِلْتُها، فأمَّا اليومَ فلا حاجةَ لي بها" أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة ، باب الصدقة قبل الرد ، رقم الحديث (1345، 2/512). وعن عَديَّ بنَ حاتِمٍ --رضي الله عنه-- يقولُكنتُ عندَ رسولَ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- فجاءَهُ رجُلآنِ: أحدُهما يَشكو العَيلَة، والآخرُ يشكو قطعَ السَّبيلِ. فقال رسولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أما قَطعُ السبيلِ فإنهُ لا يأتي عليكَ إلاّ قليلٌ حتى تخرُجَ العِيرُ إلى مكةَ بغيرِ خَفِيرٍ. وأمَّا العَيلةُ فإن الساعةَ لا تقومُ حتى يطوفَ أحدُكم بصدَقتِهِ لا يَجدُ من يقبلها منه. ثمَّ ليَقِفنَّ أحدُكم بينَ يدَي اللّهِ ليس بينهُ وبينهُ حِجابٌ ولا تَرجمانٌ يُتَرجمُ لهُ، ثم ليَقُولَنَّ له: ألم أُوتِكَ مالاً؟ فلَيقولنَّ: بَلى. ثمَّ لَيقولنَّ: ألم أُرسِلْ إليكَ رسولاً؟ فلَيقولنَّ: بلى. فَينظُرُ عن يمينهِ فلا يَرَى إلاّ النارَ، ثمَّ يَنظرُ عن شِمالِه فلا يَرى إلاّ النارَ. فلْيتَّقِينَّ أحدُكمُ النارَ ولو بشِقِّ تمرة، فإن لم يَجِدْ فبِكلمةٍ طيِّبة" أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة، باب الصدقة قبل الرد، رقم الحديث (1347، 8/512). ذِكْرُ تمثيلِ المصطفى –صلى الله عليه وسلم- الصَّدقة في تَّربية الله –تعالى- كتربيةِ الإِنسان الفَلُوَّ أوِ الفصيل.َ عن أبي هريرةَ --رضي الله عنه-- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن تَصَدَّقَ بعَدْلِ تمرةٍ من كسْبٍ طيّب ـ ولا يَقبلُ الله إلاّ الطيِّبَ ـ فإنَّ اللهَ يتقبَّلهُا بيمينِه، ثمَّ يُرَبيِّهَا لصاحبها كما يربِّي أحَدُكم فَلُوَّهُ، حتى تكونَ مِثَل الجبلِ" أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة، باب الرياء في الصدقة، رقم الحديث(1344، 2/511). الفَلُوَّ: المُهر أو ولدُ الحصان (النهاية في غريب الأثر، 3/72). وعن أبي هريرةَ --رضي الله عنه-- قال: قَالَ رَسُولُ اللّهِ : "مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلاَ يَقْبَلُ الله إِلاَّ الطَّيِّبَ، إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمٰنُ بِيَمِينِهِ. وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً. فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَـٰنِ حَتَّىٰ تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ. كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ" أخرجه مسلم في صحيحه. كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، رقم الحديث(1014، 2/702). الفصيلَ: ولدُ الناقهِ إذا فُصِلَ عن أُمِّه (القاموس المحيط، 1/1347). وعن أبي هريرةَ --رضي الله عنه-- قال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ ـ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ ـ إلَّا كَانَ اللَّهُ يَأْخُذُها بِيَمِينِهِ، فَيُرَبِّيها لَهُ، كما يُرَبِّي أحدُكُمْ فَلُوَّهُ أو فَصِيلَهُ حتَّى تَبْلُغَ التَّمْرَةُ مِثْلَ أُحُدٍ" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3316، 8/109). ذِكْرُ استحبابِ الاتِّقَاءِ مِن النار ـ نَعُوذُ باللَّه مِنها ـ بالصَّدَقَةِ وإن قلَّت. عن عَدِيِّ بنِ حَاتِم --رضي الله عنه--، قال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ: "مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ" أخرجه ابن حبان في صحيحه كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3311، 8/105). ذِكْرُ الزَّجر عَنْ إحصاءِ المرءِ صدقَته إذا تَصَدَّق بها عن عائشة -رضي الله عنها -، قالت: جَاءَهَا سَائِلٌ، فَأَمَرَتْ لَهُ عَائِشَةُ بِشَيءٍ، فلمَّا خَرَجَتِ الخَادِمُ دَعَتْها، فَنَظَرَتْ إليهِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: "ما تُخْرِجين شَيئاً إلَّا بِعِلْمِك". قالت: إنِّي لأَعْلَمُ، فقالَ لَهَا: "لا تُحْصِي فيُحْصِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة ، باب صدقة التطوع ، رقم الحديث(3365، 8/151). ذِكْرُ البيانِ بأن ما يأكُلُ السِّبَاعُ والطيورُ من ثمرِ غِرَاسِ المُسْلِمِ يكونُ له فيه أَجْرٌ عن جَابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّه -رضي الله عنه- يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "لا يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْساً فيأكلُ مِنْهُ سَبُعٌ وطَيْرٌ وشَيءٌ إلَّا كانَ لَهُ فيهِ أَجْرٌ". أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3369، 8/154) وإسناده صحيح وأخرجه مسلم، المساقاة: باب فضل الغرس والزرع، رقم الحديث (1552، 8). ذِكْرُ البيانِ بأنَّ المالَ إذا لم يكن بِطَيِّبٍ أُخِذَ من حِلّه لم يُؤْجَرِ المتصدِّقُ به عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول اللَّه: "مَنْ جَمَعَ مالًا حَرَاماً، ثمَّ تَصَدَّقَ بهِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ فيهِ أَجْرٌ، وكانَ إصْرُهُ عليهِ" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3367، 8/153). وعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِم -رضي الله عنه- ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَتِرَ مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَلْيَفْعَلْ" أخرجه مسلم في صحيحه. كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار، رقم الحديث(1016، 2/702). ذِكْرُ نفيِ قبولِ الصَّدقَةِ عَنِ المرءِ إذا كانت مِنَ الغُلُول.ِ دَخَلَ ابنُ عمرَ على ابنِ عامرٍ يَعُودُهُ، فقال: يا ابنَ عمر، ألا تَدْعو لي، فقالَ ابنُ عمر -رضي الله عنهما-ما: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يقولُ: "لا تُقْبَلُ صَلَاةٌ إلّاَ بِطَهُورٍ، ولا صَدَقَةٌ مِنْ غُلولٍ". أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3366، 8/152). ذِكْرُ ما يُسْتَحَبُّ للمرءِ أن يتصدَّقَ بِثُلُثِ ما يفضل في كُلِّ سنةٍ من أملاكه عن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عن النبيِّ-صلى الله عليه وسلم- قال: "بَينما رَجُلٌ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ إذ رأى سَحَابَةً فَسَمِعَ فيها صوتاً: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، فجاءَ ذٰلِكَ السَّحَابُ، فَأَفْرَغَ ما فِيهِ في حَرَّةٍ. قالَ: فانْتَهَيْتُ، فإذا فِيهَا أذنابُ شِراجٍ، وإذا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشُّرَجِ قَدِ استَوْعَبَتِ المَاءَ فَسَقَتْهُ، فانْتَهَيْتُ إلى رَجُلٍ قائمٍ يُحَوِّلُ الماءَ بمسحاتِهِ في حَدِيقَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: يا عَبْدَ اللَّهِ، ما اسْمُكَ؟ فقالَ: فلانٌ ـ الاسمُ الذي سَمِعَ في السَّحابةِ ـ قال: كَيْفَ تَسْألُني يا عَبْدَ اللَّهِ عن اسْمِي؟ قالَ: إِنِّي سَمِعْتُ في السَّحابةِ الذي هٰذا ماؤُهَا يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ باسْمِكَ، فأخبِرْني ما تَصْنَعُ فِيهَا. قالَ: أما إذا قُلْتَ هٰذا، فإنِّي أَنْظُرُ إلى ما خَرَجَ منها، فَأَصَّدَّقُ بِثُلُثِهِ، وآكُلُ أَنَا وعيالي ثُلُثَهُ، وأُعِيدُ فيها ثُلُثَهُ". أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث (3355، 8/142154) وإسناده صحيح على شرط الشيخين وأخرجه مسلم، الزهد: باب الصدقة(2984)، وأخرجه أحمد في مسنده (2/296) ذِكْرُ بيان أن صدقة الصحيح الشحيح الخائف الفقر المؤمل طُول العمر أفضل من صدقة من لم يكن كذلك عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قال: (جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللهِ أيُّ الصدقةِ أعظمُ أجراً؟ قال: "أن تَصَّدَّقَ وأنتَ صَحيحٌ شَحيحٌ تَخشى الفَقْرَ وتأمُلُ الغِنى، ولا تُمْهِلُ حتى إذا بلغت الحُلْقُومَ قلتَ: لفُلانٍ كذا ولفلانٍ كذا، وقد كان لفلان" أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة، باب أن الصدقة أفضل وصدقة الشحيح الصحيح لقوله تعالى: "وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت" وقوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لابيع فيه"، رقم الحديث(1353، 2/515). وعن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قال: (قال رجُلٌ للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: يا رسولَ اللهِ أيُّ الصدَقةِ أفضلُ؟ قال: "أن تَصدَّقَ وأنتَ صحيحٌ حَريص، تأْمُلُ الغِنى وتَخشى الفقرَ، ولا تُمهِلْ حتى إِذا بلَغَتِ الْحُلقومَ قلتَ: لفُلانٍ كذا ولفُلان كذا، وقد كان لفلان" أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة، باب الصدقة عند الموت، رقم الحديث(2597، 3/1008). ذِكْرُ وصف المُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم المُتَصَدِّقَ بِطُولِ اليد عن عائشةَ -رضي الله عنها- &artshow-86-4142.htm#071;أنَّ بعضَ أزواجِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قلنَ للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أِّينا أسرَعُ بكَ لحوقاً؟ قال: "أطوَلكُنَّ يداً. فأَخذوا قصبةً يَذرعونَها، فكانتْ سَودَةُ أطولهُنَّ يداً. فعلِمنا بعدُ أنَّما كانتْ طولَ يدِها الصَّدقةُ، وكانتْ أسرعَنا لحُوقاً به، وكانت تحبُّ الصدقةَ" أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة، باب أن الصدقة أفضل وصدقة الشحيح الصحيح، رقم الحديث(1354، 2/515). وعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، قالت: قال رَسُولُ اللَّه –صلى الله عليه وسلم-: "أَسْرَعُكُنَّ بي لُحُوقاً أَطْوَلُكُنَّ يداً" أخرجه ابن حبان في صحيحه كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3314، 8/108). قَالَتْ: فكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أيُّهنَّ أَطْوَلُ يَداً. قَالَتْ: فَكَانَ أَطْوَلَنَا يداً زَيْنَبُ، لأنَّها كانتْ تَعْمَلُ بِيَدِها وَتَتَصَدَّقُ. ذِكْرُ البيانِ بأنَّ ظلَّ كلِّ امرئ في القيامة يكون صدقته عن أبي هُريرةَ -رضي الله عنه- عنِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "سَبعةٌ يُظلُّهمُ اللَّهُ تعالى في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلاّ ظِلّهُ: إمامٌ عَدْلٌ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبادةِ اللَّه، ورجُلٌ قلبُهُ مُعلَّقٌ في المساجدِ، ورَجُلانِ تَحابا في اللَّهِ اجتمعَا عليهِ وتَفَرَّقَا عليه، ورجُلٌ دَعَتْهُ امرأةٌ ذاتُ مَنصِبٍ وجَمالٍ فقال: إني أخافُ اللَّهَ، ورجُلٌ تَصدَّقَ بصدَقةٍ فأخفاها حتى لا تَعلمَ شِمالهُ ما تُنفِقُ يمينهُ، ورجُلٌ ذَكرَ اللَّهَ خالياً ففاضَتْ عَيناهُ" أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة، باب الصدقة باليمين، رقم الحديث(1357، 2/517). عن عقبة ابن عامر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس، أو قال: حتى يحكم بين الناس قال يزيد: فكان أبو الخير لا يخطئه يوم لا يتصدق منه بشيء ولو كعكة ولو بصلة" أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، كتاب الزكاة، باب إظلال الصدقة يوم الحكم بين العباد، رقم الحديث(2431، 4/94) وأخرجه مسلم (1517/91). ذِكْرُ الأمرِ للنِّساءِ بالإِكثار مِنَ الصَّدقة عن ابنِ عبّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: (خَرَجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومَ عيدٍ فصلَّى رَكعتينِ لم يُصلِّ قبلُ ولا بعدُ. ثمَّ مالَ على النساءِ ـ ومعَهُ بِلالٌ ـ فوَعظهُنَّ، وأمرَهنَّ أن يتَصدَّقْنَ، فجعلَتِ المرأةُ تُلْقي القُلْبَ والخُرْصَ" أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة ، باب التحريض على الصدقة والشفاعة فيها، رقم الحديث(1364، 2/519). ذِكْرُ العلَّة الَّتي مِنْ أجلها حثَّ النِّساءَ على الإِكثارِ مِنَ الصَّدقة عنِ ابنِ مسعودٍ -رضي الله عنه-، عن النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال للنِّساء: "تَصَدَّقْنَ فإنَّكُنَّ أكثرُ أهلِ النَّار". قالتِ امرأةٌ ليستْ مِنْ عِلْيَةِ النِّساءِ: بِمَ، أو لِمَ؟ قالَ: "إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ". قال عبدُ اللَّه: ما مِنْ ناقصاتِ العقلِ والدِّينِ أغلب على الرِّجال ذوي الأمرِ على أمرِهِم مِنَ النِّساء. قيل: وما نُقصانُ عقلها ودينها؟ قال: أما نُقصانُ عقلها، فإنَّ شهادةَ امرأتين بشهادَةِ رجلٍ، وأما نُقصانُ دينِها، فإنَّه يأتي على إحداهنَّ كذا وكذا مِنْ يومٍ لا تُصلِّي فيه صلاةً واحِدَةً أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث (3323، 8/115) وأخرجه النسائي في عشرة النساء (374) وأحمد في مسنده (1/433). أخي المسلم أختي المسلمة تأملا هذا الحديث فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قال للنساء إنكن أكثر أهل النار وأمرهن بالصدقة ،وثمَّةَ أعمال بر أخرى غير ذلك مثل الذكر والصلاة والصيام وصلة الأرحام والبر بالوالدين وهذا يدل على أهمية الصدقة. ذِكْرُ بيان أن اسم الصَّدقة يقع على كل نوع من المعروف عن حُذَيفةَ -رضي الله عنه- قال: (قال عمرُ -رضي الله عنه-: أيُّكم يَحفَظُ حديثَ رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عنِ الفتنةِ؟ قال: قلتُ أنا أحفظُهُ كما قال. قال: إنَّك عليهِ لَجَرِيءٌ، فكيف؟ قال: قلتُ: فتنةُ الرجلِ في أهلهِ وولدِهِ وجارِهِ تُكفِّرُها الصلاةُ والصدقةُ والمعروفُ ـ قال سليمانُ: قد كانَ يقولُ الصلاةُ والصدقةُ والأمرُ بالمعروفِ والنهي عنِ المنكر ـ قال: ليس هذه أُريدُ، ولكنِّي أُريدُ التي تموجُ كموجِ البحرِ. قال: قلتُ ليس عليكَ بها يا أميرَ المؤمنينَ بأسٌ، بينَكَ وبينَها بابٌ مُغلَقٌ. قال: فيُكْسَرُ البابُ أو يُفتحُ؟ قال: قلت: لا، بل يُكسَرُ. قال: فإنه إذا كُسِرَ لم يُغلَق أبداً. قال: قلت: أجل. قال فَهِبْنَا أن نسألَهُ مَنِ البابُ؟ فقلنا لمَسْرُوقِ: سَلْهُ. قال فسأَلَهُ فقال: عمرُ -رضي الله عنه-. قال: قلنا: فعَلِمَ عمرُ مَن تَعنِي؟ قال: نعم، كما أنَّ دُونَ غدٍ ليلةً. وذلكَ أني حدَّثتُهُ حديثاً ليس بالأغاليطِ» أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة، باب الصدقة تكفر الخطئية، رقم الحديث(1368، 2/520). وعن سعيدُ بنُ أبي بُردةَ عن أبيهِ عن جَدِّهِ -رضي الله عنهما- عنِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "عَلى كُلِّ مُسْلمٍ صَدَقةٌ فقالوا: يا نبيَّ الله فمَن لم يَجِدْ؟ قال: يَعملُ بيدِهِ فينفَعُ نفسَهُ ويتصدَّقُ. قالوا فإِن لم يَجِدْ؟ قال: يُعِينُ ذا الحاجة المَلهوفَ . قالوا: فإِن لم يَجِدْ؟ قال فَلْيَعملْ بالمعروفِ، وليمْسِكْ عن الشرِّ، فإِنَّها لَهُ صدقة" أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة، باب على كل مسلم صدقة فمن لم يجد فليعمل بالمعروف، رقم الحديث(1376، 2/524). وعَنْ حُذَيْفَةَ، فِي حَدِيثِ قُتَيْبَةَ. قَالَ: قَالَ نَبِيُّكُمْ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:"كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ" أخرجه مسلم في صحيحه. كتاب الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل معروف، رقم الحديث(1005، 2/697). وعَنْ أَبِي ذَر -رضي الله عنه-، أَنَّ نَاساً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ-صلى الله عليه وسلم- قَالُوا لِلنَّبِيِّ: يَا رَسُولَ اللّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ. يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي. وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ. وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: "أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللّهِ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً. وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ. وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ. وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ. وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذٰلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ" أخرجه مسلم في صحيحه. كتاب الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل معروف، رقم الحديث(1006، 2/697) ذِكْرُ أن الصدقة سبب في دخول الجنة عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة" أخرجه البخاري في صحيحه،(5/180). " المنيحة " أن يعطيه إياها ليشرب لبنها ثم يردها إليه. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللّهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللّهِ هٰذَا خَيْرٌ. فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ. وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ. وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ" أخرجه مسلم في صحيحه. كتاب الزكاة، باب من جمع الصدقة وأعمال البر، رقم الحديث(1027، 2/711). قال أبو بكر الصديق-رضي الله عنه- ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها قال رسول الله نعم وأرجو أن تكون منهم. ذِكْرُ دعاء الملك للمنفق بالخلف وللمسك بالتلف عن أَبي هُريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما مِن يومٍ يُصبحُ العِبادُ فيه إِلاَّ مَلَكانِ يَنزِلانِ فيقولُ أحدُهما: اللَّهمَّ أعطِ مُنفِقاً خَلَفا، ويَقولُ الآخَرُ: اللّهمَّ أعطِ مُمسِكاً تلَفاً" أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة، باب قوله تعالى: "فأما من أعطى وأتقى وصدق بالحسنى فسنسيره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى"، رقم الحديث(1374، 2/522). (خلفاً) : بفتح اللام أي عوضاً ، يقال : ((أخلف الله عليك خلفاً)) أي عوضاً أي أبدلك بما ذهب منك. (عمدة القاريء 8/307). (أعط ممسكاً تلفاً): أي لماله حساً أو معنى، وفي إيراده بلفظ الإعطاء مشاكلة: (مرقاة المفاتيح 4/366). ففي هذا الحديث الشريف أخبر النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- أنّ ملَكاً يدعو كل يوم للمنفق بأن يعطيه خَلفَاً والمراد به – كما يقول الملاَّ علي القاريء – أي عوضاً ، وهو العوض الصالح، أو عوضاً في الدنيا وبدلاً في العقبى. ذِكْرُ إنشراح صدر المؤمن المتصدق وإنفساح قلبه عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قال: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ البَخيلِ والمُتصدِّقِ كمثَلِ رجُلينِ عليهما جُبَّتانِ من حديد" أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة ، باب مثل المتصدق والبخيل، رقم الحديث(1375، 2/523). وعن عبد الرحمنِ حدَّثَهُ أنهُ سمعَ أبا هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّهُ سمعَ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ:"مثَلُ البَخيلِ والمُنفِقِ كمثَلِ رجُلينِ عليهما جبتانِ من حديدٍ من ثُديهما إلى تراقِيهما. فأمّا المُنفِقُ فلا يُنفِقُ إلا سَبَغَتْ ـ أو وَفَرَتْ ـ على جلدهِ حتَّى تُخْفِيَ بَنانَهُ وتَعفُو أثرَه. وأمّا البخيلُ فلا يُريدُ أن يُنفِقَ شيئاً إلاّ لَزِقَتْ كلُّ حَلْقةٍ مَكانَها، فهوَ يُوسِّعُها ولاتَّتسِعُ" تم تخريجه في الحديث السابق. قال الخطابي : وهذا مثل ضربه النبي -صلى الله عليه وسلم- للبخيل والمتصدق، فشبههما برجلين أراد كل واحد منهما لبس درع يستتر به من سلاح عدوه، فصبها على رأسه ليلبسها، والدرع أول مايقع على الرأس إلى الثديين إلى أن يدخل الإنسان يديه في كميهما فجعل المنفق كمن لبس درعاً سابغة، فاسترسلت عليه حتى سترت جميع بدنه، وجعل البخيل كمثل رجل غلت يداه إلى عنقه، فكلما أراد لبسها اجتمعت إلى عنقه ، فلزقت ترقوته، والمراد أن الجواد إذا هم بالصدقة انفسح وانشرح لها صدره، وطابت نفسه، وتوسعت في الإنفاق، والبخيل إذا حدثها بها، شحت بها ، فضاق صدره، وانقبضت يداه. (زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن قيم الجوزية، 2/26). ذِكْرُ الترغيب في الصدقة عَنْ أَبِي ذَرَ -رضي الله عنه-، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ-صلى الله عليه وسلم- فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ، عِشَاءً. وَنَحْنُ نَنْظُرُ إِلَىٰ أُحُدٍ. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ: "يَا أَبَا ذَرَ" قَالَ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ: "مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُداً ذَاكَ عِنْدِي ذَهَبٌ. أُمْسَي ثَالِثَةً عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، إِلاَّ دِينَاراً أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ، إِلاَّ أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللّهِ، هٰكَذَا حَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهٰكَذَا عَنْ يَمِينِهِ وَهٰكَذَا عَنْ شِمَالِهِ" قَالَ: ثُمَّ مَشَيْنَا فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرَ" قَالَ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ: "إِنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. إِلاَّ مَنْ قَالَ هٰكَذَا وَهٰكَذَا وَهٰكَذَا" مِثْلَ مَا صَنَعَ فِي الْمَرَّةِ الأُولَىٰ. قَالَ: ثُمَّ مَشَيْنَا. قَالَ: "يَا أَبَا ذَرَ كَمَا أَنْتَ حَتَّىٰ آتِيَكَ" قَالَ: فَانْطَلَقَ حَتَّىٰ تَوَارَى عَنِّي. قَالَ: سَمِعْتُ لَغَطاً وَسَمِعْت ُصَوْتاً. قَالَ فَقُلْتُ: لَعَلَّ رَسُولَ اللّهِ عُرِضَ لَهُ. قَالَ: فَهَمَمْتُ أَنْ أَتَّبِعَهُ. قَالَ: ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَهُ: &artshow-86-4142.htm#071;لاَ تَبْرَحْ حَتَّىٰ آتِيَكَ» قَالَ: فَانْتَظَرْتُهُ. فَلَمَّا جَاءَ ذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي سَمِعْتُ. قَالَ فَقَالَ: &artshow-86-4142.htm#071;ذَاكَ جِبْرِيلُ. أَتَانِي فَقَالَ: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لاَ يُشْرِكُ بِاللّهِ شَيْئاً دَخَلَ الْجَنَّةَ. قَالَ قُلْتُ: وَإِنْ زَنَىٰ وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: وَإِنْ زَنَىٰ وَإِنْ سَرَقَ» أخرجه مسلم في صحيحه(7/76). وعن أَبُي هُرَيْرَةَ-رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللّهِ. فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا. وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهَ: "إِنَّ اللّهِ قَالَ لِي: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ". وَقَالَ رَسُولُ اللّهِ : "يَمِينُ اللّهِ مَلآى. لاَ يَغِيضُهَا سَحَّاء(1) اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ. أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُذْ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ". قَالَ: "وَعَرْشُهُ عَلَىٰ الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الأُخْرَىٰ الْقَبْضُ، يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ" أخرجه مسلم في صحيحه. كتاب الزكاة، باب الترغيب في الصدقة، رقم الحديث(994، 2/ 687). ذِكْرُ النفقة علي الأهل عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: "أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ: دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَىٰ عِيَالِهِ. وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَىٰ دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ. وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَىٰ أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ" أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب النفقة على العيال والمملوك وإثم من ضيعهم أو حبس نفقتهم عنهم، رقم الحديث(994، 2/691). قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ: وَبَدَأَ بِالْعِيَالِ. ثُمَّ قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ: وَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْراً مِنْ رَجُل ٍيُنْفِقُ عَلَىٰ عِيَالٍ صِغَارٍ. يُعِفُّهُمْ، أَوْ يَنْفَعُهُمُ اللّهُ بِهِ، وَيُغْنِيهِمْ. وعَنْ إِسْحَـٰقَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ-رضي الله عنه-، يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيَ بِالْمَدِينَةِ مَالاً. وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرَحَا. وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ. وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ هٰذِهِ الآيَةُ: "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ"[آل عمران الآية: 29]. قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَىٰ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ: إِنَّ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ"[آل عمران الآية: 29]. وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرَحَىٰ. وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ للّهِ. أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللّهِ. فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللّهِ، حَيْثُ شِئْتَ. قَالَ رَسُولُ اللّهِ : "بَخْ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ. ذٰلِكَ مَالٌ رَابِحٌ. قَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهَا. وَإِنِّي أَرَىٰ أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ" أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة على الأقربين والزوج والأولاد(4/85). فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ. وعَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ –رضي الله عنه- الْبَدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ-صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً، وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا، كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً" أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب النفقة على العيال والمملوك وإثم من ضيعهم أو حبس نفقتهم عنهم،(4/88). ذِكْرُ ثواب الصدقة عن الميت عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ-صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسَهَا وَلَمْ تُوصِ. وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتُ. أَفَلَهَا أَجْرٌ، إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: &artshow-86-4142.htm#071;نَعَمْ» أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الزكاة ، باب وصول الصدقة على الميت إليه،(4/89). افْتُلِتَتْ: ماتت فجأة (صحيح مسلم بشرح النووي 7/90). ذِكْرُ أن الصدقة برهان عن أبي الحارث بن عاصم الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم"الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله، تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو حجة عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب الوضوء،(3/100). ذِكْرُ نماء المال بالصدقة منه واعطاء الرب عز وجل فوق صدقته عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله". أخرجه ابن خزيمة في صحيحه كتاب الزكاة، باب ذكر نماء المال بالصدقة وإعطاء الرب عز وجل المتصدق قال عز وجل "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه"، رقم الحديث(2438 ،4/ 97) وأخرجه مسلم(1790) قال الألباني صحيح. ذِكْرُ إن الصدقة عن ظهر غنى أفضل عن جابر ابن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: (جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببيضة من ذهب أصابها من بعض المعادن وقال الدورقي: مثل البيضة من ذهب قد أصابها من بعض المعادن وقالا: فقال: يا رسول الله خذ هذه مني صدقة فوالله ما أصبحت أملك غيرها فأعرض عنه، ثم أتاه من شقه الأيمن، فقال: مثل ذلك فأعرض عنه ثم أتاه من شقه الأيسر، فقال له مثل ذلك فأعرض عنه، ثم قال له: الرابعة فقال هاتها مغضبا فحذفه بها حذفة لو أصابه لشجه، أو عقره ثم قال: يأتي أحدكم بماله كله فيتصدق به ويتكفف الناس إنما الصدقة عن ظهر غني". أخرجه ابن خزيمة في صحيحه كتاب الزكاة، باب الزجر عن صدقة المرء بماله، رقم الحديث(2441 ،4/98). أيها الإخوة في الصدقة تفريج كربة واغناء عن سؤال وإشباع جائع وفرحة لصغير وسرور يدخل على قلب كبير وسعادة بين المسلمين. وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة تبين فضل هذه العبادة وآثارها: أولاً:مضاعفة أجرها قال الله –تعالى-: "إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجرٌ كريم" [الحديد: 18]. ثانياً:الزيادة في الرزق والبركة في الأموال قال سبحانه"وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين"[سبأ: 39]. ثالثاً: هي جُنة ووقاية من عذاب الله قال صلى الله عليه وسلم: "من استطاع أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل" أخرجه مسلم، كتاب الزكاة، الحث على الصدقة وأنواعها وأنها حجاب من النار،(4/100). رابعاً: أنها سبب في دخول الجنة قال سبحانه وتعالى "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين *الذين ينفقون في السراء والضراء...." [آل عمران: 133]. خامساً: "الصدقة مدخل لكافة أعمال البر قال تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"[آل عمران: 92] سادساً: إظلالها لصاحبها يوم القيامة قال -صلى الله عليه وسلم-:"كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس" أخرجه ابن حبان في صحيحه كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3310، 8/104) وإسناده صحيح على شرط مسلم وأخرجه أحمد في مسنده(4/147) وصححه الحاكم(1/416). سابعاً :ذخر لصاحبها يوم القيامة قال تعالى"فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره"الزلزلة(7) ثامناً:جواز إهداء ثوابها للميت عن عائشة -رضى الله عنها- أن رجلاً أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله (أن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عنها قال نعم) (أخرجه مسلم في صحيحة، كتاب الزكاة، وصول ثواب الصدقة على الميت،(4/90). افْتُلِتَتْ: ماتت فجأة (صحيح مسلم بشرح النووي 7/90). تاسعاً: سعة صدر صاحبها وانشراحه يقول ابن القيم رحمه الله "فان الكريم المحسن أشرح الناس صدرا وأطيبهم نفسا وأنعمهم قلبا والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدرا وأنكدهم عيشا وأعظمهم هما وغما" (زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن قيم الجوزية، 2/25). عاشراً: نفعها المتعدي فهي تدفع حاجة المعوزين وتسد جوعهم وتستر عوراتهم وهي إشاعة للتكافل الاجتماعي وسبب نشر المحبة والمودة وبث الرحمة بين إفراد المجتمع المسلم. الحادى عشر:جريان ثوابها حتى بعد الموت قال سبحانه وتعالى: "ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين" [يس:12]. عن عائشة -رضي الله عنها- أنهم ذبحوا شاة ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "مابقي منها؟" قالت : مابقي منها إلا كتفها، قال:" بقي كلها غير كتفها" "أخرجه الترمذي رقم الحديث(2470، 4/644) وقال حديث صحيح وقال الشيخ الألباني صحيح. ومعناه: تصدقوا بها إلا كتفها فقال: بقيت لنا في الآخرة إلا كتفها. عن أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- قالت: قال لي رسول الله -صلى عليه وسلم-:"لاتوكي فيوكى عليك". وفي رواية "أنفقي أو انفحي، أو انضحي، ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك" مختصر صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب الصدقة فيما استطاع رقم الحديث(704،1/168). ومعناه: أي لا تدخري ما عندك، وتمنعي ما في يدك "فيوكى عليك": أي: فيقطع الله عليك مادة الرزق ولا تحصي: أي: لا تمسكي المال، وتدخريه، ولا توعي، أي: تمنعي ما فضل عنك عمن هو محتاج إليه. ذِكْرُ ثواب المشتركين في الصدقة كلٌ بمقدار صدقته عن علي -رضي الله عنه- قال: (جاء ثلاثة نفر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال أحدهم: يا رسول الله، كانت لي مئة دينار فتصدقت منها بعشره دنانير، وقال الآخر: يا رسول الله كان لي عشرة دنانير فتصدقت منها بدينار، وقال الآخر: كان لي دينار فتصدقت بعشره، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كلكم في الأجر سواء، كلكم تصدق بعشر ماله" .رواه الإمام أحمد في مسنده. رقم الحديث(743، 1/337) أخرجه في مجمع الزوائد(3/111) ونسبه للبزار أيضاً وأخرج نحوه عن أبى مالك الاشعرى ونسبه للطبرانى في الكبير ، وأعله بمحمد بن أسماعيل بن عياش. ذِكْرُ الصدقة في أي الشهور أفضل عن أَنَسٍ -رضي الله عنه-، قال: سُئِلَ النبيُّ-صلى الله عليه وسلم-: أيُّ الصَّوْمِ أفْضَلُ بَعْدَ رمَضَانَ؟ قال: "شَعْبَانُ لِتَعْظيمِ رمَضَانَ"، قال: فأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قال: "صَّدَقَةٌ في رَمَضَانَ". أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الزكاة، باب ما جاء في فضل الصدقة رقم الحديث(663، 3/43). قال أبو عيسي هذا حديث غريب وقال الشيخ الألباني ضعيف. إطفاء الصدقة لغضب الرب تعالى عن أنَسِ بنِ مالكٍ -رضي الله عنه-، قال: قال رسولُ الله –صلى الله عليه وسلم- "إنَّ الصَّدقةَ لتطفىء غَضَبَ الرَّبِّ وتَدْفَعُ مِيتَة السُّوءِ". أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الزكاة، باب ما جاء في فضل الصدقة رقم الحديث(664، 3/43). قال أبو عيسي هذا حديث غريب وقال الشيخ الألباني ضعيف. ذِكْرُ مَنْ سَنَّ في الإِسلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعَمِلَ بها من بعده، كانَ لَهُ أجرُها وأجرُ مَنْ يَعْمَلُ بها مِنْ بعدِهِ َ عن المنذر بنَ جريرٍ يُحَدِّثُ عن أبيه قال: كُنَّا عِنْدَ النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم- مِنْ صَدْرِ النَّهارِ، فجاءَ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجتابي النِّمارِ عليهمْ سُيوفٌ، عامَّتُهمْ مِنْ مُضَرَ، بل كُلُّهم مِنْ مُضَرَ، فرأيتُ وجهَ رسولِ اللَّهِ تغيَّرَ لِما رأى منهُم مِنَ الفَاقَةِ، قالَ: فدخلَ، فأمرَ بلالاً، فأذنَ، ثُمَّ أقامَ، فخرجَ، فصلَّى، ثم قال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً واتَّقُوا اللَّه الَّذي تَسَاءَلُون به والأرحامَ إنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً"[النساء: 1]، "اتَّقُوا اللَّه وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ" [الحشر: 18]. يتصدقُ امرؤٌ مِنْ دِينَارِهِ، ومِنْ دِرْهَمِهِ،ومِنْ ثَوْبِهِ، ومِنْ صاع بُرِّهِ، ومِنْ صاعِ شعيرهِ» حتى ذكرَ شِقَّ تمرةٍ، فجاءَ رجلٌ مِنَ الأنصارِ بصُرَّةٍ كادَتْ تَعْجِزُ كفَّاهُ، بل قد عَجَزَتْ، ثم تَتَابَعَ النَّاسُ حتَّى رأيتُ بَيْنَ يَدَيْ رسولِ اللَّهِ كَوْمَيْنِ مِنَ الثِّيابِ والطَّعامِ، فلقد رأيتُ وجهَ رسولِ اللَّهِ تهلَّلَ حتَّى كأنَّهُ مُذْهَبَةٌ، ثمَّ قالَ: "مَنْ سَنَّ في الإِسلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعَمِلَ بها من بعده، كانَ لَهُ أجرُها وأجرُ مَنْ يَعْمَلُ بها مِنْ بعدِهِ، ومَنْ سنَّ سُنَّةً سيِّئةً، فَعَمِلَ بها من بعده، كانَ عليهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِها من بعده" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3308، 8/101154) وإسناده صحيح وأخرجه مسلم (1017/70)، والترمذي(2175) والنسائي(5/75). يتبع................................... آخر تعديل العوفي العوفي 2016-01-25 في 09:22.
|
|||
2016-01-25, 09:17 | رقم المشاركة : 57 | |||
|
فضائل الصدقة....سعيد بن حمود محمد آل زياد
ذِكْرُ أن الصدقة َتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال : قال رسول اللَّه : "الصَّدَقَةُ تطفىء غَضَبَ الرَّبِّ، وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث 3309، 8/103وأخرجه البخاري (1443) ومسلم (7/107). ذِكْرُ تمثيلِ المصطفى صلى الله عليه وسلم المُتَصَدِّقَ بالمُتَجَنِّنِ لِلقتَالِ عن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أنَّ رَسُولَ اللَّه-صلى الله عليه وسلم- قال: "مَثَلُ المُنْفِقِ والبَخِيلِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عليهما جُنَّتَانِ مِنْ لَدُنْ تَرَاقِيهما إلى ثُدِيِّيهِما، فأمَّا المُنْفِقُ، فإذا أَرَادَ أن يُنْفِقَ مادَتْ (2) عَلَيْهِ واتَّسَعَتْ حتَّى تَبْلُغَ قَدَمَيْهِ وتعفُوَ أَثَرَهُ، وأمَّا البَخِيلُ، فإذا أرادَ أن يُنْفِقَ أَخَذَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَوْضِعَهَا ولَزِمَتْ، فهو يريدُ أن يُوَسِّعَهَا ولا تَتَّسِعُ، فهو يُرِيدُ أَن يُوَسِّعَهَا ولا تَتَّسِعُ" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3313، 8/106). ذِكْرُ الخبر الدال على أن المتصدقين في الدنيا هم الأفضلون في العُقبى عن زيدِ بنِ وهبٍ، قال : أَشْهَدُ باللَّه لَسَمِعْتُ أبا ذَرَ بالرَّبَذَةِ يقولُ: كُنْتُ أمشي مَعَ رسولِ اللَّهِ بِحَرَّةِ المدينةِ مُمْسِياً، فاستقبَلَنَا أُحُدٌ، فقالَ: "يا أبا ذَرَ، ما أُحِبُّ أنَّ لي أُحُداً ذَهَباً أُمسي ثالثةً وعندي منه دينارٌ إلا دِينارٌ أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ، إلَّا أَنْ أَقُولَ به في عِبَادِ اللَّهِ هٰكذا وهٰكذا -يعني مِنْ بينِ يَدَيْهِ ومِنْ خلفِهِ وعَنْ يمينِهِ وعن شِمَالِهِ-"، ثم قالَ: "يا أبا ذرَ، إنَّ المُكْثِرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يومَ القِيَامَةِ". ثم قالَ لي: "لا تَبْرَحْ حتَّى آتِيَكَ". فانطلقَ، ثُمَّ جاء في سَوَادِ اللَّيلِ، فَسَمِعْتُ صوتاً، فخشيتُ أن يكونَ ضِرَار رسولِ اللَّه، فَهَمَمْتُ أن أنطَلِقَ، ثم ذكرتُ قولَهُ، فَجَلَسْتُ حتَّى جاءَ، فقلتُ لَهُ: إنِّي أردتُ أن آتِيَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، ثم ذَكَرْتُ قولكَ لي، وسَمِعْتُ صوتاً، قالَ: "ذاكَ جِبريلُ جاءني، فأخبرني أنَّ مَنْ ماتَ مِنْ أُمَّتي لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئاً دَخَلَ الجَنَّةَ"، فَقُلْتُ: وإنْ زنى وإن سَرَقَ؟ فقالَ: "وإنْ زَنى وإنْ سَرَقَ" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3326، 8/118) وأخرجه البخاري(2388) ومسلم(33). ذِكْرُ البيان بأن المرء لا بقاء له من ماله إلا ما قدم لنفسه لينتفع به في يوم فقره وفاقته عن مُطَرِّفِ بنِ عبدِ اللَّه بن الشِّخِّيرِ عَنْ أبيه قال : أَتَيْتُ النَّبيَّ-صلى الله عليه وسلم- وهو يَقْرَأُ "أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ". قالَ: "يقول ابنُ آدَم: مَالِي مَالِي، وهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إلَّا ما أَكَلْتَ فأفْنَيْتَ، أو لَبِسْتَ فأبْلَيْتَ، أو تَصَدَّقْتَ فأمْضَيْتَ" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3327، 8/120) وإسناده على شرط الشيخين. و عَنْ أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ : "يَقُولُ العبدُ: مَالِي، وإنَّما لَهُ مِنْ مالِهِ ما أَكَلَ فَأَفْنى، أو لَبِسَ فَأَبْلَى، أو تَصَدَّقَ فَأَمْضَى، وما سِوَاهُ، فَهُوَ ذَاهبٌ وتَارِكُهُ للنَّاسِ" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث (3328، 8/121) وإسناده صحيح علي شرط مسلم(3244). ذِكْرُ الإخبار عما يجب على المرء من تقديم ما يمكن من هذه الدنيا الفانية للآخرة الباقية عن أبي ذَر الغفاريَ -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللَّه قال: "إنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ الأَسفلونَ إلَّا مَنْ قالَ بالْمَالِ هٰكذا وهٰكذا، وكَسْبُهُ مِنْ طَيِّبٍ" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3331، 8/123). ذِكْرُ الخبر الدال على أن صدقة المرء ماله في حالة صحته تكون أفضل من صدقته عند نزول المنية به عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قال: (جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول اللهِ أيُّ الصدقةِ أعظمُ أجراً؟ قال: "أن تَصَّدَّقَ وأنتَ صَحيحٌ شَحيحٌ تَخشى الفَقْرَ وتأمُلُ الغِنى، ولا تُمْهِلُ حتى إذا بلغت الحُلْقُومَ قلتَ: لفُلانٍ كذا ولفلانٍ كذا، وقد كان لفلان" أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة، باب أن الصدقة أفضل وصدقة الشحيح الصحيح لقوله تعالى: "وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت" وقوله تعالى: "يأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لابيع فيه"، رقم الحديث(1353، 2/515). ذِكْرُ محبة الله جل وعلا للمتصدق إذا تصدق لله سراً عن أبي ذرَ الغفاري -رضي الله عنه-، عن النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم-، قال: "ثلاثةٌ يحبُّهُمُ اللَّهُ، وثلاثةٌ يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ، أَمَّا الَّذينَ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ، فَرَجُلٌ أَتَى قَوْماً فَسَأَلَهم باللَّهِ وَلَمْ يَسْألْهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهمْ وبَيْنَهُ، فَتَخَلَّف رَجُلٌ بأعقابِهِمْ، فأعطاهُ سِرّاً لا يَعْلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إلَّا اللَّهُ والَّذي أعطاهُ، وقومٌ سَارُوا لَيْلَتَهُم حتَّى إذا كَانَ النَّومُ أحبَّ إِلَيْهِمْ مِمَّا يَعْدِلُ بهِ، نَزَلُوا فَوضَعُوا رُؤوسَهُمْ وقامَ يَتَمَلَّقُني ويَتْلُو آياتي، وَرَجُلٌ كانَ في سَرِيَّةٍ، فَلَقِيَ العَدُوَّ فهزموا، وأقبلَ بِصَدْرِهِ حتَّى يُقْتَلَ أو يُفتَحَ لَهُ، وثلاثةٌ يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ: الشَّيْخُ الزَّاني، والفَقِيرُ المُخْتَالُ، والغَنِيُّ الظَّلُوم" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة ، باب صدقة التطوع ، رقم الحديث(3349، 8/137) وأخرجه أحمد في مسنده(5/153) والنسائي(5/84) والترمذي(2568). ذِكْرُ الخبر الدال على أن من لم يتصدق هو البخيل عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّهُ سمعَ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "مثَلُ البَخيلِ والمُنفِقِ كمثَلِ رجُلينِ عليهما جبتانِ من حديدٍ من ثُديهما إلى تراقِيهما. فأمّا المُنفِقُ فلا يُنفِقُ إلا سَبَغَتْ -أو وَفَرَتْ- على جلدهِ حتَّى تُخْفِيَ بَنانَهُ وتَعفُو أثرَه. وأمّا البخيلُ فلا يُريدُ أن يُنفِقَ شيئاً إلاّ لَزِقَتْ كلُّ حَلْقةٍ مَكانَها، فهوَ يُوسِّعُها ولاتَّتسِعُ" أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الزكاة، باب مثل المتصدق والبخيل، رقم الحديث(1443، 3/305). ذِكْرُ الإخبار عن وصف المتصدق عند موته إذا كان مقصراً عن حالة مثله في حياته عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"مثلُ الذي يتصدق عند الموت مثلُ الذي يُهدي بعدما يشبع" أخرجه ابن حبان في صحيحة. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3336، 8/126) أخرجه عبد الرزاق(16740) والطيالسي(980) وأحمد في مسنده(5/197) والدرامي(2/413) والترمذي(2123) والنسائي(6/238) وصححه الحاكم(2/213) ووافقة الذهبي. ذِكْرُ البيان بأن صدقة القليل من المال اليسير أفضل من صدقة الكثير من المال الوافر عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"سبق درهم مئة ألف" فقال رجل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال : " رجلٌ لهُ مال كثير أخذ من عرضه مئة ألف، فتصدق بها، ورجلٌ ليس لهُ إلا درهمان فأخذ أحدهما، فتصدق به" أخرجه ابن حبان في صحيحة. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3347، 8/135) وأحمد في مسنده(2/379) والنسائي(5/59) وابن خزيمة(2443) وصححه الحاكم(1/416) ووافقة الذهبي. ذِكْرُ تفضل الله جل وعلا على المرأة إذا تصدقت من بيت زوجها غير مفسدة فلزوجها أجر ما اكتسب، ولها أجر ما نوت، وللخازن كذلك عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا تصدقت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة، فلها أجرها، ولزوجها أجر ما اكتسب، ولها أجر ما نوت، وللخازن مثل ذلك" أخرجه ابن حبان في صحيحة. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3358، 8/145) وأخرجه البخاري(1425) ومسلم(1024). ذِكْرُ الأمر للعبد أن يتصدق من مال السيد على أن الأجر بينهما نصفان عن عمير مولى آبي اللحم، قال: كنت مملوكاً فكنت أتصدق بلحم من لحم مولاي، فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:"تصدق والأجر بينكما نصفان" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث(3360، 8/ 147) وأسناده صحيح على شرط مسلم(1025). ذِكْرُ اليد العليا خير من اليد السفلى عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسئلة اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا المنفقة واليد السفلى السائلة" أخرجه النسائي في سننه، كتاب الزكاة، باب اليد السفلي،(3/61) وقال الشيخ الألباني صحيح. ذِكْرُ المنان بما أعطى عن سالم بن عبدالله عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والمدمن على الخمر والمنان بما أعطى". أخرجه النسائي في سننه، كتاب الزكاة، باب المنان بما أعطى،(3/80) وقال الشيخ الألباني حسن صحيح. ثالثاً: فضل الصدقة من آثار الصحابة والتابعين قال عمر بن عبد العزيز الصلاة تبلغك نصف الطريق. وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: إن الأعمال تباهت فقالت الصدقة: أنا أفضلكن. وقال أبو بكر بن مقسم في جزئه عن عمر بن عوف (صدقة المرء المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء ويذهب الله تعالى بها الفخر والكبر). وقال عروة بن الزبير: لقد تصدقت عائشة -رضي الله عنهما- بخمسين ألفاً وإن درعها لمرقع. وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: اللهم اجعل الفضل عند خيارنا لعلهم يعودون به على ذوي الحاجة منا. وقال: إن الأعمال تباهت فقالت الصدقة: أنا أفضلكن. وقال عبدالعزيز بن أبي رواد: كان يقال: ثلاثة من كنوز الجنة: كتمان المرض، وكتمان الصدقة، وكتمان المصائب. رابعاً : ملخص ماذكر من الآيات والأحاديث والآثار في فضل الصدقة 1- لهم الهدى من ربهم. 2- انهم من المفلحين. 3- انهم من المحسنين. 4- مضاعفة الآجر. 5- مدخل لكافة أعمال البر. 6- أن الله سبحانه وتعالى يخلفك في ما أنفقت. 7- لهم أجر كبير. 8- لهم مغفرة. 9- يأتي زمان لا تجد من يقبل الصدقة. 10- أن الله سبحانه وتعالى يتقبل الصدقة بيمينه ثم يربيها لصالحبها كما يربي أحدكم فلوهٌ، حتى تكون مثل الجبل. 11- الاتقاء من النار. 12- أفضل الصدقة أن تنفق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى. 13- أن الله سبحانه وتعالى يظله يوم لا ظل إلا ظله. 14- تكفر الذنوب والسيئات. 15- دعاء الملك له بقوله اللهم أعط منفقاً خلفاً. 16- الفسح وانشراح الصدر. 17- أن الله سبحانه وتعالى ينفق عليك إذا أنفقت. 18- أفضل الصدقة على الأهل ثم في سبيل الله. 19- أن كل معروف صدقة. 20- سبب في دخول الجنة. 21- كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس أو يحكم بين الناس. 22- ظل المؤمن يوم القيامة صدقته. 23- نماء المال وزيادته بالصدقة. 24- رفعة منزلة الصدقة. 25- حماية المتصدق من البلايا والكروب. 26- تطفىء الخطيئة والذنوب. 27- زيادة في الرزق والبركة في الأموال. 28- جنة من عذاب الله. 29- إدراك المتصدق أجر العامل بالصدقة. 30- لهم أجرهم عند ربهم. 31- تدخر لصاحبها يوم القيامة. 32- مشروعية إهداء ثوابها للميت. 33- نفعها المتعدي فهي تدفع حاجة المعوزين وتسد جوعهم وتدعو إلى إشاعة التكافل الاجتماعي. 34- نيل محبة الله. 35- جريان ثوابها حتى بعد الموت. 36- تجبر ما في الصوم من خلل. 37- أفضل الصدقة في الشهور شهر رمضان. 38- تُطفئ غضب الرب. 39- تدفع ميتة السوء. 40- حث النساء على الصدقة لأنهم أكثر أهل النار. 41- التصدق في حياتك وصحتك خير لك من أن يتصدق عليك بعد الموت. 42- تزيد في العمر. 43- أن المتصدقين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. 44- يجد حلاوة الإيمان في قلبه. خامساً : قصص من الواقع والصدقة تعتبر أفضل صنائع المعروف ، فكم أطعمت جائعاً وكسوت عارياً، وساعدت في تعليم جاهل، ورعاية يتيم، وكم من دعوة مخلصة خرجت من الأعماق من المحتاجين لمن يتصدق عليهم. ونورد فيما يلي ثلاث قصص واقعية، شعر أهلها أن الصدقة كانت السبب الرئيس في تجنيبهم الكوارث، ومصارع السوء ، وفي الخروج بهم من أزماتهم ومحنهم. بعد أن سمع صاحب هذه القصة عن فضل الصدقة قرر أن لا يمر عليه يوم إلا ويتصدق فيه بما ييسره الله له، وفي يوم من الأيام، وبينما كان يقود سيارته على الطريق السريع، قرر أن يخرج من أقرب مخرج، وفي اللحظة الأخيرة التي كان يهم فيها بالانعطاف يميناً للخروج، قرر العدول عن رأيه، وفي تلك اللحظة مرت عن يمينه سيارة، تسير بسرعة خارقة وجنونية، فحمد الله الذي ألهمه عدم تغيير مساره في اللحظة المناسبة، وعزا هذا التوفيق، وتفادي الكارثة إلى الصدقات التي كان يحرص عليها. ويذكر أحدهم أن والده أصيب بجلطة في القلب، ونقل على إثرها إلى المستشفى وهو في حالة خطرة جداً، وتم إدخاله إلى غرفة العناية المركزة، ومرت ثلاثة أيام وهو فاقد لوعيه، لا يعلم شيئاً عما يدور حوله. فقرر أحد أبنائه أن يلجأ إلى علاج الصدقة، لعل الله أن يرفع بسببها ما بوالده من سوء وبلاء، فبدأ يتصدق عن والده، ومع بداية ممارسته للصدقة، بدأت حال والده تتحسن إلى أن شفاه الله، وغادر المستشفى يسير على قدميه. وسمع شخص عن فضل الصدقة، وأجرها، وفوائدها للمتصدق في الدنيا والآخرة، فقرر أن يتصدق كل يوم بمبلغ زهيد، ولكن النفس الأمارة بالسوء التي تحب المال حباً جماً كانت تمانعه في ذلك، فكان يتصدق يوماً، ويتوقف أياماً، ولكن مع مرور الأيام وجد لذة وراحة في التصدق على الفقراء والمحتاجين، وأصبح يشعر براحة في النفس، وانشراح في الصدر كلما مارس هذا العمل الجليل، فأصبحت الصدقة جزءاً من حياته اليومية، يمارسها بحب وشغف ولذة. وهناك الكثير من المواقف والقصص التي يتجلى فيها فضل الصدقة على المتصدقين في حياتهم الاجتماعية، والأسرية، والوظيفية، والاقتصادية، والاستثمار الكبير يتمثل فيما ينتظرهم من أجرِ وثواب ورضوان من الله في الدار الآخرة. قال تعالى: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" [المطففين من الآية 26] . سادساً : فكرةٌ إليك أخي الحبيب آخى المسلم بعد ما علمت من فضل الصدقة إليك هذا الاقتراح وهو أن تجعل لك يوميا ً نصيباً من الصدقة بحيث في نهاية كل شهر تصرف من راتبك ثلاثين ريالاً، أو تتصدق يوميا بريال واحد وقد تزيد هذا الفضل بأن تتصدق يومياً بخمسة ريالات ويكون المجموع في الشهر مائة وخمسين ريالاً، أو تتصدق بعشرة ريالات ويكون المجموع في الشهر ثلاثمائة ريال وكلم زدت زاد الله سبحانه وتعالى لك الأجر ولكن بشرط أن يكون عملك خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى وأن يكون مستمراً لان العمل الصالح القليل مع الاستمرار أفضل من العمل الكبير مع عدم الاستمرار فعن عائشة -رضى الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها وعندها امرأة قال: "من هذه؟" قالت: هذه فلانة تذكر من صلاتها،: "مه عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا" وكان أحب الدين إليه مادام صاحبه عليه. أخرجه البخاري في صحيحه ،(3/31). قليل دائم خير من كثير منقطع ، والديمومة والاستمرار في العطاء: تجعل العمل وإن كان ضئيلاً أصيلاً، مستطاعاً سهلاً، يقام به في غير ما عناء، ليس المهم قدر العمل بل الاستمرار في أدائه، فالقطرة الدائمة تصبح سيلاً عظيماً. قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "أحب الأعمال إلى الله: أدومها وإن قل" أخرجه البخاري في صحيحه ،(3/31). وهناك أقترح بأن تضع الصدقة في صناديق جمعيات البر أو جميعات الخيرية المنتشرة في الأسواق أو المساجد أو تأخذ صندوقاً من الجمعيات وتضعه في منزلك وفى نهاية كل شهر تستبدل هذا الصندوق بصندوق آخر من الجمعية بعد أن تضع يومياً مبلغاً من المال في الصندوق. عن أبي هريرة -رضى الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له " أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الوصية، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته، رقم الحديث(1631 ، 3/1255). والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. أهم المراجع 1- صحيح البخاري، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، ط: دار ابن كثير، بيروت، الطبعة 3، 1407هـ. 2- صحيح مسلم، للإمام محمد بن حجاج القشيرى، ط: دار إحياء التراث العربي، بيروت. 3- سنن النسائي، شرح الحافظ جلال الدين السُيوطي، ط : دار الكتب العلمية ، بيروت. 4- سنن الترمذي، للإمام لأبي محمد بن عيسي بن سورة، تحقيق وتعليق محمد فؤاد عبد الباقي، ط: مكتبة ومطبعة مصطفي الباني الحلبي ، القاهرة، الطبعة 3، 1388هـ . 5- مسند الأمام أحمد بن حنبل، ط : مؤسسة قرطبة، القاهرة. 6- صحيح ابن حبان، الأمير علاء الدين على الفارسي، تحقيق شعيب الارنؤوط، ط: مؤسسة الرسالة، بيروت، 1414 هـ. 7- صحيح ابن خزيمة، للإمام أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، ط: المكتب الإسلامي، بيروت، 1390هـ. 8- مختصر تفسير القرطبي، للإمام محمد بن أحمد القرطبي، ط: دار الكتب العلمية، بيروت، 1422هـ. 9- تفسير التحرير والتنوير، للأستاذ محمد طاهر ابن عاشور، ط: الدار التونسية للنشر، تونس، 1984م. 10- التفسير القِّيم، جمعة الشيخ محمد أويس الندوي وحققه محمد حامد الغقي، ط: دار الفكر، بيروت 1408هـ . 11- تفسير الطبري ، للإمام أبي حفر الطبري، تحقيق الشيخين محمود محمد شاكر وأحمد محمد شاكر، ط: دار المعارف، القاهرة، بدون سنة طبع. 12- تفسير ابن كثير المسمى تفسير القرآن العظيم بتقديم الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط، للحافظ ابن كثير، ط: دار الفيحاء، دمشق، 1413هـ.. 13- تفسير المنار، للأستاذ محمد رشيد رضا، ط: دار المعرفة، بيروت، الطبعة 2، بدون سنة طبع. 14- زاد المعاد في هدي خير العباد، للإمام ابن القيم الجوزية، ط: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة 5، 1407هـ. 15- القاموس المحيط، للأستاذ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، ط: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة 2، 1407هـ . 16- النهاية في غريب الحديث الأثر، للإمام ابن الأثير، ط: المكتبة العلمية، بيروت، 1399هـ . 17- إحياء علوم الدين، للإمام أبي حامد الغزالي، ط: دار المعرفة، بيروت، 1403هـ . ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ (1) سحاءُ : أي دائمة الصّبِّ والهطل بالعطاء ( النهاية في غريب الأثر ،2/345). (2) مادَت: انبسطت (زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن قيم الجوزية، 2/26). |
|||
2016-01-25, 15:06 | رقم المشاركة : 58 | |||
|
|
|||
2016-01-25, 15:11 | رقم المشاركة : 59 | |||
|
|
|||
2016-01-25, 15:12 | رقم المشاركة : 60 | |||
|
|
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
لوجه, الصدقات....هلموا...... |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc