من فضائل وأخبار معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها ..

قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها .. يعنى بجميع المتون من نظم و قصائد و نثر و كذا الكتب و شروحاتها في جميع الفنون على منهج أهل السنة و الجماعة ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من فضائل وأخبار معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-05-09, 19:18   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قلت: وهذا تحقيق نادر ونفيس من الحافظ ابن حجر رحمه الله، وكذلك رجَّح في الإصابة (9/231-232) أن معاوية رضي الله عنه أسلم سنة سبع من الهجرة، وجَزَم في تقريب التقريب (6758) أيضا أنه أسلم قبل الفتح.
وقد قال مؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي في التاريخ (4/308): "أسلم قبل أبيه في عُمرة القَضاء، وبقيَ يخاف من الخروج إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أبيه"، ثم قال: "وأظهر إسلامه يوم الفتح".

ذِكرُ تثبّت معاوية رضي الله عنه وتوقّيه في السنة النبوية:

- روى الإمام مُسلم في صحيحه (2/718 رقم 1037) عن معاوية رضي الله عنه قال: "إيّاكم وأحاديثَ؛ إلا حديثاً كان في عَهد عمر، فإنَّ عمرَ كان يُخيفُ الناسَ في الله عزَّ وجلَّ، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "مَن يُرد الله به خَيرا يُفَقِّهْهُ في الدِّين".
وسمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما أنا خازنٌ، فمَنْ أعطيتُه عَنْ طِيبِ نفسٍ؛ فَيُبارَكُ له فيه، ومَن أعطيتُه عنْ مَسْألةٍ وَشَرَهٍ كانَ كالذي يَأكلُ ولا يَشبَعُ".
وبذلك يُردُّ على من تمسّك أن معاوية رضي الله عنه من الطلقاء، واتكأ على ذلك -مدفوعا بالجهل والهوى- ليُشكّك في إسلام معاوية رضي الله عنه، ويَلمِزَه بالنفاق -عياذا بالله- صراحة أو كناية، مع أن معاوية ومئات الصحابة مثلَه؛ حتى لو كانوا من الطلقاء، فلا يطعن ذلك في دينهم لمجرد كونهم كذلك، ولا يؤثر في شرف صُحبتهم، إلا عند الضُلال أعداء السُنّة، انظر بحر الفوائد للكلاباذي (باب فضل قريش 1/301 رسالة جامعية) وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (4/454)









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-05-09, 19:19   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال النوويُّ في شرحه على صحيح مُسلم (7/127): "قولُه: سمعتُ معاويةَ يقول: (إياكم وأحاديثَ إلا حديثا كان في عهد عمر، فان عمر كان يخيف الناس في الله): هكذا هو في أكثر النُّسخ: (وأحاديث)، وفي بعضها: (والأحاديث)، وهما صحيحان، ومُراد معاويةَ: النهيُ عن الإكثار من الأحاديث بغير تثبّت –لما شاعَ في زَمَنه مِن التحدُّث عن أهل الكتاب؛ وما وُجد في كتبهم حينَ فُتحت بلدانُهم- وأَمرُهم بالرجوع في الأحاديث إلى ما كان في زمنِ عمرَ رضي الله عنه، لضبْطِه الأمرَ؛ وشِدَّتِه فيه، وخوفِ الناسِ مِن سَطوتِه، ومَنعِه الناسَ مِن المُسارعة إلى الأحاديث، وطَلَبِهِ الشهادةَ على ذلك، حتى استقرَّتْ الأحاديثُ، واشتَهَرَتْ السُّنَن".

- قلت: ومما يدل على تثبّت معاوية وتمسّكه بالحديث، ما رواه البخاري (3500 و7139) عن محمد بن جُبير بن مُطعِم، أنه كان يحدّث: بَلَغَ معاويةَ وهو عنده في وفدٍ من قريش؛ أنَّ عبد الله بن عمرو بن العاص يحدِّثُ أنه سيكون مَلِكٌ من قحطان، فغضبَ معاوية، فقام فأثنى على الله بما هو أهلُه، ثم قال:
أما بعد، فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدّثون أحاديثَ ليست في كتاب الله تعالى، ولا تُؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأولئكَ جُهّالُكم، فإياكُم والأماني التي تُضلُّ أهلَها، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إن هذا الأمرَ في قُريش، لا يعاديهم أحدٌ إلا كبَّه الله على وجهِهِ، ما أقاموا الدِّين".

- ومن ذلك ما رواه البخاري (7361) عن معاوية رضي الله عنه أنه ذكر كعب الأحبار فقال: "إن كان لَمِن أصدق هؤلاء المحدِّثين الذينَ يُحَدِّثون عن بني إسرائيل، وإن كان مع ذلك لَنَبلُوَ عليه الكذب" .

- وروى صفوان بن عمرو، عن أزهر بن عبد الله، عن أبي عامر الهوزني، عن أبي عامر عبد الله بن لُحَيّ، قال: حَجَجْنا مع معاوية بن أبي سفيان، فلما قدمنا مكة أُخبر بقاصٍ يَقُصُّ على أهل مكة مولىً لبني مخزوم، فأرسل إليه معاوية، فقال: أُمِرْتَ بهذا القَصَص؟ قال: لا. قال: فما حملك على أن تقُصَّ بغير إذن؟ قال: نَنْشُرُ عِلماً علَّمَناه الله. فقال معاوية: لو كنتُ تقدَّمتُ إليك قبل مُدَّتي هذه لقطعتُ منك طائفاً.
ثم قام حتى صلى الظهر بمكة، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أهلَ الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين مِلَّة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين مِلَّة يعني الأهواء- وكُلُّها في النار إلا واحدة، وهي
.....................
قال ابن كثير: "يعني ينقُلُه، لا أنه كان يتعمدُ نقلَ ما ليس في صُحُفه". (تفسير سورة الكهف 83)، وقال ابن حجر: "وأولَه بعضُهم بأن مرادَه بالكذب عدمُ وقوع ما يُخبِرُ به أنه سيقع، لا أنه هو يكذب". (الإصابة 8/336)










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-09, 19:21   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال: "إنه سيخرجُ من أمتي أقوامٌ تَتَجارى بهمُ الأهواءُ كما يتجارى الكَلَبُ بصاحِبِه، فلا يَبقَى مِنه عِرق ولا مفصلٌ إلا دخله".
والله يا معشرَ العرب لئن لم تقوموا بما جاء به محمدٌ صلى الله عليه وسلم؛ لغَيْرُكم مِن الناسِ أَحْرَى أن لا يقومَ به".
رواه بهذا السياق يعقوب بن سفيان في المعرفة (2/331) وأبوزرعة الدمشقي في الفوائد المعللة (60) ومحمد بن نصر في السنة (50-51) والطبراني في الكبير (19/376 رقم 884) -ومن طريقه أبوالعلاء العطار في فتيا له (12)- وابن بطة في الإبانة (1/371) والحاكم (1/128) والأهوازي في شرح عقد أهل الإيمان (69)
ورواه أبوداود وأحمد وجماعة؛ دون أوله –الذي هو محل الشاهد- مقتصرين على المرفوع.
وهذا سند صحيح .
............................

وأنقل شيئا من أحكام العلماء على الحديث بطوله، لأن بعض أهل الأهواء المعاصرين طعنوا في حديث الافتراق منه بجهل بالغ. فقال الحاكم: هذه أسانيد تقام بها الحجة في تصحيح هذا الحديث. يُشير إلى هذا الإسناد وغيره، وأقره الذهبي في التلخيص، وصححه الشاطبي، وشيخ الإسلام ابن تيمية في مسائله، وقال في اقتضاء الصراط المستقيم (1/118): "هذا حديث محفوظ من حديث صفوان بن عمرو عن الأزهر بن عبد الله الحرازي عن أبي عامر عبد الله بن لحي عن معاوية، رواه عنه غير واحد"، وجوّد إسنادَه العراقي في تخريج الإحياء، وحسّن إسنادَه ابن حجر في تخريج الكشاف. انظر لذلك الصحيحة (204)
وهذا الحديث يُستدرك










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-09, 19:22   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

- وروى الطبراني في الكبير (19/388 رقم 909 والسياق له) من طريق يعقوب بن كعب.
وروى أبونعيم في الحلية (6/128) من طريق دُحَيم، كلاهما عن الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد،
أن معاوية كتب إلى مَسْلَمة بن مُخَلَّد أنْ سَل عبدَ الله بن عمرو بن العاص: هل سَمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا قُدِّسَتْ أُمَّةٌ لا يَأخُذُ ضَعيفُها حَقَّه مِنْ قَوِيِّها وهو غيرُ مُضْطَهد)؟ فإن قال: نعم، فاحْمِلْهُ إليَّ عَلَى البَريد.
فسَألَه، فقال: نعم! فحَمَلَهُ عَلى البريد مِنْ مِصْرَ إلى الشام، فسَأَلَهُ مُعاوية، فأَخبَره، فقال معاوية: وأنا قد سمعتُه، ولكنْ أَحْبَبْتُ أن أَتَثبَّتْ.
وقال الهيثمي: رجاله ثقات. (المجمع 5/209)، وهو كما قال.
وروى الطبراني في الشاميين (1/190 مقتصرا على المرفوع) وابن عساكر (31/240) من طريق هشام بن عمار، عن الوليد بن مُسلم، ومن طريق بَقِيَّة بن الوليد، قالا: ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة، قال: كَتَبَ مُعاوية إلى مَسْلَمة بن مُخَلَّد وهو بمصر.. فذكره بمثله، وفي آخره: فقال معاوية: وأنا سمعتُ كما سمعتَ.
قلت: ورجال هذا ثقاتٌ أيضا، وقد صرَّحَ الوليدُ وبَقِيَّةُ بالسَّماع، وأما اختلاف الإسناد فمحصورٌ بين أحدِ رَجُلين، وهما يونُس ورَبيعة، فأيُّهما كان الصواب فهو ثقة مُطلَقا؛ وأدركَ معاوية في بلد واحد طويلا، فمن جوَّد الحديث لم يُبعد، والله أعلم .
..........................
وهذا الحديث يُستدرك على كتاب الرِّحلة للخطيب البغدادي؛ ومُلحَقِ مُحقِّقه.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-09, 19:24   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

- وقد صحَّ أن معاوية كان قلَّما يُحَدِّثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا.
رواه ابن سعد (1/110 السلومي) وأحمد (4/92 و93 و98) وابن جرير في تهذيب الآثار (1/82 رقم 135 مسند عمر) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4/390 رقم 1687) وابن قانع (3/72) والطبراني (19/350 رقم 815) والبيهقي في الشعب (9/167 رقم 4528 و18/314 رقم 9825)
كلهم من طريق سعد بن إبراهيم الزهري، عن مَعْبَد الجُهَني به، وسنده صحيح.

- ورُوي مثل ذلك عن أبي هِنْد البَجَلي، رواه أحمد (4/99) وأبوداود (2479) والنسائي في الكبرى وغيرهم، كما ثبت عن أبي إدريس، رواه أحمد (4/99) النسائي (7/81) والحاكم وغيرهما.

- ومن حرص معاوية رضي الله عنه على نشر السنة النبوية: ما رواه أحمد (3/444 رقم 15666 بترقيم الرسالة) وغيره: أن معاوية كتب إلى عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه: أن عَلِّم الناسَ ما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونحوه عنده (15670)، وسنده جيد.
...........................
وقد ورد الخبر في مطبوعة حلية الأولياء (8/275) مشوشا.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-09, 19:25   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

موقف الأُمَّة من الرواية عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما:

مع قِلّة رواية معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما للحديث وتوقِّيه الشديد فيه كما تقدم، إلا أن الرواة عنه أكثر من أن يُحصون، وسأسْردُ جماعة ممن جاء ذكر روايته عنه، ليُعلم أن الأُمَّة لم تستنكف أن تروي عنه، وفيهم الصحابة، وأكابر علماء التابعين في مختلف البلدان، ومنهم ابن علي بن أبي طالب، وأعيان أصحاب علي رضي الله عنه، والكوفيين.

فمِمَّن حدّثَ عنه من الصحابة: أُسَيْد بن ظُهَيْر، وأَيُّوب بن بَشير الأنصاري، وجَرِير بن عبد الله البَجَلي، والسَّائب بن يَزيد، وسَبْرَة بن مَعْبَد الجُهَني، وعبد الله بن الحارث بن نَوْفَل، وعبد الله بن الزُّبَيْر، وعبد الله بن عَبَّاس، وعبد الله بن عُمَر، وعبد الله بن عَمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن شِبْل الأنصاري، ومحمد بن مَسْلَمَة، ومالك بن يَخَامِر، ومُعاوية بن حُدَيْج، والنُّعْمان بن بَشير، ووائل بن حُجْر، وأبوأُمامة بن سَهْل بن حُنَيف، وأبوالدَّرْداء، وأبوذَر الغِفاري - مع تقدمه ، وأبو سعيد الخُدْري، وأبوالغادِية الجُهَني، وأبوالطُّفَيْل عامِر بن واثِلَة، وأبوعامِر الأَشْعَرِي.
........................
نبه على ذلك الذهبي في التذهيب (9/33)










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-09, 19:26   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فهؤلاء ثلاثة وعشرون من الصَّحْب الكِرام رضي الله عنهم، وقَلَّ أن تجدَ صحابيا روى عنه هذا العدد من الصحابة، رَغْمَ قِلّةِ تحديثِ معاويةَ رضي الله عنه.

ومن التابعين:
روى عنه: إبراهيم بن عبد الله بن قارِظ، وإسحاق بن يَسار، وأَسْلَم مَولى عُمر، وأَيْفَع بن عبدٍ الكَلاعي، وإياس بن أبي رَمْلَة الشامي، وأيوب بن عبد الله بن يَسار، وأيوب بن مَيْسَرة بن حَلْبَس، وبِشْر أبو قيس القنسريني، وثابت بن سعد الطائي، وأبو الشَّعثاء جابر بن زيد البَصري، وجُبَيْر بن نُفَيْر الحَضْرَمي، وأبوالزاهرية حُدَيْر بن كُرَيْب، وحَرِيز؛ وقيل: أبوحَرِيز مَولى معاوية، والحسن البَصري، وحَكيم بن جابر، وحِمَّان (وقيل أبو حِمَّان) أخو أبي شَيخ الهُنَائي، وحُمْران بن أَبان مَولى عُثمان بن عَفَّان، وحُمَيْد بن عبد الرحمن بن عَوْف، وحَنْظَلَة بن خُوَيْلِد، وأبوقَبِيل حُيَي بن هانئ، وخالد بن عبد الله بن رباح السلمي، وخالد بن مَعْدان، وذَكْوان أبو صالح السَمَّان، وراشد بن سعد المَقْرَئي، وراشد بن أبي سَكْنَة المِصْري، ورَبيعة بن يَزيد الدمشقي، ورَجاء بن حَيْوَة، وزياد بن أبي زياد، وزَيد بن جارِية، وزيد بن أبي عَتَّاب؛ ويقال: زيد أبوعَتَّاب؛ مولى معاوية أو أخته أم المؤمنين أم حَبيبة، وسالم بن عبد الله بن عُمر، وسعيد بن عَمرو بن سعيد بن العاص، وسعيد بن أبي سعيد كَيْسان المَقْبُرِي، وسعيد بن المُسَيِّب، وسُلَيْم بن عامر الكَلاعي؛ ويقال: الخَبَائري، وسلمة بن سَهم، وشُرَيْح بن عُبَيْد، وشُعَيب بن زرعة، وشُعَيب بن محمد بن عبد الله بن عَمرو بن العاص؛ والد عمرو بن شعيب، وطاووس بن كَيْسان، وعامِر بن أبي عامر الأَشْعري، وعَبَّاد بن عبد الله بن الزُّبَير، وعُبَادَة بن نُسَيّ، وعبد الله بن بُرَيْدَة بن الحُصَيْب، وعبد الله بن عامر اليَحْصَبي المُقْرئ، وعبد الله بن عُبيد؛ وكان بُدعى ابنَ هُرْمُز، وعبد الله بن علي العدوي، وأبو عامر عبد الله بن لُحَيّ الهَوْزَني، وعبد الله بن مُحَيْرِيز الجُمَحِي، وعبد الله بن مدرك، وعبد الله بن مَوْهَب، وعبد الله بن أبي الهُذَيْل، وعبد الرحمن بن عَبْدٍ القارِيّ، وعبد الرحمن بن عُسَيْلَة الصُّنابِحي، وعبد الرحمن بن أبي عَوف الجُرَشِي، وعبد الرحمن بن هُرْمُز الأَعْرَج، وعبد الملك بن عُمَير الكوفي، وعُبيد بن سعد، وعُبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة، وأبو عبدِ ربٍّ عُبَيْدة بن المُهاجِر، وعُرْوَة بن الزُّبَيْر، وعَطاء بن أبي رَباح، وأبوهِزَّان عَطِيَّة بن أبي جَمِيلة، وعطية بن قيس الكِلابي، وعُقبة المُقرئ، وعَلْقَمة بن وَقَّاص اللَّيْثي، وعَمرو بن الأسود العَنْسي؛ وقد يُقال له: عُمَير، وعَمرو بن الحارث السَّكُوني، وعَمرو بن قَيس السَّكُوني، وعَمرو بن يحيى القُرَشي، وعمير بن الحارث السَّكُوني، وعُمَير بن هانئ العَنْسي، والعَلاء بن أبي حَكيم الشامي؛ سَيّاف مُعاوية، وعيسى بن طلحة بن عُبيد الله، والفضل المَدني، والقاسم بن محمد الثَّقَفي، والقاسم بن محمد بن أبي بَكر الصدِّيق، والقاسم أبو عبد الرحمن الشامي، وقَبِيْصَة بن جابر الكوفي، وقَطَن البصري، وقُنْبُر؛ ويقال له: قُتَير، وقَيس بن أبي حازم، وكُريب مَولى ابن عَبَّاس، وكَيْسان أبوحَرِيز مَولى مُعاوية؛ وقد تقدم في حَرِيز، ومالك بن قَيس، ومُحارِب أبوسلمة، ومُجاهِد بن جَبْر، ومحمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم، ومحمد بن سِيْرِيْن، ومحمد بن عُقبة مولى آل الزبير، ومحمد بن علي بن أبي طالب؛ المعروف بابن الحَنَفية، ومحمد بن كَعب القُرَظي، ومحمد بن أبي يعقوب، ومحمد بن يوسُف مولى عُثمان، ومحمود بن علي القُرَظي، ومَرْوان بن الحَكَم بن أبي العاص، ومُسْلِم بن بانَك، ومُسْلِم بن مِشْكَم، ومُسْلِم بن هُرْمُز، ومُسْلِم بن يَسار، ومُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، والمُطَّلِب بن عبد الله بن المُطَّلِب بن حَنْطَب، ومعاوية بن عَلي السُّلَمي، ومَعْبَد الجُهَني، ومَعْن بن علي، وأبو الأزهر المُغيرة بن فَرْوَة الثَّقَفي، ومَكْحول الشامي، وموسى بن طلحة بن عُبيد الله، والنُّعمان بن مُرَّة الزُّرَقي، ونُمَير بن أَوْس، ونَهْشَل التميمي، وهَمَّام بن مُنَبِّه، وهِلال بن يِسَاف الكوفي؛ ويقال: ابن إساف، وأبو العُرْيان الهَيْثَم بن الأَسْوَد الكوفي، وأبو مِجْلَز لاحِق بن حُمَيد، ويَزيد بن الأصم، ويَزيد بن جارِيَة الأنصاري، وأبوالمُهَزِّم يزيد بن سُفيان، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهَمْداني، ويزيد بن مرثد، ويَعْلَى بن شَدَّاد بن أَوْس الأنصاري، ويَعيش بن الوليد، ويوسُف؛ والد محمد بن يوسُف مولى عثمان، ويوسُف بن ماهِكَ بن بُهْزاد، ويونُس بن مَيْسَرَة بن حَلْبَس، وأبو إدريس الخَوْلاني، وأبوإسحاق السَّبِيعي الكوفي، وأبوأسماء الرَّحَبي عمرو بن مَرْثَد، وأبوأُمَيَّة الثَّقَفي، وأبوبُرْدة بن أبي موسى الأَشْعَري، وأبوحملة مولى لآل الوليد بن عُتبة، وأبوسعيد المَقْبُري كَيْسان، وأبوسَلَمة بن عبد الرحمن بن عَوْف، وأبو شَيْخ الهُنائي، وأبوعبد الله الجدلي، وأبو عبد الله الصُّنابِحي، وأبوعُثمان الدمشقي، وأبوعطية بن قيس المذبوح، وأبوالفيض موسى بن أيوب، وأبو قِلابة الجَرْمي، وأبوالمعطل مولى بني كلاب، وأبو نَجِيح يَسار المكي؛ والد عبد الله بن أبي نجيح، وأبومَيْمونة، وأبو هِنْد البَجَلي، وابن ذي الكلاع الشامي، وابن أبي مَريم، وابن هبيرة، وجد محمد بن عمر، ومَرْجانة أمُّ عَلْقَمة، وابنة هشام بن الوليد بن المغيرة؛ وكانت تمرض عمارا.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-09, 19:29   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فهؤلاء مائة وأربعون تقريبا، وفيهم عددٌ ممن اختُلف في صُحْبَته، فيكون مجموعُ من وقفتُ عليه من الرُّواة عن معاوية مِائةٌ وستون راويا، على أنني لم أستقصِ كما ينبغي.

واتَّفَقَ البخاري ومسلم على إخراج أربعة أحاديث له، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بخمسة، وروى له أحمد في مسنده مائة وعشرة أحاديث، وروى له بَقِيُّ بن مَخْلَد في مسنده مائة وثلاثة وستون حديثا، وروى له الطبراني في المعجم الكبير مائتين وأربعين حديثا، وأفرد الأهوازي مُسندَه في مجلد كما قال الذهبي، واسمه: شرح عقد أهل الإيمان في معاوية بن أبي سفيان، ويوجد بعضه مخطوطا في المكتبة الظاهرية بدمشق، وقد طبع، وذكر له ابن كثير في جامع المسانيد والسُنن مائتان إلا ستة أحاديث.

المصادر: أخبار المدينة لابن شبّة (1/27) ومسند أحمد (5/290 و319 و320) والمعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي (1/413 و2/333 و380 و504 و509 و523) والآحاد والمثاني (1/379) والعيال لابن أبي الدنيا (293) ومسند أبي يعلى (31/353 و357 و364 و378) ومعجم الصحابة للبغوي (5/363) وأنساب الأشراف للبلاذري (2/19 بتحقيق العظم) وجزء البطاقة لحمزة الكناني (ص56-65) والثقات لابن حبان (5/322) والمعجم الكبير للطبراني (19/311) والأوسط (6/226) ومعرفة الصحابة لأبي نعيم (5/2497) وحلية الأولياء (5/132 و154 و165) وتاريخ دمشق لابن عساكر (59/55) وتكملة الإكمال (4/254 و648) وتهذيب الكمال للمزي (28/177) وسير أعلام النبلاء للذهبي (3/119) وجامع المسانيد والسنن لابن كثير (11/562 بتحقيق القلعجي)، وإكمال تهذيب الكمال لمغلطاي (11/266) والإصابة لابن حجر العسقلاني (9/233) والمطالب العالية (18/170 و174 رقم 4417 و4419) والعواصم من القواصم لابن الوزير (3/163) وتطهير الجَنان لابن حجر الهيتمي (ص34)

وقال الحافظ العَلائي بعد أن سَرَدَ جماعةً ممن روى عن معاوية من الصحابة: "واتّفقَ أئمةُ التابعينَ بعدَهم على الرواية عنه وقَبول ما رواه؛ هو وعَمرو بن العاص وكل من قام معهما في الفتنة، فكان ذلك إجماعاً سايقاً على قولِ من قَدَحَ فيهم، حتى إن جعفر بن محمد بن علي روى عن القاسم بن محمد عن معاوية حديثا .










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-09, 19:31   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

وهذا صحيح ثابت، رواه ابن أبي شيبة في مسنده (المطالب العالية 3/707 رقم 411 الشثري) وفي مصنفه (2/327) والطبراني (19/332 رقم 764) وابن عساكر (59/165-166) من طريق سليمان بن بلال عن جعفر به مرفوعا: "إذا صَلَّى الإمامُ جالساً فصَلُّوا جُلوساً". قال القاسم: فعَجِبَ الناسُ مِنْ صِدْقِ معاوية.
وقال الهيثمي في المجمع (2/67): رجاله رجال الصحيح. وقال البوصيري في الإتحاف (1/166/أ): رجاله ثقات. قلت: سنده جيد قوي.
وهذا الإعجاب للتصديق والموافقة، قال البيهقي (فيما رواه ابن عساكر): "فهذا جعفر بن محمد الصادق يرويه؛ ويُصَّدِّقُ القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق فيما يحكيه من تصديقِ الناسِ معاويةَ، والناسُ إذ ذاك: مَنْ بَقِيَ مِنَ الصحابة، ثم أكابر التابعين".
.......................

وقال محمد بن سيرين: كان معاوية رضي الله عنه لا يُتَّهم في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام أبوبكر الييهقي: كل من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ممن صحبه أو لقيه فهو ثقة؛ لم يتهمْه أحد -ممن يُحسن علم الرواية- فيما روى". (تحقيق منيف الرتبة ص90)










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-09, 19:33   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ومثله: رواية علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن مروان بن الحكم حديثا، وبوّب لذلك ابن أبي خيثمة في تاريخه (2/73)
رواه وكيع في الزهد (231) والطيالسي (2/314 رقم 1058) وابن أبي شيبة (8/494) والإمام أحمد في المسند (4/93) وفي العلل (2/285 و3/450) والبخاري في التاريخ (7/328) وأبوداود (4129) وابن ماجة (3656) والخلال (2/440) والبيهقي (1/21) وابن عساكر (59/166) وغيرهم، من طريق أبي المعتمر يزيد بن طهمان، عن محمد بن سيرين أنه قال: وكان معاوية لا يُتّهم في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وسنده صحيح.
فائدة: قال الطيالسي رحمه الله بعد نقل كلام ابن سيرين: "وكان معاوية إذا حدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُتّهم"، فأعاده الطيالسي من قوله تصديقا لابن سيرين.

وثبت مثله عن ابن عباس:
فروى الإمام أحمد في المسند (4/95 و102) وفي العلل (2/285 و3/450) -ومن طريقه الخلال في السنة (2/439)- والبغوي في معجم الصحابة (5/378) والطبراني (19/310 رقم 697) والآجري (5/2460 رقم 1943) وابن عساكر (59/56) من طريق مروان بن شجاع، ثنا خصيف، عن مجاهد وعطاء، عن ابن عباس أنه قال: ما كان معاوية على رسول الله صلى الله عليه وسلم مُتّهما.
وإسناده حسن.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن معاوية وعمرو بن العاص ".. لم يتّهمهُم أحدٌ من أوليائهم ولا مُحاربيهم بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل جميع علماء الصحابة والتابعين بعدَهُم متَّفقون على أنَّ هؤلاء صادقون على رسول الله، مأمونون في الرواية عنه". (سؤال في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ص24)
وقال ابن حجر الهيتمي بعد أن سرد جملة من الرواة عن معاوية: "فتأملْ هؤلاء الأئمة أئمة الإسلام الذين رووا عنه؛ تَعلمْ أنه كان مجتهدا أيَّ مجتهد، وفقيها أيَّ فقيه". (تطهير الجنان ص34)

وقد قال العلامة ابن الوزير في العواصم والقواصم (3/163): إن بيان أحاديث معاوية رضي الله عنه في الكتب الستة تُعَرِّفُ ثلاثةَ أشياء: عدمَ انفراده فيما رَوى، وقلّةَ ذلك، وعَدَم نكارته.
ثم سرد أحاديثَ معاوية رضي الله عنه في أكثر من أربعين صفحة، وأَوردَ مَن تابَع معاويةَ مِن الصحابة على روايتها، وشواهدَها، وتكلَّم عليها، ثم قال (3/207): "فهذا جميع ما لِمُعاوية في الكتب الستة ومُسند أحمد حسب معرفتي.." إلى أن قال: "وهو مُقلٌ جدا بالنظر إلى طول مُدّته، وكثرة مُخالطته، وليس فيما يصحُّ عنه بوفاقٍ شيءٌ يوجبُ الريبة والتُّهمة، ولا فيما رواه غيرُه من أصحابه.." الخ

فأما عدالة عموم الصحابة:

فقد أجمع أهل السُنَّة عليها، ومعاوية منهم، وهذه شذراتٌ من أقوال الأئمة:
قال ابن حِبَّان: "كلهم أئمة سادةٌ قادةٌ عدول، نزَّه الله عز وجل أقدار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يُلزَقَ بهم الوَهَن. وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا ليُبلغ الشاهد منكم الغائب"؛ أعظمُ الدليل على أن الصحابة كلهم عدولٌ؛ ليس فيهم مجروحٌ ولا ضعيف، إذ لو كان فيهم مجروحٌ، أو ضعيف، أو كان فيهم أحدٌ غيرُ عدل لاستَثْنَى في قوله صلى الله عليه وسلم، وقال: ألا لِيُبَلِّغَ فلانٌ وفلانٌ منكم الغائب. فلمّا أجمَلَهم في الذِّكر بالأمرِ بالتبليغِ مَنْ بَعدهم، دلَّ ذلك على أنهم كلهم عدول، وكفى بمن عدَّله رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شَرَفاً". (الصحيح، ترتيبهُ الإحسان 1/162)
ونقله ابن رُشَيد في السَّنَن الأبين (134-135)، ثم قال: "واستدلاله بهذا الحديث صحيحٌ حسن، والإجماع شاهد على ذلك".
وقال ابن حبان أيضا: "إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم ثقات عدول". (نفسه 16/238)
وقال ابن عدي: "إن أصحابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لِحَقِّ صُحبَتهم، وتقادُمِ قَدمهم في الإسلام، لكلِّ واحد منهم في نفسه حقٌ وحُرمةٌ للصُّحبة، فهُم أجلُّ من أن يتكلّم أحدٌ فيهم". (الكامل في الضعفاء 3/1064)
وقال ابن حزم: "الصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم، لثناء الله تعالى عليهم". (المحلى 5/92 دار الآفاق الجديدة)
وقال أيضا: "ولا عدول أعدل من الصحابة". (الإحكام 2/231)
ومضى قول البيهقي الذي نقله العلائي آنفا.
وقال ابن عبد البر: "ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم، وثناء رسوله عليه السلام، ولا أعْدَلَ ممن ارتضاه الله لصًحبة نبيِّه ونُصْرَته، ولا تزكيةَ أفضلُ من ذلك، ولا تعديلَ أكمل منه". (الاستيعاب، بهامش الإصابة 1/4-5)
وقال: "إنما وَضَعَ الله عز وجل أصحابَ رسوله الموضعَ الذي وضَعَهم فيه بثنائه عليهم من العدالة والدين والإمامة؛ لتقومَ الحجّةُ على جميع أهل المِلَّةِ بما أَدَّوْهُ عن نبيِّهم من فريضة وسُنّة، فصلى الله عليه وسلم؛ ورضيَ عنهم أجمعين، فنِعمَ العونُ كانوا له على الدينِ في تبليغِهم عنه إلى مَن بَعدَهُم مِن المسلمين". (نفسه 1/30-31)
وقال أيضا: "قد كُفينا البحثَ عن أحوالِهم، لإجماع أهل الحقِّ من المسلمين، وهم أهلُ السنة والجماعة؛ على أنهم كلُّهم عدول". (نفسه 1/37-38)
وقال أيضا: "الصحابة كلهم عدولٌ مرضِيُّون ثقاتٌ أثباتٌ، وهذا أمرُ مجتمعٌ عليه عند أهل العلم بالحديث". (التمهيد 22/47)
وقال الخطيب البغدادي: "عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم بنص القرآن". (الكفاية ص46)
وقال أيضا: "وذهبت طائفة من أهل البدع إلى أن حال الصحابة كانت مرضية إلى وقت الحروب التي ظهرت بينهم"، فردَّ عليهم، وقال: "ويجب أن يكونوا على الأصل الذي قدمناه من حال العدالة والرضا، إذ لم يثبت ما يزيل ذلك عنهم"، ثم أسند عن أبي زرعة الرازي قوله: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدَّى إلينا هذا القرآنُ والسننُ: أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة". (الكفاية ص49)
وقال ابن الأثير: "والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلا في الجرح والتعديل، فإنهم كلهم عدول، لا يتطرق إليهم الجرح، لأن الله عز وجل ورسولَه زكَّياهم وعدّلاهم، وذلك مشهور لا نحتاج لذكره". (أسد الغابة 1/3)
وقال القرطبي: "فالصحابة كلهم عدولٌ، أولياء الله تعالى، وأصفياؤه، وخِيرَتُه من خلقه بعد أنبيائه ورُسُله، هذا مذهب أهل السنة والذي عليه الجماعة من أئمة هذه الأمة، وقد ذهبت شرذمة لا مبالاة بهم إلى أن حال الصحابة كحال غيرهم؛ فيلزم البحث عن عدالتهم". (التفسير، آخر سورة الفتح 16/299)
وقال ابن الصلاح: "الأمة مُجْمِعَةٌ على تعديل جميع الصحابة، ومَن لابَس الفِتَنَ منهم فكذلك، بإجماع العلماء الذين يُعتد بهم في الإجماع، إحسانا للظن بهم، ونظرا إلى ما تمهَّدَ لهم من المآثر، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نَقَلَةَ الشريعة، والله أعلم". (المقدمة في علوم الحديث 287)
ونقله مستحسنا ابنُ رُشَيد في السَّنَن الأبين (ص135)
وقال النووي: "الصحابة رضي الله عنهم كلهم هم صفوةُ النَّاس، وساداتُ الأمَّةِ، وأفضلُ ممن بعدَهم، وكلهم عدولٌ قدوةٌ لا نُخالةَ فيهم، وإنما جاءَ التخليطُ ممن بعدَهم، وفيمن بَعدهم كانتِ النُّخالة". (شرح مسلم 12/216 وانظر متنه)
وقال ابن جماعة: "الصحابة كلهم عدول مُطلقا، لظواهر الكتاب والسنة، وإجماع من يُعتد به، بالشهادة لهم بذلك، سواءٌ فيه مَن لابَسَ الفِتنة وغيره، ولبعض أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم في عدالتهم تفصيلٌ واختلافٌ لا يعتد به". (المنهل الروي 112)
وقال ابن تيمية: "أهلُ السُنَّة مُتَّفِقونَ على عَدالةِ الصَّحابة". (مجموع الفتاوى 35/54)
وقال العلائي: "وقد تقدَّم قولُ البراء رضي الله عنه: "ولم يكن بعضُنا يُكذِّبُ بعضا"، وهذا هو الأمرُ المستقرُّ الذي أطبقَ عليه أهلُ السنة، أعني القول بعدالة جميع الصحابة رضي الله عنهم، ولا اعتبارَ بقول أهلِ البدع والأهواء، ولا تعويل عليه". (جامع التحصيل 69)
وقال ابن حجر: "اتفق أهلُ السنة على أن الجميع عدول، ولم يُخالف في ذلك إلا شذوذٌ من المبتدعة". (الإصابة 1/10)
وقال الأمير الصنعاني: "الصحابة كلهم عدول عند المحدثين". (سبل السلام 1/21)
وكلام العلماء في ذلك مستفيض، وانظر للاستزادة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/7) والإحكام للآمدي (2/211) وصيانة صحيح مسلم لابن الصلاح (178) وشرح مسلم للنووي (1/222 و6/161) والسنن الأبين (ص134) والسير للذهبي (2/208) وجامع التحصيل للعلائي (38 و122) وفتح الباري لابن حجر (2/181 و4/57 و6/499 و9/633 و10/575) وغير ذلك كثير.
والمقام لا يسمح بأطول من هذا.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-09, 19:36   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ذكر بعض ما جاء من ثناء الصحابة على معاوية، رضي الله عن الجميع:

- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قُبيل وفاته: "اللهم إنّي أُشهدك على أمراء الأمصار، وإنّي إنّما بعثتُهُم عليهم لِيَعدلوا عليهم، ولِيُعلّموا الناسَ دينَهم وسُنَّةَ نبيّهم صلى الله عليه وسلم، ويَقسموا فيهم فَيْئَهُم، ويَرفَعوا إلَيَّ ما أشكلَ عليهم مِن أَمرِهم".
رواه مسلم (567) في صحيحه، وقد توفي عمر ومعاوية أمير الشام .

- وروى أبوعبيد في الأموال (1920) وقوام السنة في سير السلف الصالحين (1/138) عن سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عمير بن سلمة الديلي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال في الولاة: "والله ما آلو أن أختار خياركم".

- وروى الطبري في التاريخ (5/330) والبلاذري (4/147)
بسند صحيح عن سعيد المقبُري، قال: قال عمر بن الخطاب: "تَذكر
............................
قال خليفة بن خياط: ثم جمع عمر الشام كلّها لمعاوية، وأَقرّه عثمان. (التاريخ 155 و178)
نقله الذهبي وعلق عليه: حسبُك بمن يُؤَمِّرُه عمر، ثم عثمان على إقليم -وهو ثغر- فيضبطُه ويقومُ به أتمّ قيام. (السير 3/132)، وقال ابن تيمية: "ولا استَعملَ عمرُ قَط؛ بل ولا أبوبكر على المسلمين مُنافقا". (مجموع الفتاوى 35/65)










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-09, 19:40   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسند صحيح عن سعيد المقبُري، قال: قال عمر بن الخطاب: "تَذكرونَ كِسْرَى وقَيْصَرَ ودَهاءَهُما؛ وعندَكم معاوية"‍‍!

- كما كان معاويةُ أكبر ظَهيرٍ لعُثمانَ رضي الله عنه أيامَ خلافَتِه، ولا سيما أيام فتنة مقتله رضي الله عنه، وقد صحَّ عن أبي حَبيبة، أنه سمع أبا هريرة في الدارِ مع عثمان رضي الله عنهم، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم تَلْقَونَ بَعدي فِتْنَةً واختلافا"، أو قال: "اختلافا وفِتنةً". فقال له قائلٌ من الناس: فمَن لنا يا رسولَ الله؟ قال: "عليكم بالأمينِ وأصحابِه". وهو يُشيرُ إلى عُثمانَ بذلك .

- قال أبوالدَّرداء رضي الله عنه: ما رأيتُ أشْبَهَ صلاةً برسول الله صلى الله عليه وسلم مِن أميركم هذا، يعني معاوية .
رواه ابن أبي شيبة (12/50) وأحمد (2/345) وابن شبة (3/1105) والحاكم (3/99 و4/433) والبيهقي في الدلائل (6/293) وابن عساكر (39/267) وأبوالخير القزويني (كما في الرياض النضرة 3/37)، وسنده لا بأس به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير: إسناده جيد حسن، ثم ساق له شواهد (البداية والنهاية 10/374)، وصححه لغيره في موضع آخر (9/173)
وأبوحَبيبة هو مولى الزبير، وجَدُّ موسى بن عُقبة لأمِّه، وثَّقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جمع من الثقات.
رواه البغوي في معجم الصحابة (5/367) والطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (9/357) وفي مسند الشاميين (1/168-169) وابن بطة (كما في منهاج السنة 6/235) وأبونعيم في الحلية










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:27   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

- وعن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك إن تتبّعتَ عورات الناس أفسدتَهم. أو كِدتَ أن تُفسدَهم". قال أبوالدرداء: كلمةٌ سَمِعَها معاويةُ نفعَهُ الله بها .
قال ابن كثير (11/419): يعني أنه كان جيّدَ السريرة، حَسَنَ التجاوُز، جميلَ العفو، كثيرَ السِّتر، رحمه الله تعالى.

- وعن ابن شهاب الزُّهْري، عن عُروة بن الزُّبَير، أن المِسْوَر بن مَخْرَمة رضي الله عنه أخبره؛ أنه وَفدَ على معاوية فقَضَى حاجتَه؛ ثم خَلا به فقال: يا مِسْوَر! ما فعل طعنُك على الأئمة؟ قال: دَعْنا من هذا وأحسن. قال: لا والله! لَتُكلِّمَنِّي بذات نَفسكَ بالذي تعيبُ عَلَيّ! قال مسور: فلم أترك شيئا أعيبُه عليه إلا بيّنت له. فقال: لا أبرأ من الذنبَ! فهل تَعُدُّ لنا يا مِسْوَر ما نَلِي من
....................

(8/275) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن قيس بن الحارث، عن الصنابحي، عن أبي الدرداء.
وهذا سند صحيح، وقال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير قيس بن الحارث المذحجي، وهو ثقة.
رواه أبوداود (4888) وأبويعلى (13/382) وابن حبان (13/72) والطبراني في الكبير (19/311 و379 رقم 702 و890) وفي مسند الشاميين (1/272) وأبونعيم في الحلية (6/118) والبيهقي في السنن (8/333) وفي شعب الإيمان (13/137 رقم 7051 و17/151 رقم 9212) وابن عبد البر في التمهيد (18/23) وغيرهم.
قال الإمام الألباني في ظِلال الجنة (2/510): "سنده صحيح"، وهو كما قال، وللمرفوع طرق أخرى.










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:30   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الإصلاح في أمر العامة -فإن الحسنة بعشر أمثالها- أم تعُدُّ الذنوبَ وتَترُكُ الإحسان؟! قال: ما نَذكرُ إلا الذنوب! قال معاوية: فإنّا نعترفُ لله بكل ذنب أذنبناه، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم تُغفر؟ قال: نعم! قال: فما يجعلك برجاء المغفرة أحقَّ مني؟! فوالله ما ألي من الإصلاح أكثرُ مما تَلي، ولكن والله لا أُخيَّر بين أمرين: بين الله وبين غيره؛ إلا اخترتُ الله على ما سواه، وإني لَعَلَى دينٍ يُقبَلُ فيه العمل؛ ويُجزى فيه بالحسنات؛ ويُجزى فيه بالذنوب؛ إلا أن يعفوَ اللهُ عنها.
قال: فخَصَمَني!
قال عروة: فلم أسمَع المِسْوَر ذَكَرَ معاويةَ إلا صلّى عليه .

- روى أبوعَرُوبة الحرَّاني في الطبقات (ص41) عن مرجانة أم علقمة مولى عائشة، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: إني لأتمنى أن يزيدَ اللهُ عزَّ وجلَّ معاويةَ مِن عُمري في عُمره.
..................

رواه معمر في الجامع (20717) -ومن طريقه ابن أبي الدنيا وابن أبي عاصم (1/378 مختصرا) والبغوي في المعجم (5/370) وابن عساكر (59/161)- عن الزهري به.
ورواه الخطيب (1/208) -ومن طريقه ابن عساكر- من طريق شعيب بن أبي حمزة عن الزهري به.
ورواه ابن سعد (1/123 السلومي) من طريق صالح بن كيسان عن الزهري به.
ورواه عبد الملك بن حبيب في التاريخ (365 مدريد) من طريق عقيل بن خالد عن الزهري به.
وهذا سند صحيح، وقال الدارقطني في العلل (7/53): إنه محفوظ، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (10/149 مع الإصابة): وهذا الخبر من أصح ما يُروى من حديث ابن شهاب، رواه عنه معمر وأصحابه، وقال ابن تيمية في منهاج السنة (4/385): إن الحكاية معروفة عن المسور بن مخرمة.
قلت: وله طرق أخرى عند البلاذري في الأنساب (4/44 و56 بتحقيق العظم)


وسنده صحيح.

- وروى أحمد (4/92) والبلاذري (4/265) والطبراني في الكبير (19/319 رقم 723) وابن عساكر (12/229) وابن العديم (5/2129) من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جُدعان، عن سعيد بن المُسَيِّب، عن مروان بن الحَكَم، أن معاوية قال لعائشة: يا أم المؤمنين، كيف أنا حاجاتك ورسلك وأمرك؟ قالت: صالح.
وعلي بن زيد بن جُدعان ضعيف، وانظر علل الدارقطني (7/65)

- وروى مسلم في صحيحه (2663) عن أم المؤمنين؛ أمِّ حَبيبة رضي الله عنها أنها قالت: "اللهم أمتعني بزوجي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي: أبي سُفيان، وبأخي معاوية".

- وروى الشافعي في الأم (1/290) وعبد الرزاق (3/21) والبيهقي (3/26) وابن عساكر (59/165) بسند جيد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ليس أحدٌ منا أعلمُ من معاوية .
وانظر الطحاوي (2/126) يخرَّج وهو في مسند الفاروق قاصر.
وقال الشافعي إن معاوية رضي الله عنه له فقه وعلم. (الأم 4/87)، وعندما عدّ ابنُ حزم ترتيب المكثرين من الفتيا في الإسلام؛ جعل معاويةَ أحَدَ العشرين التالينَ للسبعة المُكثِرين من الصحابة. (تدريب الراوي 2/219 وقارن بالإحكام لابن حزم 2/86)
فظهر بهذه الروايات النكارةُ البالغة للرواية المخالفة التي أوردها الطحاوي (










رد مع اقتباس
قديم 2013-05-10, 15:32   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
طارق العائد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

- وروى البخاري في كتاب فضائل الصحابة من صحيحه (3765) من طريق أخرى عن ابن عباس أنه قال عن معاوية: إنه فقيه.
وفي رواية قبلها (3764): إنه قد صَحِبَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.

- وروى ابن سعد (1/126 السلومي) ومن طريقه ابن عساكر (59/165) بسند صحيح عن أيوب السختياني، أن ابن عباس قال: إن أمير المؤمنين عالم، أي معاوية.
أيوب عن ابن عباس مُرسل، ويشهد له ما قَبله.

- وروى معمر (20985) ومن طريقه ابن سعد (1/121 السلومي) والبخاري في التاريخ (7/327) وابن قتيبة في الغريب (2/353) وابن أبي عاصم (1/378) والطبري في تاريخه (5/337) والخلال (2/440) والبغوي (5/373) وإسماعيل الصفار في جزئه (62) وابن عساكر (59/174) بسند صحيح عن ابن عباس: ما رأيت رجلا كان أخلق للمُلك من معاوية، كان الناس يرِدون منه على أرجاء وادٍ رَحْب، لم يكن بالضيّق الحَصِر العُصْعُص.
..........................
فظهر بهذه الروايات النكارةُ البالغة للرواية المخالفة التي أوردها الطحاوي (1/289)، وقد تفرد بتلك اللفظة الموضوعة عبد الوهاب بن عطاء، وله مناكير، فلعل اللفظة أُدْخِلَتْ عليه من الرافضة، لأنها بهم أشبه، كما قال الإمام الشعبي رحمه الله.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
معاوية, الله, سفيان, فضائل, وأخبار


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc