|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
نسبة الخوارج التكفيريين إلى أهل السنة السلفيين ظلم وافتراء
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2016-01-29, 10:06 | رقم المشاركة : 46 | |||||
|
بسم الله الرّحمن الرّحيم اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله كلّنا عوام ونطمع المزيد من المعرفة حتّى نحصل على رضا الله أوّلاً وأخيرًا. بالنسبة لسؤالي حول عهد ابن تيمية ، ليس إلاّ للردّ على سؤالكم عن موت الحسين وابن الزبير رضي الله عنهما الذين كانا من خيرة عهدهم، سوف انقل لكم ما كان منهما بكلام أهل العلم . و الذي قاله الشيخ ابن تيمية رحمه الله بعد ما حدث ماحدث من فتن يشيب فيها الولدان ،: [ ولهذا استقرّ أمر أهل السُنَّة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ، ويأمرون بالصبر على جور الأئمّة ، وترك قتالهم ]. ومعناه أنّ أهل السُنّة لم يستقروا قبلها على أمر واحد في الفتن التي حدثت ، وقد شارك في تلك الفتن رجال علم وورع ، لكن هناك من ندم على خوضها وعاد أدراجه مثل الحسن البصري الذي قيل عنه أنّه شارك في بعض الفتنة ولم يستمر وانسحب من أوّلها . والكلام في الحسن البصري عن الفتن والحث على اجتنابها ما يلي:
فقد خرَّج ابن سعدفي الطبقات الكبرى ( 9 / 164 ،ط:الخانجي) بسنده عن يونس بن عبيد قال :" كان الحسن والله من رؤوس العلماء في الفتن والدماء." وزاد الذهبي في السير (4/575 ،ط: الرسالة):" والفروج "ومعنى الفروج :الثغور. خرَّج ابنُ سعد في الطبقات الكبرى(9/174) قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبو هلال قال :كنا في بيت قتادة فجاءنا الخبر أنَّ الحسن قد توفي، فقلت: لقد كان غُمِسَ في العلم غمسةً فقال :قتادة لا والله ،ولكنه ثبت فيه، وتحقَّنه، وتَشَرَّبه والله لا يبغضُ الحسنَ إلا حروريٌّ." وذكره المزي في تهذيب الكمال (6/108) مع اختلاف في بعض الألفاظ وهي: 1ــ « غمسة » فقد جاء في التهذيب « غمسته »،قال محققه بعد نقله لما جاء في سير أعلام النبلاء وهو موافق لما في الطبقات :« وما هنا أحسن ». 2ــ « ثبت فيه » فقد جاء في التهذيب « نبت فيه » قال محققه :« وما هنا أصح ». 3 ــ « تحقنه » فقد جاء في التهذيب « تحقَّبه »، ومعناه : احتبسه وحبسه ،ومنه : الحاقن والحاقب. خرَّج كذلك ابنُ سعد في الطبقات الكبرى(9/165) بسنده إلى ابن عون قال: كان مسلم بن يسار أرفع عند أهل البصرة من الحسن حتى خفَّ مع ابن الأشعث وكفَّ الحسن فلم يزل أبو سعيد في علوٍ منها بعدُ، وسقط الآخر". وهذا كلُّه على الرغم من أنَّ مسلم بن يسار قد رجع عن ذلك وتاب منه، فقد خرَّج عبد الرزاق في المصنَّف (11/ 361)عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة :« أنه اجتمع هو و مسلم بن يسار، وكان مسلمٌ خرج مع ابن الأشعث، فذكروا ذلك ، فقال مسلم : قد خرجت معه فوالله ما سللت سيفا ، ولا رميت بسهم ، ولا طعنت برمح ، فقال له أبو قلابة : لكن قد رآك رجل واقفا، فقال : هذا مسلم بن يسار واقف للقتال ، فرمى بسهمه ، وطعن برمحه ، وضرب بسيفه ، قال : فبكى مسلم ، قال أبو قلابة : حتى تمنيت أني لم أقل شيئا ». وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى (9/162)ويعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/32ــ3) عن علي بن زيد قال:« أدركت عروة بن الزبير ويحيى بن جعدة والقاسم فلم أر فيهم مثل الحسن، ولو أنَّ الحسن أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو رجل لاحتاجوا إلى رأيه »، وذكره المزي (6/110) والذهبي في السير(4/574 ) بلفظ:« ... ولو أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله مثل أسنانهم ما تقدَّموه ». قال زُريك بن أبي زُريك قال: سمعت الحسن يقول:« إنَّ هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم ، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل »، أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (9/166) عن عفَّان بن مسلم به ، و سنده صحيح كما قال الشيخ عبد المالك في مدارك النظر(395، ط:دار سبيل المؤمنين). عن أيوب قال:« قيل لابن الأشعث: إن سرّك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة فأخرج الحسن، فأرسل إليه فأكرهه »، أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (9/164)والفسويُّ في المعرفة والتاريخ (2/34،ت:أكرم ضياء العمري)كلاهما عن أبي النعمان عارم بن الفضل عن حماد بن زيد به. وقال ابن عون :« استبطأ الناس أيام ابن الأشعث فقالوا له: أخرج هذا الشيخ ــ يعني الحسن ــ قال ابن عون : فنظرت إليه بين الجسرين وعليه عمامة سوداء، قال: فغفلوا عنه فألقى نفسه في بعض تلك الأنهار حتى نجا منهم وكاد يهلك يومئذ »، أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (9/164) عن عفَّان بن مسلم عن سُليم بن أخضر به. قال سليمان بن علي الربعي:« لما كانت الفتنةُ فتنة ابن الأشعث إذ قاتل الحجاج بن يوسف انطلق عقبةُ بن عبد الغافر، وأبو الجوزاء، وعبد الله بن غالب في نفر من نظرائهم، فدخلوا على الحسن فقالوا: يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام، وأخذ المال الحرام، وترك الصلاة، وفعل و فعل قال: وذكروا من فعل الحجاج، قال: فقال الحسن: أرى أن لا تقاتلوه، فإنها إن تكن عقوبةً من الله فما أنتم برآدِّي عقوبة الله بأسيافكم ، وإن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين، قال: فخرجوا من عنده وهم يقولون: نطيع هذا العلج، قال: وهم قوم عرب، قال: وخرجوا مع ابن الأشعث قال: فقتلوا جميعا. قال سليمان :فأخبرني مرة بن ذباب أبو المعذل قال: أتيت على عقبةِ بن عبد الغافر وهو صريع في الخندق فقال : يا أبا المعذل لا دنيا ولا آخرة ». أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (9/164)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق(12/177 ــ 178،ط:دار الفكر)، وكذا الدولابي في الكنى (2/121)كما ذكر الشيخ عبد المالك رمضاني في فتاوى العلماء الأكابر(ص:36) وقال عنه:« بسند صحيح » ----------------------------- في السمع و الطاعة و الصبر على جور الحكام هذا موطن مزلة أقدام ومضلة أفهام – كما يقال – فقد نبت في زماننا من يقول بكلام استوحشت منه الأسماع فعطل النصوص المحفوظة في هذا الباب وحرّف أقوال العلماء وزاد و أنقص فأتى بالفتن و البلاء ، و الله المستعان ، فقد أعيته هذه النصوص ! و أعماه الجهل . أما العالم السلفي البصير أمثال الحسن الذي يقول " إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم و إذا أدبرت عرفها كل جاهل "[29] ينظر بنور الكتاب و السُنَّة بفهم السلف الصالح لهذه الأمة ، فالحسن و الله ( من رؤوس العلماء في الفتن و الدماء ) [30] فيقول : " والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قِبَلِ سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله ذلك عنهم ، وذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيوكلوا إليه ، و والله ما جاءوا بيوم خير قط، ثم تلا : { وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه ، وما كانوا يعرشون } " [31] و كان رحمه الله إذا قيل له : ألا تخرج تغيّر ؟! يقول :" إنّ الله إنّما يغيّر بالتّوبة ولا يغيّر بالسيف" [32] و انطلق إليه نفر يشكون إليه الحجاج و يقولون ما تقول في هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام و أخذ المال الحرام و ترك الصلاة و فعل و فعل ؟! فقال : " أرى أن لا تقاتلوه فإنها إن تكن عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم ، و إن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين " فما أطاعوه و سخروا منه فخرجوا على الحجاج مع ابن الأشعث فقتلوا جميعاً [33] وقد أخرجوه رغماً عنه في جيش ابن الأشعث لما خرج على الحجاج فغافلهم الحسن و ألقى بنفسه من الجسر و لم يبق معهم . و كان ينهى عن الخروج مع ابن الأشعث و يأمر الناس بالكف و يقول : " يا أيها الناس ! إنّه و الله ما سلط الله الحجاج عليكم إلا عقوبة فلا تعارضوا عقوبة الله بالسيف ، ولكن عليكم السكينة و التّضرّع "[34] وهو مع ذلك ينصح للولاة و الأمراء النُّصح السُنِّي المشروع كنصيحته لعمر بن هبيرة و قد رويت كاملة في تهذيب الكمال ، و نصيحته لعمر بن عبد العزيز ، وغيرهم . --------------------- [29] الطبقات لابن سعد [7/166] [30] الطبقات [7/163] [31] الشريعة للآجرّي (66) [32] الطبقات [7/172] [33] الطبقات [7/163] [34] البطقات [ 7/164] جمع منقول من عدة منتديات سأعود إن شاء الله لإكمال الفائدة التي سألتُ فيها السؤال ، ولم أقصد بها سوى تحرّي الحقيقة ومعرفة الصّواب في الأمر ، والله الهادي إلى سواء السّبيل .
|
|||||
2016-01-29, 10:31 | رقم المشاركة : 47 | |||
|
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية (4/527ــ 531) :« فإنّ الله تعالى بعث رسوله صلى الله عليه وسلم بتحصيل المصالح وتكميلها،وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تولَّى خليفة من الخلفاء كيزيد، وعبد الملك ،والمنصور، وغيرهم فإمَّا أن يقال: يجب منعه من الولاية ،وقتاله حتى يولَّى غيره كما يفعله مَن يرى السيف ،فهذا رأى فاسد، فإنّ مفسدة هذا أعظم من مصلحته، وقلَّ من خرج على إمام ذي سلطان إلاّ كان ما تولَّد على فعله من الشر أعظمُ مما تولَّد من الخير كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة، وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق، وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان وكأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرج عليهم بخراسان أيضا، وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة ،وأمثال هؤلاء. وغاية هؤلاء إمَّا أن يُغْلَبُوا وإمَّا أن يَغْلِبُوا ثم يزولُ مُلْكُهُمْ فلا يكون لهم عاقبة فإنَّ عبد الله بنَ علي، وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلقا كثيرا،وكلاهما قتله أبو جعفر المنصور، وأما أهل الحرَّة وابنُ الأشعث وابنُ المهلَّب وغيرُهم، فهزموا وهزم أصحابهم ، فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا، والله تعالى لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدّين ولا صلاح الدنيا،وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتّقين ومن أهل الجنّة، فليسوا أفضل من عليِّ وعائشةَ وطلحة والزبير وغيرِهم، ومع هذا لم يحمدوا ما فعلوه من القتال، وهم أعظم قدرا عند الله وأحسن نيّة من غيرهم . وكذلك أهل الحرة كان فيهم من أهل العلم والدّين خلقٌ، وكذلك أصحاب ابنِ الأشعث كان فيهم خلقٌ من أهل العلم والدين ، والله يغفر لهم كلّهم ،وقد قيل للشعبي في فتنة ابنِ الأشعث: أين كنت يا عامر، قال: كنت حيث يقول الشاعر: عوى الذئب فاستأنست بالذئب إِذْ.. عَوَى وصوّت إنسان فَكِدْتُ أطير أصابتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء،ولا فجرة أقوياء. وكان الحسن البصري يقول:« إنَّ الحجاج عذابُ الله فلا تدفعوا عذابَ الله بأيديكم ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع، فإنَّ الله تعالى يقول{ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربّهم وما يتضرّعون} وكان طلق بن حبيب يقول:« اتّقوا الفتنة بالتّقوى فقيل له: أجمل لنا التقوى ،فقال :أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله.» رواه أحمد وابن أبي الدنيا. وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة كما كان عبد الله بنُ عمر وسعيد بنُ المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد ، وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث ولهذا استقرَّ أمرُ أهل السُنَّة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ، ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم، وإن كان قد قاتل في الفتنة خلقٌ كثير من أهل العلم والدين. وباب قتال أهل البغي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشتبه بالقتال في الفتنة ، وليس هذا موضع بسطه ومَن تأمّل الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب واعتبر أيضا اعتبارَ أولي الأبصار علم أنَّ الذي جاءت به النصوص النبوية خير الأمور، ولهذا لمّا أراد الحسين رضي الله عنه أن يخرج إلى أهل العراق لمّا كاتبوه كتبا كثيرة ، أشار عليه أفاضل أهل العلم والدّين كابن عمر وابن عباس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن لا يخرج وغلب على ظنَّهم أنّه يُقتل ، حتى إنَّ بعضهم قال: أستودعك الله من قتيل وقال بعضهم: لولا الشفاعة لأمسكتك، ومصلحة المسلمين والله ورسوله إنّما يأمر بالصلاح لا بالفساد لكن الرأي يصيب تارة و يخطئ أخرى. فتبين أنَّ الأمر على ما قاله أولئك ، ولم يكن في الخروج لا مصلحة دين ولا مصلحة دنيا بل تمكّن أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى قتلوه مظلوما شهيدا، وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن حصل لو قعد في بلده، فإنَّ ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء، بل زاد الشر بخروجه وقتله ونقص الخير بذلك، وصار ذلك سببا لشر عظيم، وكان قتل الحسين ممّا أوجب الفتن كما كان قتلُ عثمان ممّا أوجب الفتن. وهذا كلّه ممّا يبيّن أنَّ ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر على جور الأئمّة ،وترك قتالهم، والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد، وأنَّ مَن خالف ذلك متعمّدا أو مخطئا لم يحصل بفعله صلاح بل فساد ، ولهذا أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الحسن بقوله:« إنّ ابني هذا سيّد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين»، ولم يُثْنِ على أحد لا بقتال في فتنة، ولا بخروج على الأئمّة ،ولا نزع يد من طاعة ،ولا مفارقة للجماعة، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة في الصحيح كلها تدلُّ على هذا...». يتبع بحول الله |
|||
2016-01-29, 10:57 | رقم المشاركة : 48 | |||
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آلـه وصحبه أجمعين. فالـرَّد على الشُبهة التِّي ألقيت وهي أن الحُسين بن علي –رضي الله عنه وأرضاه- خرج على يزيد بن معاويـة –رحمه الله-، وأضفُ أيضًا إلى هذه الشُبهة شُبهة خروج عبد الله بن الزبيْر –رضي الله عنه- على الحجَّاج، وشُبهة أيضًا خروج بن الأشعث، وهذه شُبهة على شُبهة تُقوِّي بعضها بعضًا ويطير بها أهل الأهواء، ولكن أهل السُنَّـة ينسفونها من جذورها بالكتاب والسُنَّـة وأقوال أهل العلم المعتبرين. فأقول وبالله التوفيق: في هذه الليلة، ليلة الثلاثاء، ليلة الثامن والعشرين من شهر صفر عام 1432ه، الموافق لـليلة الأول من شهر فبراير عام 2011م. هذه الشُبهة قويَّة جدًا وقد تكلَّم أهل العلم عنها قديمًا وحديثًا ونُريد إخواننا الذِّين لم يقفوا على كلام أهل العلم في رد هذه الشُبهة أن يقفوا عليه، ويكون لهم سندًا وقوّة لكي يقفوا أمام أهل البدع والأهواء. الـرَّد على هذه الشُبهة من وجوه، وسأختصر بقدر الاِستطاعة: -الوجـه الأول: أنّنا أُمِرْنا في حال الإِختلاف أن نَرُد الأمر لكتاب الله وسُنَّة رسولـه –صلَّى الله عليه وسلَّم- إذ قال الله –سبحانه وتعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: 59]. هذا أمر، فمهما اختلفنا فنرد الإختلاف للكتاب والسُنَّة، ماذا قال الكتاب والسُنَّـة؟ السُنَّـة جاءت بأحاديث، عشرات الأحاديث تتكلَّم عن عدم جواز الخروج على الحاكم المسلم وإن ظلم وإن جار وإن عصى وإن أكل مالك وإن ضرب ظهرك، اِسمع وأطع، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فلتنظر في مواطنها. -الوجه الثاني: هذه الفتنـة، وهي من التّشابه من القول والأخذ بالمحكم أوْلى وأوجب في زمن الفتنة وغيره، فالأمـر بعدم الخروج على الحاكم المسلم هو الأصل الذِّي جاءت به النصوص الشرعيَّة المحكمـة، وهو قـول أهل العلم والاِستقامـة. وأمَّا الخروج على الحاكم فهو من الاِجتهاد الفردي وهو من المتشابه، والمتشابه من القول لا يتبعه إلَّا الزيغ والفساد والأهواء، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ﴾ [آل عمران: 7]. وفي الحديث المتّفق عليه عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: تلا رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- الآية: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾. قالت: قال رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم-: «فإذا رأيتِ الذِّين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئِك الذِّين سمَّى الله فاحذروهم». فمَن ترك النّصوص الثابتة المحكمة الـواردة في النّهي عن الخروج على الحاكم المسلم مهما كان ظلمه وفسقه ومعصيته وتمسَّك بالمتشابه من القول أو بفعل آحاد السَّلف معهم مهما كانت مخالفته مع مخالفة جماهير الأمَّـة لـه، فإنّ المتمسِّك بالمتشابه من القول أو بفعل آحاد السَّلف مع مخالفة جماهير الأمَّة له فإنّه ممّن سمَّاهم الله تعالى وبيَّن حالهم النبِّي –صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الآنف الذكر، وحذَّرنا منهم ومن طريقتهم، وهم الذِّين في قلوبهم ميلٌ عن الحق واِنحراف عنه. فالأحاديث التِّي جاءت عن النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم- الثَّابتة المحكمة كثيرة وكثيرة جدًا، فمن ذلك قولـه صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث عند البخاري وغيره: (مَن رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر)، ما قال فليخرج، (... فإنّ مَن فارق الجماعة شبرًا فمات فميتته جاهلية). وقال – صلَّى الله عليه وسلَّم-: (إنَّكم ستلقون بعدي أثرة)، يعني يستأثرون بالأموال والمناصب والجاه عنكم، قال: (فاصبروا حتى تلقوني على الحوض). متفق عليه. أيضًا من الـرَّد عليهم: هذا حديث حُذَيْفَةُ بن الْيَمَانِ رضي الله عنه قال:قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا كنا بِشَرٍّ فَجَاءَ الله بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فيه فَهَلْ من وَرَاءِ هذا الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ قال نعم قلت هل وَرَاءَ ذلك الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قال نعم قلت فَهَلْ وَرَاءَ ذلك الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قال نعم قلت كَيْفَ ؟ قال يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ ولا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إِنْسٍ قال قلت كَيْفَ أَصْنَعُ يا رَسُولَ اللَّهِ إن أَدْرَكْتُ ذلك ؟ قال : تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ). رواه مسلم. -الوجه الـثالث: أنّ الحُسين –رضي الله عنه- وابن الزُبير –رحمه الله- تأوَّلـوا واجتهدوا، غير مُتعمِّدين المعصية، وليس تأويلهم تأويل الخوارج الجهَّال الذِّين خرجوا على الصحابة خيار النَّاس، بل اِجتهدوا وظنُّوا أن الحق معهم، فهم بين رجلين كما في الحديث، عن عمر بن العاص أنّه سمع النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر). متفقٌ عليه. -الوجه الرابع: أحاول أختصر حتى لا أطيل عليكم بارك الله فيكم. أنّ خروج الحسين كان على أساس أن القوم كاتبوه ثم أنَّ مسلم بن عقيل وهو ابن أخ الحسين – رضي الله عنهم جميعًا- أخذ البيعة لـه، وتتالت عليه الكُتب حتَّى أنّ من أواخر الكُتب التِي جاءته، فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم. للحسين بن علي من شيعة أبيه أمير المؤمنين أمّا بعد؛ فإنّ النَّاس ينتظرونك ولا رأي لهم إلى غيرك، فالعجل العجل". وجاءه كتاب من الكتب، فيه: "كتب أهل الكوفة إلى الحسين يقولون: ليس علينا إمام، فأقبل لعلَّ الله أن يجمعنا بك على الحق". فهذه الكُتب التِّي توالت على الحسين تُبيِّن أنّهم ما كان لهم أمير، وهذا هو الذِّي كان يعتقده أنّ القوم هناك لا أمير لهم، وأنّهم لم يقبلوا بيزيد، فذهب على هذا الأساس. مع هذا الاِجتهاد ننتقل إلى ... -الوجه الخامس؛ وهو أنّ الحسين –رضي الله عنه- وابن الزبير أيضًا خالفوهما الصحابـة رضي الله عنهم أجمعين، كبار الصحابة خالفوهما، وكبار التابعين خالفوا و أنكروا على ابن الأشعث أيضًا. روى البخاري في صحيحه، يرويه إلى نافع قال: "لمّا خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولـده فقال إنّي سمعتُ رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: (يُنصبُ لكلِّ غادر لواءٌ يوم القيامـة)، وإنَّا قد بايعنا هذا الرَّجل" يعني يزيد بن معاوية؛ " ... على بيع الله ورسولـه، وإنِّي لا أعلم غدرًا أعظم من أن يُبايع رجلٌ على بيع الله ورسولـه ثم ينصبُ لـه القتال، وإنِّي لا أعلم أحدًا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلَّا كانت الفيصل بيني وبينه". ويقول شيخ الإسلام بن تيمية –رحمه الله-: " لمَّا أراد الحسين –رضي الله عنه- أن يخرج إلى أهل العراق، لمّا كاتبوه كُتب كثيرة أشار عليه أفاضل أهل العلم والدِّين كابن عمر وابن عبَّاس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ألَّا يخرج". وذكر الحافظ بن كثير –رحمه الله- عندما ذكر في كتابه البداية والنهاية قتال أهل المدينة ليزيد، قال: "وقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب وجماعات أهل بيت النبوة ممّن لم ينقض العهد ولا بايع أحدًا بعينه بعد بيعته ليزيد". وقال أيضًا في موضع آخر في خروج الحسين: "لمّا استشعر النَّاس خروجه أشفقوا عليه من ذلك وحذَّروه منه وأشار عليه ذوو الرَّأي منهم والمحبَّة له بعدم الخروج إلى العراق، وأمروه بالقيام بمكة، وذكروا ما جرى لأبيه وأخيه معهم". وهذا عبد الله بن عباس يقول: "استشارني الحسين بن علي في الخروج فقلتُ: لو لا أن يزري بي النَّاس وبك لنشبتُ يدي في رأسك فلم أتركك تذهب". وهذا أيضا عبد الله بن عمر بن العاص يتأسّف فيقول: "عجَّل حسين – رضي الله عنه- قدره، والله ولو أدركته ما تركته يخرج إلَّا أن يغلبني". وهذا أبو سعيد الخذري أيضًا يقول مثل ذلك أو قريبًا من ذلك، وهذا عبد الله بن مطيع العدوي –رضي الله عنه، كلُّهم ينكرون على الحسين وكانوا ينصحون له ويُشدِّدون إلَّا أن قدر الله كان نافذًا في ذلك. -الوجه السادس: أنّ هذه الفتنة أو الخروج على الحجَّاج كما ذكر غير واحد من أهل العلم أنّه ليس بسبب الفسق، بل كان بدفاع الكُفر عند من رأوا الخروج عليه، كما ذكر ذلك النووي في شرحه على مسلم، قال: "قيامهم على الحجَّاج ليس بمجرد الفسق، بل لمَّا غيَّر في الشرع وظاهر الكفر". -أيضًا الوجه السابع: أنّ الخروج كان عند بعض السّلف اِجتهادًا، ولهذا كانوا يقولون عن بعضهم: أنّه يرى السَّيف ثم الإجماع استقرّ –أعني إجماع المسلمين أهل السُنَّـة- استقرّ بعد ذلك على منع الخروج على الحاكم إلَّا في حالـة الكُفر الصريح فقط، وبشرطه وضوابطه أيضًا، ليس كلَّ كُفر يُخرج عليه أو كلُّ مَن رُئِيَ عليه كُفرًا نخرج عليه، لا. يقول الحافظ ابن حجر: "كانوا يقولون أنّه كان يرى السَّيف، أي؛ يعني: أنّه كان يرى الخروج بالسَّيف على أئمة الجور، وهذا مذهبٌ للسَّلف قديم. لكن استقرّ الأمر على ترك ذلك لمَّا رأوه قد أفضى إلى أشدَّ منه، ففي وقعة الحرَّة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عظة لمن تدبَّر". أيضًا النووي –رحمه الله- نقل عن القاضي عياض قولـه: "وقيل إنّ هذا الخلاف كان أوّلاً، ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم". ولهذا قال شيخ الإسلام بن تيمية في كتابه منهاج السنَّة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية في المجلد الرَّابع، قال: "ولهذا اِستقرَّ أمر أهل السُنَّة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثَّابتة عن النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم- وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئِمـة وترك قتالهم وإن كان قد قاتل في الفتنة خلقٌ كثير من أهل العلم والدِّين". فاحفظوا هذا بارك الله فيكم. أسأل الله – سبحانه وتعالى- أن يجعلني وإيَّاكم ممّن يستمع القول فيتَّبع أحسنه، ولا يفتوني في آخر التّعليق أنّ هذه الفتنة التِّي حصلت في زمن الحسين مع يزيد وابن الزبير، هذه كلّها لا تصلُح للإستدلال، ولا يصِح بها الإِستدلال على الأحاديث الصحيحة وكلام النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم-، إذ أنّه لو كان هناك كلامٌ للصّحابـة موقوف عليهم وجاءنا حديث للنبي صلى الله عليه وسلم- مرفوع ثابت؛ فإنّه يُقدَّم كلام النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم-. فكيف إذا لم يكن هناك دليل على جواز الخروج ؟ وأضف إلى ذلك إجماع أهل السُنّة على إنكار الخروج على مَن خرج على وُلاَة الأمر، برًا كان أو فاجر. بالإضافة إلى أنّ الحسين – رضي الله عنه وأرضاه- ما قاتل يزيد وما خرج لقتالـه أصلاً، هو خرج إلى العراق لمن بايعه وكاتبوه، ويزيد في الشام، وفي الطريق تراجع الحسين وخيَّرهم في ثلاث، قال: إمّا تتركوني أرجع، وإمّا تذهبوا بي إلى يزيد، وإما تتركوني أذهب إلى ثغر من الثغور. فأبوْا إلَّا أن يُقاتلوه والقصة طويلة لا أريد أن أتكلَّم في مقتله. فقاتلوه وهو مُكره وعلى قِلَّة من أهل بيته. بارك الله في الجميع، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آلـه وصحبه أجمعين. تمّ التّفريغ للمادة الصوتية بحمد لله قاله أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي |
|||
2016-01-29, 16:19 | رقم المشاركة : 49 | |||
|
بارك الله فيك أخيتي عبير و جعله في ميزان حسناتك |
|||
2016-01-29, 19:41 | رقم المشاركة : 50 | ||||
|
اقتباس:
رويدك أيتها الفاضلة لايس هذا ما توجب أـن ينحو إليه أمر ما طرحته ... لو اسهبنا على هذا النحو لصار الحديث عن حكم الخروج عن الحاكم جوازا أو منعا ..لدي بعض ملاحظات .. وأنا اتابع نقولاتك كان لايفارقني ..الشعور وأنا اقف على ما تفضلت به من كلام أهل العلم .. أن الحسين رضي الله عنه ..وقع في أمور غير محمودة .مثلا أنه لم يكن عالما بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أمر بلزوم طاعة الحاكم ..( لااريد الوقوف عند هذا لأنه وببحث بسيط وجدت أنه ثبت عند بعض المتقدمين أن الحسين رضي الله عنه لم يخطئ بخروجه ..وسأتثبت من ذلك مرة أخرى ) أمر آخر ..أن الحسين رضي الله عنه ..اختار سبيل الخوارج .برغم نصح أسدي له ممن نصح ..ثم تعظيم أمر ما فعله ولو عن غير قصد بإثارة صواب وحسن مسلك الحسن أخيه رضي الله عنه . ثم أخيرا ..بقي سؤالي معلقا ولم أقف ضمن ما ورد في نقولااتك اجابة تمسه بصفة مباشرة .. على كل لتعلمي ..أنه لايروقني بالأصل تناول مسألة الخروج عن الحكام ..فلست ممن يذهبون صوب الترويج لها والدعوة لها بارك الله فيك ..لم أعد بحاجة للمزيد ..فسؤالي بلغني جوابه الهاما والسلام عليكم .. |
||||
2016-01-29, 20:22 | رقم المشاركة : 51 | ||||||
|
اقتباس:
من أين أتيت بالكلام الأول عن الحسين رضي الله عنه الذي بالأسفل اقتباس:
هكذا : [ خروج الحسين كان على أساس أن القوم كاتبوه ثم أنَّ مسلم بن عقيل وهو ابن أخ الحسين – رضي الله عنهم جميعًا- أخذ البيعة لـه، وتتالت عليه الكُتب حتَّى أنّ من أواخر الكُتب التِي جاءته، فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم. للحسين بن علي من شيعة أبيه أمير المؤمنين أمّا بعد؛ فإنّ النَّاس ينتظرونك ولا رأي لهم إلى غيرك، فالعجل العجل". وجاءه كتاب من الكتب، فيه: "كتب أهل الكوفة إلى الحسين يقولون: ليس علينا إمام، فأقبل لعلَّ الله أن يجمعنا بك على الحق". فهذه الكُتب التِّي توالت على الحسين تُبيِّن أنّهم ما كان لهم أمير، وهذا هو الذِّي كان يعتقده أنّ القوم هناك لا أمير لهم، وأنّهم لم يقبلوا بيزيد، فذهب على هذا الأساس.] ------------------------------------ ومن قال لك هذا: اقتباس:
والشيخ ابن تيمية يقول: [ لمّا أراد الحسين رضي الله عنه أن يخرج إلى أهل العراق لمّا كاتبوه كتبا كثيرة ، أشار عليه أفاضل أهل العلم والدّين كابن عمر وابن عباس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن لا يخرج وغلب على ظنَّهم أنّه يُقتل حتى إنَّ بعضهم قال: أستودعك الله من قتيل.] هل قال الشيخ ابن تيمية بأنّ الحسين رضي الله عنه سلك مسلك الخوارج أم قال : أنّ أفاضل أهل العلم كان أغلب ظنّهم أنّه يُقتل في ظل هذه الفتنة . ثم قال رحمه الله : [ ولم يكن في الخروج لا مصلحة دين ولا مصلحة دنيا بل تمكّن أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى قتلوه مظلوما شهيدا،] ثم ذكر الشيخ جمال ابوفريحان نقطة مهمة عن خروج الحسين رضي الله عنه، فقال: [ أنّ الحسين – رضي الله عنه وأرضاه- ما قاتل يزيد وما خرج لقتالـه أصلاً، هو خرج إلى العراق لمن بايعه وكاتبوه، ويزيد في الشام، وفي الطريق تراجع الحسين وخيَّرهم في ثلاث، قال: إمّا تتركوني أرجع، وإمّا تذهبوا بي إلى يزيد، وإما تتركوني أذهب إلى ثغر من الثغور. فأبوْا إلَّا أن يُقاتلوه والقصة طويلة لا أريد أن أتكلَّم في مقتله. فقاتلوه وهو مُكره وعلى قِلَّة من أهل بيته.] فهل خروج الحسين رضي الله عنه كان على حاكم حتّى يُحكم عليه أنّه سلك مسلك الخوارج ؟ فقولكم لم يقل به أحد من أهل العلم . |
||||||
2016-01-29, 21:29 | رقم المشاركة : 52 | |||||||
|
اقتباس:
سوف أعيد ..أخبرتك أنه يتملكنا الشعور ونحن نقرأ ما تضمنه النقل ..بأنه كانت المؤاخذة عظيمة على ما صدر عن الحسين رضي الله عنه وقد أوضحت لك شواهد ذلك فعودي له مرة أخرى أنا لم أقل أن ابن تيمية رحمه الله أو الإمام احمد قال ذلك أو غيره من العلماء .. اقتباس:
ثم أفهميني ..هنا لعله عندك من العلم .فلقد رأيتك توقفت مرار عند عبارة " سلك مسلك الخوارج " هل تجدين فيها ما هو أعظم من الخروج في حد ذاته ؟؟؟ ولأفيدك بأمر ..أنه وماكان من ابن عباس وابن عمر ليس منهما ذكرا لسلوك الحسين بأنه خروج إنما كان خوفا عليه .وإلا فعلام لم يذكراه بما صح من شأن جريرة الخروج ؟ اقتباس:
وإن كان لم يفعل ..فعلام قوتل ؟؟؟ ثم ألايكفي رفض مبايعة يزيد أخزاه الله . والخروج من المدينة سرا ليلا ..ألايكفي ذلك ليجعله يخرج عن بيعة يزيد ؟ اقتباس:
لاأجدها كذلك .. ..الحسين رضي الله عنه توجه الى العراق و عليها أمير من طرف يزيد ...فهل أردتم القول أنه كان منتظرا أن يُستقبل من طرف أمير يزيد على العراق بالترحيب ؟ آخر تعديل رَكان 2016-01-29 في 21:33.
|
|||||||
2016-01-30, 10:21 | رقم المشاركة : 53 | |||||
|
بسم الله الرّحمن الرّحيم
اقتباس:
قولكم : اقتباس:
وهل كلّ مَن شعر بشيء ينزله على واقع فيه الكثير من الغموض وبالتالي لايمكن الإحاطة بحقائقه سوى دلائل إمّا تثبت أو تنفي أحداث معيّنة وقع فيها أخطاء إمّا تكون جسيمة أو فلتاة (زلاّت)ولّدت أخطاء مَن جاءوا بعد تلك الأحداث ، وليس للمخطىء الأوّل يد في تراكم الأخطاء التالية للخطأ الاوّل . وهل توالد الأخطاء العظيمة من جرّاء وقوع خطأ أو زلّة غير معصوم القائم بها ، فهل هذا التوالد يجني على مَن ارتكب الخطأ الأوّل بعفوية ويلبسه ثوب الجريمة في حقّ البشرية . فمثلا أعطيك ، أبوالبشرية آدم عليه السلام عندما حذّره الله من الأكل من الشجرة : قال تعالى: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36) فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) فهل آدم عليه السلام بخطيئته هذه التي أُخرج بسببها من الجنّة ، هل كانت المؤاخذة عليه عظيمة ، وأنّه هو سبب كلّ شرّ حدث للبشرية ، قال تعالى: فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122) أم الخطأ الذي وقع فيه هو الذي يَجب الحذر منه واتّقاءه ، في قوله تعالى: قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) فهل معنى الآية أنّ آدم عليه السلام أوخِذَ مؤاخذة عظيمة ، أشقت البشرية أم أنّ الله سبحانه يحذّر البشرية من الخروج عن طاعته بمثال أعطاه بخطأ أبي البشرية ، فقال سبحانه : " فإمّا يأتينّكم مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خوفٌ عليهم وَلاَ هُمْ يحزنون " ؟ هل العبرة تكون بالشخص أم بالفعل الذي وقع فيه الخطأ ؟ وبمعنى آخر ، هل يُدان الحسين رضي الله عنه بمجرّد أنّه وقع في زلّة لم يقصدها ، ولم يتوقّع الوقوع في فتنة مثل هذه ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّه ستكون فتن كقطع اللّيل المظلم ، والشخص يصبح فيها حيرانا . إذن هل الشعور الذي انتابكم هو الحقيقة التي يلامسها كلّ مَن عرف التاريخ الإسلامي ، وعرف من أين جاءتنا الفتن ومَن كان سببًا في اشتعالها . هناك أسئلة كثيرة تدور في خلد الإنسان ، ولايستطيع الرجوع إلى الحقائق حتّى يعرف تاريخ الفرق الضّالة التي ظهرت في الإسلام وأسباب ظهورها ، ومَن تكون هذه الفرق الضّالّة ومَن أسّسها . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هذه النقطة الأولى التي أرد عليها إن شاء الله من اقتباس ردّكم الأخير |
|||||
2016-01-30, 10:33 | رقم المشاركة : 54 | |||
|
كلام كبير يا اخت عبير ..مما جعلني لا افقه شيئا ..
|
|||
2016-01-30, 11:28 | رقم المشاركة : 55 | ||||||||||||||||||
|
النقطة الثانية في قولكم في ردّكم الأخير لمتعليقاتي :
اقتباس:
وهل قلت أنا أنّكم أسندتم القول إلى ابن تيمية أنّ الحسين رضي الله عنه سلك مسلك الخوارج أم أنّني فنّدتُ فقط ما تذهبون إليه بقول ابن تيمية وقول جمال الحارثي . ثم قولكم : اقتباس:
من أين أتيتم بأنّه سلك مسلك الخوارج ، والتاريخ يقول: أنّ الحسين رضي الله عنه خرج يلبّي نداء من كاتبوه ؟ هل كلّ فعل خرج يعني: خروج عن الحاكم ؟ فمثلاً أنا أقول : احتجت أشياء فخرجت إلى السوق. نادتني جارتي فخرجت إليها خرج الأب من المنزل جاء أمر طارىء لشخص معيّن فخرج لأجله . هل يعني كل هذا الخروج ، هو خروج عن حاكم ؟ ثمّ إنّ التاريخ يقول: اقتباس:
وهل على أساس تعني : على حاكم والتاريخ يقول: اقتباس:
فهل الخروج إلى هو بنفس معنى الخروج عن أو على مسندة إلى أمر أو شخص؟ هذه أمور ندقّق فيها لغويًّا حتّى يتبيّن لنا معنى كلّ منهما ، وأكيد المعنى مخالف تماما لبعضهما البعض . فالخروج "إلى " له معنى الإنتقال ، والخروج "عن "أو " على ": له معنى مخالفة أمر أو شخص معيّن . أليس كذلك؟ ومعنى هذا أنّ الذي يخرج لتلبية نداء أومراسلة أناس ، لايعني إطلاقًا أنّه خرج عن حاكم أو على حاكم أو خالف حاكم معيّن ونابذه بسيف أو نازعه في حكم . ثمّ التاريخ يقول: اقتباس:
اقتباس:
فقولهم في الرسالة : اقتباس:
يجب أن نتحرّى مَن من الذين كاتبوا الحسين رضي الله عنه ، بقولهم : اقتباس:
اقتباس:
ثم قولهم: اقتباس:
اقتباس:
....وقولهم: اقتباس:
ومعنى هذا أنّ أهل العراق لم يكن عندهم أمير ، فخرج الحسين بقصد إغاثتهم ومساعدتهم ، لأنّ المنطقة التي تكون شاغرة دون إمام أو أمير تكون في خطر . ولهذا قال الشيخ ابن تيمية : اقتباس:
وعلى هذا قال ابن تيمية رحمه الله : اقتباس:
اقتباس:
وعلى هذا اعتبر أهل العلم والتاريخ الإسلامي أنّ ما أقدم عليه من خطأ الذي اعتبره هو صوابًا بالمفهوم الذي رآه (رضي الله عنه) ، أنّ تلك الزلّة لاتُتابع وأنّ القصد منها ليس خروجا عن شريعة الله وإنّما كان عليه أن يتريّث قبل الخروج إلى أهل العراق ، وقد ناصحه أهل الخِبرة والفهم والبصيرة ، لكنّه اعتقد أنّه يقدّم لأهل العراق خدمة جليلة وعظيمة (رضي الله عنه وأرضاه ). لكن للأسف انتهى الأمر إلى نهاية لم يتوقّعها ، فكان قتله من أكبر المصائب التي حلّت على أمّة الإسلاميّة ، إِذْ تولّد من هذا القتل شرور وعظام انتجت التفرق في الأمّة ، ومن هذا الأمر ظهرت فرقة الناصبة التي تنصب العداء لآل البيت، و التي فرحت بمقتل الحسين رضي الله عنه ، وكانت فرقة الروافض التي غلت في حبّ آل البيت وتعظيمهم ، وفي الحزن على مقتل الحسين رضي الله عنه . لكن الوسط بينهما المعتدل هم أهل السُنّة الذين حزنوا على مقتل الحسين رضي الله عنه ، لكنّهم لم يُغَالُوا ، ولم يتجاوزوا الحدّ المطلوب من هذا الحزن مثل ما يقوم به الروافض في مناسبة مقتل الحسين رضي الله عنه فكان أهل السُنّة معتدلين في حبّ وتعظيم آل البيت رضوان الله عليهم أجمعين . |
||||||||||||||||||
2016-01-30, 11:52 | رقم المشاركة : 56 | |||
|
|
|||
2016-01-30, 13:36 | رقم المشاركة : 57 | ||||
|
اقتباس:
هل هناك مشكل يا عمّي عبدالباسط ؟
|
||||
2016-01-30, 19:59 | رقم المشاركة : 58 | ||||
|
اقتباس:
والله قرأت وأعدت فلم أصل إلى نتيجة ؟؟؟؟ أين هذا الإجماع المزعوم على تحريم الخروج ؟؟ وفي أي عصر بالضبط انعقد الإجماع الذي تتحدثين عنه ؟ هل نفهم من كلامك أنه لم يكن منعقدا قبل عصر ابن تيمية الذي عاش في القرن السادس ؟ أم أنه كان منعقدا وابن تيمية قرّره فحسب ؟ في أي عصر انعقد الإجماع على تحريم الخروج ؟ نريد التوضيح ... |
||||
2016-01-30, 20:20 | رقم المشاركة : 59 | ||||
|
اقتباس:
عليك ان تلتزم بالمنهج السلفي كما هو وتسلم بكلام علماء السلفية واو عليك ان تخرج منه السلفية ضد الديموقراطية والمعارضة السلفية تدعو الى طاعة الحاكم حتى لو جلد ضهرك او سرق مالك اذا كنت سلفي عليك ان تصبر وتطيع ولي امرك ولا تتبع مناهج الضلال التي تدعو الى المعارضة والديموقراطية |
||||
2016-01-30, 21:00 | رقم المشاركة : 60 | |||
|
السلام عليكم ...
عبير الإسلام .. 1 ــ هل بايع الحسين بن علي رضي الله عنه الخليفة يزيد بن ابي سفيان ؟ 2 ــ تقولين خرج الى العراق ووصفت خروجه كمن يخرج لقضاء شأن وذهبت في تبسيطك للأمر كما تخاطبين طفلا ..جارة خرجت لشأن لها عند جارتها .. طيب ..علام خرج الى العراق ؟ أكان له شأن غير شأن تولي الإمارة .؟ ولو افترضنا أنه لم يكن يعلم أن لأهل العراق أميرا ..فعلام ترك بيعة يزيد وقد بايع ابن عمر وابن عباس ..؟؟؟؟ رحم الله والديك ..أجيبي دونما مطولات قول فخيره ما قل ودل .. ماذا لو أجبتني على سؤال واحد ..فقط وسأتوقف عن طرح اي سؤال .. أجيبيني بعبارة قصيرة دقيقة ..واضحة .. هل خرج الحسين رضي الله عنه على يزيد بن ابي سفيان .. |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
التكفيريين, الجوارح, السلفيين, السنة, وافتراء, نسبة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc