۝۞شاركنا أفضل ما قرأت وتقرأ وما تبدع وما أعجبك من إبداع۞ ۝ - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

۝۞شاركنا أفضل ما قرأت وتقرأ وما تبدع وما أعجبك من إبداع۞ ۝

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-08-24, 20:01   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
Asmaa maz
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية Asmaa maz
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bébéboxzie مشاهدة المشاركة
و أنت أيضا تقرئين هذا الكتاب
سبحان الله للقلوب عن بعضها
كما يقول الاخوة في سوريا

ههه



هههههه
أوشك على الإنتهاء منه.

أكيد قلوبنا عند بعضها.....
كتاب جميل ومفيييييد جدا.
جزاه الله كل خير "عبد الكريم بكار"








 


قديم 2013-08-24, 20:04   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
زَيْنَب ♥●٠·˙
عضو محترف
 
الصورة الرمزية زَيْنَب ♥●٠·˙
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asmaa maz مشاهدة المشاركة
هههههه
أوشك على الإنتهاء منه.

أكيد قلوبنا عند بعضها.....
كتاب جميل ومفيييييد جدا.
جزاه الله كل خير "عبد الكريم بكار"
اقرئي له كتابه
كيف نفهم الأشياء من حولنا
كتاب شيق









قديم 2013-08-24, 23:28   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asmaa maz مشاهدة المشاركة
موضوع مميّز...... كم أحبّ أن اشارك النّاس بما أقرأ، وأن اشارك النّاس بما قرأوا.


شكرا لك أستاذ ^^
سلام عليكم أختنا..
أسماء المباركة.
الموضوع للجميع ونرجو تميّزه بكم
رعاك الله..









قديم 2013-08-24, 23:31   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة it me مشاهدة المشاركة
شكرا لك اخي قاسم


والشكر موصول لكم
بورك فيكم










قديم 2013-08-24, 23:40   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي *** وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رمَوني بعقم في الشباب وليتني *** عقمت فلم أجزع لقول عِداتي
ولَدتُّ فلمَّا لم أجد لعرائـــســـي *** رجـالاً وأكـفــاءً وأدتُ بـنـــاتي
وسِعتُ كتاب الله لفظاً وغــايــة *** وما ضِقت عن آيٍ به وعِظات
فكيف أضيقُ اليومَ عن وصف آلة ***وتنسيقِ أسماءٍ لـمخـتـرعــات
أنا البحرُ في أحشائه الدرُّ كامنٌ*** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتَبلى محاسني *** ومنكم- وإن عـزَّ الـدواء- أسـاتـي
أيطربكم من جانبِ الغرب ناعبٌ *** ينادي بوَأْدي في ربيع حياتي؟!
أرى كل يوم في الجرائد مزلقاً *** من القبر يـدنـيـني بغـيـر أناة!
وأسمع للكـتَّاب في مصر ضَجةً *** فـأعـلــم أن الصائحـيـن نُعاتي!
أيهجرني قومي -عفا الله عنهمُو- *** إلى لـغــة لــم تـتـصل بـــرُواة؟!
سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى*** لُعَابُ الأفاعي في مَسيل فرات
فجاءت كثوبٍ ضمَّ سبعين رُقعة *** مُشَكَّلَةَ الألـوان مـخـتـلـفــــــات
إلى معشر الكتاب والجمعُ حافل*** بسطتُ رجائي بعد بسط شَكَاتِي
فإما حياةٌ تبعث الـمَيْتَ في البِلى*** وتُنبتُ في تلك الرُّموس رفاتي
وإما مــماتٌ لا قـــيــامــة بعـــده*** مــمات لَعَمْري لم يُقَــسْ بممـات
شاعر النيل









قديم 2013-08-24, 23:49   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

***ومن يغترب يحسب عدوّا صديقه***










قديم 2013-08-25, 00:02   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

كانت يوما أستاذة لنا..

رويدك ياقلبي، من الشوق ما قتل *** فأسمى معاني الحب حب ولا أمل
يراودني جفن السهاد، مدغدغا *** وكنت-قبيل اليوم- أسمو عن الغزل
دموعي- من البين المشت- غزيرة *** فرب جفاء منه يستأسد الحمل
وأرعى نجوم الليل، وهي رضيعة *** وقلبي خفاق يطير إلى "زحل"
"أخنساء" فجرت الدموع هواطلا *** بعينين أودى فيهما ألق المقل
رحلت إلى "البيضاء" أسكب عبرة *** يطير بها وجدي إلى عالم المثل
أقطع أبيات الأنين، تحرقا *** لظبي سبي قلبي، فلا نجمه أفل
وفي "الأشقر المهياف" فيض خواطري *** وأرسل أشعاري، تسابيح مبتهل
أفي"زرقة العينين" منبر قسوة *** وذا "البحر" مضياف، ويرهبه الملل؟
يقولون: في شعري سمات قديمة *** فما بال "بنت العصر" تكتب في "الجمل"؟
ضحكت دموعا، من هشاشة فكرهم *** فقد تدمع العينان ضحكا على البصل
فياويحهم، كم قيد الحس "عجزهم" *** عن الوصف يحدوه بكاء على طلل
وما شعر هذا العصر، غير مطية *** على مر دهر قد تؤول إلى عطل
ومن شعراء اليوم كل عجيبة *** فقولهم فوضى، وشعرهم خطل
قريضهم يغزوه، لفظ مهلهل *** تصك به الأسماع، ياله من خبل!
وشعرهم، خنثى" عديم رجولة *** عجبت له-ظلما- يتوج من سفل!
فلا الضاد تكسوه النصاعة هيبة *** ولا نغمة الوزن الخليلي تبتهل
ولا رونق الأسلوب، يحدو قصيدهم *** تجشأ أخطاء، ولا لفظهم جزل
إلـى " شعراء الجاهلية "، وجهتـي *** أسائل عنهم كـل من حـل، وارتحـل!
كفاني افتخارا، أنني "ابنة معبد" *** وعن سكة "الشعر الأصيل" فلم أمل
فشعر "القدامى"،بالنضار مرصع *** ومرجانة تختال في الحلي، والحلل
ولولا "القدامى"، فالأغاني عقيمة *** وما كانت الألحان،أو عرف الزجل
ورب خيال، في السماء مجنح *** لينحت صخر الشعر من قمة الجبل
وهجر تراث الأولين، جناية *** وليس عدو الشيء غير الذي جهل
كواعظ أهل البيت، إن يلق فرصة *** يعرج على الأحضان، مرتشف القبل
ويخدش وجها، مستنيرا براءة *** ولكن إذا التقريع حاق به انفعل
بربك خبرني الحقيقة، يا فتـــى *** فأين بريق الشعر، يا.."حضرة البطل"؟
أفق من سبات العجز، واعلم بأن في *** تراثك آلاء يباركها الرسل
رويدك، يامغرور... لست بخالد *** سيهوي بجحر"الصفر"من ظن أن وصل
رقيت على أكتاف من ثرت ضدهم *** فأصبحت مشهورا، وفي مضرب المثل
حدودك! فالزمها، تمت متحررا *** فحرية الأسياد أنجبها "الكبل"
سمات "عليل الذوق" ينحى بلومه *** على كل ممتاز، ويستمرئ "الخلل"
ولكن إذا دارت عليه دوائر *** يجر ثياب العار: رباه ما العمل؟
فتب عن رخيص الذوق، يكفي تطفلا *** فجسمي صرح ليس يخشاك من بلل
وقوم "لسان الضاد" ثم تحدني *** وربك -ذو الإكرام- جل عن الزلل
فلا تفترش بالشوك دربي، فإن لي *** يراعا لقول الحق يقذف بالأسل
ولا تقحمني فـي الحديــث بباطـل *** فهذا ضياع الوقت... إني على عجــل
الأديبة الكبيرة والشاعرة النحريرة
..الأستاذة فضيلة زياية(الخنساء)
....قصيدة "رحلة إلى الجنون"









قديم 2013-08-25, 00:06   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
عادل عبد الله
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بـــــــــــــــــــــــــــــــارك الله فيك أخي الكريم قاسم على موضوعك المتميز .
هذه عبارة استقطبتها من فيديو للشيخ صالح المغامسي حفظه الله ورعاه :
كل لذة من دون الجنة فانية وكل بلاء من دون النار عافية










قديم 2013-08-25, 00:17   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

"... وهذه النفس نفسٌ مرتكسة بأوحالها، شقيّة بحالها، تحتاج إلى رحمة بالغة، لانتشالها من هذا الوضع العَسف،.."









قديم 2013-08-25, 00:27   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

فَمَن يَـكُ ذا فَـمٍ مُـرٍّ مَرِيضٍ *** يَجِد مُرّاً به المَـاءَ الـزُّلالا









قديم 2013-08-25, 00:31   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
Asmaa maz
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية Asmaa maz
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قرآن الفجر
كنتُ في العاشرة من سِنِّي، وقد جمعْتُ القرآنَ كلَّه حِفْظًا، وجوَّدتُه بأحكام القراءة، ونحن يومئذ في مدينة "دَمَنْهُورَ" عاصمةِ البُحَيْرَةِ؛ وكان أبي - رحمه الله - كبيرَ القُضاة الشرعيينَ في هذا الإقليم، ومن عادته أنه كان يعتكِفُ كلَّ سَنة في أحدِ المساجد عَشْرَةَ الأيامِ الأخيرة من شهر رمضان؛ يدخل المسجد فلا يَبْرَحُهُ[1] إلا ليلةَ عيد الفِطْر بعد انقضاء[2] الصوم؛ فهناك يتأمل، ويتعبَّد، ويتَّصِل بمعناه الحق، وينظر إلى الزائل بمعنى الخالد، ويُطِلُّ على الدنيا إطلالَ الواقف على الأيام السَّائرة، ويغيِّر الحياة في عمله وفِكْرِه، ويهجُر تراب الأرض، فلا يمشي عليه، وترابَ المعاني الأرضيَّة فلا يتعرَّض له، ويدْخُلُ في الزَّمَنِ المُتَحَرِّر من أكثر قيود النفس، ويستقرُّ في المكان المملوء للجميع بِفِكْرَةٍ واحدة لا تتغيَّر؛ ثم لا يرى من الناس إلا هذا النوع المرطَّبَ الروح بالوضوء، المدعوّ إلى دخول المسجد بدعوة القوَّة السامية، المنحنِي في رُكُوعه ليخضع لغير المعاني الذليلة، الساجد بين يَدَيْ رَبِّه لِيُدْرِك معنى الجلال الأعظم.

وما حكمة هذه الأمكنة التي تقام لعبادة الله؟ إنَّها أمكنة قائمة في الحياة، تُشْعِرُ القلبَ البشريَّ في نزاع الدنيا أنه في إنسان لا في بهيمة...
وذهبتُ ليلةً فَبِتُّ عند أبي في المسجد؛ فلمَّا كنَّا في جَوْف الليل الأخير أَيْقَظَنِي لِلسُّحور، ثُمَّ أَمَرَنِي فَتَوَضَّأْتُ لِصلاة الفَجْرِ، وَأَقْبَلَ هُوَ عَلَى قِراءَتِه؛ فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ الأعلى هَتَفَ بالدعاء المأثور: اللهم لك الحمد؛ أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد؛ أنت بهاء السموات والأرض، ولك الحمد؛ أنت زَيْنُ السموات والأرض، ولك الحمد؛ أنت قَيَّام السموات والأرض ومن فيهم ومَن عليهنَّ؛ أنت الحق ومنك الحق.. إلى آخر الدعاء.
وأقبل الناس يَنْتَابُون[3] المسجد، فانحدَرْنا من تلك العليَّة التي يُسمُّونَها الدِّكَّة، وجلسنا ننتظر الصلاة، وكانتِ المساجد في ذلك العهد تُضاءُ بِقَنَادِيلِ الزيت، في كل قنديل ذُبالة، يرتعش النور فيها خافتًا ضئيلاً يَبصُّ[4] بصيصًا؛ كأنه بعض معاني الضوء لا الضوء نفسه؛ فكانت هذه القناديلُ، والظلام يرتج حولها، تلوح كأنها شُقوقٌ مضيئةٌ في الجو، فلا تكشف الليلَ؛ ولكن تكشف أسراره الجميلة، وتبدو في الظلمة كأنها تفسيرٌ ضعيف لمعنًى غامضٍ، يومِئُ إليه ولا يبينه، فما تشعر النفس إلا أن العين تمتد في ضوئها من المنظور إلى غير المنظور؛ كأنها سِرٌّ يَشِفُّ عن سِرٍّ.

وكان لها منظر كمنظر النجوم، يتِمُّ جمال الليل بإلقائه الشُّعَلَ في أطرافه العليا، وإلباس الظلام زينتَه النورانيةَ؛ فكان الجالس في المسجد وقت السحر يشعر بالحياة كأنها مخبوءة، ويُحِسُّ في المكان بقايا أحلام، ويَسْرِي حولَه ذلك المجهولُ الذي سيخرج منه الغدُ؛ وفي هذا الظلام النورانيّ تنكشف له أعماقه مُنْسَكِبًا فيها رُوح المسجد، فتَعْتَرِيهِ حالةٌ رُوحانية يَستكين فيها للقَدَر هادئًا وادعًا راجعًا إلى نفسه، مجتمِعًا في حواسِّهِ، منفرِدًا بصفاته، منعكِسًا عليه نور قلبه؛ كأنه خرج من سلطان ما يُضِيءُ عليه النهار، أو كأنَّ الظلمةَ قد طمست فيه على ألوان الأرض.
ثم يَشعر بالفجر في ذلك الغَبَش عند اختلاط آخِرِ الظلام بأول الضوء، شُعورًا نِدِّيًّا؛ كأن الملائكةَ قَدْ هبطت تحمل سحابة رقيقة، تَمسح بها على قلبه؛ ليَتَنَضَّر من يُبْسٍ، ويَرِقَّ من غِلْظَة، وكأنما جاؤوه مع الفجر ليتناول النهار من أيديهم مبدوءًا بالرحمة، مفتَتَحًا بالجمال؛ فإذا كان شاعر النفس الْتَقَى فيه النورُ السماويّ بالنور الإنسانيّ فإذا هو يتلألأ في رُوحه تحت الفجر.

لا أنسى أبدًا تلك الساعةَ، ونحن في جَوِّ المسجد، والقناديلُ معلَّقة؛ كالنّجوم في مَناطها من الفلك، وتلك السُّرُج[5] ترتَعِشُ فيها ارتعاشَ خواطِرِ الحب، والناس جالسون عليهم وَقار أرواحهم، ومن حوْلِ كُلِّ إنسانٍ هُدُوءُ قَلْبِه، وقدِ اسْتَبْهَمَتِ الأشياءُ في نظر العين، ليلبسها الإحساس الروحانيّ في النفس، فيكون لكل شيء معناه، الذي هو منه، ومعناه الذي ليس منه، فيُخْلَق فيه الجمال الشعريّ؛ كما يخلق للنظر المتخيِّل.
لا أَنسى أبدًا تلك الساعةَ، وقدِ انْبَعَثَ في جوِّ المسجد صوتٌ غرِدٌ رَخِيم، يَشُقُّ سَدفة[6] الليل في مثل رنين الجرس، تحت الأُفُق العالي، وهو يُرَتّل هذه الآياتِ من آخِرِ سورة النحل:
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 125 – 128].

وكان هذا القارئ يملك صوتَهُ أَتَمَّ ما يَملِك ذو الصوت المطرِب؛ فكان يَتصرَّف به أحلى مما يَتصرَّف القُمْرِيُّ وهو يَنوح في أنغامه، وبلغ في التطريب كلَّ مبلغ يَقْدِر عليه القادر، حتى لا تُفَسَّر اللَّذَّة الموسيقِيَّة بأبدع مما فَسَّرَها هذا الصوتُ؛ وما كان إلا كالبُلْبُل هَزَّتْهُ الطبيعة بأُسلوبها في جمال القمر، فاهتز يجاوبها بأسلوبه في جمال التغريد.
كان صوته على ترتيبٍ عجيب في نَغَماته، يجمع بين قوة الرِّقَّة وبين رِقَّة القُوَّة، ويَضطرب اضطرابًا رُوحانيًّا؛ كالحزن اعتراه الفرح على فجأة؛ يَصيح الصَّيْحة تَتَرَجَّح في الجو وفي النفس، وتَتردَّد في المكان وفي القلب، ويَتحوَّل بها الكلامُ الإلهيُّ إلى شيء حقيقيٍّ، يَلْمَسُ الرُّوح فَيَرْفَضُّ عليها بمثل الندى، فإذا هي ترِفُّ رفيفًا، وإذا هي كالزهرة التي مسحها الطَّلُّ.

وسَمِعْنَا القرآن غَضًّا طريًّا كأوَّلِ ما نزل به الوَحْي، فكان هذا الصوت الجميل يدور في النفس؛ كأنه بعض السِّرِّ الذي يدور في نظام العالم، وكان القلب وهو يتلقى الآيات؛ كقلب الشجرة يتناول الماء ويكسوها منه.
واهتَزَّ المكانُ والزَّمانُ كأنَّما تَجَلَّى المتكلِّمُ - سبحانه وتعالى - في كلامه، وبدأ الفجر كأنه واقفٌ يستأذن الله أن يضيء من هذا النور.
وكنا نسمع قرآن الفجر وكأنما مُحِيَتِ الدنيا التي في الخارج من المسجد، وبَطَلَ باطِلُها، فلم يبقَ على الأرض إلا الإنسانيةُ الطاهرة، ومكانُ العبادة؛ وهذه هي معجزة الرُّوح، متى كان الإنسان في لَذَّةِ رُوحِه، مرتفعًا على طبيعته الأرضية.

أما الطفل الذي كان فيَّ يومئذ: فكأنما دُعِيَ بكل ذلك ليحمل هذه الرسالة، ويُؤَدِّيَها إلى الرجل الذي يجيء فيه مِن بَعْدُ؛ فأنا في كل حالة أَخضع لهذا الصوت: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ}؛ وأنا في كلِّ ضائقة أَخشع لهذا الصوت: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ}.



"مصطفى صادق الرّافعي"
من كتاب: وحي القلم الجزء الثّالث.










قديم 2013-08-25, 00:47   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
عادل عبد الله
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الجمال الحقيقي هو جمال القلب الصافي .









قديم 2013-08-25, 11:50   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
Asmaa maz
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية Asmaa maz
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كبرنا... و كبرت أحلامنا الصغيرة

لم تعد الحلوى و الدمى أكبر الأمنيات
كبرت أحلامنا حتى صنعت لنا من نفسها بحرا
تارة نحمله ....و تارة يحملنا ...و تارة يفنينا




كبرنا ...و كبرت أطماعنا الشريرة
كبرت حتى أشعلت في قلوبنا نارا أحرقتنا و أحلامنا
و الرضا لكبرها صغر حتى مات
و لم يعد لنا في الدينارين ذلك الكنز الذي كان يغنينا




كبرنا..و كبرت اخطاؤنا...و ضيعنا الطريق المستبينا
كبرنا .....و كبرت أحقادنا و لم يعد لنا في الدنيا حكاية في الأحقاد تنسينا
كبرنا...و كبرت أحزاننا و لم يعد لنا في ضياع لعبنا
ما يقنطنا و يبكينا




كبرنا ..و كل معنا قد كبر الا القلب
الذي صار صلبا قاتما
ولم يعد كما كان واسعا بصيرا
...ولم يعد يحتمل..لم يعد يسع من النقاء الكثيرا



نعم كبرنا...أما انا فكبرت

و في قلبي خبأت طفلا أقسم الا يكبر
أقسم اقسم أن يبقبى بريئا صغيرا
تارة يلومني يوبخني....و تارة يرتمي بين أضلعي باكيا حسيرا
يلومني لأنني تركته بين الظلمة التي يخافها وحيدا أسيرا
يأسرني يحاصرني يحرجني بأسئلته الكثيرة


-أين هي يا ترى البراءة التي نثرتها بين جنبيك يوما عبقا و عبيرا
ولما طغى السواد على صفحات عندك أودعتها بيضاء
يكاد بياضها ان يكون سراجا منيرا
و أين تراه دفئ الكلمات...مالي اراها و قد صارت باردة زمهريرا




--عذرا يا نبضي و يا خافقي ...ما لأسئلتك عندي من جواب
وما لها عندي من تفسيرا
عذرا فلو كانت أغلالك عندي مفاتيحها..لأطلقتك في الدنيا حرا بل أميرا
عذراا...فإني تجبرني الدنيا و أحوالها على حبسك هاهنا
و إني كلما أجبرتي بحثت في نفسي فلم أجد للإجبار ندا و لا نظيرا
عذراا ..فإن مناك بعيدة و يدي قصيرة
عذرااااا........و سابقى اعتذر حتى ساعتي الأخيرة



لك مني سرور مكبوت ولك مني بلسما و زهور





بقلم أعزّ الصّديقات عندي "زينب بحّة"










قديم 2013-08-25, 11:53   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
Asmaa maz
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية Asmaa maz
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قراءة الصّحف اليومية، وتصفح الأنترنت، ومشاهدة البرامج التلفزيونية، وحفظ المعلومات العامة: لا يمكنها أن تصنع مثقّفا حقيقيّا.
الثّقافة والوعي والمعرفة: تجدها في الكتب.
الكتب تجادلك وتحاور عقلك.... بينما البقيّة تتعامل معك كمستهلك.







"محمد الرّطيان"
من كتاب: وصايا.










قديم 2013-08-25, 12:55   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم

يقول مالك بن نبي في كتابه تأملات

الملاحظة تجبرنا على أن نقدر للانسان قيمتين قيمته إنسانا وقيمتها كائنا إجتماعيا
قيمة توهب له في طينته الاولى بما وضع الله فيها من تكريم وليس لظرف من الظروف
ولا لأحد من الناس أن يغير منها شيئا ،كما انه لا يمكن لأي ظرف ان يغير شيئا من خصائص عينة الزنك ، وقيمة أخرى تعطى له بعمليات
اجتماعية معينة ، تماما كما تعطى العمليات الصناعية لعينة من الزنك في قيمتها العملية









موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
أعجبك, أفضل, الجلفة, تبيع, شاركنا, إبداع, وتقرأ, قرأت


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc